رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 62 - 2 - الإثنين 27/1/2025
قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية تائهة في قلب أعمى
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة زينب سعيد القاضي
الفصل الثاني والستون
2
تم النشر الإثنين
27/1/2025
كان يجلس في مكتبه منكبًا علي الأوراق التي أمامه يتابعها بإمعان شديد، قطعه فتح باب المكتب ودلوف غدير، رفع رأسه عن الأوراق وتسأل بنفاذ صبر:
-خير يا غدير؟
جلست على المقعد الذي أمامه وتحدثت بضيق:
-هو إيه إلي خير إيه خلاص مبقاش مسموح ليا أدخل مكتبك ولا إيه؟
أومأ بإيجاب:
-بالظبط كده مبقاش مسموح ليكِ تدخلي أي مكان أنا متواجد فيه.
إمتعض وجهها بغيظ وصاحت بانفعال:
-أنا عملت إيه يعني عشان جنابك تعاملني كده؟ صفوت إنتَ واخد الموضوع ده حجة عشان تبعدني عنك أنا فاهمة كويس أوي دماغك.
زوي ما بين حاجبيه مرددًا بعدم استيعاب:
-عملتي إيه؟ وواخد إلي عملتيه حجة ؟ هو إنتِ بجد مش واخدة بالك من بشاعة إلي حضرتك عملتيه يا مدام؟ وبعدين حجة لإيه معلش عايز أفهم ؟
ردت بحقد:
-حجة عشان تطلقني وتخلص ليا شكلك خلاص شايف واحدة غيري وعايز تبعدني عن طريقكم.
ظل ينظر لها بعدم تصديق وسرعان ما انفجر ضاحكًا مرددًا بعدم تصديق:
-بجد؟ هههههههههههه طب والله ضحكتيني يا غدير رغم أني مليش نفس أضحك الصراحة والله بقي أنا شايف واحدة غيرك وعايز أطلقك عشان اتجوزها وواخد إلي عملتيه حجة؟ صح كده ده إلي دماغك توصلت ليه ؟ طيب أحب أريحك يا حياتي وأقولك إنك كرهتيني مش بس في الجواز لأ كرهتيني في الجواز نفسه يعني لما هطلق جنابك أكيد مش هتجنن في عقلي وأروح أتجوز تاني لأ لأ إطلاقًا هبقي راهب بعد كده أطمني.
اشتاظت غضبًا وصاحت بعصبية:
-بجد والله جنابك عايز تفهمني إنك عاصر علي نفسك ليمونة عشان تقعد معايا؟
أومأ ضاحكًا:
-فدان ليمون وحياتك.
اتسعت مقلتي عينيه وعاتبته قائلة:
-إنتَ بتهزر صح ؟
ببرود أجابها:
-لأ بتكلم جد يا غدير هانم ولو سمحتي أتفضلي أطلعي بره وسيبني أخلص شغلي.
نهرته بتوبيخ:
-بلا شغل بلا زفت صفوت إنتَ بتتكلم جد ولا بتهزر أنا مش مصدقة أصلًا إنك إنتَ جوزي حبيبي إلي بيحبني واستحالة يفكر يكرهني أو يبعد عني إيه إلي حصل لكل ده؟
رمقها شذرًا وتحدث بنبرة حادة:
-بجد بتسألي إيه إلي حصل يا غدير ؟ إلي حصل إنك كسرتيني وذلتيني يا غدير نسيتي روحتي عملتي إيه وقولتي إيه لياسين أحمد المحدي جه يهددني بعدها وأنا روحت بنفسي أستسمح ياسين خايف الموضوع يأثر علي جوازة بنتك شوفتي وصلتينا لفين يا غدير.
ردت بحقد وشماته:
-وأهو أحمد المحمدي خلاص مات أهو وغار في ستين داهية ربنا يجحمه مطرح ما راح.
جحظت عيناه بصدمة وتسأل :
-إنتِ اتجننتي يا غدير ولا إيه؟ بتدعي علي واحد ميت ؟ الميت يا هانم لا يجوز عليه غير الرحمة وبس .
صاحت بغل:
-لأ ميستهلش الموت ولكن فضل عايش ونجا من الحادثة كنت هقتله المرة دي بإيدي.
رمقها بتشكك:
-إنتِ بتقولي إيه؟ تقتليه؟ والمرة دي بإيدي؟ هو كان في مرة قبلها مش بإيدك يا غدير؟
أعربت من النظر في عينيه وهتفت بتلبك:
-ها لا طبعًا إنت بتقول إيه عايز تلبسني مصيبة ولا إيه؟
تيقن أنها تخفي شئ ما وتحدث بنبرة حادة:
-لأ يا مدام مش بلبسك مصيبة بس كلامك وتصرفاتك يا هانم هي إلي بتوحي إنك مخبية حاجة عني وعملتي مصيبة كبيرة يا تري هي إيه؟
صمت قليلًا وأردف برجاء:
-قولي يا غدير عملتي إيه ؟ ريحي قلبي عشان لو حاجة حصلت ألحق أتصرف قبل فوات الأوان ؟
ردت بتهرب:
-قولتلك معملتش حاجة بعد إذنك.
غادرت سريعًا دون أن تستمع إلي رده حتي مما جعله يستند بمرفقيه علي المكتب مرددًا بشرود:
-أستر يارب من إلي جاي زي ما سترتها معانا في إلي فات.
❈-❈-❈
صباح يومًا جديد تملمت صفا في نومتها الغير مريحة واعتدلت علي الفراش بوهن حولت بصرها إلي صغيرها الغافي جوارها وضعت قبلة حانية فوق جبينه وشردت قليلًا:
-يا تري أبوك ماله يا مودي؟ تفتكر يكون بيحملنا أحنا السبب في موت ولده؟ أو أننا كنا السبب في المشاكل إلي حصلت ديه؟ أنا تعبت بجد يا أبني تعبت أنا مغلطش ولا عملت حاجة في حياتي غير إني حبيت أبوك وبس يا تري ده ذنب أكون بتعاقب عليه كل ده؟ أه منك يا تاعب قلبي معاك دائماً مع الأسف حب أكبر لعنة في حياتي طيب لو قررت فعلًا تبعد عني هيبقي مصير مودي إيه؟
وضعت يدها على أحشائها وتنهدت بمرارة:
-ويا تري إنتَ كمان ولا إنتِ هيكون مصيرك إيه ؟ رغم إني لسه مش متأكدة من وجودك بس عندي إحساس بيك بس مع الأسف كل مرة أبقي حامل يبقي في الوقت الغلط أسترها معانا يارب أنا مش حمل وجع قلب تاني.
قاطع حديثها مع نفسها طرق باب الغرفة ودلوف والدتها التي أغلقت الباب خلفها وتحركت تجاهها جلست جوارها وتسألت بقلق:
-مالك يا صفا في إيه مالك يا قلب أمك طمنيني عنك في حاجة حصلت ؟ إنتِ وجوزك كويسين سوا؟ أوعي تكوني مزعلة جوزك يا بنتي ولا حاجة ؟
أومأت بإيجاب وردت:
-أطمني يا أمي أحنا بخير سوا يا حبيبتي ومش مزعلاه ولا حاجة مقدرش أزعل ياسين أصلًا.
قطبت الآخري جبينها بحيرة واستطردت مستفسرة:
-طيب ليه سايبة أوضتك وسايبة جوزك في الظروف دي وقاعدة في أوضة لوحدك؟
اجابتها بتبرير كاذب:
-مفيش حاجة يا ماما مودي بيصحي يعيط كتير بالليل وكده هيقلق ياسين وهو تعبان فأنا شوفت أن الأفضل أخد مودي ونقعد في أوضة تانية عشان ينام ويرتاح.
رمقتها والدتها بعتاب وقالت:
-راحة جوزك وإنتِ جنبه وبتهوني عليه يا صفا مش وإنتِ سايبة جوزك وقاعدة في أوضة لوحدك وإذا كان علي مودي يبات معايا أنا يا حبيبتي ولا يهمك ولو صحي بالليل وجاع أعمل ليه رضعة مش حكاية يعني ولا في حاجة تانية إنتِ مخبياها عني يا صفا؟
تنهدت صفا بقلة حيلة وردت:
-ياسين هو إلي حابب يفضل لوحده يا ماما عشان كده قاعدة أنا ومودي في أوضة تانية أنا تعبانة بجد يا ماما تعبانة أوي كمان وخايفة أن ياسين يكون محملني ذنب موت والده.
تجهمت والدتها بعدم تصديق وعقب متهكمة:
-بجد ؟ هيحملك إنتِ نتيجة موت والده إلي مشوفناش منه غير الأذية وبس يلا الله يرحمه ويغفر له حتي إبنه الوحيد مسلمش منه هو كمان سلمي أمرك لله وسيبي جوزك يهدي يومين تلاتة وبإذن الله المياه ترجع لمجاريها.
تطلعت إلي والدتها بأمل:
-تفتكري يا ماما ؟
أومأت بإيجاب وردت:
-أيوة يا بنتي أفتكر جدًا كمان سبيها إنتِ علي ربنا ومتفكريش كتير العبد للتفكير والرب في التدبير وخليكِ دائماً علي يقين وثقة أن إلي ربنا بيقدره لعبده هي الخير حتي لو إنتِ شايفة إنه شر بيكون خير وبتكتشفي ده مع مرور الوقت سيبك يلا وقومي كده استهدي بالله وصلي الضحي وحضري الفطار لجوزك وطلعيه ليه حتي لو هو رافض بردوا تأكليه غصب عنه وتفضلي جنبه ده دورك يا بنتي فهماني؟
تبسمت بهدوء:
-فهماكِ يا ماما.
❈-❈-❈
كان يقف أمام المرآة يغلق أزار حلته ويهندم هيئته غير عابئ بالغافية علي الفراش خلفه أنها استيقظت وتتابعه بضيق:
-إنتَ مصحتنيش ليه يا أمير؟
رد بإقتضاب دون أن يلتفت لها ولا حتي ينظر لإنعكاس وجهها بالمرآة:
-وأصحيكِ ليه مش فاهم ؟
رمقته بعتاب وقالت:
-تصحيني عشان أروح معاك لصفا.
ببرود أجابها:
-جايز مش حابة تروحي سبتك علي راحتك وبعدين أنا مش رايح دلوقتي عند ياسين ورايا مشوار تاني الأول.
تساءلت بفضول:
-مشوار إيه ده؟
رد ببساطة:
-مشوار مهم .
تساءلت بفضول أكبر:
-هو إيه بردوا المشوار ده بردوا ؟
رفع حاجبه وتحدث بتجهم:
-مش قولتلك مشوار مهم يلا بعد إذنك.
أوقفته مستفهمة:
-طيب مش هتوديني لصفا ولا هترجع تاخدني ونروح سوا؟
رد بنفاذ صبر:
-حابة تروحي براحتك بس أنا هخلص مشواري وأروح ليهم بعد إذنك.
غادر تاركًا إياها تتأكل غيظًا مرددة بصدمة:
-يبقي كده يا أمير ماشي براحتك.
❈-❈-❈
طرقت باب الغرفة بخفة وانتظرت حتي استمعت إلي إذنه بالدخول دلفت وهي تحمل الفطار الخاص به.
جعد جبهته باستغراب وتسأل بحيرة:
-صفا إنتِ ليه خبطي قبل ما تدخلي ؟
وضعت الطعام أمامه وتحدثت بإقتضاب:
-ده الطبيعي المفروض استأذن قبل ما ادخل.
استنكر حديثها وهتف بعد فهم:
-تستأذني؟ قبل ما تدخلي أوضتك؟ وإلي مفيهاش حد غريب غير جوزك؟
ردت بحنق:
-أيوة لأنها مبقتش أوضتي من الأساس ياسين بعد ما طردتني أنا وإبنك منها.
اتسعت حدقتي عينيه مرددًا بعدم استيعاب:
-مش أوضتك؟ وطردتك إنتِ وأبني من الأوضة؟ إيه الهبل إلي بتقوليه ده يا صفا ؟
ردت بعند:
-مش هبل دي الحقيقة فعلًا لكن إنتَ كنت بتطردنا بذوق.
حرك رأسه بيأس ورد بنفاذ صبر:
-بجد ده إلي عقلك صوره ليك ِ عشان طلبت منك أني أبقي لوحدي شوية يبقي طردتك بذوق؟ صفا إنتِ مصدقة نفسك بجد؟ طيب معلش لو كلامك ده افترضنا إنه صح لواحد في المئة حتة هعمل كده ليه؟
آخذت نفس عميق وقررت أن تصارحه بمخاوفها:
-إنك ندمان مثلًا إني دخلت حياتك وإنك شايف أن موت والدك أنا ليا ذنب فيه.
استنكر حديثها وتهكم ساخرًا:
-بجد ؟ إنتِ إلي بتقولي الكلام ده يا دكتورة صفا لا بجد أبهرتيني بطريقة تفكيرك يا حبيبتي الصراحة أولًا كل إلي حصل مقدر ومكتوب والموت علينا حق ثانيًا والأهم أنا لو هندم فعلًا هندم إني متجوزتكيش من زمان يا صفا يا حبيبتي وعايزة أوضح ليكِ حاجة أنا خايف جدًا إن يجي اليوم إلي إنتِ تزعلي مني فيه وتعاتبيني علي إلي والدي عمله معاكِ أنا مش عايز أبعد عنك يا صفا أنا بس محتاج كام يوم بس أبقي لوحدي محتاج أجمع شتات نفسي من تاني يا صفا تسمحي ليا بده وأوعدك وقتها كل حاجة هترجع زي ما كانت وأحسن كمان ممكن؟
تنهدت بحزن وقالت:
-رغم إني حابة أكون جنبك دائمًا بس ممكن يا ياسين علي راحتك يا حبيبي وأنا في ضهرك وجنبك دائمًا يا حبيبي.
ابتسم بهدوء وقال:
-ربنا يخليكِ ليا يا حبيبتي.
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة زينب سعيدالقاضي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية