رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 71 - 2 - الخميس 6/2/2025
قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية تائهة في قلب أعمى
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة زينب سعيد القاضي
الفصل الواحد والسبعون
2
تم النشر الخميس
6/2/2025
طرق باب المكتب بخفة ودلف بغرور، نهض الآخر ما أن رأه واتجه إليه يستقبله:
-أهلًا اهلًا ياسين باشا منور.
مد ياسين يده يبادله التحية وتحدث بهدوء:
-ده نورك يا دكتور.
جلس ياسين وجلس عصام كذالك في المعقد المقابل وتسأل باهتمام:
-أخبار حضرتك إيه وأخبار دكتورة صفا ؟
رد بهدوء:
-بخير الحمد لله دكتورة صفا رجعت مكتبها النهاردة طبعًا مش هوصيك عليها غير كمان الشغل يتخفف عنه قدر الإمكان.
صمت قليلًا وأكمل بلهجة أمرة:
-ومفيش مرضي رجالة تكون دكتورة مشرفة عليها.
تبسم عصام بعملية ورد باختصار:
-أطمئن يا ياسين باشا دكتورة صفا في العادي مش بتفضل تتعامل مع مرضي رجال.
تسأل ياسين بمغزي:
-طالما إنتَ عارف كده ليه عرضت عليها تساعدني ؟
تبسم بهدوء وقال:
-لإن صفا نت البداية كانت ميالة ليك وأنا حبيت أقرب ليها المسافة حالتك إنتَ كانت استثناء.
تبسم ياسين بإرتياح وقال:
-تمام يا دكتور هستأذن أنا وطبعًا مش محتاج أوصيك علي دكتورة صفا.
أشار الآخر إلي عينيه ورد:
-أطمئن يا ياسين باشا دكتورة صفا في عيوني قبل ما تبقي تليمذتي دي بنتي.
رد ممتنًا:
-متشكر لحضرتك.
جعد الآخر جبينه بحيرة وتسأل:
-متشكر علي إيه؟
نهض ياسين وتحدث وهو يغلق أزازر حلته بعملية:
-لإنك كنت من الأسباب إلي قربت صفا مني يا دكتور بعد إذنك.
"مفيش داعي للشكر يا ياسين باشا القدر طريق مرسوم بنمشي عليه خط مستقيم، مهمها نقف والطريق يبقي صعب في النهاية هنوصل للناهية سواء حد ساعدنا أو لأ".
نطقها عصام بحكمة، جعلت ياسين يلتفت له ويتحدث بثقة:
-عندك حق القدر مفيش منه مفر كل ما هنحاول نبعد عنه هنلاقي نفسنا في دائرة مغلقة بنلف حوالين نفسنا وفي النهاية بنوصل ليه القدر مش بيتعاند القدر أمر مسلم به.
❈-❈-❈
كانت تتناول إفطارها برفقة شريف الذي ينظر لها من حين إلي آخر ثم يعاود النظر إلي طعامه من جديد، لاحظت فعلته وتسألت باهتمام:
-مالك يا شريف شكلك عايز تقول حاجة ؟
ترك ما بيده وكتف يده على صدره وتحدث بنبرة هادئة:
-فعلًا عايز أقول حاجة أنا ملاحظ إنك مش بتخرجي من البيت خالص ؟
ردت بهدوء:
-أخرج أروح فين؟
رفع كتفيه باللامبالاة وهتف:
-معرفش تخرجي فين براحتك طبعًا تروحي النادي تخرجي مع اصدقائك زي ما تحبي طبعًا.
صمت قليلًا وأكمل بمغزي:
-أو علي الأقل تروحي عند مامتك وباباكي إلي أنا ملاحظ إنك مش بتروحي ليهم من آخر زيارة لما رجعنا حتي مفكرتيش تعزميهم ولا مرة عندنا.
ردت باختصار:
-أولًا مش حابة أروح النادي لإن اصحابي إلي فيه هما هما بتوع زمان ومتغيروش كون إنس أخرج معاهم فهرجع تاني زي زمان هرجع القديمة إلي أنا واثقة إنها مش هتناسبك ولا هيعجبك تصرفاتها، أما بقي أنا مش بروح عند أهلي ليه لإن دائمًا ماما بتبقي مع أصحابها وبابا في الشغل مؤكد هروح أقعد لوحدي إلا اذا هضطر أخرج مع مامي وأصدقائها إلي مش حابة أجتمع معاهم من الأساس لإن مش وراهم غير إنهم يدخلوا في حياة بعض وبس وعلي موضوع العزومة مستنية وقت مناسب وأكيد هقولك ونعزمهم بس كده.
رمقها بعدم تصديق وعقب قائلاً:
-أنا بجد مش مصدق إن إلي قاعدة بتتكلم معايا هي فريدة صفوت إلي عرفتها وحبيتها زمان أتغيرتي أوي يا فريدة
تساءلت بفضول:
-وإنتَ رأيك التغير للأفضل ولا للأسوأ ؟ فريدة القديمة أفضل ولا فريدة الجديدة.
تبسم بهدوء وأجاب:
-فريدة الجديدة أفضل جديد لإن فريدة القديمة عقليتها مختلفة عني تمامًا كان هيواجهنا شوية عراقيل في حياتنا فأكيد فريدة الجديدة بالنسبة ليا أفضل بس عندي فضول أعرف سر التغيير ؟
ردت بهدوء:
-أعوذب الله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن قال تعالى
"يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم " أعتقد إن الغير أهم من إنك تعرف سببه.
رد مبتسمًا:
-صدق الله العظيم.
❈-❈-❈
بعد أن إنتهت نور من تناول الأطعمة في الوجبة التي لا تعلم عددها، حسمت أمرها واتجهت إلي صفا بمكتبها وآخذتها برفقتها متجهين إلي العيادة الخاصة بالنساء والتوليد.
وها هي نور مستلقية بجسدها فوق الفراش الطبي وصفا تقف جوارها، بينما الطبيبة تقوم بإجراء السونار لها.
تبسمت الطبيبة بعملية وقالت:
-مبروك يا دكتورة نور.
تهكمت نور ساخرة:
-ما هو الطبيعي إني حامل وجاية وعارفة أني حامل بتباركي ليا ليه تاني ؟
ردت الطبيبة بنفاذ صبر:
-يا بنتي أرحمي إنتِ بالعة راديو لو سكتِ كنتِ هتعرفي بقولك مبروك علي إيه إنتِ حامل يا دكتورة نور في توأم.
رمقتها بعدم تصديق وتساءلت بحيرة:
-حامل في توأم ؟ حضرتك بتتكلمي جد يا دكتورة متأكدة؟
تبسمت بخفة وعقبت قائلة:
-أيوة بصي عشان تتأكدي وحامل في كيسين يعني توأم مش متطابق.
ابتسمت صفا بفرحة وقالت:
-مبروك يا حبيبتي ألف مبروك ربنا يكملك بخير يا رب.
أتسعت إبتسامة نور مرددة بعدم تصديق:
-الحمد لله يا رب الحمد لله أنا أنا بجد مش مصدقة.
وضعت يدها على أحشائها بسعادة وقالت:
-يعني هنا فيه أتنين ؟ اللهم بارك.
أومأت بإيجاب وردت:
-أيوة يا دكتورة نور ربنا يكملك علي خير يارب العالمين أنا كده خلصت أمسحي الچل وظبطي هدومك.
نهضت الطبية وتركتهم، بينما أقتربت منها صفا تساعدها في هندمة ملابسها ونور تثرثر بفرحة:
-أنا بجد مش مصدقة يا صفا حامل في توأم أمير هيفرح أوي أهو أنا بقي عرفت دلوقتي بأكل كتير ليه.
تهكمت صفا ساخرة:
-نور يا حبيبتي مش هنضحك علي بعض إنتِ طول عمرك بتأكلي كتير يا حبيبتي قومي قومي.
صمتت قليلاً وهتفت محذرة:
-نور أنا عارفة لسانك فالت أوعي كل ما تقعدي مع حد كعادتك تقولي أنا حامل في توأم أو تتكلمي عني أو عن نفسك سمعاني يا نور ؟
أومأت بتفهم وقالت:
-أطمني يا بنتي وخلي عندك شوية ثقة فيا إنتِ عرفاني كويس.
تهكمت قائلة:
-ما هو المصيبة أصلًا إني عرفاكِ كويس وعارفة لسانك أكتر منك قومي قومي.
نهضت نور وتحركوا تجاه مكتب الطبيبة والتي كانت تقوم بتدوين العلاج الخاص بنور.
تحدثت صفا بجدية:
-بستأذن حضرتك يا دكتورة موضوع حملي أنا ونور محدش يعرف عنا حاجة.
تبسمت الطبيبة بعملية وقالت:
-مش محتاجة توصيني يا دكتورة صفا ده واجب مهني أحتفظ بسر المريض.
أومأت بتفهم وقالت:
-تمام يا دكتورة.
حولت الطبيبة بصرها تجاه نور وتحدثت بهدوء:
-طبعًا يا دكتورة نور إنتِ ما شاء الله عليكِ مش محتاجة حد يوصيكي علي الأكل الجزئية دي تمام عندك اللهم بارك وأعتقد قدام شوية لما بطنك تكبر مش هتقدري تأكلي أصلًا العلاج بتاعك يتاخد في مواعيده وطبعًا طبعًا الراحة عارفة إن في عمليات كبيرة بتستغرق وقت طويل بتفضلي واقفة علي رجلك أنصح بلاش منها يا دكتورة.
أومأت بتفهم:
-تمام يا دكتورة شكرًا لحضرتك.
❈-❈-❈
خرجت صفا من الغرفة تتبعها نور وتحركوا متجهين إلي مكاتبهم قابلتهم زميلتهم مروة التي تحدثت معاتبة:
-أخبارك إيه صفا ؟
ردت بهدوء:
-الحمد لله يا مروة أخبارك إيه ؟
تحدثت معاتبة:
-أنا الحمد لله كويسة يا صفا زعلانة منك أوي بعدتي عني فترة ونسيتيني كده بردوا إحنا كنا عشرة.
تبسمت بامنتان وقالت:
-معلش يا حبيبتي غصب عني متزعليش مني الفترة إلي فاتت كانت صعبة شوية.
تبسمت الآخري بخفة:
-خلاص يا ستي عفونا عنك وأحلي حاجة إنك رجعتي المستشفي من تاني بس زعلانة منك إنك مجتيش فرحي أنا ودكتور حسن.
عبث وجهها وهتفت معتذرة:
-حقك عليا يا مروة الظروف مكنتش تسمح ربنا يسعدكم يارب العالمين.
أمنت علي دعائها وأستأذنت وغادرت:
-اللهم أمين يلا بعد إذنكم.
بعد مغادرتها تحدثت بهمس:
-مش إنتِ إلي بعدتي علي فكرة هي إلي بعدت المفروض لما إنتِ إختفيتي كانت تحاول تتواصل معاكِ أحنا كنا عشرة.
ردت صفا بهدوء:
-ربنا يوفقها ويصلح حالها ودكتور حسن شخص كويس جدًا…
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة زينب سعيدالقاضي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية