-->

رواية جديدة نجمة أركان الجزء الرابع من سلسلة فرعون مكتملة لريناد يوسف - الفصل 38 - الثلاثاء 24/6/2025

 

قراءة رواية نجمة أركان الجزء الرابع من رواية فرعون كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



قراءة رواية نجمة أركان

الجزء الرابع من رواية فرعون

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة ريناد يوسف

الفصل الثامن والثلاثون

تم النشر يوم الثلاثاء 

24/6/2025



عزام سمع كلام مصرية وضم الورق بقبضة ايده وخرج من السرايا قوام قبل مايعمل مصيبة ويمسكها يخلص عليها.

راح على بيت مؤمن ودخل لنواره وعيشه، قعد بعد ماسلم عليهم وملامحه مرسوم عليها الغضب، بصوا عيشه ونواره على بعض وعيشه سألته بقلق:

-فيه ايه ياعزام ياولدي مال وشك مقلوب إكده ليه مش بعادتك.. اتعركت مع ابوك ولا ايه؟


عزام:

-ياريتها عركه مع ابوي ياخالة.. اللي قالب وشي عمايل الحرباية مصرية.. نواره اسمعيني، اني مش عايزك تتهوري من اللي هتسمعيه ولا تتصرفي تصرف مش محسوب وتتعاقبي عليه.. مصرية موتت رزق ولدك بالحيا وحرمته من كل أملاكه.


سألته نواره بعدم فهم:

-كلام ايه ديه ياعزام، اسمالله على ولدي موته بالحيا كيف يعني؟


عزام:

-راحت طلعتله شهادة وفاة مش عارف كيف وخلته فنظر الحكومة ميت، وبكده لا ليه حق في ورث ولا بقى ليه إسم في الحكومة ولا أصل وفصل.. يعني رزق دلوك كيف ولاد الشوارع بلا نسب ولا أصل. 

ضربت نواره على صدرها وهمست بعدم تصديق:

- يابت الحرام يامصرية.. طب وبعدين؟ اني مش مهم حداي ياخد ورث ولا فلوس، اني المهم حداي إنه ياخد إسم ابوه وميتقالوش مليكش أب ولا نسب، الحل ايه ياعزام، شوفلي حل ياواد عمي اني فعرضك.. ماهو إلا مايكون فيه حل للموضوع ديه. 

رد عليها عزام بإنهزام:

-فيه حل يانواره بس للأسف هيطول ووقت ماتتحل هتكون مصرية كوشت على كل حاجة. 

نواره:

-يابوي قولتلك مش مهم الحاجة ولا الورث، قول الحل إيه ومش مهم يطول اهم حاجة إسم وفقي يتكتب جار إسم ولده، تغور الفلوس كلها خليها تشبع بيها، اني لو خيرتي فاللي عيملته كنت قولتلها هملي الواد على إسم ابوه وخدي كل حاجة معاوزينش من وشك حاجة. 

عزام:

-كيف يعني ماعاوزينش حاجة، ديه حق ومادام هتسعوا عشان ترجعوه لازمن يرجع كله. 

انتي دلوك هتعملي إيه، هتجيبي قسيمة جوازك وقسيمة طلاقك ورزق، وهتروحوا لمحامي عشان ترفعوا قضية إثبات نسب..هو هيقولك عالخطوات واللي في الغالب هتكون انك تطلبي يكشفوا عليكي ويثبتوا إنك والده وأن الواد ولدك، وإن وفقي أبوه، وتطلبي تشريح الجثة وعمل DNA، وكمان هتطلبي فحص مصرية لتبين انها عاقر مش عتخلف وأن شهادة الوفاة دي مزوره..اقولك.. بصي اني معارفش ايه هيتعمل قبل إيه المحامي هو اللي هيفهمكم تبتدوا بأيه وهتعملوا إيه بالظبط. 


قعدت عيشه وضربت على رجليها وهي عتقول:

-ايه يابوي الناس داي، كيف فيها عقل وحيل وخُلق تخطط وتدبر وتنفذ وتموت وتكيد..فين حزنها على وفقي؟ كيف يجيها قلب تخلي بني آدم يعيش عمره كله في ذل عشان بس تكيد أمه؟! 


عزام:

-ماهو ديه المكر بتاع الحريم عاد،وعشان لا يفل الحديد إلا الحديد لازمن نواره تلاعبها بنفس أسلوبها وتكون قدها وترد الكيد بالكيد. 


نواره كانت واقفه والدنيا عتلف بيها، مش فاهمه ايه اللي عملته مصريه وازاي قدرت..ومفاهماش من اللي قالهولها عزام غير طشاش! 


دخل مؤمن وشاف الوضع وسأل وعيشه حكتله، فبص لعزام وقاله:


-طيب ماتروح نواره بالواد الصحة وتسجله بأسمها وإسم وفقي من اول وجديد، واهي معاها القسايم وكل مايثبت ان الواد ولدها واد وفقي.. الحكاية ساهله قوي؟ 

رد عليه عزام بتنهيدة:

- له مش ساهله للأسف.. هي صوح معاها اللي يثبت إن الواد ولدها، بس اللي يثبت ان الواد واد وفقي فين؟.. مفيش حل غير إنهم ياخدوا عينه من جثة وفقي ويطابقوها مع الواد عشان يتثبت انه ولده..يعني فكل الأحوال قبر وفقي منبوش ومش هيتاخد الحق غير من عنده. 


الكل سكت ورزق بكى فراحت عليه نواره شالته وطلعت بيه، خده عزام منها وقالها:

-روحي هاتي القسايم والبسي عبايتك ويلا روحى على محامي هوصفلك عنوانه الوكت مش فصالحك. 

دخلت نواره وهو بص للواد وهمسله:

-متخافش ياواد نواره، أمك هتجيبلك حقك من حباب عنين مصريه..نواره قويه وكدها.. يابختك بأمك يارزق. 

سألته عيشه بإستغراب:

-امال يعني ياعزام شايفاك طول الوكت عتقول اعملوا وسووا وروحو وتعالوا، وحتى الواد عتقوله ان أمه هتجيبله حقه!! هو انت مش هتكون معانا ولا ايه، انت خابر اننا منعرفوش حاجة، ولا حتي هنفهموا اللي هيقولهولنا المحامي، والحاجات داي عايزه المتعلم المتنور اللي يفهم. 


رد عليها عزام بلجلجه:

-اااا.. له ياخاله اني مينفعشي اظهر في الصورة معاكم، أني مصرية ممسكاني حالها ومالها كيف مانتي خابره ومأمناني، ولو شافتني واقف معاكم ضدها هتبعدني وتجيب غيري يساعدها، وغيري ممكن ياكلها وياكلكم والمال كتير ويزغلل العين، خليني اني قدامها أبان معاها، ومن وراها اني معاكم خطوة بخطوة. 

خلص كلامه وكانت نواره طلعت وهي عتلف طرحتها وقالت لعزام:

-الورق اهو ياعزام يلا بينا. 

عزام رد عليها وهو بيدي رزق لخالته عيشه:

-لا ماهو اني ورايا مشوار ضروري مينفعش يتأجل، روحوا انتوا وتعالوا قولولي عيملتوا ايه، واني هبقى اروح وراكم للمحامي وقت ماافضى افهم منيه زين،.. المحامي إسمه(....) ومكتبه في(.....) 

يلا بالإذن اني وربنا معاكم..خلص كلامه وطلع طوالي، ونواره بصت لعيشه بإستغراب وعيشه هزت كتافها بعدم فهم لموقف عزام هي كمان وقالتلها:

-خدي ابوكي وروحوا يانواره ومتضيعيش وكت كيف ماقالك عزام. 


ردت عليها نواره بعصبية:

-هو ايه اللي آخد أبوي وأروح ياخالة انتي كمان؟ مالكم إكده سلتوا إديكم ليه. مني ومن ولدي، هو فيه حاجة اني معرفهاش ولا ايه؟ 

ردت عليها عيشه بنفي:

-له يابتي ولا حاجة ولا محتاجة، اني كل الحكاية اني قولت مشوار للمحامي هتقضوه قوام قوام ميستاهلش مرواحنا كلنا.. بس مادام عدم مرواحي هيزعلك وتسميه سلت إيد والله ماتروحي غير ورجلي على رجلك، دقيقة البس عبايتي وجيالك يام مخ مهوي. 


لبست عيشه عبايتها قوام وطلعت هي وعيشه ومؤمن وراحوا عالمحامي اللي اداهم عزام إسمه وعنوانه. 


أما عزام فرجع عالسرايا، أبوه كان نايم في أوضته همله وطلع للجنينه، فضل رايح جاي فيها وهو عيفكر، ومن جوه السرايا كانت مصرية واقفه وعتراقبه، وبعد شويه طلعتله.. وقفت قباله وسألته:

-ها ياعزام روحت قولت لنواره الخبر كيف ماقولتلك؟ 

رد عليها عزام بهدوء وإبتسامة:

-واني اروح ولا آجي ليه، ماتعملي اللي تعمليه، هي نواره ولا ولدها كانوا من باقي عيلتي ولا إيه؟ 

مصرية:

-وه.. نغمة جديدة داي حقه! من ميته معتتحمقوش انت وأبوك على نواره؟


عزام:

-من النهاردة.. اصلي هتحمق ليه لحد مش هاخد من وراه لا ابيض ولا أسود ولو خد ورث او مخدش زي عدمه عندي.. مخليني اني ولية نعمتي ونعمة ابوي، اراعي مالك بالحلال وبما يرضي الله وتطلعيلي شهريه اللي تجودي بيه فضل ونعمه، وكل واحد يدور على موصلحته فين. 


بصتله مصرية كتير وهي عتحاول تشوف فملامحه وعيونه الصدق من الكدب، بس معرفتش تحدد حاجة، نظرته كانت عاديه وملامحه مرتاحه، فافترضت فيه حسن النيه وقالت تجرب تصدقه.. وكمان هي في الوقت الحالي مقدامهاش حد غيره ولا احسن منه، متعلم وفاهم وأمين وعاقل، فردت عليه بهدوء:

-واني موافقة اديك الشهرية اللي تطلبها ياعزام، وطول ماانت معاي عايزاك تتوكد إنك راهنت على الحصان الكسبان وهتشوف الخير اللي هغرقك فيه، اني معاوزاشي من الدنيا غير حد امين يقف معاي لغاية ماأعرف آخد حقي وارجع املاكي اللي وفقي كان عايز يسلبهاني ويعطيها لبت السماك وولدها.. أملاكي اللي عملته بيها بني آدم وخليت ليه هيبه وشنه ورنه قدام الكل، أرض ابوي ومحالجه والشون والمخازن والزرايب اللي وليته عليهم ومنهم عمل فلوس ووسع وزود وكبر وصدق انها فلوسه وتعبه وشقاه ومش معترف إن الفضل لأصل المال،.. بس ملحوقة.. أو خليني أقول اتلحقت خلاص. 


خلصت كلامها ودخلت السرايا وطلعت لعزام ب١٠٠٠٠ جنيه ادتهمله فأيده وقالتله:

-خد دول شبرق نفسك بيهم وهات اللي نفسك فيه، وكل ماتحاسبني وتديني الإيراد هطلعلك منيه اللي يبسطك ياعزام. 


ابتسم عزام ومد ايده أخد الفلوس، ومصرية دخلت السرايا وهي حاسة إن عزام اول واحد انضم لجبهتها، ولسه هتشوف مين تاني أبوه فلوس وهتضمه ليها. 

أما عزام فبعد مادخلت مصرية بص للفلوس اللي فيده، فرهم مرة واتنين وقربهم من وشه وشمهم وغمض عيونه بإنتشاء وإبتسامته وسعت أكتر. 




أما في ألمانيا.. 


شهاب:

-عزيزتي.. الإمتحان اليوم كان بغاية السهولة، والأسئلة كانت متوقعة جداً. 

ردت عليه إيميلي بشرود:

- ياه.. لقد كان كذلك. 

كان شهاب ماشي جنبها فاتقدم خطوة وبقى قدامها وبص فعنيها اللي كانوا بيهربوا منه، وابتسم وقالها وهو بيمد إيده فجيبه:

-إيم.. لقد تعبت من محاولاتي الفاشلة في إستنتاج سبب حزنك، لذلك آمل أن يخفف هذا مما تشعرين به من ضيق أيَا كانت أسبابه. 


فتح إيده وكانت فيها علبة قطيفة زرقه صغيرة، وبحركة غير متوقعة قعد قدامها على ركبته وفتح العلبة وكان فيها خاتم الماس وقالها:

-إيميلي.. هل تقبلين الزواج بي؟ 


بصتله إيميلي وبسرعة عنيها اتملت دموع.. أبتسم لما هزتله دماغها بموافقة ووقف بعدها ومسك ايدها لبسها الخاتم وقالها بحب وهو بيتأمله فأيدها وسط تسقيف كل الناس اللي كانت حواليهم:


-إيم.. انه قلبي الذي اصبح بيدك وليس مجرد خاتم زواج، فأرجوكي حافظي عليه. 


بصت ايميلي للخاتم فايدها وبعدها بصت لشهاب وبصوت مخنوق من البكا قالتله:

- شهاب "إنشولديجونج" (آسفة) 


قالتها ومن غير مقدمات ولا تفكير ولا حتى عمل إعتبار لتحذيرات شهاب اترمت فحضنه وحاوطت رقابته بأديها بحركة فاجئته وأربكته ودفنت وشها فرقابته وصوت بكاها علي..

 فهمسلها بعد مااتأكد إنها مخبيه عنه حاجة كبيرة:

-إيميلي.. اتعلمين ماذا يعني أن أُلبسك هذا الخاتم؟ هذا ميثاق غليظ بيننا بألا يخفي أحدنا عن الآخر أي شيء مهما كان صغيرًا.

صدقًا لم أكن انوي أن ألبسك إياه إلا في مصر وفي حفل كبير، ولكني تعجلت كي يعطيني الحق بأن أسألك 

"ماذا هناك ايميلي" وأنت ملزمة ان تجاوبيني.

خلص كلامه وبعد إيميلي عنه بالراحة وبص فعيونها وهو مستني إجابتها، فردت عليه وهي بتهز دماغها:

-لا شيء شهاب..كل ماهنالك اني أُحبك، أُحبك كثيرًا. 


إجابة كانت مفرحة ومحيرة، لغز جوا جواب، أسفها ليه فى الموقف دا خلى دماغة تروح في كذا إتجاه، وكل الإتجاهات في النهاية بتؤدي لمكان واحد.. إن إيميلي عندها اللي مكسوفة أو خايفه تقوله لشهاب، وإن كل الاعذار اللي كان بيحطهالها واللي بتقولها ليه من فترة عن سبب تغيرها اعذار وهمية وكاذبة ، وإنه لازم الصندوق الأسود اللي جواها وقافله عليه يوصله ويعرف اللي فيه. 


اخدها وراح بيها على مطعم.. اتغدوا وكانت ايميلي في اليوم دا بتبصله بطريقة غريبة وعيونها يأما عليه يأما على الخاتم اللي فأيدها وشكلها مش مصدقه إن خاتمه فأيدها..وهو كمان كان بيتأملها ومستني منها انها تعترفله بنفسها على اللي مخبياه عنه، وفاجأته لما قالتله:

-شهاب.. إنا قررت ان أدخل دين الإسلام. 

شهاب ضحك بفرحة ومكانش مصدق نفسه ورد عليها

-يااالهي هذا ألطف شيئ سمعته على الإطلاق.. ايم أنت اليوم اضفتي لأعيادي عيد جديد.. وأنا الذي ظننت أني صاحب المفجأة، لقد تغلبت مفاجأتك عزيزتي. 


ابتسمت ايميلي وضمت إيدها بالخاتم وبدأت تتكلم مع شهاب عن دينها الجديد، تسأله ويجاوبها، وفي الآخر استقروا على إن ايميلي تروح مكان فيه نساء بيعلموا قواعد الدين الإسلامي وتعاليمه لمن دخل فيه حديثًا. 


أما في جانب آخر.. 

-ماذا قررت بشأنها؟ هل سنتركها هكذا دون عقاب على فعلتها؟ 


_نعم سنتركها دون عقاب، ماحاجتنا للعقاب ولازلنا نستطيع إستغلالها والإستفادة منها، ايميلي ستكون كنة للفرعون وستسكن قصره المصفح، ستندمج معهم، ستنجب لهم أحفادهم وتكون عائلة.. سيحبونها وتحبهم، وحين يصل الحب بينهم لمرحلة متقدمة سنهددها بكشف حقيقتها لهم مالم تتعاون معنا. 


-ولكن هذه خطه على المدى البعيد؟ 

_نعم وماذا هناك؟ هل تظن ان الحرب ستنتهي؟ هل تظن أن السلام سيعم البلاد يومًا؟ لا عزيزي العالم كله يزحف نحو حرب عالمية ثالثة والكل يستعد لها خفية، وحين تحدث يجب ان نكون نحن الطرف الأقوى.. والآن دعنا نركز على ضخ رجالنا لداخل مصر وتمويلهم بالأموال التي سيحتاجون إليها في حث الشعب على الثورة وإحداث الفوضى الداخلية حتى نشتت انتباههم عما يفعله رجالنا بالداخل.



أما عند غريب.. 


قاسم:

-ياغريب انت حاطط نفسك في موقف بايخ مع القيادة العليا، انا عارف انه غصب عنك بس احنا مش عايزين قرار يتاخد بشأنك دلوقتي يخسرك كل حاجة وتبقى اللواء المخلوع وإحنا أصلاً على مشارف الحدث الأعظم. 

غريب:

-ايوه يعني اعمل إيه ياقاسم منا مقدرش اسيب ليل ولا اقصر معاها، انت عارف إن إخلاصي لبلدي فوق اي حاجة، بس ليل عندي هي كل حاجة، وهي معركتي الحقيقية اللي مش هخسرها وهعلن انهزامي فكل المعارك التانية عشان أفضالها. 


قاسم:

-يابني متخافش عليها جواهر والكل معاها وانت معاها بالتليفون، احضر الاجتماعات السرية معانا واثبت للكل إن الفرعون قاعد بكامل تأهبه ومستعد للي جاي. 


غريب:

-قاسم انا وقت الجد عارف دوري كويس ومش هتخاذل عنه او هقصر فيه والكل عارف كده، القيادات تزعل بقى ياخدوا مني موقف قسمًا عظمًا هكون في طلائع صفوف الثوار وهقود انا الثورة، وبدال ماهكون داعم خفى هبقى فرد معلوم. 


قاسم:

-غريب احنا بنحاول نساير الدنيا لغاية ماييجي اليوم الموعود وتحين ساعة الصفر.. متبقاش غبي، انت فمنصبك هتخدم اضعاف ماتكون شخص عادي. 


غريب:

-عايزيني أخدم واقدم كل اللي عندي سيبوني على راحتي.. ومتجيبش سيرة ليل ياقاسم ولا تستكتر عليها الوقت اللي بديهولها؛ لأن انا ووقتي وحياتي كلها ملك ليل. 


قاسم:

-ماشي يامجنون ليل، طيب رايح الأكاديمية إمتا يمان ماصدق وقال عدولي وبصراحة كان شايل الاكاديمية على كتافه، ربنا يوقف نموك ياناديه زي ماهتوقفي حالنا. 


غريب:

-سيبه ياقاسم ناديه عندها هرمونات زايده طافحه عليها اليومين دول سيب يمان يحتوى ههرموناتها. 



قاسم:

-والله عال انت لازم تحتوي مراتك لأنها تعبانه، وهو لازم يحتوي مراته عشان عنده هرمونات، طيب إيه رأيكم انا كمان مراتي لازملها احتواء اليومين دول ورعاية واهتمام ومراتاتكم مش احسن من مراتي وانا هحتويها زيكم. 



غريب

-ليه هو عند وخلاص؟ عندها إيه مراتك عشان كل ده؟ 

قاسم:

-عندها شعره ياسيدي، ساعة تروح تحتاج رعاية، ساعة تيجي عايزه إهتمام، وانا مقدرش اتجاهل شعرة مراتي أو اسيبها لشعرتها وافكارها يتعبوها. 


غريب:

ياقاسم احنا فوقت وموقف ميحتملش هزار بجد.


اتكلم قاسم بجدية أخيرًا:

-بص ياغريب انا طبعًا مقدر الظرف اللي انت فيه بس مش عايز نهايتك بعد كل البطولات والعلامات المميزة دي تكون بمجرد جرة قلم أحمر على ورقة. 

عايزلك نهاية مشرفة تليق بمشوارك المشرف في الداخلية، ولما بنصحك وبقولك سيب ليل شوية لحد غيرك الفترة دي انا متأكد إنها هتلاقي إهتمام قد إهتمامك ويمكن زيادة، أصل مش إنت بس اللي بتحب ليل ياغريب وبتخاف عليها..

وبالنسبة للأكاديمية أنا متابع مع اركان بالتليفون ثانيه بثانيه وبالصوت والصورة كمان.. ومتابع مع المتطوعين بتوعنا وعارف إن كل الأمور ماشية تمام زي مايكون يمان موجود فيها بالظبط، بس برضوا إحنا مش لازم نغفل عنها ياغريب، انا صحيح بضحك وبهزر وأبان اني واخد الأمور كلها بإستخفاف، بس المفروض بعد كل العمر دا تكون فاهم قاسم..

واه ياغريب مش دا الوقت اللي نفضل فيه جنب ستاتنا ونسيب بلدنا لوحدها. 


اتنهد غريب وسكت وبعدها مسك تليفونه واتصل بيمان وقاله:

- يمان كفاية بقى وإرجع الأكاديمية، احنا فوضع صعب وانت عارف، حتى لو ناديه هتزعل سيبها تزعل، زعلها أهون من زعل شعب بحاله. 


رد عليه يمان اللي كان نايم وناديه نايمه على دراعه:

-حاضر ياغريب انا أصلًا لسه متكلم مع ناديه وقايلها اني راجع الأكاديمية بكره، بس هو دايمًا كده القاتل مبيصبرش عالمقتول. 


غريب:

-تمام لو هي جنبك اديهاني. 

يمان ادى التليفون لناديه اللي اخدت التليفون وقالت بمرح:

-غريبوووو هادم اللذات ومفرق الجماعات. 

غريب:

-ناديه معلش بس حبيبتي بجد الفترة دي مش طالبه جنان ولا تصرفات صبيانية خالص، البلد في حالة خطر واحنا منقدرش في الوقت دا نفكر فنفسنا ونسيب بلدنا. 

ردت عليه بهدوء:

-حبيبي عارفه ومقدره ومش ممانعة، انا بس كل الحكاية اني حبيت أخفف عنه ضغط الشغل المتواصل اليومين اللي فاتوا،

يمان بينسى نفسه في الشغل ولو انا مفصلتهوش يفضل مواصل مهما تعب، وأنا مش عايزاه يقع مرة وحدة من التعب، انا معنديش نقص في الوطنية ياسي غريبو عشان افكر في نفسى وانا شايفه إن بلدي محتاجة كل فرد فيها. 


ابتسم غريب وقالها:

-هي دي بنتي حبيبتي اللي مربيها على إيدي.. يلا بقي قومي لبسي يمان واطرديه من البيت، وخدي حماتك وبناتك وعلى الفيلا عند ليل واعملي حسابك فى إقامة دايمة عندنا الفترة دي، وكمان يكون أحسن لو اخدتوها هي وروحتوا عالبيت الكبير واتجمعتوا كلكم هناك.. 

خدي بالك من ليل الفترة الجاية ياناديه وراعيها طول غيابي عن البيت كأني موجود بالظبط، انا عارف إن انتي مش هتبدي اي حاجة تانيه عليها. 

ردت عليه ناديه بدون تفكير:

-من عنيا ياحبيبي، النهاردة على آخر اليوم هنكون كلنا في الفيلا ومش عايزاك تقلق عليها ليل فعيوني وعيونا كلنا. 


قفل غريب مع ناديه وهو مبتسم فقاله قاسم وهو بيحط رجل علي رجل:

-طول عمري ليا تاثيري الخاص في بث الروح الوطنية في الناس وتحفيزهم على خوض معاركهم، وبجد انا مبسوط مني خالص وقررت اني أكافئني بأجازة اسبوعين. 


بصله غريب وبحركة سريعة مسك حاجة. من على المكتب ورماه بيها فضحك قاسم وهو بيتفاداها ويصدها يوقعها عشان تقع عالأرض وتتكسر وقام جري من قدام غريب بسرعة قبل مايخبطه بحاجة أكبر. 


أما عند عبد السلام وماجده.. 


عبد السلام:

-ماجده العيال لسه مرجعوش من مدارسهم؟ دول اتأخروا قوي النهاردة، دي حتى موده اتأخرت، وهي مش متعودة تتأخر، معقولة تكون هربت مع حد من ورانا وهتجيبلنا العار؟


ردت عليه ماجده بعدم اهتمام وهي بتعدل نضارتها وتكمل شغل الكروشيه اللي بتعمله:

- عار إيه بس ياعبده هي موده وش كده، معلش هي النهاردة هتاخد درس كيميا زيادة وقايلالي إنها هتتأخر. 

رد عليها عبد السلام بحزن:

-ياخسارة كان نفسي تبقى وش كده وربنا يرزقها بواحد ميكونش يعرف البلوة اللي فيها تضحك عليه وتهرب معاه.. وانا ادور عليهم واجيبهم واقوله لازم تتجوزها وتصلح غلطتك وإلا اطخك واطخها، وأدبسه واجوزهاله.. بس حظي المنيل عارفه.. ياربي دانا أول أب يتمنى انحراف بنته! 


ضحكت ماجده وردت عليه:

-معلش استحملها ياعبده ودلوقتي يجيلها عدلها ويتجوزها واحد مفيش منه اتنين، وتخلف منه ولد وبنت زي القمر، وتسمي البنت على إسمي وتطلع حلوة شبهي كده، وتعيش موده الحب اللي تستاهله. 


رد عليها عبد السلام بتنهيدة:

-يسمع منك ربنا ويقرب البعيد يختي، حاكم انا تعبت منها البت. 

ردت عليه ماجده بهدوء ونبرة دلع:


- بقولك ياعبده.. انا عندي سؤال كده..هو احنا بعد مانجوز عيالنا كلهم ونفضل لوحدنا كده أنا وانت فبيتنا، هنعمل إيه وحياتنا هتكون عاملة ازاي؟ 

رد عليها عبد السلام وهو بيتأملها بإبتسامة:

-هتجوز عليكي أول حاجة، واجيب وحده صغيرة تدلعني. 

ضربت ماجده على صدرها وقالتله:

يانهارك مش فايت ياعبد السلام.. تتجوز عليا ياراجل؟ 

عبد السلام

-ايوه انجوز عليكي، انتي مش شايفه نفسك عجزتي ازاي ووشك كرمش وتخنتي، دول حتى اديكي كرمشو! 

 ردت عليه ماجده وهي بتبص لأديها وبعدهم لأديه:

- اديا كرمشوا، اسم الله على أديك ياخويا، متبص لنفسك ولأديك ياعبسلام قبل ماتتكلم. 

رفع عبد السلام اديه قدام وشه وهو بيرد عليها:

مالهم اديا يختي ماهم زي الفـ....إيه دا ادين مين دول؟ 

وبسرعة اتعدل من نومته وراح عالمراية وبص لنفسه وقال بصدمة:

-مين الراجل العجوز الشايب ده، ولف على ماجده وبصدمة سألها:

-انتي بتخونيني ياماجده وجايبه راجل فبيتي؟ طب روحي وانتي.. 


ماجده قاطعته:

-أنا إيه ياراجل يامناخوليا؟ خلي بالك لو طلقتني هرميك برة شقتي وعمارتي واشردك في الشوارع. 


سكت عبد السلام لثواني وهو بيفكر وبعدها ابتسم ورجع قعد عالكنبة بشويش ورد عليها بهدوء:

-ياوليه طلاق ايه مين اللي جاب سيرة طلاق كفالله الشر؟ طب هو انا لو لفيت الدنيا الاقي ضافرك ياأم العيال، انا كنت هقولك روحي وانتي راجعة هاتيلي معاكي زبادي بلدي عشان عندي حموضة. 

بصتله ماجده بطرف عينها ومردتش عليه وكملت اللي بتعمله وهو رجع نام عالكنبه ورفع كفوف اديه قدام وشه وفضل يقلبهم ويعدلهم ويبص فيهم بإستغراب ويقول لنفسه:

 إيه جرالهم دول مالسه الصبح كانوا شباب كرمشوا وعجزوا أمتا؟ كله من الكلور والمنظفات اللي بترشنا بيهم موده، ربنا يبعتلها حتى كلب بلدي يتجوزها وياخدها مني يااارب. 


أما عند اركان في الأكاديمية.. 


خلص تدريبه وراح جري على تليفونه، فتحه وبص على رسايله ملقهاش باعتاله، وعشان عارف نظام بيتها وانه مينفعش يرن عليها خالص وهي مينفعش ترن عليه إلا فأوقات معينه بعتلها رسالة:


-كهرمانتي وحشتيني.. بصي أنا النهاردة نازل أجازة.. ايه رأيك لو نتقابل؟ عايز اشوفك بقى كفاية كده، اديكي خليتيني أتعلق بالروح ومشيتي العلاقة على الخطوط اللي كنتي راسماها وكل حاجة حصلت زي ماكنتي حابه.. ايه بقى.. عايزين نتنقل بعلاقتنا لمستوى جديد. 


ردت عليه كهرمانه بعدها بدقايق:

-طبعًا انا أتمنى ده يااركان وهكون اسعد وحده في الدنيا لو حصل، بس فيه حاجة مهمة لازم تعرفها عني الأول.. قبل مانتقابل وقبل ماننقل علاقتنا لأي مستويات، حاجة لو عرفتها عني ممكن تراجع نفسك وتلغى الفكرة من أساسها. 


كتبلها قاسم وهو حاسس بإستغراب:

- حاجة إيه ياكهرمانه قلقتيني؟ 


_بالليل لما نتكلم صوت هقولهالك..سلام ياأركان. 



أما عند نجمه وإيان... 


نجمه حاسه انها مش مظبوطة، فيها حاجة متغيرة بس مش عارفه إيه هي! 

مدايقه على دايخه على مش مركزة.. إيان ملاحظ دا من إمبارح وفاكر إنه من أثر المذاكرة وضغط الإمتحانات، وطلب منها ترتاح فى سريرها وتذاكر فإوضتها.. متنزلش المعمل وتقعد فترات طويلة يمكن القعدة الطويلة اثرت على تدفق الدم لمخها بشكل طبيعي.

بس دلوقتي صحى من النوم على صوت ترجعيها! 

قام بهدوء وراح على علبة الإسعافات جاب سرنجه جديدة، وأول ماخرجت من الحمام شدها على السرير ومسك دراعها وبدون مقدمات غرز الإبرة فدراعها وابتدى يسحب دم منها وهي بتسأله فيه إيه مش رادد عليها، وبعد ماخلص سحب الدم أخد السرنجة ونزل بيها للمعمل، وبعد نص ساعة. كان واقف باصص لنتيجة التحليل وفرحان.. والنتيجة كانت إن نجمه حامل! 

بعد يادوب ٣ أسابيع! 

 ساب تحليل الحمل من إيده ومسك باقى عينة الدم اللي أحتفظ بنصها، حط كام نقطة منها علي لوح قزاز وحطه تحت الميكروسكوب عشان يعمل عليها فحوصات تانيه..، وباقي العينة أخدها قسمها على أمبومبين وضاف لكل أمبوب مادة مختلفة ووقف يراقب اللي بيحصل في عينات الدم، وأخدهم لما شاف التغيرات ظهرت عليهم وابتدى يفحصهم تحت الميكروسكوب، وبعد فحصهم رجع لورا وضحك بفرحة وهو حاسس إن النهاردة يوم سعده.. بص للقردة ورمالها بوسة في الهوا وقالها:

-وشك حلو عليا ياسعدية، هجيبلك حاجة حلوة النهاردة. وهجيبلك كل اللي نفسك فيه لو طلعتي حامل إنتي كمان ونجح التلقيح من اول مرة.. هدلعك ياسعدية دلع مفيش قردة اتدلعته قبلك. 

طلع للفيلا وراح على نجمة حضنها وباس دماغها فسألته بقلق:

-مالك ياإيان! لقيت ايه في العينة خلاك جاي تديني جرعة 

الحنان دي هموت ولا إيه؟ 


رد عليها إيان بكل هدوء:

-لا ياروحي مليون بعد الشر عليكي، انتي بس تعب الفترة اللي فاتت اثر عليكي وعملك شوية انيميا بسيطة هنعالجهم بسهولة وترجعي زي الفل، أنا ليا دكتور بشري صاحبي هخليه يكتبلك شوية مقويات واجيبهملك، أو اخلي أخويا يبعتلك مكملات من عنده، هو فاتح صيدليات وعنده اقوى وأنضف المكملات. 

ردت عليه نجمه وهي بتتحرك وترجع للسرير وتقعد عليه بتعب:


-لأ ملوش داعي أنا مش بحب آخد أي أدوية، ولو عالانيميا هعوضها بالأكل..مش أكلك طبعًا.. أكل ماما.. اللي عمري طول ماكنت باكل منه ماجاتلي انيميا ولا حسيت بالهبوط ده. 

رد عليها إيان بحزم:

- فأحلامك، دا لو كان فيه تحذير واحد قبل كدة من اكل أمك.. دلوقتي فيه مليون تحذير.. وبالنسبة للعلاجات والأدوية فللأسف دي كمان ملكيش رفاهية الرفض او القبول فيها.. العلاج اللي هيتجاب هيتاخد، سواء بالذوق او بالإكراه هيتاخد يانجمه. 

نجمه سكتت قدام إصرارة ونبرته الحازمة وقالت لنفسها إنها مناقشة سابقة لأونها.. ولما يبقى يجيب حاجة يبقوا يتكلموا فيها، وإنها دلوقتي محتاجة بس شوية راحة.. ومحتاجة أمها ليل تنام فحضنها شوية وتاكل من اديها أكلة محشي وكل حاجة هتكون تمام. 


يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ريناد يوسف، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة