-->

رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 80 - 2 - الإثنين 17/2/2025

 

  قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر


رواية تائهة في قلب أعمى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل الثمانون

2

تم النشر الإثنين

17/2/2025



أجاب باختصار:

-لأ هو لإن هو الشخص الوحيد إلي ماشي علي عكاز.

قطبت جبينها بحيرة وتسألت:

-عكاز ؟! هو شغال أمن أو حارس إزاي بالعكاز ده؟

رد بهدوء:

هو مكنش كده العكاز ده من قريب.

هتفت بتفكير:

-يمكن مثلًا والدك هو السبب في إصابته دي وحاول ينتقم منه؟

مط شفتيه بحيرة:

-مش عارف وبابا هيكون السبب في إصابته إزاي مش فاهم وبعدين يا صفا حتي لو ده مش مُبرر إنه يقتله من الأساس في لغز أنا مش قادر أوصل ليه النيابة بقي مش حابين يقبضوا عليهم غير وهما متلبسين ما بينهم تسجيلات أو بيقابلوا بعض في دليل مادي قوي مراقيبن التليفونات غير هما كمان مراقبين تحركاتهم شخصيًا وأنا كمان شوفت شركة حراسة وكلفتهم يرقبوهم.

أومأت بتفهم:

-أيوة ما ده صح وشئ أكيد فعلًا لإن وارد كان واقف معاها بالنسبة ليهم وجايز كمان يكون يعرف واحدة علي مراته فعلًا إسمها غدير.

تهكم قائلًا:

-صفوت بيصفي كل شغله هنا يا حبيبتي ناوي ياخد المُجرمة دي ويسافر بره مصر ده معناه إيه غير إنهم هرابانين فعلًا غير إنه باع الأسهم لآول مشتري محاولش يفكر حتي يستني سعر أعلي فهمتي ؟!

حركت رأسها بإيجاب وضيقت عيناها واستفسرت:

-فهمت بس إنتَ مش هتفكر تدخل صح وتسيب الشرطة هي إلي تعمل كل حاجة صح كده ؟

تهرب من النظر في عينيها ورد بإختصار:

-أيوة أكيد طبعًا .

رمقته بعدم تصديق وعقبت قائلة:

-ماشي يا ياسين هحاول أصدقك بس قبل ما تفكر تعمل حاجة فكر فيا وفي أولادك وفي مامتك لو حصلك حاجة هنعمل ايه من غيرك ؟ حياتك مش ملك نفسك علي فكرة فيه في رقبتك ٣ ستات و٣ أطفال واحد لسه حتة لحمة حمراء وأتنين لسه عينهم مشفتش النور.

تحدث بإرتباك:

-ليه بتقولي الكلام ده ؟

أجابت ببساطة:

-لإن أنا أعرفك أكتر ما أعرف نفسي يا حبيبي إنت بتخطتت فعلاً في حاجة إنك تنتقم بنفسك عشان كده حبيت أوريك الصورة كاملة عشان تراجع نفسك خلي القانون ياخد مجراه يا حبيبي حتي لو فلتوا من القانون فعلًا فخدها قاعدة من قَتَلَ يُقتَل لو بعد حين.

آخذ نفس عميق وتحدث بنبرة هادئة:

-أنا مش بخطط لحاجة يا حبيبتي يلا نامي وإرتاحِ عشان الصراحة أنا كمان هموت وأنام تصبحي علي خير يارب.

أغمض عينيه سريعًا كي يتهرب من نظراتها الحادة التي تستشفه لها بوضوح تام.

بينما هي رمقته بتشَكك ورددت بشرود:

-وإنتَ من أهل الخير يا ياسين ربنا يهديك ويبعد عنك شياطين الإنس والجن.

❈-❈-❈

كانت تجلس في غرفتها بترقُب شديد حتي إستمعت خطوات زوجها يدلف إلي غرفته حتي تنهدت بإرتياح، وتحركت بخطوات حذرة وفتحت باب الغرفة وخرجت من الغرفة وأغلقتها بحذر شديد واتجهت إلي الأسفل، هبطت الدرج سريعًا، وتوجهت إلي مكتب زوجها فتحت باب الغرفة وولجت إلي الداخل وأغلقت الباب خلفها إضاءة الغرفة وأكملت سيرها تجاه الخزنة وضغطت علي عدة أزرار حفظتها عن ظهر قلب ثوان وفتحت الخزينة بحثت بعينيها داخلها حتي وجدت ضالتها مدت يدها وأخرجته والذي لم يمكن سوي الطبنجة الخاصة بزوجها.

اتسعت ابتسامتها بزهو:

-حلو أوي ومتعمر كمان بكره أخلص من الحيوان ده وأقفل صفحته للأبد.

خبئت الطبنجة داخل ملابسها وتحركت إلي خارج الغرفة فتحت الباب لتفاجئ بصفوت أمامها، ابتلعت ريقها بتوجس.

تعجب من تواجدها في هذا الوقت وأيضًا توترها البادي عليها تساءل مستفسرًا:

-بتعملي إيه هنا يا غدير؟

ابتلعت ريقها وردت بتعسُف:

-هكون بعمل إيه جيت أشوفك في المكتب.

ضيق عينيه متسائلًا باهتمام:

-جاية تشوفني في المكتب في الوقت ده؟ الساعة واحدة بالليل يا غدير مش غريبة دي؛ وبعدين لحظة واحدة إنتِ جاية تشوفني في مكتب فتحتي الباب لقتيه مقفول فتحتي لقتيني مش موجود دخلتي المكتب وقفلتي الباب وراكِ ليه ؟

دب الخوف داخلها وصاحت بانفعال مصطنع:

-هو إيه التحقيق ده كله؟ كنت بشوف كتاب أقراء فيه مش جاي ليا نوم إيه هكون جاية أسرق مكتب جوزي؟

شملها بنظرة سريعة، وتبسم ساخرًا وأضاف بمغزي:

-بجد؟ إنتِ بتتكلمي جد؟ من شوية قوُلتِ جاية تشوفني ودلوقتي بتقولي تاخدي كتاب عشان مش جايلك نوم طيب هو فين الكتاب من الأساس مش شايف حاجة معاكِ بلاش لف ودوران يا غدير كنتِ بتعملي إيه في المكتب.

تهربت من النظر إليه وهتفت بإستياء:

-مش فاهمة إيه لازمة التحقيق كل الحكاية إني كنت عايزة أعرف خلاص سفرنا بعد بكره أكيد عشان أجهز الشنط ولما جيت وإنتَ مش موجود دخلت أشوف كتاب أقرأه بس مفيش حاجة عجباني قوُلت أروُح أنام بقي إيه مشكلتك معايا عشان تفتح التحقيق ده؟

وضع كلتا يديه في جيوب بنطاله وأب بثقة:

-عارفة مشكلتي إيه؟ إنك كذابة يا حبيبتي غير إن مبقاش عندي ثقة فيكِ ولا في كلامك خلاص تقدري تروحي تنامي أو حتي تكملي خطتك إلي جنابك بتختطيها بس خدي بالك وحطي في إعتبارك أي مصيبة جديدة بتعمليها أنا مش مسئول عنها كفاية أوي لغاية كده تصبحي علي خير.

تركها وغادر عائدًا إلي غرفته وقتها تنهدت بإرتياح وهي تضع يدها على قلبها:

-أخيرًا وقعت قلبي يا شيخ بس يا تري إيه إلي نزله تاني هو مدخلش المكتب من الأساس يمكن حس بيا وعشان كده نزل ورايا وشافني ؟! بس لو شاف إني بفتح الخزنة وأخد المسدس أكيد مكنش الموقف هيعدي كده يلا مش مهم أطلع أنام أحسن، صعدت الدرج بخفة فتحت باب الغرفة الخاصة بها وولجت إلي الداخل سريعًا مغلقة الباب خلفها جيدًا بالمفتاح، واتجهت سريعًا إلي خزانة الملابس قامت بفتحها وأخرجت الطبنجة من بين ملابسها وخبأتها جيدًا داخل الخزانة وهي تتنهد بإرتياح:

- الحمد لله نفدت علي خير يارب تعدي بكره كمان وأخلص من الكلب ده كمان وقتها كل حاجة تجرع لمجراها بالشكل طبيعي.

❈-❈-❈

أغلق باب غرفته وتحرك ببطء واتجه إلي الفراش الخاص به وجلس على حافته يفكر بشرود في تواجد غدير بالاسفل مؤكد أن هُناك خطب ما وهي تخفيه عنه الذي يجعلها تنتظر أن يصعد حتي تهبط هي يؤكد ذلك فهو بعادته لا يتأخر بمكتبه لهذا الوقت من الأساس فلما انتظرت أن يدلف غرفته هنا وذهبت إذن ؟

حمد الله داخله إنه قرر أن يهبط مرة آخري كي يتأكد من إنه قام بإطفاء الأنوار جميعها ليتفاجئ بها تغادر من المكتب وهي تتلفت حولها كما تفعل اللصوص، نهض من مكانه وبات يتحرك يمين ويسار وهو يفكر بشرود:

-يا تري كنتِ بتعملي إيه في المكتب يا غدير أو كنتِ  بتدوري علي ايه من الأساس في المكتب عشان تخديه المكتب مفهوش غير أوراق الشغل والخزنة إلي فيها فلوس وبس والفلوس معاها وأوراق شغلي مش هتفرق معاها بحاجة يبقي إيه ؟! منك لله يا بعيدة ربنا يقلق منامك زي ما قلقتي منامي وطيرتي النوم من عيني.

❈-❈-❈

صباح يوم جديد  تململت صفا في نومها وجاهدت في فتح عينيها من شدة النوم فمنذ ما أخبره به زوجها بالأمس باتت علي يقين إنه بخبئ شئ عنها، اعتدلت في نومها وجلست متكئة علي ظهر الفراش ونظر إلي زوجها معاتبة وهي تتحدث داخل عقلها:

-يا تري بتفكر في إيه يا ياسين مع الأسف كل مرة بتفكر فيها إني بقيت أفهمك بطلع غلطانة مع الأسف بس إلي أنا واثقة ومتأكدة منه إنك بتخطط تعمل حاجة فعلاً أتمني من حل قلبي قبل ما تعمل حاجة تفكر فينا إحنا يا ياسين قبل ما شيطان يعمي عينك وتمشي في طريق مفيش منه رجوع.

زفرت أنفاسها بوهن ونهضت من فوق الفراش واتجهت إلي الجهة الآخري ومهدت يدها كي تقوم بحمل الصغير من فوق صدر والده لكن مع الأسف لازال منشبث به لم تجد حلًا سوي أن توقظ ياسين نفسه:

-ياسين فوق يا حبيبي أصحي.

جاهد في فتح عينيه وتحدث بصوت متحشرج آثر نومه:

-صباح الخير يا حبيبتي.

ردت بهدوء:

-صباح النور فوق كده وحاول تفك إيد مودي من التيشرت بتاعك عشان أقدر أخده.

انتبه إلي صغيره الذي لايزال غافيًا بأحضانه وتبسم بحنان وهو يعتدل بحرص شديد وقبضة يده تثبت الطفل داخل أحضانه، إتكئ علي مسند الفراش خلفه وقبل جبهته بحنان:

-قلب وعقل بابي يا ناس إنتِ.

جاهد في فك قبضة الصغير عنه ليستيقظ الآخير ويبدأ في وصلة البُكَاءِ المعتادة.

تنهد صفا بحزن وقالت:

-أنا مش فاهمة بجد هو ماله في إيه؟

تهرب من نظراتها وقال:

-مفيش حاجة يا حبيبتي مالك مكبرة الموضوع كده ليه ده طفل صغير مش مدرك حاجة.

رمقته بِتَشككِ:

-مممممم جايز بردوا كده مفيش بقي غير قدامي إني آخده بالقوة عشان يرضع ويغير هدومه..

بالفعل مدت يدها وآخذته من أحضانه وهو يبكِ بصوت مرتفع ويحرك قدميه ويديه كدلالة علي إعتراضه، واتجهت به إلي غرفة تغير الملابس كي تغير ملابسه أولًا أسفل نظرات ياسين الحزينة علي صغيره الذي يشعر بما هو مُقدم عليهِ.

يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة زينب سعيدالقاضي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية

رواياتنا الحصرية كاملة