-->

رواية جديدة نجمة أركان الجزء الرابع من سلسلة فرعون مكتملة لريناد يوسف - الفصل 13 - الثلاثاء 13/5/2025

 

قراءة رواية نجمة أركان الجزء الرابع من رواية فرعون كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



قراءة رواية نجمة أركان

الجزء الرابع من رواية فرعون

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة ريناد يوسف

الفصل الثالث عشر 

تم النشر يوم الثلاثاء 

13/5/2025



دخلت نجمه الأوضة وقربت من جواهر وسألتها مره تانيه:

-جواهر مين وخدامتنا الجديدة ازاي، انتي جيتي هنا ازاي، وإيه لبسك هدوم ماما؟

ردت عليها جواهر وهي بتسيب المشط من ايدها وتقوم :

-ماهي الست ليل هي اللي جابتني معاها من البلد وعطتني الخلجات دول، ومن اليوم وطالع اني خدامتك ياست هانم وتحت أمرك، لو عايزه مني حاجة أقضيهالك أؤمريني واني هنفذ في التو واللحظة.

ردت عليها نجمة:

-غريبة دي ماما طول عمرها رافضة موضوع الخدامة دا ومش راضيه تدخل بيتنا أي وحده تساعدها؟


- معلهش الظاهر آن الأوان عشان حد يشيل عنها هبابه، ومن حظي الحلو إني اكون اني الحد ديه.

بصتلها نجمه كتير قبل ماترد عليها وتقولها:

-اممم، الظاهر إنك وراكي حكاية كبيرة جدًا، وخصوصًا بإسمك المميز اللي علي إسم مرات عمي قاسم ده! 

ردت عليها جواهر بتأييد:

-إيوه ماني إسمي على إسم الست جواهر مرت الباشا قاسم صاحب الباشا أبوكي، أصل اني أبقا بت عمها لزم، اني بت محروس الكلب الله يرحمه. 

نجمه فتحت بوقها بصدمة وبعدها ردت عليها:


-محروس الكلب، والله يرحمه! 

بصي انا هروح الكلية دلوقتي وارجع تحكيلي الحكاية من طقطق لسلامو عليكو.. 

ردت عليها جواهر بإبتسامة:

-من عيوني احكيلك اللي انتي عايزاه ياست البنته.


نزلت نجمه وسابت جواهر في أوضتها وراحت لامها في المطبخ وكانت بتحضر الفطار قالتلها:

- ايه ياست الكل، يعني جايه من البلد وايدك مش فاضيه المرادي! 

إيه اللي ورا البنت اللي جايباها دي؟


ردت عليها ليل وهي بتكمل تحضير الفطار:

-اللي وراها هم شالته من وهي صغيره زيه زي الهم اللي شالته أمك بالظبط، لقت نفسها عتتحاسب علي حاجة مليهاش ذنب فيها.


-اممم، يعني شفتي فيها نفسك عشان كده قررتي تتبنيها صح؟ 


-مش بالظبط.. تقدري تقولي إنها استنجدت بيا وبأبوكي، وربنا سخرنا ليها وداي كل الحكاية. همي يلا وبطلي رغي هتتأخري على جامعتك.


-حاضر. طيب بس هو بابا لسه نايم ولا ايه؟ 

-أبوكي منامش اصلًا، روحي نادي عليه من الجنينه بره وقوليله الفطور جهز. وقوليلي بنات عمتك صحيوا يفطروا معانا ولا لساهم نايمين؟ 

-لا مصحيوش ومش هيصحوا إلا العصر دول، سيبيهم على راحتهم موارهمش محاضرات النهارده. 

-خليهم براحتهم، روحي يلا اندهي ابوكي. 

طلعت نجمه تنادي باباها فشافته واقف مع أركان، اتمشت ناحيتهم وصبحت عليهم، فمدلها اركان مفاتيح عربيتها وهو بيقولها:


-جبتلك عربيتك الجديدة، يلا عشان تاخديني بيها للجامعة واكون أول واحد يركبها معاكي زي ماكنتي انتي اول وحده تركب عربيتي لما اشتريتها. 

اخدت منه نجمه المفتاح وقالتله:

-ماشي هاخدك معايا بس مش هرجعك، هتتصرف وترجع لوحدك. 

رد عليها بإعتراض:

-ودا ليه بقي إن شاء الله؟ 

-اهو كده، هعزم خطيبي عالغدا بمناسبة العربية الجديدة، دا بعد إذنك يابابا طبعًا. 

رد عليها غريب:

- تمام ياحبيبة بابا، بس متتأخريش بره. 

أركان:

- طب ودا هتعزميه على اكل عادي زينا ولا ايه نظامه؟ 

نجمه:

-أمال هعزمه على ايه ياخفيف؟ 

اركان:

-يعني أصله ممكن يكون إتأثر بالقرود اللي بيربيهم وطريقة اكله بقت مختلفة، مثلا بقى بيحب الموز، الفول السوداني. 

ضربته نجمه بالمفتاح في دراعه بغضب ودخلت من غير ماترد عليه، وكانت ضربتها الرد الوحيد، فضحك أركان وغريب هو كمان ضربه على دراعه التاني وقاله:

-متدايقهاش يابارد ومتتكلمش عن خطيبها بالطريقة دي. 

-اركان:

-موعدكش. 

غريب:

-طيب أبوك عمل أيه في موضوع الاكاديمية؟ 

-مش عارف بس كنت سامعه بيكلم عمو يمان إمبارح وبيقوله يخلص أوراق الاكاديمية. 

-يعني ابوك كلم يمان عشان يخلص الأوراق؟ 

-ايوه وعمي يمان قاله إشمعنا انا قاله عشان انا عايز كده. 

ضحك غريب ودخل مع اركان الفيلا عشان يفطروا، وأول ماليل حطت الفطاو والكل قعد على السفرة أركان اللي كان مواجه السلم إنتبه ورفع حواجبه بإستغراب وهو شايف جواهر نازله على السلم بخطوات متردده وخجولة! 

ومع بصته انتبهت ليل وبصت وراها وشافت جواهر فإبتسمت وقالتلها:

-تعالي ياجواهر، انزلي يابتي. 

نزلت جواهر وإستغراب اركان زاد لما سمع الإسم، ولما وصلت جواهر عند ليل قالت للجميع :

-إصباح الخير عليكم. 

الكل رد الصباح وليل مسكت إيدها وشدتها وهي بتقولها:

-اقعدي ياجواهر إفطري. 

سحبت جواهر إيدها منها وردت عليها بخجل:

-له ميصحش ياست هانم، المقامات محفوظة بردك، اني نازله اشوفكم لو محتاجين حاجة مني واخدم عليكم وانتوا عتاكلوا. 

رد عليها غريب المرادي:

-إسمعي ياجواهر، مادام دخلتي البيت دا بقيتي فرد منه ومتتكلميش عن مقامات وممنوع التعامل برسمية، ليل إسمها خالتك ليل مش ست هانم، وانا عمك غريب مش الباشا، ودي اختك نجمة ودا الواد أركان المهزق. 

إبتسمت جواهر وبصت للارض فاتكلم أركان :

-لا استنوا هنا مادام وصلت لواد أركان والمهزق تفهموني، مين الجثه وليه إسمها على إسم أمي؟ وجات إمتى وإزاي؟ 

ردت عليه ليل وهي بتشد جواهر تقعدها:

-دي توبقي بت عم أمك لزم، يعني قريبتك ياأركان، وجات معانا لما ضاق بيها الحال في البلد واتقفلت فوشها البيبان. 

رد اركان وهو بيتأمل جواهر:

-غريبة دي.. امي طلع ليها قرايب وهي طول عمرها بتنفي دا وتقول كل اهل ابوها ماتوا ومفضلش منهم حد؟ 

ردت عليه جواهر بتأكيد:

-إيوه ماهو ديه اللي حوصول، صوح. كلهم ماتوا، واني بس اللي فضلت منهم وخدني خالي يربيني. 

رد عليها أركان بهزار:

-طب ومموتيش معاهم ليه؟ 

ضربه غريب على دماغه من ورا فإنتبه أركان إنه دايق جواهر بكلامه وخصوصًا لما ردت عليه بحزن وقالت:

-والله يابيه الموت ساعات عيكون أبعد وأصعب من إننا نطوله مهما اتمنيناه، واني مكنتش محظوظة كيف اللي ماتوا. 

رد عليها اركان بأسف:

-ايدا انتي زعلتي؟ انا مكنتش اقصد علي فكرة انا بضحك معاكي مش اكتر، متتشائميش يابنتي كده انتي لسه صغيرة ومشوفتيش حاجة من الدنيا لسه. 

ردت نجمه عليه:

-وعشان كده قالوا الملافظ سعد.. اقعدي ياجواهر واتعودي مع البني آدم دا بالذات إنك تسمعي وتفوتي. 


قعدت جواهر وبدات تبص للأكل اللي عمرها ماشافته واغلب الحاجات متعرفهاش، ومراضياش تمد يدها من خوفها احسن اول ماتلمس الوكل يتبخر وتلاقي يدها مدسوسه فصحن المش ابو دوده عتفطر وتتغدى وتتعشى وكل اللي هي فيه ديه يكون حلم تصحى منيه. 

لكن لما ليل مسكت يدها وحطت فيها قطعة توست عليها نوتيلا اتأكدت وهي عتبصلها إنها معتحلمش. 

قربتها من خشمها وشمتها قبل ماتدوقها واول ماداقتها غمضت عنيها بإستمتاع رهيب، كل دا كان متراقب من الجميع بشفقة، واركان الوحيد اللي كان مبتسم ولما جواهر دكمته بكوعها وقالتله:

-قوم اتأخرنا على الجامعة. 

رد عليها وهو لسه بيراقب جواهر:

-لا روحي انتي انا مش رايح انا عايز اتفرج. 

ضربته هي من ناحيه وغريب ضربه من ناحيه فقام، بس لسه عينه علي جواهر اللي بتاكل زي طفلة صغيرة بتكتشف الأكل للمرة الأولى. 

ركبوا عربية نجمه الجديدة وساقت لحد الجامعه، واول ماوصلت بالعربيه خطفت انظار الجميع والكل جه عليها يباركلها. 

وحتى إيان لما شافها جه ناحيتها وإبتسم وباركلها زيه زي أي حد، وسابها ومشي. 

دخلت محاضراتها وابتدت تتأقلم مع فكرة عدم إهتمام إيان بيها، وعدي اليوم عادي وعلى نهاية اليوم وقفت ايان وقالتله:

-إيان.. حبيبي انا عازماك النهاردة نتغدى سوا فمطعم بمناسبة عربيتي الجديدة وأرجوووك مترفضش.

 

قلع ايان نضارته وإبتسم ورد عليها بهدوء:

-بصراحة كنت هرفض، بس بعد حبيبي دي مش هقدر، خلاص ياستي انا موافق. 

خلص كلامه وشاور لأركان اللي كان واقف بعيد.. وجه أركان وهو مستغرب وسأله:

-ايوه يادكتور فيه حاجه؟ 

رد عليه إيان وهو بيلبس نضارته مره تانيه:

-أركان انا ونجمه خارجين نتغدى سوا النهاردة، إيه رأيك لو... 

قاطعه اركان ررد عليه بإبتسامة:


-لا والله ماله داعي يادكتور انا كده هكون عزول وسطكم ودي اول خروجة ليكم واااا

قاطعه إيان وهو بيقوله:

-يابنيي، انا كنت هقولك ايه رأيك تاخد عربيتي تروح بيها عالفيلا عند نجمه بدال ماترجع مواصلات، وانا بعد مانخلص هعدي عالفيلا اخدها. 


ضحكت نجمه لما شافت ملامح أركان إتغيرت وبص لإيان وقاله بغيظ:

-لا كتر خيرك انا مش هرجع عالبيت دلوقتي عندي كام مشوار اعملهم شوفلك سايس غيري فرصة سعيدة. 


خلص كلامه واتحرك فقاله إيان:

-ياأركان طيب العربية هعمل فيها إيه؟ 

رد عليه اركان من غير مايبصله:

-وانا مال أمي ماتعمل اللي تعمله هتشيلني همك ليه كنت خلفتك ونسيتك؟ يادكتور القرود.. 

قال آخر جملة بصوت واطي ومشي مع أصحابه وساب نجمه وإيان واقفين، وإضطر إيان إنه يروح بعربيته ونجمه بعربيتها لما ملقاش حل عشان يركب مع نجمه. 

إتغدوا وساب العربية قدام المطعم واخدته نجمه بالعربية الجديده لفه، وطول الوقت يبص فساعته لكن نجمه تجاهلته وإستمتعت بقربه برغم قلقه وإستعجاله، إتكلمت معاه وقالت كل اللي فنفسها وهو مره يرد ومره يبتسم ويهز دماغه ومرات ميردش، واتنهد براحه اخيرًا لما نجمه قالتله كفايه كده، ورجعوا عند المطعم، اخد إيان عربيته ورجع على فيلته بإستعجال، وهي رجعت الفيلا بتاعتهم. 


أما اركان في الوقت دا رجع بيتهم وقعد على السفره يتغدى مع أمه وابوه، وفوسط الأكل وبعدم مبالاه قال:

-صحيح ياماما بنت عمك جات من البلد وقاعده عند عمي غريب وليل. 


رفعت جواهر وشها وبصتله وسألته بغرابه:

-بنت عمي مين؟! 

رد عليها وهو بياكل:

-معرفش عمك مين بس هي إسمها جواهر على إسمك. 

هو قال كده وكأن برق ضرب جواهر رجعها لأسواء أيام حياتها وسابت من إيدها الشوكة والسكينه ونطقت بتوتر:

-محروس! 

وقف قاسم هو كمان عن الاكل ورد عليها بسرعة:

-مات، محروس مااات، ملوش وجود ودي مجرد بنته، بنته مش هو ياجواهر هاا. 

بصلها أركان وإستغرب من رد فعلها وقال:

-ايه ياماما مالك وليه التونر ده، علي فكرة دي بنت غلبانه قوي وتحسيها كده عالفطره كأنها بيور جايه من عالم تاني ملهاش اي تجارب ولا معرفه بأي حاجة في الدنيا. 

ردت عليه جواهر بغضب:

-وانت لحقت عرفت كل المعلومات دي عنها إمتا؟ وأصلًا ليل ليه جابتها من البلد؟ وإيه قصتها؟ 

أركان إسمعني طول مالبنت دي عند غريب وليل رجلك متخطيش هناك. 


رد عليها أركان وهو مستغرب:

-ايه دا ياماما ده، ليه كل ده يعني، هو انتي خايفه من البنت دي قوي كده ليه؟ 

-انا مش خايفه ولا نيله انا عايزاك تسمع كلامي وبس. 

رد عليها قاسم وهو بيحاول يهديها:

-جواهر، حبيبتي، أركان ولد، راجل، واخده بالك للنقطة دي انتي ولا ايه؟! 

ردت عليه بقهر:

-ودي بنت محروس ياقاسم، بنت محروس يعني بذرة نجسة واصل ردي ووارثه من أبوها وأهله كل طبع وحش في الدنيا. 

اركان:

-طب متفهموني فيه إيه ياجماعة، إشركوني معاكم، ماهو مش طبيعي طول عمرك ياماما مش بتجيبي سيرة اهل باباكي ولما تيجي سيرتهم تتكلمي عنهم بالطريقة دي! 

ومين محروس دا اللي شايف كلامك عنه مليان قهر ووجع؟ اتكلمي واحكيلي انا إبنك، ومش صغير.

 

بصت جواهر في طبقها واتنهدت وسكتت وهي بتقول لنفسها:

-احكيلك إيه بس يبني، احكيلك ايه.. اللي عايز تعرفه ميتحكيش. 

أما قاسم فقام من على الاكل وبص لجواهر وبأمر قالها:

-جواهر هاتي القهوة وحصليني عالأوضة

فقامت جواهر تعمل القهوة وهما الاتنين سابوا اركان لوحده مع علامة إستفاهم كبيره خلقها جواه موقف أمه، وقرر إنه لازم يعرف حلها. 


اما في الأوضة عند قاسم وجواهر، قدمتله القهوة فأخدها منها حطها عالكوميدينو ومسك إيدها وقعدها جنبه وقبل مايتكلم سبقته جواهر وقالتله:

-قاسم انا بخير صدقني، انا بس كل الحكاية حسيت بخوف على إبني وهو بيتكلم بالطريقة دي عن بنت محروس.. كأنها ملاك نازل من السما وهي ممكن تكون شيطانة وتوقعه في شر أعماله. 

أبوها محروس كان كده اللي يشوفه يحسبه ملاك بجناحات وهو إبليس ملعون. 

رد عليها بثقة:

-وانا قولتلك إن اركان راجل ياجواهر ومينفعش تقيسي عليه تجربتك. 


-وحتى الراجل بينضحك عليه ويُستغل ياقاسم، أيوه راجل بس طالع من علاقة حب فاشلة وقلبه بيتخبط ودي ظهرت في توقيت قاتل بالنسباله، وخايفه يكون حظه السيئ جابهاله في الوقت دا بالذات. 


رد عليها قاسم وهو بيطمنها بعنيه قبل كلامه:

-متقلقيش، اصلًا أركان كلها شهرين وأقل كمان وهيسيب هنا خالص وهينشغل في الاكاديمية، ولا هيكون فاضي لحب ولا إستغلال، ولا هيفضى يكلمك انتي من الأساس، وبعدين انا وانتي قاعدين نعمل إيه لما نسيب إبننا لوحده تضحك عليه وتستغله؟ 

دنا كنت احبسها انفرادي واكهربها لما يبانلها صاحب، دا انا من زمان نفسي فحد من ريحة المرحوم أروقه.


إبتسمت جواهر رغم عاصفة الذكريات المرعبة اللي هاجمتها، والخوف اللي سكن قلبها، وأول ماقاسم قال إنه راجع المكتب وقفت وقالتله:

-قاسم انا رايحه الفيلا عند غريب وليل. 

سكت شويه وبعدين رد عليها بهدوء:

-روحي ياجواهر، روحي وشوفي البنت واقعدي معاها واتكلمي يمكن قلبك يطمن وتكتشفي إنك مديه الأمور أكبر من حجمها. 


وفعلًا راحت وسابت أركان بيذاكر في أوضته. 

وصلت الفيلا وبمجرد دخولها إبتدت تدور بعنيها على جواهر، فشافتها ليل وراحت عليها، رحبت بيها وسلمت وقالتلها:

-مالك ياجواهر عتلولجي حواليكي إكده ليه؟ كيف اللي عتدور على حد تاه منيها! متدخلي يابه واقفه عالباب ليه؟ 

سألتها جواهر وهي لسه بتدور بعنيها:

-هي فين ياليل وليه جبتيها؟ 

فهمت ليل جواهر تقصد مين ومسكت ايدها ودخلتها واتكلمت معاها بنبرة هادية:

-جرا ايه ياجواهر، مالك جايه تسألي وانتي موقفه شوكتك إكده عالبنيه من غير ماتشوفيها ولا تعرفي حكايتها؟ 

-مش عايزه اعرف حكايات حد ياليل، ولا كنت عايزه اشوف حد من البلد، ولا حد من طرف وريحة محروس بالذات. 


ردت عليها ليل بتعجب:


-غريب موقفك ياجواهر وانتي اللي وقفتي مع أمها زمان وشلتي قضيتها فوق كتافك انتي وجوزك، ايه غيرك دلوكيت؟ 


-اللي غيرني إن البنت لما كانت صعبانه عليا زمان كانت صغيرة وضعيفة،، بس كل وحش وهو صغير بيكون شكله لطيف ومسالم، حتي التعبان وهو لسه طالع من البيضة لايمكن تصدق إن الكائن الرقيق ده هيكبر وتبقى قرصته والقبر.

وانتي ياليل ممكن جدًا تكوني دخلتي تعبان فبيتك وجبتيه بأديكي ومتعرفيش إنه شايفك فريسة وطول الوقت بيفكر إزاي يبلعك في الوقت المناسب. 


- حيلك حيلك ياجواهر هدي هبابه ياخيتي، والله انتي مديه الموضوع اكبر من حجمه بكتير، داي مجرد بت غلبانه جبناها شفقة وعطف، هتأذينا بأيه ولا فأيه؟ 

انتي لو شفتيها اصلا هتصعب عليكي، اني خابره إن جيتها وإسمها وسيرتها قلبت عليكي المواجع، بس الماضي ياجواهر كيف طريق عدينا فيه ولما اتعضينا من الكلاب اللي فيه هملناه وسلكنا طريق غيره، 

بس غصب عننا قدرنا أوقأوقات يجبرنا نرجعوا نعدوا من نفس الطريق، صوح الكلاب اللي فيه منها اللي مات ومنها اللي هج ومنها اللي شاخ عزمه ومبقاش قادر عالأذية، بس برضك عنمشوا الطريق بنفس خوفنا الأولاني وبنفس رجفة قلبنا الأولى. 

حاجة مش بيدنا ومش متلامين عليها، بس مع الأيام، ومرة على مرة لما نعدوا في الطريق ومنلاقوش الأذى القديم قلوبنا عتطمن وترتاح، تعالي اقعدي جار البنيه وشوفيها، ولو تتبعيني تاجي معاي البلد وتزوري بيتكم القديم، تخطي فوق وجعك وتعديه وتتأكدي إن الدار خلاص بقت أمان. 


خلصت كلامها اللي خلى جواهر هديت هبابه وقعدتها و نادت على جواهر الصغيرة وهي عتقول:

جواهر، بت ياجواهر تعالي إهنه.

 

جات جواهر من المطبخ تجري ووقفت قدام ليل وقالتلها:

-ايوه ياخاله ليل أؤمريني، اعملك حاجة ليكي ولضيفتك تشربوها؟ 

ردت عليها ليل وهي بتسحبها من إيدها ناحية جواهر:

-أولًا دي مش ضيفه، دي اللي إسمك على إسمها ياجواهر، دي بنت عمك. 


رفعت جواهر الصغيرة وشها وإبتسمت لجواهر الكبيرة وهي بتقولها:

-صوح انتي ست جواهر بت عمي؟ اني فرحانه قوي اللي شوفتك، سمعت عنك حكاوي كتيره وسيرتك معتاجيش غير بكل خير، ومن زمان كنت عستناكي تاجي البلد لجل اقع في عرضك واحب على رجليكي وراسك واديكي تنجديني من عذابي بس انتي اتأخرتي عليا قوي،

 اللي حكولي عليكي قالولي إنك طيبة ومعترديش محتاج يقصدك، بس ربك سخرلي اللي زيك وهبابه، خالتي ليل وعمي غريب ربنا يبارك فصحتهم وعمرهم يارب. 


سكتت جواهر قدام كلام البنت ومبقتش عارفه ترد تقول إيه، والبنت خلصت كلامها وبصت للأرض بخجل من عدم رد جواهر عليها. 


فقطعت ليل الصمت وقالت:

-ديه ربك اللي شيعنا ليكي في الوكت ديه بالذات ياجواهر، وبمناسبة الإسم عشان اللخبطة عايزين إسم دلع ليكي، فأني هقولك ياجوهره، انتي جوهره وحده وداي جواهر كتيره لجل إنها اكبر منك. 


ردت جواهر الصغيرة بإبتسامه:

-االي تشوفيه ياخاله اني راضيه بيه وموافقه عليه. 

خلصت كلامها ومشيت على المطبخ بعد ماحست بالإحراج من بنت عمها ومقابلتها الجافه ليها، ورجعت بعد شويه بصينية عليها شاي قدمتهالهم ولفت عشان تمشي وقفتها ليل وهي بتقولها:

-جوهره هملي اللي فيدك وتعالي عشان هتطلعي تجيبي لروحك خلجات جداد، وبت عمك جواهر، ولا خلينا نقولوا خالتك جواهر هي اللي هتروح معاكي وتجيبلك اللي محتاجاه. 

بصتلها جواهر وبرقت عنيها بصدمة وجوهره ردت عليها لما شافت رد فعل جواهر:

-له ياخاله اني معاوزاشي حاجة، زينين علي الهدمتين اللي عطيتيهمني، ابدل فيهم لحدت مايتقطعوا اوبقي هاتيلي براحتك. 

ردت عليها ليل وهي بتدكم جواهر بكوعها فجنبتها:

- له كيف ديه يابوي، كيف هدمتين اتنين تغيري فيهم، اسكتي داي جواهر هتاخدك وتجيبلك اللي يزغلل العين ويشرح القلب، اصلها المضروبة ذوقها حلو وعتعرف تختار وتكسي، يلا ياجواهر ياكبيرة قومي وبطلي جلع ماسخ. 


قامت جواهر واخدت جوهره معاها فعربيتها وراحت بيها عالمول، وهناك إبتدت تشتريلها على ذوقها اللي يليق عليها من كل حاجة، والبنت طول الوقت ماسكه فهدوم جواهر زي ماتكون بنتها الصغيرة، وبتبص لكل حاجة بإنبهار،

 وكانت البراءة باينه فكل تصرفاتها، ودا خلى جواهر بدأت تطمنلها، وفعلًا كلام ليل طلع مظبوط، وإن الإطمئنان بيجي بعد التجربة والإكتشاف، وإن الخوف اللي جوانا احيانًا مبيكونش له داعي. 


خلصوا شرا ورجعوا على فيلا غريب، وهناك جواهر لقت قاسم مستنيها وأركان كمان معاه، وإول مادخلت بصلها قاسم وبص للأكياس اللي فأديها وضرب كف بكف وبص لأركان وقاله:

-أحلى حاجة بحبها فأمك الثبات عالمبدأ، ولو الدنيا كلها جاتها يمين جاتها شمال إنها تغير قناعتها بحاجة أااابدًااا

ضحك اركان وقاله:

-الثبات عالمبدأ مش دايمِا بيكون كويس يابابا. 

وصلت جواهر عندهم وقالتلهم:

-ايه بتتوشوشو فأيه، عارفه انتوا بتقولوا عليا إيه على فكره. 

قاسم:

-وغلاوة مبادئك ماجيبنا سيرتك، دا إركان كان بيقول يارب ماما تكون جايبالنا حاجة حلوة في الاكياس دي بقوله يارب ياحبيبي، هاه قوليلي جبتيلنا حاجة حلوة؟ 

ضحكت جواهر لأنها فاهماه وقعدت جنبه وقالت:

-إتريقوا براحتكم، بس فعلًا اناإكتشفت إني مديه الموضوع أكبر من حجمه. 

قاسم:

-وانا اللي جاي وجايب معايا قوات التدخل السريع قولت هتحصل مجازر هنا، اتاريكي بوق عالفاضي، ياللي ماشايف في الارض حتى حبة شعر منتوفين من شعر ليل! 

ضحكت جواهر عليه وكان غريب خرج من مكتبه بمجموعة أوراق وبيقرب منهم وبيقول:

-خد ياأركان الاوراق دي وبكره تاخد عمك يمان وتخلصوه، مادام ابوك شال إيده اشتغل إنت بداله. 

قاسم:

-على فكرة ابوه لوا زيه زيك بالظبط، يعني مينفعش تسخرني وتقولي روح وتعالا، انا لا منصبي ولا سني ولا لياقتي يسمحولي أكون عرفه. 


نفخ غريب وهو بيرد عليه ويقول:

-يادي عرفه اللي مسكتلي فيه ده، قاسم :

-ايوه انا زيي زيك وراسي براسك ومينفعش تديني أوامر، جواهر هي اللي قالتلي كده وسلطتني عليك وقالتلي متسكتلوش تاني، ولو قضيتله مشوار هسميك عرفه، وأنا مش عرفه. 

خلص كلامه وجواهر ضربت على صدرها وشهقت بصدمة وقالتله:

-أنا ياقاسم قولتلك كده؟ 

قاسم:

-ايوه وبتسلطيني عليه كل يوم. 

جواهر برقتله وليل ضحكت وحتي غريب ابتسم، وجوهره كانت بتحاول تكتم ضحكتها ، لكن في النهاية مقدرتش وضحكت زيهم. 

ادتها جواهر الحاجة بتاعتها وجوهره اخدتهم وراحت بيهم على أوضتها، غيرت ولبست منهم فستان ووقفت قدام المراية وبصت لنفسها وشافت قد إيه فرق في شكلها، خرجت من اوضتها

 ووقفت على السلم من فوق.. وقفت لما شافت إنها فرصة تقدر فيها تبص على اركان اللي من أول لحظه شافته فيها وفيه حاجة غريبه شدتها ليه، يمكن شخصيته المرحه واسلوبه اللذيذ اللي مش متعوده عليهم ولا شافتهم في اي راجل قابلته فحياتها ولغاية دلوقتي مش عارفه تبص عليه بحرية ولا تحفظ ملامحه عشان تربطها بشخصيته ومقيدها الخجل.. 

فضلت مراقباه ومراقبه كلامه وضحكته وهزاره وضرب غريب ليه وهو يستخبى فحضن ليل منه، وعشان اللحظات الحلوة مبتدومش قطع تأملها صوت نجمه اللي فزعها لما قالتلها:

-واقفه بتعملي ايه عندك ياجواهر؟ 

لفت وردت عليها بتوتر:

-هاه، ولا حاجة ياست نجمه، اني، اني بس يعني.. 

نجمه:

-بس ايه يابنتي مالك؟ 

-اصلي بصريح العباره لابسه توب جديد من اللي اشترتهملي أم أركان، وخجلانه اندلى بيه. 

ردت عليها نجمه وهي بتبص للفستان:

-ومكسوفه من إيه مانتي زي القمر اهو والفستان محتشم، يلا يلا تعالي انزلي ورايا وادخلي عالمطبخ على طول لو مكسوفه منهم، واصلًا محدش فيهم هيلاحظ حاجة. 


وفعلًا نزلت نجمه ونزلت وراها جواهر، واول ماليل رفعت عنيها وشافتها إبتسمت وقالت:

-الله اكبر، إيه الجمال والحلاوة داي ياجوهرة، شوفتي ذوق أم اركان حلو كيف، عاشت يدك اللي اشترت وعينك اللي إختارت ياجواهر، صوح ادوا العيش لخبازينه، الفستان كيف مايكون معمول ليها مخصوص وهينطوق عليها. 

إبتسمت جواهر والبنت اتكسفت وبصت للأرض بعد ماشكرت ليل اللي بسببها الكل إنتبه للفستان وعيونهم بصتلها بتفحص، بما فيهم اركان اللي بصته ليها ربكتها حتى وإن كانت بصة عادية، لكنها حستها منه غير. 


خلصت القعده وقاسم وجواهر واركان رجعوا علي بيتهم، رجعوا أهدا ومرتاحين بعد ماهديت جواهر وردتلها إبتسامتها واتخلصت من عصبيتها اللي بتجنن قاسم.. واللي مستعد يعمل أي حاجة ويدفع الباقي من عمره عشان بس يمحي من عقلها وروحها الذكريات المؤلمة اللي بتغير حالها لما تفتكرها وتعكر صفوها، بس للأسف فيه حاجات مينفعش نشتريها أو نغيرها لا بفلوسنا ولا حتى بأعمارنا. 


أما جوهره فكانت فبيت ليل وغريب عايشه في حالة إكتشاف دايم لكل حاجة حواليها، فرحانة كأنها دخلت الجنة بعد ماصبرت على إبتلائات الدنيا.. شايفه المعاملة بين اهل البيت وبعضهم وحتى معاها وحاسه انهم ملايكه مش بني آدمين، الأكل اللي كانت محرومه منه بقي قدام عنيها وبين إيديها من غير رقيب ولا حساب، تاكل لحد ماتشبع من كل حاجة، وكل ماتشوفها ليل بتاكل تفرح بيها، مش زي مرات خالها اللي كانت تخبي منها العيش الحاف، ولو جاعت تضطر إنها تسرق الأكل من وراها سرقة، ولو فيوم قفشتها بتاكل لقمه من وراها يبقى يومها مطين ومشاكل ملهاش اول من آخر! 

نجمه اللي بتعاملها زي ماتكون اختها مش وحده مسكينه جايبينها وسطهم عطف، غريب اللي كلامه معاها يشبه كلام اب لبته بصوته اللي كله دفى ومحبه.. بصراحة اللي هي فيه دا لو هتفضل ساجده لربها ليل نهار مش هتقدر تشكره الشكر الكافي عليه. 



وقفت بالليل تحضر العشا مع ليل، تعلمها هما بيحبوا إيه ويكرهوا إيه، وكل حاجة بيحبوها تتعمل إزاي.. نفس ليل في الاكل اللي ملوش مثيل ولاجوهره عمرها داقت زيه وَلَد جواها شغف انها تتعلم اسرار الطبخ منها وتاخد من خبرتها، وحتى لو الموضوع نفس، اكيد العلام برضك هيفرق ولو شوية بسيطة. 


بالليل وأثناء العشى والكل ملموم وجواهر معاهم، بصت ليل حواليها وقالت بحسرة:

-والله اللمة الحلوه داي ناقصها شهاب ولدي، يابوي اتوحشته قوي ونفسي أوكله بيدي واطبخله الوكل اللي عيحبه، نفسي اتصبح واتمسى بطلتي فوشه وعيوني تشبع منيه، ملعونه الغربة عالتعليم عالكل كليله. 


لسه غريب كان هيرد عليها ويصبرها زي عادته بس منعه تليفونه اللي رن برقم شهاب إبنه، فرد عليه بإبتسامة:

-ايوه ياحبيبي، عامل ايه واخبارك إيه؟.... إحنا كلنا بخير ومش ناقصنا غير وجودك معانا، دي حتي لسه أمك جايبه سيرتك وإبن الحلال عند ذكره يبان... إيه.. أه أه.. طيب طيب ماشي متقلقش.. ياسيدي خلاص فهمنا. 

خلص المكالمة. وهو مبتسم وليل كانت مركزه معاه فسآلته بقلق:

-ايه ديه قفلت ليه معاه بسرعه إكده ومديتهونيش اكلمه واطمن عليه، وايه اللي خلاص وفهمت ومتقلقش ديه فيه إيه؟ 

رد عليها غريب وهو بيمثل الانشغال في الأكل:

-ولا حاجة ياستي الاستاذ عايز فلوس وبيأكد عليا منساش بكره، على اساس إنه فيوم طلب مني حاجة ونسيت ومبعتهالوش فورًا. 


- ياقلبي تلاقي فلوسه خولصت وربنا العالم بحاله دلوك، تلاقيه جعان ومعاهوش يجيب وكل، يانور عيني اسم الله عليك من الجوع، واني كماني مواكلاشي ولا دايقه الوكل غير لما ولدي ياكل. 

بصلها غريب بتعجب ورد عليها:

-ايييه هو ده، انتي افترضتي حاجة وصدقتيها وبتعاقبي نفسك على أساسها كمان؟ ياستي مين اللي قالك إن الفلوس اللي عايزها عايزها لأكل ولا شرب، دا إبنك بيصرف علي اتنين معاه في السكن اكل وشرب ومتكفل بيهم كأنه ابوهم، اخليه يصورلك تلاجته دلوقتي؟ 

كملي اكلك ياليل ربنا يهديكي. 

-اني قولت مواكلاشي يعني مواكلاشي، واصلًا هو حتى لو محداهش وكل هيقولك واكل وشبعان، ولدي وخابراه زين. 


نفخ غريب بضيقه من تصميمها ولام نفسه لإنه ملقيش غير الكدبه دي يقولهالها واللي خلتها مش هتتعشى، ومردش عليها بس مسك تليفونه واتصل على قاسم وقاله:

- قاسم حول لشهاب ٢٠٠٠ دولار دلوقتي حالًا. 

رد عليه قاسم بنوم وهو بيتاوب:

-للأسف مكتب عرفه للتحويلات قفل دلوقتي وعرفه اتخمد، ابقى عدي علينا بكره، أو شوفلك مكتب تحويلات تاني. 

خلص كلامه وقفل السكة فوش غريب اللي بعد التليفون عن ودنه وهمس:

-يلعن أبو جنانك ياشيخ انت وعرفه. 

ضرب نمرة يمان وطلب منه يحول الفلوس ويمان نفذ فورًا وبعتله الفلوس بالبيبال واخد اسكرين بعتها لغريب، وغريب وراها لليل اللي ابتسمت اول ماشافتها وقلبها إرتاح، واخيرًا رجعت تاكل، ودا اللي خلى غريب يحول فلوس لشهاب ملهاش داعي، عشان بس ليل تتعشى، اشترى شهيتها ب٢٠٠٠ دولار. 

ودي حاجة من ضمن الحاجات الجديدة على جوهرة، اللي مكانتش عارفة الفلوس اللي غريب بعتلها لولده كد إيه، لكنهم الوفات، وهي عمرها ماشافت حد عيشتري خاطر حد بفلوس ولو حتى ملاليم مش الوفات.. 


يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ريناد يوسف، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة