رواية جديدة نجمة أركان الجزء الرابع من سلسلة فرعون مكتملة لريناد يوسف - الفصل 31 - السبت 14/6/2025
قراءة رواية نجمة أركان الجزء الرابع من رواية فرعون كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
قراءة رواية نجمة أركان
الجزء الرابع من رواية فرعون
رواية جديدة قيد النشر
من روايات وقصص
الكاتبة ريناد يوسف
الفصل الواحد والثلاثون
تم النشر يوم السبت
14/6/2025
اخيرا انفض التجمع والفيلا فضيت على ليل وغريب ونجمه وجوهره
شال غريب ليل بحركة مفاجئة مكانتش متوقعاها.. فضحكت ولفت اديها حوالين رقابته فقالها بحنان:
-تعبتي النهارده ياروح غريب انا عارف.. يلا بقى عشان ترتاحي فسريرك وفحضني، وحشتيني قوي مع انك كنتي طول الوقت قدام عيني، الظاهر إني اتعودت من اليومين اللي فاتوا إن ميكونش بينا مسافات خالص، اتعودت متنفسش غير انفاسك. حاسس من ساعة مارجعنا اني مش عارف اتنفس.
إبتسمت ليل وردت عليه:
-وبعدهالك عاد يادقة قلب ليل، اني مااقدرشي عالكلام الحلو ديه كله.. خف عليا اني مش حملك، لساتني طالعه من عمليه فنافوخي وعامله كيف ميكون حد ضاربني على دماغي بشومه مدروخاني.. يواش يواش عليا احب على يدك.
ضحك غريب وهو بيروح بيها ناحية أوضتهم وقالها:
-لا بس ضربة الشومه دي خلتك احلويتي قوي وبقيتي تتاكلي اكل، انا هجيب شومه وكل يوم من هنا ورايح اخبطك بيها على نفوخك خبطتين عشان تحلوي كمان وكمان.
دخلوا اوضتهم ونزلها غريب وراح جابلها غيار من الدولاب وهي دخلت الحمام عشان تاخد شاور وتغير هدومها بهدوم بيتي مريحه..
وخرجت وكان في انتظارها، فردلها اديه فراحت استخبت فحضنه واخيرا قدروا يكونوا مع بعض بعد اليوم الطويل المرهق.. واللي على قد ما كان مرهق بس غريب كان مبسوط وهو شايف ليل ارتاحت نفسيا جدًا من ساعة مارجعت، وحتى هو ارتاح لما شافها مبسوطه وبتضحك، واللمه مسابتلهاش فرصة تسرح وتفكر في مرضها وتحزن على نفسها.. شدها عليه اكتر عشان يناموا لكنها قالتله:
-معلهش يا غريبي هروح اطل على نجمه قبل ماانام واطيب بخاطرها من اللي عيمله داكتور الغبره.. تلاقيها ياحبة عيني عتاكل فبعضها وكل من القهر.
ردي عليها غريب بنبره صوت مخنوقه من سيره ايان:
- والله يا ليل انا بدات اكره البني ادم ده.. انا من البدايه مستتقل دمه.. لكن بما اني عارف ان الحب اعمى واطرش.. وما حدش بيقدر يتحكم في قلبه ولا فمشاعره.. عشان كده ما رضيتش اعارض نجمه أو اقول لها لا،أو حتى انصحها نصيحه انا متأكد انها هتجيب نتيجة عكسيه لأن القلب مفيش أعند منه.. سبتها هي اللي تخوض تجربتها بنفسها.
لكن اعتقد بعد اللي عمله ايان واللي قاله النهارده هتتشكل علاقتهم من اول وجديد وتاخد منحنى تاني..
يا اما بنتي هتحتج وتعمل وقفه معاه وتقدر تغيره لو متمسكه بيه..
يا اما هتسيبه عشان انا النهارده اول مره اشوف بنتي مكسوره وحزينه وخجلانه كده.. روحيلها يا ليل وقوليلها تعيد تفكيرها في علاقتها بايان.
ردت عليه ليل بهدوء:
-على فكره يا غريب انا كماني مش عحبه ولا عرتاحله بس اني شايفه ان نجمه مرتاحه مع شخصيته بدليل انها من ساعه ما اتخطبتله لاأشتكت منه ولا في يوم شفتها زعلانه ومتضايقه او حتى عتتكلم عنه بطريقه مش عفشه.
غريب:
-مش مقياس ياليل، فيه حد بيبقى شاطر في إخفاء مشاعره وإظهار العكس.
ليل:
-طيب وليه إيه اللي جابرها؟
غريب:
-اللي جابرها انها متبانش مهزومة وغلطانه.. احيانًا الخوف من الشماته بيخلي البني آدم يستمر فحاجة هو مش حاببها عشان يثبت للي حواليه انه مش غلط وإن اختياره كان الأمثل، مكابره بمعني اصح.
ردت عليه ليل وهي بتقوم:
-له ياغريب مش داي حالة نجمه، اصل اللي عيكره عيبان عليه، فنظرته فديقته لما يكون فمجلس مع حد كارهه، وبتك ما بانش عليها الكره ولا الديق.. هي لو كانت ادايقت فديه عشاني، عشان هو قل ذوقه عليا، واني لو عليا مسامحه فحقي ومش عايزه اكون السبب في انها تخسر علاقتها بالشخص اللي اختارته وفرحانه بيه.
غريب:
- معناه ايه يا ليل كلامك ده يعني هتخليها تستمر في العلاقه معاه وتتجوز البني ادم ده حتي مع طبعه اللي لا عاجبني ولا عاجبك ولا عاجب حد؟
ليل:
والله يا غريب لو دي رغبتها اني معنديش اي مانع..بتك عاشقه والعاشق مش هيشوف عيوب معشوقه هيشوفوا كله مميزات
نجمه مش صغيره.. نجمه تربيتك وتربيتي وعارفه هي عايزه ايه والقرار ليها، اني بس هرحمها من تأنيب الضمير وخوفها أحسن يكون كلام إيان وجعني وأثر فيا ومن بعدها القرار ليها.
خلصت كلامها وطلعت من الاوضه وراحت على نجمه خبطت على باب اوضتها ودخلت لقيتها قاعده على السرير قربت وقعدت جنبها ومسكت ايدها وقالت لها بحنان:
- ايه يا نجمتي الحلوه عتفكري في ايه؟
عارفه انك زعلانه من اللي قالوهولي خطيبك.. بس اني مش عايزاكي تدايقي نفسك هو صوح مدب، بس حداه حق في كل اللي قاله ما يمكن صوح الزيوت وطريقتي فطبخ الوكل هي السبب في مرضي..هو كلامه كان عامل كيف زي القنبله اللي رماها في وشي منكرش، بس القنبله اللي هدفها تفوق وتبين الحقيقة مش اللي تموت،بس هو ضربها بكل حيله ردت فقلبي صدمتني.
ردت عليها ليل بهدوء ومن غير ماتبصلها:
-أنا سبت إيان ياماما خلاص، قولتله اني هبعتله حاجته.
ردت عليها ليل بصدمه وفرحه فنفس الوقت:
-وه.. سبتيه سبتيه يعني، قولتيله كل حاجة قسمة ونصيب وخلاص هيروح لحاله؟ اخيرا فوقتي يابتي وردلك عقلك ورجعتي لصوابك وهتفرحينا كلنا.. كلمتي اركان وفرحتيه بالخبر ديه، اني متأكده انه هيطير من الفرحة، هيتجنن جنان ومش هيتحمل.
سألتها نجمه بإستنكار:
-واركان ماله بالموضوع دا ياماما؟ اقوله ليه وأفرحه بإيه، إيه علاقته هو بقرار زي ده؟ هو انتي او كلكم فاكرين اني لما هسيب إيان خلاص هتجوز أركان؟ انتوا ليه مش مصدقين إن إحساسي من ناحية اركان مجرد احساس اخوة لا يمكن ينتهي بجواز وإرتباط؟!
ردت عليها ليل بعدم فهم؟
-يعني ايه، يعني لو مفيش ايان مفيش أركان؟
جاوبتها نجمة بهزة رفض من دماغها وبعدها ردت عليها بهدوء:
-لا ياماما خرجوا اركان بره حساباتكم خالص.
ردت عليها ليل بحسرة:
-يافرحة ماتمت.. طيب هسألك سؤال واحد وتجاوبيني عليه بصراحة..
ندمانه على قرارك بفسخ خطوبتك ولا حاسه انك خدتي القرار الصح؟
ردت عليها نجمه وهي باصه للفراغ:
-هتصدقيني لو قولتلك اني مش عارفه ولا قادره احدد احساسي الحقيقي؟ انا حقيقي طبع ايان وتصرفاته كانت تاعبه اعصابي طول الفترة اللي فاتت دي وكنت محتاره في أمره وكذا مرة اقعد مع نفسي واحاول اني اقيم علاقتي بيه وارسم صورة لحياتنا سوا في المستقبل، بس كل مرة كنت بعمل كده الصورة كانت تطلع ضبابية ملهاش ملامح، صحيح من بعيد الوانها غامغة ومش زاهيه بس بقول يمكن لما اقرب واعيش معاه في الصورة الالوان الغامغة دي تكون لوحة فريدة من نوعها مرسومه مخصوص عشاني بالطريقة اللي طول عمري بتمناها..فأحتار بين الحماس والخوف.. وفنفس الوقت مش قادره اخرجه من من عقلي وقلبي وكل مااتخيل حياتي وهو مش فيها اتخنق، كأنه من أساسيات حياتي..حد بيني وبينه عشرة طويلة مش واحد يادوب عارفاه السنادي مع اني لو حسبت كلامي معاه يتعد عالصوابع!
مش عارفه احدد علاقتي بيه وفنفس الوقت مش متخيله اني اعيش من غيره.. بس الاكيد ان تصرفه معاكي خلاني ادوس على كل الحاجات دي واخرجه بره حياتي بدون تفكير، ماهو زي ماهو له أولويات اهم مني.. انا كمان عندى اولويات لازم احطها قبل منه، ومن اهم وأول أولوياتي دي عيلتي.. اللي هي انتي وبابا وشهاب اخويا، دا هو عنده قرده بيخاف على مشاعرها! ميجيش هو يتكلم مع أمي بالطريقة دي وأسلوب السخرية دا وأسمحله واسامحه!
سألتها ليل بهدوء:
-طيب يانجمه حطيني اني وكلامه معاي على جنب دلوك وقوليلي الأول.. هو كان رد فعله ايه لما قولتيله كل حاجة قسمة ونصيب؟
نجمه:
-ولا حاجة قالي تمام، اصل مش إيان ياماما اللي هيترجى ويحايل ويطلب فرصة تانيه، البيه معندوش وقت للكلام ده، عنده الموضوع يبتدي بطريقة مباشرة وينتهي بكلمة، هي دي طبيعة علاقاته وأسلوبه في الحياة.
ردت عليها ليل بحيرة:
-بايع ومش فارقه معاه، لو فارقه كان عافر هبابه.
نجمه:
-لأ فارقة ياماما وعارفه اني فارقه معاه، فارقه لدرجة انه كذا مرة يطلب مني اتأكد من قراري واراجع نفسي فى ارتباطي بيه، صارحني بكل حاجة ممكن يعملها معايا وتأذيني أو تتعبني نفسيًا ومتحملهاش، في كل مرة كان بيطلب مني كده كنت اشوف خوفه عليا من نفسه وقلقه من تقصيره ناحيتي، حددلي كل حاجة فعلاقتنا ووضحهالي بصراحة وبدون زيف ودي حاجة احترمتها فيه جدًا، شفت ان دي نقطة تُحسبله.. مالفش ودار ودارى حقيقته لغاية مااكون فبيته وبعدها اكتشف طبعه الحقيقي.
اتنهدت ليل وبصت لبتها نظره طويله وبعدها قالتلها:
-عتحبيه يانجمه ومحبتك باينه قوي..ولو عاللي قالهولي ليكيشي انتي صالح بيه وهمليني مني ليه نتخالصوا.. واني مش عويله واعرف ماادافع عن روحي وارد عليه واحد حقي بلساني منيه، واعلمه يراعي مشاعر الناس ويتحدت معاهم بالحسنى.. دلوك معاكي من إهنه للصبح تفكري زين وتشوفي روحك لو عايزه تكملي معاه بعد ماتشيلي موقفه الأخير من حساباتك.. وزي ماعتقولي لو صوح العلاقات حداه كلمة يوبقي كيف مانهتيها بكلمة كلميه ورجعيها بكلمة، مفيش وكت للمناهده وحالتي تعطيكيش رفاهية التأني.. ولا شخصية دكتور القرود اللي ماشي كيف القطر اللي معيقفش محطات تعطيكي رفاهية انك تغيري فيه حاجة في الوكت الحاضر وبمجرد موقف تاخديه منه..
لانك مش بعيد يوم ولا يومين تلقيه خطب وحده غيرك ويتجوزها وديه مش مهم حداه الحب كد مامهم انه يحافظ عالسلالة البشرية من الانقراض.. بصي متستنيش لبكره ومتفكريش اني رجعت فكلامي كلميه دلوك وقوليله انك عيله ورجعتي فكلامك وانك خلاص هتتجوزيه، خلينا نعجلوا بشيل الطين مادام إكده إكده شايلينه.
ومن بكره هنندلوا نكملولك الحاجات الناقصه ونجوزوكي قوام قوام، واوعاكي بعد ماتتجوزيه اشوفك جايباه الفيلا حداي إهنه، اقرطم رجليه من عالبوابه..
وهسعيله كلب مسعور مخصوص اطلقه عليه بس اشوفه.. أو أوكله من وكلي وديه اكبر وأشد عقاب ليه واوعر من عضة الكلب.. ديه لو في العمر باقي.
بصتلها نجمه بحيره اكبر وسألتها:
-يعني دا رأيك ياماما؟ أكلمه وارجعله بعد اللي عمله، اسامحه وانا عارفه انه لا يمكن هيعترف بغلطه ولا يعتذر؟
ليل:
-يابتي يعتذر عن ايه وهو شايف انه على حق وعيعطي نصيحة وتحذير.. بس فيه حاجة حلوه قالها فوسط العك اللي عكه، قال مش هسمح لمرتي تاكل من الوكل ديه ولا تتاذي يعني خايف عليكي اهه، وكماني اني أكده ضمنت اني مش هتعبلكم ولا اطبخلكم ولا هتهدي حيلي كيف ماكنتي راسمه ومخططه.
إبتسمت نجمه نص ابتسامة وليل لما حست ان بتها خلاص اقتنعت قامت وسابتها ورجعت لأوضتها وهي مرتاحة الضمير؛ بعد ما اتأكدت من مشاعر بنتها ناحية دكتور القرود، وإن صوح الحب معشش فقلبها.. امتا وازاي متعرفش، بس ليل أدرى وحده ببنتها ومحدش يعرف في الحب قدها.
أما نجمه فاول ماأمها خرجت من اوضتها وقفلت الباب مسكت تليفونها وبدون تردد اتصلت على إيان.. ولأول مرة يجاوبها من أول رنه.. فتح ومتكلمش فقالتله:
- كنت متوقعة انك هتتمسك بيا اكتر من كده؟ كنت فاكراك بتحبني.
ايان:
-لو عالحب يانجمة فموجود ودي حاجة غير قابلة للجدال، ولو عالتمسك فأنا مستني اللحظة دي ومتوقعها من أول ماخطبتك من لما ابتديت اعرفك على طبعي اللي عارف كويس ان مفيش وحده هتتحمله.. مرضتش اجادلك لأني شايف كل الحق معاكي، واحترمت قرارك لأني متأكد انه نابع من تراكمات لكذا موقف ولمراجعتك لنفسك، عشان مستحيل موقف واحد ينهي علاقة.
وصدقيني مش زعلان منك، بالعكس انا فرحت بيكي جدًا، هي دي تلميذتي النجيبة اللي بتاخد القرار في الوقت المناسب من غير ماتعمل حساب لأي اعتبارات غير لنفسها وسعادتها ومستقبلها.. شاطرة يانجمتي خليكي كده دايمًا، وصدقيني هفضل متابعك ومع كل نجاح ليكي هيزيد فخري بيكي، وسعادتي الحقيقية هتكون في اليوم اللي هتوصلي فيه للمكانه اللي تستحقيها والمكان اللي شايفك فيه من دلوقتي.. وانا واثق انك هتوصلي وبسرعة الصاروخ كمان.. ومن هنا لحد مادا يتحقق عايزك تكوني متأكده اني هفضل دايمًا جنبك ولو احتاجتي أي مساعده من أي نوع فأي وقت متتردديش لثانيه انك تيجي تطلبيها مني..
ولو يعني مش هيكون فيه حرج او مشاكل انا لسه عند عرضي بأنك تشاركيني اكتشافي وتجاربي.. لأني مش هآمن حد غيرك عليهم واتمنى ان الغلطة اللي غلطتيها المرة اللي فاتت متتكررش وتكوني اكتر حرص في حفظ الأسرار في المستقبل.
كانت نجمه مبتسمة طول ماهي بتسمع كلامه ومع جملته الإخيرة ابتسامتها اتحولت لضحكة عاليه إيان ضحك هو كمان بخفه عليها واستغرب وسألها:
-ممكن اعرف بتضحكي على ايه، انا قولت ايه يضحك؟
نجمة:
-طب ممكن انا اسألك سؤال وبعدها اجاوبك على سؤال؟
ايان:
-اتفضلي
نجمه:
-ايه اللي خلاك رديت المرادي على مكالمتي من أول مرة والمفروض انك في الوقت دا في المعمل ومستحيل ترد على حد؟
_عشان انا مش في المعمل ومدخلتوش من ساعة ماجيت غير عشان ابص عالقرده واطمن عليها وخرجت تاني.
-ليه؟
_معرفش بس حسيت اني مش قادر اركز ولا افكر، مدايق وذهني مش صافي ودي حاجة أول مرة تحصلي!
-ايان قولي انت حاسس بايه في اللحظة دي من ناحيتي.
_بصراحة.. حاسس اني عايز اضربك.. أول ماقولتيلي اللي بينا انتهى من بعد الكلمة دي الدنيا حواليا وقفت حرفيًا.. ازاي وإمتا بقيتي بالأهمية دي عندي مش عارف، انا نفسي مستغرب حالتي جدًا!
ردت عليه نجمه بفرحة واضحة فنبرة صوتها:
-عارف يا إيان ان كلامك دا يساوي عندي كل الكلام الحلو اللي في الدنيا، وانك اسعدتني كانك جبتلي مليون هديه وقدمتلي فدادين ورود!
اتنهد إيان ورد عليها بنبرة كلها حب:
-كنت أظنني قوي إلى أن اتيتِ انت بكل الهزائم متتالية.
غمضت نجمه عنيها واخدت نفس يشبه نفس حد كان ميت من الخوف وفجأة حس بالطمأنينة وهمستله:
-ايان فيه كلمة لازم تتقال بعد الكلام دا، واظن انك عارفها كويس واراهنك انك انت كمان عايز تقولها.. انطقها عشان خاطري.
سكت شويه وبعدها همسلها بنبرة صوت دوبتها:
-بحبك.. بحبك ومدايق عشان حبيتك وبجلد فقلبي عشان هو سبب الضعف اللي حاسس بيه دلوقتي.
ردت عليه نجمه بهدوء:
-يااااه وأخيرًا نطق الجماد وداب جبل الجليد اللي على لسانه.. حقيقي ياإيان انا طول عمري اسمع عن اللي بيدس السم في العسل، بس معاك الوضع مختلف لانك قلبت الآيه وبتدس العسل في السم.. ومع ذلك حابه السم منك ومنجذبالك زي الفراشة اللي بتروح للنار برجليها.
ايان:
على فكرة الفراشة بتروح للنار بجناحاتها مش برجليها بطلي جهل.
ضحكت نجمه وهو ضحك معاها وبعد ماسكتوا سألها:
_ الفرح في نفس الميعاد؟
- علي حسب.
_قولي طلباتك.
-تعتذر لماما وتطيب خاطرها.. وتبطل تقول اي حاجة تيجي فبالك وتفكر فكلامك قبل ماتقوله وتشوفه هيجرح اللي قدامك ولا لأ.. وتحط فبالك أن مش كل الناس بتتقبل الحقايق زيك ومفيش حد بيستحمل فظاظة الصراحة..خليك انسان مجامل.
_قصدك اني اكدب يعني؟ لا والله ماهكدب ولا هعتذر لمامتك عشان انا مغلطتش فيها وانتي عارفه اني مغلطتش وحتي مامتك اكيد من جواها عارفه اني مغلطتش، فبلاش تحاولوا تحطوني فخانة المخطئ، لأن دا فيه اهانه ليا.
-يعني مش هتعتذر؟
_لأ لاني مغلطتش.
-ولا عشان خاطري؟
_اكيد ولا عشان خاطرك.
-إيان ممكن اشتمك؟
_لا طبعًا غير مسموح.. علاقتنا لازم تكون راقيه مفهاش شتيمه ولا انحدار أخلاقي.
- ياسلام طيب ولما ادايق منك اعمل ايه؟
_اشتمي فسرك.
-طيب اقفل ياايان عشان انا بدات اتعصب، اقفل خليني أشوف ناقصني ايه للفرح وهعمل ايه.
رد علها بحماس:
-ايوه يلا كفايه كده وانا هنزل المعمل بتاعي بقى كفاية كده، يلا باي اشوفك عالفرح يانجمتي. حددي مع ابوكي عالخميس اللي بعد الجاي وابقي فكريني بيه قبلها بيوم عشان اظبط مواعيدي وشغلي،وانتي من هنا للخميس متخليش الفرح وتجهيزاته هما كل همك وزاكري.. هاه زاااكري امتحاناتك هتكون الاتنين اللي بعد الجاي، يعني بعد الفرح بتلات ايام ومش هقبل اعذار ولا هرضى بأقل من إمتياز.
خلص كلامة وقفل المكالمة ونجمه شالت التليفون من علي ودنها وبصتله وهمست بقلة حيلة:
-سلام ياأحلى جلنف في الدنيا.
رمت التليفون من ايدها عالسرير وقامت بحماس وقعدت على مكتبها تذاكر، ولما معرفتش تركز قامت ونزلت عشان تاكل لأنها حست بالجوع..
دخلت المطبخ تشوف حاجة تاكلها، واثناء مافاتحه التلاجة وبتبص فيها سمعت صوت حد بيغني! خرجت بشويش وراحت ناحية مصدر الصوت لقته جاي من أوضة جوهرة، قربت نجمه من الأوضه وبهدوء فتحت الباب وشافت اللي خلاها فتحت بوقها بصدمة.. جوهرة كانت لابسه قميص نوم من اللي جايباهم نجمه في جهازها!
هي فاكراه دا بالذات لأنه الوحيد اللي كان من أختيارها هي! وكانت واقفه قدام المراية فارده شعرها وبتسرحه وهي بتغني بفرحة، زي ماتكون ست بتتجهز لجوزها اللي راجع من شغله!
قفلت نجمه الباب عليها مرة تانيه بشويش وكل دا وجوهره مش واخده بالها ورجعت نجمه عالمطبخ وفضلت واقفه تفكر ومحتارة فاللي شافته، ياترى ايه اللي عملته جواهر ده؟ تمد ايدها وتسرق، وبتغني وفرحانه ومش مراعية حالة الست اللي عطفت عليها وجابتها من البلد وانقذتها من ظلم كان واقع عليها؟!!
العمايل دي وراها إن وسر، وقررت نجمه انها تعرف أمها بعمايل جوهرة عشان تخلي بالها منها وتفتح عنيها عليها كويس؛ عشان الفترة اللي جايه هيكون انشغال وظيطه ومحدش هيكون رايق لحد.
اكلت نجمه وراحت على أوضتها ونامت.. والصبح بلغت امها بإنها كلمت ايان واتصافوا، وقالتلها كمان عاللي شافته من جوهرة واللي ردت عليه ليل رد غريب وغير متوقع لما قالتلها:
-معلهش يانجمه، اني عاذره تصرف جوهره، شايفاكي قدامها خلاص هتتجوزي وعنجهزوا فيكي وعتجيبي كل غالي وحلو ، وهي كيف كل بنيه عتحلم بانها تعيش اللي انتي عايشاه.. واكيد غيرتها اتحركت..متلوميش على مشاعر حد يانجمه، المشاعر منملكوش حكم عليها، سامحي فاللي خدته منك وشوفي جبتيه من وين ونجيبوا غيره وزيه بالظبط، الدنيا ساهله ومش مستاهله متعقديهاش ولا تقفي قدام الحاجات الهايفه وتضيعي منك وكت ممكن تعملي فيه حاجة افيد.
برقت نجمه عنيها وردت على امها بإستغراب:
-ايه دا انتي اتعديتي من إيان ولا ايه اصل دا كلامه!
ليل:
-مش عدوى، بس قناعه الظروف وصلتني ليها، وشهادة حق إيان مش غلطان لا فطريقة تفكيره ولا فقناعاته، هي بس طريقة تعبيره اللي بعافيه شويتين، غير إكده عقله يوزن بلد.. ودلوك رنيلي على خالتك جواهر وقومى البسي ورانا مشاوير كتيره.
نجمه:
-ورانا ايه انتي هتروحي فين بحالتك دي، دانتي لسه قايمه من عملية والحركة الكتيره خطر عليكي!
ليل:
-سيبيها على الله وأوعاكي تقولي قدام ابوكي خطر ومش خطر احسن يحطلي العقدة في المنشار ويقولي مفيش طلوع.
رد عليها غريب من وراها وهو بيلبس ساعة ايده:
- لا ماهو مفيش طلوع أصلًا وغريب مش صغير عشان ميعرفش اللي يضرك من اللي ميضركيش، تقعدي في البيت هنا وأي حاجة عايزاها نجمة ألف من تروح معاها يجيبوهالها، أو لو لزم الامر قولولي عالحاجات اللي عايزينها وانا اكلملكم المكان اللي بيبعها ويجيبولكم الحاجة هنا وتختاروا على مزاجكم.
ليل:
-له معلهش هطلع المرادي بس ومش هنلفوا كتير، بعربية نجمه وهندلي في المول وهقعد مش هتحرك وهتفرج عالحاجة واني فموطرحي، عايزه احس بفرحة اني ام العروسه وعشارك فتجهيز بتي أمانه عليكم ماتحرموني من الفرحة دي.
بصلها غريب بإنهزام، وبعدها قرب منها وباس علي دماغها وهمسلها بحب وخوف:
-طيب ياليل المرادي بس هسيبك تمشي بدماغك الناشفه دي وعلي مزاجك، بس اعملي حسابك مفيش خروجات تاني غير معايا، هروح المكتب اشوف الدنيا هناك ماشيه ازي وراجعلك، ارجع الاقيكي في البيت سامعه؟
هزت ليل دماغها وغريب حضنها حضن أخير يودعها بيه، وأثناء ماهو حاضنها رفع عينه على المطبخ وشاف اللي واقفه وباصه عليهم وعيونها فيهم نظرة هو مش تايه عنها ابدًا، نظرة شافها قبل كده فعيون إحداهن، فإحتفظ بإحساسه لحين التاكد من صحته لأنه اتعلم إن الأحاسيس احيانًا بتكون إنذار وغبي اللي يتجاهلها ومياخدش باله.
خرج راح على مكتبه وهو في الطريق اتصل على قاسم ويمان عشان يقابلوه في المكتب ويعرفوه كل اللي فاته وحالة الطوارئ وصلت لفين.
اما ليل فاستعدت هي ونجمه وجاتلهم جواهر وخرجوا وفي الطريق رسموا خط سيرهم.. هيروحوا فين الأول ويشتروا ايه قبل إيه.
غريب في المكتب مع قاسم ويمان:
-طيب احنا كده اتأكدنا ان الفترة الجاية فيه ثوره هتحصل على النظام، ومن الرصد لكم بوستات الدعوة للإحتشاد والتجاوب معاها من الشعب الجيش مش هيقدر يقمع الشعب المرادي.
يمان:
-لا طبعًا نقدر نقمع ونص ازاي منقدرش يعني؟
بصله غريب بنظره غامضه وقاسم ضربه على مؤخرة دماغه وقاله:
-مش كل اللي نقدر نعمله بنعمله ياغبي، المرادي بمزاجنا هنسيب الشعب ينزل ويتكلم ويختار، ولأول مرة بدال مانكون جيش على الشعب هنكون جيش للشعب.
يمان:
-يعني إيه يعني انتوا راضيين بإن تحصل ثوره في البلد؟ انتوا عارفين دا معناه ايه؟ دا خراب للبلد خراب؟
غريب:
-احيانًا بتضطر انك تهد بيت ساكن وعمران عشان تقوم مكانه بيت جديد اجمل بأساسات متينه وقواعد ثابته، كفاية الشعب بقاله سنين مقموع ومتحمل وساكت والإسم بلد ديموقراطي، خلوا الشعب يحكم بلده باللي شايف فيه مصلحته، خلي راية الحرية ترفرف على بلدنا كفايه عبوديه مقنعه.
يمان:
-يعني احنا دلوقتي لأول مرة دورنا نساند الشعب مش الحكومة.
قاسم:
-الله ينور عليك.
غريب:
-يمان ابدأ في الوقت دا اعلن عن الأكاديمية، وإول دفعة تدخل أول تدريب ليهم يكون عن استخدام الأسلحة والتصويب، علم الأساسيات ربما تقوم حرب الفترة الجايه والمتربصين اول مايعرفوا ان فيه تفكك داخلي يستغلوا الوضع ويشوفوه الوقت المناسب ويحاولوا يدخلوا البلد ودا وارد بنسبة ٨٠٪ واليومين الجايين هنستقبل إشارة بالإستعداد لحرب والبلد هتكون محتاجة لكل ولادها.. النهاردة اعلن إن الاكاديمية هتستقبل اول دفعة الأسبوع الجاي، نزل حملات في التلفزيون وعلي كل وسائل التواصل، في الظاهر خليها تبان مجرد اكاديمية عادية متثيرش اي شكوك، إنما التفاصيل الحقيقية متكونش في العلن.. خلي السن يتراوح مابين ١٨ ل٢٧.. مصروفاتها خليها زهيدة أو بدون مصروفات نهائي لأول دفعة، خلي اول طلعة علينا.
قاسم:
-بس كده التكلفه هتكون جامده ياغريب مش هنقدر نغطيها؟
غريب:
-ماهو لما نوصل للقيادات العليا اول دفعة للأكاديمية هدفها إيه البلد اللي هتغطيها مش احنا ياذكي.
ابتسم قاسم وبص ليمان وقاله بحماس:
-متقوم يابني مستني إيه، روح لأي شركة إعلانية وقولهم محتاج تصميم إعلان في وقت قياسي وبعدها كلم القنوات اللي تبعنا وبلغهم بالحملة الإعلانيه.
غريب:
-وانت ياقاسم شوف من وحوشنا الأكفأ في الرماية والتصويب وبلغهم إن فيه مهمة تدريب لعناصر جديدة، وأنا هكلم القيادة واخليهم يوفرولنا الذخيرة المطلوبة في التدريب مطاطيه وحيه والأسلحة كمان.. وكل دا يحصل فيومين اتنين مش اكتر من كده..يلا انطلقووو.
قاموا قاسم ويمان وخرجوا من مكتب غريب، وكل واحد فيهم لبس نضارته وركب عربيته وراح على مهمته.
اما غريب فأول حاجة عملها انه اتصل على ليل يطمن عليها، وبعد ماكلمها قفل وسرقه الوقت ومحسش انه اليوم خلص وهو غرقان في الشغل والترتيب ومتابعة الأوضاع، منبهوش للوقت غير تليفون ليل اللي رنت عليه وبضحكة قالتله:
-ايوه يابوي مامن لقى احبابه نسي اصحابه وانت الشغل حبيبك من زمان..هاه قولي كلت حاجة ولا قاعد على لحم بطنك زي حلاتي من الصبح؟
غريب بص فساعته وضرب جبينه بكف ايده ورد عليها:
-ياخبر، ايه الوقت دا كله وازاي عدى.. لحظة انتي بتقولي مأكلتيش؟ اديني نجمه بسرعة:
ليل:
-نجمه لساها طالعه اوضتها هملها طلع عينها النهارده هي وجواهر واني كل اللي عملته اني قاعده ويجيبوا ويفرجوني واقول رأيي.. ولما جابوا وكل ملقتليش نفس ومقدرتش آكل، بس أول مادخلت الفيلا وشميت ريحة الوكل اللي عاملاه المزغوده جوهره ريقي جري وجوعت..هاه جاي استناك؟
غريب:
-مسافة السكه، خليها تحضر السفرة على مااجي.
قفلت ليل معاه وقالت لجوهره تحضر السفره وهي اتمددت عالكنبه بعد يوم متعب كانت بتعافر في كل دقيقة من ساعاته عشان تبان انها قوية ومتماسكه ومش متألمه، وبمجرد ماحطت دماغها عالمخده غلبها النعاس فنامت، وابتدت جوهره تحضر السفره ومع كل طبق تجيبه من المطبخ تتخيل إن ليل مش نايمه، لأ دي ماتت ولفظت انفاسها وهي بتحضر الأكل لغريبها وهو راجع من شغله، مستنياه هي وأبنهم اللي فبطنها واللي هتجددله بيه شبابه وتملك بيه كل خيره، غمضت وبحركة لا إراديه رفعت ايدها تمسد على بطنها بحركة دائرية وكأن الطفل جواها حقيقي، وأول مافتحت كان غريب واقف قدامها باصصلها وألف علامة تعجب على وشه، فاتخضت جوهره وجريت عالمطبخ بسرعة من غير ماتتكلم، اما هو فقرب من ليل وقعد جنبها وميل عليها وابتدى يبوس جبينها بشويش عشان يصحيها، وعينه علي جوهره اللي اتدارت منه بسرعة زي ماتكون حاسه إنه قرا أفكارها.. ومن هنا غريب اتأخد إن موضوع جوهره لازمله مراقبه وصحصحه.
___________
عدوا يومين بسرعة البرق، البعض مشغول لشوشته زي غريب ويمان وقاسم، بس من وسط الأنشغال غريب مش ناسي ليل ولا مقصر فحقها، كل ساعة اتصال وهو فشغله، ووقت مايرجع كل وقته عاللاب يبحث عن مرض السرطان وعلاجه، اكل مريض السرطان ونظامه، ايه اللي يضره وايه اللي ينفعه وفي النهاية جمع كل المعلومات وابتدى تطبيقها على ليل ابتداء من الأكل والشرب، فعملها نظام غزائي يعلي مناعتها عشان جسمها يقدر يقاوم المرض ويحارب الخلايا السرطانية
واول وأهم حاجة شرب ادميه الكثير ... يوقفلها السكر والدقيق الأبيض والمخبوزات والمقليات والحاجات المعلبة اللى فيها مواد حافظة والزيوت المهدرجة..لأن دي حاجات بتحفذ الخلايا السرطانيه وبتغذيها.. ومن هنا اتأكد هو كمان إن كلام دكتور إيان فعلا في محله وإن النظام الغذائي هو المتحكم الأول والأكبر في صحة الإنسان.
وغير كده جابلها الحاجات الطبيعية المساعده مع النظام الغذائي زى العسل بالبروبليز وحبوب اللقاح وطلع النخل وغذاء ملكات النحل وحبة البركة والقسط الهندى وغيرهم وغيرهم من الحاجات اللي بحث وعرف ان ليها فوايد لمرضى السرطان.
اما اركان فطول اليومين دول متاخد وهو شايف نجمه كل يوم خارجه بتكمل فجهازها، وكل ما يقرب من حد يلاقيه يتكلم عن فرح نجمه، حتى ابوه وأمه، وكأن الدنيا كلها بتحاول تأكدله ان خلاص الأمر بقى حقيقي وبيتنفذ ويتم، مكانش عارف يعمل ايه، بقى يخرج ويتفسح مع اصحابه ويحاول يلهي نفسه، وحتى عرض على نجمه مساعدته فأي حاجة تحتاجها كفرصة اخيره بأنه يكون جنبها ويشبع منها، لكنها رفضت، وعلي قد مارفضها لقربه زعله علي قد مافرحه.. لأنه عارف انه مكانش هيتحمل،
كان بيتخبط زي التايه، لغاية ماملقاش قدامه غير حاجة وحده ممكن تلهيه شويةَ،
كان سهران فأوضته، فدخل عالمسنجر وبعتلها رسالة وتجاهل كل الاعتبارات القديمة اللي كان حاططها فحسبانه،انه ممكن دا يكون حد يعرفه وعامل فيه مقلب، فقال لنفسه:
"حتي لو مقلب وصاحبه هيقف معايا الفترة دي لغاية مااعديها انا موافق"
فكتبلها..
- محتاجلك.
كلمة بعتها من غير أي مقدمات، اعلن بيها تنازله الكامل عن كبرياءه، فردت عليه بسرعة غريبة بعد وصول الرسالة بثواني:
-انا معاك وجنبك ومش هسيبك، عارفه ان نجمة بتحضر لفرحها وكنت مستنيه رسالتك دي من بدري ومتأكده انك هتبعتها ، عارفه انك محتاج لأي حد يمسك ايدك وتعدي بيه الفترة دي، وانا مستعده ياأركان.
اركان
- اديني رقمك، محتاج اكلمك صوت، اسمع صوتك واحس انك معايا فعلا. بدال منا حاسس اني بكلم شبح.
ردت عليه بحزم:
-لأ مش دلوقتي، خلينا على نفس الوضع، وكده احسن لينا انا وانت،انا معاك زي ماانت عايز ومش هسيبك، ومش عايزه موضوعنا يتطور بسرعة وبمشاعر متهوره ومش حقيقية، مش عايزاك تقرب مني هروب من موقف، عايزاك تقرب مني وانت حابب دا وعايزه، مش هقبل اكون مسكن يااركان ينتهي وقته وترجع تتالم مرة تانيه، عايزه اكون علاج، مشرط يبتر الألم ويزيله نهائيًا وميبقالوش أثر.
اتنهد اركان وغمض عنيه بحيرة..هي بتتكلم صح ومن حقها ترفض انه يقربلها في الوقت ده بالذات، بس كمان هي ممكن تديه رقمها ويقولوا كل الكلام اللي بيكتبوه صوت، وإصرارها على انها تفضل مجهولة مش مطمنه.
فضل يومها يكتبلها وتكتبله، حكتله قصة حياتها، اخواتها امها وابوها عيشتهم ظروفهم شغل ابوها واخواتها، تعاملهم مع بعض، حكتله عن صاحباتها واقرب وحده فيهم ليها.. كان بيتابع ويقرا كل حرف بتكتبه بإهتمام شديد، وكأن كلامها دا القشاية اللي قلبه اتشعبط فيها عشان ميغرقش فبحر الحزن اللي وقع فيه...
وكل يوم يقرب ميعاد فرح نجمة يحس ان بيغوط جواه اكتر لغاية ما وصل لأبعد نقطة ومبقاش شايف الشط،
مانتبهتش لا هي ولا هو للوقت غير مع قرآن الفجر، فقفلت معاه عشان تقوم تستعد لصلاة الفجر وطلبت منه انه يقوم هو كمان يتوضى ويصلي ويطلب من ربنا الصبر..
وفعلا عمل كده قفل وقام، واول ماخرج من أوضته لقى ابوه قاعد في الصالة بيتكلم في تليفونه وشكله متعصب.. قرب منه وسأله بفضول:
-بابا ايه اللي مصحيك لحد دلوقتي، مش عوايدك؟ وبتزعق لمين؟
قلع قاسم نضارته وبص لأركان واتنهد بتعب:
-بخلص شوية إجراءات كده للأكاديمية ياأركان المفروض الافتتاح بعد بكره وانا وعمك غريب ويمان واقفين علي قدم وساق، متأكد انها هتكون بداية لحاجات كتيرة ونقطة تحول، او نقطة استمرار لينا احنا التلاته فاكتر مجال بنحبه، حلم سيطر على كيانا وخايفين نتخاذل عنه ميتحققش على آخر لحظه.. بس خلاص هانت، واحلى حاجة انها مش هتكون مرتبطة بمواعيد دراسة، هتكون دورات تخلص وحده تبدأ التانية، صدقني الاكاديمية دي متوقعينلها انها هتكون عالمية فوقت قياسي.
إبتسم اركان وقعد جنبه وقاله:
-الظاهر انها فعلا هتكون بالأهمية اللي حضرتك بتوصفها، لأن انا واحد من الناس معتمد عليها انها هتغير حياتي وتغيرني زي ماتوقعت من كلامك انت وعمي غريب وعمي يمان عليها.
فحقيقي دا اكتر حاجة جايه فوقتها الصحيح، وبالنسبة للأمتحانات انا خلاص مش هدخلها ومش محتاج اثبت اي حاجة لأي حد لأني مش عايش عشان ابهر الناس بيا.
رد عليه قاسم بإبتسامة رضى:
-حقيقي ياأركان انت كل يوم يابني بتثبتلي انك قوي، لأن القوة مش بالجسم والعضلات، القوة الحقيقية إن الواحد يقدر يهزم مشاعره ويتغلب عليها مش يسيبها هي اللي تهزمه وتتحكم فيه، انا فخور جدا بيك ياأركان وحاسس اني عرفت اربي.
ابتسم اركان ابتسامة مكسورة وقام يتوضى ويصلي من غير مايرد على ابوه، مع انه كان نفسه يصححله كلامه ويقوله ان كل قوته مستخدمها فإنه يخفي مشاعره، لكن في الحقيقة هو لا هزمها ولا اتغلب عليها، وانه من جواه اكتر إنسان مهزوم في الوقت دا، ومرعوب احسن القشرة الصلبة اللي مخبي وراها كل ضعفه وخذلانه تتكسر وتفضح هشاشته، بس عشان انهياره مش هيتعذب بيه لوحده هيفضل مستخبي وراها للنهاية.
أما قاسم فقام هو كمان دخل الحمام التاني واتوضى وصلى وفضل يدعي لأركان ويطلبلة الصبر والقوة من ربنا ومنسيش جواهر مراته من دعواته،
جواهر اللي من ساعة مابدأت مشاويرها مع ليل ونجمه وهي كل يوم ترجع تطلع كل حاجة بنتهم حلا الله يرحمها وتقلب فيهم بشوق وحنين وحسرة، واللي مصبرها عالفراق انهم مخلوش من جهدهم جهد وهي تعبانه ولا سابوا باب وراه علاج إلا وخبطوا عليه، لكن في النهاية أمر الله نفذ، بس لسه لحد دلوقتي وجعها فقلب جواهر مخفش، ولا فقلبه هو كمان، بس الفرق إن هو أقوي منها وقادر يتحمل، أما هى اقل موقف بيقلب عليها كل المواجع.
خلص صلاة وقام دخل الأوضة ونام جنب جواهر واخدها فحضنه وفضل يفكر في إركان ياتري ايه اللي مستنيه؟
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ريناد يوسف، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية