-->

رواية جديدة لعبة قلب لعلا السعدني - الفصل 30 - 1 - الإثنين 10/2/2025

  

 قراءة رواية لعبة قلب كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر

رواية لعبة قلب 

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة علا السعدني


الفصل الثلاثون

2

تم النشرالإثنين

1 قراءة رواية لعبة قلب كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر

رواية لعبة قلب 

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة علا السعدني


الفصل التاسع والعشرون

1

تم النشر يوم السبت

10/2/2025



جلست (ليلى) بالمكتب هى و (حمزة) دلف (عمرو) مع العسكرى بنظرة متوترة ووجه يحمل علامات الندم لوهلة ترددت الكلمات على لسانها لكنها استجمعت شجاعتها اخيرا 

- ازيك يا (عمرو) ؟!

صمت ولم يكن يعلم بما عليه ان يجيب فنكس رأسه لأسفل لتردف هى قائلة

- ليه يا (عمرو) عملت كده فيا وفيك ؟! .. طب عمى كان مستفيد من ده الفلوس لكن انا عملت فيك ايه ؟! عملت فيك عشان تعمل فيا كده ؟! معتقدش عشان بعدت عنك واخترت انى مبقاش معاك ده سبب انك تدمرنى بالطريقة دى لو كل واحد واحدة دمرها بالطريقة دى فاحنا كده فى غابة مش دنيا ابدا 

لم يكن يعلم بما عليه ان يجيب لكنه ازدرد ريقه بصعوبة ونظر فى عينيها وهو يقول

- انا عارف .. عارف انى غلطت ووقت الندم فات ومفيش اى مبرر ممكن أقوله 

ثم نظر إلى (حمزة) وتابع قائلا

- كنت فاكره زى ابوه .. قلت طمعان فيكى هو كمان فقلت اديهم الفلوس وساعتها مش هيبقالك حد غيرى تتسندى عليه فكرت اضعفك عشان متلاقيش غيرى قدامك

ضم (حمزة) قبضة يده بغيظ شديد وهو لا يصدق ما سمعه الآن بينما لم تكن حالة (ليلى) افضل منه فقد نظرت (ليلى) إلى (عمرو) بنظرة مشبعة بالألم والغضب ثم أخذت نفساً عميقاً لتستجمع قواها وقالت بصوت متحشرج

- يعني انت مش بس كنت عايز تآذيني لأ،انت كمان كنت عايز تخليني أضعف عشان أحتاجك؟! اللي عملته فيا مستحيل أسامحك عليه لو كنت فاكر إنك كده هتخليني أرجعلك يبقى غلطان أنا مش هسمح لأي حد يستغلني تاني ولا حتى حب قديم .. صدمتى فيك كانت كبيرة يا (عمرو) عشان انا معملتش فيك شئ وحش بالعكس انا ملاقتش منك غير كل حقد وغيرة بسبب فلوسى حتى لو معترفتش بده بينك وبين نفسك الفلوس اللى عندى كانت حاجز كبير بينى وبينك

ثم نظرت نحو (حمزة) واستجمعت قوتها وقالت له بصوت هادئ ولكن حاسم

- يلا نخرج يا (حمزة) مفيش حاجة تانية عايزة أسمعها

فنهض (حمزة) عن مكانه و نهضت (ليلى) هى الأخرى فاستسمحها (عمرو) قائلا

- ارجوكى يا (ليلى) سامحينى .. انتى اهم حد فى حياتى مش هسامح نفسى ولا هعرف اعيش حياتى 

ضم (حمزة) قبضة يده بغضب شديد رغم انه يعلم جيدا ان (عمرو) يحاول ان ينتقى حديثه ثم وجه (عمرو) نظره إلى (حمزة) وتابع قائلا

- وسامحنى انت كمان

وضع (حمزة) يده على كتف (ليلى) كأنه يخبره انها تخصه الآن ثم تحدث (حمزة) بهدوء

- بسببك انت وابويا انا خسرت ابنى .. الابن اللى كنت بتمناه من الأنسانة اللى بحبها

نظر (عمرو) إلى اسفل فشعر (حمزة) بالشفقة عليه واردف قائلا

- ادعى ربنا ان يسامحك الأول  .. ولو عليا انا و (ليلى) هيجى يوم من الأيام وافتكر اننا هنسامحك فيه

ثم امسك يد (ليلى) وتوجهوا نحو الخارج .. وصلا إلى الأسفل واستقل السيارة الخاصة بها ووجد دموعها تنهمر على خديها فشعر بالحزن على حالها وبدء فى قيادة السيارة بعد برهة وجدت (ليلى) ان الطريق ليس طريق المنزل فسألته

- مودينا على فين ؟! انا عاوزة اروح

- لازم نتغدا الأول متسمحيش لحاجة تعكنن عليكى

نظرت له بترجى وهى تقول

- انا عاوزة اروح يا (حمزة) .. مليش نفس دلوقتى لحاجة

ربت على يدها بيده اليمنى وهو يقود بيده الآخرى وهو يقول

- مش هسيبك دلوقتى بالحالة دى

صمتت ولم تعرف ان تجيبه وكانت تبكى طوال الطريق شعر بالحزن يعتريه وهو يراها بتلك الحالة ولكنه سيحاول ان يغير ما تشعر به الآن ..

وصلا إلى مطعم ما وطلب الطعام لهما فنظر لها بغيرة شديدة وهى تبكى فقال محاولا تغير الجو قليلا

- ايوة يعنى افهم من عياطك ده ايه ؟!  ندمانة عليه يعنى جوزك مش مالى عينك ولا ايه ؟!

ابتسمت على مزحته ولكنها تعلم جيدا انه يشعر بالغيرة من (عمرو) فهزت رأسها نافية وهى تقول

- انت عارف ان ميملاش عينى غيرك .. بس مش قادرة مزعلش على نفسى بتخيل لو كنت كملت مع (عمرو) كانت حياتى هتبقى جحيم ولو كان نجح فى خطته وانت سبتنى انا مكنتش هعرف اعيش يوم واحد من غيرك .. انت نعمة كبيرة فى حياتى يا (حمزة) لولا وجودك انا مكنتش عديت مواقف كتير فى حياتى 

نظر لها فى عينيها العسلية وابتسم قليلا ثم قال

- لا ده كده اخدك كل يوم زيارة ل (عمرو) مادام هيطلع منك الكلام الحلو ده

شعرت بسعادة تغمرها وهو بقربها وابتسمت حتى ظهرت غمزتيها التى يعشقها فنظر لها هائما وقال

- يااااه ده انا كنت نسيت ان عندك غمازات يا شيخة من كتر الحزن اللى كان فيكى

ابتسمت حتى ظهرت غمزتيها بطريقة اوضح وجاء النادل ووضع الطعام أمامهم وما ان انصرف حتى قالت

- بحبك اوووووى

- انا كمان بحبك يا روحى .. يلا كلى بقى

هزت رأسها إيجابا وبدئت فى تناول طعامها معه ..

❈-❈-❈

بعد مرور شهر ..

كان (حاتم) قد ترافع فى قضية والده وقد قام بتخفيف الحكم له هو و (عمرو) إلى خمس سنوات ..

بينما كانت (ليلى) بدئت فى ان تستعيد صحتها وحيويتها وبدئت بالعمل مجددا فى إدارة أعمالها لكنها اصرت على تنفيذ وصية والداها بأن نصيب عمها يوزع على (حمزة) واشقائه ورغم رفضهم لذلك المال لكنها فضلت ان تقيم وصية والداها حتى لا تسئل عن ذلك المال فى يوم الحساب يكفى ما حدث لها بسبب ذلك المال هى بالفعل تثق فى اولاد عمها وانهم لن يكرروا ما فعله بها عمها لكنها ترى ان ذلك حقهم ولا بد من حيازتهم إياه ..

بينما اتفقا كلا من (حاتم) و (حمزة) مع (مروان) أن زواجه من شقيقتهن سيكون فى نهاية الشهر القادم عندما يأتى لمصر فى اجازة وسيكون زواجهم مع زواج (حاتم) و (أسما) قررت (چايدا) ان تذهب مع اشقائها لزيارة والداها تجمع الثلاثة فى غرفة الزيارة منتظريين حضور والداهم بكت (چايدا) عندما شاهدت والداها بالزى الرسمى للسجناء نظر (شريف) لأسفل شاعرا بمرارة فلم يكن يريد ان يراه ابنائه بتلك الهيئة بدا وكأنه فقد الروح التي كانت تملأ عينيه وشعره مبعثر عينيه كانتا غائرتين وكأنهما اختزلتا حزناً طويلاً وخذلاناً لا يُحتمل شعر كلا من (حمزة) و (حاتم) بالضيق أيضا لرؤية والداهم بتلك الحالة لكن لن يستطيعوا ان يقدموا له شيئا فهو من تسبب فى حاله الآن ..

ازدردات (چايدا) ريقها بصعوبة ثم رفعت وجهه لتتلاقى اعينهم وهى تمسح دموعها وتقول

- كان نفسى تبقى معايا يوم فرحى .. بس انت معملتش حساب يوم زى ده وجريت ورا الفلوس

نظرت لكلا من (حمزة) و (حاتم) واردفت قائلة

- صحيح اخواتى ربنا يخليهم ليا ومش هيقصروا معايا .. بس .. بس عمرهم ما هيملوا الفراغ اللى انت هتسيبه يا بابا

ثم ارتمت فى احضانه وهى تبكى احتضنها (شريف) بشدة وكأن ضيق الأيام قد تلاشى للحظات وتشبث بها وكأنه يبحث في دفء حضنها عن عزاء يُلملم بقايا روحه شعر بأن جسده لم يعد يقوى على الصمود لكنه برغم ضعفه حاول أن يمنحها شعوراً بالأمان ذلك الأمان الذي حُرموا منه جميعاً بسبب طمعه وأخطائه ..

كانت (جايدا) في تلك اللحظة تنسى قسوة الأيام دموعها كانت تسيل بلا توقف وكأنها تصبغ قميص والدها برغبتها المشتعلة في وجوده بجانبها يوم زفافها ..

في تلك اللحظة كان كلا من (حاتم) و(حمزة) يقفان بصمتٍ خلفهم يراقبان مشاعر (جايدا) التي تبددت بين ألم الفراق ورغبتها في احتضان والدها مجدداً شعر (حاتم) بانقباض في قلبه ربما لأنه يعرف أنه رغم محاولاتهما لتعويضها لن يتمكن هو أو (حمزة) من ملء هذا الفراغ الكبير الذي تركه والدهم في حياتها ..

 رفع (حمزة) عينيه نحو السقف متجنباً النظر إليهما لكنه لم يستطع منع دمعة من التسلل إلى عينيه حاملاً عبء مشاعر أخته وعجزه عن منحها السعادة الكاملة ..

بعد لحظاتٍ من الصمت رفعت (جايدا) وجهها عن صدر والدها نظرت إلى ملامحه المرهقة ثم همست بصوت متحشرج وكأن الكلمات كانت تخرج بصعوبة

- مقدرش أكرهك يا بابا

كانت كلماتها تحمل تضادًا مؤلمًا بين الحنين والخذلان وأدرك (شريف) كم كسر هذا الاعتراف قلبه لكنه كان يعلم أن الحب والخطأ قد اجتمعا في قلبه كأب في لحظة لم يكن مستعداً لها لينظر لهما جميعا ثم قال

- انا عارف انى مكنتش اب كويس ليكوا بس كنت فاكر ان باللى بعمله ده بأمن ليكوا مستقبلكوا .. حب المال ده شهوة وانا مقدرتش اصدها ولا اقف قدامها 

ربت (حمزة) على كتف والده ثم قال بحنان

- انت ابونا فى النهاية ومنقدرش نتخلى عنك 

هز (حاتم) رأسه موافقا  (حمزة) على حديثه ابتسم (شريف) ابتسامة باهتة وهو يشعر بمزيج من الألم والندم يغمره لم يكن يتوقع أن يجد هذا القدر من التسامح في قلوب أبنائه ..

ثم نظر إلى اولاده وعادت بذاكراته ذكريات أليمة ربما كانت تلك الذكريات هى سبب الكراهية التى حدثت بينه وبين شقيقه (سليم) ففى الماضى كانا شركاء معا وبسبب اطماعه الشخصية قرر ان يدخل فى صفقة كانت من المفترض ان تكون مضمونة الأرباح ولكن تلك الصفقة دمرت كل شئ وخسر هو وشقيقه العديد من اموالهم ولأنه هو من اجبر (سليم) على تلك الصفقة فحمله سبب خسراتهم معا ..

حينها كانت الحالة الصحية لوالدة (ليلى) فى تدهور مستمر بسبب ورم فى الدماغ وكان عليها ان تفعل عملية ولم يكفى المال لأتمام تلك العملية فماتت وحمله (سليم) ذنب موت زوجته وافترق كل منهم فى حياته واستعاد كل منهم المال مرة اخرى بالعمل الجاد ولكن لم ينسى له (سليم) موت زوجته ابدا وربما لأن شقيقه تعب فى استعادة المال مرة آخرى وحمله ضياع ثروته الأولى لم يقبل ان يرث من ماله مرة آخرى ..

الصفحة التالية