-->

رواية جديدة نجمة أركان الجزء الرابع من سلسلة فرعون مكتملة لريناد يوسف - الفصل 34 - الخميس 19/6/2025

 

قراءة رواية نجمة أركان الجزء الرابع من رواية فرعون كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



قراءة رواية نجمة أركان

الجزء الرابع من رواية فرعون

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة ريناد يوسف

الفصل الرابع والثلاثون

تم النشر يوم الخميس 

19/6/2025


اول مافاق ايان اتصل علي نجمه وبضعف وصوت مكسور قالها:

-نجمه اتهجموا عليا وعلى معملي، ضربوني واخدوا القردة والمواد ودشدشولي المعمل.


نجمه ردت عليه بفزع:

-هما مين ياإيان، وليه يعملوا كده، طيب انت كويس فيك حاجة.. انا جايالك.

زعق فيها ايان بعصبية:

-هتجيني تعمليلي ايه يانجمه وايه الأسئلة الغبية دي كلها، هو انا لو اعرف هما مين مش كنت قولتلك عليهم.

نجمه:

-يابني اجيلك عشان اطمن عليك مانت بتقول ضربوك!

_لا دي خبطة بسيطة على دماغي، ثم ان انا مش مهم المهم القردة والمواد اللي اخدوهم، دول فيهم مواد نادرة بألاف مؤلفه وياريت الحصول عليها سهل منهم لله.

نجمه:

-تستاهل عشان ياما قولتلك ركب كاميرات في الفيلا مكنتش تسمع كلامي.

إيان:

-ياغبيه كاميرات يعني بسجل كل حاجة بعملها وكل خطوة بخطيها كل حركة وكل تجربة بنفذها، هتكون اذى ليا اكتر من استفادتي منها، عالاقل هما دلوقتي بيتخبطوا عايزين حاجة ومش عارفين ياخدوها ازاي، لكن لو بالكاميرات كانت كل حاجة اتكشفت ومكنوش هيحتاجوا يدخلوا ياخدوا القرده ولا المواد ولا يفتشوا ورايا، مجرد يفرغوا الكاميرات وياخدوا الأفلام وانتهينا.

نجمه:

-طيب ياايان معنى كلامك انك مش عايزني اجي اطمن عليك ولا عايزني اواسيك في مصيبتك متصل بيا ليه دلوقتي؟


ايان:

-متصل اقولك ان كل دا بسببك ومنك لله.. انا قبلك مكانش حد بيهوب ناحية فيلتي ولا معملي، من يوم ماعرفتك وكل حاجة بتفلت من بين اديا وحياتي بقت منتهى الفوضي.، حقيقي الارتباط دا أغبى خطوة وأبشع جريمة ممكن الواحد يرتكبها فحق نفسه.


سكتت نجمه وهي فاتحه بوقها بصدمة من كلامه فسألها:

-مبترديش يبقى اكيد معترفه ان كلامي صح.

وهنا ردت عليه نجمه بغضب:

-هو اكيد صح ومردتش عشان انت جبت من الاخر، فعلا الارتباط دا طلع اغبي خطوة وأبشع جريمة.. ودلوقتي بعد كلامك دا ايه قرارك؟

ايان:

-قراري فأيه؟

نجمه:

-في الغلطة والجريمة اللي هترتكبها احنا لسه عالبر.

إيان:

-لأ مش عالبر وانا بقول كده مش عشان اتراجع او رغبة مني فعدم الاستمرار، هي جريمة اه بس هكملها لأنها شيء ضروري بالنسبالي وبالنسبالك، بس دا ميمنعش ان المتاعب كلها بتيجي مع الأرتباط، يلا سلام هشوف معملي والم أشيائي.

نجمه:

-إيان فرحنا باقي عليه ٤ ايام على فكرة. 

إيان:

-ماشي ماشي.


قفل معاها وسابها متنحه، بس مكانتش مصدومة منه قوي لأنها اتعودت،، هو مكلمها يعرفها ان هي سبب الفوضى فحياته وانه كاره فكرة الارتباط وبس، مش حاجة كبيرة يعني.. دا اللي حاولت تقنع نفسها بيه وهي بتحط تليفونها عالشاحن وتنزل لأمها عشان تشوفها هيروحوا بكره يشتروا الفستان ولا فيه تأجيل تاني.


كانت ليل قاعده في الجنينه، ماسكه بين اديها كتاب مقفول وسرحانه وباصه بعيد للفراغ.. قربت منها وقعدت جنبها وبهدوء سألتها:

-ايه ياست الكل بتفكري فأيه؟ 

ليل-

عفكر فيكي وففرحك هكون عفكر فأيه يعني؟ عايزه فرحتك تكون مميزه ومتتنسيش، عايزه اعملك حاجة مختلفة، اكتر حاجة ممكن تفرحك بس مش عارفه ايه هي. 


ردت عليها نجمة بغيظ مكتوم:

-لو عايزاه فعلا يكون يوم مميز ميتنسيش طوخيلي ايان عيارين واحد فقلبه العطلان ده والتاني فدماغه المتركبه عكس. 


ضحكت ليل بخفه وسألتها:

-واه عيملك ايه الحزين ديه وصلك لانك تطوخيه؟ 

نجمه:

-هو قولي بيعمل ايه ميستفزنيش بيه، حرام هو مش بيقصد يستفزني، بس كلامه كله استفزاز، حاجة كده تخليكي عايزه تمسكيه تخنقيه تطلعي روحه فأيدك، كأن لسانه ده متبرمج يطلع قاذفات مدمره مش كلام عادي. 


ليل هزت دماغها وهي بترد عليها بهدوء:

-ايوه وايه الجديد ماهو جلنف وكلنا عارفين، عقولك ايه يابت ليل تعالي إهنه أما اقولك كلمتين المفروض كل ام تقولهم لبتها وهي عتتجوز.. 

نجمه:

-قولي ياماما. 


ليل:

-جوزك.. متجيبيش سيرته قدام حد بالعفش لو كان اللي بينكم ساعه صفا وساعة عكار، 

المره وجوزها كيف القبر وأفعاله محدش ليه يطل جوا حياتهم ويعرف عيجرا فيها إيه. إلا لو كان الطبع شين والاوقات والساعات كلها عكار من غير صفا بس إهنه الوحده تشتكي وتطلب النجده.. 


بيتك قبل اي حاجة، نضافته وهدوئه وترتيبه، وكيف مانضافتك الشخصية وريحتك مهمة نضافة بيتك من نضافتك وريحته تعبر عنك. 


مش كل المشاكل تتحل بالعناد والمناطحة، ولا كل المشاكل تتحل بالاستسلام والسكوت، اعرفي عند اي حاجة تسكتي وتطاطي وتعديها، وعند أي حاجة تعرعري وتاخدي حقك منيه تالت ومتلت. 


المره مش كيف الراجل يانجمه ولا ينفع تعمل راسها براسه فكل حاجة، في كرامتها ماشي، لازمن توبقي كرامتها من كرامته، لكن تفكر انها تمشي كلامها عليه او تحكمه او تخليه يعمل حاجة مش على هواه وتكسره.. حتي لو عيملها من باب محبه عيشيلهالها جواه وتحز فنفسه. 


واوعك تقولي لروحك ان دكتور القرود بتاعك ديه مختلف ومعاملته مختلفه، وعشان متساهل تيجي عليه.. له يانجمه.. جوزك لو حب فيوم يمارس رجولته ويحكم عليكي حكم مش منطقي او يمنعك من حاجة او ينهيكي عن حاجة من باب انه يشوفك هتخضعي ليه ولا له.. اوعاكي تستغربي موقفه وتوقفيله وتعانديه، داي هرمونات عتطفح عليهم ساعات مش عيبقوا متحكمين فيها كيف هرمونات الحريم بالظبط، وكيف مااحنا عنحبوهم وكت هرموناتنا يحادوا ويدادوا ويطبطبوا لازم نعملولهم نفس الشيئ. 


نجمه اتأففت وردت عليها:

-اه ماهي ناقصة الهرمونات كمان، يبقى عته وهرمونات.. امال يعني ياست ماما مبشوفش على بابا الهرمونات دي ولا شوفته فوقت بيمارس رجولته عليكي بالطريقة دي، ولا هو بابا مخلوق فضائي يعني نطلعه من فئة الرجالة اللي بتقولي عليهم دول؟ 

 ليل:

-ومين قالك الكلام ديه؟ 

طب والله ابوكي عليه فظاره وعصبيه عتطلع اوقات تخليه يزعقلي من طريق ونص، من غير مااجي يمته حتى، بس اني عشان حفظته ععرف ان فيه حاجة مدايقاه وضاغطاه وععديها معكبرهاش، اوعاكي تفكري ان حياتي اني وابوكي هي بس الضحك والرومانسية والمحبه اللي قدامكم واننا عايشين مع بعض السنين دي كلها من غير ماتحصل مابينا مشكلة، له يانجمه دا فيه كواليس انتوا متعرفوش عنها حاجة، بس اني كيف ماقولتلك حياتنا واللي بينا عخليه مابينا، من يوم ماغلطت غلطة كلفتني ٤ سنين من عمري وعمر ابوكي بعاد وهجر واني حاطة سور حوالين خصوصياتنا محدش يخطيه ولا حتى انتوا. 


الخلاصة يانجمتي انك مادام هتتجوزي وداخلة علي حياة جديدة تتحملي يابتي، الحياة لا هي دوم حلوة ولا دوم عفشه، وسبحان الله داي حاجة عتخلى الواحد يحس بقيمة أيامه الحلوة لما يعيش العفش. 

نجمه هزت دماغها بتفهم وردت على امها:

-متقلقيش ياأمي بنتك عاقله على فكرة وبعرف اتعامل واحتوى المواقف.. المهم عايزه اختار الفستان واخلص اتجوز ابن المجنونه اللي كل دقيقة بحال دا، وكل شوية يتصل بيا يسم بدني ويقفل، تخيلي متصل بيا يقولي انه بيعمل جريمة فحق نفسه بإرتباطه بيا؟! دا بدال مايقولي ياحبيبتي أمتا يوم الفرح ييجي انا بعد الأيام والساعات.. دا مش هرموناته بتعلا ساعات، دا هرموناته بايظه طول الوقت. 


ضحكت ليل ومقدرتش ترد عليها من كتر الضحك، ومع نوبة الضحك دي وصل غريب، فإبتسم أول ماشاف ليل بتضحك بالشكل دا، قرب وحضن دماغها وباس خدها وسألها:

-لعلها بشرة خير يارب والضحك دايما يفضل مالي بيتنا والفرحة دايما تفضل ملازماكي يانور عيوني. 


بطلت ليل ضحك وردت عليه بحنان وهي بتحضن وسطه:

-الفرحه ملازماني طول ماانت جاري يادقة القلب، حمدالله عالسلامة وكل مهمة وانت بخير. 

ضحك غريب وقعد جنبها وبص لنجمه وقالها:

-نجمه بصي انا واقع من الجوع، قومي حضريلي اي حاجة آكلها، وسيبيني انا وليلي شوية اشبع منها اصلها وحشتني قووي في الكام ساعة دول.. وفيه كلام كتييير قوي عايز أقولهولها.. يلا بقى متبقيش عزول ياسبحان متتجوزي ونخلص منك وتفضى علينا الفيلا ويخلالنا الجو. 

بصت نجمه لأمها وكشرت وقالتلها بنبرة سخرية:

- كل راجل عنده هرمونات هاه، بقى دا بذمتك بيقلب عليكي ويزعلك؟ ماما انتي مفتريه على فكرة. 


بص غريب لليل بذهول وسألها وهو بيشاور علي نفسه:

-انتي قولتي للبنت اني بقلب عليكي وبذعلك ياليل؟ 

ليل ردت عليه بقلة حيلة:

-والله ياغريب اني كنت عضربلها مثل وملقيتش غيرك اضرب بيه المثل بس الظاهر اني غلطت لما قولتلها.. اهي فضحتني، وديه يثبت صحة كلامي، ان الموضوع لو طلع بين الوحده وجوزها لأي حد.. أي حد حتى لو بتها حبيبتها عيعمل كوارث، قومي يامسحوبه من لسانك حضري الوكل، وكتري عشان اني كمان هاكل معاه تعبت من المسلوق والعادم. 

غريب:

-تعبتي ايه ياليل دول يومين تلاته بس اللي بدأتي تلتزمي فيهم بالمسلوق والعادم؟ 

ليل:

سبع ايام.. يوم ينطح يوم وزهقت وهملني النهاردة آكل لقمة علي مزاجي. 

سكت غريب واتنهد وقامت نجمه تحضر الأكل، فبص غريب لليل وقالها:

-ليل حقك عليا مقصدش ازعلك، انتي عارفه طبعًا ان كل كلمة طلعت لجواهر كانت من ورا قلبي، بس لازم اعتذرلك واقولك معلش كنت مضطر، وصدقيني خفت عليكي وإلا كنت قولتلك كل حاجة بصراحة


ليل:

-له ياضي عيني مزعلاناشي، وخير ماعميلت بانك عاودتها البلد لخالها احنا عملنا بأصلنا وهي اصلها غلب، يلا اهو درس جديد من الدنيا ليا.. وليها هي كمان، درس عطاها اكبر قلم علي وشها، ويمكن ديه اللي يخليها ترضى بعيشتها وتتحمل مكتوبها، وتعرف الطمع عيعمل ايه في البني آدم ويوديه فين بعد ماكان فين.. المهم قريت الفاتحه لحبايبي وانت معدي عليهم وبلغتهم سلامي؟ 


غريب:

-قريتها والله وبلغتهم السلام وطلعت على روحهم اللي فيه النصيب لأطفال البلد وانا ماشي بالعربية.. متقلقيش انا مبنساش اي حاجة تخصك. 

بصتله بعيون كلها محبه ومردتش عليه، لكنها قطعت نظرتها لما غمضت بالم ومسكت دماغها فسالها بفزع:

-ايه ياليل مالك؟ 

ردت عليه ليل وهي بتقاوم الالم:

-ولا حاجة ياحبيبي، شوية صداع بس متشغلش بالك. 

غريب:

-نعم؟ مشغلش بالي! قومي. 

_اقوم ليه؟ 

غريب:

-قومي ياليل رايحين للدكتور دلوقتي حالاً. 

ليل:

-ياغريب مش مستاهله. 

غريب:

-شش ولا كلمة. 

وفعلا اخدها للدكتور اللي دخلها فورًا على اشعة وكانت النتيجة إن الخلايا السرطانية بدات تتكاثر والورم يرجع بطريقة غير طبيعية ولازم تاخد اول جلسة كيماوي في الحال. 


وفعلاً خضعت ليل لأول جلسة، ودخل الكيماوي فعروقها، كانت ساكته ومتحمله وغريب هو اللي بيتألم.. جاتلهم نجمه للمركز واخدوا ليل بعد الجلسة روحوها، وابتدا مشوار عذابها بدري ماداهاش فرصة حتي لبعد فرح نجمه.. 


ومن وسط وجعها كلمت جواهر وناديه يروحوا بكرة مع نجمه تختار الفستان، وكلمت رحاب تجيب كل طلبات الخبيز وتجيلها البيت، وخلت غريب يجيبلها فرنين للفيلا بإتصال تليفون، وفساعات كانت بتخلص كل امورها العلقة كانها في سباق مع الوقت. 




أما عند وفقي في السرايا.. 


وصلت نواره قدام البوابه علي الساعه ١٢، ميلت تبص من خرم البوابة فقالها عزام بحس فزعها:


-اتعدلي متوطيش احسن يكون حد معدي. 

اتعدلت نواره ورجعت لورا خطوتين وهو فتح البوابه وقالها:

-ادخلي قوام. 

دخلت نواره ووقفت تتلفت حواليها بخوف وهو قفل البوابه ومشى قدامها عالسرايا وقالها:


-خشي طوالي الدار أمان، وفقي ومصرية فسابع نومه مكمودين ومهيصحوشي غير الصبح، يلا خدي ولدك فحضنك واشبعي منيه.


جريت نواره علي جوه وسابقت عزام وبقلب ام فتحت باب الاوضة وجريت على ولدها شالته وحضنته ومع حضنتها ليه ردت فيها الروح من تاني، خدته وطلعت بيه من الأوضة وهي عتبوس فيه وتشم وتضحك..وبصت لعزام وبضحكة وفرحة قالتله:

- روح ياعزام ربنا يفرح قلبك اضعاف فرحة قلبي دلوك مع اني حاسة ان مفيش فرحة اكبر من فرحتي في الدنيا، كفيت ووفيت ياواد الأصول يابذرة طيبه. 


عزام رد عليها بإبتسامة:

-اني بره خدي راحتك مع ولدك، لو عوزتي حاجة اندهي علي اني صاحي. 

هزت دماغها بموافقة وضحكت وهي عتحضن ولدها مرة تانيه وهو ضحك وطلع قعد عالبوابة، وبص للسما يتأمل نجومها وقمرها المضوي وهو حاسس بفرحة كأنه النهاردة حقق اكبر انجازاته.. وصورة نوارة وهي عتضحك قدام عنيه مرايحاشي وصوت ضحكتها عمال يرن فودانه مبطلشي. 

عدت يادوب ساعة واتعدل عزام وهو سامع شخوله فقفل البوابه فطلع بوز البندقيه من فتحة الباب وسأل :

-مين.. ارجع لورا ياللي عالبوابة. 

رد عليه أبوه شاكر وهو عيكمل فتح القفل:

-نزل البندقية ياد اني ابوك. 

نزل عزام البندقيه وبص على السرايا وبلع ريقه، وكان ابوه فتح البوابه ودخل، ولما شاف وشه وعيونه اللي كل هبابه يطيروا على السرايا قاله:


-جايب نواره لولدها صوح.. والله حسيت انك هتعملها النهارده من فرحتك وحماسك.. مش قولنا نراعوا وكل عيشنا ونسيبوا الخلق للخالق ياعزام!؟ 


عزام:

-صعبت عليا يابوي ومقدرتش تكون فيدي ليها مساعدة ومقدمهاش، ومتلومنيش على قلبي عشان واخد كل لينه منك ومتحاسبنيش علي حاجة انت عميلتها قبلي. 


شاكر:

-طيب ولو صحي وفقي دلوك وموتها وراح عمرها فشربة ميه قلبك اللين ديه هيكون قوله ايه؟ 

 عزام:

-مهيصحاش حاططله هو ومصريه منوم ينوم فيل للصبح متخافش. 

شاكر:

-ربنا يعدي اجازتك على خير ياولدي والله. 


قعد بعدها شاكر مع عزام، عملوا شاي وشربوه واتكلموا فكذا موضوع، وطلعت نواره برزق وقعدت جارهم بعد مارضعته وشبعته ونام، صبولها شاي وفضلت حاطاه فحجرها وتتامله علي ضو اللهب، وعزام عينه عليها وعلى ملامحها اللي طول ماباصه لولدها فايضه حنان ومحبه، وأبوه عينه عالتنين وعينه عالسرايا، خايف وفقي او مصرية حد فيهم يصحى ويروحوا كلهم في الوبا. 


بدأ قرآن الفجر فبص شاكر لنواره وقالها:

-يلا يانواره بزياداكي الفجر روايحه هلت والنهار هيطلع، شبعتي من ولدك وشبعتيه منك.. دخليه ونوميه مطرحه واتيسري على بيتكم، اديكي خدتي جرعه من ولدك تكفيكي شهر بحاله. 

بصت نواره لولدها ومسدت علي شعره ووشه ورفعت كف ايده باسته وردت على شاكر:

-هو يجرا ايه لو خطفته علي اكده وجريت بيه وهملت البلد والناس وتوهت بولدي فبلاد الله الواسعه ومحدش يعرفلي طريق اني ولا هو! الدنيا هتتهد ولا القيامة هتقوم؟ 


شاكر:

-له ولا حاجة، بس كل اللي هيجرا وفقي هيكومني اني وولدي الطروبش اللي ساعدك ديه عشان محرسناش ولده، وعشان العمر غالي ومش رِبه ومحبتك لولدك مش اكتر من محبتي لولدي وخوفي عليه.. 

فلو فكرتي تعمليها هكومك بطلقة قبل ماتخطي رجلك البوابه بالواد، واخده احطه موطرحه واقول كانت جايه تسرق الواد ومهخدش فيكي ساعة زمن. 

نواره:

-وه ياعم شاكر! 

شاكر:

-ايوه يانواره هعملها، فقومي وانتي بت ناس بطلي وهوهه وحطي الواد ففرشته وردي على بيت ابوكي مؤمن اللي ربنا يهد عليه سقف أوضته عشان خلف ونايم ومهمل غيره يتبلي. 


عزام:

- بالراحة عليها يابوي، هي عتتمنى بس مجرد امنيه، عتحلم، هنحاسبوها عالأحلام كمان؟! 

شاكر:

-نحاسبوها ونطخوها كمان، ويلا قوم معاها عشان تروحها وتروح عالبيت تتخمد والسرايا اهنه اول وآخر يوم تعتبها في الليل سامع، اني هحرس واسهر واشتري عمري وعمرك. 


عزام بص لنواره ومد ايده ياخد منها الواد عشان تعرف تقوم، وهي ادتهوله بالراحة وقامت وخدته منه تاني، ومشيت بيه قدامه على السرايا وهو وراها، باسته وودعته وحطته ففرشته، وقبل ماتطلع بصت لوفقي ومصرية وبحرقة قلب دعت وقالت:

- روحوا ربنا مايهنيكم ولا يفرحكم ولا تحسوا براحة طول عمركم، ربنا يخلصلي حقي منكم وينتقملي بعدله منكم، رفعت مظلمتي للواحد القهار رداد المظالم... يارب هاتلي حقي عاجلًا غير آجل ولم شملي على ولدي. 


خلصت دعوتها وطلعت من السرايا، ومشت على بيتهم مع عزام، واول ماوصلت قدام باب البيت بصتله وقالتله:

-لساني عاجز عن شكرك ياواد عمي وحاسه كلام الدنيا كلها مش هيوفيك حقك، بردت نار قلبي ربنا مايرميك فديقه. 

عزام:

-خشي يانواره ونامي نوم العوافي تصبحى على خير. 

نواره:

-وانت من اهل الخير يارب. 

همت تفتح الباب وهو اتحرك خطوتين لكنه عقد اديه ورا ضهره ورجعلها تاني وقالها:

- متزعليش مني يانواره فاللي هقوله بس ابوكي مش راجل.. اللي ينام على ودانه وبته تطلع من بيته وتدخل وهو ميحسش بيها ميوبقاشي راجل، ابوكي عايز يتولع فيه.. ولو مصحيش علي نفسه اني اللي هولعلك فيه. 

ابتسمت نواره وردت عليه:

-واثق فبته وعارفها ب١٠٠ راجل. 

عزام:

-طب خشي وبطلي كلام خايب، ماهو لو انتي ب١٠٠ راجل ممكن يطلع عليكي راجل بألف راجل ويعلمك ان المره مهما كانت مخربشه فهي قطه ومتقدرش تواجه ديب.. ادخلي واقفلي الباب زين ربنا يهدي أبوكي. 


دخلت نواره البيت وقفلت بابها وهو فضل واقف لغاية ماقفلت الباب واطمن عليها وكمل علي بيته وهو حاسس بإنتشاء غريب! 



اما عند سميه ففيلتها... 

شريف:

-سمسمتي سرحانه فأيه من ساعة ماجيتي من فيلا غريب وانتي مش على بعضك! 

سميه:

-غريب ياشريف، غريب الظاهر جايله وجع في الطريق عارفه انه مش هيتحمله، ليل النهاردة كانت تعبانه انا حسيت بيها ولاحظتها، غريب روحه فليل ولو جرتلها حاجة ابني هيضيع. 

شريف:

-ياشيخه تفي من بوقك ربنا يشفيها ويديها طولة العمر. 

سميه:

-انا مش بدعي عليها والله انا خايفه عليها وعليه، بحاول اتخيل الموقف وأفكر ياتري لو دا حصل ايه الحاجة اللي ممكن تهون على غريب فراق ليل، وصدقني مش لاقيه. 

شريف:

- طيب ممكن متسبقيش الاحداث وخليكي واثقه فرحمة ربنا وادعيلها وادعيله، وكلمي سيلين عشان زعلانه منك وبتقولي قول لعمتي اني مخاصماها بقالها اسبوع مكلمتنيش! 


سميه:

-لما اروق هكلمها واكلم الكل، انا الحقيقة ياشريف موضوع غريب وليل مشتت تفكيري، حتي ماهر... 

سكتت مكملتش فهو ابتسم وقالها:

-على فكرة انا عقلي مش صغير ومش هزعل أو هغير لو وصفتي احساس طليقك بحالة ابنه ياسميه. 


سميه:

-مش هوصف بس كنت هقول ان ماهر حاسس ان غريب هيتوجع وطول الوقت يبصله بحسرة، وعلاقة ماهر بغريب علاقة غريبه فعلا ياشريف عمري ماقدرت افهمها، زي مايكونوا بيقروا بعض وبيحسوا بإحساس بعض، الواحد فيهم بيحس بالحاجة اللي هتحصل للتاني من قبل ماتحصل، احترت الاقي وصف لعلاقتهم اكتر من مجرد أبوه مش لاقيه بصراحة. 

شريف:

- دي درجة من الحب نادر اللي يوصلها ياسميه، ملهاش مسميات ومش مهم تصنيفها قد ماالمهم انها موجودة وحقيقية. 


اتنهدت سميه وسكتت وقام شريف عملها القهوة بتاعتها وعمل لنفسه كمان فنجان معاها.. عارف ان مفيش حاجة هتهديها وتخليها تفصل عن العالم غير فنجان القهوة، فجري عمله وكأنه بيديها مسكن يريح عقلها عن التفكير. 


عدت الليلة بصعوبة على ليل، وكانت اصعب ليلة كمان على جوهره اللي منامتش من التفكير من اللي وصلت نفسها ليه،

 على ماهر بسبب ملاحظته لتعب ليل، وعلى جواهر اللي النهاردة خوفها على ليل خلاها معرفتش حتى تاكل لقمتين على بعض من الاكل اللي طبخوه.. محدش كان مرتاح فيها غير نواره وعزام. 


تاني يوم الصبح جات جواهر الفيلا واتقابلت مع ناديه عالبوابه، واتصدموا لما عرفوا ان ليل أخدت أول جلسة كيماوي، من غيرهم ومن غير مايعرفوا، وعلي قد مازعلوا منها زعلوا عليها، واخدوا نجمه وطلعوا يشترولها الفستان، وليل كانت متابعه معاهم بالتليفون لحد ماقع اختيارهم على فستان ارضى كل الأذواق،


 ورجعت نجمه بيه للفيلا مع جواهر وناديه وكانت في الفيلا رحاب وزينب بنتها، اللي جابوا الطلبات بتاعة الخبيز ورحاب قاعده مع ليل بتشوف هيخبزوا ايه قبل ايه..وبعد الاتفاق قرروا انهم هيستعينوا بستات تساعدهم.. رحاب عارفاهم من خلال شغلها وبيفهموا كويس في المخبوزات والحلويات وبكده هيوفروا وقت لو عملوا ورديتين في اليوم.. 


وفعلا اليلادي الكل باتوا مع ليل في الفيلا يجهزوا، والصبح بدري كانت الفيلا مليانه بريحة بسكويت النشادر والكعك خلت غريب أول ماصحي من النوم ابتسم، ونزل على صوت اغاني الافراح والفلكلور الشعبي اللي الستات بيغنوه وكأنه ففرح من الافراح اللي بيشوفها في التلفزيون.. 


فطر ولبس وودع ليل وراح على شغله.. والفيلا ابتدت تتملى بستات العيله والأولاد اللي كانوا فرحانين بالخبيز والأجواء فرحة متتوصفش، وهو دا اللي ليل كانت عايزاه وبتتمناه وحققته. 



أما في المانيا... 

فى أوضة ايميلي.. كانت ماسكه تليفونها وبتتكلم فيه بعصبية:

- سمعت ماأقول، انا نفذت كل ماأُمرت به حتى اليوم ولكني لا أريد الأستمرار، أريد أن اتوقف عن فعل ذلك. 

سكتت شوية كانت بتسمع لكلام اللي على الخط التاني وبعدها ردت عليه بنفس العصبية:

-لا لن أبتعد عنه وهذة المسألة تخصني وحدي، أنا أريد أن اتوقف عن إكمال المهمة، وأظن انكم وصلتم لغرضكم ولا يوجد شيء آخر، لقد اصبحتم في منازلهم ومعهم في كل مكان ماذا تريدون بعد... استمع لي جيدًا، إن لم تكف عن محاولاتك لإقناعي سأقول لشهاب الحقيقة وأدمر كل شيء. 


لحظات سكوت وبعدها ردت.. 

- نعم أحببته ولِم سأنكر، هذا أمر يخصني وحدي ولا شأن لكم به، والآن اغرب عن وجهي ولا تحاول الإتصال بي مرة أخرى. 


خلصت ايميلي كلامها وقعدت على السرير.. مش قادره تحدد شعورها في اللحظة دي، لو فرحانه أو مخنوقه، بس اللي متأكده منه ان إحساس بالراحة بدأ يتسرب جواها، حتى وهي متأكده ان بعد فترة حياة كل الناس اللي حوالين شهاب هتتدمر.. بس هي ميهمهاش غير شهاب ونفسها وليذهب العالم للجحيم. 



أما في البلد في السرايا عند وفقي ومصرية... 


صحيت مصرية من النوم وهي مصدعة وحاسه راسها تقيله.. بصت لوفقي جارها اللي نايم بعمق للوقت ديه هو كمان على غير العادة، بصت للساعة وكانت داخله على عشره فصحت وفقي وهي عتسأله بإستغراب:

-وفقي، ياوفقي.. قوم يابوي مالنا إكده النهارده نومنا نوم أهل الكهف ديه حتى رزق نايم هو كمان مصحيش هو فيه ايه؟  


قام وفقي ورد عليها وهو بيمسك دماغه بألم:

- ايه ديه، ايه الصداع ديه، هو فيه ايه نافوخي هيتفرتك؟ 


مصريه:

-ومين سمعك اني مقادراشي إرفع راسي! 

 قام وفقي وراح على رزق ولده، شاله واطمن عليه وانه نايم بسلام، باسه وحطه موطرحه وبص لمصريه وقالها:

- هو الرز أبو لبن اللي طبختيه امبارح يافقريه انتي، كنت حاسس ان فيه حاجة غريبه، كننا اتسممنا بس على خفيف، قومي حضريلي غيار عبال ماادخل اتسبح عاطي ميعاد لزباين في الشونه هيشتروا التبن وهحمل محصول الحبوب للناس اللي اشتروه، وراي الف حاجة النهاردة ونايم كيف القتيل. 

خلص كلامه وراح على الحمام وقامت مصريه بتقل تجمعله غيار وهي عتبرطم مع نفسها:

-رز ايه المسموم ديه كمان، هو لو مسموم كان السم هينومك بس، كنك اتدبيت فمخك ياوفقي والكبر هيبان عليك! 


طلع وفقي ولبس غياره وجلابيته ومستناس يفطر، راح على رزق شاله وباسه وبص لمصرية وقالها:

-خلي بالك من الواد يامصرية، رضعيه وأوعاكي تهملي فيه، روحي فيه الواد ديه ولو اذتيه توبقي عتأذي روحي وياروح مابعدك روح. 


شوحتله مصرية بيدها وردت عليه وهي عتطلع من الأوضه:

 يابوي بطل منيه كلامك الماسخ ديه وتهديداتك الخايبه بلا أذيك بلا أذيه، وهو اني لو ناويه على اذيه كنت صبرت للنهاردة، روح ياوفقي على مصالحك راسي واجعاني مناقصاشي حديتك الماسخ. 


اتحرك وفقي علي برة بعد مارجع رزق لسريره وبص لمصرية بصه اخيره وهو طالع كيف مايكون عايز يقولها كلام كتير بس مفيش وقت ليه وهي كمان محداهاش وقت تسمع فدخلت المطبخ وابتدت تعمل ليها فطار لأنها حاسه بجوع غير طبيعي. 


طلع وفقي بعربيته وهو في الطريق جاله تليفون من التاجر اللي هيشتري منه التبن يستعجله، طمنه انه خلاص علي وصول وقفل معاه وقرص على البنزين وزود سرعة العربية عشان يوصل قوام، وبعد مسافة وهو على سرعته العالية طلعت فوشه من طريق جانبي عربية نص نقل خبط فيها بدون انذار، فطارت عربيته في الهوا ونزلت على الرصيف بكل قوة، ولما الناس اتلمت عليه يشوفوه لقوة فارق الحياة. 

يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ريناد يوسف، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة