-->

رواية جديدة بين الرفض والقدر (عريس قيد الرفض) لعفاف شريف - الفصل 25 - 3 - السبت 22/2/2025

 قراءة رواية بين الرفض والقدر (عريس قيد الرفض) كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر


رواية بين الرفض والقدر (عريس قيد الرفض)

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة عفاف شريف


الفصل الخامس والعشرون

3

تم النشر السبت

22/2/2025

عاد لمنزله بقلب متعب رغم سعادته، لكنه حزين.

لم يكن يتمنى أن يفضح ستر شخص بتلك الصورة، لكن ماذا كان بفاعل؟

يخضع أم يهرب؟

ما كان ليفعل؟

لا هو بذاك الخاضع، ولا هو بضعيف.

أن يعود كل شيء لوضعه الطبيعي لهو الراحة الكبرى بالنسبة له، لكن أيضًا يظل حزنه على ما حدث يعكر صفو فرحته بالهدوء والراحة، وأخيرًا بحياته.


دلف للمنزل يحمل بين يديه العديد من طلبات المنزل الناقصة، وما إن رفع رأسه لينادي على فريدة، مشتاقًا إليها، حتى تجمد في مكانه وهو يرى أمامه عمته وابنتها سلمى يجلسان وينظران له بهدوء، وفريدة تجلس على مقعد منفصل، وعلى وجهها علامات التوتر والضيق، والتي ما إن رأته حتى انتفضت تسرع نحوه، تأخذ الحقائب قائلة من بين أسنانها: برن عليك مش بترد ليه؟

وأشارت بعينها نحو عمته وابنتها قائلة بغيظ: بقالهم نص ساعة بيسألوا عنك.

وتابعت باشتعال: وحشتهم!

ثم حملت الحقائب مسرعة إلى المطبخ، تاركة إياه خلفها يهز رأسه يائسًا وهو يرى بدايات يوم مليء بالنكد والغم، إلا أنه تفاءل خيرًا وهو يتجه نحوهما قائلًا بابتسامة وترحيب:

أهلًا عمتي، وحشاني.

قالها وهو يميل ليقبل رأسها، إلا أنها نظرت إلى الجهة الأخرى بصمت وعتاب واضح.

نظر نحو سلمى التي ناظرته بابتسامة صفراء، قائلًا بتوبيخ: إزاي تنزليها يا سلمى وهي تعبانة؟ الدكتور منبه إن الإجهاد غلط عليها، تقومي تجيبيها لحد هنا؟

وتابع متسائلًا بقلق، جالسًا بجانب عمته: أنتِ كويسة؟ وشك تعبان أوي.

إلا أنها لم ترد، وأتاه الرد من سلمى التي قالت بملل: هي اللي أصرت، أنا رفضت كتير، بس هي قالت طالما مش عايز تيجي، هي هتروح.

وتابعت بخبث: أصل واضح إن مراتك خدتك منا!


حدجها بنظرات غاضبة قبل أن يقول بتشدد: اسمها فريدة، ومالهاش دخل! أنا كنت مضغوط في الشغل وعندي شوية مشاكل، وكنت ناوي أنا وفريدة نيجي يوم الإجازة إن شاء الله.

والتفت لعمته يمسك يدها مقبلًا إياها مرددًا باعتذار: سامحيني يا حبيبتي، انشغلت عنك غصب عني.


انتشلت يدها من بين يديه بغضب، قائلة بغيظ: والله؟ عايز تاكل عقلي بكلمتين؟

اخص عليك يا عمر، هِنت عليك؟ كل ده متجيش تطل عليّا؟

وكل اللي بتعمله مكالمة تليفون؟ اخص، فعلًا الجواز غيرك!

تلاقيها هي اللي منعـاك تيجي!


كان يناظرها بضيق من ذكر اسم فريدة في كل حوار يخص تأخيره أو تقصيره، وهي ذاتها منذ يومين أصرت عليه أن يذهب ليراها، لكنها اشترطت أن تكون عمته بمفردها.

فأتت عمته وسلمى بقلب منزله... ما الحل الآن؟ هم هنا وهي بالداخل!

إلا أنه أخذ نفسًا عميقًا وهو يمسك يدها مرة أخرى، قائلًا بحنان وتأكيد: محدش يقدر يمنعني عنك يا عمتي، محدش أبدًا.

أنتِ عارفة إنك أمي اللي كبرتني وربتني، وأنا مستحيل أنساكِ.

بس الدنيا مكنتش أحسن حاجة، والله كنت جاي آخر الأسبوع أنا وفريدة، بس يلا من حظي الحلو إنك نورتي بيتي أخيرًا وجيتي.

وأكمل كطفل صغير: شفتي بيت ابنك؟


لم تستطع أن تقسو عليه أكثر من هذا، هو ابنها، ولدها البِكر وإن لم تلده.

عمر سيظل ابنها الأغلى.

وبالفعل نقلت عيناها نحو الشقة بتفحص وفخر، قبل أن تقترب منه مقبلة رأسه قائلة بحنان:حلوة أوي يا ابني، ربنا يبارك لك فيها ويحفظك ويرزقك من حيث لا تحتسب يا رب.

ابتسم لها بسعادة وهو يضمها إلى صدره، تحت نظرات سلمى الغيورة والواضحة للأعمى.


❈-❈-❈


استأذن منهم قائلًا برفق: مستحيل تمشوا غير لما تتغدوا معانا.

مصمصت سلمى شفتيها بتهكم قائلة بسخرية: غدا إيه؟ دي المحروسة مراتك بقالها ساعة جوه، تقريبًا نامت! حتى مقدمتش غير العصير والفاكهه! 

شكلها بخيلة أوي.


كاد أن يوبخها بشدة، إلا أن عمته تطوعت وهي تَلْكُزها قائلة بهدوء: بس اسكتي!

وتابعت بتنهيدة: روح لمراتك يا ابني، عشان نمشي قبل الليل ما يليل.

تنهد بضيق متوجهًا للداخل بسرعة، ليرى أين اختفت فريدة، داعيًا من الله أن يمر اليوم على خير... فقد يمر.


❈-❈-❈


دلف سريعًا إلى المطبخ ليجدها تقف تقطع الخضروات بصمت وجمود.

اقترب منها ملامسًا يدها بنعومة، لتنظر له بصمت، ليسارع بالقول: صدقيني مكنتش أعرف.

أومأت له قائلة بتصديق: عارفة، بس أنا مش حابة اللي حصل ده يا عمر.

عمتك وبنتها فعلًا كانوا قاعدين بينظروا عليا، أنا مش فاهمة في إيه؟

أنا حقيقي اتخضيت لما فتحت الباب لاقيتهم في وشي، وبنت عمتك بتزعق وتقول لي: وسّعي، شيلي معانا!

بجد أحرجت أوي، خاصة إني مكنتش مستعدة.


وأسرعت بالقول قبل أن يساء فهمها: أكيد طبعًا ينوروا في أي وقت، بس يعني...

افرض أنا كنت تحت لأي سبب، كان الوضع هيكون إيه؟

أنا يدوب كنت لسه داخلة البيت قبلها، فـ يعني لو كنت اتأخرت كان هيحصل إيه؟

قالتها بحيرة.


مد ذراعيه ليحاوطها بحنان ورفق قبل أن يقول بهدوء: متزعليش يا ديدا، أنا هتصرف، بس عشان خاطري، مشّي اليوم.

أومأت له بصمت، هامسة بخفوت: أنا عملت السلطة، وكنت طلبت سمك ورز وكل الحاجات اللي بتحبها...

بيحبوها، صح؟

قالتها بتوجس.

أومأ لها مؤكدًا، لتتسع ابتسامتها براحة، وكاد أن يميل ليقبل وجنتها، إلا أن صوت صراخ آتٍ من الخارج جعلهما ينتفضان مسرعين للخارج.

وما إن وصلا حتى اتسعت عينا فريدة وهي ترى سلمى تقف على الأريكة تصرخ خوفًا من لوزة، التي انتفضت هي الأخرى مرتعبة من صوت الصراخ.


أمسكت عمته الحقيبة لتلقيها عليها لتبتعد، إلا أن فريدة اندفعت بسرعة صارخة برعب وخوف على لوزة وصغارها: لا، أوعي!



وبالفعل، تلقت هي الحقيبة على ظهرها وهي تحتضن لوزة.


تأوهت بألم، تمسد ظهرها بيد، وعلى لوزة بالأخرى، قبل أن تندفع قائلة بغضب:


إنتي إزاي تعملي كده؟! افرضي كان حصلها حاجة؟! ده حيوان بري وحامل!"



قالتها وهي تضم لوزة بقوة.

حدجها عمر  بنظرات صارمة 

قبل أن تصيح سلمى بعصبية هي الأخرى: الشنطة فاضية، مفيهاش حاجة! كفاية تمثيل، وثم إنتي إزاي تجيبي قطة أصلاً؟ إحنا مبنحبش... مشيها فورًا!



اتسعت عينا فريدة من وقاحتها، وقبل أن ترد، زعق عمر فيها قائلًا بحزم: بس يا سلمى!



وأشار لفريدة بهدوء: دخّليها لو سمحتي يا فريدة الأوضة، معلش.



كانت تناظره بغضب، قبل أن تتوجه سريعًا للغرفة لتضع لوزة، ووقف هو يطالع عمته وسلمى بتعب.


يبدو أن من الصعب أن يمر يومه بهدوء، قبل أن ينظر لعمته بحزن، لكن ماذا يقول؟ في النهاية هي في بيته. إلا أنه لم يستطع منع نفسه من توبيخ سلمى، قائلًا بحزم:

آخر مرة هقولك يا سلمى... فريدة مراتي خط أحمر! إنتي إزاي تكلميها كده أصلاً؟ ده بيتها زي ما هو بيتي، وزي ما مستحيل أسمح لها تقلل منك، مش من حقك تعملي كده! صوتك ميعلاش لو سمحتي 

 والقطة دي بتاعتها، وأنا موافق على وجودها، فعيب يا سلمى اللي بتعمليه ده، عيب أوي! ومتنسيش احترامها من احترامي!"


قالها بحزم.

❈-❈-❈


وضعت لوزة على الفراش، وهي تلاحظ سكونها غير المعتاد أبدًا.


رأتها تتجه بهدوء لتجلس وتنام بصمت. أيُمكن أن تكون تأذت؟ هكذا فكرت بقلق وهي تقترب منها لتفحصها، قبل أن تقرّب وجهها تدقق النظر باستغراب.


هناك تغيّر فيها.


هل هذا من أعراض الحمل؟


هي لا تعلم، فلم ترب قطة من قبل. فكرت بهدوء، حتى إنها رأتها اليوم تحفر في الأرض وتتنقل حول المكان بشكل غير معتاد.


كادت أن تمسك هاتفها لتبحث عن السبب، إلا أن دخول عمر الغرفة أوقفها، وهو يقترب منها متسائلًا بهدوء: إنتي كويسة؟



أومأت له بصمت، قائلة بخفوت: بس اتخضّيت.



وتابعت بضيق: يلا خلينا نخرج، عيب يفضلوا لوحدهم.



وبالفعل، تركوا لوزة لتنام، وتوجهوا للخارج مغلقة الباب خلفها. يكفيها ما حدث.


❈-❈-❈


جهزت فريدة طاولة الطعام، ووضعت السلطة والماء والعصير، قبل أن تستمع إلى صوت الجرس معلنًا عن وصول الطعام.


وبالفعل، فتح عمر الباب متناولًا من عامل التوصيل الأكياس، وهو يضع يده في جيبه مخرجًا المبلغ المطلوب وآخر صغير لصبي التوصيل.


أغلق الباب بعدها ملتفتًا لفريدة ليساعدها في تفريغ الحقائب، تحت نظرات عمته وابنتها المستاءتين للغاية.


رفعت عمته حاجبها بضيق وهي تشاهد مساعدته لها.


أَقَطَّعت يديها بدل أن تخبره أن يرتاح!


تجعله يساعدها وقد عاد لتوّه من العمل! ألا يكفيها أنها تُضيّع أمواله في الطعام الخارجي؟


هي لم ترضَ عن تلك الزيجة من البداية.


بماذا قصّرت معه فتيات المنطقة؟ على الأقل منهم ، لا غرباء كتلك!


أفاقت من شرودها على صوت عمر قائلًا بحنان:


يلا يا حبيبتي، الأكل جهز، تعالي.



قالها وهو يساعدها من جهة، وسلمى من الأخرى، يكادان يحملانها عن الأرض حتى جلست على المقعد، وابنتها بجانبها، وعمر وفريدة بالجانب الآخر.


وضع أمامها سمكة كبيرة مشيرًا لها بالبدء، إلا أنها لم تبدأ، قائلة بتساؤل وهي تنظر لفريدة:

سمك مشوي جاهز هو محدّش علّمك لما حماتك تيجي تزورك أول مرة، لازم تعملي أحسن حاجة؟ مش تجيبي جاهز وتغرّمي جوزك!

شحبت ملامح فريدة وهي تستمتع الي توبيخها المبطن ، إلا أنها رفضت الصمت أو الخضوع، قبل أن ترفع رأسها قائلة بقوة:

اعذريني، لكن أنا مكنتش أعرف إن حضرتك جاية، أكيد لو عندي علم كنت عملت حاجات كتير. وبرضو السمك ده من مكان نظيف، وعمر بيحب ياكل عنده. اتفضلي، أكيد هيعجبك.



قالتها بلباقة، وهي تمسك ملعقة الأرز تضعها في فمها بغيظ، تحت نظرات عمته.


زفر عمر بيأس، قبل أن ينظر لعمته بحزن على ما تفعله.


لذا، أمسكت هي أيضًا الملعقة وبدأت في الأكل، وتبعتها ابنتها، ومرت الجلسة بهدوء أكثر مما يجب، لتقرر بعدها عمته المغادرة بإصرار، قائلة بحزم: يوم الخميس عندي إن شاء الله.



أومأ لها عمر بهدوء، وهو يتحرك ليطلب سيارة أجرة، مفكرًا في كيفية نزولها أصلًا.


وبالفعل، بعد نصف ساعة، كان يحملها هو والحارس على مقعد لتهبط الدرج ببطء وصعوبة.


يحمد الله أنه بالطابق الأول.


تبعتها ابنتها، وغادروا نحو منزلها، وفريدة تقف في النافذة تراقب مغادرتهم بصمت.


❈-❈-❈


وبعد رحلة الهبوط، تبعتها رحلة صعود لشقتها، ليقطب عمر حاجبه قائلًا باستغراب وتعب وهو يدقق النظر في الجدران :

هي العلامات اللي في الحيطان دي كبرت، ولا أنا بيتهيأ لي يا عمتي؟



هزّت عمته رأسها بعدم معرفة، قائلة بوهن بعد أن وضعوها على الأريكة: والله يا ابني معرف... البيت بقي خربان خالص 



كان يقف يضع يده في خصره، يطالع تشققات الجدران، والتصدعات في السقف، وسقوط الجبس بشكل متكرر أكثر من الطبيعي.


كل شيء زاد عن الطبيعي.


كان يطالع المنزل بضيق، حتى قالت عمته بتذكر: آه صح، نسيت أقولك، في تسريب في المطبخ، معرفش جه منين!



أومأ لها قائلًا بتأكيد: إن شاء الله هجيب حد يشوفه، عيوني ليكي."



ابتسمت له بسعادة، لتصيح سلمى بقرف:

بس بسرعة يا عمر، عشان بجد منظر السقف بقى وحش أوي!



أومأ لها بصمت وهو يقف ليغادر، وقبل أن يخرج من الشقة، أسرعت سلمى خلفه قائلة بخفوت: آه صح، نسيت أقولك... عايزة مصاريف الترم الثاني والكورس اللي قلتلك عليه!"



توترت ملامحه متسائلًا بترقب: كام؟


فتحت فمها تخبره الرقم بكل بساطة:

"عايزة .... وكمان ..."


كانت عيناه تتسعان وهو يفكر بيأس وذعر. كم إنه راتب شهرين! من أين له بهذا المبلغ في هذا الوقت؟ وإن قدر على توفيره، فبالتأكيد سيُقصّر في منزله.


ما العمل؟


كان يفكر بشرود قبل أن يتساءل:آخر معاد لدفعها إمتى؟


أجابته سريعًا: يوم .....


اتسعت عيناه وهو يقول بصدمة:

إمتى؟ يعني بعد أسبوع؟ طب ما قولتيليش ليه؟ مش كان زماني عامل حسابي؟! إنتِ مش هتبطلي إهمال كده؟!


شحبت ملامحها ودمعت عيناها بحزن من توبيخه لها. فأغمض هو عينيه مستغفرًا ربه... ماذا يفعل؟


سلمي هي وصية زوج عمته رحمه الله ذاك الرجل الذي لم يبخل عليه يومًا بقرش، لا هو ولا عمته. بل نحتوا الصخور ليصبح كما أصبح الآن. كيف له أن يكسر بخاطرها؟ 

هي تستحق مثلما هو استحق. كيف له أن يكون بهذا الشكل الحقير؟


لذا، ابتسم بإرهاق قائلًا باعتذار: سامحيني يا سلمي، أنا بس انفعلت غصب عني. إن شاء الله الفلوس هتكون جاهزة في معادها.


ابتسمت من وسط دموعها، فودعها مغادرًا المنزل، شاعرًا بالهموم تزداد فوق كاهله حتى كادت أن تزهق روحه.


❈-❈-❈


كانت تجلس في مكانها تراقب نوم لوزة، تشعر بداخها بالكثير من التشوش.


عمة عمر لم تحبها، ويتضح هذا كوضوح الشمس، ولا حاجة للكثير من الذكاء. تحمد الله أنها بعيدة عنهم، يكفيها مشاكل وخلافات.


كانت تتصفح الهاتف بملل قبل أن يقع أمام عينيها إعلان عمل يطلب مهندسين للعمل.


اتسعت عيناها وهي تراه، في إحدى الشركات المشهورة أيضًا!


كان إصبعها ينقر على الشاشة بتوتر، قبل أن تراسلهم لتعرف التفاصيل، شاعرة بالتوتر الشديد وهي تمسك خصلة من خصلاتها، تلاعبها بشرود، مفكرة ماذا تفعل؟


أتُحدث عمر مرة أخرى؟ لكن ماذا لو رفض مجددًا؟


هي لم تعد تريد تلك الفجوات بينهما، تريد الهدوء والسكينة في علاقتهما. فـعمر يظل زوجها، وهي تحبه، وبالتأكيد لا ترضى أن يظلا من خلاف إلى خلاف هكذا.


لكنها بحاجة للعمل، ليس للحاجة المادية، بل لأنها تريد الخروج، تريد ممارسة مهنتها، تريد أن ترى ثمار شقائها لسنوات وسنوات... 

ألا تستحق بعد كل هذا؟


سألت نفسها بخوف.


وبعد الكثير من التفكير، كانت الإجابة تتردد في عقلها

بلا تستحق... وأكثر!


❈-❈-❈


دلف إلى الشقة، يحرك رأسه بإرهاق شديد، قبل أن يلقي بنفسه على الأريكة قائلًا بصوت عالٍ: فريدة، أنا جيت!


تحرك بنزق، وغير راحة، يُخرج ما جلس فوقه بالخطأ، قبل أن تتسع عيناه بشدة وهو يناظر ما يمسك بين يديه 

كان 

كان قميصًا ورديًّا صغيرًا، مخصصًا للأطفال!


ظل يطالعه بعدم فهم، أقرب إلى الذهول، وهو يرى أيضًا 

جوارب صغيرة.

كانت صغيرة ناعمة للغاية 



رفع عينيه المتسعة نحو فريدة القادمة نحوه، تطالعه بابتسامة مشرقة. حاول مرارًا وتكرارًا أن يفتح فمه، أن يخرج الكلمات 

حتى استطاع أخيرًا أن يقول بصدمة وذهول  :


"فريدة... إنتِ حامل؟!"



يتبع...

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة عفاف شريف، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة