-->

رواية جديدة حارة الدخاخني مكتملة لأسماء المصري - الفصل 28 - 2 - الثلاثاء 11/2/2025

  قراءة رواية حارة الدخاخني كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

 




رواية حارة الدخاخني

للكاتبة أسماء المصري


قراءة رواية حارة الدخاخني

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة أسماء المصري



الفصل الثامن والعشرون

2

تم النشر يوم الثلاثاء

11/2/2025

❈-❈-❈

حركت كتفيها تسخر منه:

-اشبه عليه ايه يا رشوان ماهو توأم بابا الله يرحمه، يعني حمزة ده طلع ابن عمي فأنت أخدت ورد من يوسف واديتها ﻷبن عمنا اللي عمرنا ما عرفناه! هي دي التضحية اللي بتقول عليها؟


أومأ فتعجبت من رده وانتظرت تفسيره فماطل قليلا:

-أمك قالتلكم ايه عن عمك؟


أجابته بما عملته منها:

-انه أخد ورث بابا وهو السبب إننا فقرا، وإنه إنسان مش كويس والأكيد إنه شغال معاكم عشان كان عارف إن بابا مات مش هربان، ومحدش يعرف بالحقيقة دي غير الناس بتوعكم وبس.


هز رأسه مؤيدا ومؤكدا حديثها فتسائلت:

-أنت عايز تقولي حاجه يا رشوان بس قلقان من رد فعلي صح؟


ضحك من قرائتها السهلة له:

-طيب ناوي تقولي ولا هتسيبني أخمن؟


نظر بحدقتيها وظل محدقا بهما فهزت رأسها:

-تبقى عايزني أخمن.


تعجب من ردها وانتظرها أن تكمل حديثها:

-في حاجه غامضة بينك وبين عمي، صح؟


أومأ فسألته باستباط:

-لبسه وشكله بيقول إنه حاجه كبيرة ويمكن أكبر من بابا ماهيتاب، هو رئيسك في الشغل أو حد من الكبار اللي برا اللي كنت بتقولي عنهم؟


أومأ فجعدت جبينها وانعقد حاجبيها بشكل مبالغ فيه:

-يعني عمي أعلى منك ومن بابا ماهيتاب وساب أخوه يتقتل على ايد الراجل ده ومفكرش حتى ياخد بتاره؟


بكت من الفكرة وانتظرته أن يعطيها إجابة مقنعة فأغلق عينيه وزفر لا يعلم هل يخبرها الحقيقة كاملة أم يخبرها فقط ما أراده عزام بأن يخبرها به، ولكنه عزم أمره ونطق بكل الحقائق التي يريدها أن تعلمها:

-هحكيلك، بس عايزك قبل ما تعرفي أي حاجه تتأكدي إني بحبك ومش عايز غيرك في الدنيا دي كلها، ولو في يوم حد فكر يوقع بيني وبينك او يفهمك أني كنت بأمن نفسي بيكي فمتصدقهوش ﻷن لو دي كانت الفكرة في بداية جوازي منك وأنا أصلا جوايا مشاعر ليكي أكبر بكتير من أي مشاعر حسيتها ناحية أي واحدة، فتأكدي إني عمري ما فكرت افدي نفسي بوجودك معايا.


أومأت ووقفت تسحبه للخارج:

-طيب تعالى نتكلمو بره عشان أعرف اركز في كلامك.


تبعها وجلس أمامها وبدأ يخبرها أحداث ما قبل خمسة عشر عاما.


دفع رشوان المقعد بقدمه بعد أن علم ما حدث للمخزن وذراعه اليمنى ولنجله الساقط أرضا فاقدا للوعي فانحنى يحاول إيفاقته فصرخ الصغير يوسف:

-بابا.


ربت عليه وتحدث مطبقا على أسنانه:

-تار ابوك وتاري هاخده مهما طال الزمن يا يوسف.


ترك الصغير ووقف مع رجاله يسألهم:

-فين جثة فتحي؟


رد أحدهم:

-دفنوها قبل ما يمشو من هنا، شكلهم عايزين يلبوسنا في جريمة قتل يا معلم.


خرج برفقتهم وحفر لأرض بنفس المكان الذي دُفن به ولكنه فوجئ بوجود ملابسه المغطاة بالدماء ولكن بدون جسد، فرفع الملابس ﻷنفه وشمها ولكنه وجد رائحتها مغايرة لرائحة الدماء المعتاد هو عليها ففهم أن هناك لعبة بالأمر، ولكنه صمت والتفت لرجاله يأمرهم:

-هننقل الجثة من هنا عشان محدش يلبسنا جريمة.


لمعت أعينهم وهمهماتهم عن أي جثة يتحدث فرمقهم بنظرة جامدة محذرة فهموها وفعلوا أمره.


ذهب كالرعد الثائر لصهره وحماه يخبره بما حدث:

-قتلوه يا صفوت وسرقو البضاعة.


جلس أمامه ولازال يصرخ:

-قتلو فتحي وسرقو البضاعة، انا مش هسكت وتار فتحي هاخده مهما كان مين اللي عمل كده.


استمع لصوته من الخلف:

-أصيل يا رشوان.


هنا توقف عن التحدث عندما وجد ملامحها تنذر بشرر كبير وتنفسها حاله كحال وجهها وسألته:

-أنت بتقول ايه؟ مين اللي لقيته عند صفوت؟ بابا؟!


أومأ يتابع قص تلك الأحداث:

-فتحي!


صرخ بها متفاجئا ووقف بذهول وانتظر أي تفسير فابتسم من أمامه وتحدث بهدوء:

-أقعد يا رشوان خليني أفهمك.


جلس وصوت صرير أسنانه العالي كاد أن يهشم فكه فضحك فتحي:

-أولا أنا مش فتحي، أنا عزام توأمه.


انتبه رشوان لملامح ملك بعد أن فهمت أنه اختلط عليه الأمر لتشابههما ولكنه اكمل:

-أنا عارف إن فتحي له أخ توأم، بس أنت جاي تعمل ايه هنا؟ جاي تنتقم ﻷخوك بعد ما سرقت ورثة و....


قاطعة صفوت:

-أهدى يا رشوان واسمع الأول.


صمت زافرا بفروغ صبر وجلس عزام أمامه يخبره بتفاصيل هو يعلم تماما أنه لا حاجة به ليقصها عليه، ولكن فقط من أجل زرع الذعر والرهبة بقلوب من يعملون لديه سيفعلها:

-أنا فعلا ليا أخ توأم اسمه فتحي بس ده انا قتلته ﻷني مبحبش حد يشاركني في حاجه حتى لو الحاجه دي وشي.


ضحك عاليا وهو يرسم دائرة وهمية أمام وجهه مشيرا له:

-المهم إنك لازم تعرف إن اللي كان معاك طول 12 سنه وأكتر واسمه فتحي ده كان أنا، واللي مات انهاردة قدام يوسف ده أنا، ومن الآخر كده دي لعبة عملتها مع زينهم عشان أنا خلصت شغلي هنا ولازم أرجع أوروبا.


لم يفهم ما حدث أمامه ولكن علمه العمل معهم شيئين هاميين أولهما هو الصبر والاستماع للطرف الآخر خاصة لو الطرف الآخر يبدو عليه الدهاء كوجه هذا الشبيه بفتحي الطيب:

-أنا جيت هنا من 12 سنه عشان المشاكل اللي كان عاملها حماك بعد ما أبوك مات ومسك هو الشغل، وكان لازم اللي يمسك مكان أبوك يبقى على نفس القدر من القوة والذكاء والمرشحين للمكان ده مكانوش كتير بس أنت كنت أولهم، وكان لازم اطمن بنفسي انك هتقدر تشيل المكان ده لوحدك، وفضلت شغال معاك وتحت جناحك عشان أقدر أراقب تصرفاتك وحكمك على الأمور وامبارح بس اطمنت أنك تقدر تبقى مكان أبوك ويمكن كمان تتفوق عليه، وخلاص مبقتش محتاجني جنبك يا رشوان ولا ايه؟


ابتلع ريقه يسأله:

-طيب ومراتك وولادك؟ هتمشي كده وتسيب كل حاجه ورا ضهرك!؟


هز رأسه وكأنه يفكر:

-شغلي أهم للأسف وأنا سايبهم ومطمن إنك تقدر تربيهم ويمكن أحسن مني وهتحميهم وتحافظ عليهم.


صاح به رشوان:

-دي مراتك لسه مخلفة ابنك، مش عايز تشوفه حتى؟ ده أنا بتمنى ظفر عيل وأنت حتى مش هتشيله وتشم ريحته و...


قاطعته عزام بصرامة:

-شغلي ومركزي مفيهوش لا هزار ولا مشاعر عشان الكلاك ده بيسبب الموت، انا لازم ارجع وهسيبهم في حمايتك لحد ما يؤون الأوان وأرجع تاني.


صر على أسنانه يسأله:

-وابنك اللي شافهم وهم بيقتلوك؟ وحالته النفسية و...


عاد لمقاطعته:

-اللي حصل كان لازم يحصل بالشكل ده عشان يوسف يصدق وميدورش عليا، انت مش شايف الواد حسن لحد انهارده مبطلش تدوير على أبوه ازاي، لانه مشافش لا جثته ولا شافه بيموت قدامه ولسه عنده أمل يلاقيه حي أو ميت لكن يوسف خلاص كده أخد الصدمة بس اتأكد.


نظر لعبرات ملك وقد هطلت كالمطر فمسحها له واحتضنها مربتا عليها وهي تهذي:

-في اب يعمل كده؟ يوسف كان صغير اوي انه يشوف حاجه زي دي وفي الآخر تطلع تمثيلية عليه!


ابتعدت عنه ترمقه بنظرة حزينة وصاحت تسأله:

-يعني أنت عايز تقولي إن فتحي وعزام واحد وإن الراجل ده اللي كان في الفرح ويوم المحكمة هو ابويا مش عمي؟


هز رأسه مؤكدا وهتف:

-المفروض انك متعرفيش، عزام مأكد عليا حاجتين عشان الأمان وعشان يسد دين المخزن اللي اتحرز من البوليس.


جعدت حاجيها تسأله:

-هو كان له يد في الموضوع ده؟


أومأ يخبرها:

-كان بيعاقبني عشان اتجوزتك، ودلوقت شارط أماني بطلاقنا وإلا هدفع فلوس البضاعة دي واللي لو بعت كل حاجه أنا أملكها مش هتجيب نص تمنها.


هزت رأسها تسأله:

-وهو ليه مصر على الطلاق؟


لم يجد ما يخبرها به فهز كتفيه بحيرة:

-مش عارف، بس عزام مبيعملش حاجه من غير تخطيط والأكيد إنه لو كان عايز يوقف الجوازه دي من أول يوم كان علمها، كل التعليمات اللي كانت بتجيلي منه إن يوسف لازم يدخل شغلنا ويتعلمه، لكن عمره ما جاب سيرتك ولا حتى بعد ما عرف أني بساومك ع الجواز، فليه دلوقت حتى بعد ما عرف إني دخلت عليكي.


أطرقت رأسها ولم تهتم بحديثه ولكن جاء ببالها شيئا واحدا همست به:

-حمزة يبقى اخويا؟


أومأ فبكت:

-يعني بابا أخد ورد من يوسف وجوزها ﻷبنه التاني!


أومأ يوضح:

-أنا كنت بحسبه ملوش علاقة بيه ولما طلب ايد ورد لقيت عزام بيأمرني أوافق، وبرده لحد الفرح مكنتش مصدق أنه معاه، جايز جدا يكون شغال معاه ودراعه اليمين بره ولحد دلوقت برده معرفش ليه أصر على جواز ورد منه، والأكيد إن ورد في خطر بس أنا....


صمت كابتا غضبه وتكلم بغصة ألم:

-مرضتش اقف له هو وأبوكي عشان خوفت يجبروني أطلقك يا ملك، أنا بقيت مقدرش أعيش من غيرك.


وقفت مقتربة منه فوقف هو الآخر فاحتضنته بقوة وتركت عبراتها تسيل على وجهها فحاوطها بذراعيه وظل يربت عليها لتهدأ وأبعدها ليمسح عبراتها عن وجهها فأسرته نظراتها الحزية فانحنى لتقبيلها، ولكن تلك المرة وجدها تبادله القبلة بشكل أخرجه عن سيطرته متوغلا أكثر وأكثر بلمسها.

يتبع..

إلى حين نشر فصل جديد من رواية حارة الدخاخني للكاتبة أسماء المصري، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة