-->

رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 81 - 2 - الأربعاء 19/2/2025

  قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر


رواية تائهة في قلب أعمى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل الواحد والثمانون

2

تم النشر الأربعاء

19/2/2025

هبط الدرج وهو يحمل طفلتهُ الحبيبة مدللة أبيها وخلفه مهكلة قلبه تحمل نجله الحبيب، استقبلتهم صفاء مبتسمة:

-يا صباح الفل علي حبايب تيته.

فتحت ذراعيها تمهيدًا لآخذ أحفادها داخل أحضانها وضع "يوسف" نورسين داخل أحضانها برفق شديد، وكذلك وضعت "نورسيل" عبدالرحمن بأحضانها هو الآخر.

قبلت جبهة أحفادها بحنان:

-يا حبايب قلبي إنتوا.

تحدثت نورسيل مبتسمة:

-أنا رضعتهم وكمان غيرت ليهم كمان وهما مقريفين أصلًا شوية ويناموا بإذن الله مش هنتأخر عليكِ.

حركت رأسها بإيجاب وقالت:

-ماشي يا حبيبتي متقلقيش شوية ونايا تنزل وتقعد معايا بيهم متشلوش إنتوا هم حاجة في رعاية الله.

اقترب "يوسف" منها مقبلًا جبهتها بحب:

-محتاجة حاجة يا ست الكل ؟

ردت بنفي:

-لأ يا حبيبي سلامتكم خد بالك من نفسك ومن مراتك ولما تخلصوا مشواركم تخدها تفسحها مش مهم شغل النهاردة المهم نورسيل حبيبة قلبي تنبسط وبس.

أتسعت إبتسامة نورسيل وقالت:

-حبيبتي يا ماما أيوة كده وصيه عليا من ساعة ما أتجوزته فين وفين لما نخرج.

تهكم قائلًا:

-يا روحي من يوم ما إتجوزنا كفاية علينا كنا بنخرج كل شوية من مصيبة شكل.

إمتعض وجهها بضيق وهتفت بحزن:

-الحمد لله ربنا لا يعيدها مرة تانية.

أجاب بحب:

-بإذن الله يا حبيبتي ربنا مش هيعيدها تاني ولو حصل زي ما قدرنا نتخطي إلي فات هنقدر بإذن نتخطي إلي جاي وإحنا سوا وإيدنا في إيد بعض وأولدنا بيكبروا في حضنا يلا بقي عشان منتأخرش؟

مد يده لها فمدت يدها هي الآخري له قبض علي يدها بحنان وغادروا سويًا ووالدته تشيعهم بنظراتها الحانية:

-ربنا يبارك فيكم يا ولاد ويبعد عنكم العين وكل حاجة مؤذية بإذن الله .

❈-❈-❈

انتهي من إفطاره وصغيره لا يزال يلازم أحضانه حتي غفي فوق صدره، تحدثت سلوي بهمس:

-هاتهُ يا حبيبي عنك نام خلاص.

أومأ بإيجاب ونهض كي يعطيها الصغير زي للعجب فتح الصغير عينيه وبدأ في نوبة بكاءه من جديد وهو يتشبث بأحضان والده.

تحدثت سلوي بحيرة:

-سبحان الله إنتَ مش كنت نايم صحي إزاي هو ماله في إيه من إمبارح ومش راضي يسيبك يا حبيبي؟

قبل جبهته بحنان وتسأل بمرح:

-إيه بس يا صغنن إنتَ بطل عياط بقي يا قلب بابي ولا حابب تيجي معايا الشغل كمان؟

وضع قبله حانية علي وجنته مرة آخري وأعطاه إلي جدته عنوة وهو يشير إلي زوجته أن تتبعه:

-أنا خارج يا صفا خلصي وحصليني.

نهضت هي الآخري وهي ترمُق طفلها بشفقةُ:

-خدي بالكوا منه يلا سلام عليكم.

ردد الإثنين:

- عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.


خرجت من باب الفيلا وجدته يجلس بداخل السيارة فتحت باب السيارة وصعدت إلي المقعد المجاور، ألتفت لها وتسأل بإهتمام:

-بطل عياط؟

حركت رأسها نافية:

-لأ مع الأسف.

زم شفتيه بضيق:

-طيب وبعدين.

تحدثت بهدوء:

-شوية وهيروح في النوم يا حبيبي أتحرك إنتَ.

أومأ بإيجاب ورد:

-تمام ولما أوصل هتصل أطمئن عليه أخباره إيه.

عاد بنظراته إلي الأمام وأدار عجلة القيادة متوجهًا إلي المشفي أولًا كي يقوم بإيصال صفا وبعدها يتجه هو إلي الشركة.

بعد مرور ساعة كاملة توقف أمام المشفي، إستدار وجهه إليها وتسأل باهتمام:

-محتاجة حاجة يا حبيبتي ؟

حركت رأسها نافية:

-لأ يا حبيبي سلامتك خد بالك من نفسك.

تبسم بحب وباغتها قائلًا:

-وإنتِ خدي بالك من مودي والكتاكيت إلي جوه أنا بحبك أوي يا صفا إنتِ النور إلي دخل حياتي نورها وخلاها ليها شكل ومعني كُنت فاكر إني بحب فريدة لكن حُبي ليها طلع مُجرد وهم أنا محبتش غيرك إنتِ وبس يا صفا ولو عشت عمري كُله أشكرك علي الفرحة والسعادة إلي شوفتهم معاكِ مش هقدر أوفيكِ حقك يكفِ إن كل مره ربنا كان ياخد مني حاجة يعوضني منك بأضعاف مضاعفة.

ظلت ترمقُه بعشق لكن بات القلق ينهش قلبها فغمغمت بحب:

-أنا وإنتَ عوض لبعض يا حبيبي دنيتنا مش هتكمل غير مع بعض أوعي في يوم تفكر تسبني يا ياسين لإن وقتها عمري ما هسامحك.

أردف بصدق:

-مقدرش أبعد عنك لو ليوم واحد عشان أفكر أسيبك يا صفا ولو حصل عمري ما هيكون بإرادتي أو علي حياتي من الأساس.

تسألت بحزن:

-إنتَ بتخوفني بكلامك ده مش بطمني علي فكرة ليه بتقول كده؟

تنهد بحزنٍ وقال:

-غصب عني يا حبيبتي مش عارف ليه قُولت كده سامحيني لو كلامي ضايق وأعتبريني مقولتوش من الأساس.

تبسمت بهدوء وقالت:

-بس إنتَ قُولتَ فعلًا وكلامك لمس، قالتها وهي تضع يدها علي قلبها.

وأكملت بحزن:

-وقلق هنا، قالتها وهي تشير إلى عقلها.

فتحدث هو بهدوء مطمئنًا إياها:

-كل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا يا حبيبتي حطي دي في إعتبارك دائمًا وأتفضلي يلا يا دكتورة إنزلي علي شغلك يلا مش عشان جوزك صاحب المستشفى ده يديكِ كارت بلانش تتأخري براحتك يا حبيبتي معنديش وسايط أنا.

تبسمت رغم عنها وقالت:

-بقي كده ؟! ده أنا صفا حبيبتك أم العيال ؟

تصنع التفكير وهتف ممازحًا :

-مممممم طيب عشان خاطر العيال دي معاكِ ساعة تأخير كل يوم  يا ستي ومتطمعيش في أكتر من كده.

تبسمت بحب وقالت:

-لأ حلو أوي مفيش أحسن من كده يلا هنزل أنا محتاج حاجة؟

حرك رأسه نافيًا وعقب بإيضاح:

-لأ يا حبيبتي عايزك تخلي بالك من نفسك وبس لا إله إلا الله.

ردت بهدوء:

-محمدًا رسول الله.

هبطت من السيارة وأدار هو عجلة السيارة وتحرك متجهًا إلي وجهته الآخري، بينما ظلت صفا واقفة قليلًا تنظر إلي سيارته التي بدأت تبتعد عن مرمي بصرها وهتفت بحزن:

-ربنا يحميك يا حبيبي ويبعد عنك شياطين الإنس والجن.

ألقت نظرة أخيرة وتحركت إلي داخل المشفي فهُناك الكثير من الأعمال التي بإنتظارها.

❈-❈-❈

لم يقدر علي أن يذهب إلي الشركة قبل أن يذهب إلي زيارة قبر والده أولًا، ركن سيارته وهبط من السيارة وتحرك داخل المقابر وهو يلقي عليهم السلام أولًا:

-السلام عليكم دار قومً مؤمنين أنتم السابقون ونحن بكم لاحقون.

تبعها بالترحُم علي جميع سُكان المقابر وقراءة الفاتحة لهم حتي وصل أمام قبر والده ألقي عليه السلام أولًا:

-السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ازيك يا بابا عامل إيه يا حبيبي إنتِ وحشتني أوي يا تري إنتَ مرتاح عندك؟ عايزك ترتاح في قبرك عرفت مين السبب في موتك وهاخد تارك منهم مش هسمح ليهم يعيشوا حياتهم وإنتَ تعبان في نومتك يا حبيبي أطمئن أنا جيت النهاردة عشان أفرحك وأعرفك إن حقك راجع خلاص مع السلامة يا بابا مع السلامة.

ألقي نظرة أخيرة علي قبر والده وتحرك خارج المقابر عائدًا إلي سيارته مرة آخري كي يذهب إلي عمله. وزي

❈-❈-❈

تجلس تتناول طعامها بمفردها، بعد أن تأكدت من ذهاب زوجها إلي عمله فآخر ما تريده هو رؤيته الأن كي لا يسمم بدنها بحديثه الذي لا تبتاغه من الأساس.

رنين جرس الباب لم تعطيه بالًا فمن سيأتي لهم في هذا الوقت من الأساس مؤكد إنها إحدي الخادمات، ظلت منهمكة في تناول طعامها حتي إستمعت إلي صوت تعلمهُ جيدًا.

"مش عارفة هفضل إتصدم في حضرتك لإمتي يا تري حضرتك كده فعلًا من البداية وأنا إلي مكنتش شايفة ده؟"

ألتفت خلفها وتصنعت الإبتسامة:

-فري حبيبتي وحشاني تعالي إفطري معايا.

رفعت حاجبها بتجهم وتساءلت بعدم استيعاب:

-والأغرب إنك بعد كل حاجة عملتيها وحياتي إلي دمرتيها كل مرة بتفضل حياتك ماشية لأ وسعيدة كمان طيب إلي فات كوم وآخر حاجة عملتيها دي كوم تاني ؟! حضرتك بجد قاعدة تأكلي؟ ليكِ نفس تأكلي من الأساس ؟ طيب سيبك من الأكل طبيعي الإنسان يأكل عشان يقدر يعيش نعديها بتقدري تحطي دماغك علي المخدة وتنامي كده عادي؟! طيب إزاي دي أنا نفسي من وقت ما عرفت ولا قادرة أكل ولا أشرب ولا حتي أغمض عيني حتي مش أنام لا ينام غير خالي البال حضرتك بقي بالك خالي للدرجة دي؟ مفيش قلب مفيش ضمير عندك؟ إنتِ ساكتة ليه أمثا بكلمك علي فكرة.

تركت الشوكة من يدها وردت بجمود:

-والمفروض أرد أقول إيه؟ أظن من الأفضل علي فكرة إني مردش عليكِ من الأساس عشان يظهر إنك أعصابك تعبانة وناسية إنك بتكلمي أمك يا هانم يعني ولا اللهجة ولا الأسلوب إلي بتكلميني ده من الأساس ينفع يا هانم.


يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة زينب سعيدالقاضي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية

رواياتنا الحصرية كاملة