رواية جديدة على سبيل الألم لرانيا ممدوح - الفصل 30 - الإثنين 17/2/2025
قراءة رواية على سبيل الألم كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية على سبيل الألم
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة رانيا ممدوح
الفصل الثلاثون
تم النشر الإثنين
17/2/2025
ليان وهي تنظر إلى ليث بجدية: "أنت عارف إنها جابتلي عريس، وأنا قلبي مش مطمن ليها أبدًا أكيد وراها مصلحة من ورا العريس ده ."
رفع ليث حاجبه باستغراب، متأملًا ملامحها التي كانت تعكس قلقًا واضحًا، ثم قال بنبرة متوجسة: "يارا؟ جابتلك عريس؟"
ليان وهي تهز رأسها بتوتر: "أيوه، وكأنها بقت خاطبة فجأة! لقيتها بتكلمني وبتقول إنها لقت لي عريس مناسب جدًا، رجل أعمال غني، و وسيم ،وعنده نفوذ وعلاقات كبيرة."
ليث وهو يضغط على فكّه بضيق: "وإنتي؟ إيه رأيك في الموضوع ده؟"
ليان وهي تعقد ذراعيها: "ما ارتحتش، حاسه إن في حاجة غلط، يارا مش بتعمل حاجة لله، عمرها ما فكرت فيّ بالطريقة دي، وفجأة بقت مهتمة بمستقبلي العاطفي؟! مش ملاحظ إن دي حاجة غريبة و خصوصا إنها ظهرت فجأة في حياتنا"
ليث وهو يتأملها بنظرات مشككة: "حاسه إنها بتحاول تبعدك عن حاجة؟"
ليان وهي تزفر بضيق: "بل عن حد… يمكن عنك مثلا مع إني في الفترة الأخيرة كنت بعيدة فعلا و يعتبر معرفش كتير عنك و عن أحوالك بس واضح إنها حبت تتأكد اكتر إن مافيش حد هيقف قصادها و يمنعك منها "
ليث وهو يشيح بنظره جانبًا ويفكر بعمق: "إنتي شاكة في نيتها؟"
ليان بحزم: "أنا متأكدة إن الموضوع مش بريء، وأنا مش هسكت لحد ما أفهم هي بتلعب لعبة إيه بالظبط"
ليث وهو يمرر يده في شعره بضيق: "شكلك مكبرة الموضوع يا ليان.. و كل ده مجرد مساعدة منها مش أكتر"
ليان وهي تنظر إليه بحدة: "بجد؟! أنت شايف كده؟!"
ليث وهو يهز كتفيه بلا مبالاة: "ممكن تكون بس بتحاول تعمل حاجة لطيفة ليكي، يمكن شايفاكي وحيدة وقررت تساعدك بالعريس ده مين عارف محدش يقدر يدخل جوا الناس و يعرف نيتهم."
ليان وهي تضحك بسخرية: "يارا؟ وتعمل حاجة لوجه الله؟ دي مش بتتحرك خطوة إلا لو لها مصلحة فيها!"
ليث وهو يتأملها: "طب إيه مصلحتها في جوازك؟"
ليان وهي تميل للأمام، تنظر إليه بتركيز: "إنها تبعدني عنك! مش ملاحظ إنها من وقت ما دخلت حياتك وهي بتحاول تبعدك عن كل اللي كان حواليك؟ الأول أصحابك، وبعدين أنا؟"
ليث وهو يتنهد ويميل للخلف: "إنتي بتحللي كل حاجة كأنها مؤامرة، يمكن كل ده مجرد صدفة.. شيلي جو القضايا و المحاكم ده من حياتك و بطلي تحليل ."
ليان وهي ترفع حاجبها بتحدٍ: "وإنت مش شايف إنها أقرب ليك دلوقتي أكتر من أي وقت فات؟ مش شايف إن كل حاجة بقت تحت سيطرتها؟ حتى شغلك، وحتى وقتك!"
ليث وهو يعقد حاجبيه ويفكر: "يارا ساعدتني كتير الفترة اللي فاتت، ويمكن فعلاً يكون عندها نوايا كويسة."
ليان بنبرة هادئة لكن حاسمة: "أو يمكن بتدخلك في عالمها، وبتحاصرك فيه، عشان في الآخر متعرفش تعيش من غيرها!"
نظر إليها ليث بصمت، كأنه يحاول فهم ما وراء كلماتها، لكن عقله كان يرفض تصديق شكوكها… أو ربما كان يخشى مواجهتها.
ليث وهو يعقد ذراعيه أمام صدره: "أنتِ متحاملة عليها زيادة عن اللزوم، يارا عمرها ما حاولت تتحكم فيَّ، بالعكس، هي فتحت لي أبواب كنت فاكرها مقفولة."
ليان وهي تتنهد بضيق: "مش كل باب مفتوح لازم ندخله، ومش كل فرصة لازم نستغلها، أوقات الفرص دي بتكون فخاخ وإحنا مش واخدين بالنا."
ليث وهو يمرر يده على وجهه بضيق: "أنتِ بتبالغي، أنا مش طفل عشان حد يسيطر عليّ، وبعدين إيه المشكلة لو كانت عايزة تساعدك فعلاً؟ مش يمكن العريس اللي جابته ليكي يكون مناسب؟"
ليان وهي تضحك بسخرية: "مناسب؟! أنا متأكدة إن الشخص ده من النوع اللي بيكون لسه مقابلني من يومين وعمال يتكلم عن فلوسه وشغله ومكانته، حتى ما يسألش عني! ده عريس متفصل تفصيل على مقاس يارا و اللي زيها، مش على مقاسي أنا!"
ليث وهو يميل للأمام، ناظراً لها بجدية: "طيب، ليه متديش نفسك فرصة؟ يمكن تكوني غلطانة في حكمك عليه، ويمكن يارا مش بالسوء اللي في بالك."
ليان وهي ترفع حاجبيها بدهشة: "من إمتى وأنت كده يا ليث؟! من إمتى بتدافع عن حد بالشكل ده؟! أنت مش شايف نفسك؟ مش شايف إزاي بقيت مختلف؟!"
ليث وهو يشيح بوجهه بعيداً: "مش مختلف، أنا بس كبرت، اتغيرت، الدنيا بتاخدنا في سكة وإحنا بنتأقلم."
ليان وهي تهز رأسها بخيبة أمل: "لأ، أنت مش بتتأقلم، أنت بتضيع! وبكل خطوة بتاخدها بعيد عن نفسك، أنت بتقرب أكتر من الهاوية!"
ليث وهو ينهض من مكانه وينظر إليها بحزم: "أنا مش طفل عشان حد يقولي إيه الصح وإيه الغلط، وبعدين، حتى لو يارا عندها نوايا مش كويسة زي ما بتقولي، ده يخصني أنا، مش أنتِ!"
ليان وهي تنظر إليه بحزن: "مش لما يكون اللي بيتأذى هو أقرب شخص ليا... أنت كنت أخويا، كنت أكتر حد بفهمه في الدنيا، دلوقتي بقيت شخص تاني، شخص أنا معرفوش!"
ليث وهو يتنهد بعمق، محاولاً إخفاء اضطرابه: "ليان... أنا مقدر قلقك، بس مش لازم دايماً نشوف الأسوأ في الناس، يمكن يارا تكون فعلاً عايزة تساعدني، ويمكن أنا محتاج حد زيها في حياتي دلوقتي."
ليان وهي تنهض بدورها، تمسك حقيبتها وتستعد للمغادرة: "يبقى أنت اللي اخترت طريقك، وأتمنى لما تصحى على الحقيقة، متكونش خسرت كل حاجة بسببها!"
نظر ليث إليها وهي تغادر، شعر بثقل كلماتها على صدره، لكنه لم يكن مستعداً للاعتراف بأنها ربما تكون محقة... أو أنه ربما بالفعل قد بدأ يخسر نفسه.
ظل ليث جالسًا في مكانه بعد مغادرة ليان، يشعر بثقل أفكارها وهي تطرق رأسه كالمطرقة. هل كان يبالغ في الثقة بيارا؟ أم أن ليان فقط لا تريد تقبّل أنه تغيّر؟
❈-❈-❈
كان بحاجة للحديث مع شخص آخر، لكنه لم يجد أحدًا يمكنه اللجوء إليه الآن. رفع هاتفه بتردد، وظل يتأمل اسم يارا على الشاشة قبل أن يضغط على زر الاتصال.
يارا بصوت مرح: "أخيرًا، افتكرت تتصل بيا يا عارض الأزياء الوسيم!"
ليث بابتسامة باهتة: "كنت مشغول شوية."
يارا بدلال: "مشغول بيا ولا بحد تاني؟"
ليث وهو يزفر بضيق: "يارا... ليان اتكلمت معايا النهاردة."
يارا وهي تصمت للحظات قبل أن ترد بهدوء: "آه... وبتقول إيه عني بقى؟ أكيد حاجة مش لطيفة كالعادة."
ليث محاولًا تجنب التوتر: "هي مش مقتنعة إنك بتتصرفي بحسن نية، خصوصًا بعد موضوع العريس اللي جبتيه لها."
يارا بضحكة خفيفة: "ليان صعب ترضيها، كنت بس بحاول أساعد، بس واضح إنها واخدة الموضوع بحساسية زيادة عن اللزوم."
ليث وهو يضغط بأصابعه على جبينه: "يمكن... بس أنا كمان مش عايز مشاكل بينكم."
يارا بلطف: "وأنا مش عايزة أخسرك يا ليث... بالعكس، أنا هنا علشان أكون جنبك، مش ضدك."
ليث وهو يزفر ويستند للخلف: "أنا عارف... بس محتاج شوية وقت أفكر."
يارا بنبرة حنونة: "براحتك، بس المهم متبعدش عني، أنا عايزة الأفضل ليك، وعايزة أشوفك دايما ناجح وسعيد، مش غرقان في ذكريات قديمة ، و مشوش و تايه"
ظل ليث صامتًا للحظات، شعر كأن هناك قوتين تتجاذبانه في اتجاهين مختلفين، ليان من جهة ويارا من جهة أخرى. أي طريق عليه أن يسلك؟
بعد إنهاء المكالمة، وقف أمام المرآة في غرفته، ناظرًا إلى نفسه، لكنه لم يعرف الشخص الذي يراه. هل أصبح مختلفًا حقًا؟ أم أنه فقط وجد طريقًا جديدًا ليهرب من الماضي؟
نظر إلى صورته في الإعلان الجديد، حيث يظهر بثقة وابتسامة مشرقة، لكنه شعر أن تلك الصورة ليست حقيقية... وأن هناك شيئًا مفقودًا بداخله.
أكان هذا ما قصدته ليان حين قالت إنه لم يعد يعرف نفسه؟
❈-❈-❈
##################
في أحد المقاهي الراقية، جلست ليان أمام يارا الكحلاوي، وقد دعتها الأخيرة للقائها بحجة الحديث في أمر مهم. كانت يارا ترتدي فستانًا أنيقًا يعكس ثقتها بنفسها، بينما ليان كانت تراقبها بحذر، تشعر أن هناك شيئًا تخفيه وراء ابتسامتها اللطيفة.
يارا بابتسامة دافئة: "ليان، أنا بجد حابة أتكلم معاكي في موضوع مهم، وأتمنى إنك تسمعيني للآخر."
ليان وهي تعقد ذراعيها أمام صدرها: "أنا بسمعك، اتفضلي."
يارا وهي تميل للأمام قليلاً: "أنا عارفة إنك لسه مش متقبلة فكرة العريس اللي رشحته ليكي قبل كده، لكن بجد ليان، ليه ما تديش الموضوع فرصة؟ الراجل محترم، ناجح، وعنده كل الإمكانيات اللي تخلي حياتك مستقرة وسعيدة."
ليان ببرود: "وأنتِ ليه مهتمة بالموضوع بالشكل ده؟"
يارا بضحكة خفيفة: "لأنك صديقة غالية عليا، وأنا بحب أشوف اللي حواليا سعداء... وبصراحة، شايفة إنك مركزّة في شغلك وحياتك لدرجة إنك مش بتدي نفسك فرصة تفكري في مستقبلك العاطفي، و أنا فكرت بالنيابة عنك"
ليان وهي ترفع حاجبها بشك: "غريبة، وإنتي إمتى بقيتِ مهتمة بمستقبلي العاطفي؟"
يارا بجدية: "لأنك شخصية قوية، ومش أي حد يقدر يناسبك... بس الراجل اللي كلمتك عنه فعلاً مختلف، وهو معجب بيكي جدًا."
ليان وهي تزفر بانزعاج: "يارا، أنا مقدرة اهتمامك، بس حياتي الشخصية مش مجال مفتوح لأي حد يدخل فيها، ولو كنت عايزة أرتبط، فده قراري أنا لوحدي."
يارا وهي تميل رأسها بابتسامة صغيرة: "طيب، بس فكري في الموضوع، مش لازم توافقي دلوقتي، بس على الأقل قابليه، شوفي بنفسك، يمكن تلاقيه شخص مناسب ليكي."
ليان وهي تنهض من مقعدها: "أنا مش محتاجة حد يقرر ليا الأنسب لحياتي، وإذا قررت أرتبط، مش هيكون لأن حد رشحلي شخص زي اختيار وظيفة أو مشروع، الحب و الجواز مش كده يا يارا."
يارا وهي تتنهد: "أنا بس عايزة الخير ليكي، وصدقيني مش قصدي أي حاجة غير سعادتك."
ليان بابتسامة خفيفة لكنها حازمة: "وأنا بس عايزة أقرر بنفسي."
استدارت ليان ورحلت، تاركة يارا تحدّق خلفها بابتسامة باهتة، وكأنها لم تحصل على النتيجة التي كانت تتمناها.
❈-❈-❈
بعد مغادرة ليان، جلست يارا للحظات ثم أخرجت هاتفها واتصلت بشخص ما.
يارا بنبرة هادئة لكن واثقة: "أنا حاولت أقنعها، بس شكلها مش سهلة أبدًا زي ما كنت متوقعة ."
جاءها صوت رجل من الطرف الآخر، عميقًا وواثقًا: "أنا متأكد إن الوقت في صالحي... المهم إنك تفضلي معاها وتقنعيها تقابلني على الأقل."
يارا بابتسامة خفيفة: "ما تقلقش، هي محتاجة شوية وقت بس، ليان شخصية عنيدة، بس في الآخر، محدش بيرفض عرض زي ده و أنا ليا طريقتي برضو."
ضحك الرجل بخفوت وقال بثقة: "أكيد، خصوصًا لما يكون العرض مني أنا... قوليلي، إمتى هتكون الفرصة المناسبة؟"
يارا بعد تفكير: "قريب جدًا، بس خليك مستعد يا زياد الشرقاوي."
ابتسم زياد من الطرف الآخر وهو يقول بثقة: "أنا دايمًا مستعد بس قوليلي وقتها و أنا مستني."
❈-❈-❈
بعد عدة أيام، تلقت ليان اتصالًا من يارا، تدعوها هي وليث إلى حفل راقٍ تنظمه إحدى شركاتها.
يارا بصوت مليء بالحماس: "ليان، بليز ما تقوليليش لا! الحفلة دي هتكون تجربة مختلفة ليكي، هتشوفي عالم تاني، وده غير إنها فرصة تتعرفي على ناس مهمة."
ليان بتوجس: "يارا، أنا مش من النوع اللي بيحب الأجواء دي، وبصراحة مش مرتاحة لموضوع العريس اللي اتكلمتي عنه قبل كده."
يارا بضحكة خفيفة: "يا بنتي، الحفلة مالهاش علاقة بأي حاجة! هو مجرد تجمع للناس الناجحين والمؤثرين، وحتى ليث جاي، يعني مش هتحسي بالغربة."
ليان بعد لحظة صمت: "ممم... طيب، خليني أفكر."
يارا بإصرار: "مفيش تفكير، أنا حاجزة لك مكان وخلاص، هشوفك هناك!"
أغلقت يارا الهاتف بابتسامة، بينما كانت ليان تشعر بأن هناك شيئًا غير مريح في الأمر، لكنها قررت الذهاب على أي حال، ربما لمعرفة ما تخطط له يارا حقًا.
❈-❈-❈
في مساء اليوم المحدد، وصلت ليان إلى الحفل برفقة ليث، الذي لم يكن متحمسًا لكنه حضر بسبب إصرار يارا. كان المكان فاخرًا، مليئًا برجال الأعمال والمشاهير، وأضواء الكاميرات تلمع في كل زاوية.
بينما كانت ليان تتجول وسط الحضور، اقتربت منها يارا بابتسامة واثقة، ثم أشارت إلى رجل أنيق يقف بالقرب منهما.
يارا بابتسامة: "ليان، حابة أعرفك على زياد الشرقاوي... زياد، دي ليان صديقتي العزيزة."
زياد بابتسامة جذابة وهو يمد يده لمصافحة ليان: "تشرفت بمعرفتك، سمعت عنك كتير من يارا."
ليان ترد بحذر وهي تصافحه بسرعة: "أهلاً وسهلاً."
ليث كان يقف غير بعيد، يراقب المشهد بصمت، لكنه لم يستطع تجاهل الانزعاج الذي شعر به عند رؤية ليان تتحدث مع زياد. كان هناك شيء في نظراته لم يعجبه.
زياد بابتسامة ودودة: "يارا قالت لي إنك محامية ناجحة جدًا، وده شيء يستحق الإعجاب."
ليان بابتسامة رسمية: "شكراً، لكن النجاح مسؤولية كبيرة كمان."
زياد وهو يرفع حاجبه باهتمام: "بالظبط! وده اللي بيخليني مهتم جدًا بالتعرف عليك أكتر... يمكن نلاقي بينا اهتمامات مشتركة."
ليان شعرت أن الحديث بدأ يأخذ منحى شخصيًا أكثر مما تحب، فحاولت تغييره بلباقة: "يارا، الحفل جميل جدًا، واضح إنك بذلتي مجهود كبير في تنظيمه."
يارا بابتسامة خبيثة: "أكيد، بس الأجمل لسه جاي!"
في هذه اللحظة، قرر ليث التدخل، فتقدم نحوهما وقال بصوت هادئ لكنه حازم: "ليان، ممكن أكلمك شوية؟"
نظرت ليان إلى زياد سريعًا قبل أن ترد على ليث: "طبعًا."
ابتعد الاثنان عن الحشد قليلًا، ثم التفتت ليان إلى ليث وسألته: "في إيه؟ شكلك متضايق!"
ليث وهو ينظر إلى زياد من بعيد: "إنتِ مش حاسة إن يارا بتحاول تزقك ناحية الراجل ده؟"
ليان بتنهيدة: "طبعًا حاسة، بس أنا عارفة إزاي أحط حدود، مفيش حاجة تقلق.ناسي إني محامية و اتعاملت مع كل الشخصيات تقريبا"
ليث وهو يعقد ذراعيه: "أنا مش مرتاحله."
ليان بنبرة ساخرة: "أنت مش مرتاح لأي حد من الأول."
ليث بجديّة: "ما تبقيش ساذجة يا ليان، الراجل ده مش داخل الحفلة عشان يتسلى، شكله مهتم بيكي بزيادة."
ليان وهي تحاول إنهاء الحديث: "ما تقلقش، كل حاجة تحت السيطرة."
لكن رغم كلماتها، لم تستطع التخلص من شعور غريب بالقلق... كان حدسها يخبرها أن الأمور لن تكون بهذه البساطة.
نظر ليث إلى ليان بتركيز، ثم قال بحدة:
"هو ده العريس اللي قلتلك يارا جايباهولي؟"
ليان أومأت برأسها وهي تتنهد:
"أيوه، وزي ما أنت شايف، واضح إنه مهتم جدًا بالموضوع."
ليث وهو يعقد ذراعيه بضيق:
"وأنتِ رأيك إيه؟"
ليان هزّت كتفيها بعدم اهتمام:
"بصراحة، مش مرتاحة له... بس في نفس الوقت، مش عايزة أكون ظالماه. هو شكله محترم، لكن أنا مش بحب حد يفرض عليّ حاجة، خصوصًا لما الموضوع جاي من ناحية يارا."
ليث وهو يراقب زياد من بعيد:
"أنا حاسس إن يارا مش بترتب ده من فراغ، البنت دي مش بتعمل حاجة إلا لو وراها مصلحة."
ليان وهي تبتسم بسخرية:
"طبعًا، بدأت تفهمني و توافقني الرأي ،بس السؤال هو... مصلحتها إيه في جوازي من زياد؟"
ليث وهو يضغط على أسنانه:
"سؤال لازم نعرف إجابته."
في هذه اللحظة، اقترب زياد منهما بابتسامة واثقة، وقال وهو ينظر إلى ليان:
"أعتذر عن المقاطعة، بس كنت حابب أطلب منك رقمي، لو حبيتي نتكلم أكتر في وقت مناسب ليكي."
نظرت ليان إلى ليث، الذي كان يحدق في زياد بنظرة باردة، قبل أن ترد بابتسامة خفيفة:
"أنا حاليًا مش بفكر في أي حاجة غير شغلي، لكن شكرًا على اهتمامك."
زياد لم يبدو عليه الإحباط، بل ظل محتفظًا بثقته وهو يقول:
"مفهوم، بس لو غيرتي رأيك، يارا معاها الرقم. و مين عارف ممكن يكون بينا شغل برضو بعدين"
ثم ألقى نظرة على ليث قبل أن يستأذن وينصرف، تاركًا خلفه توترًا خفيًا في الجو.
التفتت ليان إلى ليث وقالت:
"هاه، لسه مش مرتاح له؟"
ليث وهو يزفر بضيق:
"بالعكس، دلوقتي بقت عندي أسباب أكتر."
نظر ليث إلى ليان بتركيز، ثم قال بهدوء مشوب بالقلق:
"على العموم بكرا هيبان كل حاجة."
ابتسمت ليان بسخرية وهي تمسك بكأس العصير في يدها:
"يا ترى بكره ده هيجيب لنا أخبار كويسة ولا مفاجآت من النوع اللي بنكرهه؟"
ليث وهو يراقب زياد من بعيد، حيث كان يتحدث مع يارا بمودة واضحة:
"معرفش، بس إحساسي مش مريح ناحيته."
تنهدت ليان وهي تميل برأسها إلى الجانب:
"أنا برضه، بس خلينا نستنى ونشوف. مش عايزة أظلم حد، بس في نفس الوقت، مش عايزة أندم."
ليث وهو يضع يديه في جيوبه:
"أنا بس خايف يكون الموضوع أكبر مما إحنا متخيلين... يارا ما بتتحركش من غير سبب."
ليان وهي تحدق في يارا وزياد بنظرة مريبة:
"يبقى نحاول نفهم هما بيخططوا لإيه، بدل ما نستنى لحد ما المفاجآت تقع فوق دماغنا."
ليث وهو يومئ برأسه ببطء:
"عندك حق... بكره هيبان كل حاجة."
❈-❈-❈
نظر ليث إلى ليان وهو يعقد ذراعيه أمام صدره، ثم قال بتحذير:
"ليان، بلاش تتهوري، يارا مش سهلة، ولا زياد كمان."
ابتسمت ليان بخبث وهي ترفع حاجبها بتحدٍ:
"أنا مش غبية، وهعرف بطريقتي كده نوع العلاقة بين يارا وزياد الشرقاوي ايه بالظبط."
اقترب ليث منها قليلًا وهو يخفض صوته:
"يعني ناوية تعملي إيه بالضبط؟"
تنهدت ليان وهي تأخذ رشفة من عصيرها، ثم قالت بنبرة واثقة:
"هحاول أقرب منه وأفهم هو إيه حكايته، وعايز إيه بالظبط، وهل يارا بتلعب دور الخاطبة بس، ولا فيه حاجة تانية بينهم."
ابتسم ليث بسخرية وهو يهز رأسه:
"عارفك لما بتحطي حاجة في دماغك، مستحيل تتراجعي عنها."
ضحكت ليان وهي ترفع كتفيها بلا مبالاة:
"طبعًا، وإنت لازم تساعدني، خلينا نكتشف الحقيقة سوا."
تنهد ليث وهو ينظر نحو زياد من بعيد، ثم قال:
"أنا عندي إحساس إن اللي هنكتشفه مش هيعجبنا، بس تمام... خلينا نبدأ."
❈-❈-❈
جلست ليان في غرفتها تتأمل رقم زياد الشرقاوي على شاشة هاتفها، ترددت للحظات قبل أن تأخذ نفسًا عميقًا وتضغط على زر الاتصال. لم يمر سوى بضع ثوانٍ حتى جاءها صوته العميق عبر الهاتف:
زياد: "ألو؟ مين معايا؟"
ليان (بصوت هادئ وناعم): "مساء الخير، أنا ليان... ليان صديقة يارا الكحلاوي، أخدت رقمك منها."
زياد (بشيء من المفاجأة و هو يحاول إدعاء عدم التذكر): "آه، طبعًا ليان... أعتقد إننا اتقابلنا في الحفلة اللي فاتت، صح؟"
ليان (بضحكة خفيفة): "بالظبط، بس للأسف ما اتكلمناش كتير، وكنت حابة أعرفك أكتر."
زياد (بصوت دافئ): "تشرفنا طبعًا، ودي فرصة كويسة إننا نتكلم."
ليان: "إنت راجل ناجح جدًا في مجالك، وده واضح، بس غريبة إنك مش مرتبط لحد دلوقتي."
زياد (يضحك): "هو بصراحة مش غريب ولا حاجة، بس يمكن لسه ماقابلتش الإنسانة الصح."
ليان (بمرح): "ولا يمكن الإنسانة الصح لسه ماخدتش بالها منك؟"
زياد (مستمتع بالمحادثة): "ممكن جدًا، على فكرة عندك أسلوب لطيف في الكلام."
ليان (بخجل مصطنع): "ده لطف منك، طيب، إيه رأيك نقعد نتكلم أكتر في كافيه رايق؟"
زياد: "ليه لأ؟ قوليلي المكان والوقت وأنا هكون هناك."
ابتسمت ليان بانتصار وهي تنهي المكالمة بعد تحديد موعد اللقاء، ثم تنهدت وهي تفكر: "هعرف كل حاجة عنك وعن علاقتك بيارا، بس بالراحة... ومن غير ما تحس."
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة رانيا ممدوح، لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية