رواية جديدة نجمة أركان الجزء الرابع من سلسلة فرعون مكتملة لريناد يوسف - الفصل 27 - الثلاثاء 10/6/2025
قراءة رواية نجمة أركان الجزء الرابع من رواية فرعون كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
قراءة رواية نجمة أركان
الجزء الرابع من رواية فرعون
رواية جديدة قيد النشر
من روايات وقصص
الكاتبة ريناد يوسف
الفصل السابع والعشرون
تم النشر يوم الثلاثاء
10/6/2025
اتحدد ميعاد العمليه وابتدت مرحله الخوف الاكبر.. ليل برغم انها متماسكه لسه الى ان نظره عيونها ورعشة ايديها وكل حاجه فيها بتقول ان الرعب مسيطر عليها.. وغريب من ساعتها وهو واخدها في حضنه حتى لما بتروح التواليت بيوصلها ويقف قدامه عشان يستناها... نجمه بتتواصل دايما مع جدها.. تقريبا كل ساعه يتصل عليها وترد عليه وتطمنه وتفتح له كاميرا.. اما ناديه ونادر.. رحاب وجوزها.. سيليا سيلين.. سميه وشريف وعمرو ابنهم.. كل الناس دي تليفوناتها ما بطلتش رن على غريب وليل لدرجه ان غريب قفل تليفونه.. واركان وشهاب هما اللي تولوا مسؤوليه الرد عليهم، وبقوا يطمنوهم دايما.
نادر كان عايز يسافر لغريب بس غريب منعه؛؛ وقاله مش هنيجي كلنا نتكوم هنا ونسيب مصالحنا َ.. ليل انا جنبها و معاها.. وكفايه دعواتكم انتم بس ليها ..فحوله نادر فلوس كثيره.. اكثر من المحتاجه بكتير.. وكل اللي في مصر اتلموا في فيلا ماهر واجتمعوا على قلب واحد ماليه الخوف على ليل وغريب... حياتهم وقفت ما بقوش عارفين يتحركوا.. ولا ياكلوا او يشربوا.. ومنهم اللي زي ماهر ما بقاش حتى عارف يتنفس بصوره طبيعيه!
عدى اليوم اللي قبل العمليه وجه يوم العمليه.. الكل كان واقف على قدم وساق.. غريب خرج الكل من الاوضه وفضل هو بس مع ليل..
حاله من الخوف، واخدها فحضنه وساكتين.. الدقائق بتمر كانها ساعات والساعات بتمر كانها سنين.. لغايه ما دخلت الممرضه باللبس بتاع العمليه.. ساعدها غريب انها تلبسه ونيمها على الترولي وغطاها.. ومسك ايدها ونادي على شهاب واركان واخدوا هما الترولي يوصلوه لأوضه العمليات.. وغريب ماشي جنبها ومتبت فايدها، ونجمه وجواهر ماسكين ايدها الثانيه.. وايميلي فاتحه تليفونها وعماله تصورهم فيديو.. واركان يبص لها بغيظ وكان هاين عليه يرجع يضربها ويكسر تليفونها فوق دماغها؛؛ لان ده لا وقت ولا ظروفه..
وقفوا بيها قدام اوضه العمليات وخلاص حانت اللحظه اللي غريب هيسيب ايدها فيها.. ما كانش راضي ولا كان عايز.. طلب من الدكتور انه يدخل معاها وشهاب ترجم للدكتور لكن الدكتور رفض رفض قاطع؛ وقاله:
- ما ينفعش العمليه هتستغرق ساعات كثيره وانت هتنهار جوه.
بالعافيه اركان وشهاب سحبوه وخلوه ساب ايد ليل.. وحس في اللحظه دي بانه ساب روحه مش مجرد ايد مراته.
ودخلت ليل أوضه العمليات.. وبداو الدكاتره في العملية، وابتدا الوقت يمر ببطئ السلحفه، وغريب من لحظة دخولها العمليات فضل واقف مقعدش،ما بطلش روح وجي قدام الاوضة، لسانه ما وقفش عن الدعاء وقراءه القران.. والكل زيه.
جواهر كانت مره تبكي بصوت عالي ومرة تسكت وتبص لفوق كأنها بتطلبها من ربها وتترجاه إنه يخرجهالها بالسلامة.. صديقة طفولتها وصباها وعمرها كله.
اما غريب فبص فساعته ولقى ان وقت الاذان خلاص.. راح اتوضى ورجع وبدا يصلي قدام اوضه العمليات.. يطول في السجود ويدعي كتير لدرجه ان شهاب واركان كانوا بيخافوا عليه لما السجدة تطول، فيهزوه لغاية مايقوم... وفضل على الحال ده لغايه ما تعب.. فسلم وسند ظهره على الحيطه وكمل دعاء وقراءه قران.
اما فيلا ماهر اليوم ده ما حدش حط لقمه في بقه من اول الصبح لغايه دلوقتي.. والكل متجمعين وساكتين. ماهر فاتح كاميرا مع نجمه ومخليها موجهه الكاميرا على غريب ابوها وطول الوقت ماهر شايفه ويدعي معاه ويبكي معاه.. يتالم معاه..
لغايه ما طلع الدكتور بعد ست ساعات كانوا اطول ست ساعات في حياتهم كلها.. وابتسم لغريب وابتدا يتكلم وشهاب يترجم:
- تهانينا ايها الزوج المحب.. لقد كنا نراقبك في الكاميرا من داخل غرفه العمليات ورأينا مدى خوفك وحبك لزوجتك..ومع دعواتك التي لم تنقطع نجحت العمليه.. وزوجتك الان بخير.. ارتاح الان وهدئ من روعك.
ترجم شهاب الكلام لابوه بفرحه. وضحك غريب وسجد سجده شكر لله،، واستنى ليل وهي طالعه بالترولي من جوه، وكأن روحه هي اللي طالعه من جوه مش مراته. ودوها على غرفه الملاحظه وكان فيها شباك زجاجي.. فضل غريب واقف يراقبها منه.. ونزل اركان جاب للكل اكل وعصير، وغصب عليهم غصبهم انهم ياكلوا وأكلو فعلًا. ما عدا غريب اللي رفض انه ياكل اي حاجه او يفتح بقه قبل ما ليل تفتح عينيها وتكلمه وتطمنه بنفسها انها بقت بخير.
ولما ما حدش قدر عليه سابوه على راحته.
ارتاح ماهر شويه من ناحية إبنه وحالة ليل، لكن هو كمان رفض ياكل زي ما ابنه رفض الاكل.. وصمم انه مش هياكل الا لو غريب كل.
وده بالضبط اللي كانت تقصده جميله.. ان اي حاجه هتحصل لليل هتاخد الكل معاها.
عدى الوقت الصعب وبدات ليل تتململ وتئن، ويطلع صوتها اللي كان كله طرب بالنسبه لغريب.. حتى وهي بتتالم.
المهم ان حسها لسه في الدنيا والالم هيروح مع الوقت.
دخلها الدكتور واطمن على علاماتها الحيويه ،وطمن غريب اكثر..
وشويه بشويه بدات تستعيد وعيها. فتحت عينيها بشويش وبصت لغريب من ورا القزاز وابتسمتله وابتسامتها ردت فيه الحياة من تاني دلوقتي بس حس انه لسه على قيد الحياه واول ماشي شهاب شاف امه فتحت عنيها جري بسرعة جاب علبه عصير ووقف بيها جنب ابوه ومدهاله.. غريب رفض، فملامح ليل اتغيرت للزعل. فشهاب قاله على فكرة هي في مرحله الزعل هياذيها وياثر علي دماغها فاشرب العصير يا بابا خايف على ماما.
وقدام الفخ اللي نصبه له شهاب اخذ غريب العصير من ايده وابتدى يشرب.. فلانت ملامح ليل ورجعت ابتسمت.. فابتسم هو كمان.
وشهاب شاف انها لعبه حلوة فجري ورجع بسندوتش.. مده لابوه فغريب بصله بغضب.. فبص شهاب لامه يطلب منها مساعده.. فرجعت ليل كشرت فاخد غريب الساندوتش بسرعة من ايد شهاب وبدأ ياكله فارتاحت ليل،.
ورجع شهاب قعد مكانه، وبص لايميلي اللي كانت متابعه الموقف بتأثر شديد، وقالتله:
-حقيقي لم اكن أظن أنه يوجد شيء هكذا في الحياة الطبيعية!
كنت أعتقد أن هذة المرحلة من الحب نراها في الافلام فقط، وأنها من نسج خيال أشخاص يتمنون حدوث ذلك!
رد عليها شهاب بنفس لهجتها:
-عزيزتي إنما الأفلام مجرد إقتباسات من الواقع، أحدهم رأى شيء فحب أن يتجسد مرة اخرى حتى يراه الجميع.. ثم كيف لك ألا تصدقي وجود الحب! أكنتِ تكذبين علي وتدعين محبتي؟
ردت عليه ايميلي بسرعة ونفي:
-لا ياشهاب أنا لم أكذب في محبتي لك، فأنا بالفعل أُحبك، ولكن صدقًا محبتي لك وحتى محبتك لي لم.. واعتقد لن تصل لهذة الدرجة التي أراها، ياإلهي إن أبيك يشبه عروس الماريونيت وأمك هي من تقلبه بين يديها وتحركه يمينًا ويسارًا، ومشاعرهم هي الخيوط التي تربطهم ببعضهم، إن ابتعدت امك ينتهي أبيك، والعكس صحيح.
إبتسم شهاب على تشبيهها القريب جدًا لحالة ابوه وأمه، وهمس لها وهو بيتإملها:
- معك حق، ولكن هذا لا يمنع اني لن أرضى بأقل من هذه المرحلة من عشق زوجتي لي.. ولن اعشقها اقل من ذلك، لقد تربيت في جو مشحون بالحب ولن أتنازل عن بيئك مماثلة لي ولأولادي.
إبتسمت إيميلي وسكتت مردتش عليه، ورجعت تاني تتأمل غريب اللي واقف على رجليه قدام ليل من غير تعب، وكأنه بيمدها بالقوة من وقوفه قدامها عشان تخف وتقومله أسرع.
أما نجمه فكانت سرحانه وشارده، بتفكر في إهتمام أركان بيها اللي طول الوقت كان يسقيها ميه ويشربها عصير.. حتى لو بوق واحد بالإكراه، ولما جه الأكل أكلها قبل أي حد،كل الوقت كان حواليها بإهتمامه المعتاد، طول ماهو قريب منها حاسه انها مش محتاجه تفكر فحاجة ولا تطلب حاجة، هي محتاجاه حواليها جدًا، محتاجه إهتمامه وخوفه، مجرد إحتياج للمشاعر اللي عنده، بس فنفس الوقت قلبها مش عايز غير إيان، مبتتخيلش نفسها إلا مراته، مبتحلمش بولادها إلا منه، هي بس بتتمنى لو تاخد مشاعر أركان وتحطها فإيان.. وكده مش هتبقى طالبه من الدنيا حاجة تانيه. بس للأسف مش كل اللي بنتمناه بنطوله او بيتحقق.
مر الوقت والليله الطويله عدت، وليل اتحسنت لدرجة انها قدرت تتكلم.. حالتها إستقرت والكل دخلها، غريب كان بس يبصلها و ساكت، مشيت ايميلي بعد ماقضت معاهم كل الوقت دا، وراح شهاب معاها يوصلها، وبعدها اركان قعد مع امه ونجمه.
أما في مصر..
موده:
-ياماهر ياحبيبي كولك لقمة غريب اكل وليل خفت إنت بقى ايه مشكلتك مع الأكل دلوقتي؟
ماهر:
-مش عارف.. بس مليش نفس والله ياموده، حاسس اني اتخضيت وخفت لدرجة اني لما أمنت واطمنت شبعت، أو مبقتش حاسس اني عايز حاجة تانيه.
ردت عليه موده بهدوء بعد ماسحبت نفس وخرجته:
-بس ياقلب موده كده غلط، احنا عندنا علاج بناخده ، يعني لازم ناكل حاجة عشان منتعبش، ومينفعش نسيبه، واحنا مش صغيرين على الدلع والمحايله بتاعة الأطفال الصغيره دي، انا لسه ورايا ماجده ودياب عايزه اروح ابص عليهم واشوفهم وصلوا فين بمذاكرتهم واعملهم سندوتشات او اي حاجة ياكلوها تساعدهم عالتركيز.
رد عليها ماهر بزعل:
-قصدك ايه ياموده بكلامك ده؟ انا عارف اني مش صغير، واني كبير وعجوز، عجوز لدرجة ان خساره فيا المحايله، ومشلول ومبقاش مني نفع، وانتي صغيره ولسه فعز شبابك، عارف اني بقيت مجرد حمل عليكي وبقولك من هنا ورايح انا هعفيكي من رعايتي ومحايلتي ودلعي ياستي، روحي شوفي عيالك وسيبيني.
سابت موده الاكل من ايدها وردت عليه وهي مش مستوعبه اللي قاله:
-ماهر انت بتقول ايه، بص انا مقدره إن اعصابك تعبانه بس متوصلش للدرجادي يعني، من إمتا وانت شايفني كده ياماهر، من إمتا وانت شايفني قليلة اصل وممكن امل من حبيب عمري وازهق منه واتخلي عنه وهو محتاجني من بعد مااداني كل حاجة حلوة فحياتي؟
رد عليها وهو بيلف بالكرسي بعيد عنها:
-اه يعني قاعده معايه شفقه.. بتردي الجميل مش كده، طيب ياستي شكرًا، ولو عالاحتياج فأنا مش محتاج لحد الحمد لله، أنا بفلوسي اجيب عشره يخدموني ويبقوا تحت رجلي، ويحايلو ويدلعو كمان، وانتي روحي لعيالك وخليكي معاهم، ولو عايزه تاخديهم وتمشي خالص خديهم واتفضلوا.
اتنهدت موده مره تانيه ولفت وقعدت قدامه على ركبها ومسكت كف ايده حضنته بأديها الاتنين بعد ماباسته وقالتله بهدوء ونبره مغلفه بالحنان:
-برضوا كده، بتطردني من بيتك ياماهر، هي دي اخرتها، وبعيالي كمان، طب اروح فين بالعيال دول انا دلوقتي، وحتي كبروا علي اني اشيل واحد منهم على كتفي وأشحت بيه، يرضيك تشردنا في الشوارع من بعد ماكنا عزيز قوم؟ ضميرك مش هيأنبك وانت واخدني لحم وراميني لحم أكتر؟
قلبك مش هيوجعك على مودتك؟ وكملت بدراما.. دانا اتغيرت عشانك.. بقيت معفنه وبلعب في الطين بسببك، رفعت رايات استسلامي للبكتيريا والطفيليات لأجلك، التضحية العظيمة دي مش ماليه عينك.. بعد ماانتشلتني من عالم النضافة اللي كنت فيه وعيشتني في الوحل معاك هتسيبني أرجع لمنظفاتي ومعقماتي تاني، هترجعني مدام نظيفه وتشمت عبسلام فيا؟
إبتسم ماهر غصب عنه وهي لما إبتسم رفعت ايده وعضتها جامد خلته اتألم وشد ايده منها وقالها:
-اآي، ايه دا ياموده اتسعرتي؟
موده:
-لا دي حاجة بسيطة من اللي هعمله فيك لو كررت اللي قولته دا مره تانيه، ياراجل يابوا هرمونات متقلبه.
رد عليها وهو بيفرك فأيده مكان عضتها:
-مسمهاش هرمونات عيب، اسمها مود او مزاج متقلب، الهرمونات دي للستات بس، بطلي تخبيط في الكلام، ولا انتي بقيتي شايفاني قدامك زي الستات ممنيش منفعه؟
موده قامت من قدامه ومشيت علي بره وهي بتقول:
- يوووه ياماهر، انت مبقاش حد يعرف يتكلم معاك، كل كلمة لازم تقلبها نكد وتجيبلها معنى تاني غير معناها، صحيح فيه ناس تعرف تطلع الغلط من قلب الصح.
خرجت من الأوضه وراحت علي المطبخ وبصت لجوهره وقالتلها:
-جواهر من فضلك طلعيلي لبن من التلاجة وهاتي الجبنه..
جواهر:
-حاضر ياام دياب اتفضلي.
اخدتهم منها موده وابتدت تغلي اللبن وتعمل السندوتشات وهي بتنفخ بديقه فسألتها جوهره بفضول:
-مالك ياام دياب كفالله الشر، هو انتوا سمعتوا عن ست ليل حاجة عفشه لا سمح الله؟
موده:
-لا لأ بعد الشر عليهاز، ليل زي الفل الحمد لله.
جوهره:
-طيب الحمد لله، أمال مالك بس عماله تنفخي وتفشي إكده ليه ومطايقاشي حالك؟
موده:-ابدا ياجوهره بس عمك ماهر تاعبني شويتين، اعصابه تعبانه ومش متحمل اي كلام، من أي نوع، دايمًا متعصب وزعلان على اتفه الأسباب.
ردت عليها جواهر بحكمة متتناسبش مع سنها:
-معلهش اعذريه ماهو ليه عذره برضك، راجل كبير ومتسلسل على كرسي، والحبس عيذل الرجال وهو محبوس بعجزه، شايفك حلوه وصغيره وهو خلاص راحت عليه، من حقه كل مايوعاكي قباله يتقهر على حاله..شايف لساكي قدامك سنين طويلة المفروض تقضيها مع راجل شباب يهنيكي ويدلعك
ردت عليها موده بإستغراب:
-بت انتي عرفتي منين كل الكلام الكبير ده.. عمومًا حتي لو هو وانتي وكل الدنيا هتفكر التفكير ده... الحقيقة غير كده خالص، والست مش بالضرورة حياتها مع جوزها تكون كلها دلع والكلام الفاضي اللي بالك منه،
العلاقة بين الزوج والزوجة اللي طول عمرهم بينهم عشرة طيبه وسنين من الحب والتفاهم.. من كتر ماكان فيه عطاء بتحصل حالة إكتفاء، خلاص اللي هو مش عايزه حاجة تانيه منك كفايه اللي ادتهوني، زي ماتكوني كنتي فقيرة وجه حد اداكي فلوس وجابلك كل حاجة نفسك فيها لغاية ماشبعتي من كل حاجة..
والواحد لما يشبع يزهد وتيجي مرحلة الشكر.. اني اشكر الإنسان اللي اداني دا كله ويبقي عندي عرفان دايم بالجميل تجاهه، وماهر اداني كتير أوي ياجواهر.. اداني كل حاجة كنت محرومة منها واداهاني بزيادة لدرجة اني شبعت قوي، واداني كمان دياب وماجده احلى حاجة حصلتلي من بعد جوازي من ماهر طبعًا ..إنسان رضي بيا في الوقت اللي كان الكل بيهرب فيه مني.. وساعدني إني اعيش بشكل طبيعي.. وبعد دا كله منتظر مني إني اكل أو امل منه! او حتى استكتر نفسي عليه؟
بالعكس والله دانا لو شيلته فوق دماغي وجوا عيوني العمر اللي باقي كله مش هعرف اسد ولو جزء من دينه عليا..وعموماً ادينا مع بعض والايام مابينا وصبري عليه مهما عمل وقال هيثبتله انه اكبر عندي من كل الظنون اللي فدماغه.
ردت عليها جواهر بإبتسامة:
- ربنا يخليكم لبعض يارب، والله اني عشوف محبه بينكم من ساعة ماجيت إهنه معرفاشي مفيش منيها فبلدنا ليه، كيف ماتكون بلدكم بلد المحبه وبلدنا بلد الكره.
ردت عليها موده بعمق:
-المحبه مش بالبلاد ولا بالأماكن ياجواهر، المحبه بالقلوب، القلوب النقية بيسكنها الحب مهما كانت بلد أصحابها.. هاتي هاتي الكبايات اللبن غلي خليني اصبه واروح اوديه للولاد وأرجع لجوزي.
ناولتها جواهر الكبايات وبدات موده تصب اللبن، أما بره المطبخ فكان واقف ماهر اللي سمع كل حاجة وقلبه ارتاح ورجع بالكرسي تاني لورا قبل ماتشوفه وتعرف إنه سمعها..
كان جاي عشان يكمل معاها خناق، بس جواهر قالت لموده إحساسه الحقيقي ووقف مرعوب يسمع إجابتها عليه، لكن كلامها كان زي البلسم اللي طيب جروحه، زي نسمة هوا بارده هبت على روحه بردتها.. وراح عالجنينه وابتدا يسقي الزرع وهو بيراجع نفسه في تصرفاته مع موده، وشاف إنه مينفعش يطلع عليها خوفه ووجعه من حاجات هي ملهاش ذنب فيها.
اما عند ليل..
بعد ماخرجت لأوضة عاديه اخيرًا، خروجها من غرفة الملاحظة والرعاية كان بمثابة رجوع الهوا اللي كان مقطوع عن صدر الجميع من اول دخولها العمليات..
نجمه راحت على أبوها اللي طلع على السرير جنب امها وقلعته جزمته وابتدت تدلكله رجليه اللي كانت وارمه من كتر الوقفه.. فغمض عيونه براحة وهو ساند خده على ايد ليل..والكل وأكترهم نجمه كانوا شايفين إن هو دا الحب اللي اي حد في الدنيا يتمناه، وخصوصًا نجمة اللي همست لروحها:
-ايوه هو دا الحب الطبيعي.. مش الحب المعاق بتاع إيان اللي برعاية
"احبك اه اهتم لا "
انا متهيألي لو انا اللي مكان أمي إيان مش هيجيني المستشفى اصلًا وهيقولي كان عندي حاجات اهم منك تخدم البشرية مش هينفع اعطلها عشانك!
الظاهر إن المحبه حظوظ ودرجات، ومش كل واحد حظه زي حظ التاني، بس في النهاية بحبه المتخلف دكتور القرود ده.
شويه ودخلت عليهم ايميلي بأبتسامتها الواسعه المستفزة وكأنها جايه تشوف حدث سعيد أو تزور وحده والده مثلًا!
سلمت وباست ليل وبعفويه جات تبوس غريب ليل زامتلها خلتها بعدت، وشهاب جه جري شدها وقعدها وفضل يتكلم معاها..
أما اركان فكان قاعد جنب مامته ساكت، ماسك تليفونه وعمال يقلب فيه بملل، شويه يحطه فجيبه ويرجع يطلعه مره تانيه.. وفي الاثناء دي تليفون نجمه رن ماسنجر وكان ايان، اخدته وخرجت بيه وهي مستغربة اتصاله، واول ماردت عليه لقته بيصرخ بفرحة...
أما في الاثناء دي عند شهاب وايميلي..
شهاب:
-ايم ماذا كنتي ستفعلين تواً؟ ألم اقل لك أن لا تقبيل في ديننا بين الاغراب، خزيتني أمام عائلتي، أنت لا تصغين إلى كلامي ابدًا، يبدوا أنه طبعك ولن تغيريه حتى من اجلي.. أرجوكي عودي لمنزلك ولا تأتي لهنا مرة اخرى.
بصتله ايميلي بزعل ودموع اتكونت في عنيها وردت عليه:
-آسفة عزيزي، اقسم لك انه رد فعل عفوي، لقد إعتبرت أبيك مثل أبي.. اعدك لن يتكرر الأمر، ولكن لا تحرمني من المجيء ورؤية عائلتك الجميلة، لقد أحببتهم جميعًا فلا تبعدني عنهم.
سكت شهاب قدام نبرة الحزن اللي بتتكلم بيها ودموعها اللي بتهدد بالنزول، واتنهد بقلة حيلة ورد عليها بحزم:
-حسنًا سنري إن كانت مرتك الأخيرة ام ستتكرر، واحذري "ايم" أنا لا أُعطي الكثير من الفرص، موضوعك معي على المحك من الاساس ولم أقرر شيء بخصوصه حتى اليوم، ومن السهل جدًا أن ابتعد عنك.
هزت ايملي راسها لشهاب بطاعة وهي بترد عليه:
-اعي ذلك، حسنًا لقد وعدتك، والآن اين الجميع، اين ذهبت نجمه واين ذهب اركان هو الآخر؟
رد عليها شهاب وهو بيبص ناحية الباب:
-لقد ذهب خلفها بالتأكيد، فأينما ذهبت نجمه تجدين أركان.
اما بره مع نجمه...
إيان
-نجماااااه الحقيني.
نجمه ردت عليه بخوف:
- ايه حصل ايه انطق ياإيان وقعت قلبي.
إيان:
-اللي بالي بالك اللي كلمتك عنه في الكافيه، "الجذر" هاه ياجذر .. عرفت اطوره بطريقة متتخيليهاش، ضفتله ماده خلته اكثر فتك بنسبة ٨٠٪ زيادة، يعني انا بين اديا حاجة اللي يشمها يفلسع في خلال ساعة وحدة، هاه ايه رأيك في الخبر الحلو دا يانجمتي؟
ردت عليه نجمه بإحباط:
-احلى خبر في الدنيا ياحبيبي.
إيان:
-نجمه انا فرحان، فرحان قوي، هخلص المصل واخد المتحور والمصل وأروح اسجلة براءة إكتشاف وإختراع.
نجمه:
-روح ياإيان ربنا معاك.. ومن متحور لمتحور.. ومن نجاح لنجاح اكبر يارب.
قفلت معاه المكالمة ولفت وكان اركان واقفلها بعيد نفس الوقفة بتاعة المرة اللي فاتت، فتخطته من غير ماتكلمه ودخلت الأوضة وقعدت جنب شهاب ونفخت بعصبية فقالها بسخرية:
-بصراحة بغير من الراحة النفسية اللي بشوفها عليكي بعد كل مكالمة مع خطيبك، منظرك الحقيقة بيقفلني من فكرة الارتباط نهائي.
بصتله نجمه وكشرت ومردتش عليه، وأركان وقف بعيد واتسند على الحيطه وطلع تليفونه وبعد التردد اللي كان فيه من الصبح ويدخل ويخرج على محادثتها اتجرأ اخيرًا وبعتلها..
"فينك"؟
قفل التليفون لأنها كانت غير نشطه ورجعه لجيبه واستنى التنبيه برسالة منها عشان يكلمها، بصراحة من اول اليوم النهارده وهو حاسس إنه محتاج يعمل حاجة مسليه، محتاج حد يحسسه إنه مهم بالنسبالة، من ساعة ماوصلت نجمه وهو حاسس بالاحتياج ده، وبيزيد ويتضاعف كل. ماتكلم خطيبها.
ايميلي بصت للكل ووقفت مرة وحده وقالت بلهجة مصرية مكسرة:
-الجميئ انتباه، أنا آوز ادي لكل واهد فيكم هاجة بسيط كادو.
كلامها خلى شهاب يتوتر. لانه حاسس انها هتعمل مصيبه.. ياترى هدية إيه اللي هتديهالها للكل المجنونه دي.. لكنها فاجئته وفاجئت الكل وهي بتطلع من شنطتها ٦ تليفونات بالعلب بتاعتهم ايفون احدث إصدار زي اللي اهدته لشهاب بالظبط وبتقولهم:
-هديه بسيط، هلاوة شفا ليل.
الكل بصوا لبعض وغريب بص لشهاب وقاله:
-شهاب قولها إن دا كتير اوي، ايه كم التليفونات دي هي البنت دي مجنونه ولا ايه؟
كلمها شهاب وقالها إن اهله بيقولوا إن دا كتير، فردت عليه وهو ترجم الكلام ليهم:
-ياجماعة هي بتقول إن عمها وكيل فرع شركة ايفون في المانيا والتليفونات دي هي واخداها منه بربع التمن ومش دافعه فيهم كتير، وبتقول كمان إن مقامكم مش اقل من كده.
رد عليه اركان:
-إشطا إن كان كده النبي قبل الهديه وانا قبلت مليش دعوه بيكم.
غريب:
-طيب تمام قولها شكرًا، وتاخد نجمة اختك وتنزلوا تختارولها هديه غالية تعادل تمن التليفونات دي كلها، هاتلها خاتم الماظ مثلًا.
شهاب:
-إهدا يافرعون باشا خاتم الماظ هنا يعني طلب رسمي للي بالي بالك وهي ماهتصدق تشبط.
ضحك غريب وقاله:
-خلاص بقى انت حر إنت واختك شوفوا هتجيبولها ايه..خد الفيزا بتاعتي واتصرف.
إدت ايميلي كل واحد من الحاضرين تليفونه وادت اتنين لنجمه وقالتلها:
-خذي هذا لخطيبك يانجمة، اعطيه اياه على أنه هدية منك سيفرح به بالتأكيد.
إبتسمتلها نجمه واخدت التليفون منها، وغريب كان بيبص للتليفونات اللي في أدين الكل وهو حاسس بالغرابة، أصل دي أول مرة تحصل وحد يهادي حد بالكم دا من التليفونات!
اما اركان فقرب من شهاب وقاله:
-ولا فاكر الكلام اللي كنت بقولهولك إن اختياراتك فيها حاجة غلط والكلام ده.. انا سحبته كله، شوفلي البت بتاعتك دي لو معاها أخت أنا مستعد هنشيل الشروه على بعضها، دول بيهادوا بالأيفونات يابن المحظوظة!
ضحك شهاب وهو بيقول لأركان:
-ششش، اسكت لتسمعك بتفهم عربي شوية متجيبلناش العار ياعار.
سكت اركان وراح قعد بعيد-، وبعد مامشيت ايميلي الكل فتحوا علب تليفوناتهم وفضلوا يتفرجوا عليها، وحتى غريب فتح تليفونه وفك التغليفه بتاعته وفضل يقلب فيه وزاد إستغرابه!
علي اخر اليوم الكل اطمن على ليل وأكلت وشربت.. وغريب ارتاح شوية وأمر شهاب إنه ياخد نجمه واركان يفسحهم ويشتريلهم اللي نفسهم فيه حلاوة نجاة امهم من العملية...
وكمان قالهم بالمرة هاتوا هدية ايميلي مش عايزين حد يجبي علينا ويكسر عنينا ياحبيبي. وخدوا جواهر معاكم بالمرة طلعوها تشم هوا.
جواهر:
-لأ انا مش خارجة ولا هروح فحته انا قاعدة مع ليل.
ليل ردت عليها بضعف:
-له روحي ياجواهر معاهم، روحي وساعديهم يختاروا حاجتهم انتي ذوقك حلو، وكمان عشان تفكي عن نفسك وشك أوصفر كيف اللمونه من ساعة ماجيتي، اني بقيت زينه اهه واطمنتي عليا، روحي وهاتيلي معاكي حاجة حلوة على ذوقك..وبعد ماتعاودي روحي علي الشقة ريحيلك هبابه انتي معتناميشي.
ردت عليها جواهر برفض:
-لا ياليل مش هسيبك ولا ليا نفس اخرج اساسًا،ومش عايزه انام انا مرتاحه هنا.
رد عليها غريب المرادي :
-انتي مرتاحه بس انا مش مرتاح ياستي، عايز آخد مراتي فحضني وانام دانتي غريبه!
جواهر:
-لا تاخدها فحضنك ايه دي تعبانه لسه ابعد عنها احسن تخبطها فدماغها المفتوحه دي.
غريب:
-ياستي مش هخبطها وحتي لو خبطتها هي مسامحاني طيري انتي بقا.
جواهر بعند:
-لأ مش ماشيه، اللي مش عاجبه وجودي يمشي هو انا قاعده مع ليل حبيبتي.
غريب:
-والله نفس غتاتة جوزك، بهتوا على بعض، قومي ياجواهر فارقينا انا بطردك ميري وملكي مراتي وحشتني.
نفخت جواهر بقلة حيلة وقامت مشيت معاهم، واول ماخرجت وقفلت الباب، طلع غريب على السرير جنب ليل وحضنها، وهي حاوطت وسطه، فاأيدها لمست حاجة غريبه فجيبه! لمستها مرة تانيه وهي ضامه حواجبها فرد عليها وهو بيمد إيده فجيبه ويطلع اللي فيه عشان تتفاجيء بإنه شعر..
غريب:
-شعرك اللي حلقوهولك جوا، قولتلهم متشيلوش من شعرها غير على قد الفتحة اللي هتعملوها واللي يتحلق يتجابلي.. وكمل بمرح.. عارفة دفعت كام للممرضة في شوية الشعر دول.. دفعت تمن دماغ صاحيه بشعرها.
إبتسمت ليل وهي بتبص لشعرها فايده، وإزاي قابض عليه كانه كنز غالي، وازاي مش بيفرط فأقل حاجة منها!
رجعت حضنته مرة تانيه وسندت دماغها على صدره وغمضة عنيها بتعب وهي بتلوم على حظها، أو حظه هو.. لان هي لو ماتت هترتاح وهو اللي هيفضل في العذاب من بعدها.. وغريبها مستاهلش أبدًا العذاب.
أما في فيلا إيان..
قاعد مندمج في المعمل بتاعه وفجأة انتبه علي خيال عدى بسرعة من الشباك، وعشان هو دقيق الملاحظة وذهنه حاضر مشكش للحظة في اللي شافه.. فساب المعمل بسرعة. وخرج يلف حوالين الفيلا ودخل يدور فيها زي المجنون، نزل بسرعة لما ملقاش حاجة جوا الفيلا رجع لمعمله، دور فيه كويس وبعدها مسك الدفتر اللي كان بيدون فيه الملاحظات، وبسرعة حطه جوا مفرمة صغيرة عنده وشغلها، وبعد ماعمل كده طلع القصاقيص وحطهم في برميل حديد وولع فيهم. وبعدها اخد قزازتين المصل والمتحور حطهم فجيبه وطلع من المعمل، وطلع فيلته وبفى يراقب الطريق من شبابيك الفيلا ولما فضل وقت طويل مش شايف حاجة ولا لاقي حد.. ابتدا هسيس يتسرب جواه ويقوله يمكن موهوم، لكن عيونه تنفي الوهم لأن مفيش يوم خدعوه وشافوا حاجة وطلعت مش حقيقية.
فدس ايده فجيبه وطلع القزازة اللي فيها الفيروس ورفعها قدام عنيه وبص فيها، ومع إن القزازة تبان فاضية للي يشوفها أنما جواها موت خفي مش محتاج بس إلا إنه يختلط بسائل من اي نوع ويتحقن في جسم. انسان أو حيوان عشان يتفاعل وينتشر، جسم واحد بس يكون شرارة البدأ للدمار الشامل.
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ريناد يوسف، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية