-->

رواية جديدة نجمة أركان الجزء الرابع من سلسلة فرعون مكتملة لريناد يوسف - الفصل 19 - الثلاثاء 27/5/2025

 

قراءة رواية نجمة أركان الجزء الرابع من رواية فرعون كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



قراءة رواية نجمة أركان

الجزء الرابع من رواية فرعون

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة ريناد يوسف

الفصل التاسع عشر 

تم النشر يوم الثلاثاء 

27/5/2025



قاسم فضل ينادي على موده تفتحله وماهر يرد عليه:

- محدش هيفتحلك ياحرامي الهدوم، وهتخرج من الفيلا بفضيحة.. 

فضلوا يناكفوا مع بعض لغاية ماسمع قاسم صوت عربيات الشرطة، ضرب قورته بيأس وهو متوقع رد فعل الظابط اللي جاي لما يشوفه، صحيح هو مش هيتقبض عليه ولا حد هيقدر يعمل معاه حاجة بس الصدى اللي هيحصل من الموقف في القسم والداخليه مش هيعدي كده بالساهل، وهيكون ماده للسخريه وسط الظباط واللوئات لفترة مش هينه، فلعن ماهر وهو سامع صوته بيقول للظابط:

-اهو جوا ياحضرة الظابط متلبس.

اتفتح باب الأوضه ودخلوا العساكر وحاوطوا قاسم اللي كان واقف بشموخ وثبات، واتفاجئ بيه الظابط وفتح بوقه وهو بيقول:

-قاسم باشا العو؟

رد عليه قاسم بتعالي:

-ايوه ياحبيبي انا.

اتلفت الظابط حواليه وسأله:

-إيه اللي بيحصل بالظبط معاك ياباشا؟

رد عليه قاسم وهو بيبص لماهر:

-ولا حاجة إنت عارف الناس الكبيرة دي في سن معينه مش بتكون مسئولة عن تصرفاتها ولا كلامها، ودا جوز اختي وخال مراتي، جاي ازوره مفتكرش انا مين لأن عنده الزهايمر، حبسني وعمل اللي عمله، والناس دي يابني لازم نتحملها، دول مهما كان أهلنا وليهم أفضال علينا وبكره نبقى مكانهم ونحتاج اللي يعطف علينا.


رد عليه ماهر بغضب:

-تعطف علي مين وزهايمر إيه اللي عندي ياحرامي، ياحرامي الهدوم، لا يلا صايع.. بصوا انا فاكر كل حاجة وبقولكم إنه داخل اوضتي يسرقني، هو لوا اه بس حرامي. 

قاسم رد عليه وهو بيمثل الحنان:

-معلش ياحبيبي انا حرامي ماشي، يلا يابني انت وهو خدوني ودوني القسم..يلا بينا بدال مايتعصب اكتر ويتعب اكتر. 

هز الظابط دماغه لقاسم بتأييد وقاله:

- حاضر ياباشا بارك الله فيك ياباشا واكثر من امثالك، يلا يبني انت وهو، يلا معانا ياقاسم باشا هنكمل التحقيق في القسم.

وقفهم ماهر واعترض طريقهم بالكرسي وهو بيقول:

-والله لو ماأخدته من هنا والكلبشات في اديه لافصلك من شغلك والنهارده تبات من غير ولا نجمه ولا نسر فوق كتافك.

بصله الظابط وبص لقاسم اللي عمله حركه بوشه يعني سيبك منه، لكن قبل مالظابط يعمل حاجه اتصل ماهر بغريب وقاله:

-غريب الحقني، قاسم اتهجم عليا وسرق بدلتي السوده والجزمة الجلد الطبيعي اللي جبتهالي اخر مره واخد ساعتي الرولكس، وانا بلغت عنه البوليص والظابط خايف منه مش راضي يقبض عليه، وفهم الظابط اني تعبان وعندي زهايمر وبخرف.


قال كلامه دفعه وحده وكان بينهج من العصبيه، فنفخ غريب بغلب من قاسم وعمايله فأبوه وقاله:

-إفتح يابابا السماعة الخارجية بتاعة التليفون.

فتح ماهر السماعة فقال غريب للظابط بحزم:

-عرف عن نفسك ياحظابط معاك غريب باشا فرعون الداخليه.

ارتجف الظابط وضرب تعظيم سلام وعرف عن نفسه فقاله غريب:

-المدعو قاسم اللي قدامك دا حرامي فعلًا ولو مقبضتش عليه واخدته عالقسم بالكلبشات فأديه مش هتبات فيها زي ماقالك بابا.

خلص غريب كلامه فبص الظابط لقاسم بخوف وبحركة سريعة خطف الكلبشات من العسكري وراح بيهم علي قاسم وهو بيقوله:

-انا آسف ياباشا بس دا مستقبلي.

رد عليه قاسم وهو بياخد نضاره سوده من نضارات ماهر اللي فوق التسريحة ويلبسها:

-معلش يبني هو هزار بوابين فانت عشان تكون في الأمان انا هروح معاك عالقسم، ولو عالكلبشات هات همسكهم فأيدي عشان محدش يأذيك.

وفعلًا اخد الكلبشات من الظابط ومسكهم فأيده وخرج من الفيلا، بس خرج ببدلة ماهر وساعته ونضارته وسابه يتخبط من الغيظ.

وبعدما مشي قاسم ماهر بص لموده وقالها:

-موده يلا بينا نسافر دلوقتي، واعملي حسابك هنرجع من السفر هبيع الفيلا دي وهنعزل من هنا.


ردت عليه موده بصدمة:

-تبيع الفيلا! ازاي ياماهر دي غالية عليك قوي وفيها كل ذكرياتك، مش دا كلامك دايمًا؟

ماهر:

-كرهتها بسبب اخوكي البارد وكرهت حتى ذكرياتي، يلا اخلصي هاتي الحاجة حطيها في العربية ويلا بينا ولا اسيبك واسافر لوحدي.

اتحركت موده بسرعة لما شافت عصبيته وجريت تجيب في الحاجة وتحطها في العربية بمساعدة الولاد، ولبست ولبست ماهر وطلعوا بالعربية على السخنه.


اما قاسم فوصل القسم وشرب قهوته وخرج بعد مااتصل مع غريب واتخانق معاه، وراح بعدها على شقة ابوه عبد السلام عشان يطمن عليه هو وأمه..


دخل الشقة وسلم فبصله أبوه وقاله بغضب:

-انت إيه جابك، مش وراك مدرسة؟

قاسم:

-النهاردة أجازة.

-قول إنك هربت يافاشل ومش هتكمل، وانا موديك المدرسة العسكرية عشان تتربى، قوم، قوم يلا معايا عشان أوديك وأوصي الظباط عليك ينعنعوا عضمك من الضرب.


رد عليه قاسم بإنفعال:

-هو إيه حكايتكم النهارده نازلين فيا تأديب وتهذيب ليه، دا اليوم العالمي للإنتقام مني ولا إيه؟

انا ماشي ياعبسلام راجع عالمدرسة، وهبعتلك موده تعقمك وتغلفك وتعملك بستره بالتسخين والتبريد لما تفرهدك.

رد عليه عبد السلام برفض:

-لا لا، بلاش موده انا مفياش صحة ليها، خليها طافشانه لما تيجي بمزاجها تقعد شويه وتمشي تاني انا ماصدقت انها طفشت من البيت، احسن لو رجعت والله اطفش انا واتجوز غير امك دي واخلف عيال عدله غيركم،وطبعًا مش محتاج اقولكم ان الف مين تتمناني والستات واقفه طوابير مستنيه مني إشاره. 

قاسم:

-أول مرة اشوف حد يفرح لطفشان بنته ومتصالح مع نفسه بالطريقة دي، ياعبسلام مالك الزهايمر بينسي الأحداث بس مش بينسي الأصول.. الحمد لله إنه جالك بعد ماكبرت ومبقاش فيك حيل مكانش حد قدر عليك ولا كنا عرفنا نلمك.

ماجده انا ماشي.

ردت عليه امه ماجده:

-رايح فين ياحبيبي خليك اتغدى معانا، دانا عاملالك صينية البطاطس اللي بتحبها.


قاسم:

-لا هروح اتغدى مع مراتي وإبني، اتغدي انتي مع عبسلام وأكليه كويس واهتمي بيه أحسن يطفش منك وهو مصدق نفسه وعامل فيها توم كروز.

مشى قاسم ورجع على بيته واتغدى مع جواهر وأركان، وهما بياكلوا اتكلموا عن الاكاديميه، وكان أركان كل شويه يبص عالتليفون بتاعه، فسأله قاسم:

-ايه ياأركان بتبص عالتليفون كده ليه، مستني من حد مكالمه ولا ايه؟


أركان:

-لا يابابا مش مستني حاجة.. بعد اذنكم انا شبعت هقوم ادخل أوضتي اذاكر شويه. 

دخل اوضته وابتدى يذاكر وقطع مذاكرته صوت رسالة، فتح التليفون وكانت من البنت إياها، "كهرمانه"


كانت كاتباله فيها:

-كنت زي القمر النهارده بالإسود، دايما الألوان الغامغة بتليق عليك وكانها جزء من شخصيتك المميزة، اتمنيت لو إني اقدر أقرب منك، أو مش اقرب لأني بكون دايمًا حواليك، إتمنيت لو إني اقدر اكشف عن نفسي قدامك وأكلمك وش لوش، هفضل عايشه على أمل إن اليوم دا يجي بس بتمني لما يجي يكون اللقاء زي اللي فخيالي، إشتياق ولهفة من ناحيتك اكبر من اللي هكون حاسه بيهم، ولغاية مايجي اليوم دا هفضل ابعتلك دايمًا واطمن عليك، واحكيلك عن نفسي، هحكيلك كل حاجة عني واعرفك ادق تفاصيل حياتي.


وإبتدت تتكلم عنها وتحكيله بتحب ايه وتكره إيه، لونها المفضل، أماكنها المفضلة، فضلت تكتب وتكتب وهو ساب المذاكرة ومسك التليفون وراقب كل حرف منها وهو مبتسم، وكانه بيتفرج علي فيلم مُسلي.


خلصت كلامها وفي الاخر ختمته برسالة..

-عارفاك مش هترد عليا، ومش عايزاك ترد، انا كفايه عندي إنك فضلت معايا لغاية ماخلصت كلامي وكنت بتقراه اول بأول.. يلا اسيبك انا تكمل اللي كنت بتعمله، وذاكر عشان تتفوق وتبقى دكتور زي الدكتور اللي فضلته نجمه عليك.


قفل وراحت إبتسامته بمجرد ماذكرت إسم نجمه وفكرته بيها، أو قطعت لحظة إستمتاعه بمعني اصح.

ورجعته لنجمه ونبهت مشاعرة إنها كانت في حالة خيانه اثناء متابعته لكلام وحده غيرها، فقام علي صورها وإبتدا يتفرج فيهم وهو حاسس بندم، وكأنه بيعتذرلها عن الذلة الغير مقصودة، وكأنها ليها عليه حق!



أما في فيلا غريب.. 


غريب راح مكتبه وليل دخلت اوضتها ترتاح شوية، واخيرًا بقت لوحدها وقدرت إنها تحرر دموعها، تضعف، تستسلم للخوف وتسأل نفسها.. 

-ياتري ياليل انتي مستعده تقابلي ربك؟ ياترى فيه اللي يشفعلك ويدخلك الجنة، ولا فيه حاجات عاملاها وناسياها وهتتفاجئي بيها مكتوبه ومتسجلة في فكتابك؟ 

فضلت تفكر وتحاسب روحها ودموعها نازله، لكن من وسط بكاها وخوفها إبتسمت لما لاح طيف أمها وابوها وإبنها سند، وان لو موتها فيه حاجة حلوة هتكون الحاجة دي إنها هتروحلهم اخيرًا وتشوفهم وتترمي فحضنهم بعد الفراق الطويل. 


قطع تفكيرها خبط عالباب، مسحت دموعها وردت:

-ادخل ياللي عتخبط. 

اتفتح الباب ودخل شهاب، وقف يبصلها بشفقة وهو شايف اثر البكا على عيونها، عرف إنها حررت ضعفها بينها وبين نفسها، إتقدم منها وقعد جنبها ومسك ايدها وقالها بحنان:

-متخافيش ياأمي مش هتحصلك اي حاجة وحشة، هتخفي وتبقي زي الفل صدقيني، انا عايزك تجمدي ومتستسلميش للخوف من دلوقتي، إحنا لسه منعرفش ايه طبيعة الورم ولا اتأكدنا من حاجة، ودا هنعرفه عن طريق أخذ خزعة من الورم وتحليلها، وفاقرب وقت، وكمان علاجك يتاخد في مراعيده، وأهم حاجة تمنعي سكريات بجميع انواعها نهائي الفترة دي لأن الخلايا السرطانية بتتغذى على السكريات، والإمتناع عن تناول السكر بيضعفها ويقتلها. 


ودلوقتي قوليلي اخدتي العلاج بعد الغدا؟ 

ردت عليه ليل بهزة نفي بدماغها فرد عليها بعتب:

طيب ودا ينفع برضو ياأمي؟ 

فين العلاج هاتيه انا هديهولك بنفسي. 

قامت ليل جابت العلاج فقام هو يجيبلها ميه، فشاف جوهره قدامه فقالها'

-جواهر لو سمحتي هاتي كباية ميه. 


-من عيوني ياسي شهاب، قالتها ودخلت المطبخ وهو رجع للأوضه، لقاها بتقلب في العلاج فأخده منها طلعه وقالها كل نوع فيه بيعمل إيه وبيتاخد إزاي.. 

وبعدها سألها:

-هنفضل مخبيين عن بابا لحد إمتا، انا ماشي وانتي فيه حاجات كتير صعب تتحمليها لوحدك ولازم تتعمل، ومش هينفع تستخبى؟ 

-له ياشهاب ابوك له، أمانه عليك ياولدي، أبوك ممكن يطب ساكت منى لو عرف حاجة كيف داي، اوعاك تفكر تقوله حاجة. 


رد عليها شهاب بعصبية:

-لا ماهو انا مش هسيبك تموتي نفسك عشان خايفه على بابا، هو صحيح هيصدم زيي وزيك بس في النهاية هيتقبل، وهيهد الدنيا عشان يعالجك، هيعمل اللي لا انا ولا انتي هنقدر نعمله. 


ردت عليه بحزن:

-صوح هو هيعمل كل ديه، بس وهو عيفرفر من الخوف كيف الطيره المدبوحه يانن عيني، هيمشي يتخبط في الدنيا كيف الأعمى، وغير إكده فرحة اختك اللي هتتعكر ياولدي ناسي نجمه وفرحها انت ولا إيه؟ 

رد عليها شهاب بغضب أكبر:

-فرحتها تتعكر دلوقتي أو تتأجل خالص ولا قلبها ينكسر للأبد، صدقيني اللي انتي بتعمليه دا ميرضيش حد خالص، وأول ناس هتلاقيها بتلومك وتخرب الدنيا بسبب انك خبيتي عليهم هما بابا ونجمه، الكل هياخد منك موقف ومش هيسامحوكي عليه مهما حاولتي تكفري عنه لأنك معرفتيهمش عليهم حاجة زي دي. وفين كلامك بإن الواحد مينفعش يسيب حبايبه يتألموا وميجبرهمش عشان صحتهم وعشان هما اغلى عنده من شوية مكابره، فين لما قولتي ناخد حبيايبنا من قفاهم نعالجهم مادام بنحبهم، كلامك بيتغير ويتناقض بسرعة ليه ياليل؟ 


ردت عليه ليل بقلة حيلة:

-ماني مش هدس لآخر العمر يعني ياشهاب، ولا اني رافضه علاج، بدليل إني هاخد علاجي اهه وعسمع كلامة وهنفذه بالحرف، كل الحكاية اني هأجل الخبر بس لبعد الإمتحانات وبعد فرح اختك مايتم على خير ساعتها هعرف الكل، هعرف ابوك واني متأكده إنه هيهمل حاله وماله ويقعد جاري، بس اني هكون حابه إكده، أهو عشان أشبع منيه قبل ماأموت، بس كله فوكته ياولدي. 


سكت شهاب قدام عندها وغمض عنيه بيأس ورد بهدوء وقالها:

-تمام ياماما براحتك، انا همتحن وارجعلك بعد آخر يوم إمتحانات، وهتابع معاكي بالتليفون أول بأول. 


إبتسمتله ليل وطبطبت عليه بحنان، وحمدت ربها عليه ودعتله إن ربنا يسعده بقد قلبه الطيب الحنين. 

وفي الاثناء دي خبطت جوهوه عالباب ودخلت بالميه، وكمان عملتلهم عصير وكانت جايبه معاه جاتوه، فرجعها بيه شهاب تاني وقالها إنهم مش عايزين، ومتقدمش حاجة فيها سكر لأمه مره تانيه، فخرجت بيهم ومستفسرتش عن السبب، لأنها سمعت السبب، سمعت اللي خلى قلبها رقص من الفرحة واتفتحت جواه طاقة أمل، ومن بعد ماكانت بتدور علي شبابيك تطل منها عالسعادة اهي هتتفتحلها أكبر بوابة على عالم الغنى والعز "غريب" بيه ذات نفسه هيكون متاح، وهي مش هتفوت الفرصة دي اللي زي مايكون حظها خطفهالها من حنك السبع. 


رجعت عالمطبخ وطول ماهي ماشيه تتلفت على كل حاجة في الفيلا وكانها بتشوفها لأول مرة، بتشوفها بعيون وحده بتتفحص أملاكها، وحده حاسه إنها على ابواب الجنة ومش هتستنى كتير وتدخلها من أوسع الأبواب. 

قعدت في المطبخ وابتدت تاكل الجاتوه وتشرب العصير وتتخيل نفسها وهي راجعه البلد، بنفس العربية اللي بتروح بيها ليل ومع غريب باشا، وتوزع هي الفلوس اللي ليل بتوزعها، وتشوف فعيون الناس الإحترام اللي بيبصوا بيه لليل، تقف قدام خالها ومرته وتوريهم كانوا بيعملوا فيها إيه وربنا عطاها إيه، تشتري بيت كبير قصاد بيتهم وتبنيه قصر وتهمله فاضي يبصوله ويتحسروا إنهم قاعدين في عشه والقصور مهجوره قبال عينهم، خدتها الأحلام وحالًا بنت لروحها دنيا غير الدنيا، ٩طت روحها فيها ملكة على عرش لسه الملكة بتاعته عايشه وعتتنفس وأمرها متعلق بيد رب العالمين. 


أما نجمه فبدأت تستعد لفرحها بإنها كلمت عمتها ناديه وخالتها رحاب عشان يساعدوها في جهازها، وطلبت من عمتها تروح معاها فيلا إيان وتشوف معاها هتعوز إيه. 

وفعلًا تاني خدتها وراحوا بعد الجامعه، كان إيان في إستقبالهم، وبمجرد دخولهم بص لنجمه وقالها:

-نجمه البيت بيتك واتصرفى على إنك صاحبة البيت، أنا مش هضايف لأني معرفش اقدم إيه ولا أعمل ايه بس المطبخ والتلاجة وكل البيت تحت أمركم.. هيلب يور سيلف، ودلوقتي انا نازل المعمل خدوا راحتكم ولما تخصوا كلموني عشان اجي أوصلكم. 


خلص كلامه ومشى من غير مايستنى منهم رد، نجمه بصت لعمتها اللي كانت مراقباه بملامح جامده لغاية نانزل وبعدها بصتلها وقالت:

-معلش يابت اخويا هو سؤال رخم انا عارفه، بس ممكن تقوليلي انتي عاجبك إيه في الدكتور المنشي ده؟ 

 ردت عليخا نجمه بضحكة:

-ههههه منشي ازاي ياعمتو، دا احسن دكتور في الدنيا..اانا مش فاهمه انتي وماما ايه مشكلتكم معاه دا حتى مسالم! 

هزت ناديه دماغها بحيره وردت عليها:

-مش عارفه بس حاساه مظبوط قوي، مثالي بطريقة تخنق، شبه إنسان آلي مفهوش روح ولا له إحساس! 


ردت عليها نجمه وهي بتدور حوالين نفسها وبتتفرج عالفيلًا

-بالعكس ياعمتو، إيان إنسان اكتر واحد حساس في الدنيا، هو بس بيعرف يتحكم في مشاعره كويس ويسيطر على نفسه، منظم حتي فمشاعره وكل حاجة عنده ليها وقت محدد، ودا اللي بيميزه عن غيره، شوفي بيته مترتب إزاي ونضيف مع إنه عازب وعايش لوحده، شوفي التناسق والرقي فكل حاجة حواليه. 


ردت عليها ناديه وهي بتبص حواليها بعدم رضى:

-قصدك شوفي الكآبه والرتابه والملل، شوفي الألوان اللي تجيب توحد، أسود ورمادي فكل مكان، يلا يابنتي هنغير كل ده ونحط حبة ألوان في الفيلا يغيروا الكآبه دي. 


نجمه بإعتراض:

-لا ياعمتو هو كده الديكور يجنن مش محتاج حاجة، هنغير بس السجاد والستاير ونجيبهم بنفس الألوان. 

ودت عليها ناديه بإستغراب:

طيب ولما هو كده جايباني ليه ومجرجراني معاكي، حقيقي ماجمع إلا أما وفق، دا ربنا نجده أركان ياقلب أمه. 

كشرت نجمه على سيرة اركان وردت على عمتها:

-هو اركان دا مش هعرف اعيش حياتي إلا وإسمه محشور في كل تفصيله فيها؟! 

مش معقوله دا بقى عامل زي عفريت العلبه فكلامكم. 

ناديه:

-ومش هيتنسي بسهولة، وسواء برضاكي أو غصب 

 عنك إسمه هيفضل يتردد فحياتك، ومش بس مننا دانتي بينك وبين نفسك كمان مش هتقدري تنسيه، أركان هو كل طفولتك ومراهقتك، وكل ذكرى ليكي هو جزء منها بشكل أو بآخر، ودا لاانتي ولا إحنا هنقدر ننكره. 

عمومِا سيبينا من اركان دلوقتي وسيرته وخلينا في الفيلا، تعالي نطلع نشوف الأوض اللي فوق ونختار الأوضه الماستر اللي هتنفع اوضة نوم ودي اللي هنقدر نجود فيها، أما ديكور الفيلا خليه دي ماهو، أكيد إيان حابه ومرتاح فيه وانا مش عايزه اغير أي حاجة فنمط حياته. 


ناديه:

-ياحبيبتي ازاي متغيريش، هو الواحد بيتجوز ليه مش عشان نمط حياته يتغير؟ مش عشان تدخل حياته حاجات جديدة مع شخص جديد يبدال أحواله! 

نجمه:

-عمتو انتي مش هتفهميني، اسمعي اللي بقولك عليه عشان اكون مرتاحه وإيان كمان يكون مرتاح. 


ناديه:

-ياستي حاضر، اطلعي قدامي ويارب أوضة النوم كمان تعجبك عشان منغيرش حاجة ونبقى وفرنا على نفسنا جهد وفلوس. 


لفوا لفتهم في الفيلا وقرروا إنهم هيجيبوا أوضة نوم جديده بس ويغيروا المطبخ، وخرجوا يلفوا على معارض الموبيليا واختاروا أوضة النوم، واشترتها نجمه من الفيزا بتاعة إيان وطلبت من المعرض ينقلوها عالعنوان، وفلًا نقلوها ونصبوها ونزلوا الأضة القديمة تحت فأوضة فاضية، وسابت بقى مهمة شرا الهدوم وكل اللوازم لبنات عمها نادر وماجده عمتها. 


أما هي فاتفرغت للمذاكرة عشان ترضي إيان بتقدير الإمتياز اللي مفيش حاجة هتفرحه قده ولا حتى الفرح نفسه. 


أما شهاب فخلاص بيستعد للسفر، بس استعداده نفسي اكتر، بيحاول يتقبل فكرة إنه هيسيب أمه مريضة بالمرض دا ويسافر ومطلوب منه يذاكر ويمتحن ويتفوق كمان! وفنفس الوقت وجهة نظرها صح ومش قادر يلومها. 


رجع باباه ونجمه وامه خرجت من اوضتها وقعدوا كلهم سوا يتكلموا ويضحكوا بس غريب كان ملاحظ حاجة غريبة، حاجتين الحقيقة مش حاجة وحده، أولهم إن ليل كانت ضحكتها باهته وعنيها مليانه حزن مش عارف سببه، كل حاجة فيها متغيرة حتي لمسة اديها اللي اتحول دفاهم لبروده غريبة! 

سألها وسط الكلام أكتر من مرة مالك ياليل انتي تعبانه؟ 

وردها كان في كل مرة"لا يانن عين ليل متعباناشي ولا حاجة" 

أما الحاجة التانية الغريبة هي جواهر اللي واقفه قصاده في المطبخ وعينها منزلتش من عليه ولا ابتسامتها راحت لحظة، وهي كمان عيونها كانت فيهم فرحة مش مفهومة! 

قام غريب غير هدومه وخرج للجنينه يتمشى ويفكر ويحاول يستنتج سبب الغرابة اللي حطت على الكل دي وأولهم ليل، لكنه مقدرش يتوصل لحاجة، وقرر إنه مش هيسيب الأمر للإستنتاجات وهيسألها ويقررها لحد مايعرف، وهيبتدي بأنه يعرف إسم الدكتور اللي راحوله هي وشهاب ويروحله ويستفسر منه عن حالتها بالمظبوط. 


اتصل بيه يمان وبلغه اخر مستجدات الاكاديمية وكمان بلغة بإن الأيام الجاية الداخليه والجيش هيدخلوا فحالة طوارئ وإستعداد بسبب ثورة محتمله، وإنهم لازم يكونوا فى تأهب دايم وتحفز.. فنفخ غريب بديقة لأن دي حاجة مش وقتها بالمرة. 


دخل الفيلا ورجع قعد وسطهم مرة تانيه، بس المرادي بتركيز وتفحص اكبر، فرن تليفون شهاب، اخده وهيقوم لكن غريب بحزم قاله:

-اقعد مكانك ورد وسطنا. 

شهاب بإستغراب:

-بس دي ايميلي يابابا. 

غريب بغضب:

-ايميلي الجن الازرق رد هنا، ومن هنا ورايح كل حاجة تحصل قدام عنيا انا حاسس ان كل واحد فيكم مخبي عليا حاجة، او كلكم مع بعض مخبيين عليا حاجة وانا مش غبي. 


بلع شهاب ريقه بتوتر وبص لأمه ليل اللي بادلته نفس نظرات القلق، وفتح التليفون ورد على إيميلي اللي كانت بتكلمة فيديو كول:


إيميلي:

-هاي بيب، لقد إشتقت لك كثيرًا، الغد هو عيد ميلادك، كل عام وانت بالف خير، اعلم انك سعيد لانك ستحتفل به مع عائلتك، كم تمنيت أن أكون من ضمنهم واحتفل بك معهم، لكن لا يهم الأعياد قادمة.. 

انظر ماذا اشتريت لك، إنه الهاتف الذي تحدثت عنه ذات مرة وقلت انك تود شراءه.. ايفون احدث إصدار، هيا تعال بسرعة لتأخذه، لقد جربته وهو بالفعل رااائع. 


إبتسم شهاب ورد عليها بهدوء بنفس لغتها:

-شكرِا لكي إيم، لكن صدقيني لم يكن هناك داعي لذلك، يكفي معايدتك لي. 


ردت عليه ضاحكة:

-اممم إنك تتحدث برسمية وإختصار يبدو أنك لست بمفردك، عمومًا احببت ان أكون أول المعايدين واتمنى لك السعادة والعمر الطويل قبل الجميع، اترك هاتفك القديم عندك لا داعي لجلبه معك، فالجديد بإنتظارك.. لاف يو سوو ماتش. 


انتهت المكالمة وقفل شهاب التليفون ورفع عيونه يبص على الكل ويشوف رد فعلهم، ملقاش من بينهم غير نجمه بس المبتسمه وقالتله:

-بقيت بيب ياشهاب، رمضان بطيخه بقى بيب وبيتهادى بالأيفونات! 

حك شهاب راسه بخجل فردت عليها ليل:

-وحده خواجايه تربية الفرنجه عتهادي الرجاله، واخوكي الاهبل فرحان وابوه ساكت، بدال مايقولها شكرًا اني معاخدش حاجة من حد والتاني يقوله إقطع علاقتك بيها عمال يبصله وساكت كيف مايكون الأمر جاي على هواه. 

بصلها غريب ورد عليها:

-أولًا هو مبيعملش حاجة غلط وملتزم حدوده معاها وانا متأكد من ده، ثانيًا انا مقدرش امنعه إنه ياخد هديه منها أو من اي حد ومادام هيقدر يردهالها ليه لأ. 


بصتله ليل بعتب ومردتش عليه، لكنها بصت لشهاب وقالتله:

-حسها معجبنيش، حسيتها مايعه قوي. 

إبتسم شهاب وقالها:

-طريقة كلامهم كده ياأمي مش مياعه ولا حاجة. 

ليل:

-معجبتنيش. 

شهاب:

-احمم طيب انا خارج اقعد مع اصحابي شوية حد عايز حاجة؟ 

الكل قالوله شكرًا فأخد مفاتيح عربية نجمه وهو خارج قالتله:

-اعمل حسابك هاخد تليفونك القديم هتسيبهولي قبل ماتسافر سامع. 


رد عليها غريب بإعتراض:

- وليه يعني، انتي ياحلوه خطيبك اللي يجيبلك احسن واحدث تليفون ولا ناويه توفريله من دلوقتي؟! 


نجمه:

-لا يابابا بس انا بقول تليفون شهاب حديث وجديد خساره.. 

غريب:

-مش خسارة ولا حاجة مش هنرميه يعني، هاخده انا وانتي خدي تليفوني. 


ردت عليه نجمه برفض:

-لااا شكرًا جدًااا، بتليفونك اللي من ايام التليفونات الجبس ده، انا مش عايزه تليفونات خالص هخلي إيان يجيبلي. 


شهاب:

-طيب همشي انا وانتوا ابقوا ارسوا مين هياخد تليفوني مع نفسكم، حسستوني إحساس اللي أهله بيخططوا يورثوه بالحيا قدام عنيه سلام. 

ردت عليه ليل:

-باي بيب. 

ضحك شهاب ومشي وليل غمضت عيونها بتعب، ولما فتحتهم كان غريب باصصلها جامد، فأرتبكت وابتسمت وقالتله:

-عايزين نعملوا عيد ميلاد شهاب بكره ياغريب. 

رد عليها بنبرة شك:

-عايزه لسه تعمليه ياليل والظاهر إنك كنتي ناسياه.. ودي أول مرة تحصل منك من يوم ولادته، فيكي إيه ياليل قوليلي؟ 


ردت عليه بتنهيدة:

-الظاهر إني كبرت وعقلي بقى ينسى ياغريب، والنسيان مش بيدنا عاد ولا ينفع نتحاسبوا عليه،وبعدين اليومين دول راسي مشغولة بألف حاجة مش جريمة لو حاجة سقطت مني حاجة يعني. 

غريب:

-مشغول بأيه ياليل وانتي تجهيزات فرح بنتك شلتي ايدك منها وعيد ميلاد ابنك ناسياه، ايه بقى عندك أهم من ولادنا ياليل؟ 

كلامه كان مليان عتب ونظراته ليها لوم متحملتهوش وكانت على وشك انها تنهار قدامه وتنزل دموعها لكنها مسكت نفسها وردت عليه بإبتسامة:

- مفيش ياغريب وعارفه اني مقصرة وعداري تقصيري ورا حجة الانشغال، معلهش حقك عليا، وحقكم كلكم عليا لو كنت مقصره مع حد فيكم. 


خلصت كلامها وقامت راحت علي المطبخ وابتدت تدور على حاجة تعملها وتهرب بيها من عيون غريب بس للأسف ملقتش حاجة تتعمل لأن جوهره كانت مخلصة كل حاجة فإبتدت تنقل الحاجة من مطرحها وترتبها بنظام مختلف، ودا شكك غريب فيها اكتر،

فقام راح وراها وسألها:

-ليل فين الروشته بتاعة الدكتور اللي روحتيله انتي وشهاب؟ 

سألته بخوف:

-ليه عتسأل عليها؟ 

- عايزها، عايز اشوف فيها حاجة. 

 ردت عليه ليل بتوتر ظهر في حركة ايديها:

-مش معايا الروشته مع شهاب، خلتها معاه عشان قاله إنه هيبقى يجيبلي العلاج. 

- ومجابش العلاج معاه وانتوا راجعين ليه؟ 

-هاه، معارفاشي. 

رد عليها بهدوء:

-طيب تمام.. ومسك تليفونه اتصل على شهاب وقاله بحزم:

-شهاب اديني عنوان الدكتور اللي وديت امك ليه دلوقتي حالًا. 


رد عليه شهاب بتوتر:

-ليه يابابا حضرتك عايز عنوانه؟ 

غريب:

-عايز عنوانه والروشته اللي كشفتوا بيها، تقولي على مكانها دلوقتي حالًا. 


شهاب:

-آاا الروشته معايا يابابا فجيبي. 

غريب:

-طيب ارجع بدري ومتتأخرش، واديني إسم الدكتور مبدأيًا. 

سكت شهاب شوية فزعق فيه غريب:

-ماتقول إسم الدكتور يابني مالك؟ 

شهاب:

-يابابا بفتكر فيه نسيت إسمه. 

غريب:

-مش على أساس الروشته فجيبك ياشهاب؟ 

سكت شهاب فبعد غريب التليفون عن ودنه وبص لليل وسألها بنبرة ميفيدش معاها اي إنكار:

-هتقولي مخبيين عني إيه انتي وإبنك دلوقتي حالًا ولا اسيبلكم البيت واغور فستين داهية مادام وجودي بقى زي عدمه معاكم وبقيتوا تلاوعوا معايا؟ 

ردت عليه ليل بعد مابلعت ريقها بصعوبة:

-طيب ياغريب تعالا معاي واني هقولك..خلصت جملتها ومسكت دراعه تخرجه من المطبخ وهي بتحاول تاخد فرصة تخترع فيها كدبه لكنه قطع عليها المحاولة لما نتر دراعه منها وقالها بغضب:

-مش هتحرك من هنا غير لما تقوليلي فيه إيه. 

ليل:

-فيه ياغريب إني تعبانه شوية، عيوني تعبانين وهما اللي عاملينلي الصداع وعايزه عملية ليهم ولو متعملتش ممكن يروح نظري. 


خلصت كلامها ورفعت عيونها بصت لغريب اللي كان ساكت تمامًا وباصصلها ومتصنم من غير أي رد فعل، ودا خلاها اتوترت أكتر 


يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ريناد يوسف، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة