رواية جديدة ترنيمة حب الجزء الثاني من رواية قلوب ضائعة لفاطمة الزهراء - الفصل 1 - 3/5/2025
قراءة رواية ترنيمة حب الجزء الثاني من روابة قلوب ضائعة كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية ترنيمة حب
الجزء الثاني من رواية قلوب ضائعة
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة فاطمة الزهراء
الفصل الأول
تم النشر يوم السبت
3/5/2025
"تعتريني رغبة بالعودة للديار
رغم أنني في الوطن
والمدينة والمنزل"
يقال أن الفراق قاتل و هذه حقيقة كان على الجميع إدراكها البعض تقبلها و البعض الآخر مازال يأبى أن يتقبل هذا الأمر لكن كيف و هي كانت الحياة بالنسبة لهم ؟!
مرت عدة أشهر و مازال هناك توترًا شديدًا بين جسار و نزار لأنه يراه المسؤول الأول عن هذه الحادثة ليقرر الابتعاد عن الشركة التى أصبحت في طريقها للإفلاس لتقرر سمية التحدث معه كي يذهب معهم و يعود لعمله مرة أخرى عله يتناسى الألم الذي يشعر به
عادت للفيلا و اتجهت للحديقة لتجده يجلس منعزلاً عن الجميع و نظرت له بحزن شديد لتهتف بهدوء و هي تجلس مقابله:
ـ فاضي نتكلم شوية يا جسار
انتبه لها ليجيبها بتنهيدة:
ـ اتفضلي
تحدثت بجدية و هي تتابع حزنه:
ـ هتفضل كده لامتى مش كفاية بقى إنت بتعاقب مين بالطريقه دي
أردف بغضب مكتوم لكنها شعرت به:
ـ بعاقب نفسي بتجنب الكل علشان مطلعش غضبي في حد
تنهدت بحزن لتجيبه بجدية:
ـ أنا عارفه إنك موجوع زينا كلنا بس
ده قدر و مضطرين نكمل علشان اللي بنحبهم و لسه موجودين معانا
هتف بانكسار و نظرات حزينة:
ـ كملوا أنتم أنا خلاص مش عايز أكمل ولا عايز حاجه تانيه اللي عشت عمري كله عايزها راحت خلاص هعيش ليه ولا لمين
تحدثت بهدوء شديد و حزن فهي أيضاً مرت بهذه التجربة في الماضي:
ـ تعيش علشان نفسك و علشان أختك و جدك و أنا و لا منستاهلش يا جسار هاه بلاش تعيش وجع أنا عشته قبلك الحياة لسه قدامك
هتف بتهكم شديد ظناً منه أنه فقط من يعاني بعد رحيل فاطيما:
ـ حياة إيه و هعيش ليه أنا خلاص انتهيت عمتي عايزه إيه أنا مش عايز اتناقش مع حد علشان محدش هيفهمني ولا يحس بيا
تحدثت بحزن و هي تنظر له:
ـ محدش هيفهمك قدي يا جسار و لا نسيت اللي مريت بيه بسبب شفيق إنت كنت قوي دايماً حتى لما بعدنا عنك كنت متماسك عاوزه أرجّع ابن أخويا لحياته الطبيعيه تاني بعدين محتاجين وجودك في الشركة
أغمض عينيه ليتذكر هذا اليوم الذي فقد فيه الحياة:
ـ كانت هي موجودة مطمن أنها معايا حتى لو بعيد عن عيني لكن دلوقتي خلاص راحت وأنا روحت معاها يا عمتي يعني عمري ما هرجع تاني لحياتي لأنها هي كانت كل حياتي وبالنسبه للشركه عمر موجود و إنتِ و الباقي تقدروا تمشوها
لتجيبه بعتاب في البداية لكنها قررت التماسك كي تستعيد عائلتها من جديد هي تعلم أن الأمر لن يكون سهلًا عليها التريث في كل خطوة كي لا تأتي النتيجة عكسية :
ـ ليه كلامك ده ياترى لو كانت موجودة هتكون مبسوطه بحالتك دي .. الشركة في حالة تخبط يا جسار و لولا وجود آسر كانت الشركة وقعت بعدين مش دى بيتك الأول زي ما كنت بتقول زمان حد بيتخلى عن بيته هاه !!
نظر ل سمية بحزن و أجابها بوجع:
ـ وهي لو كانت موجوده كان بقي ده حالي مش بقولك محدش هيفهمني وبالنسبه للشركه هحاول أروح بس ما اوعدكيش
قررت أن تلجأ لآخر ورقة ضغط عليه كي يعود لحياته الطبيعيه مرة أخرى:
ـ ياترى جدك لو عرف بالوضع هيتحسن أنا مش هضغط عليك بس لو رفضت ترجع هضطر أبيع أسهم الشركة علشان أوقفها و هيدخل شركا من برة
علم من حديثها الأخير أنها تحاول الضغط عليه ليهتف بجدية:
ـ خلاص يا عمتي قولت هروح حاجه تانيه
أردفت بتردد شديد لأنها تعلم رده على طلبها لكنها لن تيأس أو تتراجع حتى تعود أسرتها كما كانت في السابق:
ـ أيوه ممكن تتعامل مع نزار زي الأول علشان علياء في النص بينكم موقفها صعب بسبب الوضع ده
كور يديه ليتحدث بغضب شديد و هو ينظر لها:
ـ عمتي متجبيش سيرته أنا ساكت عليه بس علشان علياء غير كده كنت قتـ.ـلته من وقتها لأنه هو و أبحاثه السبب
تنهدت بحزن لأنها تعلم أنه عنيد و لن يتراجع بسهولة:
ـ كلنا مسؤولين يا جسار مش نزار بس اعتمدنا على كلام مالك أنهم مأمنينها كويس و اطمنا محدش فينا فكر يحميها بطريقة تانية و متنساش إنها أخته و هو كمان موجوع علشانها
وقف و تحدث بغيظ شديد و انفعال:
ـ هو لو بيحبها مكنش دخلها في مشاكله مكنش كمل في حاجه هتأذي الكل هو أناني و أنا مش عايز أسمع تبريرات له ممكن
أرادت أن تنتظر بعض الوقت و تتحدث معه مرة أخرى:
ـ طيب مش هتكلم عنه هسيب الزمن يداوي الوجع بس ياريت ترجع جسار اللي الكل كان بيعمله حساب
نظر لها و أردف بجدية لأنه يعلم أنها لن تتركه حتى يعود للشركة:
ـ حاضر يا عمتي هحاول
وقفت كي تغادر و أردفت بهدوء:
ـ ماشي يا جسار هروح أشوف جدك و أطمن عليه
هتف و هو ينظر لها:
ـ استني هاجي معاكي عايز أشوفه
ابتسمت له لتجيبه بهدوء:
ـ تعالى لما بيشوفكم بيكون مطمن و حالته بتبقى كويسه
تحدث و هما يتجهان نحو الداخل:
ـ ماشي يلا بينا
دلفا معاً لرؤية عزت لينظر لهما بابتسامة حزينة لتقترب سمية منه و تقبل رأسه و جلسوا يتحدثون معاً بعض الوقت
❈-❈-❈
قد يتجاوز الشخص فراق شخص لكن الموت لن يستطيع أحد تجاوزه بسهولة فمنذ عودته للفيلا و هو يجلس في الملحق برفقة زوجته و أطفاله يذهب للجامعة في الصباح و يأتي للجلوس مع جده بعض الوقت .. و بعد ذلك يعود للملحق ليجلس مع زوجته و أطفاله فهم من استطاعوا تخفيف الألم الذي يشعر به
أعدت العشاء لهم كي يتناولوه معاً لتهتف و هي تقف في الخارج:
ـ نزار حبيبي تعالى العشا جاهز يلا
تحدث بهدوء و هو يتجه إليها لكنه تفاجأ لعدم وجود أولادهما :
ـ أنا جيت هما الأولاد فين
لتجيبه و هي تقترب منه و تقبله على وجهه:
ـ ناموا ياحبيبي الحمدلله أخيراً مش مصدقه مطلعين عيني معاهم
ابتسم لها بحزن ليهتف و هو يضمها بحب:
ـ معلش الفتره الأولى بتكون صعبه و المربية موجودة معاكي
أشارت للطاولة لتهتف بمكر:
ـ طيب يلا ياحبيبي كُل عملتلك الأكل اللي بتحبه ولا تحب أأكلك انا
نظر للطعام الموضوع على الطاولة ليقترب منها و يجلس ليجعلها تجلس جواره:
ـ ليه تعبتي نفسك بعدين الأكل شكله لذيذ
أردفت بصدق شديد و هي تأخذ الملعقه من يده:
ـ تعبك راحه وبعدين مفيش تعب يا حبيبي إنت عارف إني بنبسط أوي و أنا بعملك حاجه بتحبها يلا كُل هأكلك زي ولادك
لا ينكر أن تواجدها معه و مساندتها له الفترة الماضية جعله يتعافى قليلاً ليأخذ ملعقة هو الآخر و يطعمها بها ليهتف بهدوء:
ـ خلاص يا حبيبتي كفاية خلينا نقوم بقى
تعلم أنه لا يتناول الكثير من الطعام لتهتف بدلال و هي تنظر له:
ـ إيه ده أنت مالحقتش تاكل يا حبيبي و لا الأكل مش عاجبك
تحدث بجدية و هو يقف:
ـ الأكل حلو بس حقيقي مش قادر شبعت
أردفت بابتسامة و هي تقف و تحمل بعض الأطباق:
ـ ماشي يا حبيبي قوم هشيل الأكل و اجيبلك عصير
حمل معها بعض الأطباق و هتف و هو ينظر لها:
ـ تعالي أساعدك كفاية تعبك طول اليوم
ابتسمت له لتجيبه و هما يتجهان معاً نحو المطبخ :
ـ بجد ياريت تعالى وحشني أوي وجودك جنبي و أنا بعمل حاجه
تنهد بحزن و هتف و هو ينظر لها:
ـ عارف إني قصرت معاكي الفترة الأخيرة بس غصب عني
وضعت وجهه بين يديها لتجيبه بصدق:
ـ وأنا مش زعلانه يا حبيبي كفاية أوي عندي إني أشوفك قدامي بخير
قبل جبينها و هتف بحب و هو يضمها بقوة:
ـ طول ما إنتِ و الأولاد قدامي أنا كويس مبقاش ليا غيركم
ابتسمت له لتتمسك به كأنها تخشى خسارته:
ـ ولا إحنا لينا غيرك يا حبيبي و خصوصاً أنا يا نزار
أردف بجدية و هو يبتسم لها:
ـ ربنا يحفظكم ليا يا حبيبتي
أنهت علياء تنظيف الأطباق وتحدثت و هما يغادران المطبخ :
ـ طيب هروح أشوف الأولاد و أطمن عليهم و اجيلك مش هتأخر عليك
أومأ بموافقة ليهتف بهدوء:
ـ تمام مستنيكي
عادت إليه بعد فترة وجيزة لتجده يجلس على الفراش:
ـ بقولك ايه هاخد شاور و اجي ليك بسرعه أوعى تنام عايزه أتكلم معاك في حاجه تمام
ـ ماشي براحتك
مر بعض الوقت لتقترب منه و تجلس جواره :
ـ أنا جيت اتأخرت عليك
ضمها بهدوء و تحدث بجدية:
ـ لا تعالي
كانت تشعر بالتردد لكنها ستحاول معه علها تنجح هذه المرة:
ـ بصراحه كنت عايزه أقولك أنه الوضع في الشركه مش تمام و يعنى كنت عايزه أنزل المكتب و أتابع شغل الشركه إيه رأيك
صمت بعض الوقت ليهتف بعد تفكير عميق:
ـ هيكون صعب عليكي الاتنين سوا اختاري الشركة أو المكتب
نظرت له و أردفت بجدية:
ـ يعنى إنت موافق خلاص يبقى الشركه دلوقتي علشان وضعها
تنهد بحزن فهو منذ عدة أشهر و هو يرفض التواجد في الشركة لكنه يعلم ما يحدث معهم من آسر:
ـ مش عارف إنتِ عارفه إني مش بنزل من يوم الحادثة بس آسر بيقول الوضع مش كويس
وضعت يدها على وجهه و تحدثت بهدوء:
ـ طيب ما تنزل أهو حاجه تشغل وقتك وأنا هكون معاك إيه رأيك
أغمض عينيه ليتحدث بوجع شديد:
ـ صعب يا علياء لما بروح هناك ذكريات كتير بتطاردني بعدين كفاية الجامعة
أردفت بحزن و هي تضمه بهدوء:
ـ خلاص يا حبيبي اللي يريحك
هتف بجدية و هو يمسد على شعرها:
ـ أهم حاجة ركزي في الشركة إنتِ هناك مكاني دلوقتي
تحدثت بابتسامه و هي تقبل باطن يده:
ـ أطمن يا حبيبي و أوعدك كل حاجه هترجع زي الأول وأحسن كمان لغاية لما إنت كمان ترجع
تحدث بثقة و هو ينظر لها:
ـ واثق فيكي و الكل هيكونوا معاكي
ـ ماشي ياحبيبي
أردف بحب و هو يضع رأسه على الوسادة و يضمها بيده الأخرى:
ـ يلا بقى نرتاح أكيد تعبتي طول اليوم
ابتسمت له و تمسكت به بقوة:
ـ يلا تصبح على خير ياحبيبي
مرت عدة أيام لتبدأ علياء في عملها بالشركة لتتجه لمكتب جسار الذي عاد هو الآخر طرقت الباب و اتجهت للداخل بعد أن سمح لها بالدخول :
ـ جسار كنت عايزاك تطلع على الملف ده قبل ما أمشي في إجراءاته
أخذ الملف منها و أشار لها كي تجلس:
ـ هاتيه أشوفه أخبار يزن و عاليا إيه
أجابته بجدية و هي تنظر له:
ـ كويسين أطمن بس مش نفسك تشوفهم مره
ابتسم لها بحزن ليتحدث و هو يراجع الملف الذي أخذه منها:
ـ أكيد عاوز أشوفهم هاتيهم الفيلا النهارده
تنهدت بحزن بعد تذكرها لحديث سمية السابق معها أن تساعدها في إصلاح علاقة زوجها و جسار :
ـ طيب ما تيجي إنت تشوفهم بنفسك مش كفايه يا جسار صدقني هو كمان حالته صعبه و بيموت كل لحظه عليها يعني مش ذنبه اللي حصل ده قضاء وقدر
تحدث بضيق شديد و هو يغمض عينيه كي لا ينفعل عليها :
ـ أظن إنتِ عارفه رأيي في الموضوع ده كويس أنا و نزار صعب نجتمع في مكان أنا خسرتها بسبب عناده
هتفت بتردد شديد :
ـ بس مالوش ذنب يا جسار ماتحاسبهوش على حاجه حصلت غصب عنه وعن الكل ده قدر محدش فينا كان يقدر يمنعه جسار إنت أخويا وهو جوزي وأنا مش قادره أشوفكم كده و أقف ساكته
تحدث بغضب مكتوم و انفعال :
ـ اللي بيني و بينه انتهى من زمان و لو مكنتيش بينا صدقيني كنت قتلته يومها هو مسرقش حياتها بس سرق حياتي أنا كمان ياريت كان مات بجد وقت الحادثة
وضعت يديها على قلبها و تحدثت بعتاب :
ـ بعيد الشر عنه ليه بتقول كده إياك تقول عنه كده وبعدين انت حياتك لسه قدامك يا جسار مش هتفضل كده العمر كله الحياه مش بتقف عند حد لازم نكمل ونعيش جسار إنت أخويا و أنا مقدرش أشوفك كده و اسكت علشان خاطري حاول تنسى وتكمل حياتك
لم يستطع التماسك أكثر ليهتف بحدة:
ـ أنسى إني بسببه خسرت اللي بحبها حياتي ادمرت بسببه و الأفضل يبعد عني لأني حقيقي مش ضامن رد فعلي إيه لو شوفته قدامي
وقفت كي تغادر لتتحدث بحزن و ترجي :
ـ ماشي يا جسار براحتك بس وحياتى عندك أوعي تإذيه انا مقدرش اعيش لحظه بعده
تحدث بهدوء و هو ينظر لها :
ـ قولتلك إنتِ السبب إني أبعد عنه لكن لو حد تاني كان صعب
أجابته بتنهيدة عميقة :
ـ ماشي يا حبيبي و النهارده هجيب الولاد واجي علشان تشوفهم
تحدث بجدية و هو ينظر لها :
ـ هستناكم النهارده
غادرت و تركته لتفكر في طريقة لإنهاء هذا التوتر بين جسار و نزار لكن عليها الاستعانة ب سمية و سليم ستتحدث معهما لاحقاً
❈-❈-❈
في لندن كان زياد يجلس معها قبل عودته لمصر مرة أخرى لتهتف بهدوء شديد:
ـ هرجع مصر امتى يا دكتور زياد
أجابها بجدية و هو ينظر لها:
ـ قريب ماتقلقيش بس لازم نطمن أكتر عليكي
تنهدت بوجع لتهتف بدموع:
ـ أنا عاوزه أسافر بقى علشان أطمن عليهم
يعلم جيداً الحالة تمر بها ليتحدث بجدية :
ـ اطمني هما كويسين وقريب أوي هتروحي لهم و تطمنيهم
نظرت لهاتفها و تحدثت بيأس:
ـ أمتى أنا عايزه أرجع ساعدني أنا بقيت كويسه خلاص
وقف و نظر من النافذة ليجيبها بهدوء شديد :
ـ هترجعي اطمني هتكلم معاهم و أرتب رجوعك بس إهدي علشان ماتتعبيش
أردفت بجدية و هي تغمض عينيها:
ـ طيب إيه أخبار آخر الفحوصات اللي عملتها
التفت لها و أردف بجدية:
ـ كويسه وكله تمام علشان كده بقولك هترجعي قريب
هتفت بتمني و اشتياق:
ـ بتمنى بجد
تحدثا معاً قليلاً ليتركها و يتجه للمطار بعد ذلك كي يعود إلى مصر و يلتقي بمحبوبته التي ترفض الرد على اتصالاته ليصل في المساء استقبله مالك ليتجها معاً للمنزل و كان الوقت متأخرًا ليقرر الذهاب لها في الغد
وجدها تجلس في الحديقة ليقترب منها و يهتف بحب شديد :
ـ مساء الخير يا ميرا وحشتيني
كانت تجلس برفقة الصغار لتقف و تجيبه بهدوء :
ـ مساء الخير
تحدث بعتاب شديد و هو يقترب منها ليضع يده على وجهها :
ـ طمنيني عليكي أخبارك ايه و ليه مش بتردي على اتصالاتي
ابتعدت قليلاً عنه و أجابته بعتاب :
ـ يهمك أوي عامله ايه أنا لو زعلي يهمك مش هتعمل معايا كده
تنهد بهدوء لأنه يعلم أنها محقه لكنه لا يستطيع إخبارها بالحقيقة :
ـ ميرا إنتِ عارفه وضعي و قولتلك قبل كده مش هقدر أتخلى عن حالة مهمة عندي
أردفت بسخرية و استنكار :
ـ بس تقدر تتخلى عني صح زياد أنا بقعد بالشهر و الاتنين مش عارفه عنك حاجه ولا تكلمني
اقترب منها ليضمها لكنها ابتعدت ليهتف بهدوء :
ـ خلاص يا حبيبتي أنا رجعت و مفيش سفر تاني أوعدك المرة الجاية هنكون سوا
تحدثت بعدم اهتمام و ضيق :
ـ نفس كلام كل مره بس انا خلاص تعبت أنا لوحدي ومفيش حد معايا وفكرت إنك أنت هتكون معايا بس إنت مشيت واتخليت في أكتر وقت احتاجت وجودك فيه وتقولي حاله مهمه خليك بقى مع الحاله علشان ده مش مبرر كنت تقدر تكلمني وانت مسافر تطمني عليك إنما أنا مش مهمه عندك وأنا بالنسبالي لا عذر لغائب يتنفس
تحدث باعتذار و صدق :
ـ ميرا أنا كنت بكلمك أغلب الوقت و لما بقفل بكون مضطر بسبب المريضة اللي معايا و خلاص السبب اللي كنت مسافر علشانه خلاص خلص و رجعت صدقيني الفترة الجاية هتكون ليكي و بس
لن تتراجع عن الأمر تعلم جيداً أنه يحبها لكنها لن تستطيع تحمل إهماله لها لتخرج الخاتم من إصبعها و تضعه في يده :
ـ كذب كفايه بقى أنا تعبت من كلامك ده والأمل اللي بتعيشني فيه كل مره انا خلاص مش عايزه أكمل ولا عايزه أفضل هنا أنا راجعه لندن دبلتك أهي عن إذنك
ركضت من أمامه سريعاً لينظر إلى الخاتم الذي وضعته في يده بصدمة ليقرر المغادرة و أثناء رحيله التقى ب سليم القادم من الخارج
تحدث سليم بابتسامة ليرحب به:
ـ زياد رجعت امتى !!
أجابه زياد بحزن و هو ينظر له :
ـ امبارح بليل وجيت أشوف ميرا بس صدمتني ب ردة فعلها
تحدث سليم بعدم فهم :
ـ عملت إيه ميرا
فتح يده و هتف بحزن:
ـ عطتني الخاتم ومشيت رغم أني كنت جاي افرحها أني خلاص رجعت وفضيت ليها وبفكر نحدد ميعاد الفرح لكن هي صدمتني
تعجب سليم من اندفاع ابنته ليحاول إصلاح الأمر :
ـ إنت بتقول إيه مش مصدق الكلام ده بعدين يا زياد إنها تاخد قرار زي ده من غير ما تقولي أكيد سبب قوي
أجابه بتردد و ضيق :
ـ سبب إيه علشان انشغلت عنها شويه ما أنا عرفتها سبب انشغالي وقولت أنها هتعذرني و تتحملني أنا مش عارف أعمل إيه يا عمي دي بتقولي هتسافر أنا عارف أني قصرت معاها بس كنت جاي اعوضها ليه بس عملت كده
تنهد سليم و أردف بحديث ذا مغزى :
ـ متزعلش من كلامي يا زياد بس إنت أهملتها آخر فترة و كنت دايماُ مشغول عنها رأيي تستنى عليها يومين تهدى و تحاول معاها بس المهم تتحمل جنانها
ليشعر زياد بالأمل بعد حديث سليم معه :
ـ هتحمل اي حاجه المهم أنها متسافرش و تهدى وأنا هتكلم معاها بس أرجوك يا عمي أتكلم معاها
وضع سليم يده على كتف زياد كي يطمئنه :
ـ هتكلم معاها يا زياد علشان واثق إنها بتحبك زي ما إنت بتحبها متقلقش هطلب من سمية كمان تتكلم معاها
تحدث زياد بتنهيدة عميقة:
ـ ياريت يا عمي ياريت
أجابه سليم بمزاح:
ـ أطمن المهم بلاش سفر تاني و إلا المرة دي هاخد أنا موقف منك
ـ أطمن مش هسافر تاني وبعدين ده شغلي صدقني يعني مش بسافر وخلاص أكيد بيكون غصب عني
ـ ماشي يا زياد و أنا واثق فيك و عارف إنك هتقنعها
ابتسم له سليم و جلسا معاً بعض الوقت و أثناء حديثهما معاً أتى سليم اتصالًا ليعتذر منه دقائق قليلة و جلس يفكر في طريقة كي يجعل ميرا تعود له من جديد .. و في هذا الوقت كان نزار يتجه لرؤية جده لينتبه لوجود زياد
اقترب منه و أردف بابتسامة هادئة :
ـ زياد حمدالله على السلامه رجعت امتى
تحدث زياد و هو يتناول العصير:
ـ الله يسلمك يا نزار عامل إيه !! رجعت امبارح بليل
أردف نزار بمكر و غموض:
ـ أنا كويس المهم أخبارك إيه و ليه بتختفي كتير كده
نظر زياد له بعض الوقت ليهتف بهدوء شديد و حذر:
ـ شغل كان في حاله مهمه عندي لازم أتابعها بنفسي طمني عليك وعلى أولادك وعلياء عاملين إيه !!
تحدث نزار بجدية و هو منتبه لضيق زياد:
ـ إحنا كويسين بس واضح إنك متضايق ولا غلطان
أجابه بجدية و حزن :
ـ ميرا اتجننت وخلعت دبلتها تخيل
صُدِم نزار من حديث زياد ليهتف باستنكار :
ـ إنت بتقول إيه اكيد اتجننت إيه الحكاية !!
أردف و هو ينظر له:
ـ مفيش زعلت من موضوع سفري و مصممة تسافر و نهت كل حاجه أنا هتجنن من وقتها يانزار
حاول نزار أن يطمئنه ليهتف بجدية:
ـ طيب أهدى و أنا هتكلم معاها إنت عارف جنانها
تنهد بهدوء ليتحدث بإرهاق:
ـ ياريت يا نزار لأني مصدوم من وقتها ده انا كنت ناوي أحدد ميعاد الفرح قريب تقوم تنهي كل حاجه كده
هتف نزار بعد تفكير عدة لحظات:
ـ طيب عندي فكره
أجابه و هو ينظر له:
ـ قول
تحدث بجدية و هو يبتسم له:
ـ أنا هطلب منها بكره تيجي تقابلني في النادي بس مش هروح تروح ليها هناك إنت و مهما عاندت خليك هادي معاها
تحدث و هو يفكر في حديثه:
ـ ماشي موافق بس يارب متتجننش و تعاند أكتر
ليحاوره بتنهيدة عميقة:
ـ أطمن بس أتحمل جنانها بعدين واثق إنها بتعيط في أوضتها دلوقتي
زياد بعتاب و حزن من جنان ميرا:
ـ وكان على إيه جنانها بس ما انا كنت هعوضها عن الغياب ده بس أقول إيه
أغمض نزار عينيه بوجع شديد ليتذكر طفولتها مع شقيقته:
ـ معلش يا زياد إنت عارف علاقتها ب فاطيما كانت قوية علشان كده موجوعة و هي كانت محتاجة وجودك معاها حاول تعوضها الفترة دي
تحدث زياد بغموض:
ـ أكيد اطمن الفتره اللي جايه هتكون تعويض للكل
ـ و أنا واثق فيك بس اهم حاجة تعوضها هي
ابتسم له و هتف بتأكيد:
ـ هيحصل أوعدك
ـ تمام يا زياد
انضم كِنان إليهما ليتحدثوا معاً و بعد ذلك غادر زياد ليتجه نزار للملحق لقضاء باقي اليوم مع زوجته و أطفاله
في لندن قررت أن تتنزه فهي اشتاقت لهذه المدينة لتذهب برفقة صديقتها لإحدى دور الأزياء التي أرسلت إليهما بعض التصاميم كي يقوموا بتصميمها .. و حين ارتدت أول فستان نظرت لها صديقتها
لتهتف بابتسامة عريضة:
ـ مستحيل
يتبع...
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة فاطمة الزهراء، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية