قراءة رواية حارة الدخاخني كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

قراءة رواية حارة الدخاخني

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة أسماء المصري

الفصل السادس والعشرون

3

تم النشر يوم الثلاثاء

4/2/2025

ساعدتها برفع الاواني والاطباق المتسخة من على المائدة ودلفت المطبخ تساعدها بجليهم ولكن اختها رفضت:

-متتعبيش نفسك يا بنتي أنا هغسلهم بس علقي انتي ع الشاي عشان عماد يشربه قبل ما ينزل الوردية التانية.

تحركت للموقد وجهزت البراد وصبت الشاي بالأكواب وخرجت لتضعها أمامه فانحنت قليلا ونظر هو للفتحة الصغيرة بكنزتها وشعر بحرارة جسده ترتفع وأخذ منها الكوب:

-تسلم ايدك يا سهر.

جلست أمامه ترتشف كوبها فسألها:

-سالي فين؟

أجابته:

-بتغسل المواعين.

مسح وجهه وكم أصبح يشعر بالإثارة الغير منطقية بوجودها ولكنه حدث عقله:

-أنت بس عشان سالي رفيعة اوي عنها فمتخيلها هتكون أحلى من اختها في السرير.

نفض تلك الأفكار الهادمة عن رأسه:

-يا بني دي أخت مراتك يخربيت كده، يا بختك يا حسن يا ابن المحظوظة، اللي معايا جلد على عضم ولا فيها انوثه ولا حتى حملت بعد سنتين جواز.

وجدته شارد وأوشك الشاي أن يبرد فهتفت:

-الشاي هيبرد.

ارتشف منه فخرجت زوجته بتلك اللحظة وجلست ترتشف شايها هي الأخرى فنظر لها يسألها بدون مقدمات:

-هو انتي مش ناوية تروحي للدكتورة دي تاني عشان نشوفو الحمل ده هيحصل ولا هنفضلو كده.

ردت بضيق:

-منا قولتلك يا عماد ان كل حاجه سليمة بس النصيب لسه مجاش.

رد بحدة وهو يترك الكوب من يده فكاد أن ينكسر من قوة قبضته:

-ايوه يعني النصيب ده هييجي أمتى؟ ما اختك اهي حملت من قبل الجواز أصلا و...

قاطعته سهر بحدة:

-انت بتقول ايه؟ ما تحاسب على كلامك.

رد بعد أن وقف وقد شعر بغضبه يعلو ويعلو:

-مالو كلامي انتي التانية؟ أنا بقول أنك حملتي من كام مرة يعني مش قصدي في الحرام، أنا متجوز اختك من سنتين وامي هتتجنن وتشيل عيالي.

حاولت الرد عليه ولكن أوقفتها سالي:

-خلاص يا عماد خلينا نروحو نعملو تحاليل تانيه يمكن لو طلع فيا عيب تهدى وترتاح بدل حرقة الدم اللي كل كام يوم دي.

رد رافعا حاجبه:

-وانتي لو طلع فيكي عيب أنا ههدى؟ انتي يا بنتي سامعه نفسك؟

أشاحت وجهها عنه فاستأذنت سهر بعد أن شعرت بالضيق:

-أنا همشي بقى عشان متأخرش وأنتو اهدو وصلو ع النبي.

غادرت فنظر الآخر في إثرها وهو يتنفس بحدة وغصب ويشعر بنيرانه قد اندلعت بصدره.

❈-❈-❈

وصل رشوان منزله الثالث ففتحت له زوجته بلهفة تتعلق بعنقه وتقبله من كل إنش وقعت عينيها عليه وتهتف باشتياق:

-حبيبي وحشتني أوي.

رد بفتور:

-وانتي كمان. 

شعرت بفتور رده فكتمتها بنفسها وجلست بجواره تسأله:

-احطلك العشا دلوقت ولا بعد ما ترتاح شويه وتغير هدومك.

رد بجمود:

-ﻷ مش جعان ومش هبات هنا، أنا جاي عشان ابوكي قالي انك عايزاني.

رمقها بنظرة باهتة وسألها:

-ها خير؟

بكت رغما عنها تستجدي عطفه:

-حقك عليا، كل الزعل ده مني مع أنك بتكلم بابي عادي وبترد عليه و...

قاطعها موضحا:

-ابوكي في بينا شغل مينفعش مردش عليه، لكن انتي في بينا عيال وعشرة والمفروض حب، فمكنتش منتظر منك تعملي معايا كده.

حاولت الدفاع عن نفسها ولكنه لم يمهلها الفرصة:

-ومش فكره إنه سلمني وسجني، ﻷ خالص، الفكرة كلها إنك فكرتي تأذيني...

قاطعته نافية:

-عمري ما أفكر ائذيك يا حبيبي، رشوان أنت عارف أنا بحبك أد ايه، أنا كنت غيرانه عليك منها وكنت عايزه بابي يبعدها عنك.

صرخ بها بحدة أجفلتها:

-ما بعدها عني ده اذيه ليا.

صرخته تلك جعلتها تنتبه لحالته الغاضبة ولحقيقة تمسكه بها بهذا الشكل:

-للدرجة دي؟

أومأ وهو صارا على أسنانه:

-وأكتر، ملك بالنسبة لي وبالنسبة لعيلتي وبناتي هي طوق النجاة واللي من غيره ممكن اتقتل في يوم وليلة ومن غير ديه.

لم تفهم حديثه ولكنه لم ينتظر سؤالها ووضح:

-ملك كارت الأمان ليا يا ماهي افهمي، أنا مكاني في خطر وملك هي الأمان ليا وليكم دلوقت عشان كده عايزك تشيليها من بالك خالص والكلام اللي سمعتيه مني لو طلع لحد هخلص عليكي ومش هحضر دفنك، فاهمه؟

أومأت بخوف من شكله الغاضب فوقف هاتفا:

-مش عايزك تزني على رجوعي ليكي لحد ما أصفى من ناحيتك عشان انتي عارفه أنك الوحيدة اللي بحبها بجد من مراتاتي ويمكن عشان كده انتي اكتر واحده زعلت منها لما خونتيني.

دافعت عن نفسها:

-مخونتكش، والله كان سوء تصرف مش أكتر، الغيرة عمتني واتصرفت غلط وعمري ما هكررها تاني.

هز رأسه عدة مرات متقبلا وعدها وسألها بفروغ صبر:

-كنتي عايزاني في ايه؟ ولا دي حجه عشان اجيلك؟

غمز لها فابتسمت تنفي برأسها:

-عندي ليك خبر هيفرحك أوي.

أومأ متظرا أن تخبره فهمست:

-انا حامل.