-->

رواية جديدة العشق والقليل منه يكفي لنور إسماعيل - الفصل 3 - الخميس 24/4/2025

 

 قراءة رواية العشق والقليل منه يكفي كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر


رواية العشق والقليل منه يكفي

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة نور إسماعيل 

 

الفصل الثالث 


تم النشر الخميس 

24/4/2025

«إبرة الغزل»


طرقة ومن ثم الصمت ثم طرقه اخرى

ماهذا الارتياب!

نهض ورفع سجادة الصلاة بعيداً وهم بفتح الباب ف وجد سيدة ترتدى ملابس سوداء وووشاحا اسود تخرج خصلات شعرها المصبوغه صبغه رخيصه الثمن منه وضحكت ضحكة رقيعه واردفت

_سالورد ياباشا ...ياباشا البشوات كلها ،هيهيهي

دلفت وخلعت ثيابها والذى تبين من تحتهم ملابس عاريه مثيرة تضوى ألواناً كثيرة ،ف وقف زين مشدوهاً لايعلم ماهذا !

_إنتِ مين ؟

اقتربت منه وهى تتلاعب بالعلكه داخل فمها الملطخ ب احمر الشفاه ذا اللون الفاقع

_مش زين باشا برضو ! صاحب البيت كلمنى وقال انك عاوز واحدة

بس بصراحه اول مرة يستنضف ...ايه القمر دا والريحة دى

عقد زين حاجبيه وامسكها من ذراعها بقوة كاد يعتصره وهو يردف بصوت مرتفع

_انا قولت عاوزه واحدة تنضف البيت مش توسخه ...بره بررره!

_أى ! بالراحه ياباشتنا ، انضف البيت وانضفلك حياتك انت تؤمرنى بس متبقاش عصبي كدا

دا حتى مسكتك لدراعى خلتنى مش على بعضى

قالتها وهى تغمز ب إحدى عينيها له،فنهرها وقام بسحبها للخارج واغلق الباب خلفها وهو يسبها ويسب مالك المنزل الملعون ..

بينما كانت تتحدث الفتاه المشبوهه بصوت عالى من الخارج

_طب دخلنى اخد صورة معاك وانت شبه الكابتن ديفيد بيكهام كدا ،يابيه ...ياراجل يا حلويات انت

جلس إلى اقرب مقعد وهو يتمتم بغضب

_كُنت عارف ان بدايتها قرف !

❈-❈-❈

كانت كلمات ماركوس أوريليوس صحيحه حينما قال لا يُمكن للمرء أَن يجد مأَوى أهدأ وأكثر سكوناً مِن روحهِ!

كان يجلس عيسي فى اكثر مكان يحبه ، على ضفاف نهر النيل بجانب المراكب الشراعية الصغيرة التى تتصاعد منها صوت الاغانى الشعبيه وافرع الاضاءة الملونة التى يعكس ضوئها على المياه وماحولها .

_كُنت عارف ان هلقاك هنا

التفت عيسي خلفه وجد صديقاً له قد عملا سوياً ب احد الافلام السينمائية ويعمل أيضاً بالمونتاج

ابتسم عيسي فور سماعه لصوت زميله واردف

_تعالا اقعد ، انت كنت بتدور عليا ولا ايه

_كالعادة موبايلك مش بيجمع ، ومحدش عارف يوصل لسكتك

نظر عيسي أمامه وقال فى فتور

_وانت عاوز سِكتى ف ايه ؟

اقترب منه زميله وتحدث بجدية

_مالك ياعيسوى ، دا حتى انت فاكهة المعهد ..فين الهزار والضحك

فين النكت والتريقة

نظر عيسي إليه قائلا بعينان ذابلتان

_مفيش طاقه ، خلاص ...مبعرفش اضحك ولا اتريق ولا اهزر وانا فاشل مفيش شغل

مفيش حب مفيش ناس

صمت قليلاً ثم اتبع

_جيت من بلدنا وانا بقولهم بُكرة هبقا حاجه ، مخرج كبير ولايوسف شاهين هتفرحوا ب ابنكم وهو اسمه على الافيشات والتليفزيون،جيت هنا لاقيت المرمطه على حق ربنا ..يا تعمل الل عاوزينه وتمشى ضمن السكه الل ماشية ...ياتبقى يمين بس تفضل لوحدك شحات مفيش ٥جنيه فجيبك على بعض

ربت زميله على يد عيسي واردف

_ايه ياعيسوى ،انا اول مرة اشوفك كدا

_عشان هى بقت كدا ياصاحبي ، كل حاجه مقفلة وكل حاجه مسدودة ...حتى الحب فشلت فيه

وقالتلى معلش اصل شكلك غريب وخايفه اهلى ميوافقوش

حزن زميل عيسي ونظر للاسفل ، ف امسك عيسي حجر صغير وقذف به فالنيل امامه وهو يردف ساخراً

_هو ايه دخل اخلها فالوحمه عاوز افهم ، وبعدين ايه شكلك غريب دى هى كانت شيفانى بعرج قدامها مانا واقف اهو

ابتسم زميله ف اكمل عيسي

_الله يسامحك يا امى ،انا عارف كان نفسك فيه ايه ومكلتهوش راح طلع فخلقتى

نظر له صديقه بتعجب وهو يتفحص شكل -الوحمه-جيدا وهو يردف

_اه صحيح ،هو المفروض الوالدة كانت نفسها ف ايه وملاقتوش فطلع الشكل دا

_سنجاب باين

انفرط صديق عيسي فالضحك بصوت عالٍ حتى جعله أيضاً يضحك من طريقته

_والله م اعرف ولا هى عارفه ، بطاطا محروقه ولا رجل معزة متعرفش كان نفسها ف ايه ومتحققش فلبسته انا

_ياسيدى انا شايف انها مديالك شكل مميز عن غيرك ،وكمان مش وحشه بالعكس

دى مميزاك ياعيسوى

ابتسم عيسي قليلاً على مجاملة زميله ،ف استطرد زميله حديثه

_بُص بقا ، انا كنت بدور عليك عشان افكرك بشغل كنا هنعمله سوا وانت نسيته ...يمكن ربنا باعتنى ليك ياعم المأشفر عشان تفرج

نظر عيسي ناحيته وقال

_شغل ! شغل ايه

_مش بقولك ناسيه

_اوعى تقولى كليب هابط ولافيلم وثائقى عشان متخلنيش احدفك فالنيل هنا

_اصبر متبقاش عصبي ، فاكر مجموعة شركات التسويق الكبيرة الل كان عندنا فكرة اعلان ليهم

وفعلا انت روحت وقابلت حد من المسؤلين وادالك ميعاد وبعدها اتلهينا ف تعب ابوك !

تذكر عيسي ومن ثم اكمل زميله

_ايه رأيك نجدد العرض،اظن مفيش سبوبة احلى من كدا

_مجموعة شركات السلطان !

_ايوة ، اضرب بدلتك وقولى امتى هتروح واروح وياك ونظبط

تذكر عيسي وامسك هاتفه واردف

_انا ازاى كنت ناسي ...انا معايا تليفون المدير التنفيذي للمجموعة

كور زميله قبضه يده ولكز بها عيسي واردف

_ياعم ومستنى ايه ،يالا كلمه اوام ...ولا اقولك انت لازم تتظبط قبل م تكلمه

_ابقى مستحمى يعنى وحالق دقنى ! امشى قوم عشان بدأت اتخنق من قعدتك

_بقا كدا ،كلتنى لحم ورمتنى عضم

_ايه كلتنى لحم دى هو انا اغتصبتك ياض ،اظبط كدا لاحسن الناس حوالينا تفهمنا غلط

جلس مرة ثانية بجانب عيسي وهو يضحك ويقول

_انا بتكلم جد ، اظبط دنيتك وفوق كدا وشوف هتقول ايه واتصل وحدد ميعاد

شرد عيسي مبتسماً ،ف ارتكز زميله ب رأسه على كتف عيسي وهو يكشف عن اسنانه فرحا ف نظر عيسي له مرة واحدة واردف مذعورا

_انت مين ؟

_انا صاحبك ياعيسي مالك ،قاعد معاك هنا من بدرى

_طب كفاية عليك بقا الحبه دول ،عاوز اقعد لوحدى

_كده ياعيسوى ،قضيت حاجتى من عند جارتى ...كدا

امسك عيسي حجرا صغيراً وقذفه به ف هرول زميله بعيداً وهو يضحك ،بينما عاد عيسي يفكر فيما دار بينهم الآن.

❈-❈-❈

قُم بترديدها مع نفسك دوماً..من أراد هجرك، وجد في ثقب الباب مخرجًا.. ومن أراد ودك، ثقب في الصخر مدخلًا..فشد انت وثاق قلبك وكن عليه رقيباً!

قبله حانيه على احد الوجنتين جاءت على حين غرة من اميرة الى والدها الجالس فى شرفته ينظر إلى السماء ويحتسى قهوته بهدوء.

_ممكن اقتحم سرحانك دا واقعد معاك ؟

نظر والدها ناحيتها وابتسم واردف

_طبعا

_سرحان فيه ايه

_فقرارك الل قررتيه ، وكأن مشكلتكم الوحيدة كانت أنا

عبست اميرة ب وجهها وقالت بوجه طفولى

_بابي ، ازاى تقول كدا ...لا طبعا عمر م كنت مشكلتى ولا هتكون

_اومال عاوزة تسيبينى ليه ؟

_مش عاوزة اسيبك انا بس...

قاطعها برده الحزين وهو يردف

_خلاص ،كرهتِ كل حاجه كدا؟ البيت واصحابك وكل الل اتعودتى عليه ..حتى بابي !

بابي يا اميرة؟! حيهون عليكِ تسيبيه؟

صمتت اميرة ،لم تجد ردا مناسباً ..فتابع والدها

_من صغرك مبحبش تبعدى عنى ، بخاف عليكِ حتى فخروجك وف اختيار صحابك وف كل حاجه

نظرت اميرة نحو ابيها ،تحاول ترتيب حديثها حتى لا تضايقه به واردفت

_بابي، دى كانت المشكلة ...انا مبعرفش اعمل حاجه ومبعرفش اختار حاجه ،،انا كل حاجه كنت حضرتك الل بتعملهالى ..انا مختارتش ناس ولا اشخاص ولا حياه ..بابي عشان خاطرى سيبنى اعمل حاجه واحدة عاوزاها

حاجه واحدة بس ...عشان خاطرى ،حتى اصحابي مفروضين عليا عشان دول الطبقة الل انا عايشه فيها

محدش منهم حسّ بيا ولا عارف اميرة اصلا كويس..مجرد زيطه كدابة

نظر والدها الى عيناها ، كانت التجاعيد حول عيناه وشعر اهدابه الابيض هما من يحدثاها وليس هو

_اسمعى من راجل خبرته فالدنيا اد عمره مرتين ،الل اتعود على حاجه 30سنه وييجى مرة واحدة يشوف ويعيش حجات عمره م عاشها ،هيتعب

تنهدت اميرة واردفت

_هتعب شئ وارد ،بس هكسب حاجه واحدة ،هكسب نفسي يابابي

_الدنيا مش زى الروايات الل بتقريها يا اميرة

_وانا عارفه انها مجرد روايات ، وعاوزة اعرف شكل الدنيا برة البيت الازاز الل انا قاعدة فيه ..وبعد اذنك يابابي أولا واخيرا ...انا خلاص خدت قرارى

_ولما تتعبي؟

_اتطمن حضرتك ..يمكن زى م هيعلمنى التعب ..هتعلم ازاى اداويه

صمتت ثوان واكملت

_ويمكن يابابي جوا البيت الازاز الل كنت فيه واجهت تعب عمرى فحياتى م هشوفه لو كنت براه ...وكفايه عليا اكسب نفسي ولو مرة واحدة..

❈-❈-❈

بعشوائية تبحث، هنا وهناك ...تنظر تحت الفراش ، بين رفوف الخزانه

كادت تصاب بالجنون ،اين المبلغ الذى كان بحوزتها وقامت بتخبئته بعيداً .

كان هذا المال اخر ماتبقى لها إلى أن تجد عمل جديد ،نشوان شخص يعتمد على نفسه لابعد حد

شخص لايريد ان يكون عبئا على احد ذات يوم ..

جلست فى منتصف غرفتها تمسك رأسها! اين هو ؟ ترجلت الى الخارج متسائلة

_عمتى ، شوفتى ورقه كدا جوا كيس ملفوفه

_لاء يا نشوان ...كان فيه ايه الورقة دى

_كان فيها فلوس ياعمتى ...اخر حاجه معايا لحد م الاقى شغل

_طب دورى كويس

ظلت تبحث ولكن من دون جدوى ، قفزت فكرة الى عقلها ان يكون مهدى هو من عثر عليهم واخذهم

ل يبتاع المواد المخدرة خاصته.

دلفت إلى غرفته اثناء انشغال عمتها عنها ،بينما كانت تلعب ماريا طفلتها بالعابها فى بهو المنزل.

بحثت بخزانته ..وفى فراشه،فى جيوب البسته ..فى ادراج خزانته الاخرى.

ولم تجد شيئاً ، خرجت ومازالت مقتنعه بفكرة ان هو من اخذ مالها .

وفى ساعة متأخرة من الليل ،عاد هو يترنح ف وجدها تجلس فى بهو المنزل بمفردها.

_مساء الخير

_قول صباح الخير يامهدى

ابتسم مهدى وردد وهو يترجل نحو المطبخ

_ياستى صباح ولا مسا،ايام وبتعدى ...مفيش اكل ولا إيه

نهضت من مجلسها وذهبت خلفه وعرق رقبتها ينتفض من العصبيه

_مهدى،انت دخلت اوضتى وخدت فلوسى ؟

كان يتناول طعامه واقفاً من أعلى الموقد ف توقف ونظر ناحيتها

_نعم! فلوس ايه يا ام فلوس ..هى فلوسك دى فلوس،اوعى اوعى

قام ب ازاحتها بعيدا وخرج من المطبخ فتبعته نشوان وهى تصيح غاضبه

_يعنى خدتهم يامهدى؟ فلوسى منك لله ياحرامى

_انتِ عامله غاغه عالفاضى ليه ،انا مدى قرشين لواحد لما يجيبهم هبقا ارجعهملك

_وعملت كدا ليه ،ملاقتش غيرى عادتك ولا هتشتريها م كنت بتسرق اخوك برضو

هم ل يغلق باب غرفته فى وجهها وهو يردد

_عشان متخرجيش يانشوان وتفضلى فالبيت تحت امرى انا سامعه

_طب عناد بعناد هخرج وهشوف شغل ولولا عامله خاطر لعمتى ول مجدى الله يرحمه

كنت بلغت عنك وخلصت منك من زمان

تركته وانصرفت ثم تذكرت شيئا فعادت مرة اخرى وفتحت باب غرفته

_واخر مرة بقولك ،ملكش دعوة بيا ولا بشئ يخصنى يا اما والله هندمك عالباقى من عمرك !

رفع رأسه من على فراشه وقذف لها قبله فى الهواء فنظرت له بازدراء وطرقت الباب طرقه مدوية ثم دلفت الى غرفتها وطرقت بابها الآخر.

❈-❈-❈

_واااو ،لطيفه هانم لطفى على العشاء ..متقوليش ياماما انك انتِ الل عامله العشا

نظرت والدة روان لها بفخر ترفع انفها وتقول

_طبعا أنا،اومال مين يعنى

فتحت نورهان المقعد وانضمت الى طاولة الطعام بجانب شقيقتها وهى تردف

_ماما ...فيه حاجه ف وشك غريبة

حملقت روان ب وجه أمها واردفت وهى تضحك

_مش معقول ياماما ،عملتِ فيلر فشفايفك تانى؟

قالت الام وهى تتحسس شفتيها ب إصبعها

_ايه مش حلو؟

مطت نورهان شفتيها وبدأت بتناول طعامها ، بينما ردت روان على سؤال والدتها

_لا حلو ياماما ،بس كفايه بقا شد وفيلر انا قربت انسي شكلك الاصلى

ابتسمت لطيفه وهى تنظر إلى هاتفها وتتحسس وجهها وتقول بنبرة يمتزجها الفخر

_ابطل ايه ياعبيطه انتِ،كبرتونى انتِ واختك عالفاضى وانا أصلا صغيرة وبعدين انا بروح للدكتور كل فين وفين ...جمالى دا طبيعى اومال انتو طالعين حلوين ليه ؟

ضحكت روان وابتسمت نورهان إثر سماعها كلمات والدتها ،صمتوا ثلاثتهم اثناء تناولهم طعام العشاء فقطع صمتهم جملة روان قائله

_نورى ، هنعمل ايه فموضوع السكن ...الكلية عالابواب

نظرت والدتها ناحيتها وقالت ساخره

_غريبة،مهم تروحى من بدرى كدا يا رونى ...دا انتِ حتى عملتِ اقامه هناك من كتر السقوط

تبسمت روان كاشفه عن اسنانها بضحك وقالت

_انا وحشونى اصحابي مش اكتر

_مش عارفه ياروان،هدور عالنت ع حاجه كويسة

_اه بليز غير القرف بتاع السنه الل فاتت دا

_انا شايفه انكم تنقلوا ع كلية هنا وخلاص وكفاياكم شحططه بتسيبونى لوحدى

قالتها لطيفه ف ردت نورهان بسرعه

_روان مرتبطه ب اصحابها ،وانا كمان مينفعش انقل انا هسجل الرسالة فيها

كانت تزعم نورهان ان وجودهم هناك مهم بسبب الرسالة ولكن فالحقيقة هو مهم حتى تكون بجانب فارسها. صوت هاتف نورهان رن ف همت تأتى به من الداخل وحينما نظرت إليه وقرأت اسم المتصل وقفت صامته متردده فقطع ترددها صوت روان

_فيه حاجه ولا ايه؟

اجابت نورهان بلامبالاه ومازالت على نظرتها الى الهاتف

_مفيش ، ثوانى وارجعلكم

ولجت نورهان الى غرفتها وضغطت على الإستجابة واردفت

_الوو

_نور..ازيك

_كويسة الحمدلله

_اتصلت ف وقت مش مناسب ؟!

صمتت نور وابتلعت ريقها ومن ثم اردفت

_اتصالك كل كام شهر ف وقت انت بتختاره دا فحد ذاته مش مناسب

صمت الذى على الجهة الاخرى قليلا ثم قال

_ببقا عاوز اتطمن عليكِ يانور

_عشان؟

_عشان بحس ان دى مسؤليتى تجاهك

نهضت نورهان من مجلسها ونظرت ناحية شرفتها وقالت

_مسؤليتك هى بيتك وابنك ،لكن انت مش مسؤل عنى ف حاجه ومش مطلوب منك حاجه

_انتِ ف كل مرة بتصل بيكِ فيها ،بتسمعينى نفس الكلام ومع ذلك انا لازم اكلمك واتطمن يا نورهان

_متشكرة اوى ، وانا كمان مسجلة رقمك مش عشان مستنيه اتصالك بس عشان ابقا مستعدة للمكالمه الموسمية دى واقولك انى بخير

تنحنح الذى على الجهة الاخرى واردف بهدوء

_يارب دايما تكونى بخير يانور ، سلام

اغلقت الهاتف ووقفت تنظر ناحية شرفتها المطله على الشارع تراه وهو يسير فالشارع ممسك هاتفه مبتسما ويحدثها وهى أيضاً بنفس ابتسامتها وعفويتها قبل انطفاءها .

تنهدت وهى تنظر إلى نفس الشارع الخالى.. الهادئ وكأنه حزينا على ذكرى العاشقان.

_نوووور هشيل الأكل

_ايوة يا روان جاية اهو

❈-❈-❈

عقله مشتت..قلبه مرهق يريد النسيان، الذكريات تقتله، اللعنه علي من يفكر في الحب، الحب ما هو الا تدمير لحياة الاشخاص عندما تقع في حب الشخص الخطأ، يتركوك وتعود غريبا كما كنت..

_مستر زين، اخبارك ايه

نظر زين ناحية ذلك الشخص الذى يعمل معه بنفس الشركه اثناء سيره فى الطرقه

_تمام الحمدلله

_مبسوط معانا هنا

تعجب زين ولكن عليه مجاراة الموقف

_اكيد

_فالميتينج انت كنت عظيم ،طبعا وليد مجموعة السلطان هيكون ايه غير وحش

عشان كدا الHRوافق على انضمامك لينا بسرعه

احس زين ان حديث زميله اخذ منعطف آخر من السخرية والتلميح ب ان اسم عائلته هو الذى يصنعه وليس كفاءه عمله

_على فكرة مش عشان انا من عيلة السلطان اتقبلت ،عشان انا زين خليل ومعروف شغلى ومشوارى فالتسويق

وممكن انت بنفسك تسأل المدير المسؤول

اوقف الزميل زين وقال بطريقه اقتحاميه سخيفه

_هو انت ليه سيبت مجموعة عمك وعيلتك والدنيا دى ،وجاى تشتغل هنا ؟هاه

تعمق زين ف وجه هذا الثرثار وقال بهدوءه الحازم

_اعتقد انه شئ ميخصش حد

ابتسم زين ابتسامه مزيفه ك اغلاق للموضوع ،اومأ زميله ب رأسه ومن ثم سمعا صخب حادث بغرفه مكتب مجاورة ...احدهم مرتمى أرضاً والجمع ملتف حوله يصرخون

_اكيد نسى ياخد الحبايه

_ياجماعة حد يحط اى قماشه فبوقه كدا هيعض على لسانه

_المفروض يقوم ب اجازة بقا ويتعالج

عبس زين وهو يترقب الموقف الحادث امامه ،ف سأل احدهم

_هو فيه ايه

_الاستاذ محمود بس بيعانى من الصرع وشكله نسى ياخد دواه فميعاده

اخذ صدر زين يعلو ويهبط بسرعه ورجع إلى الخلف مصطدماً بالحائط وهو يفك رابطه عنقه يحاول ان يتنفس

،تذكر شيئاً ما ...ربما لن ينساه طول حياته ولكن يحاول التناسى ..

احس بالدوار ف تشبث ب اقرب شئ بجانبه حتى رن هاتفه ليقتلعه من الدوامه قبل الغرق فيها

_الوو

تنحنح عيسي وقام بترتيب كلماته

_استاذ زين السلطان !

_ايوة يافندم

_انا عيسي العشماوى ، كنت جيت فمقابلة مع حضرتك بخصوص اعلان عن المجموعة واخدت رقم حضرتك

زين لايتذكر امر هذا المتصل ،ولكن على كل حال اجابه بذوقه المعهود

_استاذ عيسي، انا فشغلى حالياً ف ممكن اتصل بحضرتك ف اقرب وقت ونتقابل

_طبعا طبعا هستناك يافندم

اغلق زين الهاتف وماعاد ينظر إلى ذلك الزميل المريض،بل هرول سريعا وكأنه يهرب خارج الموقف ولا يريد ان يلحق به احد.

❈-❈-❈

اصطف صف طاقم الطيارين ،امامهم المساعدين ..بجانبهم طاقم المضيفات

امام الكاميرا تستعد لالتقاط الصورة

_كله تمام

_لاء ثوانى،يابشمهندسين يالا

هرولوا جميعا ينضموا الى الصورة الفوتوغرافية المأخوذه كل عام لطاقم عمل شركه الطيران وتضاف ضمن خبر عن الشركه وامكانياتها فى مجلة تختص بذلك.

جاء مسرعا المهندس صالح حتى اصطدم ب هدير ف كُسر كعب حذاؤها!

_ايييه دا ؟ اعمى مش شايف حضرتك؟

قالتها هدير بعدما كُسر كعب حذاؤها ف اصابها هذا بالذعر والجنون واسقاط لعاناتها كالعادة ،اما عن صالح ف هم بالدفاع عن نفسه

_مقصدتش ع فكرة ،جيت اقف بسرعه خبطت فالشوز بتاعك

_وانت كسرته اهو ،هتصور ازاى دلوقت

_عادى ممكن نتصور من غيرك ،مش جزء مهم حضرتك فالصورة مش ديل الطيارة يعنى

_اييييه دا انت بتهزر ودمك يلطش

تدخل زملائهم لتخفيف حدة الموقف ،ومازال المصور ينتظر حينما يحين التقاط الصورة

_بس ياجماعه اهدوا ، ممكن هدير تتسند ع حد فنفس مستوى طولها لحد الصورة م تخلص وبعدها تشترى شوز

نظرت هدير لصاحب الفكرة العبقرية ب ازدراء وقالت

_شكرا ياسيدى ع خدماتك والفكرة الجهنميه ،انت عارف دى بكااام ومنين

صاحت هدير فتدخلت احدى المضيفات تقول فى ضيق منها

_م خلاص بقا ياهدير انتِ معطله الدنيا عشان الجزمة بتاعتك

_ايوة طبعا انتِ متعرفيش دى بكام ومنين اساسا وبعدين انتِ ايه دخلك ،انتو ايه اصلا دخلكم كلكم

كان مدير الشركة قادم نحوهم عندما علم بالمشكلة الصغيرة الناشئة فقرر التدخل للفصل فيما بينهم واخذ الصورة مجدداً

_آنسة هدير ، معلش هنستبعدك من الصورة المرة دى لكن دا مش معناه انك مش واحدة مننا

تهامست زميلاتها مبتسمات مسرورات لما حدث لها، فاحتقن وجه هدير قائله

_على فكرة حضرتك انا مغلطتش عشان استبعد ..الغلطه كلها من الاستاذ دا

_الاستاذ دا مهندس لو مش عاجب جنابك

قالها صالح ف تدخل المدير

_خلاص ...هدير مينفعش نتعطل اكتر من كدا واكيد مش هتوقفى حافيه تتصورى

معلش انسحبي من الصورة ،وفالعدد الجديد هتكونِ اول واحدة متواجدة فيها

تمتمت هدير غاضبه تسير بعيدا عن جمع الصورة بطريقة مضحكه بسبب كسر حذاؤها والاخريات يقومون بفعل النميمه عليها بصوت يكاد يكون مسموعا

_انا مش فاهمه الانزحه الل هى فيها دى

_احسن خدت على دماغها قال ايه انتو مش عارفين الشوز دى منين مش عارفين معرفش ايه

_يالا ياجماعة

اصطفت صفوفهم بطريقة اعلانية والتقطت الصورة أخيراً وهدير تجلس بعيداً لاتعرف ماذا ستفعل !

انتمت إليها واحدة من زملائها التى لاتكن الى هدير حقدا او كرهاً وقالت

_خلاص ياهدير اكسرى الكعب التانى عشان تمشى متساوية

_انا مش مضايقنى غير البتاع قليل الذوق دا

_المدير؟!

_لا البشمهندس زفت

قهقهت زميلتها وقالت بصوت هادئ

_حرام عليكِ البشمهندس صالح دا كيوت جدا وطيوب خالص

_طيوب! طب تصدقِ بقا مش هعديهاله

امسكت حذاؤها وكسرت الكعب الآخر ،وترجلت نحو مكتب صالح وعلى وجهها علامات الشر وافتعال المشكلة

_انت يا استاذ انت ،مش شايف اى حاجة انت عملتها تضايق تخليك على الأقل تيجى تعتذرلى

كان صالح ممسك بهاتفه لايبالى لها وتحدث ببرود

_لا على فكرة لانه مكانش قصدى

_من الذوق انك تكون مدين ب اعتذار ليا ،ولو فعلا كنت شخص شيك تطلع تشتريلى شوز تانيه اعرف اروح بيها

على جلسته صالح كما هو ينظر إلى هاتفه واجابها

_اعتبرينى مش ذوق ولا شخص شيك

_على فكرة انت شخص سخيف جدا

_شكراً

زفرت هدير بغضب وهمت بالانصراف من مكتبه ،ترجلت خطوتين للخارج فوجدت فتاة ممسكه بطفل تسأل عن صالح واحدهم اخبرها مكانه ..ف وقفت فى مكانها تترقب من هذه

دلفت الفتاة الى مكتب صالح الذى حينما رآها نهض من على مقعده فقالت الفتاة بطريقه حازمه

_اتفضل يا بشمهندس استلم ابنك ،انا تعبت !

قالتها وتركت الصغير ورحلت لاترى اى حد بوجهها ، اما عن هدير فكان قول تلك المجهولة ك قرع الرصاص فى أذنها

خبئت فمها بيدها وقالت فى ذهول

_ابنك! إبنه؟ متجوز ومخلف؟ مطلق ومخلف ! مش متجوز ودا ابن حرام! دا مش ابنه وانا الل متخلفه؟

انا بحب كائن الصندل دا وعنده ولد ؟ ايامك غبره ايامك نييييله!

❈-❈-❈

عن طريق محرك البحث جوجل،كانت تبحث اميرة عن شئ ما درست موضوعه بجدية وعزمت امرها على ذلك حتى وجدت بُغيتها.

نقلت رقم الهاتف وضغطت اتصال

_الو ...مدام وداد

_ايوة

_حضرتك انا بكلمك بخصوص الإعلان

_اه اهلا وسهلا

_معاكِ مدام اميرة ، انا حابه اننا نتقابل ف اقرب وقت وانا موافقه على السعر الل حضرتك محدداه

دونت اميرة امامها عنوان ما وتابعت حديثها بالهاتف

_تمام، بكرة هكون عند حضرتك ..ميرسى باى

اغلقت الهاتف وامسكت اميرة هاتفها مبتسمه بسعادة منذ الكثير لم تشعر بها.

يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة نور إسماعيل، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة