-->

رواية جديدة الخطيئة لرانيا ممدوح - الفصل 1 - الإثنين 24/2/2025

 

 قراءة رواية الخطيئة كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر


رواية الخطيئة 

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة رانيا ممدوح 

الفصل الأول


تم النشر الإثنين

24/2/2025



كيف وصلت إلى هنا؟ أين كنت عندما بدأت أضعف خطوة بعد خطوة؟ لم يكن السقوط فجائيًا، بل تسلل إليّ على هيئة لحظات صغيرة من التبرير والتجاهل، حتى وجدت نفسي غارقًا فيما كنت أهرب منه.


كنت أعرف الفرق بين الخير والشر، كنت أرى الخطيئة بعيدة، لكنني سمحت لها بالاقتراب، ظننت أنني قوي بما يكفي لأتوقف متى شئت، لكنني كنت أضعف مما تصورت. في كل مرة بررت لنفسي، كنت أخدعها، حتى أصبح الطريق الذي كنت أظنه ثابتًا يتلاشى تحت قدمي.


والآن، أقف أمام الحقيقة. لا أبحث فقط عن مخرج، بل عن نفسي التي ضاعت في الطريق. أشعر بالندم يثقل صدري، ليس فقط على الخطأ، بل على كل فرصة أهملتها للعودة. ومع ذلك، أتمسك ببصيص الأمل، فباب التوبة مفتوح، والله غفور رحيم.


ليس المهم كيف سقطت، بل كيف سأقف من جديد. سأجعل من هذا الندم وقودًا لعودتي، وسأمضي في الطريق الصحيح، مهما كان صعبًا. لأن النهاية الحقيقية ليست في الخطأ، بل في الاستسلام له.


أنهت كتابة هذه الكلمات ريم، تلك الفتاة التي لم تتجاوز العشرين من عمرها، لكنها تحمل في قلبها أثقالًا تفوق سنين حياتها. ريم ليست مجرد فتاة عادية؛ هي روح تبحث عن الخلاص وسط ظلمات اجتاحتها دون استئذان. كتبت تلك السطور بيدين مرتجفتين، وكأن كل كلمة كانت تعصر قلبها الموجوع.


ريم التي كانت يومًا مليئة بالأحلام والآمال، وجدت نفسها محاصرة بشعور عميق بالذنب والندم، شعور جعلها ترى العالم من خلال عدسة قاتمة. لم تكن كلماتها مجرد فضفضة عابرة، بل كانت صرخة استغاثة، محاولة للعثور على ذاتها التي فقدتها وسط أمواج من الخطيئة والضعف.


كانت تعرف أن عمرها صغير، وأن الحياة أمامها طويلة، لكنها شعرت وكأنها استنزفت روحها قبل أوانها. وبينما كانت تكتب، كانت عيناها تفيض بالدموع، تلك الدموع التي لم تكن مجرد حزن، بل مزيج من الأسف والخوف والأمل. ريم، رغم صغر سنها، أدركت أن الحزن الذي يسكن قلبها قد يكون بداية جديدة، وأن تلك الكلمات التي خطّتها قد تكون أول خطوة على طريق العودة، الطريق الذي سيعيد لها النور الذي فقدته.


ريم فتاة تحمل في ملامحها مزيجًا آسرًا من البراءة والعمق. عيناها واسعتان، كأنهما مرآة تعكس أحزانها وأحلامها المخبأة، بنظرة تحمل شوقًا لماضٍ أنقى ومستقبل أكثر صفاءً. بشرتها ناعمة مثل الحرير، بلونها الحنطي الدافئ الذي يعكس دفء روحها، رغم ما تحمله من صراعات داخلية.


شعرها طويل يتدلى بنعومة كخيوط الليل، دائمًا مرتب بعناية، وكأنه سرّ صغير تحاول أن تخفي من خلاله اضطرابها الداخلي. عندما تتحدث، تنساب كلماتها بصوت هادئ عذب، يأسرك بصدقها، حتى ولو كانت تعاتب نفسها.


ريم ليست فقط جميلة في مظهرها، بل في طريقتها التي تُظهر بها قوتها رغم هشاشتها. ابتسامتها نادرة لكنها عندما تظهر، تشبه إشراقة شمس بعد يوم عاصف. ريم تحمل في قلبها طاقة تجعل من يراها يشعر بأنها تبحث عن شيء أعظم، شيء يكمل ما ينقصها ويعيد لها بريقها الكامل.

❈-❈-❈

ريم تنتمي لعائلة وهدان، تلك العائلة التي ذاع صيتها في عالم صناعة الأخشاب. تربت بين أصوات المطارق ورائحة الخشب العتيق، وشهدت كيف تتحول الأخشاب الخام إلى تحف فنية بأيدي عائلتها الماهرة. ربما ورثت عنهم حس الإبداع والدقة، لكن قلبها الطموح دائمًا كان يطمح لأكثر من ذلك، كأنها تبحث عن ذاتها خارج إطار إرث العائلة الذي يفتخر به الجميع.


الجد الأكبر وهدان كان رائدًا في مجال صناعة الأخشاب، وأسّس لسمعة عائلته في هذا المجال منذ عقود طويلة. كانت العائلة تُعرف بمهارتها الفائقة في تحويل الأخشاب إلى أعمال فنية تُعرض في الأسواق الكبرى. لكن خلف هذا النجاح، كانت هناك قصص من الحزن والتضحية. وُلد للجد وهدان ولدان: طارق وزكريا. كان طارق الرجل القوي الذي استلم دفة العمل بعد والده، بينما كان زكريا شقيقًا حساسًا ورقيقًا، لكنه كان يحمل قلبًا طيبًا يعشق عائلته وحرفته.

❈-❈-❈

ولكن الحياة كانت قاسية على زكريا وزوجته، فقد توفيا في حادث مفاجئ لم يكن في حسبان أحد. كانت ريم، ابنتهما، في أشهرها الأولى فقط عندما تركاها في هذا العالم القاسي. لم يكن لديها سوى ذكريات ضبابية عن والديها، وشيئًا فشيئًا أصبحت تلك الذكريات مجرد صور باهتة لا يمكنها أن تعيد إليها الطمأنينة التي فقدتها.


أثر موت والديها كان عميقًا على ريم، التي نشأت في كنف عائلتها الممتدة، تحت رعاية عمها طارق، الذي أخذ على عاتقه مسؤولية تربيتها. كان طارق مثل الأب بالنسبة لها، لا يخفف من الألم الذي شعر به، لكنه بذل كل ما في وسعه ليعوضها عن فقدان والديها. رغم كل الحب الذي كان يحيط بها، كانت ريم تشعر دائمًا بذلك الفراغ في قلبها، ذاك الفراغ الذي لا يمكن ملؤه إلا بوجود والديها.


ومع مرور السنوات، بدأت ريم تدرك أن إرث عائلتها العريق في صناعة الأخشاب ليس هو الشيء الوحيد الذي يمكن أن يحملها في هذه الحياة. ورغم أن قلبها مليء بالحزن والذكريات، إلا أن الحياة كانت تعلمها شيئًا فشيئًا كيف تواصل السير للأمام، وكيف تتعامل مع فقدانها العميق بطريقة لا تضعف عزيمتها، بل تقويها.


طارق، الذي كان بمثابة الأب لريم بعد فقدان والديها، أنجب بدوره ولدًا يدعى عابد، وهو الأكبر بين أطفاله. كان عابد شابًا قويًا وطموحًا، وكان يحمل إرث العائلة في قلبه. إلى جانب عابد، كان لدى طارق خمس فتيات: ريحانة، جود، حوراء، سلسبيل، وروان. كانت الفتيات يملأن البيت بالحيوية والضحك، ويشتركن في تعليم ريم دروس الحياة بكل حب واهتمام.


على الرغم من أن ريم لم تكن اختهم، إلا أنها كانت تجد فيهم الإخوة الذين لم تنجبهم والدتها. كانت علاقتها مع عابد قوية الذي يكبرها بأحد عشر عامًا ، وكأنها تجد فيه الحماية والطمأنينة التي افتقدتها بعد وفاة والديها. أما الفتيات، فقد كنَّ صديقات لها، يرافقنها في رحلاتها الصغيرة، ويتبادلن معها اللحظات الجميلة والحزينة على حد سواء.


عاشت ريم وسط هذه العائلة المحبة التي تبنتها بكل قلبها، ورغم الفقد الكبير الذي عاشته، كانت تشعر بأنها محاطة بحب لا ينتهي، حب عائلة وهدان التي ظلت تجمعهم معًا رغم كل ما مروا به من مصاعب.


كانت ريم قريبة جدًا من حوراء، فهما في نفس السن تقريبًا، مما جعلهما تربطهما علاقة خاصة. كانت حوراء تشارك ريم لحظاتها المفرحة والمحبطة، ويجمع بينهما الكثير من الذكريات المشتركة، سواء في اللعب أو الحديث عن أحلام المستقبل. كانت حوراء دائمًا تلك الصديقة التي تتفهم ريم بدون كلمات، تعرف كيف تواسيها وتخفف عنها أحزانها. كانت الأوقات التي تقضيانها معًا مليئة بالضحك والمشاركة، وكأنهما عالميين منفصلين عن باقي العالم، يتبادلان الأسرار الصغيرة والأماني الكبيرة.

❈-❈-❈

كانت ريم تجد في حوراء ذلك الدعم الذي يحتاجه كل إنسان، خاصة في سن مبكرة، حيث كان لكل منهما القدرة على تقديم الدعم العاطفي والمشورة ببساطة. وبينما كانت ريم تشعر بفقدان والديها، كانت حوراء بمثابة الأخت التي تكمل لها جزءًا من قلبها، وتنير دربها في عالم مليء بالمتغيرات.


زوجة عم ريم، أمتثال، كانت شخصًا محبًا وحنونًا، وقد ربطتها علاقة خاصة جدًا مع ريم. كانت أمتثال تعتبر ريم بمثابة ابنتها، وتمنحها كل ما يمكن من حب ورعاية. رغم الصعوبات التي مرت بها ريم بعد فقدان والديها، كانت أمتثال دائمًا هناك لتمنحها الأمان والطمأنينة. كانت تشعر بمعاناتها وتحرص على أن تكون بجانبها في كل مرحلة من مراحل حياتها.


أمتثال لم تكن فقط زوجة عم ريم، بل كانت بمثابة الأم الثانية التي تلجأ إليها ريم في لحظات ضعفها. كانت تروي لها القصص وتعلمها دروس الحياة، وتحرص على أن تزرع في قلبها الأمل دائمًا. ريم كانت تشعر بحب أمتثال العميق، وكانت تقدر تضحياتها واهتمامها بها، وتعلم أن هذا الحب الذي منحته إياها كان منبع قوتها في الأوقات الصعبة.


عائلة ريم كانت تعيش معًا في منزل كبير، يشع بالدفء والمحبة. كان هذا البيت يعكس الحياة المشتركة بين الأفراد، حيث تجمعهم روابط الدم والحب. كانت الغرف مليئة بالذكريات واللحظات المشتركة، وكل زاوية في المنزل تحمل قصصًا من الماضي والمستقبل. رغم أن أفراد العائلة كانوا متنوعين في شخصياتهم وأعمارهم، إلا أن هذا المنزل كان مكانًا يجمعهم جميعًا في كل الأوقات.

❈-❈-❈

منذ الصباح وحتى المساء، كان المنزل مليئًا بالأصوات: ضحكات الأطفال، حديث الكبار، ورائحة الطعام التي تنتشر في الأرجاء. كان منزلهم الكبير مليئًا بالحب والرعاية، حيث كان كل فرد فيه يشعر بالانتماء، وكانت ريم تشعر بالأمان بين أفراد عائلتها الذين كانوا دائمًا إلى جانبها، يساندونها ويشاطرونها أحلامها وأحزانها.


فجأة، دخلت حوراء غرفة ريم بسرعة، وكان وجهها يحمل ملامح من التوتر والقلق. كانت حوراء دائمًا صادقة في مشاعرها، ولكن اليوم كان هناك شيء غريب في عينيها، شيء لم تستطع ريم تجاهله. لحظة دخولها، أسرعت ريم في إخفاء ما كانت تدونه، وأغلقت دفترها بسرعة وكأن شيئًا مهمًا قد تم كشفه.


حوراء، التي كانت دائمًا تشارك ريم كل لحظة في حياتها، بدت وكأنها تحمل شيئًا ثقيلًا على قلبها، أمرًا لم تقله حتى الآن. كانت تتحاشى النظر مباشرة إلى عيني ريم، وكأنها تخفي سرًا لا تريد أن تنكشف تفاصيله.


"في حاجة يا حوراء ؟" سألت ريم، محاولًة أن تتنبه لتلك الهمسات التي كانت تملأ الغرفة.


حوراء ابتسمت، لكن ابتسامتها كانت زائفة بعض الشيء. "اه، مجرد تفكير قليل في بعض الأمور"، قالت بحذر، لكنها لم تُقنع ريم. كان هناك شيء في أسلوب حوراء جعل ريم تشعر بأن ثمة أمرًا أكبر يحدث خلف تلك الكلمات البسيطة.


قالت حوراء، محاولةً تغيير الموضوع وتهدئة الجو المشحون، "طب يلا علشان نجهز لخطوبة عابد ورباب."


كلماتها جاءت سريعة، كما لو كانت محاولة للهروب من التوتر الذي كان يملأ الغرفة. كانت ريم قد شعرت بشيء غريب في حديث حوراء، لكن الحديث عن خطوبة عابد كان كفيلًا بإشغال تفكيرها. كانت ريم تعرف أن هذه المناسبة ستكون محط أنظار الجميع في العائلة، خصوصًا أن عابد كان الابن الأكبر لطارق، وكانت الخطوبة تمثل بداية جديدة في حياة الجميع.


"أكيد، خليني أساعد في كل حاجة " ردت ريم بحماس، وكأنها وجدت في هذا الانشغال وسيلة لنسيان تلك اللحظة التي كانت تبدو وكأنها تحمل شيئًا غير مريح.


كانت الأجواء في المنزل تشهد تحضيرات مفعمة بالحركة والبهجة، وكان الجميع منشغلًا في تجهيزات الخطوبة. ولكن ريم، على الرغم من الحماس الذي أبدته، كانت تشعر أن هناك شيئًا مفقودًا في تلك اللحظة، شيء لم يستطع أي من التفاصيل أن يغطيه.

❈-❈-❈

بنات العائلة


ريحانة كانت مثال للبنت الملتزمة، اللي دايمًا بتحط ربنا وأخلاقها في كل خطوة بتاخدها. من وهي صغيرة، كانت بتتربى على احترام الكبير والحرص على أداء واجباتها الدينية من صلوات وصيام، وكان القرآن جزء أساسي من يومها. لما تدخل غرفة ريحانة، دايمًا هتلاقي مصحف مفتوح على الطاولة، وعطر المسك يملأ الأجواء.


كانت ريحانة بتحب البساطة، سواء في لبسها أو تصرفاتها. اختارت الحجاب عن اقتناع وحب، وكانت شايفة إنه جزء من هويتها كإنسانة قريبة من ربها. ألوان لبسها دايمًا هادية، وابتسامتها عنوانها. ولأنها طبيبة، كانت بتحرص إن مظهرها ينعكس على شخصيتها، ودايمًا كانت بتوازن بين الحشمة والأناقة.


في الكلية، كانت معروفة باحترامها لنفسها وللآخرين. ما كانتش بتحب تدخل في نقاشات جدلية، ودايمًا كانت كلماتها موزونة. أصحابها كانوا بيحسوا إنها مصدر أمان ليهم، لأنها ما بتتكلمش عن حد من وراه، وما بتشاركش في أي شيء يغضب ربنا. علاقتها برباب كانت دليل على ده، لأن رباب شافت فيها الصديقة اللي تعينها على الخير، واللي دايمًا بتذكرها بالصلاة أو قراءة ورد من القرآن لما الحياة تضغط عليهم.


ريحانة كانت شايفة إن الالتزام مش بس عبادة، لكنه أسلوب حياة. لما كانت تخرج مع أخواتها البنات أو أصحابها، كانت بتختار الأماكن اللي فيها احترام وهدوء، وكانت بتفضل دايمًا العزومات العائلية أكتر من التجمعات الكبيرة. في البيت، كانت مساعدة أساسية لوالدتها أمتثال، مش بس في الشغل، لكن كمان في نصح إخواتها البنات.


أكتر حاجة كانت بتميز ريحانة هي رحمتها وحرصها على إن الخير يظهر في كل اللي حواليها. لما حد كان يضيق أو يتوه، كانت أول واحدة تمد إيدها وتقول:

"متقلقيش، استعيذي بالله وكل حاجة هتتصلح."


كانت ملتزمة بس بطريقة ناعمة، تخليك تحب الالتزام بدل ما تحس إنه عبء. ريحانة كانت مثال للبنت اللي بتقدر توازن بين نجاحها في حياتها المهنية والتزامها الديني، وتخلي الكل يحترمها ويقدرها.


ريحانة هي بنت طارق الثانية بعد عابد، وهي واحدة من الشخصيات الهادئة والمميزة في العائلة. تخرجت من كلية الطب بتفوق، ورغم مشاغل دراستها وعملها، إلا أن أخلاقها العالية وحضورها الطيب جعلها محبوبة بين كل اللي يعرفوها. في بيتها، كانت دايمًا مصدر السكينة والدعم لأفراد العائلة، خصوصًا لوالدتها أمتثال.


أشهر صفاتها هي الالتزام وحب العمل الجاد. في كل خطوة تخطيها، تكون مدفوعة برغبة في أن تكون نموذج يُحتذى به. كانت تحرص على صلاتها، وتحرص على مساعدة الناس، سواء داخل العائلة أو خارجها. حياتها كانت مليئة بالتوازن بين واجباتها الدراسية والعملية وبين الاهتمام بالأسرة.


"جود" هي الطفلة المتفوقة في أسرتها، أصغر من ريحانة بثلاث أعوام، ورغم فارق السن، إلا أن العلاقة بينهما مليئة بالحب والاحترام. جود تدرس الهندسة المعمارية، ودايمًا تحب تمزج بين خيالها الواسع وحبها للفن والتصميم. دايمًا كانت جود تميل للأفكار المبدعة، وعايزة تحقق مشاريع معمارية تترك بصمتها في العالم.


ورغم إنها أصغر من ريحانة، إلا إن جود كانت بتحترم نصائحها دايمًا، وكانت تقدر تحافظ على توازن بين حياتها الدراسية وحياتها الاجتماعية بشكل يخلّيها محط إعجاب من الكل.


جود هي الشخصية اللي دايمًا بتشع جو من المرح والضحك في أي مكان تروحله. مبتحبش تبقى الحياة جادة طول الوقت، فبتلاقيها دايمًا بتضحك وبتحاول تخلّي الناس حواليها يبتسموا، سواء في البيت مع عائلتها أو في الجامعة مع أصحابها. جود عندها خفة دم غير طبيعية، وتحس إن أي لحظة معاهّا مليانة نشاط وحيوية. تحب المزاح والضحك، وغالبًا تكون هي السبب في أي نكتة أو قصة فكاهية في المكان.


لكن رغم طبيعتها المرحة، جود ملتزمة جدًا في دراستها وحياتها. مش من نوع الناس اللي بيلهون عن هدفهم بسهولة. هي دايمًا حريصة على تحقيق النجاح، وتدرس الهندسة المعمارية بكل جهد. عشان كده، رغم مزاحها وروحها المرحة، لما بييجي وقت الجد، بتكون جادة ومنظمة جدًا. عارفين إن جود مهما كانت الضحكة موجودة، وراء كل دا في عقلية ناقدة وطموحة جدًا.


جود حاليًا في سنتها الرابعة في كلية الهندسة المعمارية.


اللي بعد جود هي "حوراء" ، وهي البنت الرابعة في ترتيب أولاد طارق. حوراء عندها شخصية هادئة وعميقة. مش زي جود في المزاح، لكن هادئتها بتعكس شخصيتها المميزة. تحب القراءة وتستمتع بالجلوس في الأماكن الهادئة، وتحب تتأمل في الأشياء من حولها. عندها ذوق فني عالي وتهتم بالتفاصيل الصغيرة، سواء في الفن أو في حياتها اليومية. ومش بس كده، هي ملتزمة برضو في دراستها وحياتها الشخصية، لكن ما بتحبش البروز وتفضل دايمًا تكون في الخلفية.


حوراء بتحب تساعد الآخرين، ودائمًا تجدها بجانب الناس اللي محتاجين لها، سواء في العائلة أو مع الأصدقاء. ومع ذلك، هي تحب الخصوصية وتفضل ما تكونش تحت الأنظار بشكل كبير، لكنها دايمًا تبين اهتمامها وحبها بطريقة هادئة وصادقة.


حوراء هي الفتاة ذات العشرين عامًا، في عامها الثاني من كلية طب الأسنان. شخصيتها تجمع بين الذكاء والطموح، ودائمًا ما تسعى لتحقيق التفوق في دراستها. بالرغم من طب الأسنان مجال صعب، إلا أن حوراء تتمتع بقدرة على التوازن بين الدراسة والوقت الخاص بها. هي شخصية مخلصة ومجتهدة، وتحب التحدي، دائمًا ما تشارك في المناقشات وتحرص على فهم كل تفاصيل المادة.

❈-❈-❈

ريم، مثل حوراء في العمر، لكن مسارها الأكاديمي مختلف؛ هي تدرس في كلية الصيدلة. ريم لا تقتصر على كونها ذكية فحسب، بل هي أيضًا صديقة وفية، دائمًا تهتم بحوراء وتمدها بالدعم النفسي في أوقات الحاجة. وعلى الرغم من أنهما تدرسان في مجالات مختلفة، إلا أن علاقتهم وثيقة، ويتبادلان النصائح والدروس من حياتهم الجامعية.


ريم هي واحدة من الشخصيات التي تبرز في عائلتها بطبيعتها المستقلة. في العشرين من عمرها، هي طالبة في كلية الصيدلة، لكن ما يميزها هو عدم التزامها بالعديد من التقاليد الاجتماعية التي يفضلها البعض في العائلة. لم تكن تفضل ارتداء الحجاب، وهذا كان موضوعًا حساسًا في كثير من الأحيان. لكنها كانت دائمًا تبرر اختياراتها بأنها تفضل أن تكون على طبيعتها دون أن يضغط عليها أحد.


على الرغم من أنها ليست ملتزمة في كثير من الأشياء، إلا أن ريم كانت تتمتع بشخصية مرحة، ومليئة بالحيوية، وكانت دائمًا محط الأنظار في التجمعات العائلية. كان لديها طريقة خاصة في المزاح والحديث، حيث كانت تُدخل البهجة في نفوس الجميع بكلماتها وأسلوبها. كثيرًا ما كانت تتحدث عن رؤيتها الخاصة للحياة، وكيف أنها تؤمن بأهمية العيش بحرية تامة بعيدًا عن القيود المفروضة.


كانت تحترم أسرتها وتحبهم، رغم اختلاف وجهات نظرهم. كانت علاقتها بأفراد العائلة مليئة بالتفاهم والاحترام، فقد كانت تعرف أن لكل شخص رأيه ومعتقداته، ولكنها كانت تفضل أن تُبقي نفسها بعيدة عن النزاعات بسبب اختلاف الرأي. كانت تحب التواصل مع أفراد العائلة، خاصة عندما كانت تشارك في الأحاديث الطويلة مع حوراء، التي كانت صديقتها المقربة في البيت، وكأنهما معًا في نفس المرحلة الدراسية، رغم أن كل واحدة منهما كانت تدرس مجالًا مختلفًا. أما عن والدتها وأبيها، فكانوا يتعاملون معها بحب شديد، فهم يعرفون أنها فتاة مميزة ومختلفة، لكنها في النهاية تظل جزءًا من العائلة.


كانت ريم تتمنى دائمًا أن يُحترم اختياراتها، لكنها كانت تدرك أن هذا ليس بالأمر السهل في عائلة تربت على تقاليد قديمة. كانت تشعر أحيانًا بتحدٍ داخلي بين ما تحب أن تكونه وبين ما يُتوقع منها، لكنها مع ذلك كانت تسعى إلى الحفاظ على توازن داخلي يجعلها قادرة على أن تكون نفسها دون أن تُجبر على أن تكون شخصًا آخر.


ومع مرور الوقت، ومع كل تجربة مرت بها، بدأت ريم تدرك أن الحياة تتطلب منها أن تكون صادقة مع نفسها أولًا، وأن تكون قادرة على مواجهة العالم بشخصيتها الحقيقية، حتى وإن كان ذلك يعني أنها قد تبتعد عن المسار الذي تتوقعه العائلة منها.


ريم كانت من النوع اللي يحب يعيش حياته على راحته. رغم كونها في العشرين من عمرها، وكان عندها اهتمامات دراسية مهمة في كلية الصيدلة، إلا أن حياتها كانت مليئة بالأنشطة التي تجعلها تشعر بالحرية. كانت تحب الخروج مع صحابها أو أفراد عائلتها إلى الأماكن الجديدة، سواء كانت مقاهي أو مطاعم أو حتى متنزهات. كانت تحب الفسح والأنشطة التي تخرجها من روتين الحياة اليومية. بالنسبة لها، كانت اللحظات دي هي الفرصة لتجديد نشاطها وكسر الملل.


كانت ريم دائمًا تروج لفكرة "التغيير" في حياتها، وأي فرصة للفسح كانت بمثابة نافذة تهوية لعقلها. كانت تحب تسافر أو تروح أماكن جديدة في المدينة. سواء كان مع أصدقائها أو مع أسرتها، كان لديها حافز دائم للذهاب إلى أماكن ما زالت ما زارتهاش. كانت تحب الأماكن اللي بتجمع بين الاسترخاء والتجديد، زي الكافيهات اللي بتقدم أجواء هادئة أو الأماكن المفتوحة اللي فيها طبيعة.


كانت عائلة ريم بتحاول تفهم رغبتها في الخروج، على الرغم من أن بعضهم كان يفضل أنها تلتزم أكثر وتبقى في البيت. لكن ريم كانت مقتنعة تمامًا بأن الحياة مش بس دراسات ولا عمل، لازم يكون في وقت للراحة والفسحة. في كثير من الأحيان، كانت تخرج مع حوراء لأنها كانت قريبة منها في السن، وكانوا يشوفوا مع بعض الأماكن اللي ممكن يستمتعوا فيها.


وكانت ريم، على الرغم من كونها فتاة غير ملتزمة في بعض الأمور، بتحرص على أن تكون متوازنة في اختياراتها. كانت تعيش لحظات الفسحة بمرح، وما كانتش بتحب تقيد نفسها بأي حدود. كانت بتسعى دائمًا للمتعة اللي بترتاح فيها، واللي بتخليها تقدر تواجه التحديات الدراسية اليومية بكل نشاط وطاقة جديدة.


بعد ريم، تأتي سلسبيل، وهي في سن الـ 17. على الرغم من صغر سنها، إلا أنها شخصية هادئة وذكية. تستمتع بالدراسة ولكنها أيضًا تحب قضاء وقتها مع عائلتها وأصدقائها.


أما روان فهي آخر بنات طارق، وهي في سن الـ 16. شخصية مرحة ومبتهجة، تحب الضحك والمزاح وتستمتع بالأنشطة الاجتماعية مع عائلتها وأصدقائها. رغم صغر سنها، إلا أن لديها طموحات كبيرة وتخطط لمستقبلها بحماس.

يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة رانيا ممدوح، لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية

رواياتنا الحصرية كاملة