-->

رواية جديدة حارة الدخاخني مكتملة لأسماء المصري - الفصل 32 - الخميس 17/4/2025

 قراءة رواية حارة الدخاخني كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

 




رواية حارة الدخاخني

للكاتبة أسماء المصري


قراءة رواية حارة الدخاخني

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة أسماء المصري



الفصل الثاني والثلاثون

تم النشر يوم الخميس

17/4/2025

فتح عينيه فلم ير شيئا سوى عتمة صاحبها اختناق تنفسه وكتم صوته؛ فعلى صوت همهمته وحرك رأسه بعنف وهو يحاول فك يديه المربوطتين خلف ظهره ولكنه فشل ولم يستطع التحرك.


سكن جسده عندما استمع لوقع خطوات بجواره فتمتم بصوت غير مفهوم فأزاح الرجل غطاء الرأس لغلق عينيه فوراً من قوة الإضاءة وعاد لفتحهما ناظرا أمامه لا يرى بوضوح معالم من أمامه فقد تشوشت رؤيته بسبب الظلام الدامس الذي مكث به لفترة طويلة.


أزاح الرجل اللاصق من على فمه فابتلع حسن ريقه وبلل شفتيه متألما من قوة نزع اللاصق وهم بالحديث ولكنه استمع لصوت أحدهم يأمر الرجال الواقفين بصوت واثق:

-فكوه.


فكوا وثاقه فاعتدل بجلسته الغير مريحة على المقعد الخشبي وحاول أن يتبين ملامح الواقف أمامه ولم يستطع إلا عندنا اقترب المعني منه ساحبا مقعداً يجره جرً ومصدراً صوتاً مزعجاً حتى أصبح قبالته؛ فجلس ونظر له مترقباً ردة فعله القادمة.


لمعت عين حسن وهو يركز بملامحه وتنفس عميقاً حتى أنه لم يصدر منه أي صوت ولا تساؤل عما يفعله هنا ولما يريده.


تكلم الآخر والبسمة تعلو وجهه:

-ازيك يا حسن؟


رد أخيراً فخرج صوته متحشرجاً:

-أنا بعمل ايه هنا؟


أجابه وهو يستند بظهره على المقعد:

-كنت عايز أتكلم معاك، بس الرجاله جابوك بطريقة غشيمه، وأكيد حسابهم معايا هيبقى كبيييير.


رمق الرجال بنظرات ممتعضة وعاد ينظر لحسن ونفس البسمة الواسعة مرسومة على وجهه وحسن صامت يفكر بداخله عن الشيئ الذي يود هذا الجالس أمامه أن يتناقش معه بشأنه حتى خرج صوته الهاتف:

-إلا قولي يا حسن، لسه بتدور على جثة أبوك؟


أومأ بحركات متعددة فابتسم الآخر:

-واللي يعرفك مكانها تعمله ايه؟


لمعت عينيه وهتف بحدة:

-لو لها مكان معروف يبقى أبويا مغرقش واتقتل، ولو أنت عارف مكانها تبقى أنت اللي قتلته وساعتها.....


قاطعته ضحكات الآخر العالية والخشنة وتكلم بقوة ارتعد حسن منها لوهلة:

-الجزء الأول من كلامك مظبوط بس التااااني.


صمت قليلا وغمز له:

-الجزء التاني من كلامك مش مظبوط يا حسن عشان مش أنا اللي قتلت أبوك، بس لو عايز تعرف وتفهم كل حاجه لازم نتفق.


أومأ المعني عدة مرات فترك الآخر مقعده وأولاه ظهره عاقدا ساعديه خلفه وهتف:

-اتفاقنا بسيط يا حسن، هديك المعلومات اللي أنت عايزها وأساعدك كمان تاخد تار أبوك لو عايز.


التفت وانحنى ينظر له بقوة وجمود وتابع:

-بس أنت كمان هتنفذ اللي هيطلب منك من غير نقاش ولا اسأله، اتفقنا؟!


مد ساعده له ينتظر مصافحته فوقف حسن فارداً جسده ونظر له متفحصاً فطال انتظار الآخر وهو يمد يده للأمام وقبل أن ينزلها صافحه حسن قابضا على كفه بقوة وهتف:

-اتفقنا بس قبل أي حوارات وكلام أفهم كل القصة.

❈-❈-❈

ظلت تلف حول نفسها والغضب يأسرها فأمسكت هاتفها واتصلت باختها التي أجابت بعد عدة رنات وصوتها يبدو عليه النعاس:

-في ايه ع الصبح.


أجابتها هادرة:

-فوقي عشان أعرف أكلمك.


جلست سالي تنظر بجوارها لزوجها النائم واختارت أن تترك فراشها وتخرج حتى لا تزعجه وجلست بالصالة تسألها:

-في حد يتصل بحد السعادي؟ ده الساعة 6 الصبح يا سهر حرام عليكي، انتي متعودة تصحي بدري تبيعي لبن مع جوزك أنا ذنبي ايه؟


صرخت بها سهر:

-يا بنتي افصلي واسمعيني.


صمتت واستمعت لها:

-أنا اتخانقت خناقة كبيرة أوي مع حسن ونزل ومرجعش لدلوقت.


ردت عليها:

-تمام وايه الجديد؟


زفرت بضيق:

-يا بنتي حسين كلمني يسأل عليه عشان جاب نقلة السمك وأنا كنت مفكراه عند امه وأتاريه بايت بره ومراحش لحد دلوقت الدكان، تفتكري راح فين؟


ضحكت سالي ساخرة:

-أنا اللي هعرف مكان جوزك يعني!


عقبت عليها ممتعضة من سخريتها:

-احيه عليكي بجد عيلة رخمه، بقولك تفتكري راح فين؟ ممكن يكون راح لملك؟!


اتسعت حدقتيها متفاجئة من حديثها:

-نهارك اسود يا سهر! أنتي عايزه تلبسي جوزك مصيبة يا بنتي؟ أنتي عقلك شغال؟ هيروح لملك فين وليه وازاي يا متخلفة، أوعي حد يسمعك تقولي كده أحسن دي يطير فيها رقاب أول رقبة هتبقى رقبة جوزك.


علقت عليها وهي تتنفس بحدة:

-منا مش عارفه افكر وتليفونه مقفول وحاسه اني خلاص هتجن.


لم تكمل حديثها فوجدته يفتح الباب فهرعت صوبه بعد أن أغلقت الخط بوجه أختها وهتفت بحدة تسأله

-أنت كنت فين؟


لم يجب بل دلف لغرفته لتغيير ملابسه فوقفت تنظر له بترقب وانتظرت منه إجابة حتى يريحها ولكنه لم يتحدث حتى انتهى من ارتداء ملابسه وهم بالخروج فوقفت أمامه تسد عليه الطريق باصرار:

-بقولك كنت بايت فين يا حسن؟


رمقها بنظرة محذرة أن تشعل فتيل غضبه أكثر مما هو متقد فهمس بصوت هادئ نسبيا ولكن خرج محذرا:

-بلاش تقفي في سكتي يا سهر احسنلك.


أزاحها وغادر دون أن يلتفت وراؤه وركب سيارة الأجرة حتى وصل للحارة وهناك تقابل مع اخيه يقف بالمحل يرص الأسماك ويساعد العمال فالتفت حسين له مازحا:

-نموسيتك كحل يا بيه، أنت فين لدلوقت؟


جلس على المقعد ولم يرد فترك حسين ما بيده وجلس بجواره يسأله باهتمام:

-مالك يا حسن؟ أنت متخانق مع سهر ليه وكنت بايت فين؟


زفر زفرة طويلة محملة بالكثير من الألم والحسرة على حاله:

-مفيش يا حسين، سبيني الله يخليك أنا بالي مش رايق دلوقت.


تركه ووقف يتابع العمل وظل حسن جالساً لا يفعل شيئاً سوى الشرود بالمارة حتى أنه لم يستمع لسلام يوسف الذي ألقاه عليه فصاح الأخير به:

-يا ابو على، بقولك صباحك عسل.


ابتسم له وتنهد:

-صباحك اشطا يا يوسف، ايه رايح فين بدري كده؟


أجابه مشيراً للزي الذي يرتديه:

-الشغل.


تعجب مقوسا حاجبيه:

-ايه ده صحيح؟ أنت سبت المعلم رشوان خلاص وشغال بتاع أمن في المول؟


أومأ مؤكدا فتعجب وأشار له بالجلوس:

-تعالى اشرب كوباية شاي قبل ما تروح ولا متأخر؟


نفى وجلس بجواره فأشار حسن لعامل المقهى:

-اتنين شاي والشيشة بتاعتي يا حمو.


التفت ليوسف وسأله بحيرة:

-طمني على حالك؟ بقالي كتير مقعدتش معاك.


حرك يوسف كتفيه:

-عادي، مبقتش فارقه والأيام بقت شبه بعضها بالنسبة لي، من الشغل للبيت ومن البيت للشغل.


ربت على كتفه:

-كلنا كده والله، وقدرت تتخطى موضوعك مع ورد؟


حرك رأسه مؤكدا:

-اللي يبعيك بيعه، انا مش زعلان غير على أختي اللي دفعت تمن لعب العيال بتاعي أنا وورد ولبست في جوازة ضيعتها.


انحنى يهمس له حتى لا يستمع لهما أحد فهما جالسين بمنتصف الحارة وكل الآذان صاغية لما يقال:

-ملك حامل يا حسن، أنا زعلان أوي وحاسس نفسي بتحرق ومش عارف أعمل ايه.


رمقه بعيون حزينة ترقرقت بها العبرات فامتعض يوسف رافضا نظراته تلك:

-أنت اللي ضيعتها من ايدك وياريتك بتحب مراتك، أنا مش فاهم أنت اتجوزتها ليه لما أنت بتحب ملك؟


رد مطرقا رأسه لأسفل:

-كانت مناسبه ليا ولظروفي وسني، ومتربية على ايدي وملك كانت صغيره اوي وحسبت إن هو ده الحب، مكنتش فاهم يا يوسف إن مشاعري ممكن تكبر جوايا بس مش ليها، مش لسهر.


ربت يوسف عل كتفه:

-زي ما حصل معايا أنا وورد عشان كده أنا أكتر واحد فاهمك، استعجلنا وفكرنا إن أول ارتباط هيكون الأول والأخير ومفهمناش إن مشاعرنا ممكن تتغير كل ما سننا يكبر وعقلنا يكبر معاه.


تنهد يوسف تنهيدة طويلة وابتسم دون إدراك منه فتعجب حسن من تغير ملامحه الواجمة ﻷخرى سعيدة وسأله والفضول يغزوه:

-ضحكني معاك.


اتسعت بسمته أكبر وأجابه:

-أقولك بس متظتش عليا؟


هز رأسه مؤكدا فهمس له:

-شكلي كده داخل على حوار جديد وقريب يمكن افرحكم بخبر خطوبتي، بس المرة دي بختارها بعقلي مش بقلبي.

❈-❈-❈

استيقظ فلم يجدها بجواره فنزل الدرج ليجدها تجهز اﻹفطار؛ فاقترب منها وحاول احتضناها ولكنها ابعدته والتفتت تعطيه سلة الخبز:

-حط دي على الترابيزة ويلا عشان تلحق شغلك.


جلست أمامه فسألها بحذر:

-مش وافقت على طلباتك كلها أمبارح! ايه بقى لازمة الوش الخشب اللي لابسهولي ده بس يا ملك؟


لم تعقب وظلت تنظر أمامها تتناول إفطارها ببطئ فاقترب بمقعده منها وأمسك راحتها يتوسلها:

-عشان خاطري بلاش تاخدي مني موقف، أنا مربوط مع الشبكة دي من رقبتي وغصب عني لازم أحمي نفسي وأحمي عيلتي، وأنتي عيلتي يا ملك.


تنهدت ورفعت وجهها ترمقة بنظرات متحجرة:

-اوعي تصدقي ابوكي أني كنت بأمن نفسي منه بجوازنا، ﻷن زي ما أنتي شايفة إن جوازنا مش أمان ليا بالعكس.


ابتعلت الطعام وردت بهدوء مغاير للعواصف التي بداخلها:

-حياتي معاكي اتبنت على الكدب والإجبار والخوف يا رشوان فمتفركش إن بسهوله ممكن كل ده يتحول لحب ولا قبول حتى وانا كل يوم بكتشف حكايه جديده وحوار جديد ومبقتش عارفه مين الظالم ومين المظلوم في الحكاية دي، الحاجه الوحيدة اللي عرفاها إن عزام بيه لازم يدفع تمن اللي اتعمل فيا وفي أخويا وأمي طول السنين دي.


ضحكت بأسى تكمل:

-أمي! .. ماهي طلعت عارفه هي كمان أنه عايش ومخبيه علينا وسايبه يوسف يتبهدل ويتمرمط كل ده من غير ما يصعب عليها ولا حتى فكرت تطلب من ابوه إنه يساعده ولما ظهر كدبت تفهمنا انه عمنا عشان نفضل في الدوامة فاكرين إن ملناش حد ولا ظهر نتسند عليه.

 

رد يدافع عن والدتها:

-أمك كانت عايزه تعيشكم بعيد عن شغله الخطر، متقدريش تلوميها يا ملك على ده.


صرت على أسنانها تؤكد:

-بس أقدر ألومها إنها لما لقتنا بنغرق مفكرتش تمدلنا ايديها عشان تطلعنا، فكرت تبعدنا عن شغله الخطر فسابت يوسف شغال عندك كل السنين دي وسابتك تتجوزني بالغصب مع أنها كان ممكن تطلب مساعدة بابا ووقتها اكيد كان هيمنعك...


أوقفها عن استكمال إطنابها بالحديث مفسرا:

-مكانتش هتعرف تعمل حاجه، ولا توصله، ﻷن عزام محدش يعرف يوصله غير اللي تحت ايده وغير كده لو هو عايز يتعرف مكانه بس ساعتها هتعرفي مكانه، يعني عزام اختار أنه يكشف نفسه دلوقت بالذات لهدف معين في دماغه محدش عارفه ولا فاهمه.


ابتلع ريقه وهو يؤنب نفسه أنه يشعر بالرهبة لمجرد الحديث عنه:

-ده داهيه ومعنى انه سابنا نتجوز يبقى ده ضمن خطته، والله أعلم ايه اللي جاي في دماغه بعد ما اتحدتيه ورفضتي أوامره.


رفعت وجهها ترمقه بنظرة ممتعضة:

-انت اديتني كلمتك إنك هتساعدني مش كده؟ ولا خوفك منه هيرجعك عن وعدك ليا؟


نفى بسرعة وأمسك راحتيها معا مقبلا كل منهما على حدى:

-أنا من ايدك دي ﻷيدك دي بس سامحيني وصدقي أني بحبك وعايزك ﻷنك ملك مش ﻷنك بنت عزام دويدار.


أومأت ووقفت ترفع الأطباق عن المائدة فساعدها وهو يشاكسها مبتسما لها فاضطرت أن تجاريه بمزاحه معها حتى يساعدها بمسعاها وظلت تمتم بداخلها:

-وقوفك قدام عزام مش هيكون سهل ولو قدرتي تنفذي اللي في دماغك فساعتها رشوان أمره سهل.


وجدها شردت قليلاً فسألها وهو يحيط خاصرتها بساعديه:

-سرحتي في ايه يا ملاكي؟


ردت تبلل شفتيها:

-أنا بعت امبارح رساله لماما أول ما وصلت البيت وعرفتها إني حامل، بس الغريب انها لا اتصلت ولا علقت، لقيت يوسف رانن عليا ولما مردتش مرنش تاني.


ربت على وجنتها وكوب وجهها يبتسم ويقبل خدها:

-رد فعل طبيعي لصدمة الخبر، ايه رأيك تيجي على سكتي أوديكي تقضي اليوم معاها ولو حابه تباتي كمان، انا انهارده عند ناهد.


هزت رأسها موافقة فغمز لها:

-طيب يلا غيري هدومك عشان اوصلك

❈-❈-❈


جلست على الأريكة تربع قدميها معًا وتمسك هاتفها تتصل بها وتنتظر أن تجيبها فقد آثرت أن تنتظر خلو البيت من قاطنيه حتى تتحدث براحتها وبالفعل أجابتها صفية بعد عدة رنات:

-ازيك يا أم يوسف؟


أجابتها الأخرى بحزن:

-زي الزفت والحمد لله، هو انتي موصلتكيش آخر الأخبار وانتي في سبوع بنتك ولا ايه؟


نفت بهمهمة بسيطة:

-معرفتيش إن ملك حامل!


اتسعت حدقتيها ساهمة أمامها والأخرى تنتحب وتندب حظ ابنتها العسر:

-البت كده ضاعت خلاص، هتحصلكم كلكم وتخلفله عيل وخلاص كده مش هيطلقها.


استمعت لصوت تنفس صفية ولكنها ظلت تصرخ:

-كل اللي حصل ليا ولولادي ليه؟ ها؟ وفي الآخر بنتك الواطيه سابت يوسف واتجوزت اخوه يا صفيه، ينفع كده؟ طيب ملك بتدفع تمن ايه وهي متجوزة واحد أكبر من أبوها.


تعجبت مما تفوهت به فسألتها:

-اخو مين يا ام يوسف؟ أنا عرفت إن حمزة يبقى ابن اخو فتحي الله يرحمه يعني حمزة وولادك ولاد عم ولا أنا فاهمه حاجه غلط؟


ارتبكت الأخرى بعد ذلة لسانها وصاحت بها:

-ابن عمه ياختي، كأنه أخوه وبنتك باعت يوسف عشان الواد ده اللي دخل الحارة من كام شهر.


أكملت صراخها بقهر:

-باعت اللي بتحبه ومتربيه معاه من صغرهم عشان واحد عرفته امبارح، بس هقول ايه ما هي قليلة الأصل وقبل ما تبيع يوسف باعت ملك اختها وانتيمتها عشان جوازتها من يوسف تكمل وفي الاخر باعته عشان ابن عزام.


ردت الأخرى تحاول تهدأتها بالرغم من كم الإهانات التي تعرضت لها وهي تفهم شعورها تماماً:

-أهدي شويه ياختي، اللي حصل حصل يا أم يوسف وزي ما بيقولو قضا أخف من قضا، اللي حصل لملك خير برده أحسن ما كان طلقها بعد سنه ولا اتنين زي ما بيعمل لما اللي متجوزها متخلفلوش عيل وتبقى مطلقة وهي لسه بنت عشرين، وموضوع ورد معاكي حق فيه ياختي بس اللي حصل كان بأوامر من أبوها مش من ورد خالص.


صرخت بها محتدة:

-قضا اخف من قضا! ده منفعه ليكم انتم عشان ميتجوزش تاني، أنما أتكتب على بنتي العيشه مع المعلم اللي أكبر منها ب38 سنه، ويوسف.... ربنا معاه ابني حبيبي والحمد لله انه كشفهالو قبل الفاس ما تقع في الراس.


طرقات الباب هي من أوقفتها عن صراخها فتحركت لفتحه لتجدها ابنتها التي احتضنتها على الفور تسألها:

-بتزعقي كده لمين يا ماما؟


أشارت للهاتف فابتسمت وسحبته منها:

-أزيك يا طنط؟


ردت صفية مقوسة فمها:

-ازيك يا ملك؟ المعلم اللي وصلك ولا بعتك مع السواق؟


أجابتها مبتسمة:

-المعلم، هتلاقيه بيفتح الباب عليكي حالا.


بالفعل دلفت فأغلقت معها والتفتت له تسأله بحيرة:

-ملك حامل بجد يا معلم؟


أومأ مبتسما بسمة واسعة:

-ايوه، الأخبار لحقت توصل كده؟


دمعت عينيها؛ فتعجب واقترب منها يمسح عبراتها مهتما:

-بتعيطي ليه يا صفية؟ دي أول مرة أشوفك زعلانه عشان واحده من ضرايرك حملت!


ردت وهي تبتعد عنه لتجلس على الأريكة:

-عشان ملك دي بنتي مش ضرتي.


زفر زفرة قوية وأشاح بيده يصيح بها:

-احنا مش هنخلصو من الموال ده؟ دي بنتي دي بنتي، ﻷ يا صفية مش بنتك، ضرتك، مراتي، وأم ابني أو بنتي يعني عيالها هيبقو أخوات بناتك.


ابتلعت ريقها المر ووقف قبالته تسأله بتعجب:

-أنت بتعمل ايه معاها؟ بتبوسها وتلمسها زي ما بتعمل مع ناهد وماهيتاب؟ بتنام فوقها وأنت شايفها ست تحرك مشاعرك مش بنت صغيره متنفعكش؟ اخص عليك وعليها اللي قبلت بالقرف ده كله.


صوت اصطكاك أسنانه كان عاليا ولكنها لم يهتم:

-ده انا قلبي كان واجعني على ورد عشان جوزها اكبر منها ب10 سنين، تروح أنت تقبل بعيلة أد أصغر بناتك!


لم يهتم لها وتحرك صوب الباب وهو يتمتم بضيق:

-أنا اللي غلطان أني طلعت اطمن عليكي، كل ما احاول أقرب منك واطمن عليكي تقفليني منك بشكل يخليني مهوبش من البيت ده تاني، الأول كان ينفع اعمل كده عشان ورد كانت معاكي وبتاخد بحسك فلو سبتك بالأيام والأسابيع مش مهم، بس دلوقتي بقيت مجبر اعدي عليكي واطمن عليكي عشان بقيتي لوحدك.


فتح الباب وتنفس عالياً بغضب والتفت لها مجدداً يحذرها:

-لو فضلتي ع الحال ده كتير مش هزورك تاني، وعارف انه أحب ما على قلبك بس تفتكري أنا أعملك اللي نفسك فيه كده من غير عقاب!


ابتسم بسماجة وفاجئها بتخطيطه:

-هخلي ناهد تعيش معاكي ما هي برده عايشه لوحدها من ساعة البنات ما اتجوزت، واليوم بتاعها هبقى معاها هنا قدامك وفي اوضة نومك.

يتبع..

إلى حين نشر فصل جديد من رواية حارة الدخاخني للكاتبة أسماء المصري، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة