-->

رواية جديدة نجمة أركان الجزء الرابع من سلسلة فرعون مكتملة لريناد يوسف - الفصل 41 - السبت 28/6/2025

 

قراءة رواية نجمة أركان الجزء الرابع من رواية فرعون كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



قراءة رواية نجمة أركان

الجزء الرابع من رواية فرعون

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة ريناد يوسف

الفصل الواحد والأربعون

تم النشر يوم السبت 

28/6/2025



فضلت نواره واقفه بره السرايا تدعي على عزام وتشتم وتتحسبن، وحتى على شاكر، وبعد ماتعبت خدت ولدها ورجعت من مكان ماجات، بس وهي على باب بيتها فكرت وغيرت طريقها.. سلكت طريق طويله توديها علي مشارف البلد اللي جارهم، يعني مشت بلد كامله حست ان شوارعها أطول من سنين عمرها،

 لحد ماوصلت قدام البيت المنشود، كانت الناس ملمومه وغريب واقف وسط الناس بهيبته وعيشرف على توزيع اللحمة اللي لسه مستمر..


 اتخطته هو والرجالة وراحت يم البيت اللي ياما أبوها شاورلها عليه كل مايعدوا قدامه في النيل بالمركب ويقولها واعيه البيت ديه بالجنينه اللي حواليه يانواره كان بيتي وبيتك، بس أمك ضحكت عليا هي وخالك حامد وسرقوه مني كيف ماني ضحكت على صاحبته وسرقته منها، كان حداكي اخ اني بيدي موته وخسرته، خسرت كل حاجة بغباوتي واديني رجعت لموطرحي وسكني الاساسي، للغاب والهيش والعيشة في الطل، بس مرجعتش لوحدي، رجعت بيكي وعدفعك معاي التمن. 


خبطت نواره عالباب المفتوح ودخلت وكانت ليل قاعده مع حريم من البلد.. قربت منها وقفت قدامها وبصتلها بعيون باكيه، فليل سألتها بإستغراب:

-مالك يابتي؟ ، مين انتي وشكلك عامل إكده ليه؟ مخدتيش لحمه! 

عايزه لحمه؟ 


نواره:

-له ياخالة معوزاشي لحمة. 

ليل:

-امال عايزه ايه يابتي، وانتي من فين اني مشوفتكيش في البلد قبل سابق؟ 


ردت عليها نواره وهي عتبكي بقهر:

-اني وحده واقعه فعرضك اني وولدي.. اني مش غريبه عليكي ياخالة، اني اخت ولدك، اخت سند الله يرحمه، سند اللي لو كان عايش مكانش سمح لحد يعمل فأخته اللي اتعمل فيا، كان بقى احن خال في الدنيا علي وعلى واد اخته اللي اتيتم واتسرق منيه نسبه وورثه وحياته، كان بقاله والد، ماهم عيقولوا الخال والد ؟ 

بس ولدي خد حظ امه واتحرم من الخال فوق مااتحرم من الأب. 


ليل ضمت حواجبها وسألتها بإستغراب:

-انتي بت مؤمن؟ 

نواره:

-ايوه اني ياخالة.. جايالك وكلي عشم فيكي من بعد ربنا، جايالك احكيلك حكايتي وقلبي عيقولي مش هترديني. 

ردت عليها ليل وهي عتفتكر جوهره وعمايلها، ومؤمن وعمايله، وكل حد من اهل البلد عمل فيها حاجة عفشه:


-بصي يابتي، لو عايزه لحمه موجوده، فلوس برضك خدي اللي فيه النصيب واللي يطلع من الذمة، غير إكده محداييش ليكي مساعدة ولا عندي ليكي عشم، كان ليكي اخ ومات، ولو كان ابوكي عمل حساب وكت زي ديه وحافظ عليه كان دلوك نفعه ونفعك، بس هو اللي فرط فيه وضيع منك سندك، واني كيف ماقهر قلبي على ولدي وابوي وامي وبيتي وارضي وشبابي مش هردهوله خير فبته..ارجعي لابوكي وهو المتكفل بيكي وبمشاكلك، مع اني أبصم بالعشره ان هو السبب فيها. 


نواره بصتلها بكسرة ومردتش، ومقدرتش تستعطفها اكتر وهي شايفه ليل قافله من ناحيتها القفله دي، فحضنت ولدها اللي آخر باب وراه امل اتقفل فوشه وطلعت من البيت خايبة الرجا ودموعها مغرقه وشها.. انتبهلها غريب فوقفها وهو بيقول:

-انتي.. استني عندك. 

وقفت نواره ومسحت دموعها في لفة ابنها فقرب منها وسألها بإستغراب:

- مالك مين مزعلك، وطالعه من جوه تبكي ليه! 

نواره:

-له سلامتك يابيه مفيش حاجة.. كل الحكاية اني قصدت الباب الغلط عشان اشحت من ناسه مساعدة. 


غريب:

-ليه كده، كنتي عايزه ايه ومين اللي ردك؟ 

نواره:

-كنت جاية وكلي عشم فخالتي ليل وهي عرفتني ان عشمي مكانش فمحله، بالإذن يابيه عشان معطلكش واوقف مصالحك. 

غريب:

_لا استني هنا واحكيلي حصل إيه بالظبط وإيه اللي عندك؟ 

فابتدت نواره تحكيله حكايتها وحكاية إبنها، كان بيسمع وهو مش مصدق اللي بيسمعه، وإن البلد دي أهلها بيتطوروا في الإجرام ووصلوا للمرحلة دي، فرد عليها وهو شايف القهر والعجز فعيونها:

-طيب بصي ياشاطرة، الست ليل معاها حق اكيد في رد فعلها ومعذورة فيه، بس انا هساعدك.. هساعدك وبرضوا بفضلها وعشان خاطرها، عشان تدعيلها دعوة من قلبك واللي هعمله فإبنك وفيكي يتردلي فيها وفصحتها، اديني اسمك واسم ابو ابنك واسم الحارث بتاع المدافن وضرتك وانا هجيبلك حقك وارجعلك حق ابنك، بس دا مش هيحصل دلوقتي، حاليًا فيه ظروف عندي تمنعني، هسافر بس راجعلك متخافيش..استنيني.


ابتسمت نواره ومسحت دموعها ووطت على ايد غريب عشان تبوسها لكنه رفض ومنعها، واداها كيس لحمه وخلاها تروح على بيتها. 


ونواره اخدت الكيس وروحت وطول الطريق تبص للكيس فأيدها وخايفه يكون دا هو الحاجة الوحيدة اللي اخدتها من غريب باشا، وانه لما يسافر هينساها وينسى حكايتها، لكنها رمت حمولها على رب العالمين وسلمتله أمرها، ورجعت للبيت وهي أهدى ونارها بردت هبابه، وملامتش ليل على رد فعلها، بالعكس دا اللي كانت متوقعاه، وهي نفسها لو كانت موطرحها كانت هتعمل وتقول نفس الشيء، دا بالعكس ليل عرضت عليها لحمه وفلوس، لو هي كانت رمت بت جوزها وولدها بره وقفلت عليهم الباب. 


اما غريب فرجع تاني مكانه وفضل يتابع توزيع اللحمة، ومن وسط الناس اللي كانت جايه تاخد من اللحمة وحده مغطيه وشها بس هو عرفها من عنيها.. كانت جواهر اللي الحسرة هتنط من عنيها، وبعد ماكانت عايشة فعز ماكانتش تحلم بيه جايه تعافر وسط الناس عشان تطولها حتتين لحمه كانت في الفيلا عندهم مبتبصلهاش من كترها. 

فاداها كيسين مش واحد زيها زي الناس اللي بيعرف من هيئتهم انهم غلابه فبيتوصى بيهم.. أما هي فأخدت اللحمة ومشيت وهي حاسة بأسواء إحساس في العالم، لكنها شايفه انها تستحق كل اللي هي فيه. 



نواره وصلت بيتها لعيشه اللي كانت مستنياها على نار وأبوها اللي قاعد فدكانته عيبيع وكل الموقف اللي خده انه قام من على الغدا ومكملش غداه! 


رمحت عليها عيشه وسألتها بقلق:

-رحتي فين وعملتي ايه، جريت وراكي على السرايا ملقتكيش هناك وشاكر قالي انك مشيتي، كنتي فين؟ 

نواره ردت عليها وهي عتمدلها كيس اللحمة:

-رحت جبتلكم لحمه.. خدي طيبيها واعملي عليها سليقه واعمليلي فطيرتين افتهم فيها، اللي جاي عايز قوة وحيل ولازمله غذا. 


خدت منها عيشه كيس اللحمه وفضلت متابعاها لغاية مادخلت اوضتها، نومت ولدها وطلعت وراحت على عدة الصيد طلعتها وفضلت تعدل فيها، فسألتها عيشه بإستغراب:

-ايه ديه، مطلعه الشباك ليه يانواره؟ 

نواره:

- مطلعاهم عشان هرجع تاني للمية افرد شباكي والمها برزقي ورزق ولدي، جربنا عيشة الاربع حيطان وطلعت مش لينا وعاشرنا الناس وطلعت عشرتهم كلها وجع وقسوة، برد الليل وشمس النهار احن منها. 


خلصت تعديل في الشباك ودخلت لبست لبس الصيد وخدت الجوابي وطلعت بيهم على النيل تنصبهم، وهي فطريقها عدت من قدام السرايا وكان عزام واقف على بابها.. شافها ومتكلمش لكن عيونه فضلت ماشيه معاها لغاية ماغابت.. وهي فعدت على السرايا من غير ماتبصلها ولا عينها ترف ناحيتها، كأنها لغتها هي واللي جواها من الوجود ومعادتش شايفاهم. 


أما غريب فأخد ليل ورجع بيها على القاهرة وهو بيدعي إنه يوصل قبل ميعاد خروج الأسلحة من المخزن عشان يشرف بنفسه على خروجها ووصولها ويطمن ان كل حاجة تمام. 



عند ايان ونجمه... 

خلص شغله في المعمل ورجع الفيلا، كان معاه علبة بلاستيك مربعه كان شايلها بحرص وحطها في التلاجة وبعدها راح على نجمه اللي كانت متمدده على السرير، قعد جنبها ومسك ايدها باسها وقالها:

-وحشتيني. 

ردت عليه نجمه بهدوء:

-وانت كمان. 

إيان:

-طمنيني انتي النهارده احسن؟ 

نجمه:

-اه احسن شويه، النهارده هروح انا وماما لدكتوره اكشف وتعملي التحاليل اللازمة. 

رد عليها إيان برفض:

-لأ مفيش داعي، انا هعملك كل التحاليل اللازمة وعندي جهاز سونار في المعمل هنتابع بيه الحمل، وعيب عليكي لما جوزك يكون بروفيسور قد الدنيا وتروحي لدكتوره غيره. 


نجمه:

-ايان انا مش القردة بتاعتك على فكرة والطفل دا بني آدم مش قرد. 


إيان:

-وهتفرق ايه؟ على فكرة مشاكل الحمل هي هي الاعراض نفسها، والعلاج نفسه مع اختلاف المواد الفعالة وتركيزها، والمفروض ان دا كلام انتي عارفاه يادكتوره. 


نجمه:

-ايان بص اتجنن فأي حاجة إلا إبني او بنتي انت فاهم. 

إيان:

-نعم؟ وهو إبنك او بنتك لوحدك؟ اصحي ياماما دا مشروع مشترك وأنا صاحب رأس المال الأكبر وإلادارة من حقي، ودلوقتي هسيبك المرادي بس تروحي للدكتوره لانك هتعملي تحاليل والطفل مش هيبان دلوقتي في الجهاز، انما بعد كده تسيبيلي امر الطفل خالص ومتشغليش نفسك بيه. 


ودلوقتي قدامك مادتين تمتحنيهم قومي ذاكريهم ومتخليش الحمل حجتك وتتخاذلي وانتي عارفه الموضوع دا مفهوش هزار. 


بصتله نجمه ومتكلمتش لأن الجدال معاه تضيبع وقت، وسابته وقامت تذاكر وهي مكشره، عشان حتى الوقت اللي جاي يقعد معاها فيه يكلمها عن المذاكرة، وصبرت نفسها بإن خلاص هانت وحجته هتزول والامتحانات هتخلص وهتشوف هيكلفها بأيه تاني في الوقت اللي المفروض يقضيه معاها زي أي اتنين متجوزين جديد. 




الليل خيم وجه ميعاد نقل الاسلحة والذخيرة من المخزن الكبير للأكاديمية وتوزيعة على باقي النقاط المحددة، وغريب بنفسه متابع بالتليفون معاهم.. وبعد مالشحنة الأولى اللي رايحه الأكاديمية اتحملت وطلعت بحوالي ٣ ساعات.. 


حصل انفجار فمخزن الأسلحة رج المنطقة كلها! ووصلت بيه إشارة لكل قيادات الجيش بما فيهم غريب وقاسم اللي اتحركوا فورًا لمقر القيادة، وفورًا تم تفريغ كاميرات المراقبة بتاعة المخزن لكنهم مكتشفوش في المكان حاجة مش طبيعية، 



بس فيه اتنين من اللي كانوا بيحملوا الأسلحة على الشاحنه اللي رايحة الأكاديمية تصرفاتهم كانت مريبه وطول الوقت بيلاغوا بعض بالإشارت، وبعد مالحمولة خلصت واتغطت والشاحنه كانت في إنتظار السواق عشان يطلع بيها واحد منهم دخل تحت العربية والتاني اداله حاجة.. 

وبعد دقايق طلع من تحت العربية من غيرها والاتنين اتحركوا بالخطوة السريعة وهما بيتلفتوا حواليهم..،وبعد مااتحركت الشاحنه ومشيت هما الاتنين فورًا سابوا المكان! 


وبعد تسريع الفيديو حصل الانفجار، فطلع غريب تليفونه واتصل بيمان فورًا وقاسم طلع تليفونه واتصل بأركان. 

يمان مردش بس اركان رد على ابوه اللي صرخ فيه برعب:

-أركان شحنة الأسلحة وصلت الأكاديمية ولا لسه؟ 

اركان:

-وصلت داخله علينا اهي. 

صرخ فيه قاسم برعب:


-اخرجوا من الاكاديميه كلكم بسرعة وقولوا للطلبة يخرجوا من المكان.. العربية فيها قنبلة ممكن تنفجر فأي لحظة اهربوا. 


اركان سمع الكلام دا وصرخ برعب:

-نهرب ازاي الناس كلها نايمه وعشان نصحيهم عايزينلنا ساعة! 


يمان خطف التليفون من قاسم وسمع منه وفورًا جري ناحية العربية وشاور للسواق عشان يقف، ونزل بص فيها من تحت وشاف قنبلة مزروعة ومش باقي على إنفجارها غير ٧ دقايق، يعني حتى مش هيقدر يعطلها.. 


ففتح باب العربية ونزل منها السواق بسرعة ورماه عالارض وزعق فاللي جنبه وقاله بأمر وهو بيركب العربية:



- انزل بسرعة العربية فيها قنبلة اجروا اخلوا الاكاديمية وطلعوا كل اللي فيها من مخرج الطوارئ بسرعة.. 

وساق العربية علي أعلى سرعة واتحرك بيها بعيد عن الأكاديمية، واركان جري شغل جرس انذار الحريق وسابه شغال وراح ورا يمان اللي كان شايفه في المراية بيجري عليه بمنتهي الغباء، وفضل يمان يصرخ عليه عشان يقف أو يرجع، وأركان برضوا بيجري ورا العربية لغاية ماوصلها وركب جنب يمان ويمان بصله وقاله:


-اديني سبب واحد للغباء اللي عملته ده؟ 


اركان:

-عشان اكون معاك واساعدك لو احتجت مساعدة. 

يمان زعق فيه بمنتهي العصبية من التوتر اللي حاسس بيه:

-ياغبي مساعدة ايه في قنبلة على وشك الإنفجار، الموقف دا مش عايز كده، في الحرب تجري ورا فرصة للنجاة مش تجري ورا الموت. 


اركان:

-يعني عايزني اقف اتفرج عليك وانت بتموت قدامي؟ 

يمان:

-وهنستفيد ايه ولا البلد هتستفيد لما نموت احنا الاتنين؟ في حين انك لما تعيش تقدر تنقذ ١٠٠ روح وأكتر.. 


اركان رد عليه بتوتر:

-ايوه يعني اعمل ايه دلوقتي؟ 

يمان:

-نط من العربية بسرعة ياغبي. 

أركان:

-طيب وانت؟ 

يمان:

-يابني انا لسه بقولك ايه نط هتموت.. ولو محصلتكش قول لناديه اني بحبها هي والبنات وقول لغريب ياخد باله منهم،وقول لابوك انه هيوحشني. 

وفعلَا فتح اركان باب العربية ونط منها وكمل يمان بعده مسافة بسيطة وفتح باب العربية ونط منها بعد مابص فساعته.. 

ومع نطته العربية انفجرت والإنفجار رماه بعيد، فجري عليه أركان بخوف، وميعرفش إن فيه انفجار تاني 

 حصل لما قرب من يمان، والنتيجة انه اتصاب في ضهره بشظايا خلته وقع وهو بيتألم، لكنه قدر يرفع ايده على يمان ويهزه بخوف، ففتح يمان عنيه وقاله بوجع:

-عايش متخافش. 

وفي الأثناء دي كان الدعم وصل عندهم من الجيش، 

وقاسم وغريب في الوقت دا كانوا راكبين عربية غريب وجايبن على الاكاديمية بأقصى سرعة والقلق هيموتهم، وعمالين يتصلوا بتليفونات اركان ويمان مفيش رد. 


وصلت الإسعاف ونقلت يمان واركان على مستشفى الجيش، يمان كان فيه جرح غائر في دماغه مع كسر في الحوض وشوية رضوض، أما اركان فمجرد شظايا فضهره تم استخراجهم وجرح فأيده الشمال..


 واخيرًا رد أركان على ابوه قاسم اللي أول ماسمع صوته قاله:

-أركان انت بخير، طمني عليك ياحبيبي. 

اركان:

-انا بخير يابابا مفياش حاجة. 

قاسم:

ولما انت بخير ياإبن الكلب ياحيوان مش بترد على تليفونك ليه؟ 

أركان:

-معلش يابابا عشان كنت في المستشفى ومش فاضي وا... 

قاسم:

-مستشفى ايه يابني انت مش بتقول انك بخير، فيك ايه رحت عشانه المستشفى انطق؟ 

اركان:

-يابابا والله مافيا حاجة، كام شظية بس فضهري وجرح بسيط فأيدي، عمي يمان هو اللي عنده كسر في الحوض وشوية حاجات كده تانيه، بس اطمن احنا بخير. 

ضرب قاسم على دماغه ورد عليه بقهر:

-لا واضح انكم بخير وكلامك يطمن فعلا.. لو رنت عليك امك متردش عليها عشان هي متعرفش حاجة مش عايزينها تموت مننا الغلبانه دي اهي بتصاصي معانا. 

اركان:

-لا متقلقش مش هقولها. 

وصلوا المستشفى واطمنوا على يمان وأركان، وبعدها قعدوا كلهم يحاولوا يخمنوا مين اللي عمل كده ومين وراها، ياترى دا تخطيط داخلي وخبر ان الجيش مساند الثورة اتسرب فحبوا يضربوا في الاساسات ويضعفوها، 

ولا دا حد من بره البلد.. ودا في حد ذاته عار في حقهم لما حد يدخل بلدهم ويضرب فيهم وهما مش قادرين يعرفوا هو مين؟!


اما بالنسبة للاتنين اللي كانوا فمخزن الاسلحةوالكاميرات جابتهم فاتضح انهم مش تبع العساكر المكلفين بحراسة المكان اصلًا ولا حد يعرف هما مين ولا دخلوا المبنى ازاي؟! 



ومن هنا تم إصدار قرار بتغيير جميع أماكن المخازن ونقل الأسلحة في اقرب وقت بسرية تامة وتحت إشراف أمني عالي.. لكن الكارثة إنهم كل مايجوا ينقلوا الأسلحة من مخزن لمكان تاني تتفجر الشحنة في الطريق، حتي لو اللي بينقلوها كانوا موثوقين! 

ودا خلي القيادات اتجننت ومع كل شحنه تتفجر يتفجر معاها شك فكل حد شارك فى عملية النقل، لدرجة إن دايرة الشك شملت الكل بلا استثناء. 


فأخد غريب قرار بإنه ينقل الشحنات بنفسه، وميعرفش حد غيره هو وقاسم.. وفعلًا نجح فإنه يوصل كذا شحنه للمخزن الجديد بأمان وبدون أي عملية تفجير، لكن المفاجئة كانت انفجار المخزن الجديد بكل اللي فيه بعد ماوصلته آخر شحنه بساعة وحده واترصت الصناديق فمكانها،وهنا قاسم وغريب بقوا واقفين مش عارفين إيه اللي بيحصل بالظبط! 


والكارثة اكتملت لما غريب كان واقف في المكان اللي حصل فيه التفجير وبيبص في المكان بتفحص، وفجأة شاف دايرة حمرة صغيرة فوق جبين قاسم اللي كان بعيد عنه بكام خطوة، فصرخ بعلوا حسه وهو بيطلع سلاحه ويجري ناحية قاسم بخطوات غير ثابته عشان لو فيه حد بينشن عليه هو كمان يربك تركيزه:


-قاااسم قناص، انبطح. 

نزل قاسم على الأرض فثواني وغريب كمان نزل معاه لما وصل عنده وقدر يحدد المكان اللي فيه القناص وضرب عليه نار، لكن للأسف مفيش رصاصة قدرت تجيبه وهرب من المكان فص ملح وداب. 


قاسم اتعدل وبص لغريب وسأله:

-ايه الحكاية ياغريب؟ 


غريب:

-متراقبين ياقاسم. 

قاسم:

-ازاي؟ 

غريب:

-مش عارف ازاي، بس دلوقتي عندي يقين ان الموضوع دا من عندي أو عندك. 

وعشان اثبتلك ده هعمل حاجة دلوقتي. 

طلع تليفونه وبعت شفره لحد وبعد ساعة من إرسالها رد عليه الحد دا بشفرة تانيه، أول ماقراها غريب بص لقاسم وقاله:


-مش قولتلك متراقبين يامعلم. 

انا دلوقتي اديت أمر لواحد ينقل شحنة اسلحة من مخزن لمخزن والشحنة اتنقلت بأمان ومفيش أي حاجة حصلت، 

إذًا السر كله "هنا" 

خلص كلامه ورفع التليفون اللي فأيده قدام عنيه وبصله وهو بيقلب فيه، وقاسم هو كمان طلع تليفونه وبص فيه وهو بيرد عليه:

- وتليفوناتنا مين يقدر يوصلها؟ داحنا مش بنسيبها من ادينا غير في بيوتنا.. معقوله ستاتنا؟.. انا من زمان شاكك فجواهر وساعات بشوف منها تصرفات صهاينه بس كنت بكدب نفسي. 

غريب فضل باصص للتليفون ومردش على قاسم، وبعد تفكير راح غريب على عربيته ركبها وركب معاه قاسم، وراحوا على مقر جهاز المخابرات، وهناك قالهم انه شاكك بإن تليفونه متراقب، وفورًا جاله واحد من اكفأ المهندسين في الجهاز وفك التليفون قدامهم، والصدمة لما بصلهم ذهول وقالهم وهو بيمسك بملقاط حاجة بحجم حبة الرز كانت جوا التليفون ويحطهالهم قدام عدسه مكبره:


- اقدملكم اصغر وأقوى وأخطر جهاز تصنت في العالم.. لحد ثواني فاتت كنت فاكر انه مجرد فكرة فكر فيها واحد مجنون قبل موته، عشان تفاصيلها مستحيل تتنفذ على أرض الواقع، بس دلوقتي اتأكدت ان المستحيل حصل، وإن فكرته هي سبب موته.. او اغتياله. 


بص غريب لقاسم اللي طلع هو كمان تليفونه واداه للمهندس عشان يشوفه، بس تليفون قاسم بعد الفحص مطلعش فيه اجهزة تصنت ولا برامج تجسس حتى! 

ودا خلى غريب اخد تليفون قاسم ورن على واحد مصري من زمايل شهاب اللي معاه في السكن هو عارف رقمه وقاله:

-عبد الرحمن، لو شهاب عندك من غير ماتفهمه حاجة خده على بره بعيد عن تليفونه وخليه يكلمني من تليفونك.

نفذ عبد الرحمن تعليمات غريب وراح على شهاب اللي تليفونه كان على الشاحن واخده من دراعه وطلع بيه بره الشقة وقاله:

-خد ابوك عايز يكلمك. 

اخد شهاب التليفون من عبد الرحمن ورد على ابوه بإستغراب:

-أيوه يابابا خير ياحبيبي متصلتش على... 

قاطعه غريب بنبرة هاديه وفنفس الوقت حازمه وتوحي بالخطر:

-شهاب تسيب تليفونك في السكن عندك وتجيب بعضك وتنزل على مصر فورًا. 


شهاب قلبه وقع فرجليه :

-ليه يابابا فيه ايه ماما جرالها حاجة؟ 

غريب:

-لأ امك مفهاش حاجة وهحكيلك الموضوع بإختصار شديد، التليفون اللي ادتهوني خطيبتك لقينا فيه جهاز تصنت على مستوى، وبفضلة ومن خلالي حصلت في البلد كوارث ودمار كان هيموت على اثره اركان وعمك يمان، وعمك قاسم لسة من شوية كانت بندقية قناص متصوبة على دماغه.. 

ولولا شوفت العلامة كان زماني انا وهو ميتين ، اكيد هما دلوقتي عرفوا اني اكتشفت لعبتهم وابسط حاجة ممكن يعملوهالي انهم يأذوني فيك،


 وخصوصًا انك لوحدك وفبلد بعيده ومن غير أي حماية.. فاللي هتعمله هتدخل دلوقتي السكن تاخد باسبورك وتروح عالسفارة المصرية وهناك هيعملوا كل اللازم لغاية ماينزلوك مصر بأمان. 


شهاب:

-طيب ودراستي وجامعتي، مستقبلي وحاجتي اللي هنا، وايميلي؟ 

غريب:

-دراستك مش اهم من حياتك اللي هي أولى تقلق عليها دلوقتي مش مستقبلك، تعالالي هنا جنبي وطمني عليك وبعدها كل حاجة ساهلة.. وبالنسبة لإيميلي انت ماخدتش بالك وانا بقولك التليفون اللي ادتهوني خطيبتك؟ 


شهاب:

-يعني يابابا قصدك؟ 

غريب:

-جاسوسة ياشهاب، ايميلي مجرد جاسوسة. 

بلع شهاب ريقه وهو بيحاول يبلع معاه صدمة عمرها ماكانت تخطر على باله،ودخل السكن ادي تليفون صاحبه وحضنه وودعه بهمس واخد باسبوره زي ماقاله أبوه وساب كل حاجة وراه، مستقبله وحبه واحلامه كلها، وطلع جرى على السفارة المصرية، واللي لقاهم واخدين أوامر بإستقباله، وحد من هناك اخد عنوان سكنه وراح عليه جاب تليفونه وبمنتهى الحرص فكه وطلع منه جهاز التصنت وعطله. 


أما غريب وقاسم فراحوا على اركان واخدوا منه تليفونه ورجعوا عالبيت اخدوا تليفونات ليل وجواهر، وودوهم كلهم جهاز المخابرت وتم استخراج اجهزة التصنت من جواهم، وبكده بقى عندهم ٥ اجهزة تصنت ارسال، ومش صعب ابدًا انهم يصمموالهم اجهزة استقبال، وبكده بقى عندهم احدث اختراع في عالم الجاسوسية لا تعبوا فتصنيعه ولا قتلوا ونفذوا خطط عشان يبقى انفراد ليهم. 


وبعد ساعات معدودة وصل شهاب لمصر وأول ماغريب اخده فحضنه في اللحظة دي بس قدر يتنفس براحه كأنه كانت تحت ميه كاتم نفسه ومطلعش على وشها غير بشوفة ابنه قدامه سليم. 



طبعًا كل دا حصل من غير ماليل ولا حتى جواهر ولا ناديه يعرفوا حاجة، بس اول ماشهاب رجع الفيلا كل حاجة اتعرفت، وجواهر مهديتش إلا لما اركان جالها من الاكاديمية عشان تشوفه وتطمن انه بخير، أما ناديه فأول ماعرفت اللي حصل ليمان بصت لغريب وقالتله بعتب وزعل:


-كده ياغريب، يعني انا اكون باخد بالي من مراتك هنا وانت جوزي فيه كل دا ومتقوليش؟ تحرمه من اني اكون جنبه فأكتر وقت هو محتاجلي اكون جنبه فيه؟ 

غريب:

-صدقيني ياناديه دي رغبته هو، عشان عارف انك مش هتستحملي، وعشان خايف عليكي وعلى أمه الست الكبيرة من الزعل، واللي أتمنى انها لما تصحى محدش يعرفها حاجة، عالأقل في الوقت الحالي، هي مش حمل ٣ ساعات سفر بالعربية، ومش حمل زعل وخوف. 


ناديه:

-مفيش حاجة اسمها كده، دا حقها زي ماهو حقي، هتخاف صحيح بس هتطمن لما تروحله وتشوفه بنفسها وتكلمه ويرد عليها، لكن زعلها انها مكانتش معاه في الوقت ده هو اللي هيأثر فيها بعد كده، حقيقي اللي بيخبي تعبه على اقرب الناس ليه واللي بيشجعوه على كده ويساندوه كل دول ناس معندهمش رحمة. 


قاسم:

-ايوه فعلا معندهمش رحمة ولا شفقة ولا انتماء، انا عن نفسي كنت ناوي اقولك بس هما منعوني، ومنعوني كمان اقول لجوهرتي ان اركان متصاب وان انا وغريب كانوا هيصفونا امبارح. 


ناديه:

-ولا تقولي ولا اقولك ياقاسم انا طالعه اصحي حماتي واقولها والبس انا والبنات ونروحله نطمن عليه ونكون حواليه بدال مامرمي لوحده زي اليتيم كده.. "ياحبيبي يايمان"


اما ليل فحضنت دماغ غريب بخوف وهي بتقول:

-بسم الله الله اكبر يصفوا مين الهي تتصفى مية عنيهم، اسم الله عليك يانور عيني، كيف ديه وميته ومين دول شالله تتشل اديهم. 


غريب:

-متخافيش ياليل دي ناس خايبه جايين يلعبوا معايا.. الظاهر ميعرفونيش، متقلقيش حبيبك لسه الفرعون جامد. 


ليل:

-ربنا يحرسك ويعمي عنك كل اللي رايد بيك اذى ويشغله بنفسه. 


قاسم بص لجواهر اللي قاعده وحاضنه أركان وبتمسد على شعره بحنان وقالها:

-استاذة جواهر على فكرة الكلام كان على جوزك انتي كمان، ايه مفيش اي رد فعل، مفيش خوف، مفيش دعوة حلوة زي دول، مفيش دم مفيش إحساس ولا مشاعر خالص، متجوزة دكر خنفس ملوش قيمة عندك؟ 


جواهر ردت عليه بهدوء:

-شفت ردة فعل ليل اللي حصلت والكلام اللي قالتله دا كله؟ 

قاسم:

-اه شفته. 

جواهر:

-خده بقى وحط اسمك مكان اسم غريب واعتبر اني قولتهولك، عشان انا مفرهدة ومعنديش طاقة اعمل زيها. 


قاسم:

-تصدقي فكرة مريحة وموفرة في الوقت والجهد.. طيب حيث كده بقى لما تعوزي تسمعي كلام حلو مني ابقي اسمعي اي حد بيقول كلام حلو لحد وحطي اسمك في الكلام واعتبريه ليكي..صحيح ناس نصيبها في الدنيا ليل وناس نصيبها جواهر. 


خلص كلمته وليل شرقت من غير ماتكون بتشرب ولا اي حاجة وفضلت تكح واول مادا حصل غريب فضل يحاول معاها عشان تروح الشرقه وبعد ماراحت واطمن عليها مسك قاسم من رقابته كأنه بيخنقه وقاله:

-إلا ليل سامع،كله إلا ليل وربنا ياقاسم اخزقلك عنيك المدورين دول. 


ماهر بفرحة:

-ايوه ياغريب اخنقه، دوس يابني بحيلك كله خليه يرفص برجليه شوية وبعدها يسكت خالص ونرتاح بقى. 


جواهر:

-لا ياخالي حرام سيبوه عايش. 


قاسم:

-حرام سيبوه عايش؟ محسساني بيتفقوا يموتوا كلب جربان وموته ميفرقش معاكي ياجواهر! لا وعلى ايه.. اخنق ياعم مادام محدش طايقني فيكم كده اخنق. 


شال غريب اديه من حوالين رقبة قاسم واخده فحضنه وقاله:

-انا عايزك مستغناش عنك، متصدقش اني ممكن أئذيك احنا بنهزر معاك، أساسًا احنا كلنا بندعي عليك طول عمرنا واكيد ربنا قرب يستجيب من كتر الإلحاح، فمش هاجي انا اموتك بعد كل الصبر ده. 

قاسم:

-لا فيك الخير، يلا قوم اختك ناديه نازله اهي ومجرجره الست الغلبانه معاها اللي صحتها من النوم بفزعه على إبنها خلت وشها اصفر زي اللمونة. 


وفعلًا أخدوا ناديه وحماتها وبناتها وراحوا بيهم ليمان، ومفضلش غير أركان اللي وهو قاعد جات على باله نجمه، 

فأفتكر انها هي كمان معاها تليفون ادتهولها ايميلي ودا محدش افتكره ولا جاب سيرته! 

فبص لشهاب اللي كان سرحان هو كمان وبيفكر فإيميلي وعقله لسه مش مستوعب، ولسه بيحطلها اعذار ويقول يمكن مش هي او متعرفش، لكنه بيرجع يكدب احساسه لما يسترجع حالها في الفترة الاخيرة، ودلوقتي بس فهم السر اللي مخبياه.


 وانتبه على صوت اركان وهو بيقوله:

-شهاب على فكرة نجمه معاها تليفون ادتهولها خطيبتك، بس اظن دا مفيش منه خطر لأن بيتها مفهوش حاجة ممكن لو اتعرفت تهدد أمن الوطن صح؟ 

وهنا افتكر شهاب لما اتكلمت معاه عن الفيرس اللي اخترعه جوزها وعن التجربة وربط كل دا باللي حصل لإيان والهجوم اللي حصل عالفيلا، وشكه فنجمه انها افشت السر، وسؤالها لشهاب عن اذا كان حكي لحد عن اللي قالتهوله، فبص لأركان وقاله:

-مفيش خطر ايه بس يااركان دا اكبر خطر في الدنيا هو اللي عند نجمه، هات مفتاح عربيتك بسرعة. 


اركان:

_ليه بتقول كده ياشهاب خطر ايه قلقتني، خد المفتاح وتعالى أنا هروح معاك. 


اما في اللحظة دي في مكان ما... 


-استمع لي جيدًا، الان.. في هذة اللحظة يجب ان تتم مداهمة منزل الدكتور ايان وإحضار الفيروس والمصل، لقد علم الجميع بأمر الهواتف والكل بدأ يحتاط، هو فقط لم يعرف بعد، دعنا نسبق نحن بهذة الخطوة التي إن نجحنا فيها سوف نحكم العالم، او عالأقل سنتحكم فيه لبعض الوقت. 

رد عليه اللي في الجهة التانيه من المكالمة:

- وإن لم نتمكن من إيجاد الفيروس والمصل ماذا نفعل؟ 

جاوبه بكل حزم:

-قوموا بإختطافه..الفيروس يجب ان يكون بحوذتنا بأية طريقة، وهذا هو الوقت المناسب، الفوضى على وشك الحدوث في مصر ونريد أن نضرب ضربتنا اثناء الفوضى حتى تقع هذه البلد العنيدة تمامًا، وللأبد. 


يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ريناد يوسف، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة