-->

رواية جديدة حان الوصال لأمل نصر الفصل 50 - 3 - الخميس 6/2/2025

 

قراءة رواية حان الوصال كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حان الوصال

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل الخمسون

3

تم النشر يوم الخميس

6/2/2025



فعلاً أنا حبيته أوي

قالها آدم لينال قبلة فوق رأسه من شقيقه الذي أسعده الأمر، ليتجاوز بعدها بصعوبة حتى يستعيد توازنه، فيقول:


دا كده يبقى حلو، بهجة كمان من النهاردة استلمت شغلها معايا عشان تساعدني في الإدارة، دي كمان طلعت شطورة أوي يا ست الكل.



أشرق وجه نجوان لسعادة ابنها الذي وجد الأنس أخيرًا ودفء العائلة التي طالما تمناها دون أن يفصح بها أمامها، لتعقب بحب له:


كده يبقى ضمنت تكتسح السوق من دلوقتي، بهجة ذكية وبتندمج بسرعة، أنا واثقة إنها هتعرف توفق ما بين شغلها معاك ودراستها وأسرتها كمان، برافو.


❈-❈-❈



في منزل أمنية.

وقد كانت في غرفتها حينما دَفَعَتْ عليها الباب هاتفه بهلع:


الحقيني يا أمنية، اختك عملت حادثة ورجلها اتكسرت.

سمعت منها لتتسأل بفزع، فترد عليها:


يا نهار أسود، مين قال الكلام دا يا ماما؟ عرفتي منين؟



ذهبت نرجس نحو خزانة الملابس وبصوت مهزوز صارت تجيبها:


واحدة من أصحابها هي اللي اتصلت وبلغتني، أنا هلبس واروحلها بسرعة، قلبي واكلني على بنتي.



رفعت أمنية طفلها على كتفها، تحاول منعها:


طب استني، اتصلي بعصام ولا اروح أنا معاكي؟



صاحت نرجس بها، تنهرها، وقد ارتدت العباءة، وتبقى فقط الحذاء:


لاااا، مينفعش طبعًا، لا انتي ولا العيل ليكم الخروج، أنا هروح أشوفها وأبقى أرجعلك تاني، انتي حرصي على نفسك وعلى الواد.



صارت تردد تعليماتها حتى غادرت، تتبعها أمنية بعينيها، تهدهد طفلها بحنو وفمها لا يتوقف عن الدعاء، وما كادت تهم بالعودة للغرفة، حتى تفاجأت بدفع الباب الخارجي، وزوجها يدلف منه، ثم يغلفه سريعًا، ناظرًا إليها بشغف لم تنتبه له في غمرة قلقها على شقيقتها:


كويس إنك جيت يا عصام، أمي حالًا خارجة، اختي رؤى عملت حادثة.

تبسم معقبا على كلماتها، وأصابع يده تحل أزرار ملابسه في الأعلى:


آه، ما أنا عارف.


عارف إيه؟ ومالك بتتكلم كده وانت مبسوط ليه؟



صدحت ضحكته فجأة ليقترب منها، يخطف قبلة من وجنتها قبل أن يتناول الصغير متمتمًا:


وأخيرًا فضي البيت علينا يا أم يونس إنتي ويونس، دا أنتوا واحشني أوي.



توقف عن الحديث ليباشر مداعبة صغيره وتقبيله، حتى استوعبت هي لتعبر عما فطن به ذهنها:


معقول يا عصام، تكون أنت عامل الملعوب دا في ماما؟ معقول؟


بس أنا معملتش.


أمال مين اللي عمل؟



صدحت ضحكته مرة أخرى، ليسحبها من يدها فجأة ويضمها بشوق شديد قائلاً:


مش مهم مين اللي عمل، المهم إن رؤى كويسة، وأنا وإنتِ بقينا لوحدنا، دا إنتي وحشاني بشكل.



هي الأخرى لم تكن جمادًا حتى لا تتأثر، بعد أن هدأت أعصابها بالاطمئنان على شقيقتها، لتنزع نفسها عنه مجادلة:


أيوة بس أنا عايزة أعرف إيه اللي حصل.


عايزة تعرفي اللي حصل؟

ردد بها من خلفها قبل أن يردف حازمًا ويده الحرة أطبقت على ذراعها تسحبها:


كده يبقى تدخلي معايا وأنا هشرحلك باستفاضة.


وليه الشرح يبقى في الأوضة؟ ما تتكلم هنا في الصالة عادي.

قالتها بنوع من الغباء أثار تسليته ليدفعها داخل الغرفة، ليدلف خلفها مرددًا:


وهو الشرح بينفع في الصالة برضو؟ شكل نرجس أثرت عليكي يا أمنية، دا أنا كده هحتاج وقت طويل أوي معاكي بقى.


❈-❈-❈


وصلت نرجس إلى بناية منزلها، تقطع الدرجات مهرولة حتى شقتها، وقد أخبرتها الفتاة صديقة ابنتها عن وجودها هنا في الداخل، لتدفع باب الشقة بعدم انتظار فتحه من الداخل، فتركض بلهفة تنادي على ابنتها:


رؤى، رؤى إنتِ فين يا حبيبتي؟


أنا هنا يا ماما. ذهبت نحو مصدر الصوت في غرفة المذكورة، فتجدها على السرير مسطحة قدمها الملفوفة بالرباط الأبيض وبجواره على الفراش السيدة مجيدة! والتي بادرتها الحديث:


ما تدخلي يا نرجس، هو إنتِ هتتعزمي في بيتك؟ ابتعلت المذكورة ريقها وتقدمت نحوهما:


معلش، أصلي استغربت، إيه اللي جرالك يا رؤي؟ وعاملة إيه رجلك؟ همت أن تضع يدها على القدم المصابة ولكن الأخرى سبقتها بتألم تنهاها:


لا يا ماما، أوعي تحطي إيدك، أنا مصدقت الدكتور ربطها.


هي اتكسرت يعني ولا إيه؟ فين صاحبتك خليها تفهمني. تكفلت مجيدة بالرد عليها:


صاحبتها مشيت وأنا اللي فضلت معاها لغاية ما ترجعي، البنت عايزة رعاية ومينفعش تتساب دقيقة لوحدها.



طالعتها بحيرة متسائلة:


يعني حصل لها إيه بالظبط؟ وإنتِ يا ست مجيدة جيتي إمتى؟ ومين اللي قالك؟



بملامح جامدة، ألقت مجيدة بكلماتها المقصودة:


رؤى هي اللي اتصلت بيا، كانت عايزة شهد، بس اختها عندها شغل في حتة بعيدة مع جوزها، طلبتني وهي بتعيط عشان حد يستلمها من المستشفى، ولما سألتها عنك قالتلي إنك عند أمنية ومش فاضية، بصراحة أنا استغربت ومكنتش مصدقة أصل أمنية هتكمل الشهر، والعيلة دي أولى بالرعاية، ولا إيه يا ست نرجس؟



❈-❈-❈


داخل مكتب المحاماة الخاص بها، وقد انتهت من جلستها مع أحد الموكلين، لينصرف الرجل، حتى يأتي غيره، فكان الدور على تلك المرأة التي دخلت إليها  بطلتها المعتادة:


أستاذتنا وأستاذة الكل


 على الفور ارتفعت رأسها إليها بفزع مرددة:


أم ريري، إيه اللي جايبك تاني يا ست إنتي؟ هي بنتك عملتها تاني؟


ضحكت المرأة تدلف إليها بجلبابها الشعبي، قائلة ببساطة:


هنعمل إيه بقى يا أستاذة؟ نصيبي كده، كل ما أقول توبة، والبت عقلت معدتش تضرب حد، تخمني الموكوسة وتعملها، خلاص حطيت صوابعي العشرة منها في الشق.


إنتي برضو يا أم ريري، ده أنا اللي فاض بيا منكم إنتو الاتنين، ما تجوزيها يا ستي، اهي تتشعلق في قفا راجل يريحنا إحنا الاتنين. 

انفعلت بها صفية نحو المرأة التي لم تتخلى عن ابتسامتها في الرد عليها:


ما هو ده اللي كان هيحصل والنعمة يا أستاذة، عملنا قاعدة مع العريس اللي جه عن طريق واحدة قريبتنا، شافته وشافها وعجبته بس هي غلطة بسيطة طلعت منه، لما اتكلم عن التخن وإنها لو خست هتبقى حلوة.....


ننننعم 

قاطعتها بها صفية لتردف باعتراض:


هو مين ده كمان عشان يتكلم عن تخنها ولا رفعها، ده يستاهل الدق على دماغه.


ما هو ده اللي حصل يا أستاذة.


دقت على دماغه.


لا فتحت قرنه.


فتحت قرنه.


رددت بها صفية بانتشاء، لتميل بظهرها للخلف متابعة بإعجاب:


لأول مرة بنتك يعجبني فعلها، وعشان شطارتها دي هترافع عنها مخصوص، ولو حكمت البسه هو قضية هعملها هذا الكائن الذكوري المتعفن.


لاح الرضا على ملامح أم ريري بعد سماعها للتصريح المطمئن بالدفاع عن ابنتها من قبل الأستاذة التي أخرجتها من عدة قضايا سابقة، لتهتف بامتنانها:


شالله يرضى عنك يا أستاذة الهي يارب يسعدك ويرزقك بابن حلال......


ما قولنا خلاص انخطبنا.


تمتمت بها صفية بسأم نحو المرأة مردفة:


مش إنتي جيتي المرة اللي فاتت وسلمتي عليه بنفسك ولا نسيتي؟ 

تذكرت المرأة لتجيبها بمرح؛


آه صحيح افتكرت الجدع الحليوة اللي كان معاكي في المكتب، هو إنتوا لسه مدخلتوش؟


زفرت صفية أثناء فتحها الملف الجديد للقضية التي بدأت في إعدادها، لترد بعدم تركيز: 

- لا يا ستي لسه مدخلناش، الشقة وتشطيبها، إنتي عارفة ده كله بياخد وقت وشهور، ندخل بقى في تفاصيل القضية.


تجاهلت أم ريري الأخيرة لتتمتم بإشفاق:


آه يا عيني صحيح، حكم إنتوا شققكم يا متعلمين بتاخد شغل كتير وحاجات ياما،...


وتوقفت تعود لتلك العادة في الدعاء لها:


روحي يا ست الأستاذة، ربنا ييسرها معاكي إنتي وخطيبك، ويعجل بلم شملكم في أقرب وقت.


وما كادت المرأة أن تنهيها،  حتى فوجئت صفية باندفاع باب الغرفة الى الدخل، يطل عليها بكامل هيئته، هاتفا بلهفة:


شوفتي الخبر الجديد يا صفية، انحلت من عند ربنا. تساءلت بعدم فهم:


خبر إيه الجديد، ثم إنت ازاي تدخل من غير استئذان؟ الست الموكلة تقول عليك إيه يا هشام؟


استدرك بالفعل لخطأه، ليتمتم بحرج وأسف لم يمنع عنه فرحته:


ست آه صحيح، أنا آسف والله يا مدام، بس بصراحة الفرحة طيرت عقلي وخلتني مخدتش بالي.


لا يا خويا ولا يهمك، ربنا يفرحك كمان وكمان. 

قالتها أم ريري تضع في قلبه الاطمئنان ليهتف بالبشرى التي أتى من أجلها:


خالي سُمعة اللي قاعد في الإمارات يا صفية، بقى ناوي يستقر هناك مع مراته الجديدة بعد ما حصل على الإقامة، يعني مجيته هنا هتبقى زيارات وبس.


فتحت كفيها متسائلة بمزيد من الحيرة:


طب وإيه البشرى في دي؟. 


أجابها بفرحة غامرة:


البشرى هنا في شقته يا صفية، دي متشطبة سوبر لوكس، وهو مش ناوي يجي غير بعد سنة، كلمني في التليفون من شوية وعرض عليا أتجوز فيها علي ما تخلص شقتنا، يعني كده مفيش حجة للتأخير، هي بس إجراءات الفرح واستعداداتك إنتي يا عروسة، من فستان والذي منه، يعني الموضوع كله مش هياخد مننا أكتر من أسابيع، ونعمل فرحنا يا صفصف.


سمعت أم ريري لتطلق زغرودة من فمها مبينة فرحتها، أمام ازبهلال الأخرى، وقد تجمدت لمدة من الوقت حتى استوعبت لتتجه نحو أم ريري قائلة بغيظ:


بركاتك يا أم ريري.


❈-❈-❈


مر اليوم الأول لعملها في المنصب الجديد على خير، توفقت فيه إلى حد ما لتثبت جدارتها امامه، ولكنها مازالت محرجة وتخشى رد فعله، تخشى مزيدا من الصدام، بعد ان تم الوصال بعد عذاب


خطت داخل غرفته في تنفيذ لتعليماته، كي تغادر معه كما أتت معه

- رياض انا خلصت كل حاجة، هتيجي تروح معايا ولا اخلي عم علي يوصلني .

زفر يغلق اخر ملف بيده، يعلق رافضا:

- مفيش الكلام ده، قولتلك اني هروح معاكي يبقى خلاص يا بهجة 


صمتت تمنع نفسها عن الجدال، تنتظره محلها حتى انتهي من لململة متعلقاته داخل الحقيبة التي رفعها بعد ذلك، يتقدم نحوها بغرض أن يسبقها؛ كما كانت تتصور،  قبل ان يباغتها، حينما حطت يده على خصرها فجأة يدفعها بقوة على صدره،  حتى شهقت بإجفال عبرت عنه:

- ابه في ايه؟

- ودا  سؤال برضو يا بهجة؟

صدر استفهامه كرسالة فهمت عليها، لتسترخي قليلًا،  قائلة:

- بس انا افتكرتك لسة زعلان مني 

قربها يشتم عبير رائحته الذكية في تجويف رقبتها، ليردف بهيام:

- يمكن كان الأول،  لكن دلوقتي وبعد ما تم الوصال، مش مسموحلك بأي فرصة تبعدك عني 


- طب وانت؟

قالتها بتساؤول هي الأخرى تضيف عليه:

- مش يمكن انت اللي تزهق وتسيب .

ضحك بملي فمه، يخبرها بما يثلج الصدر:

- انا لازقة بغرا، انا اسيب روحي ولا اسيبك يا بهجة القلب 


وختم يثبت لها بصورة عمليه، خاطفًا ثغرها بقبلة عاصفة، يبثها اشواقه التي لا تتوقف أبدا ، وقد اشتاقها في تلك الساعات وكأنها لم تكن امام عينيه منذ الصباح وهي ايضا لا تقل عنه اشتياقًا


يتبع 


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..

رواياتنا الحصرية كاملة