رواية جديدة لعبة قلب لعلا السعدني - الخاتمة - 3 - الخميس 13/2/2025
قراءة رواية لعبة قلب كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية لعبة قلب
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة علا السعدني
الخاتمة
3
تم النشر الخميس
13/2/2025
مرت الأيام سريعا ورفضت (چايدا) السفر مع (مروان) قبل ان تحضر زفاف صديقتها (دنيا) واخبرته انها ستسافر له عقب انتهاء الزفاف مباشرة وتفهم (مروان) طلبها رغم انه كان يريدها ان تبقى بجانبه فى ايام زفافهم الأولى لكنه يعلم جيدا مكانة (دنيا) لديها وانتظاره اسبوع اخر كى تسافر له لن يكون بمهمة صعبة ..
بينما قد سافر (حاتم) مع (أسما) للغردقة لقضاء ايام عرسهم الأولى هناك كان (حاتم) يشعر بسعادة لم يعرفها من قبل تلك السعادة التي تأتي عندما تجد روحك في المكان الذي تنتمي إليه مع الشخص الذي يعيد إليك الحياة لم يكن بحاجة للكثير من الكلمات لتوضح له كم (أسما) تعني له .. نظراتها وحدها كانت كافية ليشعر بأن العالم كله أصبح أكثر إشراقًا بمجرد أن تكون بجانبه ..
مرت ايام الحمل سريعا على (حمزة) و (ليلى) وكأن الزمن كان يركض بجانبهم ليمنحهم لحظات من الفرح كان (حمزة) يشعر بقلقٍ مستمر لكنه لم يكن قلقًا من شيء محدد بل كان قلقًا من كل شيء جديد كان يهتم ب (ليلى) بعناية يطمئن على صحتها كل لحظة ويشعر بسعادة عندما يراها تبتسم رغم التعب الذي يخفى في عيونها أحيانًا ..
أما (ليلى) فقد كانت تشعر بمزيج من الحب والفرح مع كل لحظة تمر وتجد في (حمزة) سندًا قويًا لها كلما شعرت بتعب الحمل كان هو بجانبها يعاونها على تقلبات الليل الطويلة وحالاتها المزاجية المتقلبة ويمنحها الراحة التي تحتاج إليها كان يحاول أن يريحها بكل الطرق حتى لو كان مجرد حديث عن المستقبل عن التؤام المنتظر أو عن اللحظة التي ستجمعهم كأب وأم ..
بدأت (حور) تشعر بتغير جذري في حياتها بعد مرور بعض الوقت كانت أولى أولوياتها دائمًا هي حبها ل (حاتم) وولائها ل (كريم) لكنها مع مرور الأيام بدأت تلاحظ أن مشاعرها تجاههما بدأت تتراجع تدريجيًا خاصة مع انشغالها المتزايد في عملها كمحامية كانت تعتبر العمل مهربًا مثاليًا لها من عالم المشاعر المعقدة الذي كانت قد علقت فيه ..
في البداية كان ذلك التغير تدريجيًا حيث كانت تظل تُفكر في (حاتم) كثيرًا وتشتاق إلى اللحظات التي قضتها معه ولكن شيئًا فشيئًا بدأت (حور) تكتشف في نفسها مواهب غير مستغلة شعرت بأن لديها شغفًا غير محدود في مجالها المهني وأصبحت متحمسة لأداء مهامها القانونية كانت تجد متعة في تحضير القضايا وفي إيجاد الحلول القانونية المبدعة التي تميزها عن الآخرين ..
ومع انشغالها المتزايد في العمل بدأت مشاعرها تجاه (حاتم) تتلاشى تدريجيًا لم تعد تفكر فيه طوال الوقت كما كانت تفعل سابقًا بل أصبح العمل هو شغلها الشاغل كانت تقضي ساعات طويلة في مكتبتها القانونية تراجع الملفات لحل القضايا ومع كل نجاح جديد حققته كانت تشعر بسعادة غامرة لم تشعر بها مع أي علاقة عاطفية ..
في داخل السجن حيث كانت الساعات تتباطأ .. كان (شريف) غارقًا في تأملاته العميقة لم يعد هناك أي مكان للندم سوى في أعماقه كان ينظر إلى جدران الزنزانة محاطًا بالمساجين الآخرين ولا يستطيع أن يهرب من شعور ثقيل بالندم فكنوز العالم الآن لا تساوي شيئًا في هذا المكان المظلم طوال حياته كان يظن أن المال هو الوسيلة الوحيدة للسيطرة وأنه قادر على شراء الراحة والحرية لكن الآن وهو في هذا السجن الموحش اكتشف الحقيقة المرة فالمال لا يمكنه شراء الحرية
لو كان بإمكانه أن يعود ويعوض ما فات كان سيكون الأب الذي يستحقه لأطفاله بدلاً من أن يكون محبوسًا خلف قضبان
شعر بشدة كم كان طائشًا في قراراته وكيف أن سعيه وراء المال والمكانة قد أبعده عنه أغلى ما في الحياة وهو الحرية والعائلة ..
أما (عمرو) فقد شعر بشيء مختلف لم يكن يعنيه المال كثيرًا لكن كل ما كان يريده هو (ليلى) كانت بالنسبة له أكثر من مجرد امرأة كان يعتقد أنه يمكنه أن يضعفها يجعلها تتعلق به يجعلها تتحامى فيه لكن في اللحظات التي قضاها في السجن بدأ يدرك أن (ليلى) لم تكن يومًا له كان يحاول في البداية أن يقنع نفسه أن مشاعرها تجاهه كانت صادقة لكن الواقع كان صادمًا (ليلى) لم تكن ضعيفة كما ظن لم تكن بحاجة إلى حماية أحد ولم تكن في يوم من الأيام ستترك حبها الحقيقي من أجل ألعايبه ..
أدرك (عمرو) الآن أنه لم يكن يحب (ليلى) حقا فلو كان يحبها فعلا ما كان ليفعل ما فعله بها وما كان يريد أن يراها فى لحظات ضعفها ربما كانت كرامته هى من تحركه لأنها تركته بطريقة مهينة بل وفضلت شخص آخر عليه ..
إما عن (كريم) فبعد ثلاث سنوات من الظلم داخل السجن خرج أخيرًا إلى عالمٍ كان يبدو له غريبًا ومختلفًا أول ما شعر به هو الخذلان بعدما تخلت عنه (حور) الفتاة التي كان يحبها والتي ساندته طوال تلك السنوات الماضية ولكن بالنهاية خذلته ..
في البداية كان مترددًا مشاعر مختلطة من خيبة الأمل والغضب تعصف به ولكن مع مرور الوقت بدأ يبتعد عن ذكريات (حور) كانت صورها تبدأ بالتلاشي تدريجيًا في ذهنه كما لو أن الزمن كان يمحو كل ما كان يشعر به نحوها استبدل حبها وشوقه بشغف غير محدود في العمل أصبح يعكف على مشروعاته يطور أفكاره ويشغل نفسه بكل ما يمكن أن يبعده عن الماضي فقد عمل بشركة جديدة وابتعد عن عمله الذى تسبب له بالسجن فقد كان يريد الهروب من الماضى بأكمله
وكلما كان يحقق نجاحًا في عمله كان يشعر بإحساس من الارتياح كأنما يمسح من قلبه الحزن الذي عاشه طيلة تلك السنوات العجاف ..
❈-❈-❈
مرت الأيام سريعا وجاء يوم سبوع التؤام الخاص ب (حمزة) و (ليلى) وتجمع الجميع فى منزل (حمزة) حتى أن (مروان) و (چايدا) اتوا مخصوص فى إجازة لكى ترى اطفال شقيقها وعندما وجدت (شمس) مازالت تجلس فى بيت عمها فقد قررت (شمس) التركيز على عملها وعدم السفر بالخارج مع والدايها والاستقرار بمصر شعرت بالشفقة عليها لأنه من الواضح ان اهلها لم يكونوا عون لها فذكرتها بنفسها حيث انها لم تشعر يوما بحنان والداها لذا قررت ان تدعوها فى سبوع اولاد شقيقها حتى تخرج من عزلتها التى اصبحت تتقوقع بها مؤخرا بعدما اخبرتها والدة (مروان) بحالها ..
كانت (أسما) واقفة بالسبوع وهى تحمل احدى الطفلين ثم نظرت إلى (حاتم) وهى تقول
- صغنن خالص يا (حاتم) حاسة انى شايلة ورقة
ابتسم (حاتم) وهو يتأملها ويتأمل الصغير بحب شديد ثم قال
- بحبك يا أسمتى
- خدت منى ياء الملكية
ضحك كثيرا ثم قال
- من عاشر القوم خمسين يوم واحنا خلاص داخلين على سنة حب ودلع وياء ملكية .. حاسس انى بقيت ملزق
هزت رأسها فى يأس منه فهو ليس رومانسى كما كانت تحلم ولكن ما العمل فقلبها اسير له فى تلك اللحظة اقتربت (شمس) من (حاتم) وهى تقول
- مبرووك يا استاذ خاتم
نظر لها وضحك كثيرا فقد ذكرته بمشاجرتهم سويا فيما مضى ثم قال
- اهلا بخسوف هانم بس مبرووك على ايه ؟!
- مش ده سبوع اولادك .. (چايدا) قالتلى ان ده سبوع اطفال اخوها
هز رأسه نافيا ثم قال
- انتى تانى.. لا يا ستى ده اطفال اخويا الكبير
ثم وضع يده على كتف (أسما) وضمها إليه وهو يقول
- لسه ربنا مأردش يبقى ليا اطفال انا ومراتى
- اه معلش آسفة ربما يرزقكوا عن قريب .. هروح بقى اسلم على اخوك التانى واباركله
- اه اتفضلى
كانت (أسما) تتابع حديثهم وهى تستشيط غضبا ثم ابعدت يده المحاوطة كتفها ونظرت له بضيق وهى تقول
- مين دى كمان يا أستاذ (حاتم) من غير ياء ملكية بقى
ابتسم هو على غيرتها فهو يعشق غيرتها عليه فقرص وجنتها ثم قال
- يعنى واحدة بتتمنى ليا اخلف منك هيكون بينى وبينها ايه مثلا
ابتسمت قليلا ونكست رأسها لأسفل بخجل ثم قالت
- بضايق لما بشوف ضحكتك مع اى بنت تانية بضايق اووووى يا حتومى
ابتسم لأنها نادته بياء الملكية مجددا ثم قال
- انتى عارفة كويس مين فى قلبى
ازدردت ريقها بصعوبة ثم نظرت فى عينيه وقالت
- فى حاجة عاوزة اقولك عليها بس مكسوفة
اضيقت عينيه بعدم فهم وسألها
- من امتى الكسوف ده يا (أسما) مش متعود عليكى بتتكسفى
وكزته فى كتفه ثم قالت
- انا حامل يا حتومى لسه كنت عند الدكتورة الصبح وقالتلى حامل فى شهر ونص بس من ساعتها مكسوفة اقولك
اتسعت عينيه وهو لا يصدق ثم قبل وجنتها وضمها بين احضانه وهو يقول
- ده احلى خبر ممكن اسمعه فى حياتى
شعرت بسعادة تغمرها لفرحته تلك ثم قالت دون أن تشعر
- هروح ادى النونو لحمزتى وجاية
اضيقت عينيه وهو يرمقها بنظرة غاضبة وهو يقول
- حمز ... ايه يا عنيا ؟!
ازدردت ريقها ورمشت بعينها عدة مرات متتالية ثم قالت بمكر وهى تتصنع الألم
- اه يا بطنى .. الولد شكله بيتحرك
رفع احدى حاجبيه بذهول وهو يقول
- ولد ايه ابو شهر ونص اللى بيتحرك ده يا (أسما)
نظرت له وهى تقول
- انا رايحة أدى الولد ل (حمزة)
ثم اختفت من أمامه فى ثوان وذهبت إلى (حمزة) كى تعطيه الطفل بينما صر (حاتم) على اسنانه وهو يحدث نفسه قائلا
- ماشى يا اوزعة إما وريتك
بعد أن باركت (شمس) ل (حمزة) ظلت تتجول بين الناس وهى تشعر بملل شديد لكنها مضطرة ان تنتظر (مروان) و (چايدا) حتى تذهب معهم للمنزل حتى وقعت عينيها على ذلك الشاب كانت لا تصدق انها قابلته مرة آخرى فهو كان كمرهم دواى لها جروحها يوم زفاف (مروان) اقتربت منه وهى تقول
- ازيك يا (كريم) ؟
التف لها عندما سمع صوت أحدهم يناديه اضيقت عينيه وهو يحاول تذكر تلك الفتاة فقد رأها من قبل ولكن لا يعرف اين او متى لاحظت هى جمود ملامحه فشعرت انه لا يتذكرها فقالت بهدوء
- انا اسفة شكلك مش فاكرنى
- لا انا فاكر انى شفتك قبل كده بس مش فاكر فين بالظبط لو ممكن تفكرينى يعنى
نظرت فى عينيه الزرقاء التى لم تنساها منذ ذلك اليوم وقالت
- قابلتك يوم فرح (حاتم) من مدة طويلة ليك حق متفتكرش بس كلامك فضل فى ودنى وخلانى قوية الفترة اللى فاتت عشان كده لا يمكن انساك ابدا
ابتسم لها ابتسامة هادئة مثله ثم قال
- أيوة افتكرتك .. انتى البنت اللى كنتى بتعيطى اللى شفت نفسى فيكى
بادلته البسمة وقالت له
- (شمس) اسمى (شمس) اتمنى متنسنيش المرة الجاية .. بس انت تقرب ايه ل (چايدا) ؟!
كرر حديثها قائلا
- (چايدا) !! .. لا انا هنا من طرف (حاتم الدالى) صديقه اقرب صديق ليا من بعد المحنة اللى كنت فيها
اضيقت عينيها بعدم فهم وكررت سائلة إياه بذهول
- محنة !! محنة ايه دى ؟!
ابتسم ابتسامة عريضة زادت من وسامته ثم قال
- لا ده الموضوع هيطول .. عندك وقت تسمعينى
اذابت بسمته قلبها فتنهدت ثم اجابته
- اكيييد عندى وقت انا بسمع كويس على فكرة
- طب تعالى يا ستى
على الجانب الأخر كانت (چايدا) تقف بجانب (مروان) نظرت فى عينيه الخضراء التى تعشقها وقالت
- مارو انا نفسى فى نونو مليش دعوة
ابتسم (مروان) على حديثها الطفولى ذاك واجابها
- طب لسه ربنا مأردش نكون اب وام .. بس عارفة هتكونى احن ام فى الدنيا
امسكت يده بلطف ثم قالت
- ربنا يخليك ليا يا (مارو)
رفع كف يدها الممسكة بيده وقبل يدها ثم قال
- ويخليكى يا قلب مارو من جوا
فى تلك اللحظة اقتربت مجموعة من الفتيات كانت فى الحفل وهم لا يصدقون انهم امام كابتن (مروان الآلفى) وطلبوا منه انه يتصور معهم فابتعد (مروان) قليلا عن (چايدا) كى يأخذ معهم صورة فاستشاطت (چايدا) غضبا من الغيرة فشعر هو بها فأرسل لها قبلة على الهواء من بعيد وهو يراقبها قبل ان يتصور مع الفتيات فشعرت بالخجل فألتقط هو الصورة مع الفتيات ثم عاد إليها مرة آخرى ..
كانت (ليلى) تمسك احدى طفليها بينما (حمزة) يمسك الطفل الآخر وهو بجوارها فنظرت له بإبتسامة عريضة اظهرت غمزتيها التى يعشقها ثم قالت له
- عوض ربنا جميل اووووى يا (حمزة) .. ربنا اكرمنا بدل الطفل اتنين كنت حزينة اووووى على ابنى اللى راح ومحستش بيه بس الحمد لله على كل شئ
- الحمد لله يا قلبى .. احنا مع بعض وطول العمر إن شاء الله مع بعض
- إن شاء الله يا حبيبى
شعر بتوتر كبير فشعرت هى بتوتره فسألته
- فى حاجة يا (حمزة) ؟!
هز رأسه إيجابا ثم قال
- ايوة .. يعنى بستأذنك لو ممكن لما اجى ازور بابا اخد معايا الأطفال يشوفهم طول فترة حملك كان بيسألنى عليكى وعلى صحتك وصحة الأطفال وهو انا حاسس انه اتغير شوية ..
شعرت بإنه يبرر كثيرا فقاطعت حديثه قائلة
- من غير ما تستأذن يا (حمزة) دول ولادك وده ابوك ومش محتاج تبرر اكييد انا موافقة .. ويمكن .. يمكن يجى اليوم اللى اقدر ازوره انا كمان فى يوم
ظهرت ابتسامة رائعة على وجه (حمزة) تحمل الكثير من الحب والأمتنان ثم قال
- ربنا يخليكى ليا يا (ليلى) ..
يتبع...
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة علا السعدني، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية