رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 75 - 2 - الثلاثاء 11/2/2025
قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية تائهة في قلب أعمى
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة زينب سعيد القاضي
الفصل الخامس والسبعون
2
تم النشر الثلاثاء
11/2/2025
صاح بانفعال:
-بس أنا مكنتش كده سامعة أنا مكنتش كده أنا كنت شخص طبيعي ليه أرضي بالوضع ده؟
رمقته بعدم تصديق وعقبت قائلة:
-ليه ترضي بالوضع ده؟ ترضي بالوضع ده عشان ربنا عايز كده أستغفر ربنا وفوق لنفسك يا أحمد قبل فوات الأوان ورجع المال لأصحابه أي كان هما مين وأمشي في الطريق الصواب من تاني ولحد ما ده يحصل أنا هشتغل وهصرف علي نفسي وعلي ولادي وإنتَ فكر وراجع نفسك بعد إذنك.
تحركت عدة خطوات ولكن أوقفها صوته المتألم:
-مش قادر أرجع زي ما كنت مش قادر ولا هسامح إلي عمل فيا كده وبسببه هفضل عايش طول عمري كده ولو لسه عايش مكنش هيكفيني فيه موته.
توقفت مكانها واستدارت له مرددة بصدمة:
-هو مين إلي عمل فيك كده؟ مش إنتَ إلي صاوبت نفسك بالغلط ؟
حركت رأسه نافيًا وأردف بغل:
-لأ أحمد المحمدي إلي وصلني لده هو إلي ضربني بالرصاص وأتسبب إني أعيش طول عمري معاق .
قطبت جبينها بحيرة وتسألت:
-إنتَ بتقول إيه يا أحمد ؟ أحمد المحمدي إلي عمل فيك كده ؟ طيب ليه وإزاي أنا مش فاهمة حاجة ؟
رد بشرود:
-مش مهم إزاي المهم إني أخدت حقي.
جعدت ما بين حاجبيها واستفسرت بعدم فهم:
-أخدت حقك إزاي مش فاهمة ؟ يعني إنتَ أخدت الفلوس دي منه؟
صاح بنفاذ صبر:
-يادي أم الفلوس لأ الفلوس دي مش منه ريحي نفسك وبقس وحاولي تتأقلمي أقسم بالله ما سرقت الفلوسخدي يا ستي أرتاحتي كده.
ردت بهدوء:
-مش هرتاح غير لما أعرف جبت الفلوس دي منين وليه يا أحمد.
أجابها ببرود:
-يبقي مش هتستريحي يا سهام وهتفضلي تاعبة نفسك وتعباني علي الفاضي.
آخذت نفس عميق وقالت:
-أحمد حاول ترجع زي زمان صدقني حياتنا هتبقي أفضل إنك تعرف واحدة عليا ده مش يخليك ترجع بثقتك تاني.
رمقها بذهول:
-نعم أعرف عليكِ الواحدة ؟ إيه الهبل إلي بتقوليه ده يا سهام ؟
صاحت بانفعال:
-مش هبل وأنا وإنتَ عارفين كويس اوي يا أحمد.
تبسم ساخرًا:
-فاهم إيه؟ هي مين دي إلي أنا أعرفها عليكِ وعرفتها أمتي وفين ؟!
تهكمت قائلة:
-مفيش داعي إنك تنكر لأني خلاص عرفت الحقيقة.
ضرب كف بكف وصاح بعصبية:
-بردوا بتقولي حقيقة هي مين دي إلي أعرفها عليكِ جبتي الكلام الفارغ ده منين مين ضحك عليكِ وقال الكلام ده ليكي؟
ردت بعند:
-لأ الكلام مش فارغ أنا شوفت بعيني رقمها علي تليفونك وعدد المكالمات إلي بينك وبينها ويظهر كده إنها مطنشاك وده إلي مخليك مولع كده.
ظل ينظر لها بعدم فهم وتسأل:
-أنا مش فاهم حاجة من كلامك من الأساس.
هتفت بنفاذ صبر:
-بردوا بتكدب يا أحمد لو كلامي غلط تطلع مين غدير.
ابتلع ريقه بضعف وتدارك مستفهمًا:
-إنتِ جبتي الإسم ده منين؟
ردت ببساطة:
-من علي تليفونك.
اقترب منها في لمح البصر وحذبها من حجابها بعنف وصاح بجنون:
-نعم ؟ هي حصلت تتجسسس عليا ؟ وتقتشي في تليفوني يا سهام؟
صاحت بآلم:
-إنتَ إلي وصلتنا لكده يا أحمد وإلي إنتَ بتعمله معايا ده أكبر دليل إنك خاين فعلًا وتعرف واحدة عليا.
تركها وتحدث بنبرة حادة:
-بس أخرسي ولا كلمة تانية غدير دي واحدة بيني وبينها شغل وكمان كبيرة في السن.
رمقته بعدم تصديق:
-طيب لو كلامك صح فعلًا عن غدير ليه إترعبت كده بما عرفت إني فتحت تليفونك وشوفت الرقم ده معناه انك بتعمل حاجة غلط أو عامل عملة وبتهرب منها كمان ملهاش معني غير كده.
تحدث ببرود:
-مش عامل حاجة غلط ولا عاملة زي ما بتقولي بس مصدوم إنك مش واثقة فيا وبتفتشي ورايا يا هانم بعد إذنك .
❈-❈-❈
فتحت باب الغرفة المجاورة لجناحها هي وياسين التي كانت تمكث بها برفقة طفلها في الفترة الماضية وها قد عادت لتمكث بها من جديد، قامت بتغير ملابس طفلها ووضعته فوق الفراش وتمددت جواره بحزن شديد وهتفت بشرود:
-أنا تعبت بجد يا مودي تفتكر إيه إلي حصل وصل باباك لكده؟ أنا بجد مبقتش عارفة ماله كل شوية وبحالة شكل أنا حاسة إنه بيبعد عنا كل يوم عن التاني عايز يخرجنا بره حياته طيب ده لو حصل فعلًا هعمل إيه؟ المرة دي مش هتبقي إنتَ وبس هيبقي في أخواتك إلي في بطني كمان يا تري هيكون مصيرهم إيه التاريخ هيقرر نفسه معاك من تاني؟! أنا تعبت بجد من كل حاجة شكلي مش مكتوب ليا الفرح وهعيش طول عمري في حزن وفراق الحمد لله أهم حاجة إنتَ في حضني يا قلب ماما والباقي كله سهل بأمر الله.
أغمضت عيناها بتألم وغمغمت بمرارة:
-أه منك يا ياسين تعبت أوي يارتني ما شُوفتك ولا حبيتك حبك ليا كان أكبر لعنة دمرت حياتي يمكن الحسنة الوحيدة في جوازنا هو إبننا محمد وأخواته الجايين إلي استحالة أتخلي عنهم وهيفضلوا في حضني طول العمر وربنا يقدرني أكبر وأربيهم أحسن تربية وأهم حاجة هعلمها ليهم يكرهوا الفلوس لإن مع الأسف الفلوس هي سبب دمار البشر.
❈-❈-❈
ظل جالسًا علي وضعه لوقت لا يعلم مقداره، نهض بوهن متجهًا إلي غرفة تبديل الملابس غير ملابسه إلي بچامة بيتية مريحة وغادر الغرفة متجهًا إلي الأسفل، ولكن يا للعجب قابله الظلام فقط معني هذا إنه لا أحد بالأسفل، ولكن إذا كان لا يوجد أحد بالأسفل فأين تكون صفا وطفله الأن ؟
تحرك سريعًا إلى الطابق العلوي مرة آخري وفتح إحدي الغرف وفتح الباب، وقد تأكد حدسه؛ حينما وجد صفا غافية فوق الفراش والصغير بأحضانها، حرك رأسه بيأس وغمغم بأسف:
-حقك عليا يا حبيبتي غصب عني بوجعك بس أنا كمان موجوع زيك وأكتر.
ألقي نظرة أخيرة عليهم وغادر الغرفة متوجهًا إلي غرفته بخيبة أمل وهو يشعر بالوحشة والغربة صفا وطفله بمثابة الترياق والأمان لقلبه.
❈-❈-❈
استيقظت صفا مبكرًا وهي علي يقين أن ياسين لازال غافيًا دلفت الغرفة، وجدته غافيًا نظرت له بأسف، وتحركت إلي غرفة الملابس ةآخذت ملابسها وأغراضها وأغراض طفلها وغادرت الغرفة متجهة إلي الغرفة التي غفت بها بالليل الماضية بدلت ملابس طفلها وبدلت ملابسها واتجهت إلي غرفة والدتها طرقت الباب بخفة.
فتح الباب بعد ثوان وطلت منه هناء التي نظرت لها بحيرة:
صفا؟!
تحدثت صفا بهدوء:
-صباح الخير يا ماما.
ردت هناء بهدوء:
-صباح النور يا حبيبتي صاحية بدري كده ليه؟
أجابت ببساطة:
-عندي شغل مهم عايزة أروح أراجعه قبل معادي والمرضي ما يبدأو يجوا.
رمقتها والدتها بعتاب وقالت:
-مش متعودة عليكِ كدابة يا صفا وإنتِ كمان مش بتعرفي تكدبي متخانقة إنتِ وجوزك صح؟
حركت رأسها نافية وهتفت بتعسُف:
-لأ يا ماما مفيش خناق ولا حاجة خدي مودي عشان أمشي.
تساءلت الأخري باهتمام:
-مش هتفطري يا بنتي قبل ما تمشي مش كفاية مأكلتيش إمبارح ؟
أجابتها بثبات:
-أنا أروح هبقي أفطر يا ماما مليش نفس أكل حاليًا.
رمقتها بتحذير وهتفت بتعسُف:
-صفا الزعل ملوش علاقة بالأكل يا حبيبتي لو مش عشان نفسك عشان إلي في بطنك في روحين جواكِ بياخدوا منك يا حبيبتي.
حركت رأسها بإيجاب وردت باختصار:
-حاضر يا أمي حاضر.
سمت الله وآخذت منها الصغير بحنان:
-بسم الله الرحمن الرحيم قبل تيتة إنتَ.
وضعت صفا قُبلة صغيرةً فوق جبهته، ورفعت نظرها إلي والدتها وتساءلت باهتمام:
-محتاجة حاجة يا ماما ؟
هزت رأسها بلا وقالت:
-لأ يا حبيبتي سلامتك.
بابتسامة باهته ودعتها:
-الله يسلمك لا إله إلا الله.
ردت الآخري بحنان:
-محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
غادرت سريعًا تتبعها نظرات والدتها الحانية، والتي ضمت الصغير لأحضانها وعادت أدراجها إلي داخل غرفتها.
❈-❈-❈
تململ في غفوته آثر رنين المنبه الخاص به، فتح عينيه بنُعاس، وتلقائيًا نظر في الجهة الآخري من الفراش وجدها خالية، زفر بإستياء هل كُنت تظنُ أنها ستتنازل عن حقها وتأتي إليك؟ موهُوم إنتَ يا ياسين.
نهض من فوق الفراش متوجهًا إلي المرحاض، بعد مرور نصف ساعة كان يهبط الدرج بكامل أناقته وجد والدته ووالدة صفا يجلسون بمفردهم، تعجب بحيرة وتسأل داخله هل مازالت غافية حتي الأن؟!
نفض رأسه سريعًا واتجه لهم ملقيًا عليهم التحية وتقبيل جبهة كل منهما:
-صباح الخير.
ردت كلُ منهما؛ سلوي:
صباح النور يا حبيبي.
هناء:
-صباح النور يا أبني.
حول بصره بينهم وتسأل بحذر:
-هي صفا ومودي فين ؟
رمقته والدته بعتاب وقالت:
-صفا راحت الشغل يا حبيبي من بدري.
تجهم وجهه وصاح بانفعال:
-نعم؟ راحت الشغل بدري ؟ من نفسها كده ؟
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة زينب سعيدالقاضي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية