-->

رواية جديدة حان الوصال لأمل نصر الفصل 49 - 3 - الأربعاء 29/1/2025

 

قراءة رواية حان الوصال كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حان الوصال

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل التاسع والأربعون

3

تم النشر يوم الأربعاء

29/1/2025



ايه اللي انتي بتعمله ده؟ الراجل لو دخل علينا دلوقتي يقول ايه؟

رد ببساطة وعدم اكتراث:

- هيقول اتنين وعلى وش جواز، يعني عادي جدا يطلع منهم اي تصرف، رغم ان احنا لسة معملناش حاجة. 


ابتلعت تخاطبه برجاء:

- وترضهالي برضو يا هشام، انا محامية وليا وضعي،


هم ان يضحك لرقتها المفاجأة، والتي هي نابعة من خوفها منه، ليقول بتسلية:

- طب ما انا كمان دكتور ومحترم، يا أستاذة يا آنسة صفية، وبرضو المشاعر والحاجات اللي اقصدها مبتفرقش، خصوصا لما يكونو اتنين مكتوب كتابهم وبيحبوا بعض


تعقيبا على قوله ردت بتيه:

- مين دول اللي بيحبوا بعض؟

جاءت اجابته بنظرة كاشفة ضاعفت عليها، لتردف بمزيد من الرجاء:

- هشااام، الله يرضى عنك، بلاش الكلام ده ومتخوفنيش منك، حتى لو كنا كاتبين كتابنا برضوا ميبقاش جواز عندي غير بالشكل الرسمي، يعني فرح ، زفة، الحاجات المعروفة ، ياريت تحترم رغبتي بقى.


تنهد بقنوط ليفك حصاره عنها، فيجعل الأنفاس تدخل صدرها ببعض الاطمئنان، ويتمتم لها:

- ماشي يا صفية، على العموم هانت اوي، كلها شهر ولا شهرين بالكتير، اخلص تشطيبات الشقة، وبعدها مهيباقش فيه حجة بعد ما نعمل الفرح والزفة...... ونبقى في بيت واحد. 


❈-❈-❈


انتهى حفل الزفاف والذي أقيم كما وعدها  بشكل اسطوري، ولكن على طريقته الشعبية، أحياه إشهر فناني الغناء والمهرجانات الشعبية ، فقرات شتي ورقص وتوزيع هدايا كالمشروبات الغازية والاكلات،  لم ينقصه شيء، ولكن هذا لم يكن ابدا ما تريده. 


حاولت ادعاء الفرح والرقص مع الفتيات صديقاتها لتغيظهم، والتظاهر بالاندماج معه، تخفي حنقها المتزايد  حتى اذا دلقت معه داخل الشقة التي تجمعهما سويا وأغلق عليهما باب واحد، خلعت عنها ثوب التظاهر ، لترتمي بثقلها على التحت تنفخ بملأ فمها في انتظار اللحاق بها، بعد توديع الأصدقاء الذين ظلوا لمدة من الوقت يهللون بالمزاح والنكات الجريئة بعض الأحيان فرحا بزواج زعيمهم، حتى صرفهم بصعوبة، ليدلف اليها الان يغني يالأغنية الشعبية التي كان يردد بها المطرب في ليلته يرقص ويتمايل امامها وكأنها تتردد على اسماعه


- ع الدغري وبرجولة كلها من البابا مغلولة حبة عيال جايين في صيت


هيموتوا ويبانوا في الصورة


أنا طلعت حارق دمك


حتى من غير ما أجي جنبك


صفق يختم الجملتين:

- حبيبي يا رضا يا بحراوي. 


واقترب بانتعاش نحوها، فقطب قليلا لمشهدها، والشرار الذي يتطاير من عينيها في مطالعته، مما جعله يفطن لما يدور بعقلها ، فعاد لمواصلة الأغنية،  ليزيد عليها بتأديتها:


أنا طلعت حارق دمك


أنت واللي واقف جنبك


هو أنت ليه بتكبر وتخيب


روح شوف حد يعالجك


روح شوف حد يعالجك. 


زاد حريقها ليخرج صوتها بحدة في الرد عليه:

- خلاص يا حبيبي بقى الليلة خلصت،  ولا مكفكاش اللي عملته فيها بالرقص والبلاوي السودة اللي هببتها انت وأصحابك 


- بلاوي سودة !

تمتم بها رافعًا حاجبه بشر، يتخلى عن العبث في الرد عليها :

- مالك يا عروسة؟ انتي من أولها كدة هتقلبي سحنتك! مالك يا بت؟


انتفضت على اثر صبحته الأخيرة، لتقف مواجهة له قائلة:

- قلبتي انت السبب فيها يا طلال، عشان برضو نفذت اللي في دماغك ، طلبت منك اغير الشبكة او حتى اعمل الفرح في قاعة فخمة معبرتنيش، حتى لما طلبت منك تجيب حماقي ولا حتى تامر عاشور،  ربما مقدركش.


ازبهل محدقا بها للحظات قبل أن يردد خلفها بعدم استيعاب:

- عايزة تامر عاشور ولا حماقي يجوا يغنوا في فرح في الشارع. 


- اديك قولتها بنفسك فرح في الشارع، يعني لو كان ربنا قدرك وعملناه في قاعة زي ما اقترحت عليك، كنت فرحتني من الناحيتين، مش تجيبلي عيال تترقص بالشماريخ ولا اكننا في سراية المجانين،  بس على واسع شوية، لا وكمان جاين ورانا يزفونا لحد شقتنا، ما كانوا باتوا معانا احسن، ما هي زيطة بقى.


تركها تنهي جميع ما تهذي به، ليرد أخيرا بكل هدوء،، غير مكترثا لثورتها:

- هما فعلا كانوا مزودينها النهاردة، فرحانين بزعيمهم بقى شيكاغو المنطقة، بس الليلة خلصت.....  ودلوقتي ده اتقفل باب واحد


واكمل الباقي بنبرة تحذيربة          

 - سمعاااني يا ست العرايس، يعني وقت الكلام خلاص انتهي، ودا وقت الفعل .


وتقدم نحوها لتتراجع هي خطوتين بخوف منه، ولكنها تصر ان تجادله:

- فعل بقى ولا زفت، انا اصلا نفسي قفلت ودماغي صدعت من الهبد والرزع...


- نعم ياختي

قاطعها بها، ثم ألقاها  على الفراش ليجثو بركبتبه حولها ، مائلا نحوها بتهديد:

- اسمعي يا بت واصحي لنفسك كدة، بلاش اقلب عليكي واخليكي تشوفي شيكاغو فى ليلة زي ده، لا عايزاها تبقى غم عليكي ولا عليا، لكن وربنا لو طلبت معايا اعملها ولا هيهمني،  تحب تجربي يا غالية.


برقت عينيها بهلع تنقي بتحريك رأسها، لينهض عنها يأمرها بلطف وحزم:

- خلاص يبقى قومي كدة وخليكي شطورة زي اي عروسة في ليلتها .


تمالكت تحاول السيطرة على رجفتها بعد أن جفف الدماء بعروقها بهيئته التي تحولت فجأة لشراسة، فترد بعدم تركيز:

- شطورة وعروسة! ازاي يعني؟ اعمل ايه بقى؟


صدر من حلقه صوت اشبه بالشهقة، ليردف بسخرية:

- لا هو انتي متعرفيش هتعملي ايه النهاردة في ليلتك يا عروسة؟! ولا تكوني عيلة صغيرة وعايزة اللي يشرحلك يا سامية؟ أنا عن نفسي مش ممانع


قال الاخيرة بابتسامة فجة اخجلتها رغما عنها،  لتزفر بضيق وحنق في رد على وقاحته:

- لا يا حبيبي كتر خيرك،  مفيش داعي للتريقة اصلا،  انا مش هبلة ولا محتاجة حد يعرفني حاجة زي دي.


وفي محاولة منها على تحديه، نزعت طرحتها سريعًا لينطلق شعرها ويظهر جيدها بأكمله امام عينيه المتفرسة بها، فتنهض  بالمنامة الحريرية التي كانت جوارها على الفراش، قبل ان يمسكها منها، يبتلع ريقه سائلا:


- انتي رايحة بيها فين دي؟

هذه المرة صدر صوت الاستهجان منها هي، لتجيبه بسخرية وغنج مقصود:

- يعني هكون رايحة بيها فين ان شاءالله؟ اكيد عشان اغيرها في الحمام على ما تغير انت كمان. 


- على ما اغير انا كمان ! اممم

ردد بها من خلفها ليطبق على كفها يمنعها من التحرك، وعلى حين بغتة جذبها لتقع على الفراش مرة اخرى، وقبل ان تهم بسؤاله، عاجلها بالفعل قبل القول.

- وانا بقول نساعد بعض احسن. 

 جذب سحاب الفستان للاسفل، وشفتيه عرفت طريقها إلى ثغرها، ليخرص صوتها عن الاعتراض او المقاومة مقابل سطوته، التي يفرضها رغم تمردها المستمر، 



❈-❈-❈


في اليوم التالي صباحًا 

استيقظ مبكرا يعود لنظامه السابق قبل زواجه، وذلك من اجل الاستعداد والتجهيز للعمل، أطفأ  المنبه سريعًا ليقوم بخفة من جوارها، يقبل رأسها قبل أن ينزل بأقدامه على الارض، يترك الفراش متوجهًا إلى المرحاض، ليأخذ حمامه سريعًا، ولكن حين خرج وجدها جالسة على طرف التخت وكأنها في انتظاره، ليشرق وجهه برؤيتها.


- صباح الجمال، انتي صحيتي ليه؟ 

تبسمت تجيبه:

- صحيت من حركتك يا باشا، دا غير اني متعودة اصلا على الصحيان بدري، انتي نسيت ولا ايه؟


ذهب ناحية غرفة الملابس ورده يصلها:

- لا ياستي منستش، بس انتي ميعادك ع الجمعية مع ماما، يا عشرة يا تسعة انما انا راجل غلبان، عندي مصنع وبلاوي زرقا في انتظاري متكومة، روحي نامي انتي يا روحي، متضيعيش فرصتك في الراحة،  دا انا جابر على نفسي اصلا اني اسيبك. 


كانت قد لحقت به لتقف على مدخل الغرفة تتابعه في انتقاء الحلة التي صار يرتديها، ثم الحذاء الذي يليق به، تتمايل بجسدها، زامة شفتيها بتفكير لم يخفى عليه:

- واضحة اوي ان محشور في بقك كلام، قولي يا قلبي بدل ما انتي عاملة زي العيال الصغيرة المزنوقة كدة. 


- مزنوقة!

رددت بها من خلفه، لتصدح ضحكتها في البداية قبل أن تجيبه:

- بصراحة بقى انا نفسي اروح معاك المصنع وو لو ينفع يعني اشتغل معاك، بس مش عارفة هترضي تاخذني ولا لأ؟


قطب قليلا بتفكير لكن سرعان ما صدر منه الرد بما ادهشها:

- وإيه اللي يخليني مقبلش؟ انتي ناسية دلوقتي صفتك ايه بالنسبالي قدام الدنيا كلها .


أشرق وجهها تردد بعدم تصديق:

- بجد يا رياض، يعني انت فعلا موافق اجي اشتغل معاك .

تبسم يؤكد لها:

- بجد يا قلب رياض، انني تلبسي زتتشيكي دلوقتي عشان تيجي معايا، بس مقولتليش، عايزة تشتغلي معايا ايه هناك؟


تهلل وجهها تخبره:

- هقولك انا نفسي في ايه بالظبط.    

يتبع 


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..

رواياتنا الحصرية كاملة