-->

رواية جديدة نجمة أركان الجزء الرابع من سلسلة فرعون مكتملة لريناد يوسف - الفصل 9 - السبت 1د3/5/2025

 

قراءة رواية نجمة أركان الجزء الرابع من رواية فرعون كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



قراءة رواية نجمة أركان

الجزء الرابع من رواية فرعون

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة ريناد يوسف

الفصل التاسع

تم النشر يوم السبت 

3/5/2025


قاعد وفقي مع مرعي ابو عيشه هو والياس، الصمت سايد ومرعي جواه فرحه عترقص وكل فكره إن وفقي هو اللي جاي يخطب عيشه، لكنه فاجأه زي مافاجئ عيشه قبل منه بأنه قال:

-عم مرعي، الياس جاي يخطب بتك عيشه واني جيت معاه لجل إنه عيستحي وانت خابر زين محداهش اب ولا اخ، أمه وبس وهو معتبرني اخوه.

بصله مرعي وهو متلجم بالصدمة وبعدها قاله:

-ياأهلا بيه ياولدي، ناخدوا رأي عيشه ونتشاوروا ونردوا عليك. وإهنه دخلت عيشه بصينية الشاي وردت على ابوها بعد مارمت برقع الحيا وخلعت عنها توب الكسوف وقالت:

-اني موافقه يابوي، موافقه على إلياس ومهلاقيش احسن منه.

هت فيها ابوها بإستغراب:

"عيشه"!

ردت عليه بتصميم:

-خير البر عاجله يابوي، الياس من البلد وعارفينه وعارفنا.. خلصوا مع بعض كل حاجه في القعدة داي مليهش عازة التأجيل.

موقفها كان غريب ومُخزي لأبوها، بس فنفس الوقت كانت عايزه تنهي كل حاجة قدام عيون وفقي، وكانها عتعمل لروحها كرامة بتعجيل جوازها من الشخص اللي جايبهولها حبيبها، أما وفقي لما قالت إكده إتنهد براحه كيف مايكون جبل هموم وانزاح من فوق كتافه.

 الوحيد اللي كان فرحان من كل قلبه فرحة اللي داخل علي حياة جديدة هو الياس، اللي طول عمره شايف عيشه حلم بعيد وأمنية لو اتحققت هتختزل جميع امنياته وميوبقاش عايز من الدنيا غيرها.

اتقرت الفاتحه واتفقوا على كل حاجه، وروح الياس وهو شايل جواه سعادة بحجم الكون، ووفقي شايل جواه راحه وحريه خلت احلامه الورديه لونها رجع زاهي من تاني.. بعد مابهت من عملته مع عيشه..


 اما عيشه فقضت الليل كله صاحيه وباصه للسقف وسرحانه فكل اللي عيجرا، وكيف وفقي قدر يتخلى عنها، وحتى لو اتخلي عنها كيف اتخلى عن ضناه اللي فبطنها؟ 

ضناه اللي كرهته حتى من قبل ماتشوفه.


عدت الايام سريعة وعيشه قربت تخلص الشهر التاني، وخلاص تقريبًا كل تجهيزات الفرح عتخلص، وخلاص باقي ايام.. 

إلياس بقا يجيلهم كل عشيه يقعد مع ابوها ويقعد معاها، يجيبلها التسالي وإقماع الجلاب اللي عرف بالصدفة انها عتحبه، تقعد جاره هبابه ونظراته ليها تخنقها فتقوم، مش مستوعبه لحد دلوك كيف هيكون جوزها، ولا كيف هتقضي معاه باقي عمرها، والأهم كيف مش هيعرف باللي حاصل، وانه مش أول راجل فحياتها ولا بالعيل اللي فبطنها يادوب شهرين ويتحرك واللي مدارياه تكشفه الأيام!

بس ترجع وتطمن من كلام وفقي اللي قالهولها:

-إلياس مهيعرفش حاجة واصل بس انتي تسمعي كلامي وتمشي على تعليماتي، هتخالفي مليش صالح بيكي.

كانت اختها روايح رايحه جايه عالبيت لجل تقف جارها ففرحها رغم المعاملة اللي كانت عتعاملها بيها، وحتى بعد قسوتها مهملتهاش.. صوح مستغربة من موقفها وتغيير رأيها بس كون انها بعدت عن وفقي دي حاجة مريحه قلبها ومموته كل الأسئلة جواها، 

كانت شايفه إن النتيجة اهم من الأسباب.

 وحتى شاكر كان مستغرب، بس كان رأيه من رأي مرته، بإن ربنا عمل لعيشه الصالح، ولأول مره وفقي يتصرف زين بإنه بعد عن عيشه وهملها تشوف حياتها.

جه يوم الفرح والتوتر والخوف واصلين للسما حدا عيشه ووفقي، وحتى إلياس، بس الياس توتر الفرحة الحلو المحبوب.

طبعًا كان وفقي مع الياس من اول اليوم لآخره، ولحد بعد كتب الكتاب كانت الدنيا تمام، واول ماالياس راح خد عيشه على بيته وفقي خلاه دخلها وقاله" اطلع عاوزك"

خده واتلموا حواليه هو وشوية شباب من البلد وشربوه خمره وحشيش لما عموه. 

ورجعه وفقي لبيته وهو مش واعي قدامه، ودي خطته لجل يغلوش على عيشه ويخلي إلياس لما يقوم الصبح ميوبقاش فاكر هو عيمل إيه ولا إيه اللي جرا.

وتم اللي وفقي مخططله بالظبط، وكأن الحظ قرر يقف معاه ويسهله كل أموره.

وفي الصباحيه..

قام إلياس من النوم راسه تقيله والصداع هيفرتك نافوخه ومش فاكر إيه اللي جرا إمبارح، بص لعيشه اللي نايمه جاره ومدياه ضهرها وابتسم، وقرب منها وهمسلها:

-عيشه، عيشه انتي صاحيه؟ قومي ياعروسه صباحيه إمباركه.

اتعدلت عيشه ولفت ناحيته وردت عليه بهدوء:

-الله يبارك فيك ياإلياس.

-ايه امال ياست العرايس، مالك حاسك مش فرحانه!

-وليه مفرحش يعني، هو فيه عروسه متفرحش.. اني بس كل الحكاية اني تعبانه من اللي جرا عشيه.

- أاا.. طيب بمناسبة اللي جرا عشيه ممكن تفكريني إلا اني مش فاكر ايوتها حاجة، إيه ياشوشو اللي حوصول.

بصتله عيشه وبرقت عنيها عتمثل التفاجؤ وهو رد عليها بضحكة وقالها:

-يبت عضحيك معاكي اني فاكر كل حاجه، عنكشك لجل تفكي.

خلص كلامه وابتدا يتلفت حواليه عالسرير، ففهمته عيشه وسحبتله من تحت المخده المنديل اللي عيدور عليه، واللي اول ماشافها ابتسم براحه، وبصلها وقالها:


-دسيه لغاية ماتاجي امي وريهولها وفرحيها وبعدها اخفيه، بس دلوك قومي.. قومي ياست الناس على جيه. 

قام الياس وطلع وساب الاوضه وهمل عيشه قاعده وحاسه بالذنب الكبير اللي عملته في حقه وحق امه الغلبانه.. حطيت يدها على بطنها وقالت في نفسها:

- "طيب هو لبس اني مش بت وعدت على خير، بس كيف هيربي واد مش ولده؟ 

وكيف هعيش معاه واني كل ما ابص في عينيه افتكر عملتي المهببه معاه، وغير ديه وديه كيف وفقي نفد منيها وطلع من جريمته كيف الشعره من العجين؟ 

كيف مااخدش بتاري منيه ولا بتار قلبي اللي دبحه ووقف يتفرج عليه وهو عيفرفط من غير مايرفله جفن. 


اتنهدت وشكت وفقي لربنا ورمت حمولها على الله وقامت، قامت لما سمعت حس اختها جات هي والجيران والقرايب يباركوا في الصباحيه وزغاريتهم عبت البيت. 


شويه وطلعتلها اختها ومعاها حماتها ام الياس، شافوا المنديل وزغرتوا وروايح قالتلها:

- طيب يلا همي لجل تتسبحي وتلبسي الحريم طالعين، المفروض تكوني قمتي من الفجريه لميتي حالك وجهزتي. 


قامت وراحت اتسبحت وعاودت ولقت حماتها نزلت بس اختها مستنياها في الإوضه، وأول ماقربت منها قالتلها:


-بت ياعيشه، اني خابره انك متغصبه عالجوازه بس معارفاشي ليه حاسه إن فيه حاجه واعره حصلانه معاكي وشايلاها لحالك، قوليلي فيكي إيه؟ 


 قعدت عيشه جارها وشافت انها مقادراشي تتحمل لحالها اكتر من إكده، ويمكن لو فضفضت لحد منها ترتاح.. فبصت لروايح وقالتلها:

- اختك مجرمه ياروايح، اني ظلمت الياس ظلم واعر قوي، وفقي عمل معاي عمله مهببه واني لبستها لألياس. 

روايح برقت عنيها وقوام حطت يدها على خشم عيشه وهي عتتلفت حواليها بخوف وهمستلها:

-بس اكتمي خالص، اكتمي جاكي المرار، اياسافله ياقليلة الربايه يارخيصة، كيف تفرطي فشرفك وتخلي حد يحط راس ابوكي في الطين ياكلبة الشوارع يالمالاقيه حكم؟ 

ردت عليها عيشه متجاهلة كل الشتايم اللي شتمتهالها:

-المهم دلوك اني حبله منه.. ليا شهرين وجربت انزله منزلش، الدخله وخالت على إلياس وامه اللي فبطني كيف يخيل؟ دبريني اعمل ايه وأسوي إيه؟ 

همست روايح بذهول وعينها اتسمرت على بطن اختها:

-يدبرها ربنا من حداه وياخدك ياعيشه فأقرب وكت، ياخدك وياخد اللي فبطنك وياخد وفقي معاكي.. اكتمي.. اكتمي خالص ومتتحدتيش ولا خشمك يجب الهوا، وخلي الدنيا تمشي كيف ماربنا يدبرها يالمتعرفي ربنا ولا تخافيه. 

خلصت كلامها ووقفت بوش محقون بالغضب وقالتلها:

-قومي البسي خلجاتك واندلي معاي لجل تكملي تمثيل على باقي الناس، قومي ياعروسة الشوم والندامه، ياما قولنا وفقي له بس لمين تقول والعقول غايبه.. له والمعدول هو اللي جايبلها العريس وجاي يخطبهاله، صوح اللي اختشوا ماتوا


لبست عيشه ونزلت وهي حاسه ان معرفة روايح للي حصل مفادتهاش بأي حاجه، بالعكس دي قطمتها تقطيم مش وكته خالص. 

نزلت وكملت تمثيل كيف مااختها قالت، فطرت معاهم وطول الوقت عينها على إلياس اللي بيبصلها بفرحة وعيونه محوطينها والضحكة مفارقتش خشمه

مشيت الناس وخدها وطلع بيها أوضتهم، والنوبادي قربلها وهو فايق، قربلها بكل محبته ليها وشوق كل السنين اللي قلبه كان يتمناها فيها، كانت لمساته ليها حنونه وعيونه عتنطوق حب ولهفة، ونظرته كانت مختلفه كليًا عن نظرة وفقي ليها فلحظة تشبه دي،

 دا نظرته عتدي وعد وتدي أمان والتاني نظرته كانت كيف نظرة الحرامي اللي عيسرق حاجة من صاحبها وهو مستغل لحظة توهانه وخوفه، موقف واحد بس فرق كبير بين كل واحد مرت بالموقف معاه. 

انتهى الموقف وبعد عنها الياس يلقط أنفاسة بسعادة، بس منتهتش نظرة عنيه ليها بكل اللي فيها من كلام ومشاعر وصدق، وديه اللي ضاعف شعور الذنب جواها وخلاها كرهت روحها اكتر. 


اما وفقي ففي الوكت ديه قرر إنه يستغل الفرصة اللي خدها وستارة الستر اللي نزلت على عملته السوده.. قابل مصريه وقالها:

- مصريه اني عايز اتقدملك وخابر إن ابوكي مش هيوافق بيا وهيردني خايب، خابر إن فرصتي معاه معدومه وإن اللي عيتقدمولك ويرفضهم احسن مني بمراحل. 

ردت عليه مصرية بثقة:

-عيرفضهم عشان اني اللي مش عوافق عليهم، أبوي ياوفقي فايتلي اني القرار فجوازي، قالي لو مكانش الراجل اللي هتاخديه مالي عينك ومعبي راسك مش هطوله شعره منك.. ابوي عيدورلي على راجل زين وامين وصالح يحافظ علي وعلى فلوسي. 

رد عليها وفقي بلهفة:

-طيب ماني صالح.. وأمين وهحافظ.. يعني إكده اني ضمنت الموافقه صوح؟ 

ردت عليه مصريه بدلال:

-طول ماني معاك تضمن الدنيا واللي فيها..خد القرشينات دول هاتلك بيهم جلابيه وطاقيه جداد ولو صوح نويت عجل.. واني مستنياك. 


خلصت كلامها ولسه هتتحرك من قدامه راح ماسك دراعها وقالها:

-طيب ومستعجله ليه ماتخليكي معاي هبابه داني مشتاقلك قوي قوي. 

بصت مصريه على يده اللي ماسكه دراعها وبصتله وبحركة بطيئة بعدت يده عن دراعها وقالتله:

-يدك ياوفقي واوعاك تمدها ناحيتي غير بعد ماابقى فبيتك، اني صوح عحبك بس كرامتي وكرامة ابوي واحترامي ليه ولنفسي اكبر عندي من محبتك ومن محبة اي حد واي حاجة. 

إبتسم وفقي وهو عيسمع منها الكلام ده واحترمها قوي، صوح معيحبهاش ولساه عيحب عيشه بس شاف إن الاحترام يغلب المحبة، وان مصريه حداها كل اللي يتمناه أي راجل والمحبة مش ضروري. 


وفعلا راح بالفلوس اشترى جلابيه جديده وطاقية وجزمه كمان، وراح على بيت مرعي، وطلب ايد مصريه وزي ماتوقع رد الفعل لقاه، 

خد الرفض وهو ماشي، مقالهوش حتى سيبني أفكر، بس كان طالع وعارف إن مصريه مش هتخذله وهتجيله بكره بالخبر اليقين اللي يفرح قلبه. 

بس اللي حصل ان بكره جه وهي مجاتش، وعدى بعد بكره ومجاتش، ويوم ورا يوم كملوا اسبوع وهي لا حس ولا خبر، وفقي كان فيهم كيف التايه مفاهمشي ايه اللي جرا ولا مصريه قطعت منه ليه؟ 

، ماهو لو فيه رفض كانت جات بلغته! 

بس اللي حصل إنه في اليوم اللي بعده لقى مرسال على بابه عيقوله:

-كلم البيه مرعي عايزك في السرايا قوام في التو واللحظه. 

لبس وفقي جلابيته الجديده وراح عالسرايا جري والأمل عيرقص قدامه، واول ماراح قابله مرعي بوش ميتفسرش من الغضب وقاله:

-اني موافق علي جوازك من بتي ياوفقي، جهز حالك علي السبوع الجاي تتجوزها وتاخدها بيتك، ومن لحظة خروجها من بيتي متعاودلوشي تاني وتنسا ان ليها أب وتنسى إن لسها اهل من أساسه. 

اتصدم وفقي من كلامه ومقدرش يفرح بالموافقة، لأن سبب الفرحة زال، فبلع ريقه وسأله بتردد:

-ليه هو ايه اللي جرا عايز تقاطع عليه بتك الوحيده اللي مليكش غيرها يابيه؟ 

رد عليه مرعي بغضب اكبر:

عشان بتي الوحيده فجرت وطلعت عن طوعي وعشقت، ورمت روحها من فوق السطوح ولولا ستر ربنا وانها جات على كوم رمل كان زمانها ميته. ومعملتش حساب ليا ولا لأمها اللي كانت هتموت عليها، وكل ديه عشان خاطرك.. قولي ياد عرفتها وعرفتك كيف؟ وميته شاغلتها وعلقتها بيك إكده.. كانت عتشوفك وتشوفها فين انطوق؟ 

رد عليه وفقي بخوف:

-يابوي اني ولا شاغلتها ولا جيت يمتها، كل الحكاية اني شفتها وهي عتاجي معاك تجيبلنا الوكل في الغيط، عجبتني وقبل مااجيك سألتها لو اتقدمت توافق ولا له وقالتلي ايوه اوافق وعشان إكده جيت. 

بصله مرعي بعدم تصديق ومرضيش يناقشه لانه حتي لو ناقش واثبتله العكس النتيجة مش هتتغير، واللي عايزاه مصريه هيتم. 

فرد عليه بحزم وقاله:

 روح شوف هتعمل ايه فدارك وجهز حالك على يوم الاربع الجاي كتب الكتاب والخميس الدخله. 

وقف وفقي متردد لكنه استجمع شجاعته وقاله:

-طيب يابيه بالنسبه للمصاريف بتاعة الفرح اني خابر إن فيه دهب عيتجاب، اني حداي كردان امي لو ينفع اجيبهولها او اغيرهولها بواحد غيره لو تحب. 

رد عليه مرعي بسخرية:

-له الكردان ديه تخليهولك، وبعدين عتتحدت ليه انت فاليتجاب والميتجابش، اني طلبت منك شي؟ 

شوف ياوفقي، اني خابر إنك مش زين، وإنك طمعان فاللي حداي، عنيك الزايغه داي وملامحك المشدوهه من اول مادخلت السرايا فاضحينك.. وغيرهم جراءتك في الجيه وانت خابر زين إنك مرفوض.. بس انك قولت احاول حتى لو مطولتش مندمش، ديه تفكير الطماع اللي معاوزش يعيش طول عمره يقول مش لو عيملت إكده يمكن كنت نولت مرادي؟ 


وعشان إكده اني هجوزهالك وهحرمها من خيري، واشوفها هتتحمل معاك لميته، وأشوفك هتتحملها لميته، بس خليك وخليها فاكرين إن وكت الندم مفيش سماح، وانها من اللحظة اللي فكرت وقررت تموت روحها عشانك اني اعتبرتها ماتت، والأموات مليهمش حداي غير الفاتحه. 

خلص مرعي كلامه ودب بعكازه العاجي في الارض وقال لوفقي بحزم:

-ودلوك يلا اطلع من إهنه وتاجي علي كتب الكتاب لما اشيعلك. 

طلع وفقي وهو طالع شاف مصريه واقفه على السلم، كانت تعبانه ووشها اصفر وحالها حال، بصلها وهي ابتسمتله كيف ماتكون عتقوله اني وفيت بوعدي ليك، 

بس للاسف مكانتش داي النتيجة اللي وفقي كان عايزها، هيعمل بيها ايه هو من غير فلوس وعز ابوها؟ فطلع من السرايا بعد مارد عليها بإبتسامة صغيره. 

وبعد ماطلع رجعت مصريه تاني لأوضتها وأمها راحت وراها ووقفتلها عالباب وقالتلها:

-هاه مرتاحه دلوك ياست مصريه، عميلتي اللي فبالك؟ اهو ابوكي اتكسرلك وهتاخدي وفقي، وهتشوفي بعينك ان كل همه فلوسك والخير اللي وراكي مش انتي، وهتعرفي إن رفض ابوكي ليه مجايش من فراغ.وهتشوفي كمان انك مش هتتحملي لا عيشته ولا فقره. 

ردت عليها مصريه بثقة:

-انتوا اللي هتشوفوا وتعرفوا إن وفقي مش كيف ماانتوا مفكرينه، وفقي زين وابن حلال ومش طماع كيف ماابوي عيقول عليه.ولو علي فقره اني هعيش معاه على كد ظروفه والمحبه تكفي. 


بصتلها امها وهزت دماغها بيأس وهملتها وطلعت وهي متأكده إن كلام مرعي معينزلش الأرض ولا نظرته في الناس عتخيب واصل، وإن بتها داخله على مرار طافح. 


عدى الاسبوع قوام ووفقي صرف كل الفلوس اللي كان محوشها على عفشه جديده وضرب البيت بالجير وجهزه لإستقبال مصرية، وجه معاد كتب الكتاب وشيعله مرعي وكتبوا الكتاب، وبعد ماكتبوا بص لوفقي وقاله:

-روح علي بيتك وبكره تجيب الفرس اللي هتاخدها عليه لبيتك وتاجي في المغربيه تحمل وتشيل. 

روح وفقي ورتب أمر الفرس وتاني يوم في الميعاد راح السرايا، وخد مصريه على الحصان، خدها بطولها بفستان فرحها، لا شوار ولا حتي صرة خلجاتها، ولا عشا العرسان اللي الكل عارفه. 

ومشى بيها وكل شويه يبص عليها ويسأل روحه، ياترى ايه العمل لو كانت مصريه هي كل اللي هاخده من مرعي؟ وطلعت في الاخر من المولد بيها! 

وصل بيته ونزلها من فوق الحصان واداه لصاحبه،

 ودخل بيها بيته، هي كانت طايره من السعادة وهو كان التفكير عينهش في عقله، وفي النهاية قرر إنه يسيبها للأيام وهي تحلها. 

وتمم دخلته عليها، ومن تاني يوم بدأت المشاكل اللي مكانتش فحسبان مصريه ولا فحسبانه:

-ياوفقي ايه الحمام بتاعك ديه اني معارفاشي استخدمه؟ وفين الغسالة اللي هغسل عليها؟ فين الحاجة اللي هطبخها ياوفقي؟ وفين البوتجاز؟ هو فيه حد لساه عيطبخ على وابور الجاز! 

عايزه خلجات اغير فيهم لغاية ماأمي تهربلي خلجاتي من ورا أبوي وتجيبهملي، عايزه صابون من بتاع الناس ياوفقي ايه الصابون ديه! 


دوامه من الطلبات معتخلصش، صرف آخر قرش حيلته وملقيش قدامه غير إنه يطلع شغل، من بعد مارسم على إنه خلاص معادش هيشتغل ولا يشقى تاني وانه داخل على العز والبغدده. 

وفعلًا ابتدا يشتغل، بس برضك شغله مكانش يغطي طلبات مصريه، وبدأت المشاكل مابينهم، وزال الإعجاب لما بطل الكلام المعسول وحل مكانه نفخ وزفر وشخط ونتر من التعب والشقى، وبقا شايفها حمل عليه من بعد ماكان شايفها طاقة القدر. 


مبقاش يهمه زعلها ولا دموعها،


بدأت تتحسر على اهلها اللي قاطعتهم عشانه وعلى عيشة الملوك اللي ضحت بيها وجات للفقر برجليها.. وعلى دماغها اللي نشفتها ومتبعتش حديت ابوها ولا أمها، ولما فاض بيها قررت انها تصلح غلطتها وتعاود بيت ابوها، تتأسف وتحب عالادين والرجلين وتخلي ابوها يطلقها من وفقي. 

وفعلًا خلت وفقي طلع من البيت وراح على شغله في الأرض وهملت البيت وراحت على سرايه ابوها، دخلتها وهي حاسه إنها كيف سمكه رجعت للبحر من بعد ماطلعت منه بإرادتها وكانت مفكره إنها تقدر تعيش عاليابسه. 

دخلت وشافت أمها واقفه في الموطبخ مدياها ضهرها وعتطبخ، شمت ريحة الطبيخ الزين اللي بقت محرومه منه، وقفت هبابه وهي عتقاوم دموعها واتفزعت لما سمعت صوت دبة عكاز ابوها من وراها،

 لفت عليه وشافته عيبصلها بعيون كلها شماته.. قربت منه بخطوات مهزوزه واول ماوصلت قباله خرت تحت رجليه وحضنت رجليه وقالتله وهي عتبكي:

-عرفت اني بهيمه ومعنديش عقل، غلطت وخدت جزاتي، طلقني منيه يابوي ورجعني إهنه احب على رجلك، اني خابره إني زودتها وغلطت فحقك بس اني عشمانه فقلبك الطيب اللي عمري ماهنت عليه، عارفه إنك كنت عتأدبني بجوازتي من وفقي وانى اتادبت وعرفت خلاص وعرفت غلطي زين. 

زاحها مرعي برجله ورد عليها بهدوء:

-فيه غلط مينفعش عليه سماح يامصريه،وغلطتك من ضمن الغلط اللي مفيش عليها سماح. 


ردت عليه امها اللي جات وقعدت جارها عالارض ولمتها فحضنها بشوق ولهفة:

-له يامرعي، هي غلطت صوح بس متقفلش باب رحمتك فوشها، دي ضناك والسماح اتخلق لجل الضنا، عيله ومتهوره وانضحك عليها بكلمتين معسولين، وعشان اتربت عالجلع والعند وميترفضلهاش طلب والكلب كان خابر ديه زين وصلها للي عيملته،

 بس بتنا اللي محيلتناش غيرها اللي سقيتها الجلع من يدك شربه شربه ردتلنا يامرعي، واوعاك تقول انك مشتقتلهاش وتمثل القسوة عشان اني بس اللي خابراك زين وخابره قلبك اللي كان عيتقطع عليها كل عشيه.. وكنت عشوف لما تقوم تاخد صورتها وتطلع بره الأوضه وتفضل تحكي معاها وتعاتب فيها وتقولها اني زعلان منك قوي بامصريه. 


اني اللي كنت اشوفك كل مااطبخ طبخه مصريه عتحبها مكنتش تاكل منها وتقولي ليش نفس للوكل ديه، بس اني خابره إنك كنت تعمل إكده لجل انك خابر مصريه محرومها منها وعتتمناها ومطايلاهاش. 

طيب بلاش ديه كله، الخلجات الجداد اللي عتشتريهم كل ماتروح البندر وتاجي تدسهم في دولابها وتقفل عليهم كيف ماتكون خابر انها راجعه وعتجهزلها، فكرك معارفاشي بيهم؟

اركن عقلك على جنب واسمع لقلبك دلوك اللي عيقولك خد بتك فحضنك واطفي شوقك ليها. 

كانت هي تتكلم ومصريه عينها علي ابوها اللي لانت ملامحه وعيونه دبلت ويده اللي فيها العكاز بدات تترعش، فقامت مصريه علي حيلها ووقفت قباله وفردتله اديها وهي عتبصله بترجي، فرمى العكاز من يده وفردلها اديه وخدها فحضن يشبه الجنه اللي دخلها تايب بعد سنين عذاب في النار. 


قعد يتكلم معاها ويسالها وتحكيله وقلبه بتقطع عاللي قاسته وشافته، وشيع لوفقي اللي كان لساه في الغيط شغال، وأول ماراحله مرسال مرعي رمي الطوريه ولبس جلابيته وجرى، وكل فكره إن مرعي حن والفرج جه أوانه. 


دخل وشاف مصريه قاعده فحضن ابوها وقدامها وكل اشكال وألوان وعتاكل كيف اللي مشافتش وكل من سنين! 

بصلها وبص لمرعي وبلع ريقه اللي سال هو كمان عالوكل الزين وفكر إن مصريه هتقوله تعالا اقعد جاري وكل معاي، ومرعي هيقوله خلاص خلصت مدة العقاب وعفيت عنكم، بس اللي قاله مرعي كان صدمة عمره واللي اكدتهوله مصريه بعده.. 

مرعي:

-بص ياوفقي انت وولد ناس ارمي اليمين على بتي دلوك وفارق بهداوه كيف مااتسرسبت لحياتها بهداوه وزحفت عليها كيف الحنش. 

رد عليه وفقي بإستغراب:

-كيف ديه وليه؟ 

مصريه قطعت وكلها وقالتله:

- اللي يقوله ابوي تنفذه وانت ساكت ياوفقي، قالك ارمي اليمين يوبقي ترمي اليمين. 

مصدقش وفقي ودانه وسألها:

-ليه يامصريه عيملتلك ايه اني، قصرتي معاكي فايه واني ليل نهار طالعه عيني في الشغل واللي ععمله ععاود احطه كله فيدك واقولك هاتي واعملي اللي يلد عليكي. 

ردت عليه بعنف وغضب:

-وهو ايه اللي عتحطه فيدي ياشحات انت، عتحط ملاليم مكانوش جايبين وكله زينه ولا مكفيين البيت لآخر النهار وكل، داني عكمل معاك عشاي نوم. 

رد وفقي بخبث:

- والله اني حالي مكانش خافيان عليكي من لاول، ولا ضحكت عليكي وعشمتك بحاجه مش حداي، انتي عارفه اني فلاح وأجير باليوميه، كنتي مستنظره ايه مني؟ 

ولما انتي مش كد عيشتي رضيتي بيا ليه وقولتيلي هتحمل معاك؟ خليتيني صرفت تحويشة عمري علي عفش وتوضيب بيت ليه.. شقتيني وعولتيني الهم لجل اجيبلك اللي اقدر عليه، وبعدها جايه دلوك تعايريني بعيشتي؟! طيب انتي لما تتطلقي هتردي لعيشتك القديمه وبيت ابوكي، اني خسارتي ايه يعوضني عنها؟! 

رد عليه مرعي بفهم للي عايز يوصله:

- قول صرفت كام واني ارجعهملك وتطلقها وتغور. 

بصله وفقي وبص لمصريه وقبل ماينطوق ويديه رقم قامت مصريه جري عالحمام ومسمعوش بعدها غير صوت ترجيعها، كانت امها واقفه على باب المندره وحاضره الحوار كله، فبصت لمرعي وقالتله:

-اصبر يامرعي الظاهر مهينفعشي..انت وبتك حكتمتوا بس الظاهر ربك ليه تدبير تاني. 

غمض مرعي عيونه لما فهم القصد من كلامها وكمان حالة بته، وبص لوفقي اللي حس إن صيب نزل علي قلبه العطشان من السما رواه بعد مافهم هو كمان إن ربنا لطف بيه، 

واتقصد في اللحظة داي يقول للكل إن خلاص مستحيل مصريه تبعد عن وفقي او يبعد عنها، وإن فبطنها اللي هيربطهم للأبد. 

إبتسم وفقي ومرعي بصله بغيظ ومتكلمش وهمله وهمل المندره كلها وطلع.. اما مصريه فعاودت من الحمام ولما مشافتش ابوها قاعد سألت بقلق:

-أبوي راح فين؟ 

فردت عليها امها بتنهيده:

-ابوكي همل الموطرح وطلع لما عرف إن إرادة ربنا جات باللي لا علي هواه ولا هواكي.. اقعدي كملي وكل، وانت ياوفقي اقعد كل مع مرتك وانسي كلامها وكلام ابوها، خلاص ملكت وبقالك وتد مدقوق وسطنا غصب عن الكل. 

مصريه كانت تسمع ومش فاهمه حاجه، فوضحتلها امها لجل تقطع حيرتها:

الظاهر إنك حبله ياحيلة ابوكي وامك، عيدي تفكيرك زين عاد. 


صرخت مصريه وهي عتبص لوفقي:

-له مهعيدش ولا ازيد، اني معاوزاشي ارجع اعيش مع وفقي، ولا عايزه منيه عيال، اني هنزله وديه قراري. 

كلامها كان الصدمة الكبيره لوفقي واللي خلاه اتجنن وبقي كيف تور هايج، ضرب الوكل كله وقعه ومسك مصريه من يدها وخدها جر لغاية بيته وقرر انه يحبسها ويحرسها لحد ماتولد الواد اللي هيوبقى هو المفتاح اللي هتتفتح بيه مقبرة خير مرعي ويكبش من دهبه وياقوته، 

وإن كانت بته مهانتش عليه وسامحها اكيد حفيده هيكون حداه اغلي واعز ومهيتحملش عليه عيشة الضنك بتاعة وفقي، وديه اللي هيلوي دراعهم ويعصر قلبهم بيه. 


لكن دايمًا لربنا تدابير تانيه. 

لما فيوم مصريه قامت من عز النوم على وجع عيفرتك فبطنها، قام وفقي مفزوع وخدها وجري بيها علي سراية ابوها لجل يوديهم البندر بعربيته، الدنيا ليل ومهيلقاشي حد ينجده، وفعلًا ابوها وامها هبوا يتخبطوا من الخوف عليها وخدوها عالمستشفي وأهناك عرفوا الكارثة.

 

العيل في بطنها خسران، ومش بس إكده، دا الرحم كمان هينفجر، فاضطروا انهم يشيلوهولها. 

وديه معناه إن خلاص مصرية معادش هينفع توبقى أم. واصل. 


الخبر كان صدمة للكل وكسره لمرعي ومرته، وحتى وفقي. 

لكن رب ضرة نافعه للبعض، لأن مرعي خد وفقي على جنب بعيد عن مصريه المنهاره من البُكى وقاله:

- اسمعني ياوفقي زين.. انت طماع واني غني، واحنا التنين عارفين زين سبب جوازك من مصرية، دلوك بتي بقى حداها نقص محدش يقدر ينكره، ولجل ديه اني هنولك مرادك مني ومنها بس بشرط، هتختار الفلوس والعز تستغني عن الخلوفه والعيال، هتوافق تعيش غني بس من غير نسل من بكره.. له من النهارده نعاودوا كلنا عالسرايا. 

اخترت العيال والفقر يوبقى تعاود علي دارك وبتي تعاود معاي، اصل مصريه متعيشش مع ضره ولا هتتحمل تكون معاك وتجيب عيال من غيرها. 

سكت وفقي والشيطان ابتدا ينسجله الخطط لكن شيطان مرعي كان أذكي وأسرع، وأول ماوافق وفقي على شرط مرعي وإنه يستغني عن الخلفه رد عليه مرعي وقاله:

-زين علي بركة الله، ودلوك قبل اي شي تمضيلي شيك على بياض وووصولات أمانه بقيمة كل املاكي. هيبقوا امان لبتي من غدرك ولعبنتك، وفي اليوم اللي اعرف فيه ان علي ذمتك مره غيرها ولا حداك عيل في التو والساعة اوديهم النيابة واحبسك لما تعفن في الحبس، وكل ماتاجي تطلع اقدم وصل جديد. 

وديه كمان هيحصل في حالة طلاقك ليها أو معاملتك تتغير معاها، بمعني اصح دول هيكونوا السراط اللي هتمشي عليه مستقيم مع بتي. وديه الشق التاني من الشرط. 


وبكده حط مرعي لوفقي جبل حجاره بينه وبين أي محاولة ممكن يفكر فيها أو أي حلم ممكن يحلمه فيوم من الايام وتسوله نفسه إنه يحققه. 

فوافق وفقي ومضى على الشيك والوصولات، ورجع معاهم للسرايا بعد ماوعد مصريه إنه مستحيل يهملها أو يفكر يتجوز عليها، وإن فكرة الخلفه ماتت مع موت ولده اللي كان فبطنها. 


أما حدا عيشه وإلياس، عدت الشهور قوام قوام وخلاص بقت في الشهر 


السابع.. المفروض انها في الخامس، بس بطنها كانت كبيره عن بطن الخمس شهور وحماتها كانت دايمًا تعقب عالموضوع! 

وديه خلى الخوف يزيد في قلب عيشه من ولادتها قبل اوانها. 


في الفتره دي شافت من الياس حنيه وحب خلوها غصب عنها تحبه وتتعلق بيه، شافت فيه كل اللي كانت مستنياه من وفقي ومحققهوش، كان يعشق التراب اللي عتمشي عليه، دايمًا يتغزل فيها ويحسسها انها احسن وحده على وش الأرض وانه محظوظ بيها، لدرجة ان كل حريم البلد كانت تغير منها.. اما روايح اختها فاطمنت لما شافت أمورها ارتاحت وعملتها اندفنت مع الأيام.. بس الظاهر إن مسير المستخبي يظهر ويبان، وخصوصًا لو كان ظلم لحد غلبان ونيته بيضه ومتوكل على الله، عيتعامل بمحبه وممخونش.. كيف إلياس 


يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ريناد يوسف، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة