رواية جديدة فراشة في سكٌ العقرب لناهد خالد الفصل 16 - الخميس 20/2/2025
قراءة رواية فراشة في سكٌ العقرب كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية فراشة في سكٌ العقرب
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة ناهد خالد
الفصل السادس عشر
تم النشر يوم الخميس
20/2/2025
"الأصول لا تتغير بل هي من الثوابت، ولا تخضع لأي شذوذ قاعدي، فاختلاف الظروف والمجتمعات والأحوال عامًة لا يؤثر على الأصول، الأصول هي كل شيء صائب،و كل شيء يرسم طريق الحق ويبرزه، فجمع واحد و واحد لا يمكن أن يساوي ثلاثة ابدًا!"
ومن الأصول ألا ترفع يدك على من هو أكبر منكَ سِنًا، وإن كان ذو قرابة شديدة فيعظم الأصل، وعليهِ فمن الأصول أن يبتلع "مازن" إهانة "شاهين" له، وألا يرد الضربة.. ولكن هل يفعل؟
احمرار عيناه ووجهه خير دليل على غضبه المشتعل، غضبه الذي لم يستطع التحكم بهِ ليخرج عن طور صمته وهو يدفع صدر الآخر بقبضتيهِ دفعة قوية ارتد للخلف على أثرها، ولم يتوقف هنا بل اقترب هو الخطوات التي ابتعدها "شاهين" أثر الدفعة، وقبض كفه على ياقة قميص "شاهين" في استعدادٍ تامٍ لخوض معركة سيخرج منها أحدهم خاسرًا حياته، لكن ما أوقف الكارثة التي كانت على وشك الحدوث هو صرخة "نورهان" :
_مازن انتَ اتجننت؟؟
التف لها "مازن" ومازال قابضًا على ياقة الآخر وهتف مستنكرًا:
_اتجننت؟ أنا اللي اتجننت؟ وهو لما مد ايده عليَّ عادي؟
نهضت من فوق الفراش، حذِرة لذراعها الملفوفة بجبيرة لحدوث كسر بهِ، وسارت ببطء لشعورها بدوار يلف رأسها، حتى وقفت بجوار شاهين وفي مواجهة الآخر وقالت بينما امتدَ كفها يفك قبضة يد مازن:
_ حتى لو هو اللي بدأ وضربك، مايصحش تمد ايدك على أخوك الكبير.
اعترض واستنكر حديثها، ليجذب كفه منها بحدة غير مراعيًا لحالتها المرضية، وصرخ بها:
_ متقوليش اخويا! انا ماسمحش انه يمد ايده عليَّ، اللي يمد ايده عليَّ اكسرهاله.
و المعني بالحديث ظل واقفًا بصمتٍ غريبٍ، وكأن كل ما يحدث لا يعنيه!
كتمت تألمها من دفعته لذراعها، وتغلبت على حزنها والغصة التي تحتل حلقها بسبب كل ما يحدث أمامها الآن، والذي لم تتوقع أن يصل بهم الأمر لهذا الحد..
_ الكبير كبير يا مازن، وانتَ اللي غِلط في البداية، عيب تطرده.. وتطرده ليه أصلاً؟ هو كان جاي يشوفني وده حقه.
_ حقه!
رددها مستهجنًا وهو يجز على أسنانه محاولاً كبح غيظه، لتصر على موقفها تقول:
_ ايوه حقه.. انا اخته وجاي يشوفني ايه المانع؟
بدى وكأنه يخرج نارًا من أنفه، واجابها بنبرة مشتعلة غضبًا:
_ أنا من سنين قولتلك علاقتنا بيه اتقطعت، جاية دلوقتي تقولي حقه!
_ مين قرر أن علاقتنا بيه اتقطعت؟ انتَ؟ طب وانتَ تقررلي ليه؟ مازن انا مش مقتنعة بولا حاجة من اللي انتَ مقتنع بيها ومدياك مبرر قوي إنك تعادي اخوك، انا بس كنت بجاريك عشان مش عاوزه اخسرك اوي يكون في مشاكل بينا، لكن واضح اني كنت غلط، ومكانش ينفع اجاريك ضد اخويا.. انتَ اخويا وهو كمان اخويا، مكانش ينفع اقف في صف واحد قصاد التاني.
رفع حاجبه ساخرًا:
_ لا انتِ ماوقفتيش في صفي، ولا تكوني فاهمة إني ماعرفش إنك بتتواصلي معاه؟ تبقى غبية لو فكرتيني مغفل وإنك بتلعبي من ورايا.
تملك منها الغضب لتجيبه بحدة:
_ أنا مش محتاجه العب من وراك عشان اشوف اخويا او اتواصل معاه، انا مابعملش حاجه غلط! أنا بس كنت بحترم رغبتك ومش حابه يحصل خلاف بينا، لكن خلاص، انا مش هبعد عن شاهين يا مازن، ومش هقطع علاقتي بيه.
نظر "مازن" ل "شاهين" بنظرة حارقة:
_ طبعًا انتَ كده مبسوط، وصلت للي انتَ عاوزه ووقعت ما بينا.
لم يلفظ "شاهين" حرفًا واحدًا ولكن أتى الجواب من "نورهان" التي قالت معترضه:
_ شاهين ملوش دعوه، مش هو اللي مُصِر يعمل بينا عداوه ولا هو اللي مُصِر يقطع علاقتنا ببعض.
نظر لها بقوة وقد اغضبه أكثر دفاعها عن الآخر ليقول بنبرة قاطعة:
_ تمام زي ما قلتهالك زمان هقولهالك تاني دلوقتي، ده....
قال كلمته الأخيره وهو يشير بأصبعه على "شاهين" وأكمل :
_ ما لناش علاقه بيه لا من بعيد ولا من قريب، والمرادي مش هتستغفليني ولا انا هسكت زي ما سكت المره اللي فاتت، المرادي علاقتك هتتقطع بيه نهائيًا سامعه؟
جحظت عيناها بصدمة وهي ترى إصراره المميت على قطع علاقتها بشاهين لتقول برفضٍ قاطعٍ:
_ لا مش سامعه ولا هعمل اللي انتَ بتقوله، أنا مش مضطرة اعمل كده، مش مضطرة أخسر حد من اخواتي عشان اكسب التاني، أنا مش مقتنعه بأي حاجه انتَ واخدها ضد شاهين وبناءًا عليه أنا مش محتاجه اقطع علاقتي بيه.
وأخذ الموضوع عِناد وتحدي ليقول لها:
_ تمام دلوقتي انتِ قدامك اختيارين يا تختاريه هو وتقطعي علاقتك بيا، يا تختاريني أنا وتقطعي علاقتك بيه.
هزت رأسها بقوة مستنكره ما يفعله وهتفت وقد بدأت في البكاء:
_ انتَ بتعمل كده ليه؟ انتَ ليه مصمم تفرقنا؟؟!
لم يجيبها ولم يهتم بحالتها التي قاربت على الانهيار وظل واقفًا بجمود منتظرًا اختيارها، وبعد ثواني من الصمت الذي لا يقطعه سوى صوت بكاء نورهان قرر شاهين أن يسهل عليها الاختيار، وأن يخرجها من الموقف برمته، فتحرك خطوتين للخلف يفسح طريق خروجه من الغرفه وقال دون أن يحيد بنظره عنه:
_ ما فيش داعي تختاري، أنا ماشي.
لحظات أخرى مرت وهو يتبادل نظرات صامته لكنها تحمل الكثير بينه وبين مازن الذي فرد ظهره بغرورٍ وانتصارٍ واهي، قبل أن يتحرك في طريقه للخروج وما إن وصل لباب الغرفه ووضع كفه على مقبض الباب حتى توقف على صوت" نورهان" تقول من بين بكائها:
_ استنى يا شاهين هاجي معاك.
ظهر التفاجئ جليًا على وجه "مازن" الذي تصنم فجأه وهو يسمع جملتها، فلم يتوقع ابدًا أن تختار "شاهين" وتفضله عليه فقال يسألها بصدمه:
_ انتِ هتروحي معاه؟
لتمسح دموعها بيدها السليمه ونظرت له بحزن وأسف جم مجيبة:
_ انتَ اللي اخترت، انتَ اللي اخترت لما خيرتني بينك وبينه.. مش ينفع ابدًا تعمل كده، كرهك ل شاهين عماك، ده حتى لما جيت ما فكرتش تبص عليَّ وتعرف إذا كنت كويسه ولا لأ! خارجه من حادثه وما وصلكش أي معلومة عن الحادثه عملت فيا ايه وكان كل همك أول ما شفته إنك تتخانق معاه وتطرده قبل حتى ما تطمن عليَّ، انتَ اتغيرت... ما بقتش مازن اللي احنا التلاته اتربينا سوا مع بعض، جواك كره بيوجهك وصدقني هيخليك تخسر كل اللي حواليك، انا هروح معاه اه بس أنا مش هقطع علاقتي بيك، حتى لو انتَ عاوز تعمل ده.. هتفضل اخويا وهتواصل معاك من فتره للتانيه وفي أي مشكله ليك هتلاقيني جنبك.. لأني ما بعترفش إن العلاقه ما بين الأخوات ممكن تتقطع، احنا مش اتنين متجوزين علاقتنا هتنتهي بورقه الطلاق! ولا اتنين صحاب هندوس على العِشره وننهي علاقتنا، احنا اللي بينا دم لا يمكن ينتهي.
تحركت لتقف أمام "شاهين" الذي يتابع الموقف بصمت، وأشارت له برأسها ليذهبان ففتح الباب وخرج معها وهو يحيطها بذراع والذراع الآخر مده لها لتستند عليهِ، يسير بها برفق مراعيًا تعبها، تاركان "مازن" خلفهما يواجه الكثير من براهين مشاعره الثائرة، وفي النهايه لقد تركته نورهان من أجل شاهين! اذاً فكالعاده "شاهين" هو سبب كل مشاكل حياته....!
❈-❈-❈
كانت تقف في شرفة الغرفة، لتمضي ساعاتها المملة، فهنا لا تفعل أي شيء، وهي المعتادة دومُا على الحركة والانشغال، زفرت أنفاسها مختنقة حتى مستكة قد انهت عملها وذهبت، ماذا تفعل ليمر الوقت بها؟ أتى على عقلها أن تنزل للاسفل علّها تجد ما يُسليها، وبالفعل بعدما أبدلت ثوبها لبدلة رياضية بيضاء بها بعض النقوش السوداء والتي اخذت شكل العقرب نزلت للاسفل لتجد الهدوء التام يعم المكان، فاتجهت للمطبخ فوجدت "صفاء" تقف بهِ ومعها اثنتين من الخدم، فسألتها:
_ اومال أهل البيت فين؟
نظرت لها "صفاء" لتسألها باستفسار حذِر:
_ تقصدي مين بالضبط؟
رفعت منكبيها بلا معنى وقالت:
_ كله..
_ تيم بيه نام، وشدوى هانم غالبا نامت هي كمان لأنه كان يوم طويل..
وصمتت، هذه السيدة غير معقولة فأبسط التفاصيل عن رب عملها لا تقولها!
_ وشاهين؟
واضطرت حينها للإجابة وهي ترى تحديًا في عيني فيروز، تحدي لا يمكنها مجاراته، ففي النهاية هي من إحدى سيدات المنزل:
_ خرج...
ذمت شفتيها وهي تتجه للتوغل في المطبخ أكثر وقالت:
_ ماتوقعتش اعرف منك اكتر من كده... هو انتوا كنتوا بتعملوا ايه؟
_ كنا بنظبط المكان بعد الحفلة، وبنتصرف في الحلويات اللي فاضت..
جعدت ملامحها ضجِرة وقالت معربة عن عدم اعجابها بما قدموه في الحفل:
_ حلويات ايه بس.. كلها جاتوه ودوناتس و حاجات مسكرة، ده انتوا تجيبوا السكر للمعازيم!
ابتسمت "صفاء" على حديثها وسألتها مستفهمة:
_ اومال هنقدم ايه؟
_ كان لازم يكون في حوادق بردو، حتى لو بقسماط مملح! ده حتى يفتح النفس لو جزعت من الحلو.
أيدتها "صفاء" قائلة:
_ معاكي حق يا هانم.. فعلاً التنويع مطلوب، خصوصًا إن في ناس مبتاكلش الحلو.
رفعت حاجبها الأيسر بنظرة تقييمية وقالت:
_ شكلي هحبك ولا ايه؟ أنا أحب اللي يأيدني..
ضحكت هي والفتيات المستمعات لحديثها، لتستند على طاولة المطبخ العريضة وسألتهم:
_ هو أنا ينفع اطبخ؟
_ ماتتعبيش نفسك يا هانم، قولي عاوزه ايه والبنات هيعملوه.
نفت برأسها:
_ لأ أنا عاوزه اطبخ بنفسي، أنا زهقانة وعاوزه حاجة تسليني، وجاي على بالي إني اعمل اكل..
_ اللي تحبيه يا هانم، تحبي نسيبك لوحدك ولا البنات يساعدوكي؟
_ لأ سبوني لوحدي وانا هتعامل.
انسحب الجميع من المطبخ، وبقت هي وحيدة، اتجهت للثلاجة ذات البابين تفتحها لتجدها مليئة بكافة الأنواع، فغر فاهها بصدمة مما تراه، وما لبثت أن قالت بتعجب:
_ ثلاجة دي ولا سوبرماركت!
هزت رأسها بيأس، فهل ستكون ثلاجتهم كثلاجتها البائسة!
أخرجت طبق لحم، وكيس من الفاصوليا البيضاء المسلوقة، والخضروات التي ستحتاج إليها، وابتسمت بحماس شديدٍ وهي تشرع في إعداد الوجبة التقليدية بكل مكوناتها..
❈-❈-❈
وقف "مجد" أمام "مديحة" يقول بضجر:
_ وبعدين يعني يا ست مديحة؟ هي فُلة هتغيب كتير؟
احتدت ملامح "مديحة" تقول بضيق:
_ هو في ايه يا مجد؟ هو انتَ ولي أمر البت وأنا ماعرفش؟ ما تغيب زي ما تغيب وترجع وقت ما ترجع، بنتي محدش له سلطة عليها غيري.
_ يا ست مديحة أنا ماقصدش، أنا بس أقصد...
قاطعته ترفع كفها توقفه عن الحديث، وقالت بصرامة تحدثه بها لأول مرة:
_ لا قصدك ولا ماقصدكش، اسمع يا مجد، شوف حالك يا بني بنتي مش ليك.. وخلينا نفضها سيرة بقى..
اشتعلت عينيهِ غضبًا وصدح صوته عاليـًا يقول:
_ نفضها سيرة! بعد اربع سنين بلف ورا بنتك تقوليلي نفضها سيرة؟
جحظت عيناها بصدمة وهي ترى انفعاله وصوته العالي:
_ وبنتي كانت رافضة من البداية، ماعشمتكش وخليت بيك، أنا نفسي قولتلك كذا مرة هي مش موافقه، يبقى ايه بقى؟ احنا ماضحكناش عليك يا بن الناس.. ولا خدنا منك لا أبيض ولا أسود، حتى الحاجة اللي كنت بتبعتها كانت بنتي بتبهدلني عليها، ولولا العيبة كنت رجعتهالك وقولتلك ده كذا مرة.
ولم يخفض صوته بل رفعه أكثر وهو يقول:
_ يعني الحاجة مارجعتش في النهاية.. واه عشمتوني مش كل ما كنت اكلمك كنتِ تقوليلي هكلمها.
برقت بعينيها من وقاحته التي فاجئتها، وصوته الذي بدأ يجذب انتباه من حولهم:
_ حاجات ايه يالا.. دي كلها حلويات ويوم ما عليت بالمستوى جبت عشوة كفتة، ده انا احاسبك عليهم وقتي.. واه كنت بقولك هكلمها عشان ماكسرش بخاطرك وعشان زنك.. كنت بعد ما اغلب افهمك إنها رافضة اقولك هكلمها.. وكنت بكلمها وبردو ترفض.. ايه هغصبها؟
الغضب المشتعل بهِ وهو يدرك أنه على شفا أن يخسر أمل أن تكون له يجعله كالمجذوب، يريد أن ينفجر في أي شخص ويخرج طاقة غضبه، وكان الشخص المتاح حاليًا هو "مديحة"..
_ قولي انكوا كنتوا بتلعبوا بيا عشان ما شايفني مدلوق عليكوا، حاطني احتياطي لو ملقتش حد احسن مني.. وشكلها لقت.
وجملته الأخيرة كانت طعنًا واضحًا في شرف المقصودة، وهنا خرجت "مديحة" عن كل الأطوار ولم يهمها وجودها في الشارع والمارة حولهم، وعلت بصوتها قدر استطاعتها وهي تقول:
_ لا بقولك ايه، هتجيب سيرة بنتي على لسانك هقطعهولك، مش فُلة اللي يتقال عليها كلمة كده ولا كده، فُلة طول عمرها في حالها وسيرتها زي الماس، اقصر الشر يا مجد ومطولش في الكلام عشان مانخسرش بعض.. عيب احنا جيران.
ولم يصمت ولم يخفت غضبه وهو يستمر في حديثه:
_ جيران.. كنتوا عملتوا انتوا بالجيرة دي.
تدخل أحد رِجال المنطقة وهو يسحب "مجد" بعيدًا يقول:
_ عيب بقى يا مجد، مايصحش تقف لست كده في الشارع.. امشي يا أم فُلة وسيبك منه دي ساعة شيطان.
تحركت مكملة سيرها للسوق وهي تضرب كف بآخر:
_ ده باينه مش سهل، وانا اللي كنت بقوله عليه محترم وغلبان..
وكيف لها أن تعرف إن كان طيبًا أم لا؟ هل عاشرته؟ هل سكنت معه في نفس المكان وأكلت وشربت من نفس الاناء؟ حتى وإن كان فأحيانًا تفجعنا الحقيقة المستترة، والمعدن الحقيقي للشخص، فما بالها هي التي لم تفعل!
❈-❈-❈
وقفت سيارة "شاهين" أمام المنزل وترجل السائق منها يفتح الباب لرب عمله و الحارس الشخصي يفتح الباب الآخر، ترجلا من السيارة، وهرول شاهين بخطواته الواسعة ليصل إليها يدعم سيرها، وقفا أمام الباب الداخلي للفيلا لتأخذ "نورهان" نفسًا قويًا شعر بهِ "شاهين" الذي سألها بهدوء:
_ أنتِ متأكده من قرارك؟
اومأت برأسها بقوة وقالت وهي تنظر للمنزل:
_ أنا من يوم ما خرجت من هنا وأنا مش مرتاحه.. آن الأوان ارجع.
_ بكره هبعت حد يجيب هدومك.
اومأت برأسها دون رد، فقال بنبرة حنونة:
_ اوضتك لسه فاضية، مستنياكِ.
نظرت له بعينين امتلأ بالدموع، هي مقدرة لكل ما يفعله معها، ولكنها كانت مجبورة أن تبتعد عنه وتبقى جوار مازن، ليس لأنها تحبه أكثر.. بل لأنها تدرك انه أكثر تهورًا ، كانت تريد أن تكون بجواره لتحجم تهوره هذا كي لا يصيب شاهين بأذى.
_ شكرًا.
الكلمة الوحيدة التي نطقتها ليبتسم هو ابتسامة صغيرة لها ويدفعها بكفه برفق لتدلف للداخل بعد أن فُتح باب الفيلا حين علموا بقدومه، ابتسمت "صفاء" بحب وهي ترحب بها:
_ أهلاً يا نورهان هانم، يا خبر مال حضرتك.
_ حادثة بسيطة.
_ الف سلامة على حضرتك يا هانم.
تدخل "شاهين" يقول:
_ اهتمي بيها يا صفاء الفترة الجاية، لها أدوية لازم تاخدها في مواعيدها، عشان كده اهتمي بأكلها كويس جدًا.
ابتهجت "صفاء" تسأله:
_ هي هتقعد معانا هنا؟
اومأ برأسه لتهتف بحماس:
_ دي في عنيا.
ابتسمت لها "نورهان" بلطف، ولكنها قطبت ما بين حاجبيها حين اشتمت رائحة تعرفها جيدًا، نظرت لصفاء تسألها باستغراب:
_ انتوا بتطبخوا الساعة ١٢ بليل؟؟
ونقلت بصرها ل "شاهين" تكمل:
_ هي المواعيد اتغيرت؟
سارعت "صفاء" في الرد:
_ لأ، لسه العشاء اخره ٩ بليل.. بس دي فيروز هانم حبت تتعشى وتطبخ بنفسها كمان.
وكسؤال طبيعي بدر منها:
_ فيروز مين؟
ولم تتوانى "صفاء" عن الرد سريعًا:
_ دي خطيبة شاهين بيه.
جحظت عيناها بصدمة وهي تنظر له على الفور وتردد بعدم تصديق:
_ خطيبتك؟؟؟؟!
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ناهد خالد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..