-->

رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 86 - الأحد 13/4/2025

 


  قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر


رواية تائهة في قلب أعمى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل السادس والثمانون


تم النشر الأحد

13/4/2025


"أعلم إنك وحدك من ستحارب في معركتك، ولن يساندك أحد"

صعدت الدرج بخفة واتجهت إلى غرفة والدتها طرقت الباب بخفة وولجت وجدت والدتها تجلس على سجادة تختم الصلاة.


تبسمت بحب وقالت:

-حرامًا يا ست الكل.


ردت بحنان:

-جمعًا يا قلب أمك حمد الله على السلامة.


أجابت بحب:

-الله يسلمك يا حبيبتي.


جلست صفا على طرف الفراش بإرهاق:

-عاملة إيه يا ماما ؟


ردت بهدوء:

-الحمد لله يا حبيبتي إنتِ إلي عاملة إيه ؟ شكلك تعبانة؟


هزت رأسها نافية:

-شوية إرهاق يا ماما جيت أطمئن عليكِ وهروح أصلي المغرب وأنام.


تساءلت الأخري بحنان:

-طيب مش هتاكلي الأول ؟


حركت رأسها نافية:

-لأ يا حبيبتي أكلت أنا وياسين بره عزمني علي كشري.


تبسمت هنا بحنان وقالت:

-ألف هنا على قلبكم يا حبيبتي روحي يلا ريحي وأفردي جسمك أنا من رأي يا حبيبتي تاخدي أجازة بقي لغاية ما تولدي بلاش تتعبي نفسك يا حبيبتي.


هتفت بوهن:

-إنتِ هتقولي زي ياسين هو كمان عايز أخد أجازة.


ردت بحنان:

-لإن ده الصح يا حبيبتي فعلاً إنتِ مش شايفة شكلك عامل إزاي ؟ حرام عليكِ نفسك إن لبدنك عليك حق.

❈-❈-❈

تنهدت بقلة حيلة وقالت:

-لسه بدري علي الولادة هتعب من القاعدة في البيت يا أمي أهو بسلي نفسي.


حركت الأخري رأسها بعدم رضا:

-على راحتك بس خدي بالك جوزك مش هيعجبه الوضع ده يا حبيبتي ومش عشان عايزك تقعدي من الشغل زي ما إنتِ فاهمة لأ عشان ترتاحي يا حبيبتي هو خايف عليكِ.


تنهدت بقلة حيلة وقالت:

-عارفة يا ماما بس غصب عني مش حابة قاعدة البيت أنا بحب شغلي بس لو تعبت فعلاً هفضل في البيت.


تبسمت والدتها بحنان وقالت:

-ربنا يبارك فيك يا حبيبتي يلا قومي ريحي يا حبيبتي.


أومأت بإيجاب و نهضت بتثاقل:

-تمام يا أمي تصبحي علي خير.


ردت بحنان:

-وإنتِ من أهل خير يا قلب أمك.


…..


أدت صلاة المغرب وبدلت ملابسها وبعدها تمددت على فراشها بإرهاق شديد، فتح الباب ودلف ياسين وهو يحمل طفله.


تبسمت بحنان وقالت:

-حبيب قلب مامي جيت تنام في حضن مامي ؟


اقترب ياسين منها ووضعه في أحضانها وتسأل باهتمام:

-لسه تعبانة يا حبيبتي ؟


حركت رأسها نافية:

-لأ بخير الحمد لله رجلي بس تعباني شوية من الجزمة.


رفع الغطاء علي قدمها وجدها متورمة بشدة، رمقها بعتاب وقال:

-رجلك ورامة أوي يا حبيبتي.


تنهدت بوهن وقالت:

-هنام الوقتي وبإذن الله الورم يخف.


زفر بضيق وتحرك خارج الغرفة دون أن ينطق بحرف واحد، ضمت هي طفلها في أحضانها بحنان:

-بابي شكله زعل مننا يا مودي والصراحة المرة دي عنده حق يزعل فعلاً يا قلبي عارفة إنه خايف عليا بس ما باليد حيلة.


فتح الباب ودلف ياسين وبين يديه طبق متوسط الحجم وممتلئ بالماء وضعه جوار الفراش واتجه إليها وتحدث بنبرة هادئة:

-نزلي رجلك يا حبيبتي.


اعتدلت بحذر وساعدها هو وأنزل قدميها مما جعلها تهتف بلهفة:

-بتعمل إيه يا حبيبي ميصحش وسع أنا هحطها في المياه.


رمقها بتحذير وقال:

-تعرفي تسكتي وتنزلي رجلك وتسترخي لو سمحتي؟!


تنهدت بقلة حيلة وقالت:

-حاضر يا حبيبي.


وضع قدميها في الماء البارد وبدأ يدلكها برفق شديد وهى تأن بألم.


تحدث بحنان:

-معلش المياه الباردة هتخلي الورم يهدي يا حبيبتي وهتبقي كويسة بإذن الله.


هتفت بامتنان:

-شكرًا.


حرك رأسه بيأس وتحدث بنبرة حادة:

-هو كل شوية شكرًا؟ إنتِ هبلة لو سمعت كلمة شكرًا تاني هعلقك من قفاكِ يا حبيبتي.


رفعت يديها باستلام:

-لأ علي إيه العفو يا بيه الطيب أحسن .


تبسم بظفر:

-أيوة كده شطورة يا حبيبتي وبتسمعي الكلام.


أكمل تدليك قدميها حتى زال الألم تمامًا، تسأل باهتمام:

-أحسن دلوقتي يا حبيبتي ؟


تنهدت بارتياح وقالت:

-أيوة الحمد لله يا حبيبي أحسن كتير أوي خلاص مبقتش حاسة بأي حاجة.


تبسم بحب وقال:

-تمام يا حبيبتي.


جذب المنشفة وجفف قدميها جيدًا قبل أن يرفعها مرة أخرى فوق الفراش و يدثرها بالغطاء جيدًا:

-يلا يا حبيبتي تصبحي علي خير.


نظرت له ممتنة وقالت:

-وإنتَ من أهل الخير يا حبيبي.


نهض ياسين من على الأرض تزامناً مع صوت آذان العشاء فالتفت لها بإشفاق:

-ده آذان العشاء إنتِ متوضية؟


حركت رأسها بإيجاب:

-أيوة.


تحدث بحنان:

-طيب صلي العشاء الأول بحيث تنامي براحتك و متقوميش تاني بالليل.


أومأت بإيجاب وقالت:

-ماشي يا حبيبي حاضر.


ساعدها أن تنزل قدميها مرة أخرى وقام بمساندتها حتي تنهض وتجلس علي المقعد الذي تؤدي عليه صلاتها وهتف بحنان:

-هفرش المصلية وأصلي بيكِ إمام.


أومأت بإيجاب و تساءلت باهتمام:

-إنتَ صليت المغرب صح؟


هز رأسها بإيجاب:

-أيوة يا حبيبتي صليت قبل ما أطلع.


تحرك بخفة وقام بفرش سجادة الصلاة الخاصة به وقام بأمها في الصلاة وبعد فترة كان يجلس أرضًا أمامها وأصابعها بين يديه يختم الصلاة عليا وعلي وجه كل منهم إبتسامة عذبة.


فور أن إنتها نهض سريعًا وقام بحملها بخفة، مما جعلها تشهق بفزع:

-إيه ده شلتني ليه؟!


أجاب بحنان:

-عشان شكلك مش قادرة تقفي علي رجلك أصلًا يا حبيبتي.


وضعها على الفراش ودثرها جيدًا وتحدث بحنان وهو ينظر تجاه طفله الغافي:

-مودي نام أهو ما شاء الله عليه نامي إنتِ كمان هغير هدومي بسرعة وأجي أنام أنا كمان.


أومأت بتفهم:

-ماشي يا حبيبي.


تحرك إلي غرفة الملابس كي يبدل ملابسه، وعاد بعد دقائق وجدها غافية والصغير بأحضانها، نظر لهم بحب وتمتم برضا:

-ربنا يبارك ليا فيكم يارب العالمين ويديمكم عليا نعمة انتوا السبب إني قادر أكمل واعافر عشانكم انتوا.


تحرك إلي الجهة الأخري من الفراش وتمدد جوار طفله بحنان بعد أن وضع قبلة حانية على جبهة طفله وظل يتأملهم حتى غفي دون شعور منه وسقط في ثبات عميق.

❈-❈-❈

منذ عودتهم من الخارج وهي ملتزمة الصمت حتي أنه هو من أفرغ الطعام في أطباق ونادها كي تأكل، وتناولوا طعامهم بسكون تام لا يقطعه سوي صوت الأطباق والمعالق.


رفع رأسه عن طبقه ونظر إلى زوجته بريبة:

-سبحان الله يا حبيبتي شايفة الهدوء حلو إزاي؟ مين كان يصدق انك بقالك ساعتين مش بتتكلمي؟!


نظرت له بضيق وقالت:

-بجد يعني إنتَ فرحان إني مش بتكلم ؟ للدرجة دي صوتي مزعج؟


حرك رأسه نافيًا وعقب بإيضاح:

-صوتك مش مزعج يا حبيبتي بالعكس تمامًا المزعج هو الكلام إلي بتقوليه لكن صوتك جميل وتحفة صوت عصافير كناريا يا أخواتي؟!


رمقته بغيظ وأردفت ببرود:

-بجد؟ إنتَ بتتريق صح؟


حرك رأسه نافيًا:

-لا والله بتكلم جد مش لازم أكون صريح معاكِ؟ ولا عايزاني أنافق ؟


رفعت حاجبها متهكمة:

-صريح؟ من رأى كنت تنافق أفضل وتجبر بخاطري.


رد بتعقل:

-يا بخت من بكاني ولا وبكى الناس عليا بمعنى إن أنا اصارحك بعيوبك وازعلك أفضل لما الغريب هو اللي يزعلك يا حبيبتي ويجرحك بكلامه صح ولا غلط ؟


ردت بعند:

-لأ غلط مش صح.


تبسم بخفة وعقب قائلاً:

-مشكلتك يا حبيبتي إنك بقيتي بالنسبة ليا كتاب مفتوح وعارف كويس أوي إنك شايفة إن كلامي صح فعلاً بس بتحاولي تظهري العكس تمامًا عشان غرورك وكبريائك.


رمقته باستياء وقالت:

-مين إلي قالك كده؟ أكيد خيالك الي مصورلك كده ؟


تهكم بسخرية:

-خيالي إلى مصور ليا كده ؟! صدقتي إن كلامي صح فعلاً وأهو زي ما قولت ليكِ بتكابري فعلاً ؟!


تركت الطعام بضيق وقالت:

-ده كله عشان ياسين؟


اتسعت مقلتيه وتسأل بحيرة:

-ياسين ؟ وإيه دخله في كلامنا أصلاً من الأساس معلش أنا بكلمك في إيه وإنتِ دماغك راحت لأيه ؟!


ردت بعند:

-كلامك ده كله عشان أسلوبي مع ياسين صح ولا غلط ؟


حرك رأسه نافيًا وأردف بصدق:

-لا والله العظيم مش عشان طريقتك معاه بس أنا عايزك أحسن الناس يا حبيبتي مش عايز حد يشوفك بطريقة مش كويسة من تلقائيتك فهماني؟ أنا عارف كويس أوي إنك مش بتكرهيه لكن إلي عملوا مع صفا زمان مخليكِ متحفظة علي أي حاجة ليه وواخدة وضع الهجوم صح كلامي ولا غلط؟


تنهدت بقلة حيلة وقالت:

-صح كلامك فعلاً بس غصب عني والله إني أتعامل معاه كده.

❈-❈-❈

أومأ بتفهم:

-عارف يا حبيبتي إنه غصب عنك طيب الحل بقي إيه؟ الحل تحاولي قدر الإمكان تمنعي أي إحتكاك ممكن يحصل خلاف ما بينكم بسببه سيبيها للأيام كفيلة تصفي النفوس وده قريب أوي لما تشوفي سعادة صفا وحبه ليها وإزاي بيحاول يعوضها عن إلي فات هتفرحى ليها ومش بعيد كمان تساعديه في ده ممكن بقي تكملي أكل لأن أكلتك مش عجباني النهاردة خالص فين نور الي كانت بتمسح السفرة من الأكل ؟


تجهم وجهها وتساءلت باستنكار:

-إنتَ بتتريق صح؟


حرك رأسه نافيًا وعقب بإيضاح:

-لأ بتكلم جد يا حبيبتي دي مش أكلتك دي وأنا كده أخاف تجوعي ولا حاجة وتأكليني وأنا نايم.


رمقته بغيظ وأردفت:

-تصدق بالله إنتَ رخم وبارد وصفيق كمان.


تبسم ضاحكًا:

-ماشي يا حبيبتي مقبولة منك فكي بقي لو سمحتي وأضحكِ عايز أشوف ضحكتك الحلوة إلي بتنور حياتي.


تبسمت بحب وقالت:

-وبتقول عليا أنا إلي مجنونة ؟ إلي يشوفك وإنتَ بتتكلم معايا من شوية ميشوفش كلامك دلوقتى خالص وإنتَ قالب رومانسي خالص ولا مهند جوز نور.


غمز عينيه بخفة وعقب:

-هو أنا مش مهند بس أنا جوز نور فعلاً يا حبيبتي..


…..


مع إشراقة شمس الصباح وتعمد أشعتها على زجاج النافذة جعلت هذا الغافي يتململ في نومه بتثاقل، اعتدل في جلسته ومد يده إلى الكوميدينوا الذي جواره وجذب هاتفه ينظر في الساعة وجدها السابعة صباحًا، وضع الهاتف مكانه مرة آخري وألقي نظرة خاطفة على زوجته وطفله وجدهم مستغرقين في نومهم، انسحب من جوارهم بحذر شديد واتجه إلى المرحاض كي ينعم بحمام بارد قبل أن يستعد من أجل الذهاب إلي عمله، وكأن الصغير شعر بخلو الفراش من جواره وبدأ يتململ هو الآخر حتى فتح عينيه ونظر حوله وجد والدته غافية جواره ابتسم ببراءة وجذب خصلات شعرها المتطايرة فوق الفراش يلعب بها كعادته وهو يناغي مع نفسه، ولكن ما أن جذب شعرها بعنف حتى إستيقظت بفزع وهي تحاول فك خصلات شعرها من قبضته الصغيرة:

-أه أه حرام عليك يا مودي سيب شعري هتقطعه يا حبيبي.


قهقه الصغير بسعادة ظن منه أن والدته تلاعبه وبدلاً من أن يترك خصلات شعرها زاد تشبثه بها وهي تئن، حتى خرج ياسين من المرحاض مرتديًا رداء الاستحمام علي أصواتهم وركض سريعًا تجاههم:

-إيه ده في إيه ؟ بتعمل إيه يا حبيبي في شعر ماما.


صاحت صفا بألم:

-تعالي بسرعة سلك شعري من إبنك.


تحرك بخفة وجلس جوار طفله يخلص خصلات شعرها من بين أصابعه:

-يا حبيبي سيب ده عشر ماما مش لعبة ده كل شوية تشدها منه.


هتفت بآلم:

-أنا بعد كده هنام وأنا متحجبة أرحم ليا من إلي إبنك بيعمله فيا ده.


استطاع فك شعرها أخيراً وقهقه بخفة:

-هههههههه طيب عندي اقتراح تاني ليكِ يا حبيبتي أفضل بدل ما هو بيحب شعرك أوي كده ألبسي باروكة يشد فيها براحته.


تبسمت ساخرة وقالت:

-يا حبيبي متستعجلش على الباروكة هلبسها هلبسها على إيد إبنك إلي قلع ليا نص خصل شعري على آخر الزمن هبقى قرعة يا ابن ياسين آه منك إنتَ وأبوك.


هتف مدافعًا:

-طيب هو ماشي يا ستي لكن أبوه ماله ده غلبان.


تبسمت ساخرة وقالت:

-غلبان ؟ أه منك يا بن المحمدي طيب يا أستاذ غلبان جهز نفسك عشان شغلك وتاخد الباشا إبنك معاك وتنزله تحت لتيته سلوى وتيته هناء عشان أنا أعرف أكمل نوم سالمة وأمنة.

❈-❈-❈

ابتسم بخفة وقال:

-حاضر يا حبيبتي من عيوني حاضر.


ردت ممتنة:

-تسلم عيونك يا حبيبي.


نهض بخفة واتجه إلي غرفة الملابس واقترب الصغير من والدته ببراءة:

-مام مام.


ضمته إلى أحضانها بحنان:

-قلب وعقل وروح ماما إنتَ يا صغنن بس لو تبطل العادة إلي عندك دي وتسيب شعري في حاله يرضيك أمك تبقي قرعة والعيال تقعد تقولك يا بن القرعة؟!


قهقه الصغير ببراءة ظنًا منه أنها تلاهيه، فتبسمت هي الأخرى بقلة حيلة:

-بتضحك يا آخري صبري اه منك اه انا هولد بدري علي إيد تلاتة يا إما علي إيدك أو إيد أبوك أو إيد نور أيهما أقرب من التلاتة الصراحة.


خرج ياسين من غرفة تبديل الملابس مرتديًا حلته، ووقف أمام المرآة يصفق شعره وينثر عطره، نظر إلي إنعكاس صورة زوجته في المرآة وهتف مداعبًا:

-مالك يا قلبي بتكلمي نفسك ليه؟ كده هتجنني يا قلبي.


تهكمت قائلة:

-لسه هتجنن لأ يا حبيبي اطمئن أنا اتجننت بالفعل أنا عايشة وسط مجانين إبنك وإنتَ ونور كان الله في عوني الصراحة.


نظر لها مستنكرًا:

-نعم نعم لحظة واحدة هتحطيني أنا ونور المجنونة في كفة واحدة ؟! يا شيخة حرام عليكِ وبعدين دي مش نور خالص وغلطان إلي سماها كده دي كان المفروض تتسمي ضلمة من كتر القفلات إلي بتعملها فينا والله.


تحرك بخفة وآخذ صغيره:

-تعالي حبيب بابا خلي ماما تنام وترتاح محتاجة حاجة ؟


حركت رأسها نافية:

-لأ يا حبيبي سلامتك خد بالك من نفسك.


رد بحب:

-الله يسلمك يا حبيبتي لا إله إلا الله.


ردت بهدوء:

-محمدًا رسول الله .


غادر الغرفة وبرفقته طفله بينما تمددت هي مرة آخري وأكملت نومها من جديد.

❈-❈-❈

هبط الدرج بخفة وطفله بين أحضانه والذي ما أن رأي جدتيه هلل بفرحة:

-نانا نانا.


ألقي ياسين عليهم الصباح:

-صباح الخير.


ردت كلم منهما:

-صباح النور يا حبيبي.


أخذته هناء منه بحنان:

-حبيب قلب تيته صباح الخير يا حبيبي.


مدت سلوى يدها واخذته هي الأخرى في أحضانها:

-يا صباح الورد والفل والياسمين على عيون تيتة من جوه.


وضع ياسين كلتا يديه في جيوبه وتحدث ممازحًا:

-يا بختك يا أستاذ مودي كل الدلع ده ليك إنتَ وأنا ولا كأني واقف من الأساس؟! خلاص اخد الجو خلاص.


قهقهت سلوى بخفة وقالت:

-معلش بقي يا حبيبي أعز من الولد ولد الولد.


تبسم بحب وقال:

-ماشي يا ستي هو أنا أكره تحبي أبني أكتر مني بس تديني من الحب جانب بردوا يا ست الكل.


أشارت إلى عينيها:

-من عيوني يا قلب أمك.


تساءلت هناء باهتمام:

-هي صفا لسه نايمة يا حبيبي ؟


أومأ بإيجاب:

-أيوة هتريح النهاردة معلش خلوها نايمة براحتها ومحدش يصيحها.


ردت هناء بإيجاب:

-حاضر يا حبيبي بس هي كويسة صح ؟


حرك رأسه بإيجاب:

-أيوة بخير الحمد لله اطمنوا.


تنهدت بارتياح وقالت:

-ماشي يا حبيبي ربنا يطمن قلبك يلا بقى الفطار جاهز أفطر قبل ما تروح الشغل.


داعبته سلوى قائلة:

-سبيه يا هناء يا حبيبتى يمكن مش عايز يقعد يفطر معانا وصفا مش موجودة هي إلي بتفتح نفسه على الأكل.


تبسم بخفة وقال:

-ههههههههه لأ هفطر معاكم يا ست الكل هو حد يطول يفطر مع أتنين هوانم زي القمر زيكم كده ؟!


هتفت سلوي مازحة:

-ماشي يا بكاش عارف لو مكنتش فطرت كان هيفوتك البيض بالبسطرمة إلي إنتَ بتحبه عملته ليك بإيدي يا حبيبي.

❈-❈-❈

اقترب منها مقبلاً يدها بحب:

-تسلم إيدك يا ست الكل تعبتي نفسك ليه ؟!


رمقته معاتبة وقالت:

-تعبت نفسي إيه بس ؟! وبعدين هو أنا عندي مين غيركم أتعب ليه بس.


استطرد بامتنان:

-ربنا يبارك لينا فيكم ويطول في عمركم يارب العالمين.

❈-❈-❈

كانت تجلس برفقة زوجها يتناولوا الإفطار سويًا ومن حين لآخر ينظر إليها مما جعلها تتساءل:

-هتفضل عمال تبص ليا كده يا أمير شكلك عايز تقول حاجة قول يا حبيبي أفرغ ما في جعبتك.


تبسم بخفة وقال:

-أفرغ ما في جعبتي حلوة دي بيعجبني فيكِ يا حبيبتي إنك ذكية.


تبسمت بزهو وقالت:

-أخجلتم تواضعي يا حبيبي الذكاء ده أقل حاجة عني.


تبسم ساخرًا وقال:

-الذكاء أقل حاجة عندك التواضع في ذمة الله المهم طبعًا مش محتاج أوصيكِ حاولي تتلاشى ياسين قدر الإمكان ماشي ؟


ردت بملل:

-مس هنخلص من الموضوع ده ماشي يا حبيبي عنيا حاجه تانيه ؟


رمقها بتحذير وأردف:

-مش عارف ليه حاسس في نبرتك بسخرية بس ما علينا بصي عندي إقتراح حلو أوي ليكِ أول لما تلاقي نفسك هتتعصبي علي ياسين أفضلي قولي الشويش جاي الشويش جاي.


تساءلت ببلاهة:

-هو مين الشويش ده مش فاهمة ؟


زفر باستياء وقال:

-يا حبيبتي مش مهم تفهمي المهم تنفذي وخلاص.


رفعت حاجبها متهكمة:

-طيب سؤال بس معلش جبت الفكرة العبقرية دي منين بس بقولك إيه أفطر أحسن يا حبيبي عشان تلحق شغلك وأنا ألحق شغلي.


تنهد بقلة حيلة وقال:

-لله الأمر من قبل ومن بعد ربنا يستر و ميحصلش مشكلة جديدة.


ردت ببساطة:

-محسسني اني انا إلي بعمل المشاكل وبعدين أنا أصلاً مش فاضية في المستشفى طول اليوم شغل وعمليات ولما أفضى في البريك بقعد اتفرج علي فيديوهات طبية تفيدنا قدام وبكره تفتخر بمراتك لما تكون أكبر جراحة في مصر والوطن العربي مش هكون فاضيه لأمثال ياسين بتاعك ومستشفيات مصر كلها تتهافت عليا علشان أشتغل عندهم وياسين ذات نفسه يترجاني أفضل شغالة عندهم ومش بعيد يطلب يشاركني كمان .

❈-❈-❈

حرك رأسه بيأس:

-لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم حتى في طموحك عايزة تبقي طموحة عشان تضايقيه هو وبس وتبقى أفضل منه؟! النجاح هيكون ليكِ إنتِ وبس يا حبيبتي مش لحد وبعدين هو أنا أكره إن مراتي حبيبتي تبقي ناجحة ؟ بالعكس تمامًا ولو حابة أفتح ليكِ مستشفى خاصة بيكِ مش هتأخر يا حبيبتي.


تبسمت ممتنة:

-ربنا يخليك ليا يا حبيبي بس أنا حابة أنجح بمجهودي أولاً مش بفلوس.


أومأ بتفهم:

-براحتك يا حبيبتي زي ما تحبي وتأكدي أن أنا دائمًا في ضهرك ومعاكِ في أي قرار .


تبسمت بحب:

-حبيبي يا ميرو ربنا يخليك ليا يا أبو العيال صحيح الزوج الحنين رزق.


ابتسم بخفة حتى ظهرت نوازغه وهو يحرك رأسه بيأس:

-أه منك يا تاعبة قلبي مفيش مرة بنتكلم جد إلا لما تغيري الموضوع وتقلبيه هزار.


عدلت لياقة ملابسها الوهمية وقالت:

-دي أقل حاجة عني يا حبيبي وبكره تشوف قدراتي.


أومأ بتفهم:

-بإذن الله يا حبيبتي ها خلصتي فطار عشان نمشي ؟


حركت رأسها بإيجاب:

-اه انا كده كده هفطر تاني في الشغل.


نظر لها قليلاً وسرعان ما انفجر ضاحكًا:

-والله يا حبيبتي أنا عمري ما شفت ولا هشوف في صراحتك دي بأمانة ربنا يعني يلا يلا خلينا اوصلك وأروح أشوف شغلي أنا كمان.


نهضوا سوايًا وغادروا الشقة أوصلها إلي عملها أولاً وبعدها اتجه هو إلي عمله..

❈-❈-❈

في شركة المحمدي.

كان يجلس في مكتبه يصب جام تركيزه على الملف الذي أمامه قاطعه طرق على باب المكتب يتبعه دخول أمير:

-السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


رفع رأسه عن الأوراق وردد السلام:

-وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.


جلس أمير علي المقعد ونظر إلي ياسين بتردد.


صوب الآخر نظراته عليه وتسأل بحيرة:

-مالك بتبص ليا كده ليه ؟ عايز تقول حاجة ولا إيه؟


حمحم بحرج وقال:

-إحم أيوة الصراحة أنا كنت عايزك متزعلش من نور.


تفهم ياسين حديثه وهتف بتعقل:

-هو أنا قلت ليك قبل كده اني زعلت منها ؟ 


حرك رأسه نافيًا:

-لأ.


رد ياسين ببساطة:

-يبقي خلاص متفكرش كتير وبلاش تخلي عقلك يودي ويجيب يا صاحبي سيب كل حاجة تمشي زي ما تمشي ريح نفسك إنتَ و متشلش هم أنا خلاص اتعودت وبقي عندي مناعة من التعامل مع مراتك بحس إنها بترتاح نفسيًا لما تتخانق معايا ويا سيدي خلاص تعودت على أسلوبها عارف لو في مرة اتعاملت معايا عادي من غير خناق هحس والله إن في حاجة غلط أو إنها تعبانة.


تبسم أمير بخفة وعقب قائلاً:

-والله أنا مستني اليوم اللي تتعامل معاك فيه طبيعي من غير خناق.


تبسم ساخرًا وعقب قائلاً:

-يبقى هتستنى كتير أوي يا حبيبي علي اليوم ده أعتقد إنه مش هيجي المهم خلينا في الشغل عملت إيه في آخر صفقة ؟


رد أمير باختصار:

-أطمئن يا بص كل حاجة تحت السيطرة والصفقة دي هتبقى لينا بإذن الله متشلش هم وراك رجالة..


 ….


ظلت غافية حتى استيقظت على صوت رنين هاتفها، اعتدلت بوهن وجذبت الهاتف ونظرت في الشاشة لتعلم هوية المتصل والتي لم تكن سوي نور فتحت الخط وأجابت عليها بوهن:

-ألو وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته آه لسه صاحية مش هاجي النهاردة تعبانة ومريحة شوية إرهاق مش أكتر أه هروح ليها بكره أو بعده مش عارفة هنسألها علي جنس المولود المرأة دي أو لأ خلاص هشوف وأقولك مش زعلانة يا حبيبتي بس عشان خاطري حاولي تتعاملي مع ياسين كويس ممكن ؟ ماشي يا حبيبتي روحي شوفي شغلك سلام.


أغلقت الهاتف معها وتنهدت بقلة حيلة:

-ربنا يهديكِ يا نور.


نهضت بتثاقل وبدلت ملابسها وهبطت إلي الطابق السفلي وألقت عليهم التحية:

صباح الخير.


سلوى:

-صباح النور يا حبيبتي.


هناء:

-صباح الورد صحي النوم يا كسلانة.


تمطأت بتكاسل:

-بتقولي فيها والله عايزة أنام تاني.


تبسمت هناء وقالت:

-طيب صحيتي ليه يا حبيبتي كنتِ خليكِ نايمة مرتاحة ياسين قال نسيبك نايمة براحتك.


استرسلت بإيضاح:

-صحيت على صوت الموبايل نور كانت بتتصل تطمن عليا وبعدها قومت بقي قولت كفايه نوم كده أنا نايمة من الساعة ٨ بالليل والساعة الوقتي ١١ الصبح كتير أوي.


أومأت بتفهم وقالت:

-ماشي يا حبيبتي هقوم احضر ليكِ الفطار.


حركت رأسها سريعًا بلا:

-لأ لأ خليكِ مرتاحة يا ماما مش جعانة الوقتي شوية كده لما أجوع هبقي اجيب فاكهة أكلها هو ياسين ومودي فطروا صح؟


تبسمت سلوى بخفة وقالت:

-أيوة يا حبيبتي اطمني فطروا والأستاذ مودي في الجنينة مع الدادة.


نهضت بتثاقل وقالت:

-طيب هروح أطمئن عليه وأقعد بره شوية.


هتفت سلوي بتحذير:

-صفا بلاش تشليه يا بنتي بطنك كبيرة ويمكن لقدر الله يخبطك في بطنك.


حركت رأسها بإيجاب:

-حاضر يا ماما اطمني.


تبسمت الأخري بحنان:

-ربنا يبارك فيكِ يا بنتي ويقومك بالسلامة يارب العالمين.


أمنت على دعائها:

-اللهم أمين يارب العالمين ده أكتر حاجة بتمناها حاليًا عايزة أولد بقي كفاية أوي كده.


تبسمت والدتها بخفة وقالت:

-ههههههههه معلش يا حبيبتي هانت فات الكتير مبقاش إلا القليل وتقومي بالسلامة إنتِ وحبايب تيته.

يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة زينب سعيد القاضي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية

رواياتنا الحصرية كاملة