-->

رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 84 - الأربعاء 9/4/2025

 


  قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر


رواية تائهة في قلب أعمى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل الرابع والثمانون


تم النشر الأربعاء 

9/4/2025




              "من قتل يُقتل لو بعد حين"


استقرت الرصاص فى كتف ياسين وتهاوي بجسده أرضًا وفي لمح البصر ارتفع صوت سرينات الإسعاف وصوت الضابط وهو يأمر بمحاصرة الجميع.


علمت غدير أن النهاية تلوح أمامها أستغلت إنشغال أحمد بياسين فصوبت الطلقة تجاه قلب ياسين ولكن تفادها الآخر عنه فسقط إلي جواره، ولم تجد سوي حلو واحد سريع وضعت المسدس فوق جبهتها وأطلقت الرصاصة سريعًا وسقطت جثة هامدة.



تحدث أحمد بصوت متقطع، وهو ينظر إلي جسد ياسين الذي يصارع من أجل البقاء سقط جثة هامدة :

-عمري ما أنسى فضلك عليا أنا كده كده ميت وصيتي ليك لو ليك عمر مراتي وعيالي…


تلفظ أحمد آخر كلماته، اقترب بيجاد سريعًا وهو يتفحص نبضه:

-ده مات.


اقترب جاسر من ياسين وتسأل بلهفة:

-إنتَ كويس؟


حرك رأسه بآلم:

-أيوة الحمد لله.


زفر جاسر بضيق وقال:

-وجودك هنا كان أكبر غلط يا ياسين باشا لولا ضحي بنفسهُ عشانك كان زمانك أنتَ جثة هامدة مكانهُ.


تحدث بحزن:

-مقدرتش أستحمل أشوف اللي قتلوا أبويا عايشين حياتهم.


تحرك بيجاد بخفة تجاه ياسين وتفحصه جيدًا:

-الحمد لله بسيطة بسيطة بس لازم تتنقل المستشفى فورًا الرصاصة لازم تطلع ونفوق النزيف وياريت تبطل كلام وتهدي نفسك أفضل.


أومأ بإيجاب وهتف برجاء:

-بلاش حد من أهلى يعرف حاجة.


تهكم جاسر بضيق وقال:

-بجد ؟ إزاي يعني مش هنعرف حد؟ مش شايف حالتك لازم يكونوا جنبك على فكرة.


استطرد بإيضاح:

-مراتى حامل ولو عرفت أني أتصابت ممكن تتعب أو يحصل لها حاجة.


رمقه بيجاد بعتاب وهتف بتأنيب:

-يعني حضرتك خايف عليها تعرف إنك أتصابت إصابة بسيطة في كتفك ما بال حضرتك لو لقدر الله الرصاصة كانت جت في قلبك وحدث ما لا يحمد عقباه وقتها مفكرتش هيكون رد فعلها إيه ؟ 


أغمض عينيه بحزن وصمت فكلامه صحيح بالفعل.


رد جاسر بتعقل:

-قوم يلا يا بيجاد خلي الإسعاف تاخده وإنتَ معاه وأنا مع الرجالة هنا تشوف شغلها وأنتَ خليك معاه لو سمحت لغاية ما الرصاصة تطلع والوضع يستقر.


حرك رأسه بخفة:

-تمام متشغلش بالك.


تم نقل جثمان غدير وأحمد بسيارة الإسعاف، أما ياسين فقد استقل سيارة الإسعاف الآخري برفقة بيجاد الذي كان يحاول إيقاف النزيف.

❈-❈-❈

كانت تتحرك ذهابًا وإيابًا بقلق شديد بعد مغادرة زوجها بهذه الطريقه تدري أن هناك كارثة حدثت بالتأكيد، فمنذ خروجه بتلك الطريقة تحاول مهاتفته دون فائدة هاتفه مغلقة، انتفضت بهلع وهي تستمع إلي صرخة رضيعها بمهده، تحركت تجاهه وحملته من مهده بخفة وهي تربت علي ظهره بحنان:

-بس يا حبيبي مالك بس يا قلب ماما.


حملته في أحضانها وظلت تتحرك به كي تهدئه من نوبة البكاء التى أصابته دون فائده:

-أستر يارب ملناش غير يارب يكون خير يا رب العالمين وترجع بيتك يا ياسين لينا ولعيالك وأنتَ سالم غانم.


نظرت إلي هاتفها الموضوع علي الكوميدينوا بتردد لا تدري أتحادث أمير وتستعين به ولكن ماذا ستقول له فهي لا تعلم من هاتفه ولا أين ذهب من الأساس، أفاقت من شرودها علي صوت طرقات علي باب غرفتها.


تحركت بخفة تجاه الباب وفتحته وجدت والدة زوجها تنظر إليها هي والصغير بتوتر:

-ياسين فين يا صفا ومودي بيعيط كده ليه؟


نظرت لها بتردد وقالت:

-ياسين خرج يا ماما ومش عارفة راح فين.


وضعت الآخري يدها علي قلبها بخلع:

-إبنك أكيد في حاجة أنا قلبي حاسس أبني مش كويس أستر يارب أستر يارب.


نظرت لها صفا بتردد لا تدري أتهدئها أم تهدئ نفسها أم تهدئ الصغير الباكِ هو الآخر، أه منك يا ياسين عندما تعود لن أمرر ما حدث مرور الكرام ولكن المهم الأن أن تعود سالمًا غانمًا والعتاب يحين دوره.


نظرت لها سلوي بريبة وتسألت:

-صفا في حاجة حصلت لياسين وأنتِ عرفاها ومخبية عني؟ أبنى حصله حاجة ؟


حركت رأسها بيأس:

-لأ والله يا ماما أنا زي زيك معرفش حاجة بس إلي واثقة منه أن خروجه ده يخص موضوع والده.


انقبض قلب الأخري وهتفت بضياع:

-أستر يارب ويرجع لينا بخير حاولي تكلميه يا بنتي يمكن يرد؟


مطت شفتيها بقلة حيلة وقالت:

-مع الأسف حاولت كان جرس ومحدش بيرد لغاية ما الفون قفل ومش عارفة أعمل إيه.


ردت الآخري بتعجُل:

-أنا هكلم أمير يتصرف احنا مش هنفضل قاعدين على أعصابنا كده.

❈-❈-❈

وصل ياسين المشفي وتم إخراج الرصاصة من كتفه وإيقاف النزيف وتضميد الجرح جيدًا، خرجت الممرضة من الغرفة بعد أن أعطته العلاج الخاص به وظل برفقة بيجاد بمفردهم.


اقترب منه ووقف أمامه يتأمله باهتمام:

-أخبارك أيه يا وحش أحسن الوقتي؟


أومأ بإيجاب:

-أيوة الحمد لله.


سحب بيجاد المقعد وجلس فوقه وتحدث بنبرة معاتبة:

-أنا لغاية الوقتي مستغرب واحد زيك في عقليتك ومتربي طول عمره في القاهرة يفكر في التار طيب في الصعيد عندنا ده شئ طبيعي عندهم لأن ده عادات وتقاليد متربين عليها من قديم الأذل رغم أن الجيل الجديد إلي زي حالاتي بدأنا نتمرد علي العادات دى وبدأت تقل نوعًا ما.


رد ياسين بوهن:

-القصاص ذكر في القرآن يا دكتور وده حق أبويا كان لازم أرجعه.


تحدث بيجاد بنفاذ صبر:

-القانون كان هيرجعه ليك والقاتل كان هيتسجن ويتحاسب لكن لما حضرتك تروح تقتل إلي قتل أبوك وتتسجن مفكرتش في والدتك ؟ تفتكر هتتحمل إنك تتسجن؟ مش بعيد تروح فيها طيب مراتك هيكون مصيرها أيه وإبنك هو كمان إلي حكمت عليه يدمر مستقبله من حتي قبل ما يبدأ مش أبوه مفكرتش في ده كله؟ علي الأقل مصيرهم هيكون أيه وقبل ما تقول سايب ليهم فلوس تأمن مستقبلهم الفلوس هتعوضهم عنك؟ هتخليهم يحسوا بالأمان والسند من بعدك؟ أكيد طبعًا لأ صح ولا غلط؟


رد بغزي:

-صح.


استطرد بإيضاح:

-صح طيب الحمد لله إنك عارف إنه صح طيب يا باشا النهاردة لو افترضنا أن الطلقة مجتش في كتفك وجت في قلبك أو أحمد موقفش قدامك يفديك في الطلقة التانية وقتها وضعك كان هيبقي إيه لقدر الله وإحنا بنبلغهم بخير وفاتك؟ أنا عارف إنك ندمان ومش هزيد عليك أكتر من كده بس نصيحة منى ليك إلي حصل ده يكون درس تتعلم منه طوال حياتك ومراتك وعائلتك يكونوا في المقام الأول بالنسبة ليك قبل ما تفكر في مصلحتك فكر فيهم هما سامع ولا مش سامع؟ 


رد بتفهم:

-سامع وكلامك صح فعلاً.


تنهد بإرتياح وقال:

-طيب كويس يا سيدي أن كلامي صح يلا هخرج وهسيبك ترتاح محتاج حاجة ؟


حاول ياسين أن يعتدل ولكن تأوه بآلم فأوقفه بيجاد بتلهُف:

-إهدي بس وخليك مرتاح كده الجرح هيفتح محتاج حاجة ؟


أومأ بآلم:

-أيوة عايز أروح.


حرك الآخر رأسه بنفي وقال:

-تروح فين أنتَ هتفضل هنا للصبح لغاية ما نطمئن على حضرتك خالص وهتطلع من هنا علي النيابة عشان المحضر يتقفل والقضية تنتهي للأبد.


هتف بضعف:

-صفا أكيد قلقانة عليا لازم أطمنها.


أومأ بتفهم:

-تمام أنتَ تقدر تكلمها فون صح؟ 


هز رأسه بخفة:

-أيوة بس هي حامل خايف أكلمها تتخض أو يحصل لها حاجة.


رمقه ساخرًا وقال:

-يا حبيبي طيب قول كلام غير ده بزمتك تكلمها فون تطمنها الآول ولا لما تروح لها في وقت زي ده وأنتَ هدومك غرقانة دم كده ؟


حك جبهته بخفة وقال:

-عندك حق.

❈-❈-❈

استيقظ أمير آثر رنين هاتفه المتواصل اعتدل في جلسته وكذلك استيقظت نور وتسألت بقلق:

-مين بيتصل في وقت زي ده؟


جذب هاتفه ليري هوية المتصل والتي لم تكن سوي خالته الحبيبة، أجاب زوجته بتوجس:

-دي خالتو أستر يا رب.


هتفت بلهفة:

-رد عليها بسرعة نشوف في أيه.


حرك رأسه بإيجاب وضغط على زر الرد:

-ألو أيوة يا خالتو أهدي طيب مالك في إيه ؟ ياسين ماله خرج ومتعرفوش راح فين وموبايله مغلق طيب اهدي يا حبيبتي ان شاء الله خير أنا هحاول أدور عليه وأطمنك سلام يا حبيبتي.


أغلق الهاتف وانتفض من مكانه وهو يتحرك في الغرفة بعصبية وهو يقوم بطلب إحدي الأرقام:

-ألو سلام عليكم ورحمة الله أزيك يا جاسر باشا آسف علي اتصالي بحضرتك في وقت زي ده بس مع الأسف ياسين خرج ومش عارفين نوصل ليه حضرتك عارف هو فين؟. مستشفي ليه خير في إيه يعني أصابة خفيفة هو أيه إلي حصل بالظبط مش فاهم حاجة ؟ كان رايح لغدير وأحمد هي إلي صابته أه يا بنت الكلب طيب هي فين الوقتي ؟ ماتت قتلت أحمد وانتحرت لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ربنا ينتقم منها ماشي يا فندم شكرًا لحضرتك وأسف علي إزعاج حضرتك فى وقت زي ده تمام يا فندم مع السلامة.


أغلق الهاتف تزامنًا مع سؤال زوجته:

-إيه إلي حصل يا حبيبي اتصاب إزاي ؟ أنا مش فاهمة حاجة؟


أجاب بعجالة وهو يبدل ملابسه:

-فيه أن الغبي مسمعش الكلام وكان هيضيع نفسه علي الفاضي كلمي خالتوا وبلغيها إنه بخير وأنا رايح ليه وهخليه يكلمها أول ما أكون معاه.


تسألت ببلاهة:

-طيب عنوان المستشفى إيه عشان لو سألت؟


ألتفت لها وصاح بانفعال:

-يا مراري الطافح منك يا نور أنتِ كمان بقولك قولي ليها هو كويس وبخير عشان تطمئن لقدر الله تتعب ولا يحصل حاجة جنابك عايزة تقولي ليها إنه متصاب وتديها عنوان المستشفى كمان؟ هو إيه الهبل بتاعك ده؟ 


ردت بدفاع:

-ما هي أكيد مش هتصدق أنه هو بخير وأنا مش بعرف أكدب.


رمقها شذرًا وهتف بإستياء:

-مش بتعرفي تكدبي طيب تعرفي تكمتي وأنا هتصرف.


قام بطلب رقم خالته وتحدث بنبرة هادئة:

-ألو أيوة يا حبيبتي الحمد لله هو بخير قدرت أوصل ليه والله بخير أول ما أوصل ليه هخليه يكلمك يا حبيبتي مش بكدب عليكِ هما مسكوا إلي قتل عمو أحمد وهو في النيابة الوقتي وفونه فصل شحن يا ستي كلمت وكيل النيابة أبلغه باختفاء ياسين وحكالي إلي حصل ماشي يا حبيبتي خدي بالك من نفسك سلام.


أغلق الهاتف معها وتنهد براحة:

-الحمد لله.


تهكمت زوجته قائلة:

-بجد ؟ من كل عقلك فاكر أن كده الموضوع خلص؟ آخرة الكدب وحشة أكيد لما ياسين يرجع وتشوف حالته أعتقد أنها هتزعل منك وهتعاتبك علي كدبك.


أجاب بنفاذ صبر:

-أنا تشوفه قدمها وتطمئن عليه أهون من إنها تبقي عارفة إنه تعبان ومش عارفة حالته فهمتي يا آخرة صبري؟! وبعدين أنا بجادل معاكِ ليه من الأساس أنا أروح أجهز عشان أروح للزفت التاني.


ردت باللامبالاة:

-أنام إيه بقي النوم طار من عيوني خلاص هروح أكل أحسن.


أغمض عينيه بإرهاق وقال:

-الصبر من عندك يارب أنا محاط بشلة أغبية وعلي إيدهم إما هدخل مستشفى المجانين أو هتشل أيهما أقرب.

❈-❈-❈

في فيلا المحمدي أغلقت الهاتف مع أمير ولكن لا يزال الشك يساور قلبها:

-مش مرتاحة يا صفا قلبي وجعني أوي حاسة إنه مش كويس بردوا.


بترت صفا حديثها ما أن استمعت إلي رنين هاتفها نظرت إلي الرقم بحيرة:

-دكتور بيجاد ؟! هيتصل ليه في وقت زي ده؟


هتفت سلوي بتلهُف:

-هو مش ده أخو وكيل النيابة يبقي أكيد حاجة تخص ياسين ردي بسرعة.


فتحت الخط وأجابت بلهفة:

-ألو سلام عليكم ياسين أيوة يا حبيبي أنتَ كويس ؟ صوتك ماله؟ أنتَ في النيابة فعلاً زي ما قال أمير ؟ يعني أنتَ كويس فعلاً ؟ طيب هتيجي إمتي؟ ماشي يا ياسين سلام.


أغلقت الهاتف ونظرت إلى سلوي وهتفت بإرتياح:

-كده أطمنتي يا حبيبتي؟


أومأت براحة:

-الحمد لله روحي يا بنتي ريحي عشان إلي في بطنك والحمد لله مودى نام خلاص أهو.


حركت رأسها نافية وقالت:

-لأ يا حبيبتي هنيم في سريره وأتوضي وأصلي قيام الليل وهفضل أستناه لما يرجع بالسلامة.


أومأت بتفهم:

-ماشي يا حبيبتي وأنا كمان صاحية في أوضتي مش هنام.

❈-❈-❈

وصل أمير إلي المشفي وركض تجاه غرفة ياسين طرق الباب بخفة ودلف وجده يتمدد علي الفراش وبيجاد يجلس برفقته، ركض تجاهه بلهفة وتسأل:

-أنتَ بخير يا ياسين ؟


رد بوهن:

-الحمد لله بخير.


مد يده مرحبًا:

-أزيك يا دكتور تعبينك معانا.


تبسم الآخر بخفة وقال:

-ولا تعب ولا حاجة يا حبيبي المهم إنه بخير.


لكز ياسين في ذراعه السليم وقال:

-نفسي أعرف هتعقل إمتي بجد؟ أنتَ لطفل وأتنين جايين في الطريق أمتي هتتحمل المسؤولية؟ اتخانقنا مع بعض إمبارح بسبب الموضوع ده وبردوا نفذت إلي في دماغك؟!


تدخل بيجاد في الحوار مهدئًا:

-خلاص يا أمير الموضوع خلص وأتقفل للأبد وهو بعد كده مش هيعمل حاجة قبل ما يفكر في عائلته الأول صح يا ياسين؟


أومأ بإيجاب:

-صح.


تهكم أمير قائلاً:

-صح بس بعد أيه ربنا يهديك يا بن خالتي ويصبرنا عليك..

❈-❈-❈

بينما في النيابة علم صفوت بما حدث وآول شئ قام بعمله ذهب إلي فيلا إبنته، وأخبر إبنته وكذلك شريف زوجها أخبره بالحقيقة تامة وخيره إذا كان يريد ترك إبنته ولكن يا للعجب رفض رفضًا قاطعًا فهي لا ذنب لها بما فعلتُه والدتها فليس من العدل أن يأخذ المرء بذنب والديه.


أردف صفوت ممتن:

-كتر خيرك يا أبني شلت هم كبير من علي كتافي بس إحنا فيها شايف إنك مش هقدر تكمل هاخد بنتي ونمشي من هنا وبحلك من أي شئ.


رد الآخر بنبرة صادقة:

-البيت ده بيت فريدة لو حد هيمشي من هنا هيبقي أنا وصدقني أنا بحبها وهي بس إلي تهمني.


ربت علي ظهره بامتنان وقال:

-ربنا يبارك فيك يا حبيبي هقوم أنا أروح النيابة عشان أشوف أيه إلي هيحصل وأخلص إجراءات الدفن.


نهض شريف بعزم وقال:

-هاجي مع حضرتك.


ألتفت إلي زوجته التي تبكِ بصمت وقبل جبهتها بحب وقال:

-لازم أروح مع عمي وهرجع ليكِ خدي بالك من نفسك سلام عليكم ورحمه الله وبركاته…


أقترب والدها وقبلها بأسف:

-حقك عليا يا بنتي أنا إلي أختارت ليك الأم الغلط.


غادر الإثنين تاركين إياها تنظر في آثرهم بحزن.

❈-❈-❈

علمت سهام بمقتل زوجها وكانت الصدمة لها بما عرفته عما فعله زوجها.


أما ياسين بعد أن تحسن وضعه، قد ذهب إلي النيابة كي يتم الإنتهاء من التحقيق وإغلاق القضية إلي الأبد وبرفقته كل من بيجاد وأمير وأثناء وجوده تقابل مع صفوت وشريف الذين تقدموا منه كي يبادروا بالاعتذار عما فعلته غدير، تقبل اعتذارهم وصفح عنهم فهم لا ذنب لهم.

❈-❈-❈


مع إشراقة شمس الصباح كان يجتمع الجميع في فيلا ياسين، صفا، ياسين، أمير، نور، سلوي، هناء.


تحدثت سلوي معاتبة:

كده يا أبني تعرض نفسك للخطر بالشكل ده وقدر الطلقة مكنتش جت في دراعك كان أيه العمل وقتها ؟ طيب يا سيدي متفكرش في نفسك فكر فيا في مراتك والي في بطنها في إبنك اللي لسه في اللفة اتاري يا حبيبي الواد كان بيعيط حاسس باللى هيحصل.


تحدث ياسين بحزن:

-أنا أسف يا جماعة بس مقدرتش أقف ساكت سامحيني يا أمي سامحيني يا صفا غصب عني والله.


آخذت صفا نفس عميق وقالت:

-خلاص يا ياسين إلي حصل حصل كده الماضي خلص للأبد خلونا نقفل بابه ونبدأ صفحة جديدة وعشان تبقي عارف دي آخر فرصة ليك أنتَ استنزفت كل فرصك معايا خد بالك.


نهض من مكانه مقبلًا جبينها بأسف:

-حقك عليا يا حبيبتي وأوعدك دي آخر مرة أزعلك مني فيها.

❈-❈-❈

مر شهراً كاملاً تحسنت الأوضاع نوعاً ما بعد أن تم إغلاق القضية إلي الأبد بعد مقتل الجناة وها قد عاد ياسين إلي سابق عهده من جديد ، جاء شهر المولد الشريف لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأصر ياسين علي سفر الجميع لقضاء عمرة ببيت الله الحرام وسافر الجميع بدون استثناء بما فيهم والدي نور.

بينما فريدة وشريف فقد استطاع أن يغيرها للأفضل بالفعل وساعدها علي أن تتخطي موت والدتها وكذلك سفر والدها فقد قرر أن يبقي بالخارج برفقة شقيقتهُ لو لم يكُن دائمًا لكنهُ يحتاج أن يبتعد حتى يستطيع نسيان غدير، أم شريف لم يجرأ أن يتفوه بأي كلمة سيئة عن والدتها منا جعلها تكن له الحب والإحترام،أما الصغير زياد بحنان كأنه طفلها بالفعل وقد كان سبب هو الآخر في خروجها من محنتها ونسيانها الماضي وإغلاق صفحته إلي الأبد،وقد من الله عليها بالذرية الصالحة وها هي حامل في شهرها الأول.

❈-❈-❈

في مشهد مهيب يسر الناظرين أمام الكعبة المشرفة يلتف حولها المعتمرين يقف ياسين بملابس الإحرام وعلى إحدى ذراعيه صغيره مرتدي هو الآخر مراسم الإحرام بجواره زوجته ترتدي عباءة بيضاء وحجاب أبيض يقفون أمام الكعبة وينظروا إلي بعضهم تحدث ياسين بابتسامة:

-الحمد لله أنا النهاردة حاسس أني أملك الدنيا بما فيها مراتي وذريتي بين أيديا وفي أجمل بقاع الأرض احمدك يارب على نعمتك التي أنعمت عليا بقي اللهم دمها عليا نعمة لو ربنا خيرني أني أتعمي وكل اللي حصل معايا يحصل تاني وأنت ومودي والي في بطنك تبقوا في حياتي كنت هختار إن كل ده يحصل تاني.

ردت صفا بابتسامة:

-ما تظنهُ أنتَ شرًا فهو خيرًا لك دون أن تدري فهي تدابير ربانية دائماً ما يكمن الخير داخل الشر.

تبسم بحب وقال:

-فعلاً الخير يكمن داخل الشر بس مع الأسف أحنا مش عارفين ده وبنبقى معترضين علي إرادة ربنا رغم أن دايماً ربنا لطيف بعباده وبيحضر ليهم الخير دايماً اللهم راضنا وأرضنا وأرضا عنا وتولنا في من توليت وأعفو عنا وأرحمنا فلا مولى لنا سواك يا أرحم الراحمين وأرزقنا من الأقدار أجملها وهب لنا السعادة مع من نحب.


يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة زينب سعيد القاضي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية

رواياتنا الحصرية كاملة