رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 70 - 2 - الأربعاء 5/2/2025
قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية تائهة في قلب أعمى
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة زينب سعيد القاضي
الفصل السبعون
2
تم النشر الأربعاء
5/2/2025
بعد مرور ساعة من الفرح والمزاح جلس الجميع يتحدثون نظر ياسين إلي أمير وتحدث بنبرة هادئة:
-ماما سلوي وماما هناء هيفضلوا معانا هنا إيه رأيك إنتِ ونور تيجي أنتوا كمان وتفضلوا معانا هنا حابب نتجمع كلنا بلاش بعد وفراق وكمان عشان ولادنا يتربوا سوا.
تبادل أمير ونور النظرات بحيرة وهتف أمير بتريث:
-الفيلا دي بتاعتك إنتَ ياسين صعب أكون متواجد فيها غير إن إنتَ ومراتك مش هتبقوا علي راحتكم في وجودي.
رمقه ياسين بعتاب وقال:
-من إمتي وفيه بينا بيتي وبيتك يا أمير ولا حتي فلوسي وفلوسك ؟ إيه الهبل إلي إنتَ بتقوله ده ؟ أما إني أنا ومراتي نبقي علي راحتنا وإنتَ كمان ومراتك تبقوا علي راحتكم فالفيلا كبيرة وكل جناح في غرفة نوم وريسبشن وحمام يعني في خصوصية إيه مشكلتك إنتَ؟
حك جبينه بحيرة وقال:
-طيب سبني شوية أفكر وأرد عليك.
رفع ياسين كتفيه باللامبالاة:
-علي راحتك يا أمير.
تسألت سلوي بقلق:
-صحيح عملت إيه يا حبيبي عند وكيل النيابة فيه جديد ؟
تنهد بضيق وقال:
-مع الأسف أيوة فرامل العربية مقطوعة بفعل فاعل وإلي توصلنا ليه أن إلي عمل كده فعلًا من الحرس المقربين عند بابا وتحديدًا من إلي كانوا موجودين بالفيلا وللسبب ده مش هجيب أي حد من إلي كانوا شغالين هناك هنا حاليًا بس مرتباتهم شغالة لوقت ما أعرف مين الخاين إلي فيهم.
قطب أمير جبينه بحيرة وتسأل بعدم فهم:
-مش فاهم معلش؟ إزاي عرفت إن الخاين من إلي شغالين عند عمي وتحديدًا إلي كانوا موجودين في الفيلا معلش كمان إلي أنا مش فاهمه مين أصلًا ممكن يفكر يقتله ؟ كل إلي كانوا شغالين معاه كانوا بيحترموه هيستفادوا إيه بقتله مش فاهم بردوا ؟
أجاب ياسين بحزن:
-هو مش القاتل الحقيقي أكيد في حد وراه وبداية الخيط من هنا أما بقي عرفت منين إنهم من الحرس المقربين وتحديدًا إلي في فيلا لأن بابا رجع من الشغل والعربية دخلت الجراچ وخرج الصبح عادي وحصل إلي حصل في جراچ البيت غير إن إلي أنا أكتشفته مع الأسف إن الكاميرات متعطلة معني ذلك إن في تخطيط وشغل عالي أه بس يقع في إيدي إلي عمل كده وربنا ما هرحمه هخليه يتمني الموت وميطلهوش إزاي يقتل الراجل إلي فاتح بيته ويغدر بيه ويقتله بدم بارد كده؟!
تنهدت أمير بحزن وقال:
-لله الأمر من قبل ومن بعد هيتعرف يا ياسين بإذن الله هيتعرف وهياخد جزاته بس من هنا ورايح تفحص عربيتك دائمًا يا ياسين قبل ما تركبها وتاخد حذرك.
أومأ بتفهم:
-حاضر يا أمير بإذن الله.
❈-❈-❈
منذ أم عادت من زيارة والدتها التي لم تتجاوز الساعة وهي تجلس بمفردها تشاهد التلفاز بملل شديد، ومع دقات عقارب الساعة معلنة أن الساعة أصبحت الخامسة مساءً، كانت المربية قد ذهبت لإستقبال زياد لحظة وصول الباص.
دلفت المربية من باب الفيلا وزياد يتمسك في يدها بطفولة وما أن أبصر فريدة تجلس أمام التلفاز ركض تجاهها بتلهُف ملقيًا نفسه داخل أحضانها بطفولة:
-فري عاملة إيه وحشتيني كتير؟
تبسمت بخفة ووضعت قبلة صغيرة فوق وجنتيه المكتنزة وتحدثت بحب:
-وإنتَ كمان وحشتني أوي إنتَ كويس ؟ يومك كان عامل إيه؟
حرك رأسه بإيجاب:
-أيوة أنا كويس وكمان يومي كان كويس أوي طول اليوم بلعب مع أصحابي.
أومأت بتفهم:
-ماشي يا حبيبي يلا إطلع مع الناني وخد شور يلا وأعمال Homework بتاعك عقبال ما بابا يرجع ونتغدا سوا أوك؟
ابتسم ببراءة:
-أوك بس ممكن أسألك سؤال؟
تبسمت بخفة وعقبت قائلة:
-أتفضل يا أستاذ زيزو بس أعمل حسابك سؤال واحد بس أوك؟
هز رأسه ببراءة:
-أوك هو سؤال واحد وبس هو إنتِ ليه زعلانة كده؟ أنا حاسس إن في دموع في عنتينك.
ابتسمت رغمًا عنها:
-عنتينك؟! إسمها عيوني يا زيزو ومش بعيط ولا حاجة يا حبيبي أنا كويسة يلا روح مع الناني عشان تخلص إلي وراك عشان لما بابي يرجع نتغداء سوا ونلعب براحتنا.
صقفت بطفولة:
-حاضر يا فري.
وضع قبلة علي وجنتيها:
-باي باي.
أشارت له بيدها وهو يغادر:
-باي يا قلب فري.
دون شعور تساقطت دموعها مرة أخرى وهتفت بمرارة:
-لو كنت خلفت كان زمان عندي طفل زيك يا زياد مش عارفة إزاي حرمت نفسي من نعمة زي دي.
❈-❈-❈
عاد من عمله مبكرًا حتي يتثني له أن يجلس برفقة إبنته الحبيبة، ولكن ما أن وصل تفاجئ بزوجته تجلس بمفردها، إمتعض وجهه وتسأل بحيرة:
-هي فريدة فين؟
ردت بضيق:
-مشيت بعد ما إنتَ مشيت الصبح.
قطب جبينه بحيرة وتسأل:
-وإيه إلي خلاها تمشي أنتوا اتنخانقتوا ولا إيه؟
هتفت بتهرب:
-لأ عادي.
تبسم ساخرًا وعقب بهدوء:
-بجد ؟ عادي يبقي عملتي مصيبة مش عارفة أقولك إيه يا شيخة غير ربنا يبعتلك مصيبة تاخدك وأرتاح منك يا قادر يا كريم.
شهقت بعدم تصديق وسرعان ما صاحت بانفعال:
-هي حصلت تدعي عليا لأ وكمان قدامي؟!
رد ببرود:
-ولا تزعلي نفسك المرة الجاية هبقي أدعي من وراكِ أنا طالع أوضتي أرتاح.
أوقفته مستفهمة:
-مش هتتغدا معايا؟
رد دون أن يلتفت لها :
-لأ نفسي أنسدت آول لما شوفتك يا غدير هانم.
❈-❈-❈
بعد أن انتهي من واجباته، وغير ملابسه هبط إلي الأسفل وجلس برفقة فريدة يشاهدون إحدي البرامج الكارتونية، عاد شريف علي هذا المنظر البديع واقترب منهم مبتسمًا بمرح:
-أيوة بقي علي الناس الرايقة إلي قاعدة تتفرج من غيري علي الكارتون.
نهض زياد وركض سريعًا إلي أحضان والده:
-بابي حبيبي وحشتيني أوي.
أنحني شريف حتي وصل إلي محتواه وحمله برفق مقبلًا جبهته :
-حبيب بابا البطل وحشتني أوي طمني عامل إيه؟
رد زياد بطفولة:
-وإنتَ كمان يا بابي وحشتني أوي أوي أوي وحشتني قد البحر بسمكاته سمكة سمكة .
قهقه بخفة وعقب:
-قد البحر بسمكاته ماشي يا حبيبي أتغديت ولا لسه؟
رد بنفي:
-لأ أنا وفري قاعدين مستنينك وجعنا كتير أوي.
تبسم بخفة وقبل جبهة طفله:
-حق عليا يا قلب بابي إنتَ وفري هاخد شور سريع لغاية ما الغداء يجهز اوك؟
رد بحماس:
أوك يا بابي.
❈-❈-❈
مر أسبوعًا كاملًا حدث به الكثير، تم ضبط وإحضار جميع الحرس والتحقيق معهم لكن لم يتوصلوا إلي شئ، وكذلك تم تفتيش الفيلا لكن لم يتوصلوا إلي شئ أيضًا فالكاميرات معطلة بالفعل هي الآخري، فقام وكيل النائب العام بفرض مراقبة علي جميع الحرس والخدم حتي يتثني لهم الوصول إلى المتهم، أما غدير فلا يزال الحارث يقوم بإبتزازها من خلال المكالمات الهاتفية ولكن لم تأبه بتهديداته من الأساس لأنها تري إنه هو المتهم الأول قبلها ومن المؤكد لن يخاطر بحياته هو الآخر.
❈-❈-❈
فتحت أهدابها بنُعاس حولت بصرها إلي طفلها الغافي في المنتصف وجدته غافيًا بعمق قبلة جبهته، واعتدلت بحذر ونادت زوجها الغافي علي الطرف الآخر من الفراش بهمس:
-ياسين فوق يا حبيبي أصحي يلا.
تململ الآخر في غفوته وهمهم بنوم:
-ممم.مممم نعم يا حبيبتي ؟
تبسمت بخفة وعقبت قائلة:
-قوم يلا يا حبيبي فوق كفاية كده لازم ترجع الشغل.
فتح عينيه بصعوبة بالغة وتسأل بوهن:
-هي الساعة كام ؟
أشارت إلي الساعة المعلقة على الحائط:
-الساعة سبعة الصبح قوم يلا فوق عشان تروح الشغل.
ابتلعت ريقها بحذر:
-وأنا كمان هنزل المستشفي.
فتح عينيه وثبت بصره فوقها وتسأل بهدوء:
-مممممم وده إيه معناه إنتِ بتبلغيني ولا بتسألي يا صفا ؟
هتفت برجاء:
-عشم في حبيبي إنه مش هيخذلني.
قهقه بخفة وعقب قائلاً:
-بجد بتثبتيني يا هانم؟
نظرت له ببراءة وقالت:
-عشان خاطري يا حبيبي الشغل وحشني بجد.
آخذ نفس عميق وتحدث بنبرة هادئة:
-صفا إنتِ حامل ومش في طفل واحد لأ في طفلين يا حبيبتي أعتقد إنك محتاجة راحة صح ولا غلط ؟
أومأت بإيجاب وردت:
-أيوة بس أنا مش هتحرك كتير أغلب الوقت هبقي قاعدة في مكتبي يا حبيبي لو سمحت بقي وافق عشان خاطري شغلي وحشني وبعدين أنا في حملي في مودي كنت بخرج وبشتغل وكل حاجة كويسة.
زفر بإستياء ورد:
-ماشي يا صفا ماشي بس أعملي حسابك في أي وقت تتعبي فيه هتقعدي ومفيش شغل تاني غير لما تولدي والموضوع ده غير قابل للنقاش أتفقنا؟
تنهدت بقلة حيلة وقالت:
-أتفقنا يا حبيبي.
تبسم بهدوء وقال:
-طيب يلا هقوم أجهز وإنتِ أجهزي نروح سوا هوصلك.
ابتلع ريقه بحزن واستطرد بإبانة:
-زي المرة إلي فاتت.
تنهدت بحزن وقالت:
-ربنا يرحمه ويغفر له.
قطع حديثهم بكاء الصغير الذي استيقظ للتو، ارتسمت ابتسامة تلقائية علي وجه ياسين الذي حمله بلهفة:
-حبيب قلب وعقل بابي من جوه صحي النوم.
قهقة الصغير ببراءة علي مداعبات والده وكان هذا بمثابة البلسم والترياق إلي والده.
تبسمت صفا بدورها وقالت:
-هاته يا حبيبي أرضعه وأغير ليه عقبال ما إنتَ تجهز وتاخدع وتنزل وأجهز أنا كمان.
أومأ بإيجاب:
-تمام.
وضع قبلة بسيطة علي جبين طفلها وأعطاها إياه بحنان:
-قلب بابا إنتَ بلاش تتعب مامي أو تضايق مامي اتفقنا ؟
تبسم الصغير بتلقائية إلي والده، الذي اتسعت ابتسامته وأردف ممازحًا:
-شايفة حبيب بابي شطور إزاي وبيسمع كلام بابي ؟ يعني أحب أكتر من كده ايه يا صغنن إنتَ وأمك أنا كل يوم والتاني بيزيد حبي ليك إنتَ وهي يا قلب وعقل بابي.
ردت بحب:
-ومامي بتحبك إنتَ وهو قد الدنيا دي كلها كمان.
مازحها ياسين قبل أن ينهض متجه إلي المرحاض:
-بتعلي عليا يا صفا ماشي ماشي.
ولج إلي المرحاض بينما قبلت هي جبين طفلها وأرفقته إلي صدرها بحنان، وبات الصغير يمتص حليبها بنهم شديد مصدرًا همهمات طفولية تدل على جوعه واستمتاعه.
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة زينب سعيدالقاضي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية