رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 79 - 2 - السبت 15/2/2025
قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية تائهة في قلب أعمى
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة زينب سعيد القاضي
الفصل التاسع والسبعون
2
تم النشر السبت
15/2/2025
مسح علي وجهه عدة مرات وصاح بانفعال:
-ممكن أفهم إيه إلي حصل بالظبط؟
أجابت فريدة بتوتر:
-زياد كان عايز يأكل فشار بالكراميل وطلب مني أعمله ليه بس أنا مش بعرف فجبت طريقته عمايله من علي اليوتيوب بس مع الأسف مقالش إن لازم أغطي الحلة.
رمقها شذرًا وتحدث بنبرة هازئة:
-بجد؟ هي دي محتاجة بداهة؟ الطبيعي إنك لازم تغطي الحلة الحمد لله ربنا ستر ومحدش فيكم أتحرق لكن طالما حضرتك مش بتعرفي تعملي الحاجة دي يبقي تطلبي من الخدم يعملوها أو علي الأقل تخلي واحدة تقف معاكِ.
رد زيادة بعبث:
-أنا إلي طلبت منها يا بابي أنها هي إلي تعمله ونبقي لوحدنا وهي مش حبت تزعلني .
تهكم قائلًا:
-عقب أقبح من ذنب يا زيزو كون إنها تسمع كلام عيل يبقي هي كمان أعيل منه.
نظرت له بإستياء وغادرت المطبخ بأكمله بينما رمق الصغير والده بضيق، فتسأل الآخر بنفاذ صبر:
-نعم بتبص ليا كده ليه إنتَ كمان؟
أجاب بحزن:
-عشان إنتَ زعلتها دلوقتي يبقي أكيد كمام إنتَ السبب في إنها تفكر تسافر وتسيبنا كمان زي مامي ؟
قطب جبينه بحيرة وتسأل:
-هي قالت ليك كده ؟
حرك رأسه نافيًا وأجاب ببراءة:
-لأ يا بابي قالت إن مامتها تعبانة وعشان كده هي مسافرة معاها بس أنا مش مصدقها وشكلها زعلانة منك إنتَ وعايزة تسيبك لأن أنا طلبت منها توعدني أنها هترجع تاني قالت متقدرش توعدني بحاجة هي مش عارفاها.
رمق الصغير بغموض وبعدها حمله بخفة ووضعه أرضًا:
-اطلع أوضتك يلا وأنا هتكلم معاها وأصالحها بس أوعي يا زيزو تقول ليها إنك قُولت ليا الكلام ده إتفقنا؟
أجاب الصغير بحماس:
-أتفقنا يا بابي المهم هي مش هتسافر.
أجاب بغموض:
-لأ هتسافر بس هترجع ومش هتتأخر علينا.
وجه نظراته إلي الصغير وهتف بأمر:،
-وإنتَ إطلع يلا أوضتك وأنا هنادي علي واحدة من الخدم تنضف المطبخ وتعمل لحضرتك الفشار بالكراميل بتاعك.
رد بعبث:
-لأ خلاص مش مهم أكيد بعد ما حضرتك زعلت فري مش هتقدر تأكل معايا ولا حتي تتفرج علي الكارتون.
غمز صغيره بخفة وعقب:
-ودي مهمة حبيب قلب بابي من جوه إنه يخليها تنزل من فوق وتسمع معاه الكارتون وتأكل فشار كمان أوك؟
نظر إلي والده بتردد وقال:
-أوك بس بابي كمان يصالحها الآول عشان كان شرير أوي.
تجهم وجهه وأشار إلي نفسه بذهول:
-أنا كنت شرير؟
حرك رأسه بإيجاب:
-أيوة وكنت ناقص تطلع دخان من مناخيرك كمان.
رمق طفله بضيق وقال:
-أه منك يا شبر ونص إنتَ أنا غلطان إني واقف بتكلم معاك أصلاً يلا قدامي علي أوضتك يا آخرة صبري.
❈-❈-❈
بدل ملابسه وطفله مازال داخل أحضانه لا يكف عن وصلة البكاء مما جعل ياسين يجلس به علي الفراش مرة آخري ويحدثه كأنه يحدث رجلاً واعي:
-مالك يا حبيبي بتعيط ليه بس يا قلب بابا مالك؟ يمكن كلام مامتك صح وإنتَ حاسس بحاجة ؟
ضمه إلي أحضانه بحنان وهتف بحزن:
-غصب عني بس مش هقدر أسيب إلي قتلوا جدك عايشين حياتهم قدام عنيا وأقف مكتوف اليد لما إنتَ تكبر وتفهم إن أنا أخدت تار جدك بإيدي هتفرح بيا يا قلب بابا يلا هاخدك وتعالي ننزل تحت نشوفهم بيعملوا إيه.
نهض من فوق الفراش والصغير متشبس داخل أحضانه، وغادر الغرفة متجهًا به إلي الأسفل.
❈-❈-❈
هبط الدرج بخفة وأستقبلته صفا بقلق:
-هدي أخيرًا؟
حرك رأسه بإيجاب:
-أيوة يا حبيبتي.
تنهدت بإرتياح ومدت يدها لآخذه لكنه رفض:
-لأ يا حبيبتي معلش خليه معايا بدل ما يعيط أو يفرك جامد فوق بطنك كفاية عليكِ إلي جوه مش هيبقي إلي جوه وإلي بره.
أومأت بتفهم:
-ماشي يا حبيبي الأكل جاهز يلا بينا كنت طالعة أنادي ليك أصلًا.
رد باختصار:
-تمام يا حبيبتي يلا.
تحركوا سويًا تجاه السفرة، جلس ياسين في مكانه المعتاد علي رأس السفرة والصغير بأحضانه بينما جلست صفا علي يمينه وعلي يساره تجلس سلوي يليها هناء.
تساءلت والدته بحيرة وهي تبدل نظرها بين الصغير ووالده:
-هو ماله يا حبيبي لسه بردوا مبطلش عياط ونام؟ يمكن سخن ولا حاجة ؟
قبلت جبهته بحنان وقالت:
-لأ مش دافي أهو أمام ماله؟!
استطردت هناء بإبانة:
-إنتِ ناسية إنه طول النهار النهاردة بياخد لبن صناعي وارد جدًا عمل ليه مغص.
شفقت الآخري علي الصغير:
-جايز بردوا معلش يا حبيب تيته بس لازم تتعود عليه كلها كام شهر ويبقي هو الأساسي ليك.
أيدتها هناء وقالت:
-إحنا عايزين آول ما يتم خمس شهور نبدأ نأكله.
استنكرك صفا حديثهم:
-لأ طبعًا تأكلوه إيه؟ مش قبل سنة علي فكرة كده هيتعب وممكن يحصله عفونه في معدته.
تهكمت والدتها قائلة:
-سنة إيه يا أم سنة يا حبيبتي لو مشينا وراكِ يا ست الدكتورة يبقي كده مش هيرضي يأكل ويغلبنا معاه كمان وإنتِ صغيرة كنت بأكلك من أربعين يوم وإنتِ زعلانة أوي من خمس شهور وخايفة اسكتي اسكتي أمهات اليومين دول مش أمهات فرافير وأنا بقول العيال الصغيرة ضعاف ليه أتاري الأمهات بقت خيبة.
تحدث ياسين بقلق:
-طيب طالما صفا بتقول ممكن يعمل ليه عفونه في بطنه يبقي نسأل دكتور الأطفال إمتي يسمح ليه بالأكل وكمان إيه الأكل المسموح ليه؟
أجابت والدته بتلقائية:
-يا حبيبي الأكل بتاعه معروف خضار أو كوسة أو جزر مسلوقين ونحط ليه فراخ ونضربهم في الكبة لغاية ما شكلهم يبقي زي المهلبية ونأكله وشاي متصفي من التفل ونسقي ليه بسكوت سادة وصفا بيض مسلوق وزبادي ومهلبية لبن وجزر مسلوق وكمان تفاج مسلوق وكبد فراخ.
نظر إلي رضيعه بصدمة وتسأل:
-يا صلاة النبي أحسن بجد إنتوا عايزين تأكلوا عقلة الإصبع ده الأكل ده؟
أومأت بإيجاب:
-أيوة غير بقي يبدأ شيرب حلبة وينسون وكمون عشان ينضفوا بطنه.
ألتفت إلي زوجته وتحدث بنبرة حادة:
-صفا ولا يأكل ولا يشرب حاجة غير ما تتأكدوا من دكتور الأطفال يا حبيبتي.
تهكمت والدته بغيظ:
-يعني الدكتور إبن امبارح يفهم زينا ؟
❈-❈-❈
أضافت هنا ساخرة:
-ولا حتي ربا أطفال قدنا ؟
تدخلت صفا في الحوار مفسرة:
-الفكرة إن الزمن بتاعنا غير الزمن بتاعكم ومع الأسف الأطفال الصغيرة حاليًا معدتها ضعيفة جدًا مع الأسف هو لو سمح ليه بالأكل هيكون زبادي وسريلاك بس كده.
تنهدت الآخري بضيق وقالت:
-براحتكم بقي يا ست صفا علي أساس هتعرفي أكتر مننا يا بنتي إنتِ كان عندك سنة وطلع ليكِ أسنان كنتِ بتمسكِ حتة الفراخ ومن آول ما تشوفي الطبق علي الترابيزة تجري عليها وتقولي كوكو وكمان تأكليها لوحدك هقول إيه زمن عجيب.
تبسمت بخفة وقالت:
-إيه يا ست الكل بتسيحي ليا علي العلن كده ده أنا بنتك حتي أستري عليا عندك ياسين كان أكيد فافي مش بيعمل كده.
قهقهت سلوي ساخرة وتداركت قائلة:
-لأ يا حبيبتي كان كده هو زمان يا حبيبتي كان زمن خير وبركة.
حركت رأسها بيأس وألتفت بنظراتها إلي طفلها وجدته غافيًا بأحضان والده هتفت بهمس:
-ده نام أهو الحمد لله هاته أطلعه أوضته.
مدت يدها لآخذ الصغير لكن تفاجأت به متشبث بملابس والده.
زفرت بإستياء وتساءلت بحيرة:
-بردوا؟! أنا مش فاهمة هو ماله بالظبط متعلق بياسين النهاردة ليه؟
تحدثت هناء بتبرير:
-يمكن حاسس إنك حامل يا حبيبتي وغيران سبحان الله بيبقوا عارفين وممكن يقعد يضرب فيكِ في بطنك أو يعصي عن الرضاعة.
هتف ياسين بقلق:
-خلاص سبيه معايا نايم هعرف أكل وأنا شايله وبلاش تشليه كتير قدر الإمكان يا حبيبتي كفاية وهو بيرضع بس.
أومأت بتفهم:
-أنا واخدة حظري يا جماعة متقلقوش إن شاء الله خير.
❈-❈-❈
صعد الغرفة بعدما ترك طفله مع الخادمة تحضر له ما طلبه فتح باب الغرفة وولج إلي الداخل وجدها تضع حقيبة فوق الفراش وتتحرك بخفة ما بين الخزانة وما بين الحقيبة تضع ملابسها بداخلها.
وضع يده في جيبه وتسأل بحذر:
-بتعملي إيه ؟
ردت بإقتضاب:
-زي ما حضرتك شايف.
زفر بإستياء وقال:
-أيوة شايف حضرتك بتحضري شنطة عايز أفهم إيه شغل العيال ده؟ علي فكرة إنتِ غلطانة فعلاً لقدر الله الفشار كان ممكن يطير في وشك أو في وش الولد او شعركم فكون إن أنا زعقت لحضرتك مش بلومك ده من خوفي عليكم.
كتفت يدها فوق صدرها وأردفت بتصحيح:
-لأ إنتَ خايف علي إبنك وبتلومني فعلاً ولو كان حصل حاجة ليه بسببي كنت هتحملني أنا السبب بس والله أنا مقصدتش كده أنا بس مش عارفة وأكيد لو كنت أعرف إلي هيحصل مكنتش هبقي واقفة معاه وكمان ضهري للحلة وهو في حضني فإتهامك ليا غير مقبول إنك تفكر أو يخطر إني كنت بفكر أذي زياد مش مقبول أولًا لإني بحبه أوي وإستحالة أفكر أذيه وثانيًا إن ده كان طلبه هو وممكن تسأله أو تسأل الناني بتاعته لو مش مصدقني.
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة زينب سعيدالقاضي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية