-->

رواية جديدة نجمة أركان الجزء الرابع من سلسلة فرعون مكتملة لريناد يوسف - الفصل 28 - الخميس 12/6/2025

 

قراءة رواية نجمة أركان الجزء الرابع من رواية فرعون كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



قراءة رواية نجمة أركان

الجزء الرابع من رواية فرعون

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة ريناد يوسف

الفصل الثامن والعشرون

تم النشر يوم الخميس 

12/6/2025


فضل إيان طول الليل صاحي منامش، حاسس بقلق وكل شوية يقوم يتسحب ويبص في الفيلا، ولما القلق غلبه نزل المعمل، واول مافتح الباب وقف مكانه، حس إن فيه حاجة غريبة! وكأن حد دخل المعمل، صحيح مفيش حاجة تقريبًا اتغير مكانها، لكنه مجرد إحساس، المكان كده هواه متغير وكأن ريحة غيره انتشرت في الجو فخلت الهوا تقيل. 

واللي اكدله دا لما بص للقرده ولقاها قاعده فزاوية القفص بخوف، واول ماشافته فضلت تتحرك وتتنطط وتصرخ وكأنها عايزه تقوله حاجة.. واول ماقرب منها لقى انها بتمدله إيدها، فتح الباب وخرجها من القفص وحضنها وإبتدا يهديها ويمسد عليها وفي الاثناء دي مسك ايد القرده لاحظ إن إيدها فيها خدوش، وكأن حد حاول يشدها منها بالعافية، وكدمة باللون الأزرق في منطقة فيها وريد، ودا معناه إن قلقه طلع في محله، الفيلا حد دخلها ودخل المعمل وسحب عينة دم من القرده بتاعته، بس ياترى مين وسحبها ليه، هل المقصود تجربة خلط الجينات، ولا المقصود الفيروس الجديد؟ 

طيب مين اللي عرف باي حاجة من دول وعرفها منين وهو متشاركش حاجة زي دي غير مع نجمه بس، ونجمه لا يمكن تخونه او تفشي سره هو واثق فيها.. لكن وسواس بدأ يتردد في دماغه بيقوله مايمكن أئتمنت حد تاني على السر والحد دا محافظش عليه، فإتصل بيها فورًا وأول ماردت سألها بهدوء وهو بيتكى على كل حرف بينطقه:

-نجمه هو حد عرف بالسر اللي قولتهولك؟ 

ردت عليه نجمة بإستغراب:

-حد.. حد مين ياإيان، وليه بتقول كده؟ 

كمل إيان كلامه يوضحلها:

-بقول كده عشان لأول مرة حد يدخل فيلتي يانجمه، ومش بس كده دا دخل معملي واخد عينة دم من القرده، وواضح إنه فتش المعمل شبر شبر زي مايكون جاي يدور علي حاجة معينه! 

شهقت نجمه بخوف، وافتكرت انها مقالتش الكلام دا غير لشهاب، وشهاب من سابع المستحيلات إنه يطلع حاجة زي دي حتي عن طريق الغلط، فردت عليه بثقة تامه فأخوها:

-على فكرة انا مقولتش لحد اي حاجة، والكلام دا لو اتسرب يبقى اتسرب من عندك بأي طريقة، اقعد مع نفسك وشوف ممكن يكون الكلام طلع واتعرف ازاي، فتش حواليك وراجع كل تصرفاتك. 

رد عليها المرادي بعصبية:

-طيب ولو قولتلك اني متكلمتش في الموضوع دا حتى مع نفسي، وكل حاجة بدونها وانا بشتغل في أجندة او علي ورقة بتخلص منها أول بأول، وكمان انا مفيش حد بيجي بيتي ولا حد بيدخله غير اخويا ودا مسافر وبيجي في السنة يوم أو يومين. 


ردت عليه نجمه بعصبية:

-يعني إيه ياإيان، يعني قصدك إني انا اللي سربت الخبر، أنا اللي فضحت سرك، طيب هقول لمين وليه، إيه مصلحتي مثلًا؟ 

رد عليها إيان بعصبية اكبر:

-منا معرفش معرفش، أصل لو مش انتي ومش انا هيكون مين، يعني فيه حد دخل جوا دماغي وسرق الافكار منها مثلاً؟ 

نجمه:

-والله معرفش شوف نفسك، وانا متأكده من نفسي وإن مفيش حاجة طلعت من خلالي، يبقي اللي حصل دا مشكلتك وتحاول تدور على حل ليها مع نفسك.. وسلام دلوقتي عشان بعمل اكل لماما. 


كانت دي أول مرة نجمه تنهى هي المكالمة مع إيان ومتكونش عايزه تفضل تتكلم معاه، أصل بصراحة إتهامه المباشر ليها كان مهين ومقدرتش تتحمله، هو اه يمكن يكون مضغوط دلوقتي ومتوتر، بس كمان دا ميديهش العذر إنه يتهمها بالخيانة والتفريط في الأمانة، ماهو لو هتكون هي اول المتهمين والمتحاسبين على أي حاجة هتحصل معاه فدي مش هتكون حياة، هي اه استحملت طبعه لغاية دلوقتي وبتحاول تتأقلم معاه، بس على أساس إن التجاهل والبرود هما كل السوء اللي فطبعه، إنما التشكيك والخيانة دول حاجة تانيه. 


رجعت تكمل الأكل اللي بتعمله، وأركان وامه جواهر كانوا قاعدين في الشقة كل واحد على تليفونه، جواهر بتكلم قاسم، وأركان فاتح على المحادثة بتاعة البنت المجهولة، باعتلها ومستني ترد عليه وهي قافله. 


قاسم كان بيكلم جواهر من فيلا ماهر؛ لأنه من ساعة ماسافرت وهو قاعد معاهم مبيروحش. 

كانت بتطمنه على غريب وليل وهو يحكيلها تفاصيل يومه، وفوسط الكلام حكتله على إيميلي والتليفونات اللي هادتهم بيها فرد عليها قاسم:

-طيب بعيدًا عن التليفونات والهدايا وبتقولي إن البنت جميلة وشكلها مؤدبة، متشوفي اخت ليها لإبنك ولا خليه ينقيله اي وحده من عنده يجيبها وهو نازل نجوزهاله، بدال مالسه هيدور ويحب ويتجرح ونشوف المر معاه. 


جواهر:

-ايه دا هو سلق بيض، ماهو لازم يحب قبل مايتجوز امال هيتجوز على طريقة ستي وستك؟ 


قاسم:

-ومالها طريقة ستي وستك دي حتى هي اللي بتدوم، عشان الناس دي بيعيشوا الحب بعد الجواز، وبيتولد بينهم مع الحب حاجات كتيرة حلوة تقوي الحب دا وتخليه يستمر.. شايفه انتي عبسلام ابويا هو وامي، اهم دول جواز مصونات ومعرفوش بعض غير بعد الجواز، وشوفي ازاي روح كل واحد فيهم متعلقة بالتاني وميقدروش يبعدوا عن بعض ثانيه. 


جواهر:

-يبني مادا الطبيعي، والعشرة ليها تأثيرها، دا اللي بيربي كلب بيرتبط بيه ومبيبقاش قادر يبعد عنه. 

سكت قاسم شويه فسألته جواهر:

-ايه ياقاسم مالك سكت ليه؟ 

قاسم:

-يعني مش واخده بالك انتي لسه قايله ايه، ماتحسني ملافظك ياوليه، دا ايه الدبش بتاعك ده، يعني مين الكلب فيهم دلوقتي ومين اللي مربيه، أمي ولا ابويا؟ 

ردت عليه جواهر بفزع:

-انت بتقول ايه يبني انت، انا مقصدش أكيد وانت عارف، أنا بس قصدت أبين فضل العشرة وملقتش مثل غير دا اضربه، بس انت مش عارفه ليه اخدت المعنى السيء للكلام! 


قاسم:

-لا مأخدتش المعنى السيء للكلام عشان اي حد غيري هيسمع المثل هيستغرب ربطك ليه بالموقف، المهم انا عارف انك هبله من زمان فمش هاخد عليكي، يلا بقى هاتي ليل وغريب وتعالو وحشتوني اووي، الدنيا من غيركم وحشه خالص، حتى مش لاقيلي نفس اراذي فماهر. 


جواهر:

-حرام عليك ارحم خالي اليومين دول وابعد عنه خالص وسيبه فحاله، ولو على رجوعنا فاحنا خلاص كلها يومين وراجعين، بس اعمل حسابك اني هرجع علي بيت خالي ومش هرجع على شقتك، أصلًا لسه سبب زعلي منك موجود، وسواء انت أو ليل او غريب لسه ليكم حساب عندي هتدفعوه، وانا مش بسيب حقي وانت عارفني. 

رد عليها بضحكة:

-ماشي متسيبيش حقك بس تعالي انتي وانا اديكي اي حق انتي عايزاه، وياستي فوق حقك هديكي بقشيش كمان من هااه عندي ايه رأيك بقااا. 

ضحكت جواهر بدلع ومردتش عليه فهو كمل كلامه:

-طيب يعني بعد الضحكة دى اركب اول طيارة واجيلك ولا اعمل ايه انا دلوقتي ها.. روحي ياجواهر منك لله. 


خلص كلامه وقفل السكة معاها، ورد على يمان اللي طول مكالمته مع جواهر وهو بيرن عليه ومن اول مافتح يمان قاله بفرحة:

-خلاص ياكبير افرح النهاردة اقدر اقولك إن الاكاديمية جاهزة عالإفتتاح رسمي فهمي نظمي، ومش فاضل بس غير الإعلان عنها رسميًا بعد ماناخدلها إمضاء بالصلاحيات من السلطات العليا وتبقى معتمدة بالاوراق الرسمية.. يلا حضرلنا الكام عجل اللي هندبحهم بالمناسبة دي. 

رد عليه قاسم بحماس:

-الله يايمان، ايوه كده خبر جميل في عز الفرهدة والهم اللي إحنا فيهم دول.. ربنا يجعلها فاتحة خير علينا ونحقق من خلالها هدفنا الحقيقي اللي عملناها عشانه. 

يمان:

-اكيد ياباشا هيتحقق.. بس إنت قولت لغريب عليه ولا لسه؟ 


قاسم:

-لأ غريب هياخد وقت في التفكير وأنا عايز افاجئه على أرض الواقع، ودلوقتي يلا سلام هقوم اتغدى، حماتي وموده اختي عاملين اكل ريحته مسمعه في الفيلا كلها ومش عارف اقعد علي بعضي اكتر من كده. 

يمان:

-ايه دا ليه هما عاملين إيه؟ 

قاسم:

-معرفش بالظبط، بس انا شامم ريحة بط محمر ومشاوي، وكنت شايفهم بيعملوا رقاق باللحمة، ومحشي وفيه روايح كده كتيره حلوة قوي مش قادر اميزها. 

رد عليه يمان وهو بيبلع ريقه وحس إن عصافير بطنه صوصوت فجأة:

-وليه عاملين الوليمة دي بيحتفلوا بأيه؟ 

رد عليه قاسم بتفاخر:

-بيا طبعًا، على فكرة من ساعة ماجيت الفيلا وهما كل يوم أكل بالشكل دا لما زدت يجي ١٠ كيلو، بس هقول ايه ليا حمى بقى وبتحبني وبتاع،ويابخت اللي اخته فبيت نسايبه. 

رد عليه يمان بغضب:

-على فكرة بقى جميلة تبقى عمة مراتي واختك دى تبقى فمقام حماتي، وليا في الفيلا حقوق زي ماليك وأكتر شويتين، وانا جاي النهاردة اتغدى معاكم، وكل يوم الغدا معاكم. 

رد عليه قاسم بترحيب:

-والله تنور وتشرف وتحلي اللقمة والقعدة ياحبيبي، بس معلش ليا طلب عندك، ابقى سيب عربيتك عندك وعدي هاتلي عربيتي من الورشة وحاسب وانا هحاسبك لما تيجي..وياسيدي ليك عليا هوصلك بيتك بيها وهاخدك بكرة الشغل كمان معايا. 


يمان:

-مش جايب عربيات حد، ابعت حد يجيبهالك. 

قاسم:

-حد مين ماانت عارف اركان مسافر وبعدين مش عيب اخويا يمان يكون حسه في الدنيا وأبعت حد غريب يجيبلي العربية بتاعتي؟

يااخى دانا مبعملش فيك حاجة وحشة ولسه قايلك على الأكل اللي عاملينه دا كله لولايا انا كنت هتعرف منين ولا كان حد هيعبرك ويعزم عليك بساندوتش حاف حتى.. بس الحق عليا انا بعمل المعروف فغير اهله..روح يايمان مش عايز من وشك حاجة. 

تراجع يمان عن موقفه ورد عليه:

-خلاص خلاص هجيبهالك، مع انك متستاهلش بس انا هعمل لله. 

قاسم:

-طول عمرك خَيير ياحبيب اخوك. 

قفل يمان مع قاسم واتصل على ناديه وقالها إنه هيتغدي النهاردة فالفيلا مع ابوها وقاسم، وخرج من القسم وراح عالورشة اللي كانت بعيده عنه، واخد عربية قاسم وحاسب عليها وراح بيها الفيلا وكله حماس وشايف نفسه قاعد على السفرة وبياكل كل الاكل اللي قاسم قاله عليه ده. 


وبمجرد ماوصل نزل من العربية جري ودخل الفيلا وهو بيشمشم، وقابله ماهر فبصله بإستغراب، فقرب منه يمان وسلم عليه وعينه عالمطبخ:

-ازيك ياعمي عامل ايه، اخبار صحتك ايه، بس اكيد طبعاً محشي وبط ورقاق كل يوم صحتك هتكون حلوه.. حلوه خالص. 

فين قاسم امال وفين الريحة اللي كان بيوصفهالي انا مش شامم اي روايح! 

ماهر لف بالكرسي بتاعه وسابه ودخل الفيلا فمشي وراه يمان وهو بينده بعلوا حسه:

-ياقاسم.. انت فين ياقاسم، وفين الريحه، وديتو الريحه فين انا مش شامم؟ 

خرجله قاسم من اوضة غريب القديمة المقيم فيها وقاله:

-انا اهو يايويو، هاه جبت العربية؟ 

يمان شاورله بالمفتاح:

-عيب عليك لما يمان يقول هعمل بيعمل. 

حدفله المفتاح وقاسم اخده وحطه فجيبه وابتسم بمكر، فسأله يمان:

-ولاااا... مالك وأيه الضحكة الصفرا دي، لا ورحمة ابويا ميكون اللي فبالي صح لأصور قتيل هنا، انا اتخذل وينضحك عليا فأي حاجة إلا الأكل.. انت فاهم.. إلا الأكل ياقاسم، وتطلعلي دلوقتي بالبط والمحشي والرقاق والريحة اللي قولتلي عليها. 


خلص كلامه وهجم على قاسم اللي جري منه وفضل يلف حوالين السفرة ويقول ليمان:

-بط ايه ومحشي ايه يايمان، انت هتستعبط، يعني إحنا فظروف تسمحلنا إننا نعمل الاكل دا، ليه هو احنا بنحتفل بتعب ليل؟ يابني خلي عندك دم وخلي إحساسك يتغلب على غرايزك مش كده. 

يمان:

-غرايزي انا ياواطي، تصدق يلا انت طول عمرك هتفضل كداب وغشاش ومنافق وملاوع ومعندكش بربع جنيه ضمير.. وانا مش مسامحك، ولعلمك كسرة النفس اللي انا فيها دلوقتي دي أصعب اصعب من الكسرة اللي بيحسها الحبيب لما حبيبته تسيبه.. روح منك لله يابعيد. 


زعق فيهم ماهر بعصبية:

-متبس بقى ايه اللي بتعملوه دا انتوا مش هتكبروا ابدًا، أكل ايه وطفاسة ايه اللي بتتكلم فيها دي يايمان، وعلي رأي قاسم انت بجد ليك نفس تاكل وتفكر فأكل؟ صحيح اللي اختشوا واللي بيحسوا ماتوا. 


رد عليه قاسم بتمثيل:

-اه والله ياماهر واد معندوش دم. 

يمان:

- بقي كده ياقاسم... طااايب.. انا هعرف مااوريك. 


خرجت جميلة على صوتهم وزعقت فيهم بغضب:

- فيه ايه، ايه الصداع ده، يعني مش مراعيين إن فيه ناس كبار في السن والصوت العالي بيأذيهم؟ 

رد عليها قاسم وهو باصص ليمان:

-شوف سبحان الله مُرزق، اول يوم تلبس فيه السماعة بتاعتها النهاردة، طول الوقت ماشيين وراها بمكبرات صوت وإحنا بنكلمها. 


بصلها يمان وسالها برجاء:

-عمتو انتي طابخه ايه النهارده؟ 

ردت عليه جميلة:

-مش طابخه حاجة، محدش له نفس ياكل بنحط الاكل ونشيله زي ماهو من ساعة اللي حصل فبطلنا نطبخ، بنعمل اي نوع شوربه وخلاص. 


يمان:

-شوربه!! يعني انا خابط ام المشوار دا كله على شوربه؟ طب والله ياقاسم لتدفع الفلوس اللي دفعتهالك في العربية الطاق طاقين. 

قاسم زعق فيه:

-ليه بقي ان شاء الله؟ 

يمان:

-عشان الفلوس الزيادة دي هروح اتغدي بيها بط ومحشي ورقاق من عند اي مطعم، عشان سعادتك لما قولتلي عالأكل الكداب بتاعك كلمت ناديه وقولتلها اني مش جاي فمصدقت ولغت الطبيخ وبعتوا على دليفري هي وامي والبنات، وانا اتعشمت ومش هتنازل عن اني اتغدى باللي قولتلي عليه.. يعني هتصلح غلطتك غصب عنك. 


بصله قاسم ومردش فرد عليه ماهر:

-اديه الفلوس يابارد وابقي بطل كدب عيب انت كبير ومنصب وقدوة المفروض كل كلمة تطلع من لسانك زي السهم تصيب هدف. 


رد عليه قاسم وهو بيطلع الفلوس من جيبه:

-نقطني انت بسكاتك ياماهر الله يباركلك مش وقت حكمك ومواعظك، عشان كل المشكلة دي من تحت راسك.. كفاية اني ضيف فبيتك ومنشف مصاريني من قلة الأكل، واخدين ليل وتعبها حجة انت وهما بس انا عارف إنك مانع الطبيخ عشان انا هنا، بس على مين، انا بحسب كل يوم لو هاكل الاكل اللي المفروض آكله هيتكلف عليك كام وانا وماشي هسرق اي حاجة من البيت بقيمة الفلوس دي، وابقى اسمعك او أسمع حد يفتح بوقه. 


ماهر:

-تعملها مانت حرامي وأخدت عالسرقة.. فين بدلتي وساعتي وجزمتي يابارد؟ 

قاسم:

-بعتهم وجابولي مبلغ محترم من ساعتها بصرف منه، والمرادي هسرق الجواكت الجوخ البراندات الماليه دولابك جوا دي ومحدش لابسها. 


رد عليه ماهر بغضب:

-ابقى عتب اوضتي برجلك وانا اقطعهالك. 

قاسم:

-لما تمسكني ولا تشوفني ابقى اقطعهالي، وبعدين دا حقي هتقطعهالي ليه، أنا ليا فيك كتير ياماهر سواء اعترفت بدا او معترفتش، انت وفلوسك وهدومك وفيلتك وأملاكك انا وارث فيهم من كل الاتجاهات.


شغل ماهر الكرسي بتاعة وبعد عنه وهو بيقول لموده:

-موده خدي اخوكي دا لو سمحتي وامشوا من الفيلا، أنا مش عايزه ولا عايزك، ولو حابه تاخدي الولاد معاكي خديهم...انا مبقتش قادر استحمل البني آدم السمج ده، اقول ايه بس على غريب إبني هو اللي بلاني البلوة دي من البداية..ربنا يسامحك ياغريب. 


مشي ماهر وموده وراه بتحاول انها تهدي فيه، اما يمان فأخد الفلوس من قاسم وخرج راح على اقرب مطعم وطلب كل الاكل اللي قاله عليه قاسم.. وأول مااتحط الأكل كله قدامه في اللحظة دي بس هدي. 



اما عند ليل وغريب.. 

خلاص جواهر ونجمة وأركان بيستعدوا للسفر بقرار من غريب انهم يسبقوهم وهو وليل يومين تلاته ويحصلوهم.. 

نجمة وجواهر بدأوا يتكلموا وعلاقتهم ترجع لطبيعتها، برغم حزن جواهر على إبنها اللي لسه عيونه محاوطين نجمه وكأنه مش مقتنع لحد النهاردة انها خلاص مبقتش من نصيبه، وكل ماتروح مكان يروح وراها ولسه حاسس انه مسئول عنها.. لكن هدوئه مطمنها عليه شوية، مع انها عارفه إن هدوئه دا مش اكتر من قشرة صلبة وراها فيه بركان بيغلي وقلب هش.


ورجعوا فعلًا كلهم على مصر، وراح قاسم المطار عشان يستقبلهم وهو حاسس إن جواهر غابت عنه الف سنه، واول ماشافها اخدها فحضنه زي العش مابيستقبل الطير اللي هاجر وسابه. 

وجواهر شوقها ليه مكانش اقل من شوقه، وحست اول ماشافته إنه وطنها الحقيقي اللي حست بأكبر غربة لما بعدت عنه. 

ونجمه بمجرد وصولها اتصلت بإيان لانها مكلمتهوش من بعد آخر مره كلمها فيها وشدت معاه، وطلبت منه إنه يقابلها فمكان عام نظرًا لأن الدراسة في الجامعة خلصت وخلاص الطلبة في بيوتها بتستعد للإمتحان..

وافق إيان واداها ميعاد علي تاني يوم وهي ابتدت تستعد للمقابلة اللي مش عارفه هيكون نتيجتها ايه بموقف ايان منها، وياترى هيقبل عتابها ليه ولا هيقفل باب الكلام وهو مقتنع انها خانت الأمانة؟! 


اما عند اركان.. 

من ساعة آخر مرة بعت للمجهولة دي مردتش عليه، ولا فتحت من أصله! 

إحساس غريب بعدم الراحة والقلق عليها سيطر عليه لدرجة إنه استغرب نفسه عليه! 

كان كل يوم يدخل عالمحادثة كذا مرة يشوفها، وفي النهاية قرر إنه يعتبرها مجرد لعبة، هزار من واحد صاحبه وخلاص انتهى. 

واول مابدأ يقنع نفسه بكده وخلاص حزف المحادثه كلها وقرر ينتبه لمزاكرته وحياته، هزمته رسالة منها جات على شاشة التليفون مكتوب فيها "وحشتني" 

 كان قاعد فأوضته بيذاكر فساب المذاكرة ومسك التليفون بسرعة ورد عليها:

"كنتي فين، وليه قافلة كل ده؟" 

-"معلش اصل تليفوني باظ ووديته يتصلح مخلصش غير من يادوب ساعة، واول مالراجل اللي بيصلحه بلغ اخويا جريت فورًا جبته، وانت أول واحد كلمته أول مافتحت التليفون.

رد عليها اركان وكتبلها:

-اممم، وتليفونك دا نوعه ايه ياترى؟


_بتسأل ليه؟ 

-ابدًا فضول

_نوعه انفينكس بس اصدار قديم شويتين. 

-طيب ايه رايك انا عندي تليفون مش بستخدمه وجديد نوعًا ما نوعه ايفون ايه رأيك تاخديه تمشي حالك بيه. 

_هههه لا شكرًا يافندم انا مش شحاته. 

-ليه تحسبيها شحاته، احسبيها هدية. 

_بمناسبة ايه؟ 

-بمناسبة رجوعي من السفر. 

-ايه دا انت رجعت مصر! رجعت إمتا؟ 

_لسه واصل من كام ساعة.. هاه اديني عنوانك أو قولي مكان اقابلك فيه عشان اديكي التليفون. 

- لا أسفه انا لا باخد تليفونات ولا بقبل هدايا من حد. 


-براحتك. 

_انت راحتي. 

-احممم. ايه هندخل في سكة جديدة شكلنا. 

-لا ابدًا ولا جديده ولا قديمة.. حمدالله على سلامتك ونورت بلدك، سلام. 

-خدي هنا انتي زعلتي ليه؟ 

_مزعلتش. 

-امال؟! 

_مفيش، سلام هشوف اخويا بينادي عليا. 


خلصت كلامها وقفلت النت فورًا وهو قعد محتار، خرج لأبوه اللي كان قاعد في الصالة مشغول في تليفونه وبيقلب فيه بإهتمام وقعد جنبه وقاله:

-بابا هو انتوا مش بتقدروا تحددوا مكان أي شخص عن طريق ايميل الفيس بتاعه؟ 

 رد عليه قاسم بإهتمام:

-أيوه عادي في جهاز أمن الدولة دي حاجة سهلة جدًا. 

رد عليه اركان بحماس:

-طيب اشطا، انا هديك حساب وحده تحددلي موقعها وعنوانها بالظبط وتعرفهوني. 


قاسم:

-ايه الصنارة غمزت؟ 

اركان:

-لا ابدًا دي وحده بتعاكس وعايز اعرفها مين اركان العو ويقدر يعمل ايه. 

قاسم:

-وماله نعرفها.. اديني حسابها وسيب الباقي على ابوك.. وخلينا في المهم، الأكاديمية خلاص يمان خلصها 


اركان:

-عارف ومستعد ومتحمس جدًا. 

قاسم:

-حاسسها هتكون نقطة تحول في حياتك يااركان ومتفائل بيها مش عارف ليه. 

اركان:

يارب تكون كده بجد، انا بتمنى. 

قاسم:

-هاه قولي عمك غريب مقالكش راجع امتا هو وليل؟ 

اركان:

-لا يبابا محددوش قالوا كام يوم ونحصلكم. 

قاسم:

-والله وحشني الحيوان متعودتش إنه يبعد عني بالشكل ده.. انا مش عارف ليه الناس دول بعادهم بيأثر فينا كده مع انهم واطيين ميستاهلوش وحلاليف. 


رد عليه اركان وهو باصص لبعيد:

-مولوديون بلعنة الجاذبية، عندهم مغناطيس محبة بيشد الناس ليهم.. المهم شوفلي بس انت الموضوع دا متنساش لأنه مهم عندي جدا. 


خلص كلامه ومشي وفضل قاسم باصصله ومبتسم بسعادة، ولما جواهر جاتله من المطبخ وسألته عن سر ابتسامته قالها:

- فرحان ياجواهر عشان اركان شكله بدأ يشوف حياته وحاجات تانيه غير نجمه تشغله. 

_قصدك ايه بحاجات تانيه؟ 

-هاه، لا ابدا متاخديش فبالك. 


المهم تعالي هنا دانتي واحشاني موت، متعرفيش انا تعبت ازاي فبعادك وماهر عذبني ومارس عليا سلطته ففيلته، لا كان بيأكلني، ولا بيشربني، وحجته هو وامك إن ليل تعبانه ومحدش له نفس يطبخ أو ياكل، طيب ماليل التعبانه بذات نفسها بتاكل، وحتي غريب بياكل وعمالين يلغوا هناك، إحنا هنا بقى متضامنين مع مين؟ 


ردت عليه جواهر بشفقة:

-ياروحي، وانا اقول وشك خاسس ليه، اتاريهم كانوا مجوعينك يانور عيني.

قاسم مثل البكا:

-ايوه ياجواهر شوفتي، متبعديش عني تاني بقا. 

جواهر:

-لا خلاص مش هبعد تاني ربنا مايجيب بعد.. طيب سؤال بس انت مروحتش اكلت ليه عند حد من اخواتك الولاد ولا حتي عند ماما ماجده، هو حد كان هيقولك لأ يعني؟ 

 قاسم:

-فكرت بس لقيت عزة نفسي مانعاني اني اروح آكل فكل بيت لقمه زي الشحات واستنيتك لما تيجي. 


جواهر بصتله بشك في عزة النفس اللي ظهرت فجأة دي.. فرد عليها:

- بصراحة عبد السلام متحلفلي من ساعة آخر مره كنت هناك فيها ياستي... افتكرلي مشكلة عملتها مع الجيران من وانا صغير ومصمم انه يعاقبني على قزاز العربية اللي كسرته للراجل بالكورة من ٣٠ سنه ويعلمني الأدب ويديني علقة قدام الجيران كلهم، وسبحان الله امي بتقول ينام ويصحى ناسي كل حاجة إلا حادثة كسرك للقزاز وفوق دول ودول مفكر إني هربت من البيت وقاعد مع حد من صحابي البايظين. 


ضحكت جواهر وقاسم كمل بغيظ:

-بتضحكي؟ يعني واحد لوا قد الدنيا يتهزق وينضرب قدام كل الناس، والمصيبة انه عايزني اعتذر لصاحب العربية اللي مات من ١٥سنه؟ 


ردت عليه جواهر بهدوء:

-بس متنكرش إن دمه عسل ، وإن حركاتك المجنونه كلها وارثها منه، بس يارب ماتورث منه الزهايمر عشان هو جنانه على خفيف أما انت لو نسيتنا وبقيت مكان عمي عبد السلام مش هتربيني انا وإبنك واللي حوالينا بس، لأ دانت هتربي الشعب المصري كله.. قوم يلا عشان تنام ولا ناوي تسهر لوحدك هنا ماانت اتعودت على غيابي. 

رد عليها بسرعة :

-مين دا اللي اتعود علي غيابك وهيسهر لوحده، دانا ماصدقتك ترجعي، انا بس كنت هتصل بغريب اطمن عليه بس مش مشكلة يولع غريب. 


جواهر:

-لا متتعبش نفسك مش هيرد عليك، دا هو وليل فاصلين عن الدنيا خالص. 

قاسم :

-طب يلا احنا كمان نفصل زيهم اشمعنا هما. 

ضحكت جواهر وقامت مع قاسم اللي وقف ومسك ايدها واخدها ناحية اوضتهم، لكنها وقفت وسألته:

-قاسم صحيح انت ليه موافقتش إن جوهرة ترجع معانا عالبيت هنا؟ 

رد عليها قاسم بحزم:

-عشان مش عايزها فبيتي، مش عايز البيت اللي تعبت فيه وبنيته يتخرب لأي سبب من الأسباب، ومش هعيد مأساة غريب وأميرة مرة تانيه. 


شهقت جواهر بصدمة وسألته:

-قاسم هي جوهرة صدر منها حاجة في غيابي خلتك تقول الكلام ده إنطق ورد عليا بسرعة؟! 


رد عليها قاسم بنفي:

-لا طبعًا مصدرش وانا مش هستنى لما يصدر ومش هخلي حاجة فيها شبهة فبيتي، انا مش حابب وجود حد غريب معانا وخلاص، اظن دا حقي وحرية شخصية وزي ماهي مملكتك دا كمان المُلك بتاعي وانا الحاكم الآمر الناهي.. وبمناسبة الأمر والنهي اقفلي بوقك واتفضلي قدامي عالاوضة من سكات. 

برقتله جواهر فكمل بصوت اعلى وهو مبرق عنيه:

-انجري يلااا. 

فدخلت جواهر الاوضة بسرعة قبل ماهزارة بالكلام يتقلب هزار بالأيد وهو غشيم قوي وهي مبتستحملش. 



أما عند غريب وليل.. 

اخدها وخرج بيها من المستشفى وراحوا على اوتيل، من اول ماوصلوا وغريب دخل ليل ساعدها تاخد شاور عشان تتخلص من ريحة الادوية والمستشفى، وغيرها هدومها لهدوم بيت مريحة وهو كمان اخد شاور نفض بيه عنه كل تعب وقلق الأيام اللي فاتوا دول، رجع جنبها علي السرير ونام وأخدها فحضنه، ضمها بأديه الاتنين وغمض براحة وهو بيسرق من الزمن اكبر قدر من قربها، قرر إنه هيقعد بيها ٣ ايام ومش هيبعدها فيهم عن حضنه إلا للأكل إو لدخول الحمام.. هيشبع منها قبل مايرجعوا مصر ويرجع لشغلة ويغيب عنها ويسيبها معظم الوقت لوحدها، ودا اللي مش عارف هيعمله ازاي وهي اليومين الجايين دول في امس الإحتياج ليه واحق بكل لحظة من وقته، أحق حتي من بلده لأن هي وطنه الحقيقي، واللي من بعده هيبقي غريب إسمًا وفعلًا، هز دماغه وهو بينفض مجرد الفكرة عنه ولمها لحضنه اكتر. اما هي فطول الوقت كانت ساكته زي سكوته بالظبط، وكأن أفكارهم بترد على بعضها، نفس الخوف من بُعده اللي جاي، من انشغالة عنها وهي مش بتحس بالأمان ولا بالقوة إلا وهي فحضنه او ايده حاضنه ايدها وعنيه بتقولها انا معاكي متخافيش، ازاي هتقدر مثلًا تاخد جلسة كيماوي وهو يكون في شغلة وحاجة قهرية مانعاه؟! 

ازاي هتواجه الألم لوحدها، وازاي فكرت قبل كده انها تخبي عنه وجعها، كانت بتفكر فأية وكانت هتتحمل لوحدها ازاي؟! 



اما في السرايا عند وفقي ومصرية.. 


وفقي

-فيكي ايه يامصرية من ساعة الليلة اياها واني حاسك فيكي حاجة، عتبصي للواد قوي إكده ليه وعنيكي شايف فيهم الغدر واديكي لمستهم بقت قاسية عليه، واوعاكي تنكري وتقولي محصلش عشان مش بس اني اللي ملاحظ، الواد كمان حاسس وكل ماعتشيليه عيصرخ وميرضاشي بحضنك كيف مايكون عيستنجد بحد يلحقه منك!

ردت عليه مصرية بهدوء وهي عتنقل عنيها بينه وبين رزق:

-إوهام في راسك ياوفقي ولو صدقتها إنت الخسران.. رزق ولدي والأم عمرها ماتقسى على ولدها ولا تغدر بيه، رزق ولدي غصب عنك وعن أي تخين. 


رد عليها وفقي بتهديد:

-شوفي عاد يامصرية، هتقولي ولدي، هتتلائمي علي، الواد معاكي ولو جرتله حاجة قبل ماآخد عمرك هتجوز ٣ حريم واخلف منهم كلهم بدال الواد عشرة، وعلى عينك وقدامك، واخليكي خدامة ليهم واوريكي من العذاب أشكال وألوان، وانتي مقطوعة كيف حلاتي ومليكيشي حد حتى يدق الباب يسأل عنك.. الكورة فملعبك يابت الناس، وهتخافي عالواد وتشفقي عليه الشفقة هتطولك، هتغدريه هغدرك قباله ألف مرة.. وعقلك فراسك تعرفي خلاصك. 


سكتت مصرية ومردتش عليه لكنها ابتسمت وهي باصاله، وإبتسامتها داي خربطت احواله، مقدرش يفسرها هل هي استبياع وهتعمل اللي عتفكر فيه بقالها مده وهو خابره زين بغض النظر عن العواقب، ولا ابتسامتها قصدها بيها تخوفه بس وتعيشه فرعب على ولده وتشتت تفكيره.. وفي الحالة داي هي نجحت وبجدارة. 



يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ريناد يوسف، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة