رواية جديدة نجمة أركان الجزء الرابع من سلسلة فرعون مكتملة لريناد يوسف - الفصل 33 - الثلاثاء 17/6/2025
قراءة رواية نجمة أركان الجزء الرابع من رواية فرعون كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
قراءة رواية نجمة أركان
الجزء الرابع من رواية فرعون
رواية جديدة قيد النشر
من روايات وقصص
الكاتبة ريناد يوسف
الفصل الثالث والثلاثون
تم النشر يوم الثلاثاء
17/6/2025
أخد غريب القهوة والعصير وخرج بيهم الجنينه لليل، كانت قاعده مستنياه وشايفاه وهو جاي عليها وعلى وشها ابتسامة جميلة وهاديه، ولسه صوابعها بتلعب في السلسلة الفضه.
قرب غريب وحط قدامها الصينيه وقالها بإبتسامة:
-لواعرف ان السلسلة هتبسطك كده وتخليكي تبتسمي الابتسامة الجميلة دي كنت جبتلك الف سلسلة..
ليل:
-مش بكتر الجيب يادقة قلب ليل، حاجة وحدة تسوا الدنيا وما فيها لو اتجابت بمحبه.
خلصت كلامها ومدت ايدها اخدت كباية العصير وابتدت تشرب منها، واداها غريب البرشام بتاعها وابتدى يشرب قهوته، حالة من السكون قطعها غريب وهو بيقول:
-ليل بكره هروح الأكاديمية واحتمال كبير أبات هناك، مش عايزك تهملي فأكلك ولا علاجك، ولا تستني حد يفكرك بيه، انتي كبيره وواعيه مش صغيره سامعاني؟
ردت عليه ليل بهدوء:
-عارفه اني كبيره مش صغيره، وحاضر هخلي بالي من وكلي وهاخد علاجي، اطمن علي ومتشغلش بالك وركز فاللي هتعمله وربنا يقويك عليه.
خلص غريب شرب قهوته واخد ليل ودخلوا الفيلا وراحوا على اوضتهم عشان يناموا، واليلادي كان فيه حاجة فليل متغيره حسها غريب، كانت حاضناه وماسكه فهدومه بخوف، وكأنها خايفه يمشي منها.. غمضت ونامت وهو فضل صاحي يمسد على شعرها ويراقبها، كشف مكان الجرح فدماغها وشاف الشعر اللي نبت جديد، مسد عليه بحنان وهمسلها جنب ودنها:
-بحبك.
كلمه خلت مسكتها لهدومه ارتخت وعرف بيها انها صاحيه مش نايمه، بس مغمضه وبتمثل عليه النوم ليه مش فاهم ؟!
بعد شويه اتأكد انها نامت بجد فاتسحب من جنبها وقام بشويش وخرج بره الاوضة، اخد تليفونه وراح اوضة شهاب واتصل بعسكري من اللي شغالين معاه في القسم وقاله:
-عبد الله معلش لو بكلمك في الوقت دا.. اسمعني كويس، انا عارف انك صعيدي يعني اكيد عندك جلابيه او اللبس الصعيدي اللي بتلبسوه، تلبسه بكره وتجيني الصبح علي الساعه٩ كده عالفيلا بتاعتي وكانك لا تعرفني ولا عمرك شفتني، هتطلب انك تقابل وحده اسمها جوهره وتقول انك من عيلة ابوها، واول مااندهلك عليها هتقولها الآتي.......
فهمه غريب على كل حاجة وقفل السكة ورجع لأوضته وحضن ليل ونام ..
طلع النهار وليل صحيت قبل غريب وقامت تحضرله الفطار النهارده بنفسها..
وقفت في المطبخ وابتدت تعمله كل حاجة بيحبها، وهو صحي بعدها، ملقهاش جنبه فلبس ونزل يدور عليها لقاها في المطبخ، حضنها من وسطها ودفن دماغه فرقبتها وهمسلها:
-اجمل منظر بحب اشوفه.. واحب آشوفه لآخر يوم فعمري وانتي واقفه في المطبخ بتعملي الأكل، عارفه لو المشهد دا يفضل مستمر لآخر العمر هسيب الدنيا كلها واقعد قصادك اراقبك.
ابتسمت وحضنت اديه وردت عليه بهمس:
-حلوه الامنيات ياغريب، عتدينا أمل في بكره واحنا مستنيينها تتحقق ونصبر نفسنا بإن بكره جاي وهي معاه.
روح نادي على بتك نجمه ولو نايمه صحيها مش فاضيين وعايزين ناخدوا اليوم من اوله.. النهارده هتنزل تختار فستان فرحها وديه اهم اختيار فحياتها وحياة أي بت، اهم حتى من اختيارها للعريس بذات نفسه.
غريب:
-لا متروحيش معاها خليها تروح لوحدها النهارده خليكي قاعده في البيت، وكمان بابا وموده ونادر والكل قالوا انهم جايين يقضوا اليوم معاكي النهارده.
ليل:
- خلاص نأجلوا فستان نجمه لبكره عشان لازم اكون معاها وهي عتختاره، كنت عايزه افض من مشوار الفستان وافضي حالي للخبيز اتأخرت بيه كتير.. صوح فكرتني، عايزه فرنين كبار اخبز فيهم شوف لو فيه حد يأجرهم نأجروهم منه.
غريب:
-وليه ايجار متخبزوا وتبعتوا الفرن تسويهم؟
-له هخبزوا كتير ومتنفعش الفرن فيه، اقولك خلاص هجيب افران رحاب.. حابه بيتي يتملي بريحة الخبيز واللي يدخله او حتى يعدي من قدامه يشم ويعرف ان جواه فرحه.
غريب:
-اعملي اللي يريحك يانور عيني، وأي حاجة تحتاجيها شاوري بس عليها، والفرن متجيبيش من عند رحاب حاجة، قوليلي عالنوع اللي عايزاه وانا اجيبلك فرنين تلاته يارب حتى عشره.
ابتسمتله ورجعت تكمل اللي بتعمله فبص لبره على اوضة جوهره.. وليل شافته فقالتله:
-جوهره النهارده ناموسيتها كحلي الظاهر سهرت أمبارح.
غريب:
-تحبي انادي عليها اصحيهالك؟
ليل:
-له هملها وراها تعب كتير النهارده خليها مرتاحه.. ربنا يكون بعونها.
غريب حس ان نبرتها فيها حاجة. لكنه مستفسرش وخرج من المطبخ عالجنينه واتصل بقاسم صحاه من النوم وقاله:
-قاسم قوم افطر وقابلني في المكتب ضروري.
قاسم:
-ليه حصل ايه عالصبح يابوز الغراب الحرب هتقوم ولا ايه؟
غريب:
-هتقوم عليك لوحدك لو مقومتش دلوقتي وسمعت الكلام.
قاسم قفل السكه ورمى التليفون عالسرير وهو بيتأفف..
جوهره:
-مالك اتعصبت ليه وماله غريب؟
قاسم:
-غريب بيعاملني على انه متجوزني وحكمه عليا واجب النفاذ، وانا بجد زهقت منه ونفسي اخلعه.
جوهره بضحكه:
-حد يخلع حب عمره برضوا، دا غريب حبيبك!
قاسم:
-ماالحب القديم اللي مصبرني عليه لحد دلوقتي، غير كده كنت جرجرته فمحاكم الأسره.
المهم قومي حضريلي الفطار الأستاذ مستدعيني على وجه السرعة اكيد فيه حاجة زي وشه حصلت أو هتحصل.
قام قاسم فطر، ولبس وراح عالمكتب عند غريب ووصل قبله فطلب قهوته وقعد يستناه.
أما غريب في الاثناء دي كانت ليل حطت الفطار عالسفره وقعدوا يفطروا وصحيت جواهر وخرجت من اوضتها وهي مبتسمه وفرحانه وصبحت عليهم.. فبصتلها ليل وبصت لغريب اللي كانت ملامحه جامده وقالت لجوهره:
-خير ياجوهره قايمه من النوم وشك منور والضحكة شاقه حلقك شق متفرحينا معاكي؟
ردت عليها جوهره وهي بتسحب كرسي وتقعد عالسفره من غير ماحد يقولها:
-لا ابدا ياخاله بس اصلي حلمت حلم حلو قوي عشيه فقمت مستبشره وقلبي منشرح.
ليل:
-ربنا يشرح قلبك و قلوبنا جميعًا.
جواهر:
-اللهم آمين.. الا هي نجمه مقامتش لسه من النوم، البت دي معارفاشي جايبه التقل ديه منين، دي الواحده بس تعرف ان فرحها خلاص قرب عتتبرجل والنوم يطير من عنيها ومخها هيشت من الفرحة والقلق والخوف، كيف هي على قلبها مراوح إكده؟
ليل:
-لا ماهو الكلام ده للي مش مصدق نفسه او اللي بيتجوز حد مكانش يحلم انه يتجوزه فتلاقي الفرحة هتجننه، انما ست البنته اللي عارفه انها كبيره وليها في الجواز الف فرصة وفرصة احسن من بعض تلاقي قلبها مرتاح وبالها رايق.
بصت جوهره لغريب وكشرت، أما هو فاتاكد أن ليل ياشاكه فحاجة من تصرفات جوهره ياسمعت كلامه معاها أمبارح، وقبل مايحاول يتبين السبب الحقيقي ورا كلامها كان الحارس بيتصل بيه ويقوله:
-غريب باشا فيه واحد اسمه عبد التواب بيقول انه قريب الست جوهره جاي من البلد وطالب يقابلها.
رد عليه غريب بإختصار:
-دخله
بعدها بص لجوهره وقالها:
-فيه واحد قريبك اسمه عبد التواب جاي من البلد وعايزك.
ردت عليه جوهره وهي بتمثل الاستغراب:
-عبد التواب؟ ايوه اعرفه ديه قرينا، بس ياترى جاي عايز ايه؟
غريب:-
هنعرف دلوقتي.
دخل عبد الله ورمى السلام وبص لغريب اللي شاورله على جوهره من بعنيه قبل مايسآله:
-خير يابلدينا فيه ايه؟
-بص الراجل لجوهره وقاله:
-خير ياباشا اني جاي لجواهر، اني قريبها وعمها مشيعني ليها مرسال عشان اقولها إن مرزوق ولد الحج قناوي طلب يدها للجواز.. وعيقولك لو موافقه عليه عاودي معاي عشان تتجوزيه.
ديه مرسال عمك.
اما ياجوهره رسالة مرزوق ليكي عيقولك ان ربنا كرمه ودلوك بقي يقدر يتجوزك.. جهزلك الموطرح اللي هيتجوزك فيه وعايزك بخلجاتك اللي عليكي مش عايز منك ولا حاجة.
ردت عليه جوهره بضحكة:
-صوح ياعم عبد التواب حديتك؟ يافرحة قلبك ياجوهره اخيرا ربنا استجاب لدعايا.. خاله ليل اني هعاود البلد خلاص كتر خيرك وخيركم، انتوا وش السعد عليا.
ردت عليها ليل ببرود:
-مبروك ياجوهره تتهني وتسعدي يارب.. بصت لعبدالله وقالتله:
-ناوي تاخدها ميته ياواد عمي؟
عبدالله:
-دلوكيت اخدها ونتيسروا قدامنا طريق طويل وسفر يوم بحاله.
ليل:
-خلاص هي هتقوم تجهز وانت تعالا شق ريقك تلاقيك على لحم بطنك، اقعد مالحنا واني هقوم اعملك شاي مع البيه.
خلصت كلامها وقامت عالموطبخ وجوهره قامت وراها وقالتلها:
-عنك انتي ياخاله اعملهم اني الشاي.. خليه آخر حاجة اعملها بدالك قبل ماامشي.
ليل:
-له ياجوهره متتعبيش روحك اني هعمله، روحي انتي شوفي حالك. روحي ياعروسه عريسك مستنيكي..
وكملت بهدوء مريب وهي هتملى براد الشاي ميه..
بس ياجوهره وانتي معاوده البلد بعد ماطلعتي منها بأعجوبه ابقي افتكري ان انتي اللي جبتيه لروحك، وافتكري ان الندم قتال وانتي اللي اخترتي طريقك.
ضحكت جوهره وردت عليها:
-متخافيش عليا ياخاله عشان البلد لما اعاودلها مش هتكون هي هي البلد اللي طلعت منها، كل حاجة فيها هتتغير واولهم الناس، عريسي هيعملي قيمة وياخدلي حقي من كل اللي أذوني..
بالإذن اني رايحه اخد ورقاتي اللي هحتاجهم ومش هاخد حاجة غيرهم، عريسي هيجيبلي كل حاجة جديده وعلى اسمي مش هتجوز بحاجة قديمه من ورا حد.
ليل:
-حقك.
طلعت جوهره بفرحة وراحت على أوضتها وليل خلصت الشاي وطلعتهولهم وبعد ماطلعت جواهر من اوضتها وراحت لنجمه تسلم عليها وتودعها، دخلت ليل اوضتها وفضلت تفتش في دولابها وجابت قماشه وملتهالها هدوم وقفلتها وطلعتها بره في الجنينه وحطتها فشنطة عربية غريب.
وبعد ماعبدالله خلص شايه اخد جوهره ومشيو ووراهم على طول خرج غريب.. وراح على مكتبه وعبدالله اخد جوهره وراح بيها لغريب واستنوه بره المبنى.
دخل غريب مكتبه ولقي قاسم في انتظاره فقاله:
-انا رايح مشوار هغيب طول النهار وهعدي عالاكاديميه ابات لو رجعت عالفجر طبعا..
قدام مراتك وليل وأي حد انا في الاكاديمية من دلوقتي لحد ماأرجع، قدام القيادة انا موجود وتسد مكاني هنا، بينك وبين نفسك متسألش فيه ايه ولا تفتح بوقك سامع.
قاسم:
-لا مش سامع ولو مقولتليش هتهبب ايه هفضحك وابلغ عنك كل اللي قولتلي اضحك عليهم دول.
غريب:
-طيب ابقى خالف ياقاسم.
خلص كلامه وقام من علي المكتب اخد مفاتيحه ونزل، اخد جوهره واتحرك بعربيته بسرعه، وطول ماهو ماشي باصص قدامه وساكت.
خرج من المنطقة وخرج من الزحمه وبعد حوالي ساعه أو أكتر سواقه طلعوا على طريق صحراوي سريع، سالته جوهره بفضول:
-غريب هو انت موديني فين وليه هملنا العمار وطالعين عالهِو؟
رد عليها غريب من غير مايبصلها:
-عشان مينفعش تكوني فمنطقه ولا فبلد اهلي وناسي ومعارفي فيها، لازم تكوني بعيده عشان محدش يكتشف حاجة، عالاقل في الوقت الحالي، متشغليش بالك انتي بس بحاجة وانا مرتب الدنيا.
سكتت جوهره وفضلت باصه عالطريق وهي مش شايفه فيها غير جبال ورمل وعربيات بتعدي حواليهم! وغريب ساكت خالص، بس اللي كان مخليها هتنفجر من الغيظ هي اتصالاته بليل واطمأنانه عليها كل شويه وكأن جوهره هوا جنبه ولا عامل حساب لمشاعرها، ولا ناسي الدنيا ومفكر بس فيها زي أي عريس فيوم فرحه.
وصلوا كافتريا فنزل ونزلها، جابلها اكل وشرب وهو شرب قهوه ورجعوا تاني للعربية.. وكمل سواقه وفي الاثناء دي غلب جوهره النوم فنامت،
ولما صحيت كانوا على مشارف بلدهم، بصت لغريب بخوف وسالته بفزع:
-غريب انت جبتني فين دي بلدنا؟ اوعاك تقولي انك جاي تطلبني من خالي وتتجوزني قدام اهل البلد والخرابيط داي، اني الحاجات داي متفرقش معاي.
بصلها غريب بنظرة احتقار ومردش عليها وكمل طريقه لغاية ماوصل قصاد بيت خالها..لسه هيفتح الباب وينزل رنت عليه ليل.. رد عليها ولسه هيتكلم قالتله:
-المفروض انك تكون وصلت دلوك او على مشارف البلد.
غريب:
-بلد ايه؟
ليل:
-بلدنا ياغريب.. بعد ماتنزلها وتديها لعمها فيه فشنطة العربية صره.. فيها خلجاتها اللي كانت جايه بيهم من البلد، اديهملها عشان توبقي كيف ماجات كيف ماعاودت.
غريب:
-عرفتي منين؟
ليل:
-سمعتك عشيه وانت عتعرض عليها الجواز.
غريب:
-وسكتي؟
ليل:
-عشان متأكده ان مفيش حرف من اللي اتنطق صدق، المهم خلص مهمتك ياأبو مهمه وعاودلي قوام.
غريب:
-اعتبريني في الطريق راجعلك يانور عيني.
قفل السكة معاها وهو مبتسم وبص لجوهره قبل ماينزل ويخبط على باب بيت خالها ويفتح باب العربية ويشدها يطلعها منها بقرف كأنه بيتخلص من صفيحة زبالة..
اما هي ففهمت خلاص انها قضت على نفسها وحلمها.. دموعها نزلت ومش قادره تتكلم ولا عارفه تقول ايه..
الباب اتفتح وطلع خالها وبص لغريب بإستغراب وزاد استغرابه لما شاف جواهر وسأل غريب:
-خير يابيه جبتها ليه تاني البومه داي؟
غريب :
-ابدا معرفتش تعيش بعيد عن البلد، العيشه ماناسبتهاش وقالت عايزه ارجع لبلدنا وخالي حبيبي وعيشتي القديمه، بنت اختك اهي زي ماأخدتها جبتهالك، خلي بالك منها وربنا يعينك عليها.. ولو جالها عريس فيوم اتصل بيا وانا هساعدك فجهازها.. دا لو يعني.. مع ان طموحها دلوقتي بقى اكبر من عريس من البلد.. خد دول لعيالك اشتريلهم حاجة حلوه وقولهم دى على روح اهل الست ليل وخليهم يدعولها بالشفا.. ستكم ليل انضف ماجابت بلدكم اللي مبتطلعش غير ناس عايزه الحرق.
خلص كلامه ودس الفلوس اللي طلعهم فأيد خال جواهر وراح علي شنطة العربية طلع منها صرة الهدوم واداهالها بعنف وركب عربيته ومشي.
أما جواهر فشدها خالها من دراعها وسألها بعصبيه:
-عيميلتي ايه ياواطيه يابت الواطي خلتيهم زعطوكي زعطة الكلاب؟ سرقتي ولا فتنتي ولا هببتي ايه، اتبطرتي ليه عالعيشه الزينه اللي باينه على وشك وخدودك اللي دم هيبوك منيهم؟
خشي يختي خشي دانتي ايامك الجايه معاي هتكون سواد.. جاكي الطين عامله كيف القرش الماسح اللي كل مايترمي يرد لاصحابه.. الهي تولعي انتي والفِرع اللي انتي منيه.
دخلت جواهر لبيت خالها وقلبها بينزف ندم، ودلوقتي بس فهمت كلام ليل، بإنها هي اللي جابته لنفسها، وخسرت كل حاجة بغباوتها وطمعها، وزي ماراحت زي ماجات.
استقبلتها مرات خالها بالطريحه التمام هي كمان، وخطفت من يدها السره فتحتها ولقتهم خلجاتها القدام، قلبت فيهم ولقت رزمة فلوس الظاهر ليل حطتهالها، فخدتهم مرات خالها وهملتها بندم زايد عشان مامنعتهاش تفتح الصره بتاعتها، وكأن النهاردة يوم الخسارة العالمي وبختها حالف لياخد منها كل حاجة زينه فيه.
أما غريب فرجع تاني علي ملى وشه على ليل وكل هدفه يطيب خاطرها من كلام سمعته هو متأكد انها حتى وهي عارفه انه كدب زعلها واثر فيها.
اما عند ليل فكانت طول اليوم قاعده مع الناس بس فكرها مع غريب، موده وسيليا وجواهر وحتى جميله كلهم دخلوا المطبخ وهي النهاردة مقدرتش تشاركهم، مكانتش عارفه اللي فيه دا تعب جسدي ولا نفسي، بجانب نوبة الصداع اللي جاتلها فجأة وبدون مقدمات وكأن الورم بيقولها
"انا هنا لسه.. أوعي تنسي وجودي"
___________
أما عند نواره..
كانت طول اليوم مش قاعده على بعضها، فرحانه ومصارحتش غير خالتها عيشه بسر فرحتها، وبرغم خوف عيشه عليها إلا انها واثقه من عزام واد اختها لو وعد عينفذ وعده على حساب اي حاجة في الدنيا، حتى لو على حساب نفسه، ومنها كانت خايفه عليه هو كمان، عشان قرر يلاعب الدبابير جوا عشهم..
بس فرحة نواره وغناويها طول اليوم هونت على عيشه خوفها عليها وعلى عزام، وشافت ان الفرحة داي حلال فيها المخاطره.
اما عزام فمكانش حاله يختلف عن حال نواره، فرحان ومتحمس وباين عليه لدرجة ان شاكر ابوه سأله:
-مالك ياعزام ليه ضبك مفشوخ النهارده عمال على بطال! لعله خير؟
عزام:خير يابوي مفيش حاجة معينه بس حاسس اني مرتاح النهاردة معارفشي ليه؟
شاكر:
-اممم..مرتاح النهاردة قولتلي، ربنا يبسطك كمان وكمان.. الا قولي ياعزام مروحتش تاني عند خالتك عيشه؟
عزام:
-له يابوي مروحتش.
شاكر:
-ومتروحش، ونواره له ياعزام، له بالتلاته.
عزام:
-له كيف يعني يابوي، وايه جاب سيرة نواره دلوك؟
شاكر:
-بالك المرتاح هو اللي خلى سيرتها تيجي ياعزام.. بص تعالى إكده هوريك حاجة..
قلع الطاقية اللي فوق دماغه ومسد على شعره وبعدها فتح خاشمه وبص لعزام وقاله:
-الشعر ديه مشابش بين يوم وليله ولا السنان اتخلعت والخشم فضي غير بعد مالدنيا كحرتت ابوك ودوقته الويل.. وعطته دروس بالهبل، وأولها درس النباهة.
ايوه ياعزام النباهة مش طبع النباهة علام، عتاجي من كتر اللي الواحد عيشوفه، واني بالنباهه شايف قلبك زاحف نواحي نواره..
وانت اكبر منها ياعزام ومقامك عالي عليها وتستاهل الزين كله، ايوه هي غلبانه ومكسورة وبت بمية راجل بس متنفعش تكون ام عيالك.. عيالك اللي لا هيكونلهم خوال ولا جد زين زي المخاليق لو اتذكر اسمه يرفعوا راسهم بيه.. له جدهم هيخزيهم وسط الناس.
لمحتلك قبل سابق انه مينفعش بس دلوك عقولهالك صريحة عشان اقطع عرق واسيح دمه.
عزام:
-طيب بما انك قولتلي اللي جواك بصراحة يابوي اني كمان هصارحك.. اني لحد دلوك اللي جواي لنواره ارتياح واعجاب ومش هنكره، بس لسه مبقاش الحب ولا التعلق اللي يتقال فيه الكلام ديه، وعايزك تعرف انه لو اتحول لمحبه هحاول بكل جهدي اغير فكرتك داي عنها وعن جوازي منها ومش هبطل محاوله غير لما اوصل لهدفي حتي لو هعيش عمري كله قبالها قانص عليها..
بس ديه ميته.. ديه لو حبيت نواره.. انما لغاية اللحظة الراهنه هي مجرد بت جدعه قابلتها وععطف على حالها وبس.
شاكر:
-على العموم ربنا يهدي وفقي عليها ويرجعها لعصمته وتقعد جار ولدها ولا تقنص قبالها ولا تقنص قبالك
عزام:
-والله اني اتمنى ديه يحصل يابوي.
_________
في المانيا...
ايميلي واقفه قدام شقة شهاب بترن الجرس وأول مافتحلها قالتله بزعل:
-شهاب لقد اشتقت إليك، أيعقل أن يمر يومان لا تفكر بالإتصال بي أو الإطمئنان علي، اوووه كم أنت قاسي القلب!
شهاب:
-ايم مالذي أتى بك الى هنا، الم انبهك سابقًا بأني لست اقيم بمفردي هنا وإن هناك شباب غيري في السكن ولا أستطبع استقبالك؟
ايميلي:
-انتقل للسكن بمفردك اذًا حتى تستطيع استقبالي.
شهاب:
-حتى لو كنت بمفردي لن أستقبلك ايميلي وانت تعلمين هذا جيدًا.
ايملي:
-ولكن شهاب هذا ليس عدل، ماذا افعل في شوقي إليك، مالذي يطفئه سوى ضمة منك أو قبلة، لن نصل لمرحلة العلاقة الكاملة لا تقلق اعلم أنه حرام في دينكم، لا أطلب الكثير شهاب فلا تبخل علي.
رد عليها شهاب بغضب:
-حتى الإشياء التي تحسبينها بسيطة هي حرام في ديننا وغير مسموحُ بها، ايم كنت اعتقد أنك فهمتي كل قواعد علاقتنا ورضيتي بيها، لا تفاجئيني الآن بالتمرد أو العصيان وإلا فلتعتبري كل شيء بيننا منتهي، مابك يافتاة اليس لديك صبر؟
ايميلي ردت عليه بغضب اكبر:
-لا شهاب ليس لدي صبر.. لاني احبك لا أطيق صبرًا على بعادك، اريدك واريد قربك بكل الطرق، صدقني شهاب ضمة واحدة منك ستغير اشياء كثيرة، دعني اشعر بأنك قريب مني، بأنك حقيقة ستدوم..
فلستغفر بعدها وسيتقبل الله توبتك اليس رحيم غفور كما تقولون؟
بصلها شهاب وشاف فعيونها دموع، احتياج حقيقي، حاجة اكتر من مجرد شهوة أو متعة، شيء غريب مفهمهوش فرد عليها بهدوء:
-يافتاة ثورتك أثارت ريبتي!؟ ماذا هناك ايم صارحيني؟
ايميلي ردت عليه وهي بتمسح دمعتها اللي خانتها ونزلت.. وبتبتسم بتصنع:
-ليس هناك اي شيء شهاب، انا فقط كنت أمزح معك، اختبر معك موهبتي بالتمثيل، مارأيك هل نجحت فى إقناعك بأني أتكلم بجدية؟
شهاب:
-ايم لا تفعلي هذا معي.. الأسلوب الملتوي هذا لا تستخدميه معي هل تفهمين، هناك شيء ما يحدث معك انا واثق، ولست أبله لأصدق هذا الهراء الذي تقولينه الآن،
وسأعرفه ايميلي، الآن أو غد أو بعد عام سأعرفه، لن اتخطاه وسأسئلك عنه الالاف المرات.. والآن انتظري هنا سأبدل ثيابي ونخرج لنتمشى قليلًا ونتحدث كثيرًا، لعل الكلام يشعرك بقربي منك ومحبتي لك وأني حقيقة.. على الرغم من أن الوقت غير مناسب والإمتحانات على الأبواب، ولكن تبًا لهرموناتكم الأنثوية الملعونة.
ابتسمت ايميلي ورجعت لورا خطوتين عشان تديه مساحة يدخل الشقة فدخل وقفل الباب وسابها واقفه وحاسه بالخذلان.. صحيح كانت متوقعة رد فعله وشبه متأكدة من ان دا هيكون موقفه، لكنها اتمنت من كل قلبها أنه يضعف المرادي، يكون زى أي شاب في سنه حبيبته جاياله لحد عنده وتعرض عليه نفسها، وخصوصًا أن اصحابه المسلمين مش متشددين زيه، لكنه للأسف كل مرة يثبتلها إنه استثنائي، ودا اللي مخليها هتتجنن، عايزاه ومش عايزاه.. مش عايزه تتنازل عن أي حلم من احلامها اللي بقى هو أهمها، لكنها عارفة إنها مضطره للتنازل، ياعنه ياعن باقي احلامها عشانه، ونفسها تتأكد من قرارها الأخير بعد ليلة وحده مع شهاب هتحدد بعدها مصير علاقتها بيه، عايزه تشوف حجم حبه ليها وهي قريبه منه، هل يستاهل التضحية، ولا هتندم بعدين.
خلص شهاب وخرج معاها، وأثناء مابيتمشوا ويتكلموا تليفونها رن، طلعته وبصت فيه وكنسلت وبعدها بعتت رسالة، سألها شهاب عن المتصل فقالتله انها أمها بتسألها هتبات النهاردة في السكن ولا هترجع عالبيت فقالتلها انها هتبات في السكن..
سكت شهاب وايملي سألته بدون مقدمات:
-شهاب هل نجمه اعطت الهاتف الذي اعطيته لها لخطيبها أم لم تفعل؟
رد عليها بإستغراب:
-لأ اعرف لم. تسألين؟
ردت عليه بتوتر:
- ليس لشيء أردت ان اطمئن ان أعجبه، أردت أن اهدي واحدًا لزوج خالتك جواهر ولكن للأسف لم اتمكن من إحضار واحد لها قبل سفرها.
شهاب:
-ليس بالشيء الهام الذي تأسفين عليه، أرى الأمر لا يستحق مجرد التفكير فيه.
سكتت ايميلي وبعدها طلبت من شهاب يوصلها للسكن، وهما في الطريق سألته تاني أغرب سؤال:
-شهاب، لماذا لم تدخل الجيش مثل أبيك؟
شهاب:
-لا أعلم، حين فكرت في مستقبلي لم ارى نفسي سوى طبيب.
ايميلي:
-اممم، الطبيب الوسيم.. هذا من حسن حظي كي اقابلك.. ها نحن لقد وصلنا.. تصبح على خير عزيزي اعلم اني أزعجتك، ولكنك رجلي الآن وعليك تحملي.
شهاب:
-لا عليكِ أعلم انك بلهاء وهذا قدري وعلي تحمله.. هيا تصبحين على خير، نامي مباشرة احلام سعيدة ولا تكثري التفكير، فقط ضعي وسادة فوق وجهك، اكتمي انفاسك ونامي.
ضحكت ايميلي بخفه وطلعت السكن وهو فضل واقف مستني لغاية ماطلعت فوق وطلتله من الشباك وشاورتله، فاطمن عليها ومشي.
____________
أما عند ايان في الفيلا بتاعته..
قاعد في معمله بيشتغل وحس بإن حد بيراقبه، ساب الأمبوب اللي فأيده وعمل انه بيدون حاجة فورقه وعيونه كانت بتراقب المكان من تحت النضارة، ومرة وحده القردة بتاعته صرخت بخوف، لف يشوف سبب خوفها فأخد خبطة على دماغه خلته وقع على الأرض من غير مايعرف مين اللي خبطه ولا خبطه بأيه.. ولما فاق منها قام يبص حواليه..
لا لقي القردة بتاعته ولا لقي الورقة اللي دون فيها أي كلام، ولا لقى أغلب المواد اللي عنده والمعمل كان في حالة فوضى خلته حط ايده على دماغه وقال بقهر:
-قردتي ياأوباش!!
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ريناد يوسف، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية