رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 90 - الثلاثاء 29/4/2025
قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية تائهة في قلب أعمى
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة زينب سعيد القاضي
الفصل التسعون
تم النشر الثلاثاء
29/4/2025
توقف ياسين أمام المشفى وكان في انتظاره الطبيبة والفريق الطبي الذي سيقل صفا إلي غرفة العمليات، رفض رفضًا قاطعاً أن يحمل أحد زوجته غيره فقام هو بحملها بحنان وحذر شديد كأنها قطعة من الزجاج يخشي خدشها، وضعها بحذر شديد فوق الترولي وتحرك بها الممرضين، وهو يتحرك جوارها ويشبك يديه بيدها بحنان شديد، حتي وصلوا أمام غرفة العمليات.
تحدثت الطبيبة بعملية:
-سيب إيدها لازم تدخل الغرفة عشان تجهز للولادة.
حرك رأسه نافيًا وهتف بإصرار:
-لأ مش هسيبها أنا هدخل معاها جوه.
تساءلت الطبيبة ببلاهة:
-نعم تدخل معاها جوه فين ؟
رد بنفاذ صبر:
-هو ايه اللي هدخل معاها فين هدخل معاها وهي بتولد.
تحدثت بعملية:
-لأ مينفعش.
رفع حاجبه متجهمًا:
-يعني إيه مينفعش إن شاء الله ؟
هتفت بتبرير:
-وجود حضرتك هيعطلنا.
غمغم بسخرية مبطنة:
-نعم ؟ هعطلك عن إيه إن شاء الله ريحي نفسك يا دكتورة هدخل مع مراتي يعني هدخل.
تنهدت بقلة حيلة وقالت:
-براحتك بس هو حاليًا الطلق لسه هادي لكن لما تاخد الطلق الصناعي الوضع هيبقى صعب وهي تتألم أكتر وقتها حضرتك مش هتتحمل تشوفها كده.
تحدث بثبات:
-وجودي جنبها عشان أهون عليها وأخفف عنها يا دكتورة أطمني.
رفعت يديها باستلام:
-تمام براحتك بس حضرتك لازم تتعقم قبل ما تدخل ومهما يحصل جوه حضرتك تبقي هادي وتسبني أشوف شغلي عشان سلامة دكتورة صفا والأولاد.
أومأ بإيجاب:
-حاضر يا دكتورة المهم عندي إن مراتي وأولادي يبقوا بخير وبس.
آخذت الممرضات صفا إلي غرفة التعقيم كي تستعد وكذلك اتجه ياسين إلي غرفة آخري كي يتعقم هو الآخر من أجل سلامتها وسلامة أطفاله.
❈-❈-❈
كان يغادر العقار وهو يحمل الطعام بين يديها ويتمتم بكلام غير مفهوم، وخلفه تسير زوجته وهي تتساءل بحيرة:
-إنتَ بتقول إيه أنا مش سامعة حاجة.
رد باستياء:
-مش مهم أفتحي العربية يلا اركبي عشان تخدي ده علي رجلك.
إمتعض وجهها بضيق وهتفت بحنق:
-نعم هو إنتَ مش هتفتح ليا الباب ولا إيه ؟!
ضغط على شفتيه بغيظ وقال:
-هفتح الباب إزاي يا آخرة صبري معلش وأنا شايل الوليمة بتاع جنابك أركبي يا بنتي الله يرضى عنك.
فتحت باب السيارة واستقلت المقعد بحذر شديد ووضع الطعام على قدمها وبعدها أغلق الباب خلفها، واستقل هو مقعد القيادة وبدأ في قيادة السيارة.
هتفت نور بتردد:
-ممكن تسوق العربية بالراحة يا حبيبى معلش.
قطب جبينه بحيرة وتسأل:
-ليه إنتِ تعبانة ولا إيه؟!
حركت رأسها نافية وعقبت بإيضاح:
-لأ عشان ألحق أكل قبل ما نوصل.
عض شفتيه بغيظ وقال:
-لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم الصبر من عندك يارب حاضر هسوق بالراحة لما نشوف آخرتها معاكِ إيه.
بدأت في تناول الطعام بنهم شديد:
-ممكن كنت جعانة أوي بس يا خسارة المكرونة بردت شوية مع أن أحلي حاجة فيها انها تتاكل سخنة تحب تاكل معايا أكلك يا حبيبي وإنتَ بتسوق ؟
قلب عينيه بملل وقال:
-لأ شكرًا يا حبيبتي ألف هنا علي قلبك إنتِ ملئ إنتِ وأشبعي كويس المهم عشان خايف جوعي في المستشفى تتسلي علي عيال صفا وياسين.
❈-❈-❈
لكزته في كتفه بغيظ:
تصدق إنتَ رخم وبارد والله أنا ليا الجنة إني مستحملاك .
نظر لها قليلًا وسرعان ما انفجر ضاحكًا:
-هههههههههه بجد ؟ ماشي يا ستي وعلى كده بقى أنا هروح جهنم عشان مستحملك بقي علي كده.
جعدت ما بين حاجبيها بغيظ:
-قصدك إيه يا بيه؟
رد بهدوء:
-ولا قصدي ولا مش قصدي سبيني أسوق الله يبارك ليكِ عايزين نوصل ليهم بالسلامة وإنتِ بقي اعقلي كده وخلصي أكل أحسن كفاية إني سايق بسرعة السلحفاة دي عشان خاطرك أهو كلي بقي يا حبيبتي ربنا يهديكِ.
❈-❈-❈
في غرفة العمليات يقف ياسين جوار صفا وهو يمسك بيدها بيد واليد الأخرى بها محرمة ورقية يجفف لها عرقها وهو يطالعها بإشفاق وحزن وهو يستمع إلي صرخاتها التي تزداد رويدًا رويد، ألتفت إلي الطبيبة وتسأل بلهفة:
-ولديها بقي يا دكتوره إنتِ مش شايفة حالتها بقت عاملة إزاي ؟
نظرت له الطبيبة بتحذير:
-إحنا قُلنا إيه؟
رد بنفاذ صبر:
-يعني إنتِ مش شايفة حالتها ؟ حاولي تعملي أي حاجة أديها مخدر ولا مسكن ولا ولديها ولا أعملي أي حاجة.
ردت بثبات:
-أولاً خطوة المخدر أو المسكن إلي حضرتك بتقول عليها دي بتكون من البداية ودكتورة صفا رفضاها.
التفت إلى زوجته معاتبًا وقال:
-ليه رفضاها يا حبيبتي مش أحسن من حالتك دي؟
ردت بصوت متحشرج ناتج عن آلامها:
-أنا بخير يا حبيبي وبمجرد ما هولد هبقى كويسة دي متعة ونعمة كبيرة عايزني اتحرم منها بشوية مسكنات ؟
قطب جبينه بحيرة وتسأل:
-متعة ونعمة كبيرة وإنتِ عمالة تتألمي كده؟
هزت رأسها بخفة:
-أيوة نعمة كبيرة من ربنا دي روح بتتخلق من روح سبحان الله العظيم وبعدين والدتي ووالدتك حسوا بنفس الآلم ده هو أه بنتوجع لكن بمجرد ما أولادي يخرجوا بالسلامة وينوروا الدنيا واخدهم في حضني هنسي الآلم وكأنه لم يكن من الأساس.
حرك رأسه بيأس:
-لله الأمر من قبل ومن بعد المهم عندي سلامتك وبس بس مش قادر أشوفك كده وأفضل واقف أتفرج عليكِ وإنتِ بتتوجعي كده حاسس إني عاجز.
أشفقت عليه وقالت:
-إنتَ مش عاجز ولا حاجة بالعكس وقوفك جنبي هنا مهون عليا كتير ولو مش هتقدر تفضل هنا أخرج يا حبيبي.
حرك رأسه سريعًا بنفي:
-لأ طبعًا مش هخرج وأسيبك أنا لو هخرج فعلاً هخرج في حالة واحدة بس لما تقومي بالسلامة ونخرج من غرفة العمليات أربعة مش تلاتة .
أغمضت عيناها بوهن وهتفت بآلم:
-بإذن الله يا حبيبي بإذن الله آه.
تحدثت الطبيبة بعملية:
-خلاص هانت يا دكتورة الرأس بدأت تظهر خلاص خدي نفسي اهدي خالص وبلاش تكتمي وجعك أنا عارفة إنك بتحاولي تهوني عليه وجعك وده غلط عليكِ .
وكان حديثها بمثابة الإشارة لها كي تصرخ وتسنجد ربها بدلاً من أن تصرخ فهو الوحيد القادر علي أن يخفف عنها آلامها:
-يااااااارب ياااااااااااااااااارب مليش غيرك.
❈-❈-❈
في الخارج تجلس سلوى علي المقعد تضم حفيدها إلي أحضانها بحنان وهي تدعي إلي صفا، أن تنهض هي وطفليها بخير ما يرام، بينما تتحرك هناء ذهاباً وإياباً بقلق شديد.
شفقت سلوي عليها فحثتها أن تجلس:
-يا حبيبتي هتفضلي راحة جاية أقعدي يا حبيبتي واستهدي بالله وبإذن الله هتقوم بالسلامة.
ردت بحزن:
-أنا خايفة عليها أوي تولد بدري وكمان توأم غير إنها تأخرت جوه.
هتفت سلوي بتبرير:
-إنتِ بتجاوبي علي نفسك هي أتأخرت جوه عشان توأم خير خير متقلقيش أقعدي بس كده وادعي لها أفضل.
تنهدت بقلة حيلة وتهاوت علي المقعد وهي تناجي ربها:
-يارب أحفظها ليا وتقوم بالسلامة هي وأولادها بخير وسلامة يارب العالمين.
أمنت الأخرى على دعائها:
-اللهم أمين يارب العالمين.
في الأسفل توقف أمير بسيارته أمام المشفى ونظر إلى زوجته وجدها لم تنهي طعامها بعد فتهكم قائلاً:
-لأ متقوليش إحنا هنفضل قاعدين لغاية ما تخلصي أكل ؟
ردت بارتباك:
-لأ لأ هننزل أصلاً مش قادرة أكل حاسة بوجع في بطني.
قطب جبينه بحيرة وتسأل:
-وجع إزاي مش فاهم؟
أجابت بتوضيح:
-وجع كركبة جامدة في بطني يظهر أن الأكل تقيل زي ما إنتَ قولت.
أومأ بتفهم:
-تمام تحبي تدخلي طوارئ جوه نطمئن؟!
حركت رأسها نافية:
-لأ لأ أنا بخير مفيش داعي خلينا ننزل يلا عشان نطمئن علي صفا..
❈-❈-❈
هبط من السيارة واتجه إلي الطرف الآخر وفتح لها الباب ومد يده إليها كي يساعدها علي أن تهبط من السيارة لكن ترددت مما جعله يتململ في وقفته:
-مالك يا حبيبتي في إيه؟! إنتِ تعبانة ؟ شكلك مش طبيعي.
ردت بوهن:
-لأ لأ أنا بخير الحمد لله.
تمسكت في قبضة يده وهبطت من السيارة أغلق هو باب السيارة وتحركوا سويًا إلى الداخل استقلوا المصعد بعد أن إستعلموا عن مكان تواجد صفا.
فتح باب المصعد في الطابق المنشود وخرجوا منه وجدوا سلوى وهناء يجلسوا سويًا تحركوا تجاههم وتبادلوا السلام وجلسوا برفقتهم.
تسأل أمير بحيرة:
-هو ياسين فين؟
أشارت سلوى إلي غرفة العمليات وقالت:
-رفض يسيب صفا ودخل معاها وهي بتولد.
شهقت نور بعدم تصديق:
-مش معقول ؟ دخل ليه وهما أصلاَ رضيوا يدخلوه؟
أومأت بإيجاب وردت:
-الدكتورة كانت رافضة فعلاً بس هو أصر عليها ودخل حابب يبقى مع صفا ويهون عليها.
تبسمت نور بتشفي وقالت:
-أحسن بالهنا والشفا خليها تمسك في إيده تعضعضها وتطلع عليه القديم والجديد.
مسح أمير علي وجهه وتحدث بنبرة حادة:
-لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم هو مش كنتِ تعبانة من شوية فيكِ حيل يا آخرة صبري الوقتي تفرحي في ياسين وتتشفي فيه.
زفرت بضيق وقالت:
-خلاص سكت مش بحاول ألهي نفسي من التعب.
تساءلت سلوى بقلق:
-مالك يا حبيبتي تعبانة إزاي؟ أحسن تكوني هتولدي إنتِ كمان ؟!
أجاب أمير ببساطة:
-لأ لأ هي بس تقلت في الأكل وبطنها وجعتها .
تجاهلت رده ونظرت إلى نور بقلق وتسألت:
-حاسة بأيه يا بنتي؟!
ردت نور:
-مغص بيروح ويجي وخبط بسيط في ضهري.
نظرت سلوى وهناء إلي بعضهم بتوتر وأعادت سلوى سؤالها بعدم تصديق:
-إنتِ بتتكلمي جد؟
أومأت بإيجاب:
-أيوه إيه المشكلة ؟!
استرسلت هناء بإيضاح:
-دي أعراض ولادة يا بنتي مش إنتِ دكتورة وعارفة ده شكله طلق.
شهقت نور بصدمة:
-بولد لا لا مش بولد أكيد لسه بدري أنا لسه في آخر السابع هو عشان تقلت في الأكل.
رمقتها بعدم تصديق:
-جايز يا بنتي ربنا يستر.
صمت الجميع ومع مرور الوقت إزداد تعب نور بالفعل وتخلت عن جمودها مع الآلم ونهضت مرة واحدة مما جعل الأنظار توجه إليها.
تسأل أمير بقلق:
-إنتِ وقفتي ليه؟ مالك يا حبيبتي ؟
ردت بألم:
-أنا تعبانة.
انتفض من مكانه بفزع وتسأل:
-تعبانة إزاي مش فاهم مش قولتي مجرد مغص من الأكل.
❈-❈-❈
لم يكن ردها سوى أنها صرخت بألم تزامنًا مع سائل لزج يسيل بين قدميها نتيجة إنفجار جيب المياة.
هتفت سلوي بلهفة:
-يا حبيبتي يا بنتي دي بتولد.
إقترب أمير من زوجته سريعًا وقام بحملها وهو ينادي على الممرضين كي يساعدوه وبالفعل إقتربت إحدي الممرضات منه بالترولي وضعها فوقها برفق شديد وتحركوا بها إلي غرفة الطوارئ وبرفقتها سلوي وأمير بينما ظلت هناء تجلس برفقتها الصغير.
❈-❈-❈
في غرفة العمليات وأخيرًا وضعت صفا طفليها وأعلن كل طفل منهم عن والدته بصرخة مرتفعة قبل أن تأخذهم الممرضة كي تجهزهم.
تسأل ياسين بلهفة:
-هي مودياهم فين؟
ردت الطبيبة مبتسمة:
-إهدي هي بس هتحميهم وتلبسهم و هتجبهم تاني أطمئن متقلقش.
أومأ بتوتر والتفت إلى زوجته بحنان:
-إنتِ بخير يا حبيبتي؟
ردت بوهن:
-بخير الحمد لله يا حبيبي أطمئن.
تنهد براحة:
-الحمد لله يا حبيبتي حمد الله على السلامة وقفتي قلبي حاسس إني جسمي محلول خالص.
تبسمت بضعف وقالت:
-حقك عليا يا حبيبي إنتَ إلي أصريت تدخل معايا يا حبيبي.
عادت الممرضة وهي تحمل الطفلين اقتربت منها الطبيبة وأخذت الطفلين، ووضعتهم بأحضانها بحنان وعيني ياسين مترقرقة بالدمع من هذا المنظر الذي تقشعر له الأبدان.
هتف ياسين بحنان:
-بسم الله ما شاء الله حلوين أوي بس صغنين اوي ليه؟ مودي كان حجمه أكبر من كده ؟!
أجابت الطبيبة بعملية:
-محمد كان طفل واحد وبس لكن دول توأم كل حاجة بتتقسم علي أتنين بالحجم ده كويس شيلهم يلا كبر ليهم عشان هيروحوا لدكتور الأطفال يطمئن عليهم.
تسأل بقلق:
-ليه هما فيهم حاجة ؟
حركت رأسها نافية وعقبت قائلة:
-لأ لأ هما بخير الحمد لله بس بردوا لازم يتعرضوا علي دكتور أطفال ده روتين أساسي عندنا.
تنهد بإرتياح وبسط ذراعيه بحذر شديد وحمل إحدي الصغيرين وقبل جبهته بحنان وأذن في أذنه اليمنى وأقام الصلاة في أذنه اليسرى وبعدها أعطاه إلي الممرضة وفعل المثل مع الطفل الآخر.
أشارت الطبيبة إلي ياسين أن يغادر:
-كده بقى تقدر تخرج وهي على أوضة عادية.
أومأ بإيجاب:
-تمام.
نظر إلي زوجته بحنان وقال:
-أنا هخرج الوقتي اطمنهم عليكِ .
أومأت بوهن:
-ماشي يا حبيبي.
غادر ياسين غرفة العمليات إلي الخارج تفاجئ بوالدة زوجته تجلس وتحمل طفله إقترب منها وحمل طفله بحنان وتسأل باهتمام:
-هي ماما فين ؟
أجابت بلهفة:
-نور بتولد هي كمان وراحت معاها طمني يا حبيبي صفا ولدت؟
حرك رأسه بإيجاب:
-أيوة يا حبيبتي الحمد لله هي والأولاد بخير هتتنقل في أوضة عادية والبيبيهات عند دكتور الأطفال.
أومأت بإرتياح:
-الحمد لله يا حبيبي مبارك ما جالك ويتربوا في عزك يا رب العالمين.
أمن على دعائها:
-اللهم أمين يارب العالمين.
نظر حوله وتسأل باهتمام:
-طيب متعرفيش هما راحوا فين؟
حركت الروح رأسها نافية:
-لا والله يا حبيبي.
جلس جوارها وأخرج هاتفه من جيبه:
-أنا هتصل بأمير أشوف هو فين أروح ليه.
أومأت بتفهم:
-ماشي يا حبيبي هات مودي عنك.
أخذت الطفل منه وضمته إلي أحضانها بحنان وهاتف هو أمير:
-ألو أيوة يا أمير أه ولدت الحمد لله بخير يا حبيبي إنتوا فين ؟ بسم الله ما شاء الله ولدت اللهم بارك طيب ماشي يا حبيبي سلام.
أغلق الهاتف معه والتفت إلى هناء وقال:
-نور ولدت اللهم بارك هينقولها أوضة مع صفا وهما طالعين لينا .
تبسمت وقالت:
-بسم الله ما شاء الله مأخدتش وقت اللهم بارك هي كان باين عليها إنها تعبانة بس بتكابر يا حبيبتي.
أومأ بتفهم:
-أهي ولدت الحمد لله وصدقة ولا في الأفلام إن الأتنين يولدوا سوا وهيبقوا في أوضة واحدة كمان نور أهي عارفه بولادة صفا لكن هي هتتفاجئ إنها ولدت هي كمان.
….
بعد مرور نصف ساعة كان يلتف الجميع في غرقة نور وصفا وكل واحدة منهم مستلقية على فراش وإلى جوارها مهدي أطفالها، ياسين يجلس علي طرف الفراش جوار زوجته حاملاً طفله الأكبر داخل أحضانه، وكذلك يجلس أمير علي طرف الفراش جوار زوجته بينما والدي نور يلتفوا حول مهدي الأطفال وسلوي وهناء ملتفين حول مهدي طفلي صفا.
هتفت نور بوهن:
-آخر حاجة أتوقعها يا صفا إن أنا وإنتِ نولد في يوم واحد صدفة ولا في الأحلام الصراحة.
أومأت صفا بإيجاب وردت:
-عندك حق فعلاً يا حبيبتي بس أحسن حاجة حصلت.
تسأل ياسين باهتمام:
-سميت إيه يا أمير؟
رد أمير بابتسامة:
-ياسين وعهد وإنتَ سميت إيه يا حبيبي ؟
اتسعت ابتسامة الآخر ورد:
-أحمد وأمير.
نهض كل منهم بعد أن أعطي ياسين طفله إلي والدته وضموا بعضهم بحب شديد.
تحدثت سلوي بحنان وقالت:
-ربنا يبارك فيكم يا ولاد ويصلح حالكم يارب العالمين.
أمن الجميع على دعائها.
ابتعدوا عن بعضهم، واستطردت سلوى قائلة:
-إيه رأيك يا نور يا حبيبتي تيجي تفضلي مع صفا تربعنوا سوا؟ وماما هتبقي معاكِ طبعًا أنا صعب عليا ولاد أمير هيبقوا بعيد عن حضني ريحي قلبي يا بنتي ربنا يبارك ليا فيكِ يا رب العالمين.
نظرت إلي زوجها بتردد، فتحدث بهدوء:
-إلي إنتِ شايفاه يا حبيبتي موافق عليه.
نظرت إلى سلوى وقالت:
-حاضر يا خالتو.
تنهدت سلوى بإرتياح:
-ربنا يبارك فيكِ يا حبيبتي.
تحدث ياسين مبتسمًا:
-هتنوري بيتك يا أم ياسين.
ردت بهدوء:
-ده نورك.
ألتفت ياسين إلي أمير وقال:
-وأهو ربنا أراد يجمع شملنا يا صاحبي من تاني.
ابتسم أمير وقال:
-ربنا يديمها علينا يارب العالمين..
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة زينب سعيد القاضي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية