رواية جديدة حان الوصال لأمل نصر الفصل 48 - 4 - الأحد 19/1/2025
قراءة رواية حان الوصال كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية حان الوصال
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة أمل نصر
الفصل الثامن والأربعون
3
تم النشر يوم الأحد
19/1/2025
أممممم...
زمجر بها خميس بغضب، ليتوجه نحو أبنائه بحنق:
يا جدعان بقي واحدة زي دي جايبينها معاكم ليه هااا لييييه؟
كادت أن تمطره بالتقريع وكلمات الشماتة، لكن إشارة حاسمة قام بها طلال رافع يده امامها يسكتتها. ثم وجّه أمره للجميع:
اسمعوا بقى أما أقولكم، أنتوا عيلة في بعضيكم، لكن أنا بصراحة فاض بيا. أنا هجهز الكوشة ولوازم الفرح من دلوقتي، عشان تخرج من هنا على ليلتنا على طول، مش هستنى أكتر من كده.
فرح مين؟
سأله خميس بحيرة، قبل أن يجيب طلال بحسم:
قصدي علي فرحنا، مشاكلكم تحلوها مع بعضيكم، لكن مراتي هتيجي بيتها بقى. تماااااام
صاح في الأخيرة بتحذير جعل الجميع خلفه يوافقون بلا تردد، أما سامية، فقد أسعدها الأمر، حتى إنها لم تستطع الحفاظ على جمودها أو إخفاء تأثرها.
❈-❈-❈
كوخ من الخشب، مزود بكل وسائل الراحة والترفيه، ولكن تغلب عليه اللمسة القديمة الكلاسيكية، هذا الشيء المترسخ برأسه منذ الصغر، يخلق طمأنينة بالعقل، وعاطفة كانت تهفو لهذا الجو الرومانسي،
لقد جهز كل شيء، بداية من اعداد الطعام بطريقته، ليضع الاطباق الفاخرة الآن على المائدة التي زينها بالشموع الملونة الحمراء، بالإضافة إلى مشروب غازي معتاد عليه في هذا البلد، لا يمت للخمر بصلة ولكنه فاخر ويستحق ثمنه الباهظ، من أجل بهجة قلبه والذي قد تنخدع به حينما تراه وتظنه من المسكرات
تبسم بتسلية لمجرد التخيل، ليتوغل بقلبه الحماس من أجل رؤيتها، وقد طال انتظارها، مر اكثر من ساعة
منذ ان اختفت من امامه ولم تخرج من الغرفة حتى الآن، ولكنه لن يستعجلها، لديه الوقت كله، لقد أغلق الهواتف كي يصفي عقله من كل شيء إلا منها
تنهد يرتشف من مشروبه، ثم تحرك نحو المدفأة يضع قطعتين من الخشب ، فوصله رائحة عطرها التي جعلت قلبه يهفو ليلتف برأسه على الفور ناحيتها.
قطب بشيء من الانبهار والتعجب، وقد ظهرت الجميلة امامه بمعطفها الصوفي فوق الفستان، لتبزغ على فمه ابتسامة عزبة في استقبالها ممازحًا:
- هي الحلوة عندها مشوار وانا مش عارف؟
تبسمت ترد بكلمات متقطعة يلوح منها الخجل والشقاوة في أن واحد، وهي تتقدم نحوه:
- مش مشوار، بس الفستان ااا.... يعني بعد ما لبسته،.... كنت عايزة اغيره والله..... بس خوفت لا تزعل.... اصله بصراحة معجبنيش..
- معجبكيش ليه؟
غمغم يستقيم بجسده، ثم اقترب يجذبها من المعطف وبحزم منه، ينزع كفيها التي تشدد عليه في الأمام مردفًا بشغف:
- شوقتيني اشوفه عليكي......... واووو
وتابع بصفير من فمه يتأمله عليها جرأة تزيدها اضطرابًا وكلمات غير مترابطة:
- انت اشتريه ازاي بالتمن اللي قولت عليه، دا قميص نوم والنعمة، يفرق بس في القماشة، عشان مختلفة وفخمة حبتين.
اخرجته بعفويتها عن التأمل وتلك الاحاسيس التي تأججت داخله، ليردد ضاحكًا بصوت مكتوم
- فخمة حبتين!...... ااااه..... هتموتيني، هتموتيني، اخلعي ده بقى خلينا اشوفه عليكي بالكامل .
- تاااني
رددت بها بتذمر لم يكترث له، لينزع عنها المعطف ويلقيه بعيدا، ثم يديرها امامها مواصلا صفيره يعبر تن اعجابه، فالفستان المكشوف بقصته الجريئة لا يخفي الا القليل من جسدها، بالإضافة إلى زينه وجهها الرقيقة والشعر المصفف يحاوط بشرتها بنعومته، فتمثلت امامها فتنة خالصة:
- عارفة يا بهجة، أنا شوفت كتير وقليل، حتى أجمل العارضات ، مفيش واحدة فيهم وصلت لجمالك.
همت ان تجادله مستخفة ولكنه قطع عليها قبل ان تبدأ:
- عارفك هنتكلمي عن جمال الشكل، وأن في ملكات جمال احلى منك، بس انا بتكلم عن انك جمعتي بين حاجتين، جمال في الشكل، وكمان في الروح، وزياااادة بقى، ملكة على قلبي يا اجمل بهجة.
ورفع كفها يقبل ظهره متابعًا:
- ممكن بقى الملكة تقولي نبتدي بإيه، ناكل الاول ولا نقعد جمب الدفاية ولا نرقص، انا جهزت وحضرت كل حاجة، الليدي لازم تأمر بس وانا عليا الطاعة.
أومأت بصوت بح بفرط ما يكتسحها من الداخل، تشير بسبابتها نحو جهاز الموسيقى، في اختيار حددته، لينفذ هو رغبتها على الفور، يدير إحدى الالحان الموسيقية المعروفة، ويضمها اليه، ليبدأ ليلتهم بالرقصة الرومانسية
❈-❈-❈
ما أجمل من أن يدلل الرجل امرأته! فتصير بين يديه كقطعة الحلوى، تذوب مع كل كلمة غزل، فيتوهج وجهها وتزداد جمالا ورقة، تنضح انوثة ونعومة أيضًا
الوصف الحقيقي للمرأة هي انها كتلة لرد الفعل، كل تأثير خارجي ينعكس عليها في الداخل، دللها تجدها أنثى على حق، تقسو عليها وتعاملها بخشونة، اذن فالتستحق ما تتلاقاه منها.
راقصها ودار بها عدة مرات وحملها ايضا كالفراشة ، تناولت معه وجبة العشاء التي أعدها من اجلها، ثم أتى اخيرا وقت جلستهم امام المدفأة،
عدة وسائد افترشت الارض، وفي الوسط طبق الفاكهة والمشروبات وعدد من المسليات، ليجلس مستندا على احداهما، ويضمها إليه محققًا حلمه القديم، دفء الأجواء مع دفء المشاعر .
- هاا إيه رأيك بقى؟
ضحكت معلقة على كل شيء:
- رأيي في ايه تاني؟ أنت عملت كل حاجة يا حبيبي، ولا في أحلامي حتى كنت وصلتلها، دلوقتي بس قدرت انت ليه اخترت المكان ده؟ اتاريك طلعت رومانسي أوي، مع ان ما بيبانش خالص عليك.
- امال كان بيبان عليا ايه؟ صحيح يا بهجة انتي اول ما شفتيني حسيتي بإيه؟
- بارد
- نعععم.
ضحكت تدعي الخوف وقد برقت عينيه امامها يتصنع الجدية، لتصارحه هذه المرة وقد انزاحت الحواجز التي كانت تمنعها عن اخراج ما في قلبها:
- اول مرة عيتي جات في عينك، لما ظهرت فجأة وانا بمسح اثر الفوضى اللي عملتها نجوان، في البداية شهقت واتخضيت ، اكيد انت فاكر:
- طبعا فاكر، ودا يوم يتنسي، دا انتي كنتي لابسة بيجامة محزقة ومجسمة التفاصيل.
قالها يعض بأسنانه على شفته السفلى بمكر جعلها تلكزه بقبضتها كي تنهيه:
- بلاش غلاسة بقى، دي هي نظرة واحدة، لحقت تفصل وتجسم؟
- يا بنتي ومحلقش ليه؟ انا راجل، يعني عيني
تلقط سريع
قالها بتفاخر جعلها تتوجس سائلة له:
- يعني انت بتبص كدة على كل الستات؟
- لا والله عمري
قالها ليردف مؤكدا لصدقه:
- دي كانت أول مرة اصلا اتشد لواحدة واركز فيها، آه أنا اعجبت وانبهرت بستات كتير مش هنكر، بس مفيش واحدة خطفتني من اول نظرة غيرك، لما بصيتلي وعيني جات في عينك، بخضارها اللي ما شوفتش جماله في الدنيا كلها، حسيت على طول ان ليكي حكاية معاية، معرفش ازاي؟ بس دا اللي حسيته.
- وانا كمان.
- وانتي كمان ايه؟
- اول ما عيني جات عليك، اينعم اتخضيت في البداية، بس بعدها وانا بكلمك، كان عندي احساس ان شوفتك قبل كدة، أو اعرفك، وكأن الحكاية اللي بتقول عليها كانت موجودة من زمان، من قبل إحنا حتى ما نعرف بيها...... ، انا بحبك اوي يا رياض .
قربها من خصرها إليه ، ليقابل بتوهج بندقيته صفاء خضرواتيها، يردف بصدق اعترافه:
- وانا بعشقك يا قلب رياض
ثم تناول ثغرها بقبلة ناعمة، تمتزج بها الأنفاس، فتصبح شيء واحد، يبثها عشقه، وتبادله بلهفتها،
فتتطور القبلات إلى ما هو أعمق وأقوى، التحام الأجساد مع التحام الأرواح، لا شي، يفصل بينهما
منعزلين بعالمهما عن الكون اجمع
عالم خاص بهما وحدهما، وصال ابدي لا يفصله حتى الموت
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..