-->

رواية جديدة نجمة أركان الجزء الرابع من سلسلة فرعون مكتملة لريناد يوسف - الفصل 14 - الجمعة 14/5/2025

 

قراءة رواية نجمة أركان الجزء الرابع من رواية فرعون كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



قراءة رواية نجمة أركان

الجزء الرابع من رواية فرعون

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة ريناد يوسف

الفصل الرابع عشر 

تم النشر يوم الجمعة 

14/5/2025



عدى أسبوع من اليوم اللي جات فيه جوهره البيت، بدأت تاخد عليهم اكتر والخجل يروح..

قاسم ويمان وغريب قربوا ينتهوا من إجراءات الأكاديمية وخلاص مش باقي غير المكان وإجراءات البنا وتجهيزه.

إيان كلم غريب وحدد معاه ميعاد الفرح في اجازة آخر السنه وغريب اخد رأي نجمه وليل وشهاب ووافقوا.

أما أركان فكان دافن نفسه في المذاكرة ليل نهار، وبالذات من أول ماعرف بميعاد جواز نجمه، وكانه بيهرب من الحقيقة أو بيدفن راسه زي النعام، بس الفرق إن النعام بيدفن راسه في الرمل إنما أركان دافنها وسط صفحات الكتب!


إما في فيلا ماهر ..

موده:

-ياماهر مش معقول كده انا هفضل ماشيه وراك كده بالاكل زي الطفل الصغير.

رد عليها ماهر وهو بيجري منها بالكرسي المتحرك بتاعه:

- ومين غصبك تمشي ورايا انا واحد مش عايز ياكل هو بالعافيه؟

ردت عليه موده بزعل:

- ياماهر بقى دانا عماله اتحايل عليك واقولك عشان خاطري وحياة حبنا، وانت مفيش فايده ولا حاجة بقالها خاطر عندك، طب ياسيدي عشان خاطر العلاج اللي بتاخده حتى.


وقف بعيد عنها بمسافه ولف بقى في مواجهتها وقالها:

-بصي متحاوليش، مش هاكل يعني مش هاكل.

اتنهدت موده بقلة حيله وخلاص استسلمت وراجعه بطبق الأكل عالمطبخ لكن لما لفت لقت غريب في وشها واللي اخد منها الطبق وقال:

-انا سامع إن فيه تمرد وعصيان هنا وإضراب عن الطعام وحاجات عيب في حقي كـ لوا في الداخلية والمفروض اهل بيته يكونوا قدوة.


رد عليه ابوه ماهر وهو بيرجع بالكرسي لورا كل ماغريب يقرب منه:

-بيتك واهل بيتك هناك مش هنا، وانت لوا عالكل إلا عليا، ولو قربت مني بالأكل هرمي نفسي من فوق الكرسي وأموتلكم نفسي.

كان هيرد عليه غريب لكن سبقه في الرد قاسم اللي كان جاي معاه:

-وتهون عليك حياتك تنهيها بالطريقة البشعة دي ياماهر؟ يهون عليك عمرك اللي هتفرط فيه بنطه، طب بلاش، هتهون عليك السجادة اللي هتتلطخ بدمك دي وهي جديدة، وغير كل دا تهون عليك موده اختي المسكينة اللي كل أصابع الإتهام هتشاور عليها ويتهموها هي بقتلك وزقك من فوق الكرسي؟ 

إنت كل مادا بتثبتلي إنك أناني ياماهر ومبتفكرش غير في نفسك، إخص على كده إخص.

بصله ماهر وشاور عليه وقال بغضب:

-الواد ده ايه اللي جابه هنا انا مش منبه عليه ميجيش، بتجيبه ليه ياغريب انا مش بطيقه.

رد عليه قاسم وهو بيقعد ويحط رجل علي رجل:

-ولا انا على فكره بطيقك بس الموضوع ملوش علاقة بالقبول، أنا بحب كل فترة اجي اشقر على املاكي، فيلتي ومحتوياتها احسن حد يبدد العفش ولا يتزنق يبيع حاجة المال السايب بيعلم السرقة.


ماهر:

-فيلتك وسرقة.. طب قوم اطلع بره، بررره.

قاسم:

-اعتبرني بره، انا قاعد في ورث مراتي من امها وفورث اختي وولادها، يعني ليا هنا اكتر منك، اتفضل اقعدلك على جنب بقى متزاولناش.

رد عليه غريب:

-قاسم لم نفسك واتفضل روح استناني في الجنينه هأكل بابا واتكلم معاه كلمتين واحصلك.

قاسم:

-لا منا عايز اسمعكم هتقولوا ايه.

غريب:

-ياقاسم غور بقى.. ياموده خدي اخوكي دا من هنا بدال مااتغابى عليه.

قربت موده ومسكت دراع قاسم وقالتله وهي بتقومه:

-ياقاسم بالله عليك بطل بقى ماهر لما بتيجي وتمشي بيقعد يومين بعدها ضغطه عالي حتي العلاج مابيجيب معاه نتيجة.


قاسم:

-ماانا باجي عشان كده، طب دي متعه رفع الضغط دي، حاجة كدة بتدي باور زي رفع الاثقال ورفع العزيمة.

خلص كلامه وموده شدته جامد على بره، فخرج للجنينه وشاف جميله حماته وهي واقفه في الشباك الارضي بتاع أوضتها اللي بيطل عالجنينه، فقرب منها وقالها بصوت عالي لانها مبقتش تسمع كويس ودايماً قالعه سماعتها:

-يا حماتي عامله ايه واحشاااااني.

إبتسمتله جميله وشاورتله بأيدها وردت عليه:

-انا بخير انت عامل ايه وجواهر عامله ايه وأركان؟

-كلنا بخير، ماتيجي تقعدي معايا في الجنينه شويه الناس دول طردوني من الفيلا.

هزتله جميله دماغها وشاورتله بتودعه وقالتله:

-ابقى سلملي على جواهر وقولها تيجي تزورني بقالها اسبوع بحاله مجاتنيش.. وكملت وهي بتمسك حديد الشباك والدموع فعنيها:

-قولها ان امك بتقولك انتي اتغيرتي قوي ياجواهر وبقيتي جاحده،رميتي أمك ومبقتيش تحبيها. 

رد عليها قاسم بعلو صوته:

-ياحماتي مالك كده محسساني انها رمتك في دار مسنين، مانتي قاعده فبيتك وسط اخوكي وعياله وهي بتجيلك كل كام يوم وتتحايل عليكي تاخدك عندنا مبترضيش، سيبي الحديد دا وارجعي لورا عامله زي الغارمات اللي بيتحبسوا عشان جهزوا بناتهم بالقسط ومعرفوش يسددوا، 

دا لو حد خدلك لقطة بالمنظر دا ونزلت عالنت تطلعي تريند انتي وبنتك وحقوق الإنسان يحبسوها. 


جميله مسمعتش من اللي قاله غير كلام بسيط فردت عليه وقالتله:

-ايوه كل انسان له حقوق على ولاده وجواهر مش بتديني حقوقي كأم عليها. 

رد عليها بصوت عالي:

-ولا تزعلي انا هحبسهالك اشغال شاقة، هسجنها بتهمة العقوق والإهمال ومقاطعة امها لمدة ٣ ايام بحالهم،متلبسي السماعة بتاعتك ياحماتي انتي غاويه فرهده ليه؟ متعبه زي بنتك اقسم بالله. 


خلص كلامه وإبتسمتله جميله وهو كمان إبتسم وشاورلها وودعها وابتدى يتحرك في الجنينه وهو مستني غريب اللي اخيرًا خرجله، عشان يروحوا المكتب بعد مااطمن غريب على ابوه زي كل يوم. 


أما موده فقعدت جنب ماهر بعد ماغريب مشي وقالتله بزعل:

-يعني تاكل من إيد غريب إبنك وتخلص الاكل كله إنما انا لأ، عمومًا ماشي وكل واحد بيعرف قدره عن الناس من المواقف. 

رد عليها ماهر بإستنكار:

-دول معلقتين بسله على معلقتين رز ياموده حالاً خليتيهم مواقف؟! 


-ايوه مواقف وتقدير وغلاوه كمان، واياك تنكر إن غريب عندك اغلى مني. 

-طب وهنكر ليه، ماهو فعلًا غريب عندي اغلى من الدنيا كلها، أنتي بعد السنين دي كلها بتسأليني السؤال ده؟ وبعدين لاحظي إنك بتلوميني فيما لا أملك. 

-ماشي انت لا تملك التحكَم في قلبك بس تقدر تتحكم في تصرفاتك، تمثل العدل ياسيدي، انا بحبك وبغير عليك حتى من ولادنا وانت عارف. 


لف ماهر الكرسي عنها وهو بيتأفف بملل وبيقول:

-يوووه انتي كل شويه كده تقطميني دي مبقتش عيشه دي، وديني عند غريب اعيش عنده انتي مبقتيش تحبيني، انا اصلًا محدش بيحبني غير غريب، هو الوحيد اللي مش بيحاسبني على حاجة، لا بيقولي ليه ولا مش ليه ولا بيراجعني فتصرف.

 

برقت موده عنيها وهي بتسمعه ولسه هترد عليه قاطعتها ناديه بنت ماهر وهي بتحط ايدها على كتفها تمنعها من الكلام وردت هي عليه:


-ولا حتى انا يابابا مش بحبك؟

بصلها ومردش فاتقدمت منه وقعدت قدامه ومسكت ايده وقالتله:

-طيب منا كمان مش بحاسبك على حاجه ولا بقولك بتحب دا ومبتحبنيش يبقى جامعني معاهم ليه بقى؟

رد عليها ماهر بعصبيه:

-وانتي دلوقتي حالًا بتعملي ايه مش بتعاتبيني اهو؟ اللي بيحب حد مش بيحاسبه على اي حاجة ولا بيعاتبه، بيسيبه، بيسيبه علي راحته سيبوني على راحتي لو بتحبوني.


خلص كلامه واتحرك بالكرسي على اوضته فوقفت ناديه وراقبته وهو بيدخل ويقفل الباب بعنف فبصت لموده وسألتها:

-هو ماله؟

ردت عليها موده وهي بترفع كتافها وتنزلهم وواضح عليها الحيره:

-مش عارفه ياناديه ابوكي اليومين دول متغير خالص، بقي عصبي وحساس زيادة عن اللزوم، بيزعل من اقل كلمه، وحتي من غير كلام بيزعل، بيخترع اسباب للزعل.

ردت عليها ناديه:

-معلش ياموده مهما كان السن والتعب عليهم عامل كبير، ومتنسيش إنه دلوقتي متقيد بالكرسي بتاعه، واكيد من وقت للتاني بيحس بالعجز وخصوصًا وهو شايف الكل حواليه بيتحرك بحريه ورايحين جايين من جنبه.

ردت موده بيأس:

-طيب وهعمل ايه انا دلوقتي فحالته دي ياناديه؟ 

انا حقيقي صعبان عليا وبحاول علي قد مااقدر اني اخرجه وافسحه، باخده النادي بإستمرار وبنخرج ناكل بره من وقت للتاني انا وهو والولاد، وحتي ماجده ودياب مخصصينله وقت بيقعدوا معاه ويتكلموا عشان ميحسسوهوش بإنشغالهم عنه.


-كل دا بقى شيئ نمطي ومكرر بالنسباله ياموده، ويمكن هو السبب في حالة الملل اللي هو فيها دي، حاولي تاخديه في رحلة كام يوم لوحدكم، روحوا الشاليه بتاعنا انا ويمان اللي في السخنه، اقعدوا سوا شويه ورجعوا ايام زمان، صدقيني لما هيغير المكان ويلاقي الهدوء هيهدا ويعيد حساباته في حاجة مدايقاه و مزعلاه، 

الهدنه حتى من التفكير بتجدد النشاط وبترجع الشغف وحب الحياه انا عارفه دا كويس.

ردت عليها موده بتنهيده:

-والله لو دا الحل انا موافقه جدًا، دي كمان ممكن تكون فرصة حتى ليا اني اتخلص من التوتر اللي انا فيه دا، ابعد عند كل حاجة وانسى الدنيا ومفكرش غير فنفسي وماهر.. بس الولاد ومدارسهم وا...

قاطعتها ناديه:

-ماهو طول مابتقولي بس مش هتعملي حاجة ولا هتتحركي من مكانك، مالهم الولاد انا ويمان وعمتو جميله وليل وغريب اخوهم، ونادر وسيليا وحتى قاسم اخوكي وجواهر وولادنا.. كلنا معاهم وحواليهم ومش هنسيبهم وهنحل محلك ياستي، متقلقيش وبعدين الولاد مش صغيرين يعني، دول ماشاء الله عليهم اللي قدهم في امريكا ودول اوروبا بيستقل بحياته بعيد عن أهله.


ردت عليها موده وهي بتبص ناحية أوضهم:

-ايوه بس بيحتاجولي طول الوقت ياناديه، دول مبياكلوش ولا بيهتموا بنفسهم غير لما صوتي يتنبح عليهم واطاردهم بالأكل مطارده زي العيال الصغيرة.


- طب تعرفي إن اللي بتقوليه اكبر سبب إنك تبعدي عنهم شوية وتسيبيهم بقا يعتمدوا على نفسهم وتشوفي إنهم كبروا ومبقوش محتاجين جهدك دا كله اللي بتهدريه عليهم.

 عارفه ياموده انتي اللي محتاجة الاجازة والهدنه بجد مش بابا، أنا دلوقتي عرفت حالته دي إيه سببها.. انتي ياموده سببها.. 

حالة التوتر اللي انتي فيها دايمًا وإحساسك بإن الدنيا كلها فوق دماغك ولازم انتي بس اللي تشيليها، البيت والولاد وبابا وباباكي وامك اللي كل يومين تروحيلهم وتشوفي طلباتهم بنفسك مع ان ستات إخواتك معاهم في نفس البيت وواخدين بالهم منهم كويس ومش مقصرين،

 انتي صحيح خفيتي من وسواس النضافة بس اتملكك وسواس تاني، وسواس القلق والإهتمام بالكل ولازم تخفي منه ياموده عشان ماثر عليكي وابتدا يأثر على بابا معاكي.

 حبيبتي إقتنعي إن دايمًا فيه في الدنيا بدايل لكل حاجة، حتى إحنا فيه حد يسد مكاننا ويهتم بأولادنا ويهتم بينا إحنا شخصيًا، 

اعترفي بينك وبين نفسك إنك محتاجة أجازة من كل حاجة واطلعيها وانتي مقتنعه بيها، لأنك لو أخدتي خوفك وقلقك معاكي لا انتي هتعرفي تستمتعي ولا بابا كمان هيستفيد حاجه من الرحلة، وزي ماهتروحوا زي ماهترجعوا. 


هزت موده دماغها بموافقة وتأييد وقالتلها:

-عندك حق ياناديه، فعلًا انا اللي محتاجة الأجازه مش باباكي. 


إبتسمت ناديه وردت عليها:

-طيب مادام اقتنعتي بقى انا هكلم الحارث بتاع الشاليه إنه يجيب وحده تنضفه وهحوله فلوس يملا التلاجة ويجهزلكم كل حاجة، وانتي يلا جهزي نفسك بسرعة مفيش وقت على إمتحانات الولاد، روحوا خدولكم اسبوع ولا عشر ايام وارجعوا عشان تخططي لأجازة اخر السنه هتاخدي بابا والولاد وتقضوها فين. 

-ازاي نقضيها فين مااحنا كل سنه بنتجمع كلنا في الساحل مع بعض. 

ردت عليها ناديه بحزم:

-لأ السنادي هيتغير الوضع، انا هاخد جوزي وولادي وحماتي لو وافقت، موافقتش هجيبها هنا مع عمتو جميله، وهنسافر أي بلد نقضي الأجازة لوحدنا، هنخلي التجمعات العائلية في الفيلا هنا وفي المناسبات، إنما الاجازات دي عايزه إستمتاع من نوع خاص، فصلان عن كل حاجة وأيام عسل نعيد بيها الذي مضى،قالت اخر جملة وهي بتلعب حواجبها لموده وبتغمزلها، فضحكت موده وردت عليها:

-ناديه حساكي بقيتي منحرفه سيكا! 

-الحياة يامرات ابويا وضغوطاتها مينفعش فيها غير الإنحراف واننا نسرق منها السعادة سرقة، لأننا لو استنيناها هي تدينا السعادة من نفسها هنموت قبل ماتحن علينا.. يلا سلام هروح انا اسلم على عمتو جميله وارجع اخد حماتي واوديها للمتابعه بتاعتها وارجع اعمل اكل ليمان اللي اتفجع ده. 


ضحكت موده عليها اكتر وودعتها وراحت على أوضة ماهر تقوله عالاجازة وتحاول إنها تخرجه من حالته وبالمرة تجهز جنبه الهدوم والمتعلقات الشخصية اللي هيحتاجوها للرحله. 

وناديه دخلت لعمتها جميله سلمت وشافتها لو عايزه حاجه ورجعت على فيلتها تشوف اللي وراها. 


اما في فيلا غريب... 

ليل.. 

-مالك ياغريب بقالك يومين مش على بعضك ودايما مبتسم وحاساك فرحان على غير العادة؟ 

 رد عليها وهو بيشرب قهوته:

-طيب وانتي تكرهيلي اكون مبسوط ياليل؟ 

-أبدًا وانت خابر إني اتمنالك السعادة من كل قلبي، اني عقول تبسطنا معاك إو عالأقل تعرفنا سبب إنبساطك لجل يُعرف السبب ويبطل العجب،

 انما لو انبساطك إكده من حدا ربنا ومليهش اسباب ربنا يزيدك كمان وكمان،بس يعني اوبقا انبسط بينك وبين روحك مش قدام الناس احسن يقولوا ماله ديه! 

ضحك غريب ورد عليها:

-هو الحقيقة مش عارف السبب الحقيقي، أو خليني اقول إنه مفيش أسباب، بس حاسس إن فيه حاجة حلوه هتحصل، النهاردة أو بكره بالكتير. 

ردت عليه ليل بإستغراب:

- أمرك غريب عجيب، طيب إحساسك وعادي ووارد، والكل ساعات عياجي عليه وكت يتفائل ويحس إن فيه حاجة حلوه مستنياه، إنما تحديد معادها دي جديدة ومعتحصلش واصل! 

نوع جديد من الإحساس ديه ياغريب ياخوي؟ إحساس موقوت! 


ضحك غريب اكتر ورد على ليل:

-كل حاجة ليها عندك تعقيب وعندك القدرة تحوليها سخرية، لا يالمضه مش نوع جديد ولا إحساس موقوت، دي كده حاجة روحانيه لو وصلتيلها تبقي عمده. 

ردت عليه جواهر وهي بتبصله بطرف عينها:

-ايهي.. طيب ياروحاني، الحمد لله اني موصلتش ويارب مااوصل، إلا لو وصلت مش هبقى عمده، هبقى مجنونه عضحك وابتسم مع نفسي كيف المهابيل. 


خلصت كلامها وندهت على جواهر:

-جوهره، جوهره. 

جاتها جواهر تجري من الموطبخ وهي عتقول:

-إيوه ياخاله ليل جيت اهه، أؤمريني عايزه ايه؟ 

- الأمر لله وحده يابتي، اعمليلي كباية شاي معلهش وجيبيلي حباية صداع إلا راسي واجعاني قوي. 

ردت عليها بسرعة:

-من عيوني ياخاله، سلامتك من الوجع انشالله اللي يكرهوكي. 

جريت على المطبخ قوام تعملها الشاي اما غريب فأنتفض وهو شايفها بتمسك دماغها بألم وساب من إيده فنجان القهوة وقالها:


-ليل انتي تعبانه للدرجادي، طيب ومقولتيش ليه من بدري، قومي بينا نروح لدركتور يكشف عليكي. 

ردت عليه ليل بإبتسامة:

-وه، هقولك على شوية صداع ياغريب واشغل بالك عليا؟ اني زينه ديتي بس كباية الشاي وحباية المسكن. 

 غريب:

- ياليل انتي مهملة قوي فنفسك ومبتشتكيش من اي حاجة تاعباكي، هو انا يعني مش عارفك؟ 


-متخافش يانن عيني دول شوية صداع وهيروحوا لحالهم ممستاهلينش قلق، قوم يلا روح على مكتبك وخلص اشغالك عشان تعاودلي بدري هبابه النهارده. 


-طيب مابلاها مكتب النهاردة واقعد معاكي من دلوقتي؟ 


-له يابوي ويتكوم عليك الشغل وتليفونك ميبطلش رن ولازن، قوم قوم خلص قوام وعاودلي. 

قام غريب وراح على مكتبه يخلص شغله، أما ليل فشربت الشاي والحبايةوفضل الصداع مستمر مراحش،ولا بيروح بقاله كام يوم ومش عايزه تقلق غريب عليها وتروح لدكتور، فقامت تناملها شويه عشان الصداع يخف. 


اما في البلد عند نواره... 

قبل كام يوم.. 

عيشه فنص الليل راحت على نواره ففرشتها وصحتها بشويش وهي عتقولها:

-نواره، بت يانواره اصحي. 

ردت عليها نواره بتعب:

-عايزه ايه ياخاله عيشه مني، عتصحيني ليه واني ماصدقت عيني تغفل وعقلي يرتاح من التفكير. 


-قومي ياحزينه بلا نوم، قومي وتعالي معاي يمكن ربنا راد يقرب البعيد الليله ويلم الشمل. 

اتعدلت نواره قوام وهي عتسالها بلهفه:

-احلفي ياخاله، أمانه عليكي صوح، يعني النهارده هاخد ولدي فحضني؟ 


-قولي يارب ومتقاطعيش، وقومي يلا همي ومتعمليش صوت احسن ابوكي يصحى ويعطلنا. 

قامت نواره ولبست طرحتها بفرحه وطلعت مع عيشه على سراية وفقي ومصريه. 

وصلوا وخبطت عيشه عالبوابه خبط خفيف، فرد عليها شاكر من اول خبطتين:

-هوس ارفعي يدك عن الباب. 

وقفت عيشه خبط وهو فتح البوابه بالراحه وبصلهم وقالهم :

-ادخلوا يارداحين ياللي مهتسكتوش غير وانتوا قاطعين عيشي،وروني هتعملوا ايه ومصريه عتاخد الواد فباطها وتنام جاره ومعايفارقهاش. 


دخلت نواره بلهفه ومن بعدها عيشه وشاكر رد وراهم الباب وبصلهم وقال:

-انتي ياعيشه اتداري إهنه في الأوضه بتاعتي، وانتي يانواره هدخلك السرايا واني هعاود استنى عالبوابه، عرفتي تشيلي الواد من جار مصريه من غير ماتحس عليكي أمين، معرفتيش تطلي عليه من بعيد وتطلعي، واهو نص العمى ولا العمى كله. 

هزتله نواره دماغها بطاعه وهي عتبلع ريقها من شدة التوتر واللهفة، ودخلت وراه علي السرايا، وعالبوابه سابها تكمل على جوه وهو عاود. 


وقفت نواره لثواني على الباب تجمع شجاعتها وتحاول تسيطر عالرعشة اللي سرت فبدنها كله قبل ماتخطي ناحية أوضة مصريه ووفقي، ومع كل خطوة وبصه على السرايا وحيطانها تفتكر وجع من الأوجاع اللي شافتها.. 


افتكرت اليوم اللي جات فيه لتاني مره للسرايا جايبه سمك عشان تطبخه لوفقي، ودخلت ومكانش قاعد، وقابلتها مصريه وطردتها ومسكت السمك منها رمته في الجنينه، لعنت عنادها اللي خلاها تلم السمك من عالأرض تاني وتقعد بيه في الجنينه لغاية ماوفقي رجع وقالتله عاللي عملته مصريه.. 

وهو دخلها السرايا وأمرها تعمل السمك ودخل لمصريه وقالها بصوت يشبه الرعد:

-انتي كيف تعصيلي أمر يامصريه وتكسري كلمتي اللي قولتها؟ انتي اتجننتي ولا عايزه إهانه مني، ليه مصممه تتهاني يابت الناس واني حايش عنك نفسي بالعافيه. 


ردت عليه بغضب:

-ايوه عايزه اتهان ياوفقي، فرجني هتهيني كيف، وريني مرجلتك اللي هتطلعها على مره، ولا مات الاسد اللي كانت عتخاف منيه القرود؟ 


هي خلصت كلامها ووفقي نزل على وشها بكف خلاها رجعت لورا من قوته، وبدال مايخوفها الكف ولا يضعفها زود غضبها وخلاها ردت عليه بوعيد:

-عتضروبني ياوفقي، عتمد يدك على ستك وبت سيدك وولي نعمتك؟ له دانت فجرت عاد ومفكر محدش هيعرف يلمك، بس بسيطة، إن مرجعتك شحات كيف ماكنت ياوفقي، إن ماخليتك ترجع تشتغل اجير حدا الناس بملاليم ميكفوكش عيش حاف، إن مطلعتك من الجنه اللي دخلتك فيها مبقاش اني مصريه بت مرعي.

رد عليها وفقي بضحكة:

-هههههه، ولا انتي ولا عشره زيك يقدروا يعملوها.

-له اقدر ونص ياوفقي، واقدر احبسك لحد ماعمرك يخلص وانت بين اربع حيطان منسي من غير ماحد يسأل عليك ولا يفكر فيك. 


رد عليها بنفس الضحكة:

-لو عالوصولات اللي معاكي تبليهم وتشربي ميتهم، لأن اللي حداي دلوك يغطي تمن الوصولات مرة ونص، ماهو اني مش شغال طول السنين اللي فاتت داي ببلاش، ومش عامل حساب الزمن وغدر الناس. 


ردت عليه بتحدي وضحكة صفرا:

-إيوه بس خسارتك هتكون كبيره ياوفقي، هتخسر اللي عملته واللي حاطط يدك عليه من أملاكي، مصانع ومحالج وأراضي، صوح هتسدد الوصولات، بس شوف الأملاك اللي هسحبها من تحت يدك كد ايه، ومش بس الأملاك اللي هتتسحب، دي كمان الهيبه اللي عاطياهالك الأملاك وإحترام الناس ليك، هتطلق منك واتجوز راجل غيرك واعطيه كل حاجة يمسكها.. وهيبوس الأيادي صبح وعشيه.. مش يمد يده عليا بالضرب ويهيني زيك ياقليل الأصل. 

رد عليها وفقي:

-طيب ومالو، روحي اتجوزي واحد غيري واعطيه املاكك، بس ياترى هتعرفي تعطيه عيل ولا هتكتفي بعياله اللي معاه من اللي قبلك؟ ولا هتتحملي عياله من اللي بعدك، ماهو مهتلقيش حد زيي يوافق يقعد معاكي محروم من الخلفه عشان الفلوس وبس، مهتلاقيش حد اهبل غيري..

 بس مادام إكده ولا إكده طلعت قليل أصل وواطي يوبقى خلاص لحد إهنه وخلصت يابت مرعي، إستعدي عشان هجيبلك ضره قريب. 


ضحكت وردت عليه بعند:

- هات اللي تجيبها، بس قبلها تطلقني، مش مصريه اللي وحده تاجي عليها ضره ياوفقي. 


-واني هجيب عليكي ضره واعلى مافخيلك اركبيه يامصريه، وطلاق مش هطلق، وقهر هقهرك، ومناخيرك هكسرهالك وهخليكي خدامه ليها وفسوق الحريم متسويش بصله، ياعاقر. 

هو نطق آخر كلمة ومصريه اتجننت، بقت تصرخ وتكسر في السرايا وتتخبط كيف اللي ركبها جن. 

يومها صعبت على نواره برغم قسوتها عليها، عرفت إن الفلوس مش كل حاجة وإن البيوت المتزوقه وعتزغلل العيوان ورا بيبانها حكايات تقطع القلب وتحير العقل. 

كانت واقفه تراقب مصريه وهي عتتخبط كيف طيره مدبوحه قدام وفقي اللي مرفلوش جفن، وبعد ماتعبت مصريه وقعدت على حيلها تنهج قرب منها ووقف قدامها وقالها بنبرة هادية:

- شوفي حالك بعد كل اللي عيملتيه ديه، محدش تعب ولا هيتعب غيرك، خدتي ايه غير نفسك اللي اتقطع وحيلك اللي اتهد.. اتعلمي يامصريه تتقبلي الأمور ببساطة و ترضي بقضاء الله وقدره.. قومي قومي خشي أوضتك ريحيلك هبابه تعبتي خالص النهارده. 

خلص كلامه ولف وبص لنواره وبأمر قالها:

-وانتي يختي ياللي اتفرجتي عالسيما وشوفتي الأفلام ببلاش، خشي نضفي السمك ديه وطيبيه، واعمليه بمزاج وشهلي يدك إلا اني جعان قوي. 

خلص كلامه واتحرك من الموطرح وهو عيدب بعكازه في الأرض بكل حيله كيف مايكون عيقرع طبول الحرب اللي هيشنها على مصريه. 


اما نواره فدخلت من سكات تعمل الوكل وهي عتقول لروحها:

-واني مالي بالسيما بتاعتكم ولا افلامكم، إني ليا فلوسي وبس، باب رزق وربنا فتحهولي وياكش انتوا تاكلوا بعض وكل بعد ما اخد فلوسي وامشي. 

كانت فاكره إن اللي بينها وبينهم هيفضل بس وكلة سمك تصيدها وتروح السرايا تطبخها، مكانتش فاكره إن الأيام هتدور، وبدال ماهي اللي عترمي شباكها وتطلع بالسمك فيها، فيه اللي هيرمي شباكه عليها هي ويصطادها كيف ماعتصطاد السمك. 


فضل في اليوم ديه وفقي قاعد قبالها في الصالة، مراقبها وهي عتطبخ وعينه منزلتش من عليها، لاحظت بس محطتش فبالها، لغاية ماخلصت طبخ السمك وحطتهوله عالسفرة ووقفت قباله مستنيه يديها فلوس السمك وحق تعبها، لكنه بدأ اكل من غير مايديها حاجة. 

كل لقمة والتانية فاتنحنحت نواره تنبهه لوجودها قالت يمكن نسيني، فرد عليها وهو لساه عياكل:


-روحي يابت السماك وشيعيلي ابوكي ياخد الحساب. 

ردت عليه نواره بإستغراب:

-ليه يابيه تدي الفلوس لابوي النوبادي؟ لو ناوي تقطع حاجة هو والله تمن السمك مافيه عليه زيادة، وتعبي عالطبخ مفيهش فصال! 


رد عليها وفقي وهو عيبصلها فعنيها النوبادي:

-يابوي روحي بس شيعيهولي ومتقلقيش، حقك هتاخديه زايد مش ناقص. 

مسكت القفه بتاعتها وهملت السرايا وهي مستغربه موقفه وإصراره على مقابلة ابوها. 

طلعت عالبوابه وكان ابوها قاعد مع شاكر يشرب الشاي، فقالتله:

-ابوي ادخل للبيه عايزك، مرضيش يعطيني حق السمك وراكب راسه إلا يعطيهولك انتا، خش هاتهم منيه وخلينا نغوروا من إهنه دول ناس مناخوليا خالص. 

قام مؤمن عشان يدخل السرايا، فقاله شاكر :

-متنساش المره الجايه تجيبلي وكلة السمك اللي وصيتك عليها، عايزهم سمكات زينين كيف بتوع البيه ومتخافوشي اني عدفع برضك. 

رد عليه مؤمن وهو ماشي:

-ياعمنا قولتلك احلى وكلة سمك تستاهل خشمة بس متقاطعش. 


دخل السرايا ووصل لحد جوه، واول ماشافه وفقي شاورله بيده فدخل مؤمن ووقف قدامه، كان وفقي عياكل ويمصمص الشوك بمتعه، ومتكلمش طوالي، ففضل مؤمن واقف مستني لغاية ماخلص وفقي وكل وشبع وقام غسل اديه ورجع قعد في الصاله وشاور لمؤمن يروحله. 

فراحله مؤمن ووقف قدامه بملل فسأله وفقي:

-إلا قولي ياابو عمو قولتلي إسمك ايه انت؟ 

-إسمي مؤمن يابيه. 

-من انهي بلد يامؤمن؟ 

-مليش بلد يابيه، اني عايش فبلاد الله لخلق الله. 


-طيب عيلتك عيلة امك عيلة ابوك؟ 

-ولا اعرف حد منهم، اني وعيت عالدنيا لقيتني عايش فيها بطولي إكده. 

-امممم، واد حرام يعني، نبت شيطاني. 

-له يابيه، اني اسمع اني ليا أب وعارف إسمه، إسمه ابو المكارم، وليا أم إسمها نجفه، يعني واد حلال مش واد حرام ولا حاجة. 


-امممم، طيب ياواد الحلال اني هعرض عليك فرصة عمرك، أو بمعني أصح فرصة عمر بتك، اني عايز اتجوز بتك على سنة الله ورسوله، إني ربنا مكرمنيش من مرتي بعيال والعيب منها، واني صبرت عليها عمر بحاله، واديك واعي خيري وعزي، واني كيف حلاتك مليش حد ولا قرايب، وعايز واد من صلبي يورثني، إيه رأيك تكون بتك أم ولدي وتكون إنت جده؟ 


 سمع مؤمن الكلام وبلع ريقه وهو عيتلفت حواليه ومش مصدق اللي سمعه، فكمل وفقي كلامه:

- وليك عليا يامؤمن فوق العز اللي هتعيش فيه بتك بيت مني ليك ملك، واللي تشاور عليها في البلد اجوزهالك، يعني هتتلم فبيت وتبقالك مره اخر الليل تنام فطولها تدفيك من برد الشتا وتونسك وتتسامر معاك فليالي الصيف، وتبطل عاد نومة الطل وصيد السمك واللف عالبيوت. 

رد عليه مؤمن بلجلجه:

-إيوه يابيه بس يعني، نواره... 

قاطعه وفقي:

-يمكن مترضاش عشان فرق السن وإكده صوح؟ طيب مادي مهمتك إنتا، تركب ودانها متسيبهاش غير وهي موافقه، وخد دول اديهملها كلهم وقولها دول بداية الخير ونقطه فبحر اللي جاي. 

خلص كلامه وطلع من جيبه رزمة فلوس ومدهم لمؤمن اللي عنيه كانوا هيطلعوا من محاجرهم إول ماشافهم، وفورًا خطفهم من وفقي وقاله:

-من يد مانعدمها يابيه، حيث إكده هملني اشوف الدنيا وارد عليك وبإذن الله خير. 



نواره في المركب بالليل:

-يابوي انت عتقول ايه، وكيف الراجل الشايب العايب ديه اللي ياجي اكبر منك يفكر يتجوزني؟ 

والله بطلودا واسمعودا. 


-يانواره الراجل مش بالسن ولا بالشكل يابنيتي، الراجل بجيبه وخيره، وديه حداه كنوز النعمان ومحروم الواد، بالك انتي لو جبتيله الواد هيحطك فوق الكل ملكه وتحكمي وترسمي، تاكلي الحلو كله وتنامي على ريش نعام، الدهب هيملا دراعاتك، السرايا هتكون بتاعتك، هتوبقي الهانم صاحبة السرايا يانواره. 

-تغور السرايا باللي فيها انت مشفهوش وهو عيناطي قبال مرته ديه راجل كياد وميتعاشرش يابوي. 


-ياغشيمه ديه بس عشان مليهاش عنده قيمه ولا جابتله اللي يشفعها حداه ويخليها تفرد قلوعها عليه، بالك انتي داي لو مخلفاله حتتة عيل تعمله حمار وتسوقه بالعصايه. 


سكتت نواره واتنهدت بملل فسألها ابوها:

-هاه يانواره يابتي قولتي ايه؟ 

-قولت له يابوي. 

-إخص عليكي يانواره، طيب لو مش عشانك عالاقل عشان ابوكي، أبوكي اللي تعب وشقي والبرد وسقعة الميه خدوا من جتته راقات، ريحيني يانواره وخليني ابقى ببيت ومره وقيمه وسط الناس، ضحي عشاني ديه لو هتحسبيها تضحيه. 


سكتت نواره ومردتش وساوت فرشتها في المركب ونامت وغمضت عنيها، غمضت بس لساها صاحيه منعستش ومؤمن كان عارف، وفضل يتكلم ويرسملها البحر طحينه ويصورلها حياتها الجاية وكأنها جنه هتنسى بيها كل العذاب اللي شافته فحياتها، ويمنى بحسه العالي إنها توافق عشان تدخله هو كمان الجنه معاها.. 

يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ريناد يوسف، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة