رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 74 - 2 - الإثنين 10/2/2025
قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية تائهة في قلب أعمى
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة زينب سعيد القاضي
الفصل الرابع والسبعون
2
تم النشر الإثنين
10/2/2025
عاد من عمله بإرهاق شديد، وجد والدته تجلس بمفردها اتجه لها مقبلًا جبهتها وتسأل باهتمام:
-أخبارك يا ست الكل ؟
تبسمت بحب وقالت:
-بخير الحمد لله يا حبيبي حمد الله على السلامة.
رد مبتسمًا:
-الله يسلمك قاعدة لوحدك ليه؟
استطردت بإبانة:
-عدي ونايا راحوا بيوسف الصغير عند الدكتور عشان جسمه دافي شوية ونورسيل فوق مع الولاد بتنيهم.
أومأ بتفهم وقال:
-تمام يا ست الكل هطلع أشوفهم.
حركت رأسها بإيجاب وتداركت مستفهمة:
-أخليهم يحضروا العشاء ؟
نفي بهدوء:
-لأ يا ست الكل لما عدي يرجعوا ونطمئن علي يوسف بعد إذنك.
صعد الدرج بخفة وفتح باب الجناح الخاص به بحذر شديد وجد زوجته تقف جوار المهدين تحركهم برفق،. أقترب منها وتحدث بهمس:
-ناموا ؟
ردت بهمس مماثل:
-أيوة الحمد لله.
أومأ بتفهم وهتف بصوت خافت:
-تعالي نخرج البلكونة شوية عايزك في موضوع مهم.
ردت بهدوء:
-حاضر.
وقفوا في الشرفة سويًا وتحدث بنبرة هادئة:
-بيجاد كلمني النهاردة عشان الدكتورة الحديدة جاهزة عشان تروحي ليها ؟
تنهدت بضيق وقالت:
-حاضر يا يوسف عشانك وعشان ولادي هروح.
رمقها معاتبًا وتدراك قائلاً:
-لأ مش عشاني ولا عشان الولاد هتروحي عشانك إنتِ يا نورسيل تبقي أحسن أتفقنا؟
أومأت بإيجاب:
-أتفقنا يا يوسف .
قطع حديثهم بدء وصلت البكاء المعتادة إلي طفليهما، وضعت رأسها بين كفيها:
-بجد تعبت من ولادك يا يوسف دول مش بيناموا أصلاً يا يوسف بجد.
تبسم بهدوء وقال:
-خلاص إهدي أنا هروح ليهم وهاخدهم أتمشي بيهم شوية في الجنينة لغاية ما يناموا.
رمقته بإشفاق وغمغمت بحنان:
-لأ أنا هروح ليهم إنتَ جاي من شغلك تعبان.
أوقفها بنبرة هادئة:
-لأ خليكِ مرتاحة وبعدين إنتِ كمان تعبانة معاهم طول النهار أتعب أنا شوية وإنتِ حاولي تنامي وشك مرهق أوي أوك؟
ردت ممتنة:
-شكرًا يا يوسف بجد ياريت كل الرجالة بعقلك وحكمتك مهما قولت فيك مش هوفيك حقك بعد كل إلي عملته فيك فضلت جنبي.
ابتلعت ريقها بمرارة وتداركت قائلة:
-في نفس الوقت إلي أقرب الناس ليا كانت بتفكر تكسرني وتذلني جيت وقفت في وشهم.
عاتبها قائلاً:
-نورسيل إحنا قولنا إيه يا حبيبتي ؟ لازم ننسي إلي فات عشان نفتح صفحة جديدة وبعد إذنك بقي عشان الولاد شغلوا السرينة حاولي تنامي شوية ممكن ؟ وأنا عند رأي لو حابة أجيب مربية تساعدك.
رفضت بحزم:
-لأ يا يوسف مش هيحصل مش هخلي حد غيري يقرب من ولادي أنا إلي هربيهم وأهتم بيهم وإلي أنا اتحرمت منه زمان هعوضه ليهم دلوقتي.
تبسم بحنان:
-زي ما تحبي المهم راحتك.
اتجه إلي الداخل إلي مهدي طفليه حمل الصغيرة أولًا مقبلًا وجنتيها المكنتزة:
-قلب بابا إنتِ يا نورسين هانم.
ثبتها علي ذراعه الأيمن وحمل توأمها علي ذراعه الأيسر مقبلًا جبينه:
-عبد الرحمن باشا مساء الفل يا قلب بابا.
ألتفت إلي نورسيل مغمغمًا بمرح :
-ممكن مامي تيجي تفتح لينا الباب لإن مع الأسف عندي دراعين بس.
تبسمت بخفة وتحركت إلي باب الجناح وقامت بفتحه له :
-وأنا دراعك التالت يا حبيبي.
❈-❈-❈
أخبره الحاجب بوجود ياسين المحمدي بالخارج ومعه شخص آخر إذن له أن يدخلهم ووقف لاستقبالهم، دلف ياسين أولًا يتبعه أمير.
رحب جاسر بهم بحفاوة:
-أهلًا ياسين باشا أهلًا يا أمير باشا نورتوا.
اقترب الإثنين منه ومدوا يدهم وتبادلوا التحية، أشار لهم أن يجلسوا، جلس الجميع وتحدث جاسر باهتمام:
-تحبوا تشربوا إيه؟
رد أمير بإحترام:
-ولا أي حاجة شكرًا لحضرتك.
لاحظ جاسر تجهم وجه ياسين فتسأل بحذر:
-خير يا ياسين باشا إيه إلي حصل؟
أجاب ياسين بضيق:
-مش خير أنا عرفت مين عمل كده.
سارع أمير بالقول:
-قصدوا شاكين في شخص معين يعني هو إلي عمل كده.
اتكأ بنصفه العلوي فوق المكتب وتسأل بإهتمام:
-مين الشخص ده ؟ وليه شاكين فيه من الأساس ؟
تحدث أمير بعملية وسرد له كل ما حدث اليوم مع ياسين.
تنهد جاسر ومسح على لحيته النابتة وتحدث بنبرة هادئة:
-طيب المفروض إني مقولش ليكم الكلام ده حاليًا بس هقوله فيه إحتمال كبير جدًا يتخطي 80% إن هو إلي عمل كده وإن غدير هي إلي وراه إلي حضرتك بتقوله ده وصلنا ليه بشكل تاني بالإضافة إننا لما فرغنا كاميرات الشركة الكاميرات الخارجية أظهرت شخص واقف علي عكاز مع غدير وهي خارجة من الشركة بس ده كله لسه مأجزمناش لازم يبقي في دليل قاطع وحاليًا هما الإتنين تحت المراقبة وقريب أوي هيقعوا.
صاح ياسين بانفعال:
- لسه هنستني يقعوا ؟ طيب قدر ما وقعوش إيه العمل وقتها عشان أبقي فاهم بس؟ الأدلة مع حضرتك مستني إيه يفكروا يهربوا بره مثلًا؟
رد جاسر بهدوء:
-أولًا لهجة حضرتك وصوتك العالي هتغاضي عنهم عشان مقدر حالتك النفسية أما بقي نستني ليه فده شغلنا وإحنا قادرة به وأحب أطمنك تاني هما تحت المراقبة المستمرة بالإضافة إنهم بقوا ضمن قائمة الممنوعين من السفر يعني حضرتك تهدي كده يا ياسين باشا وتشوف شغلك وإحنا بنشوف شغلنا.
وأجاب محذرًا:
-وأوعي مجرد تفكير بس تفكر تعمل حاجة ياسين باشا أو تقرب منهم كمان.
نهض ياسين وتحدث بنبرة حادة:
-وأنا مش هقدر أشوف إلي قتلوا أبويا قدام عيني وأقف ساكت.
وقف الآخر ونظر له بتحدي:
-ياسين باشا أنا هادي مع حضرتك لأقرب وضع كمان وبتكلم معاك بأخوة بلاش تخلينا نوصل لطريق تاني مش هيعجب حضرتك.
وقف أمير في المنتصف وتحدث مهدئًا:
-خلاص يا جماعة صلوا علي النبي كده ياسين ميقصدش حاجة بس هو ده والده يا جاسر باشا ومن حقه يبقي عايز إلي عملوا كده هيتحاسبه.
أيده جاسر بتعقل:
-هيحصل وفي أقرب وقت بس كل حاجة بالعقل.
توجه بنظراته إلي ياسين وهتف بنبرة هادئة:
-أطمئن يا ياسين باشا في أقرب وقت كمان هوصلهم لحبل المشنقة وبإيدي كمان محتاج من حضرتك حاجتين بس إنك تثق فيا والصبر ممكن؟
رد ياسين باختصار:
-تمام يا جاسر بيه.
رمقه الآخر بتشكك وقال:
-مممممم رغم إن لسانك بينطق كلام ووشك بيقول كلام تاني بس هصدقك ونصيحة مني كأخ مش وكيل نيابة خد بالك قبل ما تفكر تعمل أي حاجة إنك عندك عائلة محتاجك.
تنهد بضيق وقال:
-تمام يا جاسر بيه توعدني إن القضية دي تخلص في أقرب وقت عشان القضية دي تتقفل للأبد وأقدر أبرد ناري؟ وأبويا يرتاح في تربته؟
حرك رأسه بإيجاب:
-أطمئن في أقرب وقت الموضوع ده هيخلص ويتقفل كمان للأبد.
تبسم أمير براحة:
-تمام يا جاسر بيه هنستأذن إحنا ومتتظرين من حضرتك تليفون.
أومأ بإيجاب:
-أكيد طبعًا في أقرب وقت.
تبادلوا التحية وغادروا بينما تهاوي جاسر علي مكتبه مرددًا بشرود:
-مممممم شكلك ميطمنش يا بن المحمدي بس ماشي هنشوف الأيام هتبين إيه بس لازم اخد حظري وأحطه تحت المراقبة هو كمان حفاظًا علي نفسه من التهور.
❈-❈-❈
خرج الإثنين من مبنى النيابة وتوقفوا أمام سيارة ياسين الذي تحدث بنبرة هادئة:
-أظن كلام وكيل النيابة مطمئنة وخلاص قريب أوي هيقبضوا عليهم.
رمقه ياسين بازدراء:
-بجد ؟ وأنا المفروض أفضل واقف أتفرج صح ؟ لأ وكمان أنا عارف هما مين وأسيبهم عايشين حياتهم وأبويا بيتألم في تربته.
تجهم وجه الآخر وصاح بعصبية:
-ياسين أعقل بقي لو سمحت وشيل الهبل ده من دماغك متفكرش في نفسك فكر في مراتك وعيالك وأمك يا تري إيه مصيرهم لما تعمل حاجة من الهيل إلي بتقول عليه ده ؟ ها وقتها أبوك هيرتاح في تربته لما إنتَ تنفذ إلي في دماغك وتترمي في السجن ولا تنعدم ؟ هتسيب مراتك وعيالك لمين ؟
رد بهدوء:
-ليك إنتَ واثقة إنك في ضهرهم ومش هتتخلي عنهم.
تهكم قائلاً:
-بجد؟ وجبت الثقة دي منين يا ياسين إني في ضهرهم لأ ومش هتخلي عنهم كمان ما ترد عليا يا بيه يا محترم إذا كان أبوهم نفسه بيتخلي عنهم أهو.
زفر بإستياء وأكمل بحنان:
-يا ياسين إفهم إحنا مش في غابة إحنا في بلد فيها القانون إحنا في إيه بلد فيها قانون هو إلي يجيب حقنا أهدي كده وأعقل وإبعد شيطانك عنك ولما عقلك يروح ناحية الشر افتكر مراتك وعيالك وإلي ممكن يحصل ليهم من بعدك وخالتو إلي لقدر الله ممكن يحصل لها حاجة أو تروح فيها لو نفذت إلي في دماغك فكر يا صاحبي بعقل يلا اركب عربيتك وروح إرتاح يلا يا حبيبي أكيد صفا ونور روحوا بتاكسي دلوقتي روح خد إبنك ومراتك في حضنك عشان تقدر تبعد الشيطان عنك.
أومأ ياسين بحزن:
-حاضر يا أمير حاضر.
استقل كل منهم سيارته متجهين إلي وجهتهم، وكل واحد تائه في ملكوته الخاص.
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة زينب سعيدالقاضي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية