رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 87 - الجمعة 18/4/2025
قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية تائهة في قلب أعمى
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة زينب سعيد القاضي
الفصل الثامن والثمانون
تم النشر الجمعة
18/4/2025
تبسمت بخفة وعقبت بإيضاح:
-ههههههههه على فكرة عايزة اوضح ليك حاجة مش أنا بس إلي بأكل كده أي دكتور متعود على الوضع ده وبيأكل كده عادي زي أحسن تقول عليا مفجوع كالعادة.
قهقه بخفة واستطرد بإبانة:
-فهمت يا حبيبتي طبعًا بس ده ميمنعش ولا ينفي إنك مفجوعة فعلاً في الواقع….
أمام كورنيش النيل وتحديدًا على إحدى المقاعد المعدنية كان تجلس صفا وتحمل طفلها فوق قدميها بينما ياسين يقف بالقرب منهم يقوم بشراء الذرة المشوي وعينيه منصبة فوقهم ومن حين لحين يمازحها بعينيه.
عاد إليها بعد قليل وجلس جوارها يده إليها بالكوز الخاص بها محذرًا:
-خدي بالك ده سخن يا حبيبتى اوعى تتحرقي.
أومأت بتفهم:
-ماشي يا حبيبي متقلقش.
أمسكته بحذر وبدأت في تناوله والصغير ينظر إليها شفقت عليه وقامت بتفريط عدة حبات وبدأت تطعمه بحنان:
-إنتِ جعانة يا قلب ماما إنتِ؟ ألف هنا علي قلبك يا صغنن إنتَ.
تسأل ياسين باهتمام:
-هو مش غلط عليه ؟
ردت بهدوء:
-هو تقيل على معدته شوية بس وبعدين دول حبتين تلاتة من نفسه يا حبيبي.
أومأ بتفهم:
-تمام.
تطلع ياسين إلي القمر والنجوم في السماء وقال:
-القمر منور النهاردة.
هتفت بإبانة:
-عشان النهاردة ليلة ١٥ خلاص الشهر قرب يخلص وندخل علي جمادى الآخر وبعدها شهر رجب وبعدين شعبان وبعدها يهل علينا اجمل شهور السنة شهر رمضان المبارك كل سنة وإنتَ طيب يا حبيبي.
رد مبتسمًا:
-وإنتِ طيبة يا حبيبتي رمضان السنة دي هيبقي غير وأفضل من كل سنة بإذن الله خير عشان إنتِ وحبايب بابا هتبقوا جنبي.
تبسمت بحب وقالت:
-بإذن الله يا حبيبي دعواتك ليا بقى اولد بدري عشان أقدر أصوم رمضان معاكم كله.
تبسم بخفة وقال:
-بإذن الله يا حبيبتي هاجيبلك فانوس رمضان قبل ما اجيب الكتاكيت دول على فكرة.
تبسمت بفرحة:
-فانوس رمضان ؟! بجد بس أنا كبرت عليه يا حبيبي خلاص.
❈-❈-❈
استنكر حديثها وقال:
-كبرتي عليه ايه مش فاهم معلش مفيش الكلام ده يا حبيبتي هو أنا هجيبه تلعبي بيه يعني هجيبه ليكِ هدية أهديكِ بيها يا حبيبتي إذا كان أنا ناوي أصلاً أجيب لماما سلوي وماما هناء فوانيس رمضان كمان دي مجرد فرحة يا قلبي فهماني؟
أومأت بإيجاب:
-فهمت يا حبيبي هو كنت عايزة أسألك سؤال يا حبيبي.
تسأل باهتمام:
-سؤال إيه يا حبيبتي خير ؟
هتفت بحرج:
-هو إنتَ بطلع زكاة صح؟
اتسعت مقلتيه وردد بعتاب:
-تفتكري ده سؤال؟ أكيد طبعًا كل شهر بطلع صدقات أذكي عن أي ربح ويخرج شنط للمحتاجين غير في بيوت أنا إلي فتحها كمان وأساسي كل أول شهر خمس عجول بتدبح وتتوزع أما بالنسبة للمستشفى أكيد بتلاحظي إن في حالات علي قد حالهم بيتعالجوا ويعملوا عمليات في المستشفى الحالات دي إحنا بنتكفل بيها وبتكون مجانية بس المفروض مقولش ليكِ أو لغيرك الكلام ده لأنه حاجة ما بيني وما بين ربنا يا حبيبتي بابا بدأ فيها من زمان وأنا بكمل وراه في الخير.
انبهرت بحديثه:
-بسم الله ما شاء الله اللهم بارك ربنا يزيدك من وسع يا حبيبي يا رب العالمين أنا والله مش قصدي أستفسر أو حاجة أنا بس كنت حابة أقولك إن لو ينفع في شهر شعبان نطلع فلوس وشنط رمضان.
أجاب بثقة:
-ده بيحصل فعلاً يا حبيبتي والسنة دي هيحصل وهيزيد كمان مع البيبهات عشان هطلع عنهم زكاة هما كمان.
رمقته بحب وقالت:
-هو أنا هحبك أكتر من كده إيه بس؟!
غمز عينيه بخفة وعقب قائلاً:
-حبيني لغاية ما تدمنيني وابقي بدل الأوكسجين إلي بتتنفسيه إيه رأيك ينفع؟!
تبسمت بحب وقالت:
-ينفع طبعًا..
أشار إلي كوز الذرة وصغيره الذي بدأ يغفو:
-هاتي مودي لأنه نام هنيمه في العربية أفضل ليه من البرد وإنتِ خلصي كوز الدرة بتاعك برد.
أومأت بتفهم:
-ماشي يا حبيبي.
نهض من جوارها وحمل الصغير بين أحضانه وتحرك به تجاه سيارته وفتح باب السيارة بالريموت كنترول ووضع الصغير بالمقعد الخلفي بحنان شديد وعاد إلى زوجته مرة أخرى وتسأل باهتمام:
-أجبلك غزل بنات ولا حمص الشام يا حبيبتي ؟
ردت بشبع:
-ولا أي حاجة يا حبيبي مش قادرة أكل أصلاً.
تجاهل رفضها وهتف بإصرار:
-هجيب الأتنين وكلي الي تاكليه دي خروجه من نفسك يا حبيبتي ولازم تستغليها أسوأ إستغلال خدي بالك.
تبسمت بحب وقالت:
-ماشي يا حبيبي زي ما تحب .
تركها وعاد بعد قليل يحمل كوبين من حمص الشام و علبتي غزل بنات وفاجأها بعدة بلالين من اللون الأحمر مطبوع عليها كلمة أحبك:
-أتفضلي يا برنسس حاجة بسيطة مش مقامك.
أخذتهم منه بلهفة وهتفت بحب:
-تسلم إيدك يا حبيبي تحفة بجد ليه تعبت نفسك بس ؟!
جلس جوارها وتحدث بحنان:
-هو فين التعب ده معلش ؟ وبعدين لو تعبت فعلاً هتعب لمين غيرك بس ؟! أنا موجود في حياتك عشان أحقق ليكِ رغباتك وأحلامك وأسعدك بس يا حبيبتي.
حركت رأسها نافية وأردفت بصدق:
-إنتَ مش موجود جنبي عشان تحقق أحلامي لأ إنتَ موجود في حياتي عشان تخلي لحياتي معني عشان تكون عوض ربنا ليا وسندي وضهري بعد ربنا يا حبيبي ربنا يبارك ليا فيك ويديمك في حياتي يارب العالمين.
تبسم بحب وقال:
-ويديمك في حياتي إنتِ كمان يا صفا إنتِ مش مجرد زوجة لأ إنتِ حبيبة وصديقة وبنتي وكل حياتي إنتِ سبب فرحتي وسبب نجاتي أنا من قبلك كنت ميت مجرد شخص عايش جسد بلا روح والغريب فعلاً إني كنت فاكر إني كده عايش طلعت طول السنين إلي فاتت كنت في كابوس بشع صحيت منه علي إيد حورية من الجنة اقتحمت حياتي دون سابق إنذار جعلتني عاشق متيم وإنسان تاني حتي بعد ما اتجوزنا كل مرة كان بيحصل حاجة تزعلني أو تكسرني كان ربنا بيجعلك إنتِ سبب فرحتي مهما قلت وعدت مش هوفيكِ حقك لان مع الأسف مفيش حاجة توفيكِ حقيقتك ومعدنك الأصيل ومش هقول غير إن لغاية اللحظة دي كل يوم بصلي ركعتين شكر لربنا عشان أتعميت وإنتِ ظهرتي في حياتي أنا من قبل كنت أعمى فعلاً أعمى العين والقلب والروح أه يا حبيبتي عرفتي ليه مسميكِ صفا القلب عشان مع أول دقة قلب ليكِ كانت بمثابة ولادة شخص تاني وروح تانية مش مسخ مشوه معندوش ولا روح ولا مشاعر عارف إني وجعتك كتير بس غصب عني مش عايزك تزعلى منى في يوم أو تفكري تبعدي عني وعايزك تتأكدي إني بحبك يا قلبي وعمري ما حبيت قبلك ولا هحب بعدك.
دمعت عيونها وهتفت بحب:
-ياه يا حبيبي كل ده في قلبك ؟! أنا محظوظة بجد إن ربنا كرمني بيك يا حبيبي.
تبسم بحب وقال:
-اللقاء نصيب والطيبون للطيبات.
أومأت بتأكيد:
-أكيد طبعًا ماما إستحالة كانت توافق إني أتجوز واحد مطلق بس لما شافت حبي ليك وافقت.
قطب جبينه بحيرة وتسأل:
-ليه إيه المشكلة إنك تتجوزي مطلق مش فاهم؟ هو عشان أتجوز وفشل يبقى ميستحقش يتجوز تاني؟
أجابت بإبانة:
-أكيد لأ طبعًا يا حبيبي بس الفكرة إن هيبقي في مقترحات دائمًا ما بيني وما بين الطليقة دي.
ضيق عينيه متسائلاً:
-مممممممم لحظة واحدة أنا كده فهمت حاجة اول ما رجعنا لبعض كنت كل ما أقول ليكِ حاجة تقولي بقارنك بفريدة؟
عضت شفتيها بخجل:
-كنت بحس كده الصراحة.
رمقها معاتبًا وقال:
-بزمتك يا شيخة ده كلام منطقي ؟ فريدة كان فيها إيه مميز عشان أفضلها عنك بس يا حبيبتي ؟!
هتفت بتبرير:
-فيها أكيد هي مكنتش بتعمل حاجة في نفسها غير إنها تهتم بنفسها وبس عشانك وإنتَ راجل وأكيد كنت حابب كده ومبهور بكده.
هز رأسه نافيًا:
-لأ طبعًا إطلاقًا إيه الهبل إلي إنتِ بتقوليه ده بس يا حبيبتي كلامك مش صح بل غلط تمامًا معنى كلامك إني راجل يهتم بجمال الست وخلاص ؟! هو أنا متجوزتش ملكة جمال معلش؟ أنا عايز زوجة تهتم بيا عايز أم لأولادي عايز صديقة تهون عليا عايز أخت تشد أذري ومع الأسف فريدة فشلت معايا في ده كله ويمكن العيب مني علي فكرة لأن هي حاليًا أتغيرت ٣٦٠ درجة مع زوجها قدرها يشكلها بإيدي وعمل إلي أنا مقدرتش أعمله قدر يبعدها عن والدتها إلي كانت المحرك الأساسي لحياتها هي كانت عروسة ماريونت بتحركها زي ما هي عايزة يلا منها لله.
تساءلت باهتمام:
-هو إنتَ ندمان ؟
قطب جبينه بحيرة وتسأل:
-ندمان علي إيه؟ إنتِ بتتكلمي جد ؟ بعد كل إلي أنا قولتله تقولي ليا ندمان ؟! الله يسامحك بجد أنا مش عارف دماغك فيها إيه الصراحة.
❈-❈-❈
هتفت بتبرير:
-قصدي إنك ندمان إنك فشلت تغيرها مش عشان سيبتها.
تبسم بهدوء وقال:
-الإتنين سيام ولو أنا باقي عليها أو هي فارقة معايا من الأساس أه كان ممكن أزعل بس لأ طبعًا ياريت تعقلي كده وتهدي يا منار عشان شكل هرمونات الحمل طفحت عندك والصراحة أنا مش حمل نكد النهاردة احنا فرحانين وبنأكل حمص الشام وغزل بنات حاولي تنبسطي لإن لما الكتاكيت ينوروا هننشغل بيهم يا حبيبتي.
رفعت يدها باستسلام:
-عندك حق يا حبيبي..
تناولوا الأشياء التي أحضرها لها وبعدها نهضوا وغادروا المكان عائدين إلي السيارة من أجل العودة إلي المنزل وجدوا الصغير مازال غافيًا على المقعد الخلفي.
تبسمت بحب وقالت:
-يا حبيبي ده لسه نايم.
رد بهدوء:
-الجو حلو خلاه ينام يلا أركبي يا قلبي عشان نروح إنتِ كمان عايزة تنامي ترتاحي ورانا جولة بكره بإذن الله.
أومأت بإيجاب:
-بإذن الله يا حبيبي.
….
بعد ما يقارب الساعة وصل ياسين إلى الفيلا، وأوقف السيارة أمام الباب الداخلي والخارجي.
ياسين براحة:
-الحمد لله وصلنا بالسلامة يلا انزلي وأنا هجيب مودي وأحصلك.
أومأت بإيجاب:
-ماشي يا حبيبي حاضر.
هبطت من السيارة وهبط هو الآخر وحمل طفله الغافي إلي أحضانه بحنان شديد، وتحرك خلفها إلي الداخل وجدوا الطابق السفلي فارغ.
تحدثت صفا بإرهاق:
-شكلهم ناموا إحنا أتأخرنا أوي.
أومأ بتفهم:
-أه يلا نطلع ننام إحنا كمان.
❈-❈-❈
صباحًا كان يقف أمام الثلاجة ينظر إلي محتوياتها بحيرة، انتبه على لمسات حانية على ظهره علم صاحبها على الفور والتفت لها مبتسماً:
-صباح الفل يا ست الكل.
تبسمت بحنان وقالت:
-صباح الورد يا حبيبي إنتَ جعان ولا إيه؟ تحب أحضر لك الفطار ؟
حك جبهته بخفة وقال:
-إحم هو الصراحة عايز أعمل فطار لصفا وإنتِ عارفة طبعاً إني فاشل فشل زريع في الموضوع كنت بشوف جبن ومربى.
أومأت بتفهم:
-حاضر يا حبيبي من عيوني ليك هجهز ليك أحلي فطار.
قبل جبهتها بحب:
-ربنا يبارك ليا فيكِ يا ست الكل وميحرمنيش منك.
تبسمت بحنان وقالت:
-ويبارك ليا فيك وفي مراتك وأولادك يارب العالمين.
أمن علي دعائها، وتسألت باهتمام:
-حابب فطار معين ولا حاجة يا حبيبي ؟
حرك رأسه نافيًا:
-لأ لأ يا ست الكل أي حاجة من ايدك حلوة عقبال ما تجهزي الفطار هوصل أنا الجنينة أجيب حاجة وجاي ولا محتاجة مساعدة ؟
هزت رأسها بخفة:
-لأ يا حبيبي سلامتك منحرمش منك.
تحرك إلي الخارج بينما اندمجت هي في إعداد الإفطار، وصل إلي الحديقة ووقف أمام شجرة الورد الچوري وقام بقطف ثلاثة وردات وعاد أدراجه إلي المطبخ مرة أخرى وجد والدة صفا استيقظت هي الأخرى وانضمت إلى والدته، إقترب منهم مغمغمًا بمرح:
-صباح الورد علي ورداتي الحلوين.
تبسمت هناء وقالت:
-صباح الفل يا حبيبي.
ردت سلوى بحنان:
-صباح الورد يا حبيبي.
إقترب منهم ومد يده إلي والدته بإحدي الوردات:
-صباحك ورد معطر بذكر الله.
أخذتها منه وهتفت بحنان:
-تسلم يا حبيبي ربنا يبارك فيك.
اتجه إلى هناء، وقدمها إليها بحب:
-اتفضلي يا ست الكل.
مدت يدها واخذتها بامتنان:
-تسلم يا حبيبي.
ضيقت سلوى عينيها وهتف مازحة:
-ومين قدك بقي قدك يا ست صفا فطار رومانسي وورد أحمر وشغل فاخر من الآخر ربنا يخليكم لبعض يا حبيبي ويبارك فى اولادكم يارب العالمين.
أمن على دعائها:
-اللهم أمين يارب العالمين.
مدت يدها بصينية الطعام بعد أن وضعت فوقها الطعام بعناية:
-أتفضل يا حبيبي الفطار جهز خلاص.
تبسم بامتنان:
-تسلم إيدك يا ست الكل.
وضع الوردة جوار الطعام وبعدها آخذ الصينية وغادر المطبخ متوجهًا إلي الأعلي.
تنهدت سلوى بارتياح وقالت:
-أخيرًا ياسين رجع لطبيعته من تاني الحمد لله.
أيدتها الآخر بتأكيد:
-عندك حق فعلاً الحمد لله إحنا كنا فين وبقينا فين.
…..
ولج الغرفة وهو يحمل صينية الطعام بين يديه ويتحرك علي أطراف أصابعه داخل الغرفة وجد صغيره مستيقظ جوار والدته المستغرقة في نومها بإرهاق شديد نتيجة أنها أصبحت في الشهور الأخيرة من حملها ويلاهي نفسه ويهمهم بطفولة، تبسم بحب ووضع الطعام فوق المنضدة الصغيرة، واتجه إلي صغيره وحمله بخفة وهو يقبله بحب:
-حبيب بابي صحي صح النوم يا صغنن إنتَ شطور مش زي ماما كسولة.
قهقه الصغيرة ببراءة:
-داد داد .
تبسم الآخر بحب وقال:
-قلب وعقل وروح داد إنتَ يا مودي تعالي بقي نصحي ماما الكسلانة دي.
تحرك بخفة إلي الجهة الأخري من الفراش وجلس جوار زوجته ووضع الصغير جوارها وكأن بفعلته تلك إشارة إلي الصغير أن يهلل وهو يجذب خصلات شعر والدته وجذبها بعنف وهو يبتسم ببراءة، مما جعل الآخري تستيقظ بآلم:
-أه أه شعري يا مودي.
حاول ياسين فك خصلاتها سريعًا وهو يحادث طفله معاتبًا كأنه شخص بالغ يفهمه:
-كده بردوا يا مودي ينفع يعني يا دوب لسه هنصحي مامي تشدها من شعرها.
قهقه الصغير ببراءة:
-داد داد.
اعتدلت صفا مبتسمة وقالت:
-يعني مع ماما حبيبتك مش بتعمل حاجة غير إنك تشدني من شعري وخلاص إنما بقي مع بابا حبيبك داد داد.
غمز ياسين إحدي عينيه بخفة وعقب قائلاً:
-الله الله شكل مامي غيرانة من بابي يا سي مودي؟!
تبسمت بدلال وقالت:
-الصراحة أه يعني أنا أحمل وأخلف وأرضع وأربي وفي الآخر يقول باب وداد طيب وبالنسبة لماما معدتش في قاموسك يا صغير إنتَ ؟ مش فالح غيرك إنك تشد شعري وبس؟! عشان أنا شعري طويل وناعم وبابي أقرع طيب دي النتيجة ؟!
قهقه ياسين بخفة وقال:
-ههههههههههه بقي أنا أقرع يا دكتورة صفا ؟ لأ أخص عليكِ ده أنا شعري سايح ونايح ومسمسم وأمور والبنات عليا طابور.
تجهم وجهها ورفعت إحدي حاجبيها مستنكرة:
-البنات عليك طابور؟ لا والله لا اصحي وفوق يا ياسين يا محمدي واصطبح وقول يا صبح كده يا خفيف.
رفع يديه باستياء:
-اصطبح وأقول يا صبح وخفيف ؟ ضاعت الهيبة خالص يا مفترية حرام عليكِ.
كتفت ذراعيها فوق صدرها وهتفت بتحدي:
-عاجبك ولا مش عاجبك لو مش عاجبك يا حبيبي وقول متخفش هو أنا هعمل إيه يعني يا دوب هاخد مودي ونروح ننام في أوضة تانية؟
تنهد باستسلام:
-لأ لأ الطيب أحسن يا حبيبتي راضي خدي راحتك يعني عليا ضاعت الهيبة علي يدك يا حبيبتي.
تبسمت بدلال وقالت:
-فدايا يا حبيبي هههههههههههه المهم إنتَ صاحي بدري ليه ؟
أعطاها الصغير ونهض من فوق الفراش واتجه إلي صينية الطعام التي لم تنتبه إليها وهتف مبتسماً:
-حبيبت أجهز ليكِ الفطار بنفسي.
ابتلعت ريقها بتوجس:
-تعبت نفسك ليه يا حبيبي بس أنا مش جعانة خالص بس تسلم إيدك.
ضيق عينيه بخبث وقال:
-مش جعانة خالص بجد ولا عشان أنا إلي عامل الفطار قولي يا حبيبتي متتكسفيش.
عضت شفتيها بحرج:
-إحم هو الصراحة أه يا حبيبي بس تسلم إيدك.
تبسم بحب وأردف:
-ههههههههه عايزك تطمني وتأكلي براحتك يا حبيبتي مش أنا إلي جهزت الفطار عارف إن تجاربي في عمايل الاكل مش أحسن حاجة ماما إلي جهزته وأنا يا دوب جبت ورد من الجنينة وجبت الأكل وجيت ليكِ بس أقول إيه بقي في الباشا الصغنن صاحي وضيع علينا الفطار الرومانسي.
هتفت ممتنة:
-شكرًا.
قطب جبينه بحيرة وتسأل:
-شكرًا على إيه مش فاهم ؟!
أسترسلت بحب ونبرة هائمة بعشقه الذي بات مستوصلاً داخل قلبها حد النوع:
-شكرًا إنك جنبي وبتهتم بيا على قد ما بتقدر حتي لو علي حساب نفسك وتغامر عشان بس تفرحني و ترسم الإبتسامة على وشى شكرًا إنك وفيت وعدك ليا وبتحاول على قد ما تقدر تنسيني إلي فات بس أنا فعلاً نسيت يا حبيبي.
تبسم بحب وغمغم بإيضاح:
-هو إنتِ فاكرة إني بهتم بيك أو بعمل كل إلي قولتِ عليه ده عشان أنسيكِ اللي فات؟ أنا بعمل كده عشان بحبك وبعمل ده من حبي فيكِ وبعدين عملت إيه يعني ؟ جبت ليكِ الفطار ؟ دي أبسط حقوقك على فكرة المهم بقي سيبك يلا افطري و فوقي بقي ناسية إلي ورانا النهاردة.
ارتسمت ابتسامه علي وجهها ووضعت يدها فوق بطنها المنتفخة وقالت:
-لأ يا سيدي فاكرة ومش ناسية النهاردة هنروح نشوف جنس البيبيهات مش عارفة ليه خليتنا نستني ده كله بس ؟ كنا عرفنا من بدري وخلاص بدل الحيرة دي.
حرك رأسه نافيًا:
-لأ لأ ولا حيرة ولا حاجة بس إنتِ ناسية ماما ومامتك قالوا أيه في الشهر الخامس لما قولتِ هنعرف وأنا تحمست لما نعرف نجيب الهدوم ليهم قعدوا يقولوا لأ وفال وحش والكلام بتاعهم ده يعني هما السبب مش أنا وقد حانت اللحظة الحاسمة وأعرف مودي هيبقي ليه أختين ولا أخين.
تسألت بفضول:
-هو إنتَ نفسك في إيه؟
أجاب بهدوء:
-كل الي يجيبه ربنا كويس هو في الأول كان نفسي ولاد عشان أسمي أحمد بس الصراحة نفسي بقي حاليّا في بنتين صغيرين نسخة منك ويكونوا في نفس حنيتك وطيبة قلبك.
تبسمت بحب وقالت:
-البنات فعلاً حنينة وأنا كمان نفسي في بنات أوي .
قطع حديثهم رنين هاتف صفا نظر في شاشة الهاتف وجدت أن رقم المتصل نور:
-دي نور.
إمتعض وجهه وتحدث بنبرة متهكمة:
- عايزة إيه ست ضلمة علي الصبح دي كمان ؟!
أشارت له أن يصمت وأجابت عليها:
-ألو و عليكم السلام ورحمه الله وبركاته أخبارك يا حبيبتي عاملة إيه ؟ أنا الحمد لله بخير يا حبيبتي أه صحيت خلاص هنفطر ونجهز ونتحرك على المستشفى بإذن الله ماشي يا حبيبتي سلام.
أغلقت الهاتف معها ونظرت إلي زوجها الذي يطالعها بغيظ:
-يعني كان لازم تنسحبي من لسانك وتعرفي علشان تيجي معانا يا أخرة صبري .
قهقهت بخفة:
-ههههههههه نفسي أعرف إمتي العداء إلي ما بينك وبينها هينتهي بحيث إنك إنتَ وهي زي البنزين جنب النار أول ما تقربوا من بعض تشتعلوا.
زفر باستياء وقال:
-يعني بزمتك أنا بتكلم أصلاً ولا هي إلي تجر شكلي ؟
ردت بهدوء:
خلاص بقي عشان خاطري ومعلش يا حبيبي إحنا كنا متفقين سوا نعرف أنا وهي مع بعض فكان لازم أقول ليها.
قلب عينيه بملل وقال:
-أستغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم ربنا يعدى النهاردة علي خير.
حاولت تغيير الموضوع بمزاح:
-سيبك من نور الوقتِ وقولي بقي لو جبنا بنات هنسميهم ايه؟
رد مفكرًا:
-ممممم صفا وصبا.
تبسمت بإعجاب:
-صفا وصبا ؟! حلوين أوي بس ليه صفا مش كفاية عليك صفا واحدة ؟ كده بقى هتاخد بنتك هتاخد مكاني.
حرك رأسه نافيًا ورد بحب:
-مفيش حد يقدر يحل محلك يا صفا القلب.
تبسمت بدلال:
-ماشي يا سيدي لما نشوف طيب لو أولاد ؟
أجاب بهدوء:
-أحمد وأمير.
صمت قليلاً وتسأل بحذر:
-ولا إنتِ مش حابة نسميه أحمد؟
ردت بهدوء:
-لأ طبعًا براحتك يا حبيبي مفيش مشكلة قلتها ليك وبقولها تاني أنا نسيت أنسى إنتَ كمان.
تنهد براحة وقال:
-ربنا يبارك ليا فيكِ يا حبيبتي إنتِ وحبايب قلب بابا.
نظرت إلي الطعام بمغزي:
-هات بقي الأكل يا حبيبي ولا ده للفرجة وبس ؟
تبسم بخفة وقال:
-فرجة إيه بس لأ ده أنا هأكلك بإيدي كمان يا برنسس.
اتسعت ابتسامتها وقالت:
-أيوة بقي علي الدلع بتاعك يا خوفي لما بناتك يوصلوا بالسلامة ياخدوا الدلع مني.
غمزها بخفة وقال:
-فشر هما مين دول إلي ياخدوا مكانك بس ده إنتِ قاعدة في قاعدة في قلبي ومربعة.
جذب الصينية وبدأ بإطعامها بالفعل يطعمها تارة ويتناول هو طعامه تارة اخري حتي أنهوا طعامهم.
نهض ياسين وقال:
-أنا هنزل الأكل المطبخ وإنتِ قومي فوقي وأجهزي عشان منتاخرش.
أومأت بإيجاب:
-تمام.
تحرك عدة خطوات وتوقف متسائلاً:
-هو احنا هناخد مودي معانا؟!
حركت رأسها نافية:
-لأ لأ هنخليه هنا بلاش ناخده معانا يتبهدل.
أومأ بتفهم:
-خلاص تمام خليكِ معاها هنزل الحاجة وأجي أخده أنزله ليهم تحت.
ردت بإيجاب:
-تمام يا حبيبي.
❈-❈-❈
بعد مرور نصف ساعة كانوا يهبطوا الدرج وهما متشابكِ الأيادي كان في إنتظارهم سلوي وهناء.
تحدثت سلوي بحنان:
-خلاص نويتوا يا أولاد تعرفوا جنس البيبهات النهاردة؟
أومأ ياسين بإيجاب:
-أيوة يا ست الكل كفاية بقي لغاية كده عايزين نعرف هما جنسهم إيه ونجيب ليهم الهدوم و التجهيزات بتاعتهم.
هتفت هناء بحنان:
-ماشي يا حبيبي ربنا يبارك فيكم يا ولاد وتفرحوا بأولادكم يارب العالمين.
أمنوا على دعائها وتحدث ياسين مستئذنًا:
-يلا بعد إذنكم سلام عليكم ورحمة الله وبركاته…
…..
توقف أمير بسيارته أمام المشفى والتفت إلى زوجته وتحدث بنبرة هادئة:
-طبعًا يا نور يا حبيبتي مش محتاج أوصيكِ.
تساءلت ببلاهة:
-توصيني على إيه مش فاهمة؟
زفر بضيق وقال:
-هو ايه إلي مش فاهمة هتعملي ايه مع ياسين ؟ زي ما قولت ليكِ يا حبيبتي بلاش تجري شكله تمام اتفقنا؟
قلبت عينيها بملل وقالت:
-لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم هو كل مرة نكون هنقابل ياسين وصفا لازم تقول الوصايا السبعة دول خلاص حفظت والله.
تهكم قائلًا بسخرية:
-حفظتي؟ الله يسامحك يا شيخة أنا مش بعمل حاجة غير إني أقول الكلام ده وإنتِ كل مرة ماشي حاضر فهمت والنتيجة بقي كارثية يا حياتي بتتفنني في المصيبة إلي بتعمليها فيه عشان خاطري اليوم النهاردة غير بلاش يا حبيبتي ننكد على الراجل في يوم زي ده.
زفرت بضيق وقالت:
-حاضر يا حبيبي عشان خاطرك بس أعمل حسابك هو لو جر شكلي أنا مش هقف ليه.
لوى شفتيه متهكمًا:
-جر شكلك؟! يا شيخة عيب عليكِ مفيش غيرك بيجر شكله وهو مش بينطق بيبقى يا عيني محتاج إلي ينقذه من تحت أسنانك يا حياتي.
تساءلت بغيظ:
-قصدك إيه ؟ بتحت أسناني دي ؟ إني كلبة ؟
رد بلهفة:
-لأ طبعًا يا حبيبتي مقصدش بس صلي على النبي كده واستهدي بالله لما نطلع فوق ماشي؟!
تنهدت بقلة حيلة وقالت:
-ماشي يلا بينا ننزل.
…..
بينما في الأعلي كانت مستلقية فوق الفراش الطبي وزوجها الحبيب يقف جوارها ونظراتهم مسلطة على الشاشة الصغيرة، ابتسمت الطبيبه بعملية وقالت:
-ها يا دكتورة نفسكم في أولاد ولا بنات؟
هتف ياسين بحماس:
-بنات.
نظرت إلي صفا وتساءلت بفضول:
-وإنتِ يا دكتورة صفا نفسك في أيه؟
ردت مبتسمة:
-بنات بردوا.
حركت رأسها بأسف وقالت:
-ممممم كان نفسي أقول ليكم بنات بس هما ولادين.
مط ياسين شفتيه وقال:
-الحمد لله كل إلي يجيبه ربنا كويس.
أيدته صفا:
-المهم إنهم يبقوا بخير.
تبسمت الطبيبة بعملية وقالت:
-أطمني هما بخير بإذن الله إنتِ حاليًا بقيتي في الشهر السابع محتاجة تتغذي كويس علشان الأولاد يبقى جسمهم كويس.
أومأت صفا بإيجاب:
-تمام يا دكتورة.
نهضت الطبيبة وقالت:
-وكده نكون خلصنا.
اتجهت إلى مكتبها بينما ساعد ياسين زوجته أن تعتدل وتنهدم ملابسها، تسألت صفا بحنان:
-إنتَ مش زعلان صح؟
حرك رأسه نافيًا:
-لا طبعًا أزعل ليه كل إلي يجيبه ربنا كويس وبعدين المرة دي ولاد المرة الجاية تيجي بنوتة.
تجهم وجهها بغيظ وقالت:
-نعم مرة تانية إيه ؟ لأ لأ كفاية أوي كده يا حبيبي.
تبسم بخفة وقال:
-ههههه خلاص خلاص إهدي تقومي بالسلامة المرة دي وبعدين نبقي نفكر وبإذن الله يا حبيبي نجيب صفا الصغيرة.
رمقته بغيظ وأردفت:
-أه منك يا أخرة صبري ماشي يا بن سلوي بكره نبقي نشوف خلاص شطبنا يا حبيبي.
غادروا الغرفة وكان بالخارج نور وأمير .
تساءلت نور بلهفة:
-ها يا صفا هتجيبي ايه؟ أولاد ولا بنات؟
ردت صفا بهدوء:
-ولادين .
صقفت نور بحماس:
-بجد ألف مبروك أنا كنت خايفة أصلاً إنك تخلفي بنات ويطلعوا شكل الشئ ده.
رفع ياسين حاجبه متجهمًا وتسأل:
-نعم هو مين الشئ ده ؟!
تدخل أمير في الحوار مهدئًا:
-مبارك يا حبيبي يتربوا في عزك سيبك من نور إنك عارف إنها بتهزر مش كده يا نور ؟!
ردت ببرود:
-لأ مش كده بتكلم جد.
ضغط ياسين علي شفتيه بغيظ:
-أمير أنا ساكت ليها عشان خاطرك.
تهكمت نور قائلة:
-هتعمل إيه إن شاء الله ده إنتَ بوق وفعل مفيش.
هتفت صفا بلهفة:
-نور يلا يا حبيبتي أدخلي إنتِ وأمير يا حبيبتي عشان تعرفي نوع الأجنة إنتِ كمان .
أومأت بإيجاب:
-عندك حق يلا يا حبيبي.
تحركت تجاه غرفة الطبيبة وتحدث أمير معتذرًا:
-حقك عليا يا حبيبي إنتَ عارف نور طيبة هي بس بتحب تهزر.
لوى شفتيه متهكمًا:
-طيبة وبتحب تهزر؟ مراتك مش بتعمل غير حاجة واحدة بس ترمي دبش وخلاص روح يا أبني روح ربنا يعينك علي ما ابتلاك.
حرك رأسه بيأس وتحرك خلف زوجته.
اقتربت صفا من زوجها و غمغمت بحنان:
-إنتَ مش زعلان من نور صح؟ عارفة إن كلامها وأسلوبها معاك مش لطيف بس علشان خاطري متزعلش منها ممكن ؟
تبسم بهدوء وقال:
-ممكن وبعدين يا حبيبتي اطمني مش زعلان منها متشغليش بالك إنتِ وبعدين أنا خلاص أتعودت على أسلوبها معايا يا حبيبتي .
تنهدت بارتياح وقالت:
-ريحت قلبي يا حبيبي.
…..
بينما داخل الغرفة.
كان ينظر أمير إلي الشاشة يترقب وينظر إلي زوجته من حين لآخر بعتاب، تحدثت الطبيبة بعملية:
-ها يا دكتورة نفسك في أيه؟
أردفت نور بحماس:
-بنتين.
حركت رأسها بيأس وقالت:
-تاني بنتين لأ يا ستي مش بنتين.
تسأل أمير بفضول:
-يعني هما ولدين ولا بنتين؟
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة زينب سعيد القاضي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية