-->

رواية جديدة نجمة أركان الجزء الرابع من سلسلة فرعون مكتملة لريناد يوسف - الفصل 29 - الخميس 12/6/2025

 

قراءة رواية نجمة أركان الجزء الرابع من رواية فرعون كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



قراءة رواية نجمة أركان

الجزء الرابع من رواية فرعون

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة ريناد يوسف

الفصل التاسع والعشرون

تم النشر يوم الخميس 

12/6/2025



عند نواره فبيتها.. قاعده هي وخالتها عيشه وفجأة سمعوا حس ابوها مؤمن عيقول:

-ياساتر.. تعالي ياعيشه واد اختك عزام جه من بحري وعاوزك.

انتفضت عيشه وقامت من موطرحها وجريت عليه بفرحه، واول ماشافته خدته فحضنها وقالتله

- عزام ولدي حبيبي.. حمدالله عالسلامة يانور عيني.. نورت بلدك ونورت بيت خالتك يانن عين خالتك.


رد عليها وهو بيحضنها:

-الله يسلمك ياأمي ويباركلي فعمرك ياريحة الحبايب، عامله ايه طمنيني عنك.

ردت عليه وهي عتشده عشان يدخل وقعدته جارها عالدكة اللي في الحوش بتاع البيت:

-اني بخير وبقيت بخير اكتر لما شوفتك ياحبة عيني، طمني جاي كام يوم؟

رد عليها عزام بإبتسامة:

-اطمني جاي اجازة طويلة، امتحنت وخدنا الاجازة خلاص وفي انتظار النتيجة، دعواتك عاد.


رفعت عيشه اديها للسما وفضلت تدعيله من قلبها،

ومؤمن قالهم:

-طيب اعاود اني للدكانه مهملها لحالها والعيال شياطين ينهبوها ويفروا. 

طلع وساب عزام مع عيشه وفي الاثناء داي تاقت من جوه نواره، فنادت عليها عيشة:

-نواره.. تعالي يانوارتي سلمي على عزام.. تعالي متتكسفيش ديه ولدي اللي مخلفتوش مانتي خابره.

دخلت نواره بخجل وسلمت عليه وهو سلم وعينه في الأرض مرفعهاش، فقالتله عيشه:

-مالك ياد مستحي إكده ليه؟ له عقولك ايه نواره بتي، يعني هتتعامل معاها كتير ومعاوزاشي بينكم المستحى والحساسه، عايزاك لو عوزت حاجة فغيابي تطلبها منها كيف ماتكون اختك، وهي لو عازت حاجة تطلبها منك كيف ماتطلب الاخت من خيها.. سامعين إنت وهي.. ارفع عنيك وقولها مرحب ياخيتي.


رفع عزام عيونه على نواره واول ماشافها حاجةَ جواه اتلخبطت والقلب دق الدقة اللي مينفعش بعدها اللي واقف قدامك يتحط فخانة الاخوة واصل.


نوارة كانت جميلة جمال هادي، ملامحها مريحه وفنفس الوقت عاكسة قوة وصلابة، دا انطباعه الأول عنها واللي اكدتهوله لما ردت على خالتها عيشه وقالتلها:

-والله ياخالة اني اتشرف بواد عمي شاكر يكونلي اخ، وحتي لو هو استكبر عليها اني هكونله اخت وليه عليا واجب الاخوة بالطاعة وسمعان الكلام في حدود الاصول.. 

اللي عمله ابوك ياواد عمي معاي مطوق رقابتي بجميل ميتردش ليه هو بس، له دا يترد ليه وليك ولاولادك لما ربنا يكرمك. ماينكر المعروف غير واد الحرام. 


رد عليها عزام بهدوء:

-والله ياخيتي انتي اللي باين عليكي بت اصول بزيادة، اصل اللي عيصون الجميل في الزمن ديه قليل.


هاه بالإذن اني عاد اقوم اروح لابوي اني جيت على خالتي اول حاجة قبل منيه عشان اسلم عليها وقلبي يطمن بشوفتها.

ردت عليه عيشه بمحبه:

ربنا يطمن قلبك دايما ويسعدك يانن عيني باللي تحبه وتتمناه، روح لابوك. ياغالي ومتعوقش عشان اني هقوم اعملك وكله من اللي قلبك يحبها تروم عضمك وتلين مصارينك اللي يبست من وكل النواشف.

رد عليها بضحكة وهو عيسمد على بطنه:

ايوالله ياخاله إلا خلاص معدتي جابت اخرها، وكتري طبيخ أوحمر عايز اغمس.

ضحكت عيشه وقالتله:

-داني هعومك في الطبيخ أوحمر واخضر، عارفاك طبايخي من يومك وتحب اللغوصه.


مشي عزام وراحت وراه نواره عشان تقفل الباب، بس طلعت لابوها الاول وجابت من الدكانه شوية طلبات ودخلت على عيشه في الموطبخ لقتها واقفه عتجهز فحاجة الطبيخ قالتلها وهي عتشمر اديها:

-عنك انتي ياخاله وهمليني اني اعمل الوكل النهارده، اني حاسه ان ليا نفس للطبيخ خليني الهي روحي هبابه بالمشاغل.

عيشه:

-دا يوم المنى وساعة الحظ، خشي واني هكره ان واد اختي ياكل من تحت يدك طبيخ مطبوخ بمزاج واني خابره زين انتي لما عتطبخي بمزاج وكلك عيطلع عامل كيف. 

خشي خشي واني هروح اعجن كام بكونه طريه والحق اخبزهم على ماتخلصي انتي الطبيخ.


وابتدوا الاتنين كل وحده تعمل حاجة.. وكانوا بيعملوها من كل قلبهم وبكل تركيزهم، والنتيجة طلعت طبيخ وعيش ريحتهم زاعقه لآخر الشارع وخلت مؤمن قفل الدكانه ودخل جري عشان ياكل مرضيش حتى يستنى عزام لما يجي عشان ياكلوا سوا.


اما عزام في الوقت دا كان عند ابوه قاعد معاه بعد ماسلم عليه وكل واحد اطمن على احوال التاني وبص عزام لأبوه وبتردد سأله:


-احم.. ابوي هو.. هي.. نواره ايه آخر موضوعها مع وفقي، اني استحيت اسأل خالتي عيشه قدامها واقلب عليها المواجع، لساه قلبه ملانش عليها؟، مرتاح يعني إكده هو ومرته العقربه داي وهما حارمين وحده من ضناها وحارمين الرضيع من حنان امه؟

رد عليه ابوه بتنهيده:

-محدش مرتاح بالوضع ديه واصل ياولدي، لا شاكر اللي ميهموشي غير ولده، ونفسه يتربى على انفاس أمه عشان يطلع مطلوع الشوك شبعان من ارضه وشديد وقوي.. بس مابيده حيله، ولا مصريه اللي محتاره مابين احتياجها للواد وكرهها ليه اللي عشوفه فعيونها وهي شايلاه وعتتمشى بيه في الجنينه وبصاله كأنه نار في عز الشتا لا قادره تضمها ولا متحمله تبعد عنها.


اما نواره،، اااخ على نواره وحال نواره اللي يصعب عالكافر، منها مكانتش متحمله عيشتها مع مصرية وظلمها ليها، ومنها مستعده ترمي روحها فجهنم الحمرة وتعاود للعذاب برجليها لجل ضناها، متقطعه عليه وقلب الأم محراق نار على ولدها وبعدها عن السرايا غنيمه، بس للقلوب احكام. 


 وعيشه خالتك قلبها الرهيف ممتحملش حال نواره وشايله همها لجل مانها عانت ودايقه فراق الضنا.. واني محتار بين لقمة عيشي ورزقي وبين اني اريح خالتك وبت جوزها واطفي نارهم القايده على الواد..


 مفيش حد مرتاح ونايم في الدمس غير الواكل ناسه مؤمن ابو نواره، لا ليه صالح باللي راح ولا اللي جه، تشوفه تقول زعلان ومتأثر علي بته، تشوفه عياكل ويشرب تقول ديه واخد طلقه فإحساساته وماتوا وشبعوا موت.


اتنهد عزام وبص لابوه وقاله:


-تعرف يابوي لو تشوف البنته بحري عامله كيف جلع وغندره وشايفه حالها وعاملالها شخصية وهما ولا يحصلوا ضافر نواره تحس إن الدنيا لما فرقت النوايب من الحظ ظلمت ناس وعطت لناس بزياده.

نواره داي تستاهل عيشه تانيه خالص غير اللي من صغرها عايشاها، محتاجة عوض يجيها ينسيها كل المرار اللي شافته.


بصله شاكر ورد عليه بنبرة فيها عمق:

تستاهل ياولدي، وربك دلوك يبعتلها نصيبها، واحد يكون يتيم ومقطوع من شجره كيف ابوها لا حد يساله عن مرته بت مين ولا من عيلة مين واصلها ايه وفصلها ايه.. عشان اني متوكد إن محدش من نواحينا ممكن يتدب فعقله ويتقدملها ويتجوزها وهي مطلقه ومعاها واد وحالها حال، وفوقهم أبوها مجهول النسب. 


سكت عزام ومردش عليه بعد مافهم اللي ابوه عيرمي عليه بكلامه، وكيف سبق الأحداث وهو كل الحكاية انه في الوقت الحالي عيلوم على نصيب نواره ومتعاطف معاها مش اكتر.


لسه بيتكلموا مع بعض وعزام بيحكي لابوه عن الكليه بتاعته واصحابه ومذاكرته، وفي الاثناء دي جاله مرسال من خالته عيشه يقوله يروحولها هو وابوه عشان يتغدوا، وشاكر مكدبش خبر وكان سابق ولده؛ اصل وكل نواره وحشه قوي، وشافها فرصة إنه ينضف بطنه من وكل مصريه اللي يوم زين ويوم شين.. ومره عادم كحه ومره مالح مش... وبعد كل وكله عيقعد يدعي عليها وعاللي علمتها الطبيخ لما يشبع. 


وصلوا وكانت عيشه في استقبالهم، واول مادخلوا ابتدت نواره تحضر الوكل وجه مؤمن وقعد جارهم وعشان متغدي فضل ينقنق في الوكل بس، أما نواره فمبطلتش كلام مع شاكر من اول مادخل وسألته ١٠٠ سؤال عن ولدها وأحواله وهو يجاوب بالقطاره لانه مشغول بالوكل، وعزام مراقبها ومش عارف ليه مركز معاها بالطريقة دي. 


خلصوا اكل وعملت نواره الشاي وسابتهم يشربوه ودخلت الأوضة بتاعتها، غابت لحد ماشاكر وعزام شربوا الشاي وخلاص شاكر هم بالرجوع للسرايا فطلعت نواره جري من اوضتها وعطته قزازة حليب ملفوفه فقماشه وهي عتقوله:

-خد ياعم شاكر اعطي داي لوفقي وخليه يرضع الواد، وأمانه عليك كلمه واسأله ميته هقدر اشوف ولدي تاني؟ 

رد عليها شاكر وهو عياخد منها قزازة الحليب:

-مش دلوك يانواره خالص، مصرية اليومين دول عامله كيف الكلب المسعور واللي هيقرب نواحيها هتهبره من مصارينه، ومتقلقيش على ولدك متصان مع وفقي ومهتلاقيش حد يحبه ويخاف عليه كد أبوه، وبالذات وفقي اللي شافه بعد سنين عطش وحرمان، ولو على شوقك اغلبيه بالصبر واتحاملى على روحك هبابه. 

سكتت نواره وبصت للأرض وعيونها لالت الدمعه فيهم، صعبت علي عزام لدرجة انه رفع يده عشان يطبطب عليها ويواسيها، كان هينسى نفسه بس اتراجع فآخر لحظة ولم يده واستأذن وطلع بره قوام بقلبه اللي معارفشي ليه رقيق إكده على نواره بالذات؟! 


أما عند ليل وغريب.. 

خرجوا من الفندق يتمشوا ويشموا هوا بناء على طلب ليل، وقاعدين في مطعم واجهته قزاز وليل باصه بعيد وسرحانه فمد غريب ايده ومسك ارنبة مناخيرها بمشاكسه وقالها:

-ممكن القمر يرجع من السما اللي سابني وراح قعد فيها لوحده عشان مش قادر اقعد وهو مش معايا؟ 

ردت عليه ليل بتوهان:

-ماني جارك اهه ياغريبي مروحتش موطرح. 

غريب:

-لا ياروح غريبك مش جاري ومش معايا، انتي فوادي وانا فوادي، طيب ممكن تقوليلي انا لسه كنت بقول ايه؟ 


بصتله واتنهدت وسكتت وهو مسك ايدها بحنان وباسها وقالها:

-كل حاجة هتكون بخير ياليل صدقيني، مع بعض هنعدي من كل دا وهتخفى، انتي قوية وانا واثق من إرادتك ومراهن نفسي عليكي ومتاكد مش هتخذليني. 

إبتسمت ليل وبصت مكان ماكانت باصه من شويه وهمستله وهي بتشاورله بعيونها على طرابيزه قاعدين عليها اتنين كبار في السن واحد وواحده وبيتودودوا ويضحكوا وقالتله:

-كنت سرحانه مع دول وكنت اتمنى اننا نوصل لنفس سنهم واحنا سوا، محدش فينا يفارق بدري ويسيب التاني، بس الظاهر مليش نصيب إني افضل لغاية ما شعري كله يبيض بالشكل دا والتجاعيد تملا وشي ووشك، وأدينا الدبلانه يفضلوا ماسكين بعض، دايما للقدر ترتيب تاني خالص غير اللي عنتمنوه. 


اتحولت ملامح غريب الهاديه للغضب، ساب ايدها وبص للجارسون، شاورله ودفع الحساب ورجعوا على الفندق وطول الطريق الاتنين ساكتين، وليل حاسه انها جات على قلب غريب بالقوي وسمعته اللي مش عايز يسمعه، ومع ذلك شايفه إن كده احسن، خلي فكرة الموت تلف حواليه لغاية مايصدقها ويبدأ يستوعبها ويحطها من ضمن حساباته، يمكن دا يخفف من صدمته وحزنه وقتها. 


وصلوا وأول ماغريب دخل الاوضة راح على الدولاب وابتدى يلم هدومه وهدومها، سألته بهدوء وهي بتقعد على طرف السرير:

-زهقت منى؟ 

رد عليها من غير مايبصلها:

-المفروض مااردش عليكي، بس انا هرد لأني مش قاسي زيك واسيبك تسيطر عليكي الأفكار السوده، احنا هنرجع مصر مش عشان زهقت منك، لا عشان انتي اثبتيلي اني مش كفايه عشان اخفف من اللي انتي حاسه بيه واطمنك بوجودي،


 فهرجعك جنب حبايبك كلهم واخلي الكل حواليكي لدرجة ان الافكار السوداوية اللي فدماغك دي متلاقيش وقت توسوسلك. 


وفعلا حضر الشنط وسابها ونزل حاسب الفندق وطلب يحجزوله تذكرتين طيران على مصر وطلب اكل وطلعلها، اتغدوا واكلها بأديه لحد ماشبعت وبعدها اخدها فحضنه ونام، أو مثل انه نايم، لكنه في الحقيقة بيفكر فكلامها اللي عامل زي سكين غرزتها فقلبه من غير رحمة، وخايف تكون هي دي النهاية فعلًا. 




أما عند أركان.. 

قاعد فى أوضته وماسك تليفونه ومستني رسالة من المجهولة اللي بقت رسايلها قليله قوي من بعد ماكانتش بتبطل كلام، ولما طولت للدرجة اللي شغلت عقله وخلته مش عارف يركز فحاجة اتصل علي ابوه وبعصبيه قاله:

-ايه يابابا هو انا مش طالب منك طلب نسيته ولا ايه؟ 

 رد عليه قاسم بإنشغال:

-طلب ايه ياحبيبي معلش مش واخد بالي؟ 

اركان:

-انك تحددلي موقع البنت من حساب الفيس بتاعها. 

رد عليه قاسم بعملية:

-ااه البنت اياها، هو انا مردتش عليك فيومها؟ يابني منا سألت وكلمت حد بس للاسف معرفش يجيب معلوماتها من حساب الفيس، لأن شركة فيسبوك عملت خاصية امان وحماية إضافية للحسابات ميقدرش حد يخترقها ولا حتي جهاز أمن الدولة، بس سهل جدا يتحدد مكانها من رقم تليفونها، لو جبتلي الرقم احددلك مكانها وانت واقف فثانية. 


اتنهد اركان ونهي المكالمة مع أبوه وهو حاسس إن خطته فإنه يفاجئها بمعرفته ليها ولمكانها خابت، وكون انه يطلب رقمها دا معناه تسليم منه ليها بإن امرها شاغلة، ولو كان مقلب فكده صاحب المقلب فاز عليه، فقرر إنه يصبر وميطلبش رقمها لغاية ماهي بنفسها ومن نفسها تديهوله. 




اما عند نجمه..

قاعده مع ايان في الكافيه، الصمت تقيل مابينهم فقطعته نجمه وهي بتسأله بعتب:

- إيان هو انت بجد شكيت فيا اني ممكن اكون انا اللي طلعت سر تجربتك؟

شبك اديه فبعض وبص لنقطة في الفراغ ورد عليها:

-طبعاً شكيت فيكي، ومش بس شك دانا متأكد إن لو فيه معلومة اتسربت يبقى اتسربت من عندك، وواثق من الكلام دا زي ماواثق من اني شايفك دلوقتي.

اتغيرت ملامحها وكانت هترد بإندفاع لكنها سكتت بحركة من صباعه كمل بعدها كلامه:


- بس مش معنى كده إن شكي فيكي حطك في خانة الخيانة عندي، لاني زي ماواثق ان الخبر اتسرب من عندك واثق تمام الثقة إن دا محصلش لاي غرض غير انك تكوني مثلا فضفضتي مع حد قريب منك على سبيل الإنبهار او التباهي، الصفة اللي عند كل البنات دي واللي بكرهها كره العمى، 

اتكلمتي مع باباكي مثلا او امك، اخوكي وحده صاحبتك، اي حد بتشوفي ان الكلام معاه يشبه كلامك مع نفسك، بس نسيتي إن الحيطان ليها ودان، والمكان لو فيه اكتر من حد واتقال فيه سر بين اتنين اتفضح.

سكتت نجمه وهي بتبصله ومصدومة من رده وجراءته، وفنفس الوقت كلامه كله صح، وافتكرت انها قالت لشهاب اخوها، بس برضوا هي متأكده ان محدش كان سامعها ودي مكالمة تليفون، يعنى في كل الاحوال هي مش مدانه، لكن لو دا هيريحه فهي مستعدة تتحمل الغلطة، فردت عليه بهدوء وقالتله:

-طيب يادكتور اعتبر ان الموضوع اتعرف من خلالي انا بدون قصد، دلوقتي ايه اللي هيحصل واللي المفروض يتعمل؟


 بصلها شوية واتنهد ورد عليها:

-برافو عليكي، اهو انا عايزك دايما كده، تتصرفي بعمليه، مش تفضلي واقفه عند نقطة حصلت وتلفي حواليها كتير.. دلوقتي انا واثق ان حتي اللي عرف معندوش اي معلومات كافيه عن الموضوع، هي رؤوس اقلام بس، لذلك انا تخلصت من أي ادلة او معطيات وملاحظات تخص التجربة والإكتشاف، ودلوقتي التجربة انتي عارفاها، بس الاكتشاف والفيرس، المواد والنسب اللي بيخلقوه والترياق بتاعه فدماغي انا وبس، عشان كده انا مطمن لأن دا اهم حاجة، أهم من جيل هيطلع قوي وذكي لان الفيرس كفيل فيوم يقضى على الجيل دا بالكامل، لذلك يانجمة انا مش هتكلم مع اي حد عن الفيرس دا ولا هيطلع غير للي هكون واثق انه هيستخدمه صح وفي الوقت المناسب ولصالح بلدي.


وكل دا هأجله الفتره دي خالص.. دلوقتي احنا لازم نتجوز بأسرع وقت، عايزك جنبي، فبيتي، وكل حاجة تشوفيها معايا بعيونك وتسجليها فعقلك من غير كلام حتى بيني وبينك.


نجمه سالته بتردد:

-يعني ايه اسرع وقت ممكن دي ياإيان، انت بتتكلم في مدة قد ايه مثلا؟

-اسبوعين يانجمه، وأظن كل حاجة جاهزة ومفيش اسباب تمنع. 

ردت عليه بصدمة:

-أسبوعين؟ طيب وماما ياإيان وتعبها، وإمتحاناتي، ازاي مفيش حاجة تمنع هي دي مش أسباب من وجهة نظرك؟

رد عليها بحزم:


-أسباب بس مش كافيه، مامتك وتعبها حاجة مسلم بيها سواء اتجوزتي دلوقتي أو بعدين، امتحاناتك انا مش هعطلك عنها بالعكس انا هساعدك، واطمني مش انا اللي أنساق ورا رغباتي ولذة مؤقته واحطها فوق مستقبل شريكة حياتي ومسيرتها العلمية، 


احنا هنتجوز ولو اضطرينا ان الوضع يبقى كما هو عليه زي مانكون لسه متجوزناش انا معنديش اي مانع ولا إعتراض، بس دا كمان هيتوقف عليكي انتي.. بأنك متعمليش حاجة ولا يصدر منك تصرف يضعف إرادتي وبعد كده تلوميني علي حاجة انتي السبب الرئيسي فيها.


عضت نجمة علي شفتها بغيظ وسألته بقهر مكتوم:

-هو انت ازاي كده بجد؟

ابتسم إيان ورد عليها بهدوء:

-مختلف وفريد من نوعي، وبحبك بس بشكل تاني مفيش واحد حب بيه وحده قبل كده.

ردت عليه وهي بتتسند على الطربيزه وتسند وشها على كف ايدها:

-اه منا اتأكدت من ده بنفسي، حب من نوع فريد زي صاحبه بالظبط، بصراحة ياإيان احترت فأمرك ودايما عقلي وتفكير مشغولين بيدوروا على إجابة سؤال مش لاقياله إجابة

"ياترى علاقتنا دي هتنجح ولا مش هتنجح؟ بس اللي متأكده منه انها علاقة غير سويه بالمرة.


ضحك ايان وهو بيقرب ويقلد حركتها وحط ايده على خده:

-طيب مادا في حد ذاته فيه إثارة ومتعة، تخيلي علاقة مخليه عقلك دايمًا مشغول بتحليلها، دي هتكون بعيدة تمامًا عن الروتينيه والملل، يعني مش هتزهقي مني يانجمتي، "يانجمة إيان" نجمة سمعت جملة نجمةايان ومتعرفش ليه اتضايقت ومحبتهاش، رجعت لورا وعقدت حواجبها بإستغراب من وقع الكلمة علي ودانها.. يمكن لأنها دايمًا بتسمعها من أركان فحاسه انها حاجة خاصة بيه هو بس، او يمكن لأن دي المرة الأولي اللي تحس بتملك ايان ليها وانها بقت من حقه مع ان دا الطبيعي؟ استغربت شعورها جدًا ومش عارفه ليه ماتقبلتهاش منه مع ان دا الطبيعي! 


مسكت العصير بتاعها وابتدت تشرب، فكمل إيان كلامه ليها:


-نجمتي أسمعيني، هترجعي البيت تشوفي ايه ناقصك وانا هتصل بأبوكي واحدد معاه ميعاد الفرح.. الفيزا معاكي احجزي الفستان والقاعة وكل حاجة خاصة بالفرح، ومعلش استحمليني مش هعرف اكون معاكي.


نجمة:

-ايوه بس فيه حاجات لازم فيها وجود العريس ياايان!

- خدي أي حد من طرفك، اطلبي مساعدة من اركان هو مش هيتأخر ودايمًا معاكي فكل حاجة.


ردت عليه بصدمة اكبر من اي صدمة شافتها منه:

-طيب بذمتك فيه واحد يقول كده ويكلف حد هو عارف كويس إنه بيحب مراته عشان يجهز معاها تجهيزات فرحه عليها؟


رد عليها وهو بيرجع كباية العصير على الطربيزه:

-اديكي قولتيها بنفسك، بيحبك مش انتي اللي بتحبيه، الأمر مختلف، وبعيدًا عن أي شيء أركان مش الشخص اللي ممكن يفكر يأذيكي فيوم أو ينغص عليكي حياتك بسبب غيرته، اركان حبه ليكي صادق ونضيف، ويمكن تستغربي كلامي اللي جاي دا جدًاا..

 لو مش انا يانجمه يبقى أركان... انا حقيقي بحبك وانتي عندى اغلي حاجة في الدنيا، بعد معملي واختراعاتي طبعًا، بس أركان هيحبك الحب اللي نفسك فيه بالطريقة اللي تتمناها اي بنت.

ردت عليه نجمة بذهول:

-إيان انت بتقول إيه!


-بقول الحقيقة.. بشرحلك سبب اقتراحي إن هو اللي يكون معاكي فكل الخطوات ويكون معاكي فكل حاجة مستقبلًا، علاقتك باركان لازم تستمر ومتخليش اي حاجة تأثر عليها ولا تقطعيها تحت اي ظرف، وأه انا فكامل قواي العقلية وانا بقولك كده، ودلوقتي يلا نروح عشان ضيعنا وقت كتير كان ممكن نعمل فيه حاجة مهمة.


قام وحاسب ومشي قدامها وهي اخدت شنطتها ومشيت وراه وهي حاسه انها مخبوطة على دماغها! 

حقيقي البني آدم دا كل يوم بيفاجئها بحاجة اغرب من اللي قبلها!



أما عند رحاب وكامل..


عزام:

-بابا احنا مش واجب نروح الفيلا نسأل عن جدو ماهر وكل اللي هناك ونسأل نجمه عن خالتي ليل ونشوف جايه إمتا؟

بصله إبوه ورد عليه بإختصار:

-مكالمة هاتفية قادرة على فعل الواجب، أم إن للزيارة غرض آخر في نفسك؟

سآله معاذ بإستغراب:

-غرض تاني زي إيه ياوالدي؟


اتعدل كامل في قعدته ورد عليه:

-اسمع يابُني، بما اني راعٍ ومسئول عن رعيتي وأنت من ضمن رعيتي فأحب ان تعرف بأن عيني دائمِا عليك، ولم يخفى علي طريقة نظرك للمصونه جوهرة، رأيت في عينيك الإعجاب بها، ومن وتجبي ان احذرك، فكر الف مرة قبل ان يتورط قلبكتأنى فالحب ليس سهل.


ردت عليه رحاب مراته بغضب:

-يفكر فأيه وجوهره مين دي اكبر منه، دي قد امك ياولا اعجاب ايه ونيلة ايه؟ دا بينك وبينها يجي ٥ سنين دانت عيل؟

 رد عليها كامل جوزها بغضب مماثل:

-رحاب، كُفي عن التجريح، مادام الولد بلغ الحُلم لم يعد صغير، بل هو رجل كبير ومُكلف وقراراته ومشاعره تخصه وحده، ولا يحق لأحد التدخل في شأنه غير بالنصيحة.. ثم ماذا هناك إن كانت أكبر منه بخمس أو حتى بعشر سنوات؟

ألم يكن لكِ في رسول الله والسيدة خديجة أسوة حسنه؟ والله لقد فاجأتيني بكلامك.


ردت عليه رحاب بأعتراض:

والله ياشيخ هي مش السيدة خديجة ولا ابنك العيييل دا سيدنا "محمد" عليه افضل الصلاة والسلام وبعدين هناك فرق وأسباب مختلفة للجواز. وانا كأي أم هعترض لما اشوف ابني عديم الخبرة والدرايه رايح يعمل غلطة فحق نفسه واشجعه.. وفي الاخر بعد مايلبس اقوله دا قرارك وانت تتحمل، نعرف ايه احنا عن طبع البنت، نعرف ايه عن بيئتها اللي اتربت فيها.. وأثرت في شخصيتها ازاي؟


رد عليها معاذ بكل هدوء:

-طيب لحظة اتكلم بعد أذنكم.

أولًا انا سايبكم من الصبح تتجادلوا على حاجة انتوا افترضتوها أصلًا ومتآخذنيش يابابا إنت بنيتها على مجرد نظره او حتى إعجاب عابر، مع ان كلام حضرتك عجبني وانه منتهى العقل. ثانيًا بقى ياست ماما ايه التناقض اللي انا شايفه مابين كلامك وتصرفاتك ده؟ 

معقوله انتي اللي بتقولي كده وانتي وجدتي الله يرحمها فتحتوا بيتكم لخالتي ليل وعيشتوها معاكم وانتوا متعرفوش عنها اي حاجة ولا تعرفوا حاجة عن بيئتها اللي اتربت فيها ولا تأثيرها عليها ولا عن صدقها من عدمه وقت ماجات وحكتلكم ازمتها ومأساتها؟


ردت عليه رحاب أمه:

-لا يامعاذ دا مش تناقض، بس زي ماقولت حالة تختلف عن حالة، انا وجدتك وقت مافتحنا بيتنا لليل كان على اساس انها ضيفة، عابرة سبيل بنقدملها مساعدة لوجه الله، مش نسب وجواز، صدقني لو كان معايا اخ جدتك عمرها ماكانت هتوافق إنه يتجوز وحده جايه من الشارع لا نعرفلها أصل من فصل،

 دي مش قسوة مني علي فكرة بس دا كلام العقل ويطلع من قلب كل ام بتخاف على مصلحة ابنها..وعشان الام ليها سلطة على اولادها وبعض الاحيان سلطتها تحتم عليها انها تكون دكتاتورية،

 مشروع إعجابك بجواهر اللي بيشجعك عليه أبوك دا مرفوض رفض تام، فإجهض الفكرة من وهي لسه جنين جوا دماغك بدال ماتضطريني إني اخنقها بأيدي وافطسها.


جات بنتها زينب من جوه بالشاي وسألت بفضول وإستغراب:

-مين دي اللي هتخنقيها وتفطسيها ياماما؟

ردت عليها رحاب وهي بتبص لكامل ومعاذ بتحدي:

-اي وحده مش عاجباني وحد يفكر يدخلها حياتنا، وحتى اللي فكر هخنقه معاها، هاتي الشاي دا خليني اشربه واقوم اشوف اللي ورايا عندنا طلبات متلتله بكره عايزين نجهزها.. وعلى فكرة هنروح النهارده الفيلا نسأل عن ليل ونسلم علي نجمة، هنروح انا وانتي بس، ها انا وانتي بسس. 

بص كامل لإبنه معاذ وقاله بصوت واطي:

- لقد جُنت أمك يامعاذ فانصحك ان تستمع لكلامها، أما أنا فمنسحب عن مساندتك فليس في العمر تفريط يابني،هي أيضًا راعية وسماع كلامها واجب، والتقهقر عن المبدأ احيانًا هو قمة العقل. 


ضحك معاذ وابتسمت رحاب وقعدت زينب تبص عليهم وهي مش فاهمة حاجة، وفي الآخر اخدتها امها وراحوا على المطبخ يجهزوا للطلبات 


واثناء ماهما شغالين بصت رحاب لزينب وقالتلها:

- زينب، إيه رأيك فى أركان ابن عمك قاسم؟ 

ردت عليها زينب وهي مشغولة:


رايي فيه من ناحية ايه يعني ياماما؟ 

رحاب:

-رأيك فيه كعريس ليكي. 

سابت زينب اللي فأيدها وبصت لامها وسألتها بإستغراب:


-هو إركان خطبني ياماما؟ 

ردت عليها رحاب بإبتسامة:


-لا مخطبكيش، بس لو تحبي عادي يخطبك، المثل قال اخطب لبنتك، وانا بصراحة من ساعة مانجمة الغبية سابت اركان واتخطبت لدكتورها وانا مستخسره الولد وطالع من عيني، ففكرت بيني وبين نفسي ليه مااخطفش الجوهرة لبنتي قبل ماوحده تانيه تخطفها، فأيه رأيك انتي؟ 

رجعت زينب تاني تكمل اللي بتعمله وقالتلها:

-على فكره انا صغيره لسه عالكلام دا. 

رحاب:

-مقولنالكيش اتجوزيه بكره، احنا هنزرع بس الفكرة فدماغ امه دلوقتي ونلفت نظره ليكي، وبعدها يسهل ربنا ويحصل ارتباط رسمي وانتي وهو لسه قدامكم دراسه تخلصوها ومعاها تدرسوا بعض كويس قوي. 

سكتت زينب وبصت بعيد تفكر فكملت امها كلامها:

-على فكرة يازينب اركان شاب لقطه وكامل من كل حاجة ومش هتلاقي حد زيه، ولو فعلا كان من نصيبك فدي دعواتي ليكي اللي ربنا قبلها..ها ايه رأيك افتح ودن خالتك جواهر النهارده عالموضوع.. انا عارفه انه مش وقته وظروف ليل متسمحش لحاجة زي دي، بس اللي هيخليني آخد الخطوة دي وفي الوقت دا إن واحد زي أركان بعد جواز نجمه مش هيفضل كتير من غير ماوحده تدخل حياته وتخطفه، فأنتي اولى بيه من أي حد. 

زينب:


-ايوه ياماما بس دا بيحب نجمه؟ 

رحاب:

-مفيش شاب ممرش بقصة حب قبل جوازه ولا عيونه أعجبت ببنت واتمناها، بس كل دا بعد الجواز بيتنسي، وعشان كده اللي نعرفه احسن من اللي منعرفوش ولا نعرف حاجة عنه. 

اتنهدت زينب وهي محتاره، بس عشان هي دايما بتثق في رأي أمها وبتسمع كلامها وعارفه انها مش عايزه غير مصلحتها قررت انها تسمعه فدي كمان، فردت على امها بدون تفكير:

- اللي تشوفيه ياماما فمصلحتي اعمليه. 


يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ريناد يوسف، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة