رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 78 - 2 - الجمعة 14/2/2025
قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية تائهة في قلب أعمى
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة زينب سعيد القاضي
الفصل الثامن والسبعون
2
تم النشر الجمعة
14/2/2025
بينما علي الطرف الآخر أغلق الهاتف بوجهها وعلي وجهه إبتسامة ماكرة:
-مممم مش مرتاح ليكِ يا غدير الكلب واثق ومتأكد إنك ناوية علي غدر بس مش هرحمك ومش كل الطير إلي يتأكل لحمه.
انمحت الابتسامة عن وجهه وهو يجد باب الشقة يفتح وتدلف منه زوجته، زفر بإستياء وتحدث بنبرة حادة:
-بردوا يا سهام مفيش فايدة فيكِ؟
كتفت يدها على صدرها وهتفت ببساطة:
-لأ مفيش فايدة فيا وزي ما قوُلت ليك أنا وولادي مش هنصرف ولا هنعيش من فلوس حرام.
إمتعض وجهه وغمغم بتعسُف:
-مش فلوس حرام تحبي أغنيها ليكِ؟ علي العموم أنا هسافر.
قطبت جبينها بحيرة وتسألت:
-هتسافر تروح فين ؟
أجاب باختصار:
-هسافر أشتغل بره مصر هظبط أموري وأبعت ليكم ونستقر سوا هناك إيه رأيك بقي؟
تنهدت بإرتياح وتداركت مستفهمة:
-طيب والفلوس؟
صاح بنفاذ صبر:
-يادي أم الفلوس مالها الفلوس دلوقتي إنتِ عايزاني أشتغل ؟ قولتلك خلاص هشتغل ومش هنصرف من الفلوس دي شيلها من دماغك بقي هترتاحي وتستريحي.
تجاهلت حديثه وهتفت بحدة:
-طول ما الفلوس دي موجودة مش هرتاح.
قلب عينيه بملل وتسأل:
-المفروض أعمل بيها إيه عشان حضرتك ترتاحي ؟ تحبي أتبرع بيها مثلاً ؟
أجابت بتلهُف:
-لأ لأ ترجعها لأصحابها.
شد علي خصلات شعره وصاح بانفعال:
-أرحميني بجد دي فلوسي أنا مش سرقها.
تهكمت قائلة:
-بجد جبتها منين؟
أعطاها ظهره وأجاب بغموض:
-جبتها منين بقي دي متخصكيش في حاجة بعد إذنك أنا رايح أنام.
هزت رأسها بيأس:
-هقول إيه لله الأمر من قبل ومن بعد ربنا يهديك يا أحمد ويبعد عنك شيطَانك.
❈-❈-❈
مساءً عاد ياسين وبرفقته صفا متشابكين الأيادي كعادتهم السابقة وما أن رأهم كلًا من هناء وسلوي حتي انبعث الفرح داخل قلوبهم من جديد.
تبسمت سلوي بحب وقالت:
-بسم الله ما شاء الله أهو كده يا ولاد ربنا يحميكم من العين يارب العالمين.
تبسم الإثنين وهتفت صفا مازحة:
-يارب يا ماما أدعيلنا كده وأدعي ربنا يهدي إبنك عليا.
تحدث ياسين بدعابة:
-لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم يا دي إبنها عايز أقولك الصبح ماما فضلت تتخانق معايا الصبح لأجل عيونك الحلوين يا ست صفا لدرجة إننا قولت ليها هو إنتِ أمي ولا أمها هي يعيني عليا مليش حظ يتيم وغلبان محدش في ضهري.
تبسمت هناء بحنان وأردفت بصدق:
-ربنا يعلم معزتك عند قد إيه يا حبيبي وبعدين ما شاء الله عليكم أهو كل واحد منكم ليه بدل الأم أتنين.
تهكم مازحًا:
-أه بدل الأم أتنين بس مش بشوف أنا حاجة وكل الدلع للبرنسس وعاملين حلف نسائي عليا أنا ومودي حبيب بابي.
اقترب من طفله الذي يجلس بأحضان سلوي ويبتسم لوالده ببراءة، حمله بلهفة وشوق مقبلًا وجنتيه بحب:
-أه علي العسل يا ناس حبيب بابي إنتَ وحشتني قد البحر.
قهقه الصغير ببراءة، مما جعل إبتسامة ياسين تتسع بفرحة:
-قلب بابا إنتَ بتضحك ليا يا صغنن إنتَ عارف إني بابي ؟
بدأ الصغير يناغي ببب باب ببب.
أتسعت عين الآخر وصاح بلهفة:
-ألحقوا يا جماعة سامعين ده سمع كلامي وقال بابا.
اقتربت منه صفا وهتفت مفسرة:
-هو مش بيقول بابا من الأساس يا حبيبي هو بيناغي.
قطب جبينه بحيرة وتسأل:
-بيناغي يعني إيه؟
استطردت بإبانة:
-يعني يعمل أصوات باب وممكن بابا وأي صوت بس مش فاهم معناها من الأساس كلمات سهلة عليه بيقولها.
تجهم وجهه وتدراك قائلاً :
-بجد وأنا إلي كنت متحمس إنه قال بابا معلش أي حاجة منه كويسة.
وضع قبل حانية علي وجنته؛ ومدت صفا يدها لتأخذه بحنان:
-هاته يا حبيبي عشان أرضعه.
أعطاها الصغير برفق وتسأل:
-إنتِ أكلتي كويس يا صفا وأخدتي علاجك؟
حركت رأسها بإيجاب:
-أيوة يا حبيبي أطمئن متخفش.
قبلت جبهة طفلها بحنان:
-قلب ماني الصغغن يا ناس وحشني أوي.
غمغم الصغيرة ببراءة وهو يبتسم:
-بببب باب بب.
ضحك الجميع علي حركته الطفولية تلك، غادرت صفا به بينما جلس هو علي الأريكة بشرود تام.
رمقته والدته بحيرة وتسألت بحيرة:
-إنتَ كويس يا حبيبي ؟
ألتفت لها مبتسمًا ورد:
-بخير يا حبيبتي الحمد لله
ضيقت عيناها واستفسرت:
-طيب إيه إلي كان مضايقك إمبارح يا حبيبي ؟
تهرب منها وتحدث بنبرة هادئة:
-مفيش يا ست الكل مشاكل في الشغل بس وضغوطات متشغليش بالك إنتِ أنا بخير أهو الحمد لله.
حركت رأسها بإيجاب وهتفت بحنان:
-ماشي يا حبيبي ربنا يروق بالك ويصلح حالك.ر
أمن علي دعائها:
-اللهم أمين يارب العالمين.
نهضت هناء وقالت:
-هقوم أنا أجهز الأكل علي السفرة.
أيدتها سلوي التي وقفت هي الآخري بعزم:
-أيوة يلا بينا إنتَ يا حبيبي قوم غير هدومك يلا.
أومأ بإيجاب:
-حاضر.
❈-❈-❈
أسفل ضوء القمر كان يجلس الحبيبين فوق الأرجوحة يتسامرون غير عابئون ببرودة الجو البارد، نظر إلي زوجته بتردد وتسأل:
-نوري كنت حابب أقولك حاجة.
ألتفتت له وتسألت باهتمام:
-خير يا يوسف ؟
ابتلع ريقه بتوجس وتدارك قائلًا:
-أحم شوفي يا ستي إحنا هنروح للدكتورة بكره أنا روحت ليها النهاردة وأتكلمت معاها.
تجهم وجهها بغيظ وصاحت بانفعال:
-يوسف إنتَ روحت ليها من غيري ؟
أجاب باختصار:
-أكيد مش هودي مراتي عند دكتورة معرفهاش يا نورسيل وعلي فكرة دي متجوزة ومخلفة ها يعني أعقلي كده وبطلي هبل.
رمقته بتشكك وتسألت:
-بتتكلم جد ولا بتضحك عليا ؟
رمقها بعتاب وعقب بإبانة:
-وأنا من إمتي كدبت عليكِ في حاجة يا آخرة صبري؟
ردت ببراءة :
-الصراحة مكدبتش في ولا حاجة.
صمت قليلاً وهتفت بدلال:
-هو ممكن أطلب منك طلب صغنن أوي أوي ؟
ضيق عينيه متسائلًا باهتمام:
-أكيد طبعًا قولي ؟
آخذت نفس عميق وتحدثت بهدوء:
-أنا عايزة أشتغل يا يوسف أنا بجد تعبت من قاعدة البيت حابة يبقي ليا إسم وكرير.
تبسم بهدوء وتدراك مستفهمًا:
-هو أنا اتعرضت علي موضوع شغلك قبل كده من الأساس؟
هزت رأسها بلا وأردفت بصدق:
-الصراحة لأ.
تنهد بارتياح وقال:
-طيب الحمد لله إنك عارفة إني معترضتش قبل كده بس حاليًا في التوقيت ده عندي اعتراض مش عشان شغلك بالعكس أنا بدعمك فيه ومكان موجود في أي جامعة حابة تدرسي فيها ومعاكِ لغاية ما تخدي الدكتوراه كمان معنديش مشكلة بس الفكرة الأولاد لسه صغيرين ومحتاجينك ممكن لما يتموا سنة يكونوا كبروا شوية وتقدري تشتغلي براحتك يا ستي.
أجابت ببساطة:
-بس أنا مش حابة أشتغل في التدريس من الأساس أنا حابة أشتغل معاك إنتَ في الشركة .
رمقها بعدم تصديق متعجبًا من تساؤلها وتسأل باهتمام:
-تشتغلي معايا في الشركة ؟
أومأت بإيجاب وآخذت نفس عميق قبل أن تسترسل باستفاضة:
-أيوة حابة أبقي جنبك ونجاحي يكون جنبك.
تبسم لا إراديًا وأردف بصدق وبحة رجولية :
-موافق طبعًا يا قلبي وحتي لو قررتي تشتغلي في التديس هفضل بردوا جنبك وأدعمك.
تجمعت الدموع في مقلتيها مرددة بحزن:
-ساعات بحس إنك كتير أوي عليا يا يوسف كل لما افتكرت كرهي ليك في البداية وإني حاولت أقتلك أكتر من مرة مش ببقي قادرة أسامح نفسي.
مد يده ورفع ذقنها كي يتثني له النظر في عينيها مباشرة وتحدث بنبرة هادئة:
-إحنا مش قولنا ننسي إلي فات ؟ وبعدين إنتِ كان معاكِ عذرك وإنتِ مجبرة تعيشي مع الشخص إلي دمر حياتك زي ما كنتِ فاكرة وقتها.
تبسمت بمرارة وهتفت بتعسُف:
-كنت فاكرة كده لكن إنتَ طلعت حبل النجاة إلي قدر ينجدني من المستنقع إلي أنا كنت هقع فيه.
رد بحب:
-رُب صُدفةً خيرًا من ألف ميعاد ربك بيسبب الأسباب عشان يجمع الأحباب.
حول بصره حوله وتحدث بلُطف:
-الجو برد دلوقتي خلينا ندخل جوه بدل ما تبردي .
أومأت بإيجاب:
-تمام وعشان أطمئن علي الأولاد.
نهضوا سويًا متجهين إلي الداخل متشابكي الأيادي..
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة زينب سعيدالقاضي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية