رواية جديدة نجمة أركان الجزء الرابع من سلسلة فرعون مكتملة لريناد يوسف - الفصل 24 - الأحد 8/6/2025
قراءة رواية نجمة أركان الجزء الرابع من رواية فرعون كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
قراءة رواية نجمة أركان
الجزء الرابع من رواية فرعون
رواية جديدة قيد النشر
من روايات وقصص
الكاتبة ريناد يوسف
الفصل الرابع والعشرون
تم النشر يوم الأحد
8/6/2025
أركان
-انطقي يانجمه احسن هتلاقي ضهر إيدي علم على وشك.
نجمه:
-اركان ممكن تهدا وانا هفهمك
_ هتفهميني ايه، واصلًا انتي ازاي هاديه كده وعندك طاقة وثبات تفهمي وتتكلمي من الأساس؟ أمك فيها كل اللي سمعتك بتقوليه دا وقاعده معانا م الصبح عادي وبتتكلمي وتاكلي وتشربي، إنتي ايه ياشيخه جبله، مفيش بربع جنيه إحساس؟!
نجمه:
- أركان إحنا لسه متأكدناش من حاجة، لسه مش عارفين اللي عندها حميد ولا لاقدر الله...
رد عليها بحده وغضب:
- ودا سبب أدعى إن حالتك تكون زي الزفت، دا الخوف والشك والترقب بيدمروا أكتر من معرفة الكارثة.. دا ايه البرود اللي بقيتي فيه دا، الظاهر إن البرود طلع مرض مُعدي وبيتنقل من شخص للتاني بالمعاشره وانا معرفش.
نجمه:
-قصدك ايه ياأركان، إنت دلوقتي خرجت بره موضوعنا وآخدت الكلام لإتجاه تاني ليه، ولا هي أي فرصة تنتهزها عشان تحط إيان فنص أي حاجة وحشه.
أركان:
- شوفي إحنا بنتكلم في إيه وانتي اللي همك من بين كل الكلام إيه، نجمة إنتي بجد بقيتي وحده تانيه غير نجمه اللي أعرفها، انتي مين؟
-أعتبرني وحده غريبه فعلا متعرفهاس وإبعد عني، إعتبر إن نجمه اللي تعرفها ماتت، إختفت، واللي قدامك نجمه جديدة فيها كل صفة انت بتكرهها، لو دا فعلاً هيريحك خليها كده، وبعدين أيوه ياسيدي،أنا وحده بارده، وخطيبي بارد زيي وعشان كده انجذبنا لبعض.
اركان اتحرك خطوتين عشان يبعد، لكن نجمه وقفته بكلامها:
-ياريت لو سمحت محدش يعرف حاجة، دي رغبة ماما وبابا وكمان عشان يركزوا فاللي هما فيه ومتشغلهمش الاتصالات وميبقوش عارفين يلاقوها من القلق اللي هنا ولا القلق اللي هناك.
أركان بصلها بطرف عينه ومردش عليها، دخل الفيلا، دقايق وخرج ركب عربيته ومشي.
دخلت نجمه الفيلا عشان تكتشف إذا كان قال حاجة ولا لأ، لكنها لقت الكل بيضحك ويتكلم زي الأول عادي، فعرفت إنه متكلمش، دخلت أوضتها وقفلت عليها وأبتدت تحاسب نفسها، هل فعلًا هي باردة من ناحية والدتها وكل الحزن اللي حاسه بيه دا مش كفاية؟ هل فعلًا كون انها بتمثل انها طبيعية دا ذنب عظيم وهيخلي الناس نظرتهم ليها تتغير وأولهم أركان! وهل فعلًا لازم تقلق وتخاف اكتر من كده وهي باردة فعلًا؟
أما أركان فراح بسرعة لأبوه المكتب..
قاسم:
_اركان، ايه اللي جابك، فيه حاجة حصلت ولا ايه؟
- بابا ليل عندها ورم عالمخ وعشان كده عمي غريب اخدها وسافروا فجأة كده
انتفض قاسم وقام من مكانه ورد عليه بفزع:
-ايه، انت بتقول ايه يبني إنت، وجبت الكلام دا منين ؟
اركان:
-الكلام دا سمعت نجمه بتقولها لخطيبها في التليفون، واتأكدت منها إنه حقيقي، وهما دلوقتي سافروا يتأكدوا إن كان الورم حميد ولا..
قاسم:
-لأ حميد، حميد بإذن الله، لازم يكون حميد..خلص جملته وطلع تليفونه وابتدا يتصل على غريب مغلق، وعلى ليل كمان مغلق، وعلى شهاب جرس ومفيش رد، بص لأركان وقاله:
-محدش فيهم بيرد عليا ياأركان.
أركان:
-بابا أنا هسافرلهم، مهو مش هينفع نفضل قاعدين كده مستنيين حد فيهم يتعطف ويرد علينا.
قاسم:
-هتسافر! طيب وامتحاناتك يابني؟
اركان:
-يغور الإمتحان، وتغور اي حاجة في الدنيا، دي ليل يابابا.
سكت قاسم ومردش عليه، أصله هيقوله ايه،.. قام من علي المكتب وقاله وهو ماشي:
-طيب إستناني هنا.
اركان:
_رايح فين؟
_هروح ابلغ أجازة وارجعلك، أصل دي ليل فعلًا ودا غريب، وأي رد فعل اقل من السفر ليهم ووقوفنا جنبهم في الوقت دا هيبقى نداله مننا وتنكيس لكل روابط الصداقة.
خرج قاسم واركان فضل مستنيه في المكتب، لكنه رجع بعد شويه وشه مقلوب وقال لأركان:
-للأسف موافقوش على الأجازة مع اني طلبتها ب٣ أيام بس.
اركان:
-معلش يابابا ماانت كنت بتقول إن فيه حالة طوارىء في البلد، خليك حضرتك وانا هسافر وابقى معاهم وأطمنك بإستمرار.
قاسم:
-طيب روح وأنا هحولك عالفيزا بتاعتك مبلغ لو غريب إحتاج أي حاجة اسحبه واديهوله، أو بص أول ماتوصل اسحبه واديهوله من غير مايحتاج أو يطلب خليه معاه.. هو الغبي لو قال بس.. لكن بسيطة والله لحسابه لما يرجع
أركان:
- يرجعوا بس مجبورين الخاطر ونحاسبهم براحتنا، بعد إذنك هروح البيت آخد الباسبور واروح احجز تذكرة طيران.
مشي وفتح الباب واتفاجئ بيمان فوشه داخل زي الإعصار وراح على قاسم وقاله:
-لأ بقى أفهم.. فهموني اللي بيحصل معاك إنت وغريب متخلونيش اطرش الزفة كده، فيه ايه معاكم عشان هو ياخد أجازة مفاجأة ويسافر وإنت كمان جاي النهاردة طالب أجازة زيه، وأياك تقولي أجازة استجمام وعبط من اللي بتقولوه ده والبلد في حالة إنذار وتأهب قصوى.
رد عليه قاسم وهو بيشاور لأركان عشان يمشي:
- اقعد يلا انت وبطل زيطه اقعد.
يمان:
-مش قاعد واتفضل فهمني فيه ايه بدال ماأهد المكتب دا وأجيب عاليه واطيه.
قاسم:
-اهدا يايمان واترزع وهحكيلك.
قعد يمان وبص لقاسم وقاله:
-يلا اتكلم.
قاسم:
-ليل تعبانه والحيوانات غريب وشهاب وحتى هي مقالوش لحد أي حاجة لولا ماأركان سمع من نجمة الحيوانه صدفة وهي بتكلم الحيوان خطيبها.
يمان بإستغراب:
-تعبانه؟ تعبانه ازاي ماكانت زي الفل يوم حفلة إستقبال شهاب ومفهاش حاجة!
قاسم:
-عندها ورم عالمخ يايمان.
يمان ضم حواجبة ورجع لورا بضهره واتسند على الكرسي وجملة قاسم كانت كفيلة إنها توقف اي كلام تاني هيتقال.
يمان:
-ياحبيبي ياغريب.
قاسم:
-لو اي حد غيري هيستغرب جملتك، بس هو فعلًا ربنا يكون فعونه هو أكتر منها، هي مش هتكون موجوعه قده، ولا خايفه قده، غريب أنا متأكد إنه في قمة إنهياره دلوقتي، عايز اكون جنبه بأي طريقة ومش عارف، عايز اروح أسنده لاني عارفه ساند ليل وهو مش قادر يصلب طوله بس بيقاوم عشانها، وشهاب عيل مش هيوفي الغرض.
يمان:
-طيب وايه العمل دلوقتي، فكرة إن حد فينا ياخد أجازة مرفوضة رفض تام، دا غريب ذات نفسة اخد الاجازة قوة وإقتدار ولولا ماقدم إستقالته وشافوا إنه جدى في قراره لولا ماوافقوله عالأجازة؟
قاسم:
-أركان هيسافرله وهيفضل جنبه.
يمان:
-ودراسته؟
-هو قالها.. ليل أهم.
هز يمان دماغه ورد عليه:
-عنده حق، ليل أهم، طيب دلوقتي هنقول للي في البيت عندنا ولا ايه؟
قاسم:
-انا عن نفسي مش هقدر، البيت هيتقلب مناحه وهتقولي اسافر دلوقتي.
يمان:
-طيب ماهي المفروض تسافرلها فعلًا ياقاسم، هي ليل ليها حد اقرب من جواهر عشان يكون معاها الفترة دي، عالاقل تشيل عن غريب شوية.
قاسم:
- اه وافضل أنا قلقان على ليل وعلى غريب وعلى مراتي كمان، ولما متستحملش وتقعلي هناك جنب ليل اعمل ايه أنا وأنا متسلسل هنا ومش قادر اتحرك.
يمان:
-معاك حق، يبقى الأفضل محدش يعرف حاجة فعلًا.
قاسم:
-ماهو دا اللي انا بقوله.
أما عند موده وماهر...
موده:
- ياصباح الورد على حبيب قلبي، ايه اللي مصحيك بدري أوي كده؟
ماهر:
-مفيش قلقت بالليل وصحيت ومجانيش نوم تاني، مش عارف ليه غريب جاي على بالي من امبارح قوي، متصلش بيا بقاله يومين وبرن عليه تليفونه مغلق، وليل كمان متصلتش، مفيش غير رسالتين منه عالواتس بيسألني عن صحتي ونجمه بس اللي كلمتني وبرغم انها طمنتني عليهم إلا إن قلبي مش مطمن مش عارف ليه!
اتعدلت موده وردت عليه:
-اه ماهو لازم قلبك يطلعله بحاجة ينغص عليك الراحة اللي انت فيها والأجازة الحلوة اللي الواحد مش مصدق نفسه من اولها وبيقول يارب عديها على خير، ماله غريب يعني ياماهر، انا النهارده هكلملك العيلة كلها فيديو كول عشان تطمن عليهم وأشوف قلبك هيتحجج بمين تاني عشان يبوظ علينا الأسبوع الفاضلنا.
ماهر
-ايه ياماما اهدي انفجرتي فيا كده ليه دانا بوصفلك مجرد إحساس حاسس بيه، قومي قومي اعمليلنا فطار وخرجيني عالبحر نفطر قدامه النهارده..وكمان عشان اتغزل فيكي شوية انا عارف إنك مقريفه عشان من امبارح محبتش فيكي.
موده بدلع:
- طب كويس إنك عارف غلطك عشان يومك مكانش هيعدي النهاردة
غريب:
_لا الحمد لله لحقت نفسي ربنا يستر وباقي أيامنا اللي هنا يعدوا زيهم زي غيرهم من غير نكد ولوي بوز، يلا بقى قومي دانتي بقيتي كسليه قوي والأجازة دي خلتك بروطه.
قامت موده وساعدته لغاية ماخرجته عالبحر وادته كتابه اللي بيقرا فيه ودخلت تعمله الفطار، وأثناء مابتجهزه اتصلت بأولادها تطمن منهم على الأحوال وعلي غريب بالذات، هي صحيح صدت ماهر عشان قلقله على غريب ميزيدش، لكنها متقدرش ابدًا تتجاهل القلق ده؛ لأن مفيش مرة ماهر يقلق من ناحية غريب وميكونش فيه حاجة حاصله معاه، اللي بينهم أكبر من علاقة أب بإبنه، دا رابط غريب مخليهم يحسوا ببعض بشكل مريب!
ردت عليها بنتها ماجده وقالتلها إن الامور كلها تمام لكن غريب وليل سافروا فجأة فأجازة ونجمه عندهم هي وجواهر، ودا في حد ذاته خلاها قلقت بدورها هي كمان أضعاف قلق ماهر... أصل عنصر المفاجآت دا مش من أسلوب غريب، غريب من طبعة الدراسة والتخطيط لأي حاجة هيعملها مهما كانت صغيرة.
حضرت الفطار وخرجت لماهر وحاولت على قد ماتقدر إنها تصرف تفكيره عن غريب لغاية ماتقدر تكلمه هو أو ليل وتطمن منهم إن كل حاجة تمام، ودا هيحصل أول مايفتحوا تليفوناتهم وتعرف تتصل بيهم.
أما في المانيا..
شهاب:
-بابا اركان حجز وجاي، وعمي قاسم وعمي يمان عرفوا ومش مبطلين رن عليا وتهزيق فيا، إفتح تليفونك ورد عليهم انا مش ملاحق.
غريب رد عليه بتعب:
-ومين اللي عرفهم بس؟ هي نجمة مفيش غيرها، مع اني منبه عليها مليون مره متقولش حاجة.
شهاب:
-نجمه قالتلي إن اركان سمعها صدفه وهي بتتكلم مع خطيبها وتقوله.. واتجنن وجري على ابوه.
غريب سحب نفس ونفخه وطلع التليفون اللي اخده من شهاب وحط فيه خطه التاني اللي الكل عارفه وشغله تجوال، وبمجرد مااتفتح وراحت رسايل للكل إنه بقى متاح، اول واحد رن عليه قاسم.. فتح عليه وغمض وهو مستعد لوابل من الشتايم، لكنه فتح عنيه وضم حواجبه بإستغراب وهو سامع نبرة قاسم الحنونه:
- غريب ياحبيبي، قلبي عندك ياخويا، يعلم ربنا اني متكتف وحاولت اخد اجازة عشان اجيلك محدش وافقلي عليها. بس اركان جايلك، بعتلك معاه مبلغ بسيط خده منه ربما تحتاجه، عارفه قليل بس اهو النوايه اللي معايا يمكن تسند الزير..طمني على ليل عامله ايه وحالتها ايه؟
غريب:
_ والله حالة ليل لسه هتتحدد بعد يومين، لما تظهر نتيجة العينه اللي اخدوها من الورم، ادعيلها ياقاسم هي محتاجة لدعواتنا كلنا.
قاسم:
-والله بدعيلها وبدعيلك انت كمان معاها، عشان عارف إن تعبك اكبر من تعبها، انا مرضتش اقول لجواهر ونبهت علي يمان ميقولش لناديه، بس انا هفضل متابع معاك لحظة بلحظة مش هسيبك، وعلى عيني بُعدي عنك ياخويا والله.
رد عليه غريب بإمتنان:
- انا مش هشكرك لأن شكر الدنيا قليل عليك ياقاسم، بس هقولك تسلملي وتفضل على طول ضهري وسندي ياأقرب حد ليا وأول واحد الاقيه جنبي فكل حاجة.
اخد قاسم نفس جامد ونفخه ورد عليه بغضب وزعيق خلاه بعد التليفون عن ودنه:
- سندك وضهرك ياواطي، الهي ترجع عليك ترله بقفاها وتتسند عليك، الهي ضهرك دا غضاريفه تتيبس ماتعرف تمشي، بالك إنت اول ماترجع مصر لهتلاقيني مستنيك في المطار بعروسة تعذيب من بتوع السجون وهقلعك ملط قدام الناس واعلقك عليها وفين تاكل فين تشرب لحد مايبانلك صاحب، ولك عين تقولي اقرب حد ليا وانت مخبي عني حاجة زي دي ياأوطى مخاليق ربنا.. بس بسطة ياغريب، طول عمري بتعلم منك، طول عمرك بتديني دروس بعمايلك ومواقفك.
رد عليه غريب بتعب:
- بالله عليك ياقاسم انا ماناقص دلوقتي، انا من ساعة ماجيت منمتش تخيل، ودماغي مفصلتش ولا لحظة، ودلوقتي انا بره غرفة الإفاقة مستني ليل تفوق من بعد مااخدوا منها العينه، يعني تخيل حالتي عاملة ازاي، بص انا معنديش إعتراض علي اي حاجة ممكن حد فيكم يعملها فيا، ولا أي كلام تسمعوهوني، بس كل دا خلوه لما أرجع، وسيبوني دلوقتي في اللي انا فيه.. ولو تقدر تطمن يمان طمنه، ولا اقولك اقفل أهو بيتصل هو كمان.
رد عليه قاسم قبل مايقفل السكة:
-روح رد عليه ردت الميه فزورك.
رد غريب علي يمان وطمنه هو كمان، وبعد ماطمنه بلغه يمان إن مشروع الاكاديميه هو بنفسه شغال عليه بكل جهده وقرب يخلص، وكمان قاله إنه هيبعتله صور للمكان والمرحلة اللي وصلها، وبعدها إتكلم معاه عن حالة التأهب اللي في البلد وسببها وإيه التعليمات اللي واخدينها من الجهات العليا، وبدأوا يتناقشوا في توقعاتهم للموقف هينتهى على ايه.
أما شهاب، فبمجرد ماجه لأبوه إتصال من قاسم جاله هو كمان فنفس الوقت إتصال من إيميلي، فبعد عن أبوه عشان يكلمها..
إطمنت منه على أمه وعلي حالتها واتكلمت معاه عن المحاضرة اللي فاتته النهاردة في الجامعة، وعرضت عليه إنها تروحله البيت الليلة وتشرحهاله بإستفاضة، وطبعًا شهاب كان عارف إنها محاولة جديدة منها إنها تقرب منه بالطريقة اللي هي عايزاها.. فرفض رفض قاطع انها تجيله البيت.. وإقترح عليها انها تجيله في المكتبه القريبه من السكن بتاعه، تشرحلة المحاضرة وأجواء المكتبة الهادية الملتزمة تساعده حتي في الفهم، وهي بقِلة حيلة وافقت.
اما في مصر...
إيان أخيرًا قدر إنه يستقطع شوية وقت من وسط انشغاله واتصل علي نجمه، إطمن منها على حالة امها و وبعدين على حالتها هي في سؤال عابر.. ومن بعدها سكت وطال السكوت، فسألته نجمه بقلق:
- إيان مالك ساكت ليه، هو فيه حاجة معاك ولا ايه؟
اتنهد ورد عليها بتوتر:
-نجمه إحنا إحتمال نأجل جوازنا كام شهر.
ردت عليه بهدوء:
-أكيد مادا الطبيعي بعد اللي جرا لأمي ، الحقيقة إحنا كلنا أعصابنا تعبانه، وكده كده الفرح هيتأجل.
_لا يانجمه مش دا السبب الرئيسي، إو خليني أقول مش السبب الوحيد، هو طبعًا سبب يستدعي بس السبب اللي عندى انا أقوى، فيه حاجة توصلتلها من خلال تجاربي وأنا بحاول أكتشف الطفرات الجينية للبشر، حاجة خطيرة ممكن تغير مصير البشرية كلها، تعيد تكوين العالم.
ردت عليه نجمه ببرود:
-أيوه مش التجربة اللي بتعملها وفشلت، توصلت لحاجة جديدة فيها يعني ولا ايه؟
إيان:
_لا دي حاجة مختلفة وخطيرة..بقولك هتعيد تكوين العالم.
سألته نجمه بنبرة خالية من الحماس:
- وياترى إيه الحاجة الخطيرة اللي هتغير مصير البشرية وتعيد تكوين العالم دي؟
رد عليها بتحفظ:
-لا مش هينفع اقولك عليها في التليفون، لازم اقولهالك وش لوش، لو تقدري تجيني الفيلا ساعة وحده بس اوريهالك عملي.
نجمه:
-لأ طبعًا الفيلا لأ، مش هينفع اجيلك فيها دلوقتي، وبعدين مش دا كان كلامك ليا إن الوضع مبقاش يسمح، إيه اللي اتغير دلوقتي؟
رد عليها بنبرة قاسيه:
-اللي اتغير إن لكل مقام مقال، والكلام عادي يتغير والوعود عادي تتخلف، وكل حاجة عادي تنعاد هيكلتها من إول وجديد مادام دا هيخدم العلم ولصالح البشرية، إحنا كلنا قرابين للعلم ماشية علي الأرض، حبانا الله بالمعرفة وميزنا بالذكاء دونًا عن الكل مش عشان نوظفة لمصالحنا فقط ولا نستعمله فحياتنا الشخصية وبس، إحنا اصحاب رسالات.
ردت عليه نجمة بإستغراب:
-يعني افهم من كلامك إنك عادي تضحي بأي حد وأي حاجة في سبيل إنك تحقق رسالتك ياإيان؟إنت شايف إن البشر قرابين للعلم والعادات والتقاليد عادي نحطها تحت رجلينا لو دا هيخدم رسالتنا؟
نجمه كانت مستنيه من إيان إنه ينفي، أو يحاول يبرر، إو حتي يقول إنها فهمته غلط، وإنه إندفع في الكلام مش أكتر، لكنه رد عليها بتأييد ونبرة متقبلش شك:
- أيوه يانجمه أفهمي كده لأن دا اللي أنا قصدته فعًلا، ودي الحقيقة، إحنا كلنا مخلوقين لأسباب معينه، لأهداف معينه.
نجمه:
-إيان انا بدأت اخاف منك على فكرة.
إيان:
-تبقي غبية وسطحية وحتى انا هبتدي اخاف بعد كلامك ده، هخاف احسن يكون إختياري ليكي إختيار خاطئ وإني اتخدعت فيكي لما شفتك مشروع عالمه، لما شفتك إمتداد ليا وحاملة لرسالتي من بعدي.
سكتت نجمه وهو كمل:
- نجمه انا محتاج اتكلم معاكي بجديه، وضروري وفأسرع وقت، قبل كده كنت اقولك تروي احسن اكون أنا مش مناسب ليكي، لكن دلوقتي أنا اللي محتاج أتروى لاني بدأت اشوف عدم تناسب فى افكارنا وقناعاتنا.
بكره بعد الكليه هاخدك ونروح نقعد في مكان هادي ونتكلم، هنتكلم كتير إعملي حسابك وعرفيهم في البيت.
خلص كلامه وقفل السكه وهي بعدت التليفون عن ودنها ومتعرفش ليه في اللحظة دي أركان جه على بالها، حست انها محتاجاله، ليه متعرفش!
لكن مجرد وجوده حواليها كان بيطمنها، وغيابه فعلًا سايب فراغ، عالأقل مكانش هيسيبها تروح لوحدها مع إيان لأي مكان، برغم انها متأكده إن مفيش أي حاجة غلط هتحصل منه، لكن بعد كلامه دا بقت حاسه بإحساس غريب!
أما في الفيلا...
جوهره كانت مراقبه الإوضاع بعيون صقر قاعد مستني فريسته تموت عشان يقدر يهجم عليها وياكلها، بس هي مش مستنيه الفريسه نفسها، لا دي مستنيه العش بتاع فريستها يخلى عشان تستولي عليه، تاخد كل اللي عاشت عمرها تبنيه قشه قشه وتعبت عليه.
كانت عارفه انها داخله علي حرب ومحتاجة لحربها عده وعتاد، و عارفه كويس إن جمالها وأنوثتها هما عدتها وعتادها وسلاحها الاقوى زيها زي أي ست، ويزيد عليه إنها شباب وصغيره، واللي يرضى بليل ويشوفها حلوة اكيد غوايته سهلة، وعاهدت نفسها على إنها فيوم من الأيام هتخلي غريب يندم على كل مرة شاف فيها ليل ست زي أي ست وغمى عيونه عن الجمال الحقيقي.
كانت بتفكر تبدأ منين، فشافت انها دلوقتي ملهاش غير جواهر بنت عمها، هي الوحيدة اللي فاتحالها سكة للكلام ومش بتبصلها بنظرات مريبه زي سميه وجميلة، فراحت لنجمه ووقفت قدامها وقالتلها:
- ست نجمه ينفع تستأذنيلي جواهر بت عمي اروح اقعد حداها، اني حاسه إني مش مرتاحه إهنه، حاسه إن مفيش حد زي ست ليل فحنيتها ولا فقلبها الطيب، حاسه بغربه من بعدها، ربنا يشفيها ويعافيها ويرجعها لينا بالسلامة يارب.
ردت عليها نجمه بتوهان:
-يارب ياجواهر، دعواتك ليها، فعلا من ساعة ماسافرت ومفيش حاجة ليها طعم وكل الأماكن زي المهجورة.
جوهره :
-داعيالها وعدعيلها من قلبي فكل دقيقة، وهو اني حداي اعز منها ادعيله يعني..بس كلميلي جواهر اللي يخليكي.
اتنهدت نجمه وفتحت تليفونها وكلمت جواهر وبلغتها برغبة جوهره انها تقعد عندها.. وجواهر رحبت جدًا، وقالت لنجمه تجيبهالها لأن قاسم مش فاضي وأركان راح رحلة مفاجئة مع أصحابه،، ففهمت نجمه انهم مخبيين عليها ومعرفوهاش حاجة فحمدت ربنا انهم جنبوها مزيد من العتب واللوم.. نهت معاها المكالمة وبصت لجوهره وقالتلها:
-بصي ياجوهره، عمتو جواهر متعرفش باللي حصل لماما واوعي تعرفيها، الدنيا هتبوظ اكتر ماهي بايظه، خليها على عماها لغاية مانشوف الدنيا هترسي على ايه، هتروحي هناك تتصرفي طبيعي ولا كأن حاجة حاصلة فاهمه.. هتحاول توقعك في الكلام عن سبب سفر بابا وماما قوليلها معرفش ومحدش قال قدامي حاجة ولا انا بتدخل في أمورهم، عشان تبقي في السليم.
وعدتها جوهره بانها هتعمل كده، وقالتلها ليل تروح تجيب هدومها وحاجتها، فدخلت جوهره ومخرجتش غير بحاجات بسيطة بس من هدومها، ودا لسبب في نفس يعقوب.
اخدتها نجمه ووصلتها عند عمتها جواهر، ومن عالباب سلمت ومشيت واتحججت بإن وراها مذاكره ومش فاضيه، ودخلت جوهره وفضلت تتفرج في الشقة اللي كانت واسعه وفخمة، فسالتها جواهر:
-ايه ياجوهره عجبتك الشقه؟
_ روعه ياام اركان، ربنا يهنيكي بيها يارب، هتجوزي فيها أركان معاكي صوح؟
ضحكت جواهر وردت عليها:
-لا طبعًا، إزاي هجوزه معايا فشقتي، أركان معاه شقة زي دي وأكبر كمان، وأول مايلاقي بنت الحلال هنشطبهاله ونفرشهاله احسن فرش على ذوقها وذوقه طبعًا، إنما دي شقتي انا مملكتي أنا وبس.
ردت عليها جوهره بإبتسامة دارت وراها كل الحقد اللي فقلبها في اللحظة دي:
-وماله ربنا يوسع عليكم ويكتر من بيوتكم ومطارحكم، هاه قوليلي فين موطبخك عشان احط هدمتيني فيه واشوف لو فيه حاجة تتعمل؟
ردت عليها جوهره وهي عتمسكها من دراعها وتدخلها لجوه وتروح بيها ناحية أوضة من الأوض:
- لا المطبخ أولًا مفهوش شغل، ثانيًا انتي مش هتقعدي فيه وبطلي تتصرفي على إنك خدامه، إنتي هتقعدي فأوضه من الأوض، اهي الأوضه دي، ادخلي حطي حاجتك فيها واطلعي خديلك شاور على مااحضر العشا، واللي بالمناسبة مبحبش حد يحضره معايا ولا يمد ايده فيه، اكل بيتي كله بحب اطبخه بنفسي، وقاسم مبيحبش ياكل غير من إيدي، وإيد ليل عشان مبقاش كدابه، عشان لا تقوليلي اطبخ بدالك ولا عنك أساعدك.
جوهره:
-واه، سددتيها ليه خالص إكده، خلاص يابوي اطبخي انتي واني هصبن وأروق وأنضف.
جواهر:
-يابنتي إنتي ليه مصممه إن قعدتك تكون بمقابل، اقعدي كأنك صاحبة بيت مش مطالبه بحاجة.
جوهره:
-له دا إكده انتي كيف ماتكوني عتقوليلي إنتي ضيفه مش صاحبة بيت، عشان صحاب البيت عيشوفوا احوال البيت ويدهم عتكون دايمِا فيه.
ردت عليها جواهر بإبتسامة:
-لأ فعلًا عندي أنا دي، عمومًا ياستي إحنا مع بعض واللي يريحك اعمليه، أنا بس كل الحكاية اني عايزاكي تكونى على حريتك ومتحسيش إنك مدايقه.
جواهر:
-اني لو هدايق من قعدتي حداكي مكنتش سبت البيت الكبير وجيتك.
إبتسمتلها جواهر وسابتها وراحت على المطبخ، ودخلت جوهره وقعدت علي السرير، قلعت طرحتها وابتدت تبص حواليها في الأوضة.. وقامت فتحت الشباك ووقفت فيه تبص على الناس والمكان الراقي اللي هما فيه وتتعجب من جمال الشوارع ونضافتها، وكأنها بتتنقل في شوارع الجنه، وابتدت تقتنع كليًا إن بلدهم مكانتش اكتر من مجرد منفى، مكان منسي مفهوش حياة، أو فيه حياة بس حياه عن حياه تفرق.
خلصت جواهر الغدا وخرجتلها جوهره تساعدها في الغرف لما سمعتها بتكلم قاسم وقالها إنه جاي مسافة الطريق.. اتحط الأكل عالسفرة ووصل قاسم، وأصرت جواهر إن جوهره تشاركم الأكل على نفس السفرة،
وفعلًا دا اللي حصل وقعدت معاهم، وطول الوقت قاسم كان ساكت وباصص فطبقه ومش بياكل بطبيعته، فحست جواهر بإنه متغير، وإن فيه حاجة، لكنها مرضيتش تسأله قدام جوهره احسن تفكر إن قعادها فبيتهم هو السبب في حالته، فغيرت الكلام وسألته عن أركان:
- قاسم مقولتليش، إيه السفريه الغريبه المفاجئة اللي طلع بيها اركان مره وحده دي؟
قاسم:
-هي مش رحله بمعني رحلة ياجواهر، هي عباره عن إستكشاف، راح مقر الاكاديميه الجديدة يشوفها ويتابع التطورات فيها، ومنها يتفسحوا هو وكام واحد من اصحابه، سيبيه يرفه عن نفسه شوية انتي عارفه الفتره دي كلها ضغوطات عليه واعصابه تعبانه.
جواهر:
-منا سايباه انا بس بسألك عشان اطمن عليه مش أكتر.
قاسم:
_لا إطمني، إبنك راجل وميتخافش عليه.. انا قايم داخل الأوضه ابقي هاتيلي قهوتي جوا.
جواهر:
_طيب كمل اكلك دانت مأكلتش حاجة!
قاسم:
-لا شبعت الحمد لله.
بصتله وهو بيمشي وبعدها بصت لجوهره وقالتلها بحزم:
-بصي انا هقوم عشان لما قاسم بيكون مدايق أو مش بياكل لاي سبب أنا كمان مش بلاقيلي نفس للأكل، فأنتي هتقعدي وتكملي أكلك لحد ماتشبعي، وزي ماسبق وقولتي بنفسك انتي صاحبة بيت، وعشان كده بعد ماتشبعي تلمي السفرة بس، وتسيبيلي كل حاجة في المطبخ انا اتصرف فيها براحتي تمام؟
ردت جوهره بطاعه:
-حاضر هعمل كل ديه متقلقيش.
سابتها جواهر وراحت عالمطبخ تعمل القهوة.، وبعدها راحت على قاسم الأوضه عشان توديهاله، ودخلت ولغاية ماوقفت فوق دماغه محسش بيها لأنه كان مركز في تليفونه جدًا، وبمجرد مانادت بإسمه اتخض واتلخم وقفل التليفون، ودا خلاها بصتله بنظرة شك، وزادت لما اخد منها فنجان القهوة وابتدا يشرب منه من غير ولا كلمه وهو بيهرب بعنيه منها فكل الأوضه!
فوقفت قدامه وسالته بنبرة هادية ومخيفه فنفس الوقت، وإجابتها مينفعش تكون غير الصدق:
-ماهو بص ياتقولي فيه ايه بيحصل معاك لأنك مش طبيعي بالمرة من ساعة مارجعت.. وتفتح التليفون دا وتوريني كنت بتعمل عليه ايه وبتكلم مين وليه ارتبكت بالطريقة دي اول ماحسيت بيا، يأما هاخد بعضي وأروح الفيلا ومش هرجع هنا تاني لو وقفت على شعر دماغك ياقاسم.
كمل شرب قهوته على بوقين وبصلها بصة طويله قبل مايقوم ويقف قدامها وبهدوء يقولها:
- انتي بتهدديني ياجواهر؟ بتستخدمي سلطتك عليا، عشان عارفه إن روحي فيكي ومقدرش اعيش في مكان انتي مش فيه بتستغلي ضعفي من ناحيتك!
علي العموم مفيش داعي يابنت الحلال إنك تسيبي بيتك ولا تروحي مكان، لو عايزه تمشي عشان تبعدي عن وشي وترتاحي مني انا هحققلك ده، أنا اللي هسيبلك البيت وأمشي، ووقت ماتحسي إن حياتنا مع بعض أكبر من تهديد منك بإنك تمشي وتسيبيني على سبب تافه، دا لو إفترضنا إن فيه سبب أصلًا إبقي كلميني وقوليلي إرجع ياقاسم بيتنا.
خلص كلامه وإبتدا يتحرك ويلبس هدومه بعصبية قدامها وهي واقفه مش عارفه تتكلم ولا تقول ايه للي في ثانيه قلب الطربيزه عليها وبدال ماالحق معاها خلاها مذنبة.. ولغاية ماخلص لبسه وأخد مفاتيحه وخلاص هيخرج من باب الأوضه جريت عليه ومسكت دراعه وقالتله:
-إستنى هنا ايه العبط اللي بتعمله دا، اهبط كده متاخدنيش فدوكه واقعد خلينا نتكلم لسه الكلام مخلصش
رد عليها بدراما وهو بينتر ايدها من دراعه:
-خلاص ياجواهر مفيش كلام يتقال من بعد اللي قولتيه واللي عملتيه فيا، أنا ماشي وابقى افتكري ان انتي السبب فاي حاجة هتحصل بعد كده، وانتي اللي خربتي بيتك بإيدك.
خلص كلامه وجري علي بره بالخطوة السريعه مداهاش فرصة انها تقول نص كلمة وخرج ورزع الباب وراه وسابها واقفه مذهولة وهمست لنفسها بإستغراب:
"اللي عملته فيه! وخربت بيتي بإيدي؟ هو الراجل دا اتجنن ولا ايه؟
أما فى البلد، وتحديدًا في السرايا..
جه الليل واتقسم، ونواره اتسحبت وطلعت من البيت وهي ملثمه وشها وراحت على السرايا، خبطت بهداوه والنوبادي اللي فتحلها الباب وفقي اللي كان شايل رزق على ايده ورد عليها بلهفه:
-خشي يانواره قوام، رزق من بدري جعان وآخر هبابة لبن رضعتهمله من اول العشيه، خديه وادخلي اوضة شاكر ورضعيه قوام.
خطفت منه نواره الواد وضمته لقلبها وحبته وراحت بيه علي أوضة شاكر اللي كان واقف على الباب الجواني ومراقب مصريه، وإبتدت ترضعه والواد ماصدق لقاها.. كان يرضع وعينيه علي وشها كيف مايكون عيسألها كنتي فين وعوقتي عليا ليه؟
وهي كانت تتأسفله وتقوله إنه مش بيدها ولا بخُطرها وتشرحله ظروفها وكأنه واحد كبير قدامها وهيفهم اللي عتقوله، بس هي متاكده إنه حتي لو مش هيفهم هيحس باللي عايزه تقولهوله..
وأثناء ماهي منسجمة معاه، وخلاص الواد تقريبًا شبع وعينه هتروح في النوم سمعت حس مصريه بره الأوضه عتزعق وتقول:
- فين الواد ياوفقي وليه واقف إهنه، وشاكر ليه واقف على باب السرايا كيف كلب الحراسة وعينه على اوضتي؟ إيه اللي عيجرا من وراي بالظبط؟ بعد ياوفقي خليني أفتح الباب ديه وأشوف مين جوا الأوضه.
برقت نواره عنيها وبصت حواليها بخوف، وبلعت ريقها بصعوبة وهي واعيه الأوضة مفيهاش منفس ولا شباك حتى تهروب منه، مفيهاش غير طاقتين صغيرين ميطلعوش عيل صغير وفوق تحت السقف، فااتأكدت إنها هالكه هالكه.
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ريناد يوسف، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية