-->

رواية جديدة نجمة أركان الجزء الرابع من سلسلة فرعون مكتملة لريناد يوسف - الفصل 8 - الخميس 1/5/2025

 

قراءة رواية نجمة أركان الجزء الرابع من رواية فرعون كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



قراءة رواية نجمة أركان

الجزء الرابع من رواية فرعون

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة ريناد يوسف

الفصل الثامن

تم النشر يوم الخميس 

1/5/2025


- وقفي عندك

وقفت نواره ولفت عليه وشافته وهو قايم وجاي عليها، بلعت ريقها بخوف وميلت السبت اللي فيدها وقالتله:

- والله يابيه طالعه فاضيه ماواخده حاجه، السبت اهه وخلي الست تاجي تفتشني كمان.

إبتسم وفقي وهو عيقرب منها وقال:

- له يابوي تفتش ايه بس، اني مموقفكش عشان إكده، اني موقفك لجل اقولك تسلم يدك، داي احلي وكلة سمك كلتها فعمري، وعشان إكده خدي دول حلال عليكي.

بصت نواره ليده الممدوده بفلوس كد حق السمك كله، وبصتله وقالتله:

- يابيه بالهنا علي قلبك بس اني خدت حق الطبيخ ومعاوزاشي حاجة تاني.

مدلها وفقي الفلوس بإصرار وقالها:

- واني عقدر الحاجة الحلوة، وعحب اكرم صاحبها، خدي الفلوس ومتكسفيش يدي، وكل يومين تلاته تجيبيلي شروة سمك كيف داي وتطبخيهالي بنفس الطريقة.. تدخلي طوالي واديكي عرفتي طريق الموطبخ. 

ردت عليه نواره وهي عتبص ناحية أوضة مصريه:

-ايوه بس الست حديتها ماسخ وواعر وتوها قايلالي كلمة حرقت دمي، قالتلي يانهابه واني قولتلها اني مهاجيش إهنه تاني. 

رد عليها وهو عيعلي حسه لجل تسمعه مصريه:

-له هتاجي وهتجيبي سمك وتعمليه، ومحدش إهنه صاحب الكلمة غيري، وكل اللي اقوله يمشي، والمال مالي واعطيه للي يعجبني، ومادام الناس زعلانه من الهوا يوبقي خليها زعل بالمره. 


أما في الاثناء دي كان قاعد مؤمن مع شاكر بره مستني بته وقعدوا يتحدتوا سوا:

شاكر

-إلا انت من فين يابلدينا؟ شكلك مش من نواحينا؟ 

مؤمن:

- اني من بلاد الله لخلق الله مليش علوان. 

-كيف مليكش علوان، اني عتحدت على البلد اللي اتولدت فيها، موسقط راسك ولا امك ولدتك وهي عترمح وشالتك وكملت رمح بيك وفضلت ترمح بيك فدنية ربنا لغاية ماكبرت؟ 

 

ضحك مؤمن ورد عليه:

-اكيد له، اكيد أمي ولدتني فبلد، بس اني يتيم من يوم ماوعيت عالدنيا لا شفتلي أب ولا إم ولا اعرف بلدي، وقضيتها من بلد لبلد ومن تايه لتايه، بس واني عتنقل قابلت ناس زينين قوي وولاد حلال مصفي. 


عملوني ولدهم واتجوزت بتهم وخلفت منها واد كيف البدر فتمامه.. عطوني بيت وأرض ومحبه كد الدنيا 

بس اني عشان فقري رميت كل ديه عالأرض ودوسته برجلي، هديت حيلهم وموتهم بحسرتهم علي ولدي اللي موته بيدي وبغباوتي وجحودي، وبعد موتهم بعت الأرض واتجوزت علي بتهم وجبتلها اللي شغلتها خدامه تحت رجلها، وفي الاخر طلقتها ورميتها في الشارع رمية الكلاب، بس بعدها مرتي خدت مني بيتي ورمتني في الشارع كيف الكلاب ورمتلي فوقها بتي، 


وبعد مااتدقلي في الدنيا وتد وبقالي موطرح يلمني رجعت تاني سواح في البلاد بلا متوى، ومعاي بتي، ربك عيخلص الذنوب ياواد عمي وياخد الحقوق. 

شاكر:

-يابوووي دانت واطي قوي ياواد عمي ومعندكشي اصل صوح! 

طب والغلبانه اللي رميتها في الشارع فين اراضيها دلوك وعيميل ايه الزمان فيها؟ 

- الغلبانه! الغلبانه سافرت بحري واتجوزت ظابط كد الدنيا وعيشها فسرايا اكبر من سراية البيه بتاعك داي، وخلفت منيه واد وبنيه تتكحل بيهم العين، وجوزها جابها واشترالها ارض ابوها اللي اني بعتها منيها واشترالها بيتهم.. وربنا عطاها من واسع فضله، واني اللي كنت شايفها عفشه ومكنتش عطيق ابص فوشها هو عيقولها ياست فين كنتي. 

شاكر:

-سبحان العاطي الوهاب.. بس اوعاك تفكر إنها وقفت إهنه ياواد عمي، انت ظلمت ظلم واعر قوي ودعوة المظلوم عتشق السما ويقعدوا متعلقين وينزلوا فوق راسك دعوة دعوة، واظون اللي دعوه عليك كتيير قوي.. اشرب شايك إشرب والله بعد اللي حكيته ديه خساره فيك بوق الشاي. 

رفع مؤمن كباية الشاي عشان يشرب فطلعتله نواره وقالتله:

-يلا يابوي اني خلصت. 

رد عليها مؤمن وهو عيشرب من الشاي:

-طيب اقعدي جاري إهنه هبابه اكمل كباية الشاي إلا عمك شاكر ظابطها زين. 

قعدت نواره جارهم وكان باين عليها الرضى، فبصلها شاكر وسألها:

-عقولك ياست البنته، انتي عتدخلي كل البيوت إكده لحالك وتتعاملي مع صحابها، اصل يعني غلط عليكي وعيب، إحنا لولاشي سرايتنا فيهاشي شباب والبيه راجل كباره ومحترم مكنتش دخلتك، متضمنيش ايه اللي ممكن يكون مستنظرك ورا البيبان يابتي.. وانتي صغيره وفيكي المطمع، حرصي وخلي بالك على نفسك وتديشي أمان، ابوكي ديه ليهش عازه ومهيحرسكيشي، ولو جرتلك حاجة هيبكيله هبابه وياخدك ويمشي. 


رد عليه مؤمن بإعتراض:

-عتقول ايه انت ياقزين، له يابوي نواره ميتخافش عليها، نواره عامله كيف النمره اللي يقرب يمها تاكله بسنانها، اللف فدنية ربنا والقج ليل نهار والناس الزينه والشينه اللي شافتهم تخنوا جلدها وعلموها تعرف تدافع عن روحها وتاخد حقها زين قوي، وعشان إكده اني معخافش عليها. 

رد عليه شاكر بغضب:

-ياراجل ياني، تهمل بتك تدخل البيوت الغريبه وتحكي الخرابيط داي، طيب فرضنا اللي جوا البيت اتكاتروا عليها وانت خابر زين إن الكتره تغلب السجاعه هتعمل إيه النمره وكتها وسط كوم ديابه كل واحد ينهش فيها من جيهه.. إحمي هبابه انت صوح رحال وليكش بلد ولا أصل بس دمك صعيدي والنخوه لو مش موروثه يتعلموها علام.. هاجي على عارك لحدت ماياجي صاحب نصيبها ياخدها منيك صاخ سليم.. شربت شايك قوم يلا خدها وروح فورت دمي وخليتني كرهتك سم دانت راجل مدلدل

ضحك مؤمن وهو عيقوم وضحته دايقت شاكر اكتر وخلته شافه معندوش صنف الدم، وقل فنظره قوي، أصل اللي ميثورش لكرامته ولا الشتيمة تأثر فيها يوبقي عليه العوض فيه ومنه العوض.. لكنه شاف في نواره من بصة عنيها لابوها ومن كل تصرفاتها انها صوح نمره وواعره، بس مهما كانت واعرتها برضك في النهاية بنيه ولو اتكسرت ليهاشي قومه تاني. 

يادوبك هيتحركوا من جاره وجاله ولده عزام وقف قباله وقاله وهو عيبص لنواره:

-مين دول يابوي؟ 

رد عليه ابوه بنبره ناشفه:

-دول ناس علي باب الله ليكش صالح بيهم، هاه قولي ايه اللي جابك؟ 

خالتي عيشه عيانه وقالتلي روح لوفقي بيه وهاتلي منيه فلوس عايزه تروح للحكيم ومعهاشي. 

رد عليه شاكر بضحكة سخريه:

-وانت مفكر انت وخالتك انك إول ماهتقوله عايز فلوس لخالتي عيشه مصريه هتخليه يديها حاجة؟ 

خليك إهنه جاري واستناه وهو طالع يكون بعيد عنها يمكن يديك. 

وفعلًا استني عزام جار ابوه لحد ماوفقي طلع لجل يروح يسهر شوية عالقهوة واول ماشافه عزام وقف وقاله:

-وفقي بيه.. خالتي عيشه عيانه وقالتلي اجي اقولك هاتلها فلوس عايزه تروح للحكيم. 

وقف وفقي واتنهد وطلع جزدانه وسأل عزام بضيقة:

-وكام يكفيها خالتك عيشه فمرواحها للحكيم؟ 

رد عليه عزام:

-يعني شوف انت اللي هيطلع من ذمتك زين. 

طلع وفقي الفين جنيه وعطهمله وقاله:

-خد اعطبها دول وقولها روحي للحكيم واللي يفضل اصرفي منيه وحلي عن وفقي، قولها دول كانوشي قراطين اللي اشتريناهم منها سحبت اكتر من حقهم بمرتين. 

خد منه عزام الفلوس ومشى ومشى وراه وفقي وفضل شاكر باصصله وهمس لنفسه:

-يعني حاسبها انها عتاخد منك علي حس القيراطين ومش حاسبها انها عتاخد منك علي حس عمرها اللي ضيعته ولا جوزها اللي موته بحسرته وخربت بيتها وفوقهم اشتريت منها القيراطين اللي حيلتها، والله انت كيفك كيف الواطي اللي كان قاعد إهنه من هبابه بس هو ربنا جازاه بعمايله وانت كيف فرعون لساك عتطغى وتتفرعن.. 

ووراك الشوطانه اللي اتجوزتك وهي اللي فرعنتك بفلوسها وخيرها.. قوصرو ربنا علي كل ظالم. 


وصل عزام بالفلوس لخالته عيشه وقالها:

-خدي ياخاله البيه بعتلك دول وعيقولك تشيعيلوشي علي فلوس تاني، انتي واخده حق القيراطين بتوعك مرة ونص لحد دلوك. 

خدت منه عيشه الفلوس وهي عتتنهد وهمست بضعف:

-كتر خيره واد الأصول.. خد ياعزام حق الكشف وروح احجزلي حدا الحكيم وهات توكتوك وتعالا خدني عالمعاد. 

خد منها عزام الفلوس وطلع وهي غمضت عيونها بتعب وسرحت في اللي فات.. ورجعت بذاكرتها لسنين عدت وبالتحديد لما كان وفقي شغال مع ابوها وشاكر جوز اختها، أجير عند الناس يفلح فأرضهم.. 

وكانت عينه منها وكلمها من ورا اهلها ووعدها بالجواز وبكل حاجة حلوه في الدنيا، كان يوم ماياجي يساعد ابوها في القيراطين فلاحة تطير من الفرحة وتلبس احلى ماحداها وتكحل عنيها الوساع وتاخد الوكل والشاي وتروحلهم، تشوفه ويشوفها والكلام بالعين والرد بالإبتسامة. 

كانت تجيها العرسان اشكال والوان وهو يقولها ارفضي واصبري، وهي ترفض من غير سبب، وزاد علي ابوها وامها العجب. 

اختها روايح مرت شاكر بس اللي كانت عارفه الفوله واللي فيها، وياما نصحتها وقالتلها:


- ياعيشه هملي وفقي وشوفي حالك ديه بياع كلام وبس، ماهو حداه بيت وعايش لحاله وعيشتغل ويقدر يتجوز وممتقدمش ولا جاي، ايه عذره ديه وشاكر ظروفه اقل منيه وانجوز وعمر بيت هو مستني إيه؟! 

ردت عليها عيشه يومها بثقة نابعه من كلام وفقي وقالت:

-مستني يوبقى حداه قرشين زينين وسجيبلي عفش زين ويظبط بيته وأموره، وفقي معاوزش يتعبني وعايز لما اخش بيته مسكونش ناقصه حاجة.. عيقولي انتي صابره علي من زمان ولازمن اجازي صبرك باللي تستحقيه، وانا هصبر عليه ياروايح ومتوكده إن صبري عليه هيعود عليا بالراحة والفرحة اللي مليهاش مثيل، واديني عايشه فبيت ابوي واكله شاربه ناقصني ايه يعني؟ 


ردت عليها اختها بغضب:

- له ناقصك ياعيشه وعينقص منك كل يوم بس انتي محاساشي، عينقص من عمرك ومن شبابك والزمن عيفوت وانتي سارقاكي سكين المحبه.. فوقي لروحك وشوفي حالك وموصلحتك. 


ردت عليها عيشه بنبرة متقبلش نقاش:

-حالي شايفاه وموصلحتي عارفاها زين، وموضوعي ديه بعدي عنيه خالص ياروايح، اني خابره إن شاكر هو اللي مقومك علي عشان هو عيكره وفقي من زمان ويغير منيه، وفقي محكيلي علي كل حاجه، قومي شوفي لو عايزه حاجة من الييت خديها سكر ولا رز ولا زيت مانتي معيجيبكش حدانا غير العوزة، وردي بيتك وخليكي فجوزك اللي مش مكفي بيته وكل وعيتكلم على غيره. 

ردت عليها روايح بوجع:

-وه، عتعايريني بفقري يابت ابوي؟ تُشكري ياأصيله، تشكري ياخيتي، على العموم اني معاوزاشي حاجة ولا عدت هاخد حاجة من إهنه مع انه تعب وشقى ابوي وليا فيه كيف ماليكي بالظبط. 

بس كلامك ماسخ ويوقف اللقمة في الزور.. ولو علي شاكر فوالله الراجل غايب وملايكته حاضرة ماعيقولي حاجة عن وفقي ولا عيجيب سيرته واصل، ولا وفقي فدماغة من اصله ياللي عتقولي غيران ومستكتر، بس تصدقي بالله انا استاهل عشان هو قالي ياروايح بعدي وليكيشي صالح وكل واحد ادرى بموصلحته واني اللي متبعتش وقولت اختي وواجب عليا انصحها، طلعت النصيحة خسارة فيكي وربنا سبحانه وتعالى لمك عاللي يشبهك. 


خلصت كلامها وسابت البيت ومشت على بيتها، وفاتت عيشه وراها بركان نار، اصلها معتتحملش كلمة تتقال على وفقي. 

يومها راحتلك الغيط لجل تقوله علي حديت روايح اختها، وشافته شغال وراحتله، وقفت قدامه وقالتله:

-. عقولك ايه ياوفقي بزيادانا على إكده وتعالا اخطبني واني راضيه باللي تجيبه، اني لا عايزه عفش ملوكي ولا ارضية مصبوبه اسمنت، اني هعيش معاك لو على مصطبى والأرض تراب نرشوها ميه تطري علينا.

ساب وفقي الطوريه من يده وبصلها وقالها:

- عارف اني القومه داي متقوميهاشي إلا وحد باخخ فودنك كلمتين او عريس جديد جالك، قولي ايه جرا من دول؟

ردت عليه وهي عتعقد اديها علي صدرها وتديه ضهرها:

ولا داي ولا داي، بس اني زهقت من الانتطار وعايزه نتلموا اني وانت فبيت واحد.

قرب منها بعد مااتلفت حواليه وهمسلها فودنها:

-ايه ياعيوشه مشتاقالي قوي إكده ياحبة القلب؟

لانت ملامحه واتزعزع موقفها من الهمسة والكلمة ولفت عليه وبضعف قالتله:

-كاتلني الشوق وانت لوح تلج معتحسش ولا تقدر، ماانت لو كنت عتحبني كيف ماعحبك كنت هتتلهف علي وتاخدني بيتك النهاردة قبل بكره.

رد عليها وهو عيقرب منها اكتر:

-ومين قالك إن الشوق مكاتلنيش اكتر منك ونفسي اخدك فبيتي النهاردة قبل كمان هبابه؟

طب داي امنية حياتي اللي عايش بيها وعدعي ليل نهار ربنا انها تتحقق. 

، بس كل حاجة بالعدل حلوه.. روحي ياعيشه ومتقلقيش من قريب هتلاقيني قاعد فبيتكم مع ابوكي عقرا فاتحتك وتقدميلي باديكي الحلوين دول شربات الورد واتجوزك وتوبقي حياتنا ورد فورد، ياوردة عمري انتي.

إبتسمت عيشة ومردتش فابتسم هو وقالها:

-يابووووي عالحلوين لما الخجل يزيدهم حلا، طب اروح فين واجي منين اني دلوك، روحي من قبال عيني ياعيشه بدال مااخطفك وارمح بيكي دلوك.. روحي واستري علي نفسك وعليا.

ضحكت عيشة بدلع وكان لسه هيكمل غزل فبص شاف من وراها الياس صاحبه جاي وعيونه راشقين في عيشة وعيطلعوا قلوب، فقالها بهمس:

-امش دلوك الواد البارد اللي معطيقوشي جه. 

بصت عيشه وراها وشافت الياس فقالت لوفقي:

-طيب ياوفقي زي ماقولتلك تروح لابوي ألا قالي شددي عليه ياجيني بكرة يعزق معاي غيط الدره القبلي بتاع الحج مطاوع. 

رد عليه وفقي برسمية:

- قوليله من العيون حاضر، بكرة من النجمة يلاقيني قدام الباب بطوريتي واقف مستنيه. 

اتحركت عيشه من قدامه ومشت ووقف إلياس يبص عليها وهي ملشيه فقاله وفقي بغضب:

-عينك ياواد المركوب عرض ناس ديه، إعدل رقابتك اللي اتلوحت داي إلهي تتكسر ونرتاحوا منك. 

ضحك الباس ورد عليه وهو عيتقدم منه:

_يابوي وانت مالك عاد، اني لولا ماسائلك الف مرة وقايلي انك معتحبهاش ولا ليك نيه ليها كنت قولت انك عاشقها من زرزرتك داي كل ماتوعاني عبصلها! 

رد عليه وفقي وهو عيتلافى الطوريه من الأرض ويواصل العرق:


-مش شرط اكون عاشق لجل اخاف علي عرض بنيه، صوح محداييش ولايه بس بكره يوبقي حداي واحب الناس تخاف على عرضي كيف ماني صاين عرضهم.. هاه قول جاي عايز إيه؟ 

رد عليه إلياس وهو عيقعد جاره عالبطال:

-عايزك تتوسطلي حدا ابو عيشه يجوزهاني، اني خايف اروح يردني خايب كيف ماعيرد كل اللي يتقدمولها، وخصوصًا اني محداييش حاجة، لا قراطين ارض ولا جاموسه، ولا حتى بيت عدل اسكنها فيه. 

رد عليه وفقي بإستهزاء:

-امال لما خابر حالك محداكش حاجة رايح تتقدملها بأيه ياالياس؟ 

رد عليه وهو عيتنهد بقلة حيلة:

-حداي محبه ليها فقلبي تساوي الكون كله ياوفقي. 


وفقي:

-ايوه بس المحبه معتجوزش ولا تفتح بيوت ياولهان، روح اشتغل وشد حيلك وحوش مهرها ووكتها نكلموا ابوها بقلب مليان، مش نروحوا نكلموه ببرود الوش ونعاودوا بالخيبه.. 

سكت الياس وقام روح وبعده روح وفقي بعد ماخلص شغله.. 

وتاني يوم من النجمة كان واقف قدام بيت أبو عيشه ينادي عليه لجل يطلعوا اليوميه، فطلتله عيشه من فوق وشاورتله وهي مبتسمه، ردلها الابتسامه وشاورلها وطلع ابوها وراحوا على شغلهم.،بس قبل مايمشيوا ابوها قالها متوديلهمش غدا النهاردة لأن الحج مطاوع عيغديهم غدا زين لما عيشتغلوا حداه فأرضه. 

جه وكت الغدا وبصوا شافوا الحج مطاوع جاي عليهم ومعاه بته مصريه، بته الوحيده اللي محداهوش غيرها، جايين وجايبين الغدا، فجرى عليهم وفقي ياخد منهم، خطف الوكل اللي فيد مصريه بلهفة وهو عيقول:

-تسلم الايادي، يابوي جيتوا فوكتكم داحنا كتلنا الجوع كتل اني والغلبان ديه! 

رد عليه مطاوع بضحكة:

-معلهش كل ماتجوعوا اكتر هتاكلوا، وبعدين مصرية عوقت لجل تطبخلكم وكل زين. 

بص وفقي لمصرية وقال:

-والله الريحه عتغني غناوي وتوصف الوكل قبل الشوف، تسلم الايادي من قبل الدوق. 

خلص كلامه وقعد فتح والكل وابتدا يرصه عالأرض، وفي الاثناء دي بص جاره وشاف خاتم دهب واقع تحت مصريه، والظاهر إنه لما هبش الوكل من يدها الخاتم اتقلع من صباعها، فبحركة سريعة مد رجله زاح علي الخاتم شوية تراب وابتدا ياكل ويشكر في الوكل، ورجعت مصريه وابوها عالبيت وهو غافل ابو عيشه وخد الخاتم وحطه فسيالة السديري، وكمل شغله ولا مين شاف ولا من دري وهو عيقول لروحه:

-يلا رزق وربنا بعتهولي وهما حداهم كتير، دي جايز متاخدش بالها ليه من اصله. 

ورجع يومها بيته اتسبح وغير وخد الخاتم وراح باعه في البندر وعاود بحقه وقرر إنه هيريحله يومين تلاته من غير شغل علي حس فلوس الخاتم. 

أما مصريه فروحت البيت وبصت فيدها ملقتش الخاتم فقالت لامها:

-يمه الخاتم الدهب بتاعي وقع، طلعت بيه من البيت ودلوك مهواش فيدي! 

ردت عليها امها بضيقة:

-من يومك مدهوله وسايبه واللي فيدك مفقود، روحي قولي لابوكي خليه يسأل عليه في البلد يمكن اللي لقيه واد حلال ويرجعه، مع إن اللي يلاقي خاتم فضه من ناس البلد مش هيعاوده، إشحال الدهب.. يلا فداكي. 

دخلت مصريه اوضتها وفضلت تعصر دماغها ياترى الخاتم ممكن يكون وقع منها فين، وبعدها افتكرت لما وفقي شد من يدها الوكل، وكتها حست بوجع خفيف فصباعها بس منتبهتش ولا فكرت انه ممكن يكون الخاتم، فقررت انها تروح تاني يوم وتسألهم عنه وتدور في المكان اللي وقع فيه. 

وفعلًا راحت، بس ملقتش غير ابو عيشه وواحد تاني معاه غير وفقي، فسألتهم عن الخاتم ودورت شويه وبعدها عاودت، بس مرجعتش عالبيت راحت على بيت وفقي، خبطت عليه ولما طلع قالتله:


-معلهش ياواد عمي قلقت راحتك، اني جايه أسألك علي خاتم دهب وقع مني امبارح وكت ماكنت موديالكم الوكل مشفتهوش؟ 

رد عليها رفقي بإبتسامه:

- له مشفتهوشي، ولو شفته كنت سألت عليه، شوفيه يمكن وقع فبيتكم قبل ماتطلعي. 

ردت عليه بيأس:

-له مفيش، دورت وملقتوش، خساره ديه كان حلو قوي وعاجبني وكنت متأمله إن حد فيكم لقاه. 

رد عليها وهو عيمثل البراءة:

-ياريتني لقيته كنت هاخده حجه واروح بيه على داركم اديهولك واشوف فرحة رجوعه فعنيكي، بس يلا متزعليش فداكي، فداكي خواتم ودهب الدنيا كله ياست البنته يانوارة بنتتة البلد. 

إبتسمت مصرية وردت عليه بكسوف:

-تسلم وتعيش فداك من العفش.. طيب اني ماشيه ومعلهش مره تانيه اني قلقتك. 

رد عليها بلهفه وهو عيبص لاديها والدهب اللي فيهم:

-يابوي قلقتيني ايه بس، طب دا ياريت تقلقيني إكده كل هبابه، على العموم اني رايح بكرة اشتغل حداكم، اطبخيلنا وكل زين تاني من اديكي الحلوين إلا اني قاعد على وكلة إمبارح لحد دلوك مش راضي آكل لجل حلاوة الوكل متروحش من خشمي. 

ابتسمت مصريه وردت عليه بخجل:

-من عيوني، احلا وكل.. تحب تاكل لحمه ولا زفر؟ 

-اي حاجة من يدك شهد مكرر. 

مشيت مصرية ولحد ماوصلت بيتهم والابتسامة ممفارقاشي وشها وهي عتعيد وتزيد فكلامه الحلو اللي اول مره حد يقولهولها. 

أما وفقي فدخل بيته ورد بابه ومنظر الدهب اللي فأدين مصريه مزغلل عيونه، وسيطرت عليه حاله من الطمع ابتدا بعدها يتخيل روحه انه صاحب كل املاك ابوها ودهبها ديه تحت يده، ودا لا يمكن يتحقق إلا فحالة وحده.. يوقع مصريه في شباكه، وأول مالفكرة خطرت علي باله ظهر طيف عيشه قدام عيونه، لكن بريق الدهب اللي رجع يضوي قدام عينه طرد طيفها شر طرده. 


عدت الايام ومع كل يوم وفقي كان يلعب فدماغ مصريه اكتر ويشاغلها في الرايحه والجايه بكلامه المعسول، وهمل عيشه خالص، وكل ماكنت تروحله وتقوله عايزه اتكلم معاك يتهرب.. لدرجة انه بطل يطلع شغل مع ابوها وشاكر خالص،أو بمعني اصح بطل يطلع شغل نهائي، وبقت مصرية هي اللي تصرف عليه وتديه الفلوس اللي يعوزها. 

فراحتله عيشه حدا بيته اللي كان متطرف عن بيوت البلد وبعيد عن العين وديه اللي كان مسهل الموضوع. 

خبطت عليه فطلع وهو عيعدل فطاقيته ومبتسم وكل فكره انها مصريه، بس لما لقاها عيشه اختفت ابتسامته وبلع ريقه بخوف وهو عيتلفت حواليه من خوف ان مصريه تشوف عيشه واقفه معاه

، ولما شاف الدار أمان مسكها من يدها وسحبها جوه البيت وقفل الباب قوام. 

عيشه اتلفتت حواليها بخوف وتوتر وسألته:

-ايه ديه ياوفقي عتدخلني ليه وترد الباب ومالك إكده الخوف واكلك، انت مستنظر حد ولا خايف حد يشوفك معاي؟ 

رد عليها وفقي بهدوء وابتسامة بارده:

- ولا داي ولا داي، كل الحكاية اني متوحشك ومهشبعش منك من كلمتين، فقولت نقعدوا من جوا احسن وآءمن من ان حد يشوفنا ويروح يقول لابوكي.. هاه طمنيني عنك عامله ايه؟ 

ردت عليه بعتب وزعل:

-يهمك قوي عامله ايه ومعاملاش ايه، فينك ياوفقي غطسان فين بقالك مده لا عتطلع شغل ولا عدت تماشي ابوي، وصحتك زينه وكيف البغل اهه كنا قولنا إن اللي حايشك عني عيا ولا تعب! 

 رد عليها وهو عيقرب منها فلحظة مشافهاش فيها غير بنيه حلوة تحت سقف بيته وهو عازب ومحروم:


- وهو لازمن التعب يبان عالوش والحيل ياعيشة، لازمن يعني ترقد الجته لجل الناس تحس بتعب صاحبها، فيه تعب تاني يهد الحيل وميبانش، ويخلي الواحد مطايقش خلجاته اللي عليه وجسمه طول الوكت يوبقي قايد كيف جزوة اللنضه معيطفاشي. 

ردت عليه عيشه وهي عتزحف منيه لورا وشايفه نظرته ليها ونبرة صوته اللي اتغيرت وقالتله بخوف:

-ايه ياوفقي مالك، عتتحدت إكده ليه، وعتقرب عليا كده ليه، ابعد إكده وافتح الباب ديه طلعني. 

مهتمش وفقي لكلامها وفضل يقرب لغاية الحد المش مسموح وهي لا قادره تصرخ ولا عارفه تفلت، وخد منها وفقي فلحظة شيطان اعز ماتملك، وبعد مافاق على روحه قعد جارها وهو حاطط دماغه بين اديه يفكر فاللي عمله وهي تبكي بحس عالي، فهب فيها وهو صاكك علي سنانه وقال:

-عتبكي ليه ياقليلة الرباية ماكلو منك، جايه لواحد عازب فبيته مستنيه ايه يعني، قومي غوري على داركم وهمليني افكر فحل للنصيبه داي جاك مصيبه تاخدك وتريحني منك. 

اللي عمله وفقي مع عيشه كان صدمة كبيره ليها، بس اللي قالهولها ده كان الصدمة الأكبر والأشد، قامت ومشت وهي مش مصدقة ودانها ولا عارفه هتعمل ايه في النصيبه داي، معقولة فغمضة عين تخسر كل حاجة إكده؟ 


اما وفقي فلبس وقام طلع قبل مامصريه تجيه وتشوف حالته ومهيقدرش يمثل عليها، ويخاف لو شافت منيه قساوة تبعد، فراح قعد على الترعه مع نفسه يفكر 

و محتار، تهوره خسره خسارة عمره، لو اتجوز عيشه مصريه هتبعد عنه، ولو اتجوز مصريه عيشه هتفضحه واكيد مصريه هتصدق وبرضك تبعد عنه، يوبقى الحل حاجة من تنين، يأما يتاوي عيشه، يأما يجوزها لحد يستر عليها، والحد ديه مش هيكون غير إلياس، بس ياترى هيخليها توافق كيف على الموضوع ديه؟ داي لو قالها هتحط عمرها على كفها وتقول عليا وع الدنيا.. 

عاود للبيت ونامله هبابه وبعدها طلع عالقهوه وقعد جار الياس وابتدا فرمي شباكه عليه، وفهمه إنه خلاص نوى يساعده فموضوع عيشه، والتاني طار من الفرحه. 

ومن بعدها فضل يتهرب من عيشه شهر بحاله لغاية ماراحتله بيته مره تانيه، خبطت وطلعلها وبصلها وقال:

-خير يابت عمي عايزه حاجه؟ 

ردت عليه عيشه بإستغراب:

- ايه سكة الكلام الجديده داي ياوفقي؟ 

رد عليها ببرود:

-مالها سكة الكلام ياحلوه؟ 

-ايه العباره ياوفقي، مالك عتتحدت كيف ماتكون متعرفنيش وغريبه عنيك؟ 

-طب مانتي غريبه عني، لهو انتي امي ولا اختي، ولا تكونيش مرتي واني مواخدشي بالي؟ 

- له ياوفقي حبيبتك، اني عيشه ياوفقي! 

-واني مليش حبايب، وروحي من إهنه. 

- ياوفقي انت عتقول إيه؟ 

-عقول الرسمي، غوري من إهنه بدال ماالم عليكي الناس واقولهم جايه ترمي بلاكي علي. 

- طب واللي جرا مابينا ياوفقي، داني حبله وولدك فبطني! 

كلمه طلعتها من خشمها بس كانت كيف الرصاصة اللي رشقت فنص قلبه، ولجل القصاص حداه يشمل الحريم ردهالها في التو واللحظة:

-معرفوشي ولا اعرفك. 

سكتت وهي باصاله بوجع ومش مصدقة نفسها فكمل كلامه:

- شوفي يابت الحلال قدامك حاجه من تنين، يأما تنزلي اللي فبطنك ديه وتبعدي عني واصل، يأما توافقي بالعريس اللي اجيبهولك بأسرع وكت، واني هدبر كل شي غير إكده محداييش ومش هتجوزك واعلى مافخيرك اعمليه. 


رجعت علي بيتها وهي حاسه الدنيا طابقه على ضلوعها كيف طبقة القبر، قعدت تفكر، قامت وحاولت تتنطط وتنزل العيل لكنه منزلش. 

فكرت تقول لاختها، بس خافت اكتر من الشماته، فقررت انها ترضى بالحل التاني، انها تتجوز اللي يستر عليها، وكان الياس اللي أول مابلغت وفقي بموافقتها عالعريس جابه بعدها بيومين وجالهم بيه البيت يخطبهاله. 

يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ريناد يوسف، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة