-->

رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 69 - 2 - الثلاثاء 4/2/2025

 

  قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر


رواية تائهة في قلب أعمى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل التاسع والستون

2

تم النشر الثلاثاء

4/2/2025



تحدثت نور بحزن:


-للدرجة دي أنا تقيلة عليك يا أمير؟ 


رمقها معاتبًا وتدراك قائلاً:


-تقيلة عليا؟ بجد بتقوليها كده من كل عقلك يا حبيبتي؟ أنا بهزر معاكِ علي فكرة يا نوري وإنتِ عارفة كده.


تدخلت عايدة ضاحكة:


-يظهر كده يا أمير يا حبيبي والله أعلم هرمونات الحمل بدأت بدري مع نور شكلك هتعاني يا أبني الفترة الجاية مع تقلباتها المزاجية ربنا يتولاك علي ما إبتلاك يا حبيبي فعلاً جنانها لوحده كان كفاية عليك دلوقتي مع الأسف بقي الضعف يا حبيبي.


رد بحب:


-نور دي روح قلبي تعمل إلي هي عايزاه ومهما تعمل قاعدة في قلبي ومربعة.


اتسعت ابتسامتها بسعادة وقالت:


-يخليك ليا يا بعلي يا حبيبي أيوة كده يا ميرو حس بقيمتي كده وإني مهمة في حياتك.


تبسم بحب وأردف بصدق:


-إنتِ مش بس مهمة في حياتي إنتِ كل حياتي يا نور بإختصار حياتي من غيرك كانت فاضية دخلتي إنتِ بجنانك وشقوتك خليتي لحياتي معني بغض النظر طبعًا عن جنانك بعض الأوقات إلي بيخليني هفرقع منك بس أنا بحبك زي ما إنتِ حتي لو متغيرتيش.


نظرت له بأعين دامعة وهتفت بخجل:


-أنا بجد مش عارفة بيني وبين ربنا إيه عشان يرزقني براجل طيب وحنين زيك يا أمير واحد غيرك مهما كان بيحبني إستحالة كان يتحمل جناني لكن إنتَ غير وإستثناء شكرًا إنك في حياتي وأوعدك إني هحاول أتغير فعلًا عشانك.


آخذ نفس عميق يستشعر به حلاوة وجمال كلامتها العذبة التي وقعت علي أذنه كأنها سمفونية موسيقية وغمغم بحب:


-ياه يا نور أخيرًا نطقتي يا عمري إنتِ ؟ ما هو أنا لو مش بحبك يا نور مكنتش أتحملتك دقيقة واحدة من الأساس يا حبيبتي بس سبحان مين زرع حبك في قلبي.


تنهد عزمي بإرتياح واقترب منهم وقام بضم الإثنين داخل أحضانه وتحدث بحنان :


-ياه يا ولاد فرحتي بيكم وبحبكم ده ميتوصفش ربنا يخليكم لبعض ويفرحنا بيكم وبأولادكم يارب العالمين كده الواحد يموت وهو مرتاح عمري ما أترددت لحظة يا أمير وأنا بجوزك نور بطيب خاطر وبحط إيدي في إيدك كمان لان من أول يوم شوفتك فيه شوفت فيك راجل بجد والحمد لله نظرتي مخيبتش ولو موت في أي لحظة هموت وأنا مطمئن إني سايب بنتي ومراتي في ضل راجل.


سارع أمير في الرد بتلهُف:


-بعد الشر عنك يا عمي ربنا يبارك لينا في عمر حضرتك وتفرح بأحفادك بإذن الله .


قبل كل من نور وأمي وأمير وجنتيه كل منهم من جهة وكذلك مدو يدهم إلي عايدة التي كانت تتأملهم بأعين دامعة وقبلوا وجنتيها هي الآخري.


تبسم أمير بحب وقال:


-ربنا يديم لمتنا ويجمعنا علي الخير دائماً يا رب العالمين.


❈-❈-❈


كانت مستلقية بجسدها فوق الفراش الطبي، وزوجها يقف جوارها بتوتر شديد، شعرت هي بتوتره وتسألت بقلق:


-إنتَ بخير يا حبيبي ؟


رد مبتسمًا:


-بخير الحمد لله يا حبيبتي بس متوتر شوية دي آول مرة أحس الشعور ده.


غام الحزن داخل مقلتيه وتنهد بحزن:


-ومع الأسف حرمت نفسي إني أكون جنبك المرة إلي فاتت وأعيش معاكِ إلي إنتِ كنتِ عايشاه يا حبيبي.


تفهمت وضعه وتحدثت بحنان:


-أحنا قولنا إيه يا حبيبي مش قولنا ننسي إلي فات ونخلينا في إلي جاي ويا سيدي إلي إنتَ مقدرتش تعيشه معايا في حمل مودي هتعيشه معايا المرة دي والأربع مرات الجايين إلي إنتَ عايزنا نجبهم.


تبسم بخفة وأضاف:


-بجد يعني الحمد لله اقتنعتي بكلامي ؟


ردت بمشاكسة:


-لأ بهزر معاك ولا مش بتهزر يا رمضان ؟!


ضربها بخفة على وجنتيها وعقب قائلاً:


-بتهزري ؟! لأ مش بهزر يا رمضان وهنجبهم يعني هنجبهم.


انتبه إلي شئ وتسأل:


-خير الدكتورة دي فين أتأخرت كده ليه ؟


ردت بهدوء:


-راحت تطمئن علي حالة الولادة فاقت من البنج ولا لأ.


أومأ بتفهم:


-أه زي ما إنتِ كنتِ بتفوقي من البنج وأنا قاعد بره علي أعصابي.


تبسمت بخفة واستطرت بإبانة:


-أنا مكنتش واخدة بنج أصلًا عشان أفوق منه يا حبيبي أنا كنت والدة طبيعي مفيش ينجمن الأساس قصدهم أفوق من الإرهاق والتعب فهمت.


تسأل باهتمام:


-طيب ليه ماخدتيش بينج ؟


أجابت ببساطة:


-لإن أنا والدة طبيعي مش قيصري أصلًا بالنسبة للولادة الطبيعي بيبقي فيه حقن عشان الآلام بس أنا محبتش أخدها.


قطب جبينه بحيرة وتسأل:


-طيب ليه؟ مش كنتِ تسكني الآلم؟


آخذت نفس عميق واستطردت بإستفاضة:


-شوف يا قلب صفا أولًا كنت حابة احس بالتعب ده هو صعب جدًا جدًا متخيل يعني إيه روح تتخلق من روح تانية؟! هو علي قد ما هو متعب علي قد ما هو ممتع غير كمان حبيت أحس بالآلم وأنا بولد وأجرب شعور ماما لما كانت بتولدني.


أومأ بتفهم وهتف بحسم:


-خلاص جربتي مرة بألم أعملي حسابك المرة دي هتاخدي مسكن يا حبيبتي أنا هتبقي موجود ومش هقدر أستحمل أشوفك بتتألمِ.


تبسمت بهدوء وردت:


-سيبها لوقتها مش هنتخانق دلوقتي لسه بدري أوي.


❈-❈-❈


قطع حديثهم وصول الطبيبة التي تحدثت معتذرة:


-أسفة جدًا علي التأخير يا جماعه بس كان لازم أطمئن علي الحالة والطفل.


ردت صفا مبتسمة:


-ولا يهمك يا دكتور.


ألتفت الطبيبة إلي صفا وتسألت باهتمام:


-عدينا أربعين يوم يا دكتورة صفا ولا لأ ؟


حركت رأسها بإيجاب:


-أيوة يا دكتور.


أومأت بتفهم:


-تمام كويس أوي.


تسأل ياسين باهتمام:


-يعني إيه عديتي أربعين يوم مش فاهم؟


ردت بهدوء:


-يعني عمر الحمل يا حبيبي أنا حامل في شهر وعشرة أيام الجنين في الوقت ده بيظهر عادي في السونار وكمان بيبقي الروح دبن فيه والنبض موجود.


اتسعت ابتسامته واقترب منها وهمس في أذنها بحب:


-يعني إنتِ حامل من وقت ما كنا في شهر العسل؟


تبسمت بخجل وردت بهمس مماثل:


-أيوة يا حبيبي.


قطع وصلة همسهم الطبيبة التي حمحمت بحرج:


-جاهزة يا دكتورة صفا ؟


أومأت بإيجاب:


-أيوة يا دكتورة جاهزة.


استقام ياسين في وقفته، واعتدلت صفا وبدأت الطبيبة في إجراء السونار لها وياسين عينيه منصبة علي الشاشة بتلهُف:


-هو فين يا صفا ؟


أشارت الطبيبة إلي نقطة معينة في الشاشة:


-حضرتك شايف الكيس ده؟ 


أومأ بإيجاب:


-أيوة يا دكتورة.


ردت باختصار:


-هو ده الجنين.


صمتت قليلاً وتحدثت بحذر:


-بس في الأغلب إلي في الكيس ده مش جنين واحد.


نظر ياسين وصفا إلي بعضهم بحيرة، وتدارك ياسين مستفهمًا:


-يعني إيه مش جنين واحد ؟


ردت بإختصار:


-يعني توأم في كيس واحد حدث انقسام في البويضة فنشأ عنها توأم.


تبسم ياسين بفرحة وتسأل:


-حضرتك بتتكلمي جد يا دكتورة صفا حامل فعلًا في توأم ؟


حركت رأسها بإيجاب:


-أيوة يا ياسين باشا والشهر الجاي نتأكد أكتر.


دمعت عين ياسين وما كان رد فعله سوي إنه ابتعد عن زوجته وسجد شكرًا للمولي عز وچل علي لطفه وكرمه معه.


حرمه من بصره، وظن إنه إبتلاء، ولكن كان هذا بداية لرفع البلاء، تزوج صفا، وأعاد له بصره من جديد، لكن يا أسفاه؛ ظنها خائنه وقام بطردها من حياته شر طردة، وظل هو يتألم ويتذوق مرارة الوجع والحرمان، ليهون الله عليه ويلطف به ليعلم الحقيقة وتعود إليه وهي تحمل نطفتهما بين يديها، ظن أن السعادة قد حلت عليه، ولكن سلبت منه الحياة أباه، ظن أنها النهاية، ولكن مازال كرم المولي عزوچل عليه لا ينتهي، ورزقه بحمل زوجته لنطفتهم للمرة الثانية، ظن أن هذا عوض الله عليه ليحمد الله داخله، ليهبه الله نطفتين بدل من نطفة واحدة أي توأمان، يتسأل داخله ما بينه وبين الله كي يعوضه عن كل حزن يعيشه أضعافًا مضاعفة، يقسم داخله إنه لو ظل طوال عمره ساجدًا للمولى عز وچل لن يقدر على أن يوفيه شكرًا علي فضله ونعمته عليه.

يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة زينب سعيدالقاضي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية

رواياتنا الحصرية كاملة