رواية جديدة لعبة قلب لعلا السعدني - اقتباس الخاتمة - الأربعاء 12/2/2025
قراءة رواية لعبة قلب كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية لعبة قلب
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة علا السعدني
اقتباس الخاتمة
تم النشر الأربعاء
12/2/2025
تحركت (حور) نحوه بسرعة لكنها توقفت عندما لاحظت برودته كان يبتعد عنها بنظرة قاسية فما حدث بينهم ترك بينهما حاجزًا ثقيلًا ..
- (كريم) ...
همست (حور) بصوت مرتجف محاولة أن تصل إليه طالعها (كريم) ببرود ونظر فى عينيها نظرة طويلة ثم قال
- عاوزة ايه يا (حور) ؟!
تأملته (حور) حيث كانت ملامح وجهه متجهمة كأنها تحمل ثقل ثلاث سنوات من الظلم والانتظار رائحة الحرية كانت غريبة عليه مثل ريحٍ تعصف بماضيه كانت عينيه تبحث عن شيء ما ربما عن الأمل أو ربما عن إجابةٍ لما فقده ليجد نفسه أخيرًا خارج القضبان لكنه لا يزال يشعر وكأن شيئًا ما يقيده في الداخل شعرت بالحزن على حاله وقالت
- تعالى عشان اوصلك البيت .. شكلك تعبان ومجهد .. انا مقولتش لطنط انك خارج النهاردة قلت هتبقى مفاجاءة ليها
نظر فى عينيها مطولا وكأنه يرفض مساعدتها ويرفض أى شئ منها فقال
- طريقنا مش واحد يا (حور) ..ولا عمره كان واحد
نكست رأسها لأسفل وهى تشعر بالخجل من نفسها فما فعلته به كثيرا لا تعلم كيف قست عليه تلك القسوة وهو بتلك الظروف فنزلت دموع من عينيها تحرك قلبه قليلا نحوها ونحو دموعها فهى ليست كانت مجرد خطيبة له بل هما نشبا معا من صغرهمها صحيح انه يكبرها فقط بخمس سنوات ولكنها تربت على يده يعلم جيدا ان الندم يأكلها ولكن .. ولكن لا مجال للعودة فلقد طلب منها مرارا فى بداية ازمته والقبض عليه ان تتخلى عنه وترى حياتها مع شخص آخر لكنها رفضت بأسم الحب كان دوما يشعر بتأنيب الضمير لأنها تنتظره بدون عودة تنتظره وتعلم ان سنوات سجنه طويلة يشعر وكأنه ورطها بذلك الحب فليس باستطاعتها انتظاره عشر سنوات كاملة لكن عندما تخلت عنه بتلك الطريقة بعد أن وقفت بجانبه تلك المده بل وذهبت للأنتقام من (حاتم) من اجله ولكن ماذا بعد .. وقعت فى غرامه لن ينسى لها ما فعلته به وبقلبه صحيح كان يفكر انه سيأتى يوم وتتركه ولكن ليست بتلك الطريقة كان يتمنى لو تركته دون ان تشعر بالحب تجاه طرف آخر كان سيتقبل الأمر لكن ان تخون مشاعره وفى يدها خاتم خطبته كان الأمر صعبا عليه للغاية.. علم مؤخرا من (حاتم) نفسه ان سيتزوج قريبا يعلم انها واقفة أمامه الآن لاستحالة رجوعها إلى (حاتم) اغمض عينيه فهو لا يريد أن يراها حتى لا يضعف لكنه ازدرد ريقه بصعوبة ثم قال ببرود
- انا مش استبن يا (حور) ولا كنت مركون على الرف لحضرتك فى الوقت اللى تحبيه
شعرت هى بالألم الذى يشعر به من نظراته ونبرة صوته لذا قالت بهدوء
- انا عارفة انه مستحيل نرجع زى الأول .. بس احنا لسه جيران وهنشوف بعض طول الوقت مش عاوزة يبقى فى حساسية بينا طول الوقت .. عاوزة التعامل بينا يبقى افضل
هز رأسه نافيا ثم قال
- معتقدش ان هيبقى فى بينا تعامل يا (حور) انا عمرى ما هنسى .. وانتى عمرك ما هتنسى سكتى غير سكتك يا بنت الناس .. انا خارج تعبان وموجوع من كل حاجة فى الدنيا مش ناقص جرح زيادة فى قلبى
- أنا مش طالبة منك حاجة ولا عاوزة ارجعلك عارفة انه صعب عليك بس على الأقل نفضل جنب بعض زى ما كنا دايما بنساند بعض و ...
قاطعها قائلا بصرامة
- معادش ينفع يا (حور) .. سكتى غير سكتك
ثم تخطاها وسار هو فى طريقه عائدا لمنزله وقفت (حور) تراقبه وهو يبتعد شعرت بخيبة الأمل والانكسار يتسللان إلى قلبها أدركت أن الطريق بينهما بات مغلقًا للأبد ليس بسبب المسافات ولكن بسبب الجروح العميقة التي خلفها الزمن والقرارات الخاطئة ..
تراجعت خطوة إلى الخلف ودموعها تجري على خديها في صمت حاولت أن تستجمع شتات نفسها فهي كانت تعرف أن اللقاء لن يكون سهلاً لكنها لم تكن تتخيل أن يكون بهذه القسوة فكرت في السنوات التي مرت في التضحيات التي قدمتها والأخطاء التي ارتكبتها وكيف دمرت بنفسها كل جسر بينهما ..
رفعت رأسها بعد لحظات لتنظر إلى السماء التي بدأت تظلم ببطء وكأنها تشاركها الحزن كان من الصعب أن تتخيل حياتها دون أن يكون (كريم) جزءًا منها حتى لو لم يكن حبيب فهو جارها وصديق عمرها بأكمله هو من ترعرت على يده لكنه اتخذ قراره ومنحها لحظة وضوح لم تكن تتوقعها لحظة خالية من الأمل لكنها مملوءة بالواقعية ..
حاولت استعادة قوتها أدركت أنها يجب أن تبدأ طريقها الخاص بعيدًا عنه همست لنفسها بصوت متقطع
- يمكن يكون لازم أبدأ من جديد... بعيد عنك وبعيد عن كل اللي فات
استدارت ببطء ومشت باتجاه سيارتها كل خطوة كانت تثقل كاهلها بالحزن لكنها كانت تدرك أن هذه هي المرة الأخيرة التي ستضع فيها قلبها على المحك من أجل أى شخص فقلبها اصبح فى يدها الآن ..
❈-❈-❈
فى نهاية الأسبوع ..
في قاعة واسعة تزينها الأضواء الدافئة والأزهار البيضاء المنتشرة في كل مكان يجتمع الأهل والأصدقاء للاحتفال بزفاف مزدوج ومميز الجميع هنا لتهنئة العرسان (مروان) و(چايدا)، و(حاتم) و(أسما) تشع القاعة بالألوان الهادئة والأناقة البسيطة التي تعكس جمال وفرحة اللحظة ..
يدخل العرسان وسط تهليل وتصفيق الحضور يقف (حاتم) على مقربة من أخته (چايدا) التي تشع بالجمال في فستانها الأنيق وينظر إليها بابتسامة فخر وحنان أخوي يقترب منها هامسًا
- مين كان يصدق إنك هتبقي عروسة النهاردة؟ مش قادر اشوفك غير طفلة وبس
ابتسمت (چايدا) له وهمست بمزاح
- وأنت برضه مش مصدقة إنك عريس! ومعايا فى نفس اليوم
تبادلا الضحك قبل أن يلتحق كل منهما بشريكه حيث يمسك (مروان) بيد (چايدا) برفق ويبادلها نظرات مليئة بالحب بينما وقفت (أسما) بجانب (حاتم) تشعر بالامتنان لوجودها معه وتنظر إلى الجميع بسعادة خالصة
بدأ العرسان بالرقص وسط تشجيع الأصدقاء والعائلة يرقص (مروان) و(چايدا) بحركات هادئة كأنهما يعبران عن قصة حب لطالما انتظراها تنظر (چايدا) إلى (مروان) بحب وتقول
- كنت دايمًا حاسة إنك هتكون نصيبي من أول نظرة شفت فيك حد مختلف ويستاهل حبى
ابتسم (مروان) ثم اجابها بحنان
- مانتى جبتينى على بوزى وحبيتك ومخدتش فى ايديك غلوة
ابتسمت (چايدا) وشعرت بسعادة فحلم عمرها قد تحقق الآن
على الجهة الأخرى كان (حاتم) يرقص مع (أسما) بينما يتبادلان الضحكات والهمسات تشعر (أسما) بخجل بسيط ثم قالت
- أنا كنت فاكرة إن اليوم دا هيبقى بعيد قوي .. وكنت فاكرة انه عمره ما هيجى يا حتومى .. انت مكنتش شايفنى اصلا
امسك (حاتم) يدها برفق وقال بجدية
- انا متأكد انى حسيت بيكى فى الوقت المناسب لأنى فعلا عرفت قيمتك وانتى معايا وصدقينى كل اللى قبلك ماضى ملوش لازمة .. حياتى ابتدت يوم ما دخلتى فيها يا اوزعة
شعرت (أسما) بسعادة بالغة ونظرت له بهيام ..
فى تلك الأثناء قام (حمزة) بالأتصال ب (ليلى) اكثر من مرة فقد اصرت انها ستذهب لصالون التجميل وستأتى بمفردها لحفل الزفاف لكنها لم تجيب شعر بالقلق عليها ووقف خارج القاعة وهو لا يعرف من اى اتجاه ستأتى وهل اصابها مكروه ام أنها بخير مرت عليه دقائق كضهر وهو يمسك هاتفه محاولا الأتصال بها أكثر من مرة دون جدوى حتى شعر بيد احدهم على كتفه فألتف ليرى (ليلى) تقف هناك بنظرة خجولة وابتسامة دافئة لكنها مختلفة هذه المرة عينيه اتسعتا وهو يرى الحجاب الذي يزين رأسها بخفة يغطي شعرها بلطف ويضفي على ملامحها نعومة وجمالاً خاصًا أما فستانها فقد اختارت اللون الأحمر الذى يلائم بشرتها البيضاء ويبرز نعومتها ويضفي على إطلالتها هالة من الجمال الهادئ
تلعثم (حمزة) للحظات مأخوذًا بالمفاجأة وقال بصوت منخفض يملؤه الإعجاب
- ما شاء الله إنتِ حلوة قوي النهاردة
ابتسمت (ليلى) بخجل وتوردت وجنتاها، وردّت بهدوء
- كنت حابة اعملك مفاجاءة
أخذ لحظة ليتأملها بتمعن ثم قال بصدق
- أنا مش مصدق قد إيه الحجاب لايق عليكِ… فعلاً حلوة في كل حاجة
شعرت بسعادة بالغة فمد لها كف يده كى تمسك به فوضعت يدها فى يده وهى تقول
- قبل ما ندخل فى مفاجاءة كمان
ابتسم وهو ينظر فى عينيها العسلية ويسئل
- مفاجاءة اكتر من كده ؟!
هزت رأسها إيجابا ثم قالت
- ايوة .. انا حامل يا (حمزة)
يتبع...
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة علا السعدني، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية