رواية جديدة نجمة أركان الجزء الرابع من سلسلة فرعون مكتملة لريناد يوسف - الفصل 35 - الخميس 19/6/2025
قراءة رواية نجمة أركان الجزء الرابع من رواية فرعون كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
قراءة رواية نجمة أركان
الجزء الرابع من رواية فرعون
رواية جديدة قيد النشر
من روايات وقصص
الكاتبة ريناد يوسف
الفصل الخامس والثلاثون
تم النشر يوم الخميس
19/6/2025
قاعده نواره في البيت فرحانه وعتطبخ ونادت على خالتها عيشه وقالتلها:
-خاله عيشه شيعي لعزام النهارده يجي يتغدى معانا عاملاله وكله زينه ترم عضمه.
ردت عليها عيشه بضحكة:
-ايوه امال ايه، يستاهل الوكله الزينه عزام مش طفى الشوق عشيه وحقق المراد.
نواره:
-اسكتي ياخاله عالفرحة اللي قلبي كان حاسس بيها واني واخده راحتي مع ولدي، واخداه فحضني ومآمنه مش عامله كيف الحرامي اللي عيسرق سريقه وخايف يتعكش، والله ولا الف وليمه ترد معروفه فيا عشيه.
عيشه:
-والله هو ان جيتي للحق يستاهل الزين كله.
يادوبك عيشه خلصت كلامها ودخل مؤمن من الباب زي الصاروخ وقالهم:
-قاعدين تتسامروا ومداريانينش بالنصيبه اللي جرت، وفقي مات، اتقلبت بيه العربية ومات في التو واللحظة، ولدك اتيتم ياحزينه.
نواره الكبش اللي كان فيدها وقع عالأرض وهمست وهي مش مصدقه نفسها:
-مات؟ وفقي مات! ياكرمك يارب، ياحنين على عبادك يامجيب الدعوات، الف حمد وشكر ليك يارحيم ياحنان يامنان.
زعق فيها مؤمن بعصبية:
-يابقره فرحانه وعتتشمتي فموته.. انتي معارفاشي ايه اللي مستنيكي ومستني ولدك من بعده؟
نواره
-مستنينا كل خير يابوي، ولدي هيرجع لحضني وهيورث فأبوه والميزان المايل هيتعدل.
مؤمن:
-عتحلمي يابت مؤمن.. خشي غيري خلجاتك والبسي اسود وهمي على السرايا اثبتي وجودك وسخني جنازته وعلي حسك بالصراخ خلي الناس تاخد بالها ليكي، انتي لساكي في العدة وحقك تورثي منيه.
ردت عليه نواره بغضب وعند:
-والله مااروح إلا بالملون ولا اصرخ ولا انزل عليه دمعه، وحقي لو ليا حق هاخده بالحكومة، بس قبل الفلوس عايزه ولدي.
مؤمن:
-طب لو جيتي للقانون عاد ولدك مليكيش حق فيه ولا ينفع تاخديه عشان مكتوب بإسم مصرية في شهادته، يعني انتي لا امه ولا يعرفك، عمومًا اجلي الكلام ديه لبعد مايندفن وفقي ويبقالها حلال.
جريت عيشه لبست جلابية سوده ونواره طلعت بالهدوم اللي عليها مغيرتش وراحوا عالسرايا، وهناك كانت البوابه مفتوحه وشاكر واقف عالباب واول ماشافهم قالهم:
-جايين تعملوا ايه اهنه دلوك انتوا، هي ناقصه فضايح! دي مصرية من ساعت الخبر واتسعرت عماله تكسر في السرايا وتقطع فشعرها ولو نواره دخلتلها دلوك هتبلعها.. عاودوا لداركم وكنوا دلوك.. والله ماعارف ان كانت غفلقت على روسكم ولا اتحلت؟
نواره: له عقولك ايه ياعم شاكر، اني داخله وتبلعني تشربني مش مهم، اني ولدي جوه ومش هسيبه.
شاكر:
-مش دلوك يانواره.. أصبري لما عزام يخلص الإجراءات ويجيب وفقي وندفنوه.
نواره:
-دلوك ياعم شاكر هو ديه وكته. اوعى إكده خليني اخد ولدي بدال مايروح في الرجلين وتعمل فيه مصرية حاجة.
دخلت نواره السرايا وتبعتها عيشه، وحس مصرية كان ملعلع وحريم البلد حواليها عيهدوا فيها وهي مش مبطله:
-وااااه ياوفقي.. موت وهملتني لمين وانت خابر اني مليش غيرك، رحت ليه وسبتني، اروح فين من بعدك واعمل ايه لحالي.. اااه ياعشرة عمري اتخطفت مني خطف ياحبيبي.
قربت منها نواره وهي عتتلفت حواليها تشوف رزق فين، واول مامصرية رفعت عنيها وشافتها صرخت فيها:
-انتي جايه اهنه تعملي ايه يابت السماك يازفره، اطلعي بره سرايتي غوري متوسخيهاش بزفارتك.
ردت عليها نواره وهي عتدخل وتتخطاها:
-جايه لولدي يامصريه، جايه آخد ولدي، خلاص من النهاردة كل حق يرجع لصاحبه.
مصرية:
-ليكيش حقوق عندي ولا عيال وامشي اطلعي بره، رزق مكتوب بأسمي يعني ولدي ومحدش هياخده مني.
نواره:
-كدابه فأصل وشك ولو جبتي ألف شهادة مكتوب فيها أسمك واسمه برضوا الكل عارف انك عاقر معتخلفيش، هرفع عليكي قواضي واخلي كل الحُكما يكشفوا عليكي ويعرفوا ان بطنك لا شالت ولا ولدت.
خلصت كلامها ودخلت الأوضة جابت رزق وطلعت بيه فقامتلها مصرية ومسكت في الواد وهي عتقولها:
-مش هتطلعي بيه من السرايا غير بطلوع روحي.
سابتلها نواره الواد ومصرية خدته فحضنها بس بعدها نواره خنقت مصرية من رقابتها بأديها الاتنين وبكل قوتها وبحركة مفاجأة..
فجريوا الحريم عليها يحوشوها، وعيشه جريت لحقت رزق اللي كان هيقع من ايد مصرية وبعدت بيه، وبعد معاناه قدروا الحريم يخلصوا مصرية من ادين نواره اللي كانت عامله كيف قباض الأرواح.. وبصتلها بعيون حمر عينذروا بموتها وقالتلها:
-موتك مش صعيب علي يامصرية واللي كان مانعني عنك مات وغار، يعني لو متمنياها انك تحصلي وفقي مفيش غيري يقدر يحققهالك في لحظة.. شوفي اني هاخد ولدي وامشي دلوك وانتي ادفني جوزك وخدي عزاه وخدي حزنك عليه براحتك واعملي حسابك اني معاودالك تاني.. اني في العده وليا ورث وولدي ليه ورث وقعادي فوق قلبك بقى إجباري، يعني اسمعك تقولي سرايتي ولا حاجتي اشق حلقك شق، ديه كله خير ولدي واااني اللي هقعد فيه.
خدت نواره رزق ولدها وطلعت بيه جري من السرايا وهي مش مصدقه روحها، وعتحمد ربنا اللي استجاب لدعوتها ولطفه بيها مااتأخرش.
وصلت بيتها وقعدت تاخد نفسها وهي عتبص لرزق وتقوله:
-معلهش ياولدي نصيبك انك تخسر حد فينا وتتيتم منه عشان تعيش مع التاني، بس عشان ربنا رايدلك الخير ردك ليا لأنه عارف اني احن عليك من أي حد في الدنيا.. نورتني ونورت حضني يانور عيوني.
فضلت تتكلم معاه وتبوس فيه من غير شبع وعيشه قاعده قبالها ومراقباها ومش عارفه تفرحلها ولا تزعل عليها، عشان مصرية مهتسكتش ولا هتسلم وهتاخده منها منها تاني بالقانون،
وعشان نواره تعرف ترجعه بالقانون لازملها سنين ومصاريف تقطم الضهر وتهد الحيل، والخوف كل الخوف من أذى مصرية للواد لما تاخده.
بعد ساعات رجع عزام بوفقي عالسرايا ومنها اخدوه رجالة البلد وراحوا بيه عالمقابر دفنوه..
كل دا وصراخ مصرية عليه لا بطل ولا اتقطع.. ولغاية ماوفقي اتقفل عليه باب القبر وهي مش مصدقه موته.
ورجعت عالسرايا اللي فضيت عليها من جوزها ومن الواد اللي كانت مفكراه سندها، واللي من بعد ماخدته منها نواره عيني عينك من غير خوف قدام الكل اتاكدت انها حتى لو خدته منها تاني بالقانون وربته..
الواد لما يكبر ويعرف انها مش امه وان نواره امه واهل البلد كلهم شاهدين مش بعيد ينتقم منها وتبقى ربت فبيتها الحنش اللي أول بخة سم يبخها فيها هي..
فاستنت ٣ ايام العزا خلصوا والحريم اللي في السرايا كلهم مشيوا، وبعدها راحت على خزنة وفقي وفتحتها وطلعت منها الأوراق، وعشان عتعرف تفك الخط عرفت تقرا العقود اللي كاتب فيها وفقي كل أملاكه لولده رزق، وحتى السرايا لقتلها عقد بيع منها لوفقي بيها وبصمتها عليه.. وعقد تاني بيها من وفقي لولده، يعني وفقي غفلها وجردها من كل حاجة وكتبها لولده ودي الضربة اللي مكانتش متوقعهاها منه.
بس دلوك لسه محدش يعرف اي حاجة عن الكلام ده، فخفت العقود مع انها متسجلة، بس مسألة كشفها هياخد وقت وهي في الوقت دا ممكن تعمل حاجات كتيره ترجع بيها حقها، بس دا لازمله تفكير وتخطيط والتخطيط محتاج للوقت.
اما قبل يوم عند غريب في الفيلا..
ليل
-خلاص إكده يابنات الخبيز كله خلص، يلا عبوه في كراتين وغلفوه وكل وحده تاخد لبيتها اللي عايزاه والباقي غلفولي منيه كراتين صغيره افرقها عالحبايب والجيران وغريب ياخد منها يفرق على زمايله.. عايزه الكل يفرح.
رحاب:
-حاضر ياليل متقلقيش انا جايبه علب المخبوزات وحاجة التغليف وهظبطلك كل حاجة وزينب كمان بتعرف تغلف حلو قوي.
ليل بصت لزينب وردت عليها:
-زينب، دي زينب دي ست البنته كلهم، دا يابخت اللي هتكون من نصيبه والله.. هتكون امه داعياله.
خلصت كلامها وبصت لجواهر اللي ردت عليها:
والله زينب أي ام تتمناها تكون مرات ابنها وهيكون يوم المنى، بس الرك عالنصيب بقى، يلا نغلف وخلوا كل الناس تاكل وتفرح، والله انا حاسه بإحساس حلو قوي من منظر الخبيز والخير اللي مالي الفيلا ده.
دخل قاسم من بره وسمعها ورد عليها:
-وعشان احساسك الحلو دا يفضل مستمر انا جبت برة عربية نص نقل حطي فيها الخبيز دا كله ويلا بيه على بيتنا، عشان دي فرصة لن تكرر.
جواهر:
-ياخبر، ومين هياكل دا كله؟
قاسم:
-انا هاكله، يلا نادي على جوهره وقوليلها تعملي شوب شاي بلبن وهاتيلي كرتونة فايش قدامي هنا ادوقلكم الخبيز مظبوط ولا تخبزوا غيره.
زينب بضحكة:
-هتدوقه بكارتونه ياعمي؟
قاسم:
-وشوب لبن كمان ياحبيبة عمة.
رحاب:
- ايه يازينب مالك ومال عمك قاسم خليه ياكل بالهنا والشفا على قلبه.. روحي يلا اعمليله الشاي بلبن اللي عايزه وهاتيله الفايش.
قاسم:
-لا متتعبيهاش خليها تقول لجوهره تعمل.
ليل:
-جوهره مش قاعده عاودت بلدهم بلا رجعه.
قاسم ابتسم:
-كويس انها مشيت من هنا بسرعة، اصل وجودها اكتر من كده كان هيعمل مشاكل، أيا كانت الطريقة اللي مشيت بيها تستاهلها، وانتي ياريت بيتك متدخليش فيه حد غريب تاني.
ليل:
-له خلاص يابوي ديه مش درس منتصف العمر ديه درس آخر العمر.
جواهر:
-انا مش فاهمة بتتكلموا عن ايه بس كلامكم عن جوهرة مش مريح!
قاسم:
-ولا هي كانت مريحه، ولا انتي بقيتي مريحة.. ويلا يازينب يابنتي هاتيلي الأكل عشان الحق اطفحلي لقمه وارجع المكتب ورايا شغل متلتل ويادوبك عرفت ازوغلي ساعة.
جريت زينب تجيب لقاسم اللي هو عايزه وجواهر هي ورحاب وليل ابتدوا يغلفوا في المخبوزات، وبعد ماخلص قاسم اكل ادوله معاه كراتين يوزعها على زمايله وزمايل غريب، ولغاية ماخلصوا آخر الكمية كانت موده وناديه خلصوا الغدا وقعدوا كلهم اتغدوا، وليل نجمه عملتلها اكلها المخصوص وصورته لأبوها وبعتتله الصورة وفيديو وهي ليل بتاكل عشان يطمن ويتغدى هو كمان.
أما نجمه فطول الوقت كانت سرحانه، مأكلتش غير بس لقمتين، وكل تفكيرها فبعد بكره هيحصل فيه إيه، وإيان هيكون هيتصرف ازاي في اليوم ده، وهل هيعدي على خير ولا هتحصل فيه كوارث؟
الكل كان فاهم خوفها وابتدوا يلطفوا معاها الجو ويهدوها، انما في الموقف دا واحد بس اللي بيقدر يهدي العروسة ويطمنها.. لكن الواحد دا أبعد مايكون عن نجمه وقاعد فوادي لوحده والوصول ليه عايز معافره نجمه معندهاش دماغ ليها.
عدى اليوم ورجع غريب، اطمن من ليل ان كل حاجة تمام، وهما قاعدين في اللحظة الأخيرة ليل اقترحت اقتراح لخبط كل مخططات نجمه:
ليل:
- عقولكم ياولاد، ايه رأيكم لو لغينا القاعة وعملنا الفرح إهنه في الفيلا، أهي واسعه وبرحه وتساع من الحبايب الفين تلاته.. معارفاشي ليه حاسه ان نفسي كل حاجة تتم أهنه في البيت.
ردت عليها نجمه وهي بتسقف بإعجاب ساخر:
-اللله عليكي ياست ماما الله.. حلوة قرارات اللحظة الاخيرة دي، دانا جهزت كل حاجة واتفقت عالفقرات والدخله والديكور ودفعت السيشن اللي تبع القاعة وكله كله، وجايه دلوقتي تقولي نلغي؟
ليل:
-لو باكيه عالفلوس ابوكي يدفع لخطيبك اللي صرفتيه..انما لو مسألة انك حابه تعملي فرحك في قاعة فدي محدش يقدر يلومك فيها براحتك اكيد.
نجمه:
-ياماما مش مسألة فلوس، بس مسألة إن كل حاجة اترتبت وانا ماصدقت ومفيش الوقت اللي هرتب فيه من أول وجديد، انما أنا مش فارق معايا فرحي يكون ففيلا أو في قاعة او حتى في الشارع.
غريب بص لليل وقالها:
- معاها حق ياليل الوقت خلاص وكروت الدعوة انا هوزعها بكره اصلا.
سكتت ليل وغريب بص لنجمه وبحماس قالها:
- هاه يانجمتي قوليلي ايه الفقرات بقى اللي عاملاها في القاعة، وهي قاعة ايه اساسًا تصوري انا لحد دلوقتي معرفش؟
قالتله نجمه على اسم القاعة والفقرات والترتيبات وكل حاجة، وبعدها قامت طلعت اوضتها عشان تكلم ايان وتشوفه عمل ايه من ساعة آخر مكالمة ليهم واللي من وقتها متصلش بيها..
أما غريب فقرب من ليل وقالها:
-ايه ياحبيبي زعلتي ليه، نجمه معاها حق فعلاً.
ليل:
-ماني عارفه ان معاها حق وانه مينفعش دلوك، بس هي فكرة جات على بالي فجأة إكده ومعرفش ليه حبيتها.. متاخدش فبالك انت.. يلا بينا نناموا اني تعبت النهاردة خالص وعايزه اترمي على اقرب سرير وانام.
غريب:
- طب معلش ياليل اسبقيني انتي وأنا هسهر اكمل شوية شغل بالتليفون وهطلع وراكي.
ليل:
-ماشي زي ماتحب تصبح على خير، بس متنساش روحك في الشغل لحد الصبح، ان لبدنك عليك حق.
غريب:
-لا ياروحي هي ساعة ولا ساعتين بس وهتلاقيني جنبك وباخدك فحضني.
دخلت ليل الفيلا وغريب مسك تليفونه واتصل اول حاجة بأبوه ماهر اللي من ساعة تعب ليل وهو مقصر معاه في الاتصال والسؤال خالص، وماهر لأول مرة ميلحش عليه بالتليفونات ولا زعلان من عدم اتصاله بيه، وغريب عارف ان ابوه مستحمل و مش عايز يدايقه ويشغل عقله ويزود عليه الليزهو فيه بإحساسه بالتقصير مع كل اللي بيمر بيه.
خلص مع ابوه واتصل بنادر اخوه، وسميه امه، براضي، بكامل، بشهاب، وأخيرًا بأركان، زي ماتكون الساعة دي ساعة تأدية واجب مع كل حد غريب مقصر فحقه،
حتى وهو عارف ان عذره معاه ومحدش هيزعل منه على عدم سؤاله ولا يلومه.
وبعد ماخلص مكالماته مسك كارت دعوة الفرح بتاع نجمه قراه وبص لبعيد وابتسم.
أما اركان فخلص يومه المرهق اللي عمل فيه مجهود بدني جبار على امل انه لما ييجي الليل ينام من التعب وميفضلش عقله يودي ويجيب، لكن للأسف دا مبيحصلش، بالعكس تعب النهار كله بيجي بالليل ويقلب معاه بسهر مع وجع فكل جسمه،
على الرغم من ان الفرقة كلها بتتدرب حاليًا عالاسلحة، ألا هو اللي طلب من عمه يمان يدخله تدريبات بدنيه ميدانيه.. ودي محاولة جديده فاشلة منه انه يعدي الفترة. دي، صحيح بالنهار مبيكونش عنده وقت للتفكير، بس الليل بييجي بأحزانه وتفكيره.
خلاص باقي ليلتين والليلة التالته نجمه هتكون قولًا وفعلًا مرات واحد تاني، وهو دلوقتي عامل زي التايه في جزيرة مهجورة وشايف سفينه قدامه في البحر من بعيد ومتأمل انها هتجيله وتنقذه من الضياع، ومع ان ليها فترة واقفه فمكانها مبتتحركش ولا بتقرب منه... إلا ان مجرد وجودها قدام عنيه مطمنه، ودلوقتي السفينه دي اتحركت اخيرًا، بس اتحركت عشان تبعد، ودلوقتي هو مش شايف منها غير بس جزء بسيط وخلاص قربت تختفي عن عيونه نهائي، ويقتنع أنه هيفضل تايه لباقي عمره، وان مسألة رجوعها بقى مستحيل..
" هو دا بالظبط إحساس أركان"
مسك تليفونه وابتدى يقلب فيه، جاب على محادثة كهرمانه..
مش عارف ليه بيفكر فيها كل مايلاقي روحه مخنوق الخنقة دي، وكأنها المسكن اللي بيلجأله عشان يسكن وجعه من نجمه وعليها..
يمكن لأنها ظهرتلة فأكتر أوقاته المظلمة فارتبط عقله بالتفكير فيها في الأزمات؟
راح على اسمها، اتردد دقايق قبل مايفك الحظر، لكنه في النهاية فكه، وبمجرد ماعمل كده وبعتلها لايك ردت عليه بعدها بدقيقة وحدة كانها قاعده مستنياه..
_ازيك ياإركان.
-مبعتيش رقمك ليه؟
_مقدرتش
- طيب لو انتي حد بيعمل فيا مقلب انا بعترف انك هزمتني واني اتعلقت بيك أو بيكي ووجودك فحياتي بقى مهم، فيعني بقول انك وصلت لمرادك واكشف عن نفسك.
كهرمانه:
_هو دا كل تفكيرك فيا؟
اركان
-المفروض افكر ازاي فوحده مش راضيه تديني رقمها مع انها بتكلمني ماسنجر عادي جدا، وحده ممكن تسهر معايا للصبح بس ممنوع وعيب اسمع صوتها، تناقض غريب ميتفسرش اي تفسير تاني غير انك حد بيعمل فيا مقلب.
كهرمانه
_وليه مكونش حد بيعمل معاك الصح.. وليه مقتنعتش بأسابي اللي قولتهالك عن رفضي اننا نتكلم صوت، ليه كل حاجة عندك ياأبيض ياأسود مفيش رمادي؟
اركان
-عايز أسمع صوتك.
كهرمانه
_ هتسمعه بس خلينا نأجل الخطوة دي يومين كمان.. يومين بالظبط.
اركان
-اشمعنا يومين؟
كهرمانه
_عشان بعد يومين هتكون كل حاجة اختلفت.
اركان
-قصدك ان نجمه هتكون اتجوزت؟
كهرمانه
_اهم واكبر سبب من الأسباب.
اركان
- وباقي الأسباب ممكن اعرفها؟
كهرمانه
_خليها لما نتكلم صوت عشان نلاقي حاجة نرغي فيها.. المهم قولي عامل إيه في الأكاديمية، الوضع جواها عامل ازاي؟
اركان
-عرفتي منين اني رحت الأكاديمية؟
كهرمانه
_ههههههه مش قولتلك اني بعرف عنك كل حاجة،يابني انت اهم حد عندي في الدنيا، يعني لو مش هعرف كل حاجة عنك مين اللي يعرف.
اركان
- كهرمانه اوصفيلي شكلك.
كهرمانه
_ اه وبعد مااوصفلك شكلي اقولك لابسه ايه وناخد على بعض ونبقى واحد ونشيل الحدود وندخل بقى فمنطقة خطر اللي يروحها مبيرجعش منها، آسفه انا مبروحش هناك.
اركان:
-انتي تفكيرك قذر على فكرة.
كهرمانه:
_ لا واقعي وحافظة الخطوات ومذاكرة التحذيرات ومش غبية عشان ولد يضحك عليا.
اركان
- ولد؟
كهرمانه
_ راجل ولا تزعل.
اركان
-كهرمانه انتي قولتيلي عندك كام سنه؟
كهرمانه:
_ كبيرة متقلقش وناضجة وبعرف اخد قرارات وعارفه مصلحتي كويس.
اركان:
- ولمضة ولسانك طويل وعايز قطعه.
كهرمانه:
_ اللي يقدر يعملها يفرجني.
اركان:
- اشوفك بس قدامي وأوريكي هعرف ولا مش هعرف.
كهرمانه:
_ اتفقنا
اركان:
- هاه مش هتقوليلي شكلك ايه، يعني وحشه للدرجادي؟
كهرمانه:
_ لا مش هقولك، واه وحشه وحابه افاجئك بوحاشتي واصدمك لما تشوفني.. المهم.. قولي يتاكلوا ايه في الاكاديمية؟
اركان:
- ضعاضف.
كهرمانه:
_لا بجد متهزرش، بتاكلوا ايه؟
اركان:
- بناكل اكل عادي ايه هو اللي هنزر فيه، عيش وبيض وجبنه ومربى الصبح، فراخ او لحمه او عدس في الغدا والعشا اي حاجة خفيفة وفيه اللي مبيحبش يتعشى زي حلاتي كده فبينام خفيف.. هاه عايزه تعرفي ايه تاني.
كهرمانه:
_ اصحابك اللي في الأكاديمية حلوين؟
اركان:
- نعم ياروح امك؟
كهرمانه:
_ ايه سؤال بريء، اصلي اعرف ان أي حد ظابط أو بيدخل عسكرية لازم يكون وسيم كده وكاريزما وجذاب، بينقوكم عالفرازه ههههه.
اركان:
- بس يابت ياهبله انتي متتكلميش تاني كلامك عبيط زيك، وتقولي قال ناضجة وصاحبت قرارات دانتي صاحبة عاهة في لسانك،والله بتفركيني بحد كده بيرمي كلامه زي الدبش.
كهرمانه :
_مين؟
اركان:
-مش مهم.. بقولك.
كهرمانه:
_نعم
اركان:
-هرن ماسنجر وقولي الو بس واقفلي على طول ماشي.. كلمة وحدة بس.
مستناش انها تعترض فرن عليها ماسنجر وبعد رنه واتنين في التالت ردت بكلمة وحده وبعدها قفلت.. "الو"
ضحك اركان وكتبلها:
- اغرب رد واغرب كلمة الو في التاريخ.
_ ليه صوتي معجبكش؟
- وهو فين صوتك دا عشان يعجبني ولا ميعجبنيش، بت انتي غوري من وشي انا اتقفلت منك.
_ دا كلامك؟
-هتقفلي ولا ارن تاني؟
وصلتها الرسالة ويادوب قرتها وقفلت، فضحك عليها اركان وخرج من المحادثة وفضل يقلب في الفيس شوية وبعدها خرج من الأوضه وفضل يتمشى فحوش الاكاديمية، ووصل لحد صالة الملاكمة ودخلها وابتدى يتدرب ويطلع قهرته على هيئة لكمات متتالية وقوية لكيس الملاكمة.
في المانيا...
شهاب سهران بيذاكر وفجأة جاتله رسالة، مسك تليفونه يشوف مين بيراسله في الوقت دا فلقاها ايميلي،
فتح التليفون وهو مستغرب لأن مش من عادتها تكلمه في الوقت دا ومعروف ان الليل دا للمذاكره وبس، دا النظام اللي معودها عليها، راح عالواتس وفتح المحادثه بتاعتها فلقاها باعتاله صورة.. بص للصورة وابتسم بسعادة وكتبلها:
- ماهذا يامجنونتي؟
_ مفاجأة مارأيك فيها؟
-جميلة.
_فقط؟
-بل جميلة جدًا.
_ انه لأجلك شهاب، قمت لأجرب ارتداء الحجاب كما رايت في مقاطع الفيديو وكم اعجبني..ياألهي انظر لقد اختلف شكلي كثيرًا، بت أشبه الفتيات المسلمات!
شهاب:
-نعم عزيزتي أرى ذلك..أصبحت تشبهينهم كثيرًا، وكم أتمنى ان تكوني واحدة منهن قريبًا، يال سعادتي حينها صدقيني لن يسعها الكون باكمله.
ايملي:
- دعنا نخطوا خطوة بخطوة، هذا الأمر لا يتطلب القفز عزيزي، اريد ان افعل كل شيء من تلقاء نفسي وعن اقتناع تام.
_ انا لا اجبرك على فعلها ايم انا فقط اتمنى.
ايملي:
-.حسنًا فلنبقيها الآن أمنية ونترك مصيرها للأيام.
_ حسنًا، هيا ياجميلتي عودي للمذاكرة ولا تضيعي المزيد من الوقت أمام المرآة.
-حسنًا تصبح على خير.
_ايم..
-نعم؟
_لا شيء.. تصبحين على خير.
ضحكت ايميلي عليه وهو بيحارب بكل قوته عشان ميضعفش معاها حتى بكلمة، وقفلت معاه وقامت بصت لروحها في المراية مرة تانيه وهي معجبة فعلا بشكلها بالحجاب، وبعدها قلعته. ورجعت تذاكر.
عدى الليل والفجر أذن وقامت ليل عشان تصلي فميعادها اليومي، بصت جنبها ملقتش غريب!
فافتكرت إنه سبقها للوضوء، لكنها لما راحت عالحمام ملقتهوش، استغربت وخرجت من الأوضة تدور عليه وتشوفه فين، وهي خارجة من باب الأضة بصت فيها تتاكد من حاجة فملقتش غياره اللي كان راجع بيه من الشغل امبارح، وكمان البجامة اللي كانت مطلعهاله يلبسها قاعده زي ماهي على حرف السرير!
بصت في الطرقه ولسه هتنزل سمعت صوت رجالي جاي من فوق الفيلا.. طلعت التراس تبص منه تشوف الصوت دا جاي منين، فاتفاجئت بمنظر خلاها ضحكت وحطت ايدها على بوقها بصدمة..
الجنينة بتاعة الفيلا اتحولت كلها لقاعة فرح.. ديكورات بالورود فكل مكان وأنوار متعلقه ولسه بتتعلق، كوشه ووراها ديكور مميز وجميل، وغريب واقف وسط الناس اللي ماليه الجنينه وشغالين زي خلية النحل وعمال يساعدهم بأديه.
بص لفوق كأنه حس بوجودها فابتسملها وفرد دراعاته يشاورلها عالجنينه كأنه بياخد رأيها في المفاجأة اللي عملهالها، فمقدرتش ترد غير بدموع مقدرتش تسيطر عليها..
شاف غريب ملامحها الباكيه فطلعلها بسرعة وحضنها وبضحكة قالها:
-يعني انتي فرحانه تبكي زعلانه تبكي ياليل؟
ردت عليه وهي عتمسح دموعها:
- عيملت ديه كله ميته ياغريب، وكيف اني محسيتش بحاجة ولا حسيت انك مبيتش جاري!
غريب:
-متسأليش عن اي حاجة ياليل اتعملت امتا ولا ازاي، المهم انها اتعملت، وبالشكل اللي بتتمنيه.
ليل:
-بس تعبت يانن عيني!
غريب:
-تعبك راحة ياروح غريب..انتي بس تحلمي واحلامك أوامر.
ضحكت ليل وعلى صوت ضحكها خرجت نجمه. من اوضتها وشافت امها وأبوها حاضنين بعض فسألتهم بإستغراب:
-ايه.. فيه ايه؟ ليه الاحضان الدافئة دي عالصبح وفي الكوليدور؟ مش كنتوا فاوضتكم ولا وانتوا نازلين وحي الرومانسية نزل عليكم في الطريق؟
ابتسم غريب وبعدت عنه ليل وراحت على نجمه اخدتها من ايدها وبصصتها من البلكونه عالجنينه فبصتلهم نجمة بذهول وقالت:
- مش ممكن، امتا قدرتوا تعملوا كل دا؟
غريب:
-اتعمل فساعات معدودة.
نجمه:
-الله يابابا جميل قوي، فيه شبه كبير من الديكور اللي كنت مختاراه في القاعة.. لأ دا تقريبًا نفسه!
غريب:
-ايوه نفسه واصحاب القاعة بنفسهم اللي جم ينفذوه .. بس هنا المساحة كبيرة فمش ظاهر قوي، المهم انه عجبك.
نجمة:
-جدًااا يابابا عجبني جدًاا... بس فيه مشكلة كبيرة.
غريب:
-اللي هي؟
نجمه:
-كروت الدعوة واللوكيشن اللي بعته لاصحابي على عنوان القاعة، ايه العمل دلوقتي ومفيش وقت اني ادخل اصححلهم العنوان؟
غريب:
-بسيطة، عربيات تروح قدام القاعة تستناهم في الميعاد وتجيبهم على هنا.
نجمه:
-هو انت ازاي بتسهل كل حاجة. كده؟
غريب:
-عشان هي أصلِا سهله واللي عايز يعمل حاجة عشان حبايبه بيعملها بأي طريقة..
اتنهدت نجمه براحة وراحت على ابوها حضنته وشكرته وهمست لنفسها:
-ياريت يابابا كان ايان فيه ولو جزء بسيط من شخصيتك، من حبك و إهتمامك، الحب اللي يخلي الراجل يطوع الكون كله عشان يسعد حبيبته، حقيقي محظوظة بفرعونك ياأمي.
عدت ساعات اليوم بالإستعداد لحنة نجمه، الكل متجمع وبيجهزوا للأحتفال بالليل، العيلة كلها وليل كانت طول الوقت بتلف حوالين نفسها واللي يسألها عايزه ايه تضحك وتقولهم:
- معاوزاشي حاجة بس حاسه ان فيه حاجة ناقصة، هملوني وانبسطوا انتوا، دي متلازمة اسمها متلازمة أم العروسةواللف بلا هدف ديه من أعراضها.. ضحكوا عليها كلهم وغريب جالها واخدها فحضنه لما حس انها تعبت من اللف وقعد وقعدها جنبه وأرغمها على الراحة..
واتعملت لنجمه احلى ليلة حنه وفرحت من كل قلبها.. اما إيان ففي الوقت دا كان قاعد فمعمله، جايب قرده جديدة وبيديها تطعيمات وبيفحص حالتها وجميع مؤشراتها الحيوية وفرحان بيها لأنها اصغر من قردته القديمة في السن وأقوى ومتوقع ان تجربته عليها المرادي هتنجح بنسبة كبيرة؛ لان عامل السن له دور كبير في التأثير على الحمل.
خلصت الحنه واللي روح روح واللي بات مع ليل في الفيلا عشان ينضفها معاها للفرح بكرة بات، ومع الفجر وصل الشيف المشهور وفرقته اللي جايبهم غريب عشان يطبخوا أكل الفرح.. واداهم الفلوس عشان يجيبوا الطلبات، واندبحت الدبايح على باب الجنينه الورانيه وبدأ الطبخ.
على العصر.. نجمه بتلبس في الفستان بمساعدة كل بنات العيلة والميكب أرتست معاها عشان تعملها الميكب بعد ماتلبس الفستان.. ايان في الفيلا بتاعته بيستعد ويلبس البدلة بمساعدة أخوه اللي مفيش غيره معاه..
وعلى صعيد آخر.. وصل اركان لبيتهم وابتدا يلبس هو كمان بدلة كلاسيك شيك ويستعد..
وطول الوقت تليفونه مبطلش رن.. كل الناس حابين يكونوا جنبه في الوقت دا ويهونوا عليه، وهو مش راضي يرد ومخلي الكل مموتهم القلق عليه..
مردش بس غير على ليل اللي رنت عليه بطلب من جواهر أمه وقاسم أبوه عشان عارفين هي الوحيدة اللي هيرد عليها في ادوقت دا وفعلا دا اللي حصل.. وكانوا جنبها وأول مارد خلوها حطته عالسماعة الخارجية.
ليل:
-ايه ياولد قلبي فينك قلقتنا عليك؟
اركان:
-انا هنا ياليل، كنت بلبس وخلاص خلصت اهو وجايلكم.
ليل:
-ليه يااركان، جاي ليه ياولدي؟
اركان:
- لازم اجي ياليل واشوف بعيني عشان أصدق، لغاية ماتدخل مع جوزها فيلتهم وهي بفستان الفرح ويتقفل عليهم باب واحد هفضل معاها.
ليل:
-لساك بعد كل ديه مش مصدق ياأركان؟
اركان:
-غصب عني ياليل.. وبعدين دا الواحد لما يحلم بحلم أو بكابوس ويصحى من النوم بيفضل دقايق مش قادر يستوعب دا كان حلم ولا حقيقة.. فمابالكم انا حلم فضلت مغمض عيني واحلم بيه لسنين وسنين، ازاي عايزيني اصحى منه واستوعب انه كان مجرد حلم بالسرعة دي، ادوني وقتي وسيبوني على راحتي، عشان على قد مالحلم كان شبه الحقيقة على قد ماتخطيه عياخد وقت.
سكتت ليل وجواهر غمضت بحسرة على ابنها.. أما قاسم فسابهم وخرج راح عند البوابة عشان يكون في انتظار أبنه اول مايوصل، يستقبلة.. أو يسنده بمعنى أصح.
ووصل اركان، ومع وصوله وصل إيان هو كمان مع اخوه بالعربية، ونزلوا الاتنين في وقت واحد، وأركان مش شايفه غير غريمه اللي انتصر عليه فمعركة مضطرش انه يرفع فيها سلاح ويتبارز معاه!
بالعكس دا الحكم اللي مابينهم أعلن فوزه من اول جولة وبدون نزال.
قرب اركان وسلم على يمان وأخوه ودخلوا الفيلا سوا، ايان واخوه اتقدموا وأركان ابوه قاسم مسك دراعه وأخره عنهم.. طبطب على كتفه بحنان وابتدى يتكلم معاه عشان ميخليهوش يحضر كتب الكتاب، لكن أركان كان عايز يحضره فساب أبوه ودخل الفيلا.
نزلت نجمه بفستانها الأبيض على السلم.. شبه حورية نازلة من السما، قلب أركان دق بعنف وهو شايفها، بالظبط زي مااتخيلها الف مرة وهي عروسة واتخيل شكلها في اليوم ده هيكون عامل ازاي.. كل التفاصيل كانت موجودة..
أما إيان فأبتسم اول ماشافها وراح وقفلها تحت السلم وفأيده بوكيه الورد، ونجمه كانت عيونها عليه هو بس كأنه كل الموجودين، مش شايفه غيرة، كان وسيم النهاردة اكتر من كل مرة شافته فيها..
وصلت عنده وأخدت منه بوكيه الورد وراحت معاه عند المأذون.. قعدت والكل قعدوا،، وحط غريب ألقايمة قدام إيان ومضى عليها من غير حتى مايقراها، وبعدها حط ايان ايده فأيد غريب تحت المنديل وابتدى المأذون يقول وغريب يردد وراه، واول ماقال جملة زوجتك ابنتي على سنة الله ورسوله وعلى الصداق المسمى بيننا عاجله وآجله..
رد عليه أركان بينه وبين نفسه
"وأنا قبلت زواجها"
اتمنى لو كان هو المقصود بيها، لكن للأسف لما رد عليه إيان"وانا قبلت زواجها"
اتخبط القصر القزاز الوردي اللي بانيه اركان جوا قلبه لنجمته بحجر الواقع اللي نزله على مليون حته..
وأول ماوصلوا لمرحلة الشهود وسأل المأذون عليهم، قال أخو إيان:
-أنا شاهد يامولانا.
ونطق اركان بعده:
-وانا الشاهد التاني.
همسله قاسم اللي كان واقف جنبه بغضب:
-هتعمل ايه ياغبي؟
أركان:
- بجلد نفسي عشان افوق بسرعة.. متقلقش كله هيبقى تمام.
طلع بطاقته واتقدم وشهد عالعقد وسط ذهول الجميع حتى نجمه، وبعد ماخلص كتب الكتاب وابتدى الفرح والهيصة، وشاف اركان نجمه فحضن جوزها وبيرقصوا سلو وبتبصله بمنتهى الحب، اتسحب على بره وهو فاكر إن محدش واخد باله ليه.. لكن بالعكس، دا الكل كان مركز معاه هو اكتر من العروسة والعريس، وأكتر اتنين كانوا مركزين معاه هما أبوه قاسم وزينب بنت كامل ورحاب
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ريناد يوسف، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية