رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 66 - 2 - السبت 1/2/2025
قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية تائهة في قلب أعمى
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة زينب سعيد القاضي
الفصل السادس والستون
2
تم النشر السبت
1/2/2025
خرجت من المرحاض بعد أن أفرغت ما في معدتها طوال اليوم يرافقها شعور بالغثيان، اقترب منها أمير بتلهُف وتسأل بقلق:
-إنتِ كويسة يا حبيبتي ؟
أومأت بضعف:
-الحمد لله يا أمير أحسن.
زفر بإستياء وقال:
-نور كده كفاية أوي إنتِ تعبانة وراحة جاية علي الحمام ترجعي أتفضلي بقي غيري نروح للدكتور نطمئن عليكِ.
جلست على الفراش بوهن وهتفت بتوتر:
-لأ أنا بخير أطمئن.
رمقها باستنكار وعقب قائلاً:
-نور إنتِ وشك أصفر زي الليمونة ومفيش حاجة بتقعد في بطنك من الأساس وجنابك بتقولي أنا بخير أطمئن؟! المفروض بقي نستني بقي لغاية ما تقعي من طولك ؟ قومي يا بنتي يلا غيري همومك خلينا نشوف مالك شكلك واخدة دور برد شديد في معدتك.
حمحمت بخجل:
-مش برد في معدتي وبعدين شكلك ناسي إني دكتورة وعارفة إيه إلي عندي كمان.
قطب جبينه بحيرة وتسأل:
-إنتِ عارفة عندك إيه وساكته؟ طيب ما تتكلمي يا حبيبتي وطمنيني عندك إيه ؟
ردت بخجل:
-أنا حامل.
اتسعت مقلتيه بعدم تصديق واقترب منها سريعًا وجلس علي ركبيته أمامها وتسأل بتلهُف:
-نور إنتِ بتتكلمي جد ولا بتهزري ؟
زفرت بضيق وقالت:
-هو ده بردوا فيه هزار يا أمير بتكلم جد طبعًا أنا حامل.
اغمض عينيه بفرحة عارمة:
-اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك أنا مش مصدق نفسي أنا هبقي أب ؟! بجد يا نور إنتِ متأكدة إنك حامل صح ؟
وضع يده علي أحشائها وتسأل بتلهف:
-يعني هنا في بيبي؟
أومأت بإيجاب وردت:
-أيوة يا حبيبي هنا في بيبي وكلها ٨ شهور وينور أو تنور الدنيا كلها قولي بقي إنتَ نفسك في ولد ولا بنت؟
رد مبتسمًا:
-كل إلي يجيبه ربنا كويس أوي أنا راضي به سواء بنت أو ولد غيرنا مش لاقي بس أهم حاجة إنه يجي بالسلامة سليم ومعافي ده المهم عندي.
استطرد متسائلاً:
-طيب إنتِ هتفضلي تعبانة كده؟ مفيش حل للترجيع ده؟
ردت بهدوء:
-فيه حل هاخد برشام يخفف من الغثيان وإن شاء الله أبقي خير المهم بقي إنتَ فرحان ؟
تبسم بفرح:
-تفتكري ده سؤال؟! أنا فرحتي النهاردة ملهاش وصف الحمد لله مهمها أشكر ربنا في كرمه عليا هفضل أشكره وأحمده لآخر نفس في عمري ومش هكفي كل النعم إلي أنعم عليا بها.
ظلت تنظر إليه بعشق أنها أحبت رجلًا مثله، عنفت نفسها علي ما كانت تفعله معه سابقًا فهذا يستحق أن يوضع فوق الرأس ويعامل معاملة الملوك.
فاقت من شرودها علي صوتها القلق:
-مالك يا حبيبتي إنتِ تعبانة ؟
حركت رأسها يمينًا ويسارًا نافية وردت بحب:
-لأ يا حبيبي أطمئن الحمد لله بقيت كويسة لما شوفت فرحتك وابتسامتك دي ربنا يخليك ليا يا حبيبي وميحرمنيش منك.
بحنان أجابها:
-ولا يحرمني منك يا نور إنتِ وقلب بابا.
❈-❈-❈
إستيقظت علي صوت آذان الفجر، فتحت أهدابها بنوم وجدت زوجها يغط في ثبات عميق نظرت له بإشفاق ونهضت من جواره بحذر واتجهت إلي غرفة الملابس وفتحت إحدي الأدراج وأخرجت إختبار الحمل الذي طلبته من إحدي الصيدليات بالأمس وخبأته جيداً في ملابسها واتجهت إلي المرحاض.
بعد مرور ربع ساعة كانت تقف بداخل المرحاض بعينين دامعة وأمامها إختبار الحمل يظهر به خطين من اللون الأحمر.
فاقت من حالتها تلك علي صوت طرق علي باب المرحاض وصوت ياسين يتبعه:
-صفا إنتِ جوه؟
فتحت له الباب بحالتها تلك مما جعله يرتعب بخوف ويتسأل:
-مالك في أيه ؟ إنتِ تعبانة.
رفعت يدها بالاختبار نظر له بحيرة وتدارك مستفهماً:
-أيه ده ؟
ردت بصوت متحشرج:
-إختبار حمل.
أتسعت مقلتيه بصدمة وتسأل بحذر:
-صفا إنتِ حامل؟
حركت رأسها بإيجاب وردت:
-حامل يا ياسين أنا حامل في طفل تاني منك .
ما كان رده سوي أنه جذبها بقوة إلي أحضانه وأخذها وغادر خارج المرحاض وخر ساجداً علي الفور يشكر المولي عز وچل علي نعمته التي أنعم الله عليهم بها.
اقتربت منه صفا وهتفت بحنان:
-مبارك يا حبيبي.
نهض من علي الأرض وقبل كلتا يدها وتحدث بحب:
-من يوم ما دخلتي حياتي وإنتِ وش السعد عليا كأن ربنا جعلك سبب سعادتي وسط أحزاني ربنا يقومك بالسلامة وأحمد باشا ينور الكون كله.
تبسمت بحب وقالت:
-بإذن الله يا حبيبي.
جلس علي الفراش وتحدث بنبرة هادئة:
-سبحان الله العلي العظيم وله في ذلك حكم يمكن ربنا أراد يمن علينا بالطفل ده في التوقيت ده عشان يهون عليا إلي فات.
جلست جواره وغمغمت بحب:
-الحمد لله يا حبيبي رغم إني نفسي في بنوتة بس دلوقتي نفسي ربنا يرزقنا ولد عشان خاطرك يا حبيبي.
تبسم بهدوء وقال:
-أكيد لو جت بنت مش هزعل أنا نفسي في ولد علشان أخلد إسم بابا مش أكتر لكن لو جبتي ليا بنوتة زي القمر زيك مش هزعل أكيد يا قلبي.
قاطعهم بكاء طفلهم إستدار ياسين وحمله بحب وهو يقبله:
-صحيح النوم يا أستاذ مودي خلاص هتبقي أخ كبير بارك لمامي هتجبلك أخ صغير.
انتبه إلي شئ وتسأل بقلق:
-صفا هو مش استعجلنا في الحمل ده مودي لسه صغير كده هيتحرم من الرضاعة الطبيعي وكمان الإهتمام به هيقل.
ردت بهدوء:
-النصيب يا حبيبي ده رزق من عند ربنا أما بقي الأستاذ مودي طول ما أنا بتغذي كويس وصحتي كويسة يقدر يرضع طبيعي عادي أما بقي عن إهتمامي به فهو مش هيقل بالعكس هيزيد لأن لما أولد البيبي الجديد هيبقي محتاج رعاية هو كمان.
أومأ بتفهم وقال:
-طيب ممكن أطلب طلب منك وأتمني توافقي عليه؟
حركت رأسها بإيجاب:
-أكيد طبعًا يا حبيبي أطلب.
تحدث بهدوء:
-الحمد لله ماما ومامتك ربنا هداهم وبقوا هنا معانا أحنا محتاجين حد ينضف البيت وكمان للطبخ بدل ما نتعبهم ونتعبك إنتِ كمان دلوقتي حامل وفيه الأستاذ مودي غير إنك أكيد هترجعي شغلك أنا حابب أجيب إلي كانوا شغالين في الفيلا القديمة وكمان الحرس والأمن يبقوا هنا معايا مش حابب أقطع عيشهم إيه رأيك يا حبيبتي عندك مشكلة ؟
حركت رأسها يمينًا ويسارًا وهتفت بحنان:
-زي ما تحب يا حبيبي.
تنهد بإرتياح وعقب قائلاً:
-الحمد لله ريحتي قلبي أنا كنت شايل همهم.
تسألت بفضول:
-طيب وأهل السواق والحارس إلي ماتوا في الحادثة يا حبيبي عملت معاهم إيه؟
رد مبتسمًا:
-أطمني يا صفا بعت أمير ليهم بمبلغ غير أتعمل ليهم معاش شهري يقدروا يعيشوا منه.
اتسعت ابتسامتها بسعادة:
-ربنا يقدرك علي فعل الخير يا حبيبي أنا لو كنت أعرف أن خبر الحمل هيخليك تفرح كده وترجع تتكلم معايا زي زمان كنت قولتلك من بدري.
جعد جبهته باستغراب وتسأل:
-كنتِ قولتِ من بدري ؟ هو مش إنتِ لسه عارفة ؟
عضت شفتيها بخجل؛ وهتفت بتوتر:
-الصراحة يعني كنت شاكة من فترة إني حامل لكن أتأكدت فعلاً النهاردة.
أومأ بتفهم:
-تمام يا حبيبي يلا ننزل للجماعة تحت نفرحهم كفاية أوي حزن خلي الفرح يزور بيتنا.
❈-❈-❈
هبط ياسين وهو يحمل طفله علي الذراع بينما الذراع الآخر يطوق خصر زوجته؛ كانت سلوي تجلس برفقة هناء كعادتهم تفاجأوا بهذا المنظر المبهج ياسين وصفا قد عادوا إلي سابق عهدهم وعادة الابتسامة تنير وجه ياسين من جديد.
ابتعد ياسين عن صفا واتجه كل منهم إلي والدة الآخر يقبل جبينها، ويتبادلون الأدوار تباعًا، جلس جميعًا وتحدثت سلوي بإرتياح:
-أيوة كده يا ياسين وحشتني ضحكتك الحلوة إلي كنت حرمني منها.
تبسم بحب ورد:
-تسلمي يا ست الكل بإذن الله مش هحرمك منها تاني.
تحدثت هناء براحة:
-كده بقي أطمنا عليكم ونرجع شقتنا تاني.
استنكر ياسين حديثها:
-إيه إلي حضرتك بتقوليه ده يا ماما هناء ؟
ردت بهدوء:
-يا حبيبي أنا وسلوي كنا لسه بنتكلم في الموضوع ده.
أيدتها سلوي بحزن:
-أيوة يا أبني هنرجع شقتنا بقي كده أفضل.
تجاهل حديثها وهتف بتعقل:
-أولًا ده بيتكم وخلاص مش هتخرجوا من هنا بلاش فراق تاني خلونا نبقي سوا كلنا أنا أصلًا حابب أكلم أمير ويجي يعيش معانا هنا بلاش فراق لازم نبقي سوا وإيد واحدة.
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة زينب سعيدالقاضي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية