-->

رواية جديدة ساحر الليل لبسمة بدران - الفصل 11 - الأحد 1/6/2025

 

   قراءة روايةساحر الليل كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية ساحر الليل

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة بسمة بدران


الفصل العاشر


تم النشر يوم الأحد 

1/6/2025

عودة الغائب


نهضت من فـ راشها بتكاسل شديد فهي لم تنم الليلة الماضية سوى بضع ساعات إذ بقيت طوال الليل تفكر فيه وفي حديثه المعسول الذي أغدقها به البارحة.

يا الله كم تشعر الآن بالسعادة فقد أخبرها بكل صراحة أنها تهمه كثيرًا ويخشى عليها.


ابتسمت بعذوبة رغم الإرهاق الذي بدا جليًا على ملامح وجهها البريء وقررت أن تنفذ ما طلبه منها لكن عليها أولًا أن تشتري ثيابًا محتشمة وحجابًا يليق بها لذا رأت أن تطلب المساعدة من صديقتها رفيف وكذلك أروى لتذهبا معها بعد انتهاء المحاضرات.


دخلت إلى المرحاض لتأخذ حمامًا باردًا يساعدها على الانتعاش قليلًا. وبعد دقائق خرجت من غرفتها فرأت والدها الحنون يُعِد طاولة الإفطار.


قالت وهي تتثاءب: " صباح الفل يا مراد.


ابتسم لها بابتسامة زادت من وسامته: " صباح الجوري يا جوري تعالي نفطر بسرعة علشان أوصلك للجامعة عندي ميعاد مهم كمان شوية.


ـ ميعاد مع مين؟


قالتها وهي تجلس بجواره على طاولة الطعام.

أجابها وهو يرفع حاجبيه بمرح لا يليق بسنه: " مالكيش دعوة.


ضحكت بخفة وهي تهتف بعدم تصديق: " يعني رايح تقابل واحدة؟ اعترف بقى يا مراد.


ضحك ضحكة مجلجلة وقال: " واحدة إيه بس انتي عارفة إن دماغي مش في الكلام ده خالص… عندي ميعاد مع صاحب المحطة الفضائية علشان نجدد العقد أنا وملك.


أومأت بتفهم وبدآ في تناول فطورهما بين المزاح والصمت.


❈-❈-❈


وفي الجريدة وصلت إلى مكتب المدير بعدما طلب منها عبر الهاتف أن تأتي إليه.

طرقت الباب بهدوء وبعد لحظات دخلت وأغلقت الباب خلفها وعندما استدارت اتسعت عيناها بدهشة وغضب وهي تراه جالسًا بكل غرور على الكرسي المقابل لمكتب مديرها وعلى وجهه ابتسامة مستفزة.


ابتسمت بسخرية لاذعة فقد فهمت الآن من أين حصل ذلك الوغـ د على رقم هاتفها.

وقفت مكانها حتى سمعت صوت مديرها يرحب بها ببرود: " أهلًا أهلًا مدام غادة اتفضلي حابب أعرّفك...


قاطعته بحدة: " أعرفه أعرفه كويس يا أستاذ نبيل فوفر مجهودك.


ثم استدركت بصوت غاضب: " كنت كتير بسأل نفسي ليه دايمًا رافض تنشر أي حاجة عن فاروق ودلوقتي فهمت. إنت بتساعده في كل جرايـ مه وعشان كده استقالتي هتكون دلوقتي على مكتبك.

أما إنت فمش عايزة أشوف وشك تاني واتأكد إني هفضل وراك لحد ما تدخل السجن لأنه المكان الوحيد اللي يليق بأشكالك.


ضحك بلا أي أثر للمرح ثم تحرك بخطوات واسعة حتى صار قريبًا جدًا منها وهمس بأسنان مشدودة: " تمام... أنا موافق على التحدي بس اتأكدي إنك هتخسري علشان قريب جدًا هتشاركي معايا في كل حاجة... فاهمة؟ حتى سريـ ري!


لم تحتمل سماع المزيد فصـ فعته بكل ما أوتيت من قوة ثم بصقت في وجهه وخرجت وهي تسـ به بأبشع الشـ تائم تاركة إياه يشتعل غضبًا.


وحين حاول مدير الجريدة أن يتحدث أشار إليه بيده أنه لا يريد سماع شيء. رمقه بغضب ثم خرج من المكتب كالإعصار عازمًا على الانتـ قام من تلك المتمردة.


❈-❈-❈


شعر بالحزن وهو يراها أثناء المحاضرة فقد كان يتوقع أن تلتزم بما طلبه منها وترتدي الحجاب لكنها لم تفعل. يبدو أنها ليست كما ظن ليست مطيعة بل كغيرها من فتيات هذا الجيل يهمها المظهر فقط.


طرد تلك الأفكار من رأسه وعاد يركز في المحاضرة غافلًا عن نظراتها الهائمة نحوه.


وبعد انتهاء المحاضرة سأل كعادته إن كان أحدهم بحاجة إلى توضيح شيء ولما نفى الجميع استأذن بلطف وخرج.


أما في الداخل فقد ضحكت كل من أروى ورفيف بصوت عالٍ عندما سمعن حديث جوري وما طلبه الدكتور منها.

رفعت رفيف يدها وكأنها تعزف على آلة كمان بينما تنهدت أروى بحب وقالت بهمس: " يا بختك يا جوري بس عندي سؤال.


نظرت لها باستفهام فتابعت أروى: " إنتِ عندك مشاعر ناحيته؟ اقصد للدكتور حازم؟


أطرقت برأسها خجلًا ولم ترد.


فقاطعتها رفيف قائلة: " اسمعيني كويس يا جوري الحجاب فرض بس لازم تلبسيه وإنتِ مقتنعة لأن لو مش مقتنعة هتقلعيه بعد شوية ففكري كويس قبل ما تاخدي قرارك.


قاطعتها جوري بلهفة: " أنا يا رفيف طول عمري نفسي أتحجب زيك بس بابا كان سايبني على راحتي.


ابتسمت لها رفيف بهدوء.

فقالت أروى: " خلاص يلا نخرج نتمشى شوية قبل ما تبدأ المحاضرة التانية.


أومأت رفيف وكذلك جوري وخرجن معًا وكل واحدة بداخِلها شعور مختلف.


❈-❈-❈


وصل إلى الشركة وهو يشتاق لحبيبته. مرّ يومان فقط لكنهما كانا كالعمر كله عليه.


ذهب مباشرة إلى مكتب المدير فوجد لمار جالسة على مكتبها منشغلة ببعض الأوراق. تنحنح كي تنتبه له.

وبالفعل تسارعت دقات قلبها عندما رأته واقفًا أمام مكتبها نهضت وهي تتمتم بعدم تصديق: " فارس! صباح الخير الحمد لله على سلامتك.


تأمل وجهها الجميل بافتتان وهمس في نفسه:"كل يوم بتزيدي جمال فوق جمالك يا حبيبتي..."


قاطع شروده صوتها: " فارس؟ سامعني؟


تماسك وأشاح بنظره بعيدًا كي لا تفضحه عيناه وردّ بحدة خفيفة: " صباح النور هو الأستاذ عادل موجود؟


تبدلت ملامحها إلى الحزن وجلست بإحباط ثم رفعت السماعة وقالت باختصار: " أستاذ عادل فارس عايز يقابل حضرتك.


وبعد أن طلب إدخاله أشارت إليه ليدخل. دخل بعد أن طرق الباب طرقات خفيفة.


وبعد دقائق خرج من عند المدير يشكره نظر نحو مكتبها فلم يجدها فتنهد بحزن واتجه إلى مكتبه.


❈-❈-❈


دخل مراد إلى مكتب السيد إيهاب في القناة والذي رحب به بحفاوة وأشار له بالجلوس وطلب لهما قهوة.


اعتدل مراد في جلسته وقال ممازحًا: " مبروك يا إيهاب قناتك بقت رقم واحد في المشاهدات يعني الفلوس هتنزل عليك زي المطر!


ضحك إيهاب ورفع كفه قائلًا: " الله أكبر قول ما شاء الله.


ضحك مراد بدوره ثم قال إيهاب: " الحمد لله وده كله بفضل ربنا سبحانه وتعالى وبعدين ملك ليها دور كبير.


تبدل وجه مراد من السعادة إلى الحزن وقال: " للأسف نسبة المشاهدة هتنزل قريب.


نظر إليه إيهاب بدهشة فتابع مراد: " سمعت من مصدر موثوق إن ملك هتتعاقد مع قناة تانية لأن عقدها تقريبًا خلص.


ضـ رب إيهاب المكتب بقبضته وقال بغضب: " إيه؟ قناة تانية؟ وهي وافقت؟


لم يكمل كلامه إذ ضحك مراد بصوت عالٍ فأدرك إيهاب على الفور أن صديقه أراد فقط استفزازه. قفز من مكانه ولكمه في وجهه وهو يهتف: " يا ابن اللذينة خليتني أتعصب!


ضحك مراد وهو يقول: " لسه مش عايز تحكيلي اللي في قلبك؟


تردد إيهاب قليلًا ثم أشار له أن يذهب قائلًا: " يلا روح شوف شغلك عايز حلقة النهارده تبقى زلزال فاهم؟


أدى مراد التحية العسكرية وهو يضحك: " أمرك يا فندم.


وغادر يشعر بالحزن على حال صديقه لكنه قرر ألا يضغط عليه بل يتركه حتى يهدأ.


❈-❈-❈


ـ حمد الله على السلامة يا صاحبي.


قالها حسن وهو يقترب ليصافح فارس.

ابتسم فارس بخفة وقال: " شكرًا يا حسن قولي بقى إيه اللي حصل وأنا مش هنا؟


ارتكأ حسن على الكرسي وقال بهدوء: " ولا حاجة كل حاجة زي ما سبتها.


أومأ فارس دون تعليق. فسأله حسن: " شفت لمار؟


أجابه بهدوء: " آه.


" شكلها حلو النهارده مش كده يا فارس؟


شعر فارس بالدم يغلي في رأسه. "الحقـ ير بيعاكسها قدامي من غير كسوف!"

لكن تمهل… "هو عرف منين إنها حبيبتي؟ امسك أعصابك يا فارس"


فقال مغيرًا الموضوع: " إيه رأيك تيجي نتغدى عندي النهارده؟


قاطعه حسن بحماس: " موافق بس تعال عندي احسن نلعب بلايستيشن.


ابتسم فارس وأومأ موافقًا ثم انصرف حسن بعدما وعده بلقاء يجمعهما بعد انتهاء العمل ليذهبا معًا. 


ترك فارس خلفه يغلي من الغيرة ويتأجج داخله غضب صامت لا يهدأ.


❈-❈-❈


وقفت تنتظره خارج المدرج الذي يقطن به بعد أن نقلت جميع مواعيد محاضراته.

ثوانٍ قليلة وأبصرته يخرج بصحبة فتاة لم تكن تلك التي رأتها معه بالأمس. عضّت على أسنانها غيظًا يبدو أن هذا الوسيم الأشقر زير نساء بحق.

اقتربت منه ونادت بصوتها المميز: " يا بشمهندس نور!


ابتسم ابتسامة ذئبية ثم استدار إليها متظاهرًا بالدهشة: " آنسة مروة؟


كانت على وشك توبيخه لكنه ضحك بصوت عالٍ ورفع يديه مستسلمًا: " آسف بهزر معاكي يا أروى! عاملة إيه؟


أجابت بهدوء وباختصار: " تمام.


ظل ينتظر أن تكمل حديثها فقالت: " خلصت محاضراتك النهاردة؟


هزّ رأسه بالإيجاب. فسألته بسرعة: " طب إيه رأيك نتغدى سوا؟


نظر بينها وبين الفتاة التي وقفت بعيدًا عنهما حتى لا تسمع حديثهما ثم وافق بعد أن قال لها تنتظره دقيقة ليتكلم مع الفتاة. أومأت برأسها تنتظره.


وبعد دقائق كانت تجلس معه في أحد الأماكن العامة غير عابئة بأوامر آدم الذي طالما حذّرها ألا تغادر الجامعة وحدها والأسوأ من ذلك أنها خرجت مع شاب.

لو علم آدم لكان حطـ م رأسها.

كانا يتبادلان أطراف الحديث وهي تغمرها السعادة بينما هو يُظهر مكرًا خفيًّا.


❈-❈-❈


كان مراد يبحث عن حجة ليتصل بها رغم أنه تحدث معها اليوم إلا أنه اشتاق إليها كثيرًا. ابتسم حين خطرت له فكرة يا الله! هذه المرأة تعيده مراهقًا من جديد لكنه الحب لا يفرق بين صغير وكبير كالموت.


طلب رقمها الذي يحفظه عن ظهر قلب ووضع الهاتف على أذنه.

ثوانٍ وسمع صوتها الناعم: " مراد عامل إيه؟


" تمام إنتي فين؟


" في الطريق جاية لكم.


" ملك ما تتأخريش إيهاب مستنيك من شوية علشان نخلص موضوع العقد.


" حاضر كام دقيقة وهكون عندكم.


أنهى المكالمة وهو يبتسم لا إراديًا ثم توجّه إلى مكتب إيهاب ينتظرها هناك.


❈-❈-❈


غربت الشمس وانتهى الدوام وعاد الجميع إلى بيوتهم.

كانت تقود سيارتها بسرعة وتستمع إلى موسيقى صاخبة وفجأة صُدمت برؤية أحدهم يقطع الطريق أمامها. فزعت لم تستطع السيطرة على السيارة المسافة قريبة وشعرت أنها على وشك الموت.

أغمضت عينيها ودقات قلبها تصـ رخ.


لكن الشخص ابتعد عن الطريق في اللحظة الأخيرة.

أوقفت السيارة نزلت منها غاضبة وسارت نحوه كان يحمل حقيبة كبيرة يبدو عائدًا من سفر.

شهقت لجماله اللافت لكن قالت بحدة: " إنت إزاي تعدي الشارع كده؟ أعمى مش شايف؟


ردّ ببرود استفزها: " مالكيش دعوة إنتي كويسة خلاص روحي لحالك.


زاد كلامه من غضبها فركضت ناحية الرصيف التقطت حفنة رمل ورمتها في وجهه: " تستاهل يا مغرور!


أغمض عينيه ليتفادى الرمال وعندما فتحهما لم يجدها يبدو أنها خافت وهربت.

ابتسم وهو ينفض الغبار عن ملابسه ثم تابع طريقه نحو منزله شوقًا لرؤية أخيه.


❈-❈-❈


في مكان آخر صاح فارس بحماس: " جوووول!


ضحك بصخب وهو يهز ذراع البلايستيشن.

قال له حسن متحديًا: " ما تفرحش اوي يا فارس العبرة بالخواتيم!


ردّ فارس ساخرًا: " كل مرة بتقول كده وأنا اللي بكسب متتأملش كتير.


انتهت المباراة بفوز فارس فقال وهو يلكز حسن: " مش قولتلك؟


ابتسم حسن ابتسامة باهتة: " مش النهاية يا صاحبي هفوز عليك قريب.


" هنشوف! الكرة مكسب وخسارة بس صدقني مش هخليك تغلبني!


لكن حسن كان غاضبًا في داخله وقال: " هنشوف.


نظر فارس إلى ساعته: " الوقت اتأخر لازم أمشي شكرًا على العزومة والوقت الحلو ده.


هزّ حسن رأسه موافقًا ولكن الابتسامة الصفراء ما زالت على وجهه يراقبه وهو يغادر بينما الغل يملأ صـ دره.


❈-❈-❈


في قصر الحيني كان السيد فاروق يجلس في البهو يشرب النبيذ الفاخر مستمتعًا حتى دخل وحيده حيّاه بالإنجليزية وردّ عليه بالمثل أشار له بالجلوس لكنه ذهب ليصب لنفسه كأسًا من النبيذ ثم عاد وجلس مقابله.

أعطاه نور التقرير اليومي فأعجبه كثيرًا ومنحه مكافأة ضخمة: يخت كبير سيُسجَّل باسمه صباحًا.

فرح نور كثيرًا تخيّل الرحلات والمرح فالفتيات يعشقن البحر وهو سيستغل هذا جيدًا.


أنهى مشروبه واستأذن والده للصعود للراحة. وافق فاروق وهو يخطط للإيقاع بغادة والانتقام منها.


❈-❈-❈


خرج فارس من الحمام وما إن ارتدى ثيابه حتى سمع جرس الباب فتح فتوسعت عيناه بدهشة فهد!

أخوه الأصغر يقف أمامه بهيئة تلفت الأنظار وقد بدا أقوى من ذي قبل.


ضمّه فارس بشوق: " ياااه يا فهد! والله وحشتني أوي.


ردّ فهد: " وأنا كمان يا فارس بس هتفضل حاضني على الباب؟


ضحك فارس وجذبه للداخل وهو لا يتوقف عن طرح الأسئلة وفهد يجيبه حينًا ويمزح أحيانًا حتى شعر فهد بالنعاس فأخبره فارس أن ينام في غرفة والديه. دخل فهد الغرفة وألقى نفسه على الفـ راش متعبًا.


❈-❈-❈


في مكان آخر فتح آدم باب الغرفة بعنـ ف: " كنتي فين يا أروى؟ ومع مين؟


نظرت له متحدية دون رد فصاح بغـ ضب جاء على إثره الجميع: " هتردي وإلا؟


تدخل صوت والدته: " وإلا إيه؟ هتـ ضربها تاني؟


" يا أمي من فضلك سيبيني معاها.


" لا يا آدم مش هسيبها لو عندك حاجة قولها قدامنا.


التفت لوالده: " شايف يا بابا؟


" في إيه يا آدم؟ عامل دوشة ليه؟


" أروى خرجت من الجامعة مع شاب وقفلت تليفونها! أنا حذرتها كتير.


أروى وقد فاض بها الكيل صـ رخت: " أيوه! كنت مع نور وطلبت منه يتغدى معايا عندك مانع؟


اشتعل غضب آدم لولا وجود أهله لحـ طم الغرفة فدفع الطاولة بقوة وخرج دون أن يرد.

بينما إيهاب نظر لهما بخيبة أمل وغادر وكأنه يقول إنهما متشابهان في سوء التصرف.


❈-❈-❈


دخلت ملك إلى بيتها والإرهاق ظاهر على ملامحها. قابلتها السيدة سعاد بابتسامة: " الحلقة كانت جميلة بس الإعلانات كتير! نمت وأنا بتفرج ولمار كانت بتنام من وقت للتاني.


" طب هي اتعشت؟


" أكلت حاجة خفيفة.


" طب شكرًا أنا هطلع أنام تصبحي على خير.


❈-❈-❈


اطمأن فارس على فهد وغطّاه بلطف وأطفأ النور ثم ذهب إلى مكتبته ينتقي كتابًا فوقعت عينه على كتب مصطفى محمود أخذ واحدًا وعاد.

لكنه توقف عند باب الغرفة.

رأى لمار...جالسة بفستان أبيض بلا أكمام شعرها منسدل كأنها نجمة مضيئة في ظلام الليل.

ابتسما لبعض ثم تقدمت نحوه وقالت بنعومة: " اتأخرت ليه؟ أنا مستنياك من بدري.


ظل ينظر إليها ثم نادته مجددًا: " تعالى يا فارس.


تبعها وقف أمام النافذة وعيناه متعلقة بها: " بحب الأرض اللي بتمشي عليها وبغير من أي حاجة تبصّي لها وبحس وإنتي جنبي إني امتلكت الدنيا. قولّي بتحبيني زي ما أنا بحبك؟


ضحكت بحرية وهزت رأسها بعدم تصديق: " بتحبني للدرجة دي؟


" أكتر مما تتخيلي يا لمار.


❈-❈-❈


رن الجرس فركضت السيدة نادية وأبناؤها نحو الباب. من الطارق في هذا الوقت؟

فتحوا الباب واتسعت أعينهم بدهشة مغمغمين: " بابا؟!

يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة بسمة بدران، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية

رواياتنا الحصرية كاملة