رواية جديدة أرهقته حر با لتوتا محمود - الفصل 22 - 4 - الأحد 9/2/2025
رواية أرهقته حربًا الجزء الثاني من رواية عشق بعد وهم كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية أرهقته حر با الجزء الثاني من رواية عشق بعد وهم
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة توتا محمود
الفصل الثاني والعشرون
4
تم النشر بتاريخ الأحد
9/2/2025
بمجرد أن خرجت الكلمات من فمها، شعرت وكأنها أصبحت أكثر ثقلًا، كأنها الآن فقط استوعبت عمق الجرح الذي تحاول الهروب منه.
نظرت إلى البحر مرة أخرى، تراقب كيف تبتلع الأمواج الصغيرة بعضها البعض، تتساءل إذا كان بإمكانها أن تُلقي بكل هذا الحزن فيه، وتتركه يغرق معها.
أما "كمال"، فقد ظل صامتًا للحظة، وكأن كلمتها كانت كافية لجعل الصمت يخيّم بينهما.
لم يكن بحاجة لأن يسألها لماذا يؤلمها ذلك، لأنه كان يعلم، يعلم كل شيء دون أن تنطق.
لكنه أيضًا كان يعلم أن هذا الجرح لن يكون سهل الشفاء، وأنها بحاجة لأكثر من مجرد كلمات ليخفف عنها.
ظل بجانبها، لم يجبرها على الحديث، لم يحاول أن يُخفف عنها بجمل تقليدية، فقط بقي هناك، كأن وجوده وحده كان كافيًا ليقول لها " أنا هنا، ولن أتركك وحدك في هذا الحزن "
❈-❈-❈
كانت الغرفة غارقة في صمتٍ ثقيل، لكنه لم يكن صمتًا مريحًا، بل كان صمتًا مشحونًا بالخوف والتهديد، كأنه سكينٌ معلقٌ في الهواء، ينتظر اللحظة المناسبة ليسقط.
جلس "عادل" في مكانه، ظهره مستند إلى الكرسي الفاخر، بينما كانت عيناه تراقبان "ديما" التي وقفت أمامه كطيرٍ محاصر، عيناها ممتلئتان بالدموع، وملامحها تحمل مزيجًا من الرعب واليأس.
ابتسم بخبث، تلك الابتسامة التي لطالما جعلت كل من أمامه يشعر بأن المصيدة قد أُغلقت عليه تمامًا، ثم هتف بنبرة هادئة، لكنها تحمل بين طياتها كل معاني التهديد:
ـ خلاص، روحي عند بنتك، وأنا هحل الموضوع ده مع أسر.
ظلت عيناها تبحثان عن أي بارقة أمل، أي دليل على أن هناك مهربًا من هذا الكابوس، لكنها لم تجد سوى الظلام في نبرته، وما زاد الطين بلة، هو حين أكمل بصوت أكثر حدة، نبرته هذه المرة كانت أشبه بصفعةٍ على وجهها، جعلتها تدرك أنه لا مجال للهرب:
ـ ومتنسيش، انتِ معايا، عشان لو بقيتي ضدي، هتطلقي من أسر، وهتتحرمي من بنتك.
ارتجفت شفتاها، وكأن كلماته كانت تخترق أعماقها بلا رحمة، لكنه لم يترك لها حتى فرصة استيعاب الصدمة، بل تابع بنفس النبرة القاتلة:
ـ وبكرة، ابقي كلمي نور وحاولي تكسبيها عشان أعرف منك الأخبار، عايز بكرة أول ما أشوفك، تقوليلي على كل حاجة. بدل ورحمة أولادي، أعملك مشكلة مع جوزك، وتطردي طردة الكلاب.
تسارعت أنفاسها، وكأن الهواء أصبح ثقيلاً في رئتيها، وشعرت بأنها على وشك الاختناق. كيف وصلت إلى هذه اللحظة؟ كيف أصبحت رهينة في لعبة انتقام لم تختر أن تكون جزءًا منها؟
هزّت رأسها بسرعة، الدموع تنهمر من عينيها كالمطر، وكأنها تحاول أن تمسح الخوف الذي اجتاح قلبها، ثم هتفت بصوت منكسر، مليء بالاستسلام :
ـ لا والله، هعمل كل اللي هتقوله بس متعملش فيه كده.
كانت تتوسل إليه، تتعلق بأي أمل ضئيل قد يمنع العاصفة من الانفجار، لكن في أعماقها، كانت تعلم أن الأوان قد فات.
أشار لها بيده أن تغادر، وكأنه قد انتهى من أمرها، وكأنها لم تكن سوى ورقة شطرنج صغيرة، لا قيمة لها سوى في تنفيذ أوامره.
وبالفعل، استدارت وغادرت، لكنها لم تغادر وحيدة، بل أخذت معها خوفًا سيظل يرافقها في كل لحظة.
أما هو، فقد ظل في مكانه، يراقب الباب الذي أُغلق خلفها، ثم انحنى إلى الأمام قليلًا، عينيه اشتعلتا بنار لا تهدأ، نار الانتقام التي لا تعرف الرحمة.
ثم، وبصوتٍ لم يكن مجرد كلمات، بل كان وعدًا مرعبًا، هتف بحدة، وكأن كلماته كانت نذير شؤم يُلقيه على "نور":
ـ ورحمة أولادي يا نور، لـ خليكي تتمني الموت، ومش هتطوليه.
كان صوته يملأ الغرفة، كأن جدرانها نفسها ارتجفت من قوة انتقامه، وكأن الليل كله شهِد بداية حربٍ لن تنتهي إلا بدمار أحدهما.
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة توتا محمود من رواية أرهقته حر با، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية