-->

رواية جديدة بين الرفض والقدر (عريس قيد الرفض) لعفاف شريف - الفصل 21 - 2 - الثلاثاء 4/2/2025

 

  قراءة رواية بين الرفض والقدر (عريس قيد الرفض) كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر


رواية بين الرفض والقدر (عريس قيد الرفض)

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة عفاف شريف


الفصل الواحد والعشرون

2

تم النشر الثلاثاء

4/2/2025



تحركت ببطئ تسير بهدوء نحو المصعد، شاعرةً بجسدها يرتجف فعليًا.

ضمت الباقة لصدرها أكثر، شاعرةً بالتوتر والرعب،

 وسؤال واحد يتردد في عقلها منذ قررت الحضور، يتردد مرارًا وتكرارًا:

ماذا تفعل هنا؟ ماذا تفعل هنا؟"

لكن الإجابة بداخلها، حتى وإن لم ترد الإفصاح عنها. هي تريد أن تطمئن على تميم.

هذا الصديق كان يومًا نعم العون لها، كان خير من دعمها، كان من شعر بحزنها، ساندها.

فلترد جزءًا ولو صغيرًا من هذا الدين، ولتراه بخير وتطمئن، وسترحل، ستغلق تلك الصفحة للأبد.

فلتُلتفت لحياتها، لتصلح ما فسد بها.

قالتها لنفسها بابتسامة، قبل أن تقف أمام المصعد.

ولم تلتفت تنظر خلفها  لتري خروج حسام من المصعد الآخر، ليخرج هو وتدخل هي.

وبكل هدوء، أخذت نفسًا عميقًا، داعيةً الله أن يمر اليوم بخير، فقط لينتهي هذا اليوم بخير.


❈-❈-❈

أغمض عيناه أخيرًا شاعِرًا بالراحة برحيل حسام.

حضرت الممرضة وتأكدت من أن كل شيء على ما يرام.

أغلق له حسام الستائر، إلا من فتحات بسيطة لضوء خافت كما يحب ، وغادر.

بعد الكثير من الأسئلة والخوف أن يتركه،

 لكن مع إصرار، رَضخ أخيرًا.

وكم ارتاح هو.

لا أحد يفهم.

هو لا يشعر بالضيق بسببه ولا بسببهم.

بل لا يريد أن يرى نظراتهم له.

لا يريد شفقة، لا يريد عطفًا.

لا يريد أي من هذا.

فقط يريد وقتًا.

وقتًا ليتعافى، ليتقبل، ليتحمل.

وقتًا ليكون قادرًا على أن يكون بخير.

يريدهم حوله كما كانوا دائمًا، لكن دون ذالك الحزن عليه.

حزنهم عليه يمزقه، ويفطر قلبه.

هو عاش عمرًا كان الداعم لهم، ويريد أن يظل هكذا دائمًا.

لكل منهم مشاكله الخاصة، لا يحب أن يكون عبئًا جديدًا فوق أعبائهم.

قادر هو على التحمل ولا يحملهم.

يريد عائلته دون تلك المشاعر التي تؤلمه قبل أن تؤلمهم، وهو يكفيه الألم.

فليكتفِ بهذا القدر.

أراح رأسه بتعب ووهن، وهو يستعد فعليًا للنوم.

أصبح كثير النوم، يعلم.

هو يهرب من الواقع، لكن إلى متى؟

بنومك ستنسى عشقها، ستنسى حبًّا نما بداخلك يومًا بعد آخر، حتى صار كحديقة مليئة بالورد، تنتظر أن تطل عليها شمسها.

والآن، أحرقت الحديقة، وغابت الشمس، حتى صارت رمادًا.


قطعة السكر، ل فقد قطعة السكر،

ولم يشعر بعدها بشيء.

فقد غطَّ في نوم عميق، نوم متعب ووهن.

ولم يكن يعلم،

ولو كان يعلم ، لسهر الليالي في انتظارها.


❈-❈-❈

كانت واقفة أمام غرفته،

ولم تدري كم ظلت واقفة في مكانها متخشبة في تلك اللحظة،

إلا أنها ضمت باقة الورود إلى صدرها بتوتر،

قبل أن تأخذ نفسًا عميقًا،

 وبعدها ترتفع  برفق،

تطرق الباب بهدوء شديد،

مرة تلو أخرى.

وحينما لم يأتي أي رد،

اخفضت يدها تنظر حولها بحيرة،

فلم تجد ما تفعل سوى أنها رفعت يدها ،

تمسك المقبض بتردد،

فتحته بحذر شديد.

كانت تفتح الباب بخجل وتوتر،

إلا أن فتحته بالكامل،

ووقفت  على باب الغرفة، متسمرة في مكانها،

وهي تنظر في نهاية الغرفة حيث الفراش،

وتميم يرقد فوقه.

لم تكن ملامحه واضحة،

فالضوء كان شاحبًا،

تراه لكن ليس بدقة.

ترددت قليلاً وهي تشاهد الغرفة الفارغة إلا من سواه.

خطت خطوات بطيئة داخل الغرفة،

خطوة تلو أخرى،

حتى وصلت إليه.

تطلعت إلى وجهه المملوء بالكدمات،

شاحبًا، متعبًا، واهنًا.

كان غير ما كان عليه.

أهذا هو نفس الشاب الذي رأته أول مرة؟

لم تدري كم ظلت تناظره بحزن،

مفكرة كيف وصل إلى تلك الحالة.

حسبي الله ونعم الوكيل،

حسبي الله ونعم الوكيل،

ربنا ينتقم منهم.

رددتها بحزن شديد عليه.

ولم تعرف ماذا تفعل.

لن توقظه بكل تأكيد،

هي فقط جاءت لتطمئن عليه،

وقد اطمأنت.

وكان هذا باكثر من كافي.

نظرت إلى باقة الورد بحيرة،

فلم تجد نفسها إلا وهي تضعها بجانب فراشه برقة،

وألقت عليه نظرة أخيرة،

قبل أن تلتفت مغادرة الغرفة.

لكن وقبل أن تخرج،

التفتت تنظر إليه لعدة ثوانٍ،

قبل أن تهمس بخفوت صادق:

"في حفظ الله يا تميم."

وغادرت.

وبين الوعي ولا وعي،

كان هو يرى طيفها،

وكالكثير من الأحلام،

أتت اليوم أيضًا،

ولم يكن يعلم أنها لم تكن أحد أحلامه،

بل كانت أحدهم وقد تحولت إلى حقيقة.


❈-❈-❈

دلفت ملك بحانبها أنس يحتضن يدها بحنان، ليجدوا الجميع جالسين مع بعضهم البعض، إلا آلاء وحور.


ابتسمت ملك لأنس قائلة برفق: روح اقعد معاهم أنت يا حبيبي، هروح أنا أساعد آلاء وحور في تحضير الفطار، عشان عيب أوي، من امبارح مابعملش معاهم حاجة خالص.


أومأ لها بحنان، متوجهاً حيث الجميع، ودلفت هي سريعًا إلى المطبخ لتساعدهم.


التفت أمير، الذي كان يراقب ما حدث، ونظر إلى يارا بضيق، وهي تتابع هاتفها بهدوء، مفكرًا بانزعاج: إخوته وزوجة حسام في المطبخ، وزوجته هو، بدل أن تدلف لهم لتساعدهم، تجلس بجانبه؟


مال عليها وهمس لها بحزم وتشديد:  ادخلي ساعدي إخواتي في الفطار، إنتِ قاعدة وسطنا ليه؟


نظرت له برفض، وقبل أن تصيح به، شدّ على يدها قائلاً بتأكيد: مش هنتخانق هنا، منظرك وحش أوي وإنتِ قاعدة مرتاحة زي الملكة، والكل جوه بيحضر الفطار ويخدم عليكي، قومي اتفضلي!

ملك الحامل التعبانة دخلت، وآلاء اللي معاها أربع عيال برضو دخلت، وحور من امبارح شايلة الليلة! خلينا نخلص بقى من الكام يوم دول، واتفضلي ادخلي... يلا!


قالها بإصرار، فهزّت ساقها بغضب شديد وهي تكزّ على أسنانها، قبل أن تنتفض واقفةً، تلحقهم إلى المطبخ، تكاد أن تحطّمه فوق رأسه الأحمق.


ولم يلاحظ أيٌّ منهم نظرات مدحت الملاحِقة لهم، يراقب كل شيء بصمت... صمت لن يدوم طويلًا.


❈-❈-❈


دلفت لتجدهم يتبادلون أطراف الحديث، وما إن رأوها، حتى بادرت آلاء قائلة بابتسامة:

وحشاني يا يارا!


ابتسمت لها بجمود، وهي تتساءل بضيق:

محتاجين أي حاجة أساعدكم فيها؟


هزّت حور رأسها نافية، قائلة بتأكيد: لا يا حبيبتي تسلمي  كل حاجة خلصت الحمد لله، أصلًا المعظَم جِه جاهز.


وتابعت مشيرة إلى الأطباق:

الفول كله جِه متحوّج، حتى الطعمية جابوها متحمّرة، يدوب سخّنتها، والبتنجان، والمخلل... يدوب أنا سلقت البيض، وحمّرت البطاطس، وحطيت الجبنة والخضار.


نظرت ملك إلى الأطباق بجوع، قائلة بشِهية مفتوحة وهي تشمّشم: أمم... يالهوي على ريحة الفول! ريحته حلوة أوي!


وتساءلت: حطّيتي زيت حار يا حور؟


أومأت لها حور، وتابعت بتأكيد: وخلطة كمان! الحقيقة، الفول اللي عم منير جابه طعمه حلو أوي، ومضبوط ما شاء الله بطريقة فظيعة! تسلم إيد اللي عمله حقيقي.


❈-❈-❈


بعد عشر دقائق تمامًا، كان الطعام جاهزًا على الطاولة.


وقف أنس يفرك كفيه بحماس، قائلاً بسعادة وهو ينظر إلى الأطباق الشعبية باشتياق:

 يا الله! قد إيه الفطار ده وحشني!


وجلس سريعًا، يمسك قرص طعمية، يلتهمه بسعادة، قبل أن يبدأ الجميع بعدها، مستمتعين بالطعام.


لكن كان الاستمتاع الأكبر بوجودهم حول بعضهم البعض.


كان مدحت يراقب اجتماعهم بروح سعيدة مرتاحة... كم اشتاق إلى جمعتهم!


وجودهم على مائدة الإفطار في حد ذاته يُدخِل السكينة على قلبه المتعب، إلا أنه يوقن أن بداخل كل منهم أمرًا لا يعرفه بعد.


نقل عينيه، بداية من أمير ويارا، التي تأكل لقيمات معدودة وهي صامتة جامدة، حتى الصغار، في صمت وهدوء على غير المعتاد.


حتى ملك، الساهِمة رغم تفاعلها، وحور، التي تطعم الصغيرة بهدوء، بخلاف روحها المرحة.


وأخيرًا... آلاء.


تلك التي لم تعد كما غادرته يومًا ما.


يثق أن بداخل كل منهم بئرًا غامضًا تحوطه الأشواك، وواضح أنها كثيرة وقاسية.


واتضح له أن المشوار سيكون أطول مما يريد... طويل وملئ بالكثير، أكثر مما يظن حتى.


والآن... حان الوقت ليعيد كل شيء إلى نِصابه الحقيقي، كما كان عليه.


فقط... عليه أن يفهم ماذا يحدث من خلف ظهره.


❈-❈-❈


بعد بعض الوقت، خرجت آلاء من المطبخ تحمل بين يديها أكواب الشاي بالنعناع لهم جميعًا، إلا أمير، فقد أعدّت له فنجان قهوة كما طلب منها.


وضعته، وعادت للداخل تجلب الحليب بالشوكولاتة والفواكه للصغار.


وجلست، والصغار حولها، آية تريها رسمتها، وأيلا تحذو حذو شقيقتها، وعزّ "المخرّب" يساعد تميم على التخريب هنا وهناك.


أما مريم ومراد، فكانا جالسين بهدوء، إلا أن آلاء قرّبتهما منها ليشاركا الصغار، وفعلاً، بعد قليل، اندمجوا جميعًا.


ليردف مدحت بتقرير :حسام اتصل، بيقول تميم عايز يروح.


وتابع قائلًا:

ــ أمير، اطلع جهّز شنطة هدوم لأخوك عشان آخدها وأروح.


قطّبت آلاء حاجبها، وقبل أن ترد، تساءلت ملك: تروح؟ قصدك نروح؟


هزّ رأسه نافيًا، قائلاً بتأكيد: لأ، هروح لوحدي، إنتِ هتفضّلي هنا لأنك تعبانه، وحسام هيجي يقعد مع مراته وبنته شوية وينام.


وأشار لآلاء قائلًا:وإنتِ... عيالك محتاجينك.


وتابع بسخرية: وأستاذ أمير مشغول، مش حابين نشغله أكتر.


نظر أمير لوالده بإحراج، لكنه صمت، لا يجد ما يقول.

ليكمل مدحت، قائلًا بحزم وتأكيد: أنا بس اللي هروح.


ومال على أمير، قائلاً بهدوء:  لو مراتك مش مرتاحة هنا، خدها وروح شقتك، ما تقعدهاش غصب عنها.


نظر له أمير بصمت...


هو لا يريد أن يذهب إلى منزله، ولا يريد أن يظل هنا...


هو يريد أن يرحل.


وكان مدحت يعلم.


لكنه... لن يقول.

❈-❈-❈


وطبعًا تهرّب أمير من تحضير حقيبة ملابس تميم، والحجة أنه مشغول، ولم يهتم هو. 

بل صعد لغرفة ابنة الغالي، حضر حقيبة سريعة بها كل ما يخصه، إلى أن قاطعه دخول آلاء الغرفة، وقد ارتدت ملابسها كلها. ناظرها بيأس وقبل أن ينهرها، قالت بإصرار: هاجي معاك بس أطمن عليه، وأروح وعد مش هطول ولا هتعبه. 

صدقني أنا محتاجة ده، أوعدك. أوعدك مش هزعجه ولا هضايقه.

وتابعت بتأكيد:حور قالتلي لو عايزة روحي، وهي هتاخد بالها من الولاد. أنا بس هاخد تميم عشان هيخرب الدنيا، ومش هيرضى يخرجني من البيت أصلاً.

 أنا عارفة إني جيت عليها، بس حقيقي محتاجة أشوف تميم.

وكمان يا بابا، اللي ما تتسمي دي، بيني وبينك، خايفة العقربة المسلولة دي تروح.

 أنت مشفتش تميم كان عامل إزاي؟ أنا معرفش دي صدفة ولا إيه، بس صدقني أنا مش مرتاحة أبدًا.

 الموضوع غريب أوي يا بابا، وأنا مش حابة تميم بسبب واحدة ملهاش لازمة. يفضل مضايق.

زفر مدحت بضيق، لن ينكر. هو نفسه يخشى من ظهور آسيا مرة أخرى، هو لا يريدها أبدًا.


 لا يريدها أن تقترب من ابنه. لذا وافق مضطرا، 

فهو بحاجة لمن يبعد تلك الفتاة عن تميم.


 وآلاء تبدو الخيار الأنسب لتلك المهمة.

 لذا حمل الحقيبة وغادر، تتبعه آلاء،

 وبقلب كل منهما غصّة لا يعلمها الآخر.


❈-❈-❈


كان بين اليقظة والنوم، يشعر بشيء يجذبه للاستيقاظ، إلا أنه لم يكن قادرًا على ذلك. عبير الورود اخترق روحه قبل أنفه ليفتح عيناه ببطء شديد. ينظر حوله بصمت، قبل أن يلتفت ببطء لتقابل عيناه باقة ورد بدعية الجمال.


كانت تنبض برقة استثنائية، كأنها نُسجت من خيوط الصباح الهادئ وهمسات النسيم الرقيق. تفيض بتلاتها الوردية بلونها الخجول، أشبه بحمرة وجنتي فتاة بريئة حين يغمرها الإعجاب. يحيط بها الدانتيل الأبيض في نعومة كأنه سحابة من الحرير تحنو عليها، فتزيدها بهاءً ورُقيًّا.


أما اللآلئ المتشابكة بين الأزهار، فهي كقطرات ندى تناثرت بحذر على خدود الورود، تمنحها لمسة من الفخامة دون أن تفقدها بساطتها الساحرة. وبين البتلات، تتخلل الأوراق الخضراء كنبضٍ هادئ يذكّر بأن هذا الجمال لا يزال حيًّا، نابضًا بالمشاعر الدافئة.

ليست مجرد زهور، بل قصيدة من الرقة والجمال، تُلامس القلب قبل أن تلامس اليد.

وبها عبير يجذبه، يخبره بالكثير من الأسرار، يهمس بها.

لكن من احضرها 

قاطع تأمله للباقة والتساؤل بداخله ، 

دخول أباه وآلاء تحمل بين أحضانه تميم الصغير. اقتربت منه سريعًا بعد أن وضعت تميم بين يدي أبيها.

تقترب منه تقبله عدة قبلات، وهي تحتضنه بقوة. 

خرجت من بين أحضانه وهي تشدد على يده بدعم صامت.


أما هو فقد كان يناظر الصغير الذي كان ينتظر دوره بلهفة واشتياق، محاولًا التملص من بين يدي جده.

وحينما لم يسمح له، انفجر في بكاء شديد.


اقتربت منه آلاء سريعًا تحتضنه، إلا أنه ظل يشير نحوه هو.


ابتسم بخفوت، يرفع يده لتضعه آلاء بين أحضانه.

ضمه وقبل وجنته بحب وحنان، والصغير يهلل سعيدًا للغاية، فتميم يظل المفضل لديه.


ضمه أكثر وهو يلاعبه، يسأله عن حاله، والصغير يتجاوب معه كأنه يفهم.


قبل أن يضع وجنته على صدره بارتياح.


دمعت عيناه، آلاء فرحًا وحزنًا وهي تشاهدهم معًا.

سعيدة بعلاقتهم، وحزينة لطفل لن يحيا علاقة كتلك مع أبيه أبدًا.

أب لا يستحق هذا اللقب.


ولم تلاحظ حزن عيني أبيها وهو يشاهدهم بقلب مفطور.

فكم تمنى أن يراه يحمل قطعة منه هو، ابن تميم.

وكم كانت أمنية بعيدة في تلك اللحظة.


❈-❈-❈


هبطت فريدة من سيارة الأجرة بعيدًا قليلًا عن منزلها، مقررة شراء بعض الأشياء للمنزل.


طلبت الغداء من الخارج اليوم، ولأنها تعرف حب عمر للسمك، قررت أن يكون سمكً.

وأحضرت للوزة واحدة صغيرة.

فتلك المرة لن يسامحها عمر، وسيلقي بها هي ولوزة خارج المنزل إن تطلب الأمر.


وأيضًا اشترت صنف الحلوى المفضلة لعمر، والفواكه، حتى المشروب.

الحقيقة قررت أن يكون اليوم خاصًا بعمر.

كل ما يحبه ويفضله.

ستحاول.

لا تعلم كم عدد مرات المحاوله حتي الآن 

، لكن ستحاول.

ماذا ستفعل؟

تلك العلاقة يجب أن تنجح.

هي تحبه وهو يحبها، لكنهم بحاجة للوصول لنقطة تواصل، لا تجاهل وعناد.

هم بحاجة أن يفهم كل منهم الآخر.

أن محاولاتهم لأجل بعضهم، تصب في النهاية نحو نجاح علاقتهم.

لن تنكر، هي تخطئ، لكن ستحاول.

وستجعله يحاول.

هم بحاجة فقط للقليل من التفاهم.

هي مرة وهو مرة، وستسير المركب كما تريد إن شاء الله.

والآن فلتعد قبل عودة عمر، فامامها الكثير لتحضير ليلة سعيدة، ليلة صلحهم.


❈-❈-❈


نقلت آلاء نظراتها نحو باقة الورد بحاجبين منعقدين، 

وقالت باستغراب وهي تقترب منها :مين جاب الورد ده هنا؟

وتابعت بضيق وتساؤل: هي؟


نظر تميم لباقة الورد بهدوء، وما إن أمسكتها حتى تلقى بها في سلة المهملات كليلة أمس.

أوقفها تميم، قائلا بهدوء ورفض: لا، سيبيها، مش منها.

وتابع بيقين غريب: أنا متأكد.

قالها وهو يتلمس بتلات الورد بحنان، حنان لا يعرف حتى هو سببه.


❈-❈-❈


وضعت المفتاح بالباب، تدفعه برفق وبيدها العديد من الحقائب.

أدخلتها، وضعتها على الأرض، وأغلقت الباب بدفعه صغيرة من قدمها.

قبل أن تلتفت، تصرخ بفزع وعيني عمر الواقف خلفها تقابلها، متفاجئة من وجوده.

قبل أن تضحك بتوتر قائلة بهمس:

"خضتني، الله يسامحك أنت ج...."

وقبل أن تكمل، قاطعها قائلًا بصوت جامد حازم: "كنتي فين؟"


يتبع...

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة عفاف شريف، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة