-->

رواية جديدة نجمة أركان الجزء الرابع من سلسلة فرعون مكتملة لريناد يوسف - الفصل 43 - الثلاثاء 1/7/2025

 

قراءة رواية نجمة أركان الجزء الرابع من رواية فرعون كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



قراءة رواية نجمة أركان

الجزء الرابع من رواية فرعون

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة ريناد يوسف

الفصل الثالث والأربعون

تم النشر يوم الثلاثاء 

1/7/2025


في لحظة سقوط نجمه عالأرض مع إيان جري عليها شهاب عشان يلحقها،


 أما اركان فجري ورا الراجل اللي ضرب الرصاصة بعد ماتفادى الرصاصة اللي بعدها وكانت آخر رصاصة فمسدسه،

وبحركة رشيقة وسريعة قدر الراجل يتسلق سور الجنينه، وقبل ماينط براه كانت رصاصة أركان مرجعاه لجوه تاني، بس وهو بيلفظ آخر أنفاسه.

رجع اركان عند نجمه وقعد على ركبه جنبها وجنب شهاب، ومد ايده عشان يجس نبض إيان، لكن نجمه صرخت وهي بتحضن دماغ إيان:

-مات ياأركان، مات مات..هتشوف ايه.. قتلوه الكلاب.، حرموني منه، اخدوه مني. 


غمض أركان عنيه بوجع حقيقي وهو شايف وجع نجمه، قلبه اتعصر مع عصرة عنيها ودموعها اللي نازله شلال وصوتها اللي مش مبطل ينادي بإسم إيان، رجفة اديها وشفايفها اللي اتحولوا للون الازرق كأنها بتتخنق، كل دا خلى اركان عايز ياخدها فحضنه، وعشان ميقدرش بص لشهاب وقاله:

-احضنها ياشهاب، أحضن نجمه بسرعة عشان هتفقد وعيها دلوقتي حالًا.

وفعلًا هو يادوب خلص جملته وعيون نجمه قفلوا وشهاب زحف ناحيتها، بس أدين غريب اللي حاوطوها في اللحظة دي كانوا اقرب ليها منه، واللي اخدها فحضنه وبص حواليه بتفحص، وقال لأركان وشهاب بأمر:

-قوموا خدوا نجمه على اقرب مستشفى واتصلوا بليل امها تجيلها على هناك، متخرجوهاش غير لما تلاقوها فاقت واستوعبت اللي حصل، ومهما عملت ولا قالت اوعوا حد يجيبها عالفيلا هنا سامعين؟ يلااا


خلص غريب كلامه وقام شهاب بسرعة شال نجمه، واركان جري قدامه فتحله باب العربية وفضل واقف لغاية مادخلها شهاب جواها وقعد جنبها، وبعدها ركب العربية وساق بكل سرعته عالمستشفى، وطول الطريق عينه عليها ويصرخ على شهاب لما يشوفه بطل محاوله فإنه يفوقها، وشهاب كل مرة يرد عليه بعصبية ويقوله:

-ياأركان اعمل ايه طيب منا بفوقها مبتفوقش.


أما غريب فضل مع الشرطة اللي ملت الفيلا والطبيب الجنائي اللي شاف الجثث وحدد سبب الوفاه، وبعدها نقلوهم بالإسعاف كلهم للمستشفى عشان يعملولهم اجراءات الدفن بعد التعرف على هويتهم وتواصلوا مع اهاليهم.. 



 اتصل غريب بأخو ايان وبلغه بالخبر، واللي تلقاه بآهة ألم قوية وصرخة بإسم أخوه وصفت وجعه وصدمته.


أما قاسم فأول ما دخل الفيلا مع غريب طلع سلاحه ودخل جوا بحرص؛ عشان يتأكد إن مفيش حد تاني جواها، 

وبعد مافتشها وملقاش حد بص عالأرض وشاف تليفون واقع، وطى وأخده وفتحه ومكانش عليه باسورد، وضم حواجبه لما شاف مكالمة ماسنجر مستمره مع "ايميلي" فعرف انها خطيبة شهاب اللي عملت فيهم كل دا.. 

رفع التليفون على ودنه وسمع نهنهة بكاها وهمسها بصوت شهاب، فقالها بنبرة بتوضح مدى غله منها:


-معرفش إن كنتي هتفهمي كلامي ولا لأ ؟ بس انا هقولهولك على أي حال.. مبروك عليكي إنتصارك فأول جوله فمعركتك، بس احب أعرفك إن حلبة المصارعة اللي طلعتيها وابتديتي تتنططي فوقها دي قاعدلك في الكورنر بتاعها مقاتل إسمه فرعون، لو استخبيتي منه فبطن امك هيجيبك..اوعي تفتكري إن موت جوز بنته وإصابة جوز اخته هيعديهولك، ولا انا هعديلك إصابة إبني واني كنت هتقتل بسببك، ولا هننسالك المخازن والأسلحة اللي اتفجرت والخساير اللي خسرتها البلد بسببك.. فأستعدي للموت. 


زادت ايميلي في البكا وردت عليه عربي مكسر:

-انا مش خايف من موت، انا خايف اموت وشهاب مش مسامحني، خلي شهاب يقولي مسامحك وبعدها اقتلوني. مش ههرب.. هستناكم.


قفلت السكه وقلب قاسم التليفون وعدله وعرف انه تبع التليفونات اللي ادتهالهم، فأخده عشان يديه لغريب يوديه جهاز المخابرات، ولقى كمان تليفون تاني فعلبته اخده برضوا معاه.


واخد غريب وسابوا الفيلا اللي جنينتها اتحولت لمجذرة والدم فكل مكان فيها.



أما ايميلي فبعد مكالمتها مع قاسم، وبعد سماعها لصوت شهاب اللي زلزل كيانها راحت على بيت خالها.

الشخص اللي ابتدى من عنده كل ده، واللي اقنعها وزغلل عيونها عشان تعمل اللي عملته ووعدها بإنه هيفتحلها بعد تخرجها اكبر مركز طب ويجهزهولها زي ماتتمنى، وغرقها بالهدايا والفلوس ورماها فطريق شهاب اللي جات تدمره دمرها، بس الفرق بينه وبينها انه دمرها بحبه، أما هي فدمرته ودمرت مستقبلة بخستها.


خبطت على بابه ففتحلها، وأول ماشافته قالتله بنبرة كلها وجع:

-انا أكرهك.. اكرهك كثيرًا.

ضحك خالها وساب الباب ودخل البيت وهو بيقولها:

-عجيب، من وقت قليل كنتي تقولين احبك كثيرًا ياخالي واتمنى لو إن جدتي أنجبت الالاف النسخ منك.. ماذا حدث لكِ أم أن قلبك إذا احب احد جديد كره أحبابه القدامى.


ايميلي:

-انا حقًا نادمة على كل شعور بالمحبة شعرته نحوك، ونادمة أيضًا على طاعتي لك، واتمنى أن يختفي كل هذا الذي أعيشه الآن،

 أريد أن اتخلص من هذا الشعور المقيت، أريد أن اصلح موقفي مع شهاب، أن افعل لأجله شيء يؤكد له بأني أحبه ولست بهذا السوء،ولم اكن أقصد.


قهقه خالها بصوت عالي اول ماسمع كلامها ورد عليها بسخريه:


-عزيزتي أنت لم تدعسي على أطراف أصابعه بكعب حذائك سهوًا لتعتذري، فيصفح عنكِ... يالك من واهمة.

لقد احدثتي فوضة عارمة في بلده، وقتل زوج اخته بسببك، وسيتم تصفية ابيه وزوج عمته وصديقهم،، مثلث القوة هذا سيُباد قريبًا، ولا أظن ان أي شيء في العالم سيجعله يصفح عنك..

ثم لم تهتمين بإثبات شيء له؟لم ترهقين عقلك.. انا أرى ان لا داعي لكل هذا، فحتى هو من المحتمل تصفيته قريبًا. 


ايميلي برقت عيونها لما سمعت جملته وحست ان قلبها وقع من فوق جبل، بلعت ريقها وقشعريرة خوف سرت في كل جسمها وردت عليه بهمس:

-تصفيته؟ اتقصد شهاب؟ 

رد عليها وهو بيصب من قزازة الفوديكا اللي على البار فكاس:

- اقصد الجميع، شهاب وغيره، بالأمس كان جهلهم بأجهزة التصنت وبتورطك هو ما يحافظ على حياتهم من إجل الإستفادة القصوى، أما الآن فلا منفعة منهم، وتصفيتهم تُعد ضربة في خاصرة بلدهم المُعتده بهم. 


خلص كلامه وبدأ يشرب من الكاس، وادى لإيميلي ضهره، فاتلفتت حواليها ومسكت تمثال نحاسي كان على الطربيزه قدامها وضربته بيه فوق دماغه،. فوقع على الأرض ميت.


بصتله دقايق وهي بتتأمل الدم اللي بيجري من دماغه عالأرض، وبعدها تخطته بمنتهى البرود وراحت على اللابتوب بتاعه اللي كان شغال على الطربيزه ووصلت فيه تليفونها ونقلت كل حاجة عليه للتليفون، وبعدها مسحت من عليه تسجيل كاميرات المراقبة كلها اللي جوا البيت واللي براه، مسحت بصماتها، واخدت معاها التمثال خبته تحت الجاكيت بتاعها وخرجت من البيت، رمت التمثال فى الميه، ورجعت على السكن بتاعها، 

حولت اللي على تليفونها للاب توب بتاعها وابتدت تفرغ الملفات وتاخد اسكرين شوت لكل حاجة.. واللي كانت خرايط وأسماء واسكرينات تحويلات نقديه بمبالغ ضخمة، وكله لمصر.. 

وبعدها بعتت كل دا على حساب شهاب الفيسبوك القديم، واللي كان عامله فمصر وعمل واحد غيره فألمانيا، وقالت إنه أكيد طالما رجع مصر هيفتحه فبالتالي هيشوف الحاجات دي، واتمنت من ربنا انها تفيدهم بحاجة،ومبعتتش على الحساب الجديد لأنه اكيد متهكر. 


وبعدها ابتدت تلم هدومها، اخدت فلوسها وباسبورها وسابت كل حاجة وراها حتى تليفونها، وراحت عالمطار تحجز على أول طيارة طالعة على اول بلد تكون غريبه محدش فيها يعرفها، وتشوف هل هتقدر تبتدي من جديد، ولا هتكون دي النهاية. 



أما عند نجمه، امها ليل جنبها ماسكه ايدها وبصالها ودموعها نازله، كل العيله حواليها والكل بيبكوا، بيبكوا عليها مش على اركان، على حالتها، هدوئها وسكوتها وبصتها للفراغ، وكل شويه تبص لهدومها اللي عليها دم إيان وتغمض عيونها وتهز دماغها برفض وعدم تصديق وهي بتفتكر منظره وهو ميت بين اديها،

 همسه ليها وهي معديه جنبه وهو بيقولها سامحيني، الحب اللي شافته فعيونه في اللحظة دي والإنكسار والخجل بسبب اللي عمله بعد كده لما ضحى بيها فسبيل إنه يحافظ على السر.. واللي لو اتفشى هيدمر العالم، واللي كان على إستعداد إن حتي هو يموت في سبيل انه يحافظ عليه، بس رصاصة الخطأ كانت اسرع من رصاصة الإختيار. 


حطت ايدها على بطنها وأننت بوجع مكتوم، على طفل اتيتم من أبوه من قبل مايشوفه، على بذرة اتزرعت واللي زرعها مات قبل مايشوف موسم طرحها ويدوق من فرحته، عقلها مش قادر يستوعب انها ملحقتش تعيش، ملحقتش تفرح، دي يادوب خطت برجل وحده من بوابة مستقبلها فاتقفل الباب في وشها بمنتهى القسوة. 


أما أركان فكان قاعد برة في الطرقه، شويه يقف وشويه يتحرك رايح جاي قدام أوضتها وعينه عليها، مش متحمل اللي هي فيه ونفسه ان كل اللي حواليها دول يمشوا، يسيبوه معاها يحاول بكل الطرق انه يخليها تستعيد وعيها، وعيها اللي لسه فاقداه حتى وهي مفتحه وشايفه كل اللي حواليها. 


أما ليل فكانت فحال غير الحال، خوف وقلق عالكل، شهاب وغريب ووجع وحزن على نجمه اللي اترملت وهي عروسه وولدها اتيتم، و شعورها بإن فيه حاجة كبيرة هتحصل ودي بس بدايتها مخلي قلبها يرجف رجف. 

عينها شويه على نجمه وشويه على شهاب وقلبها وعقلها طول الوقت مع غريب. 

رن تليفونها برقمه، ردت بلهفة.. طمنها عليه، وبلغها إن جنازة إيان طالعة، قلها تبلغ أركان وشهاب واللي يقدر فيهم يجي يحضر معاه واللي مش قادر خلوه معاكم ربما تحتاجو حاجة. 


خرجت ليل ووشوشتهم، ونجمه كانت متابعاهم بعيونها ومن حركة شفايفهم وكلامهم فهمت بيقولوا ايه، فاتعدلت بضعف وشالت المحلول من ايدها ونزلت من على السرير وكانت هتقع، فجريوا عليها كلهم.. 

حضنتها ليل وسندها شهاب ورجعوها للسرير.. 

بصتلهم وبصوت يادوب طالع قالت لشهاب:

- عايزه اودعه ياشهاب، امشي جنبه، أحضنه لآخر مره، دانا والله ماشبعت منه، لسه مش مصدقه اننا اتجوزنا وبقول ياترى دا حلم ولا علم.. خدني طيب الفيلا اتأكد إنه مات عشان قلبي بيقولي إنه قاعد فمعمله بيشتغل وكل اللي حصل دا مقلب من حد رخم.

اتنهد شهاب ورد عليها بمرارة:

-والله يانجمه الإحساس دا هو العذاب نفسه، هو اللي فيه كل الوجع، انك متصدقيش إن الإنسان اللي كان هو كل دنيتك اختفى من حواليكي وفجأة مبقالوش وجود فحياتك..

 اقعدي هنا وخليكي مع أمك ووسط حبايبك ولو على التأكد فالأيام جاية وهتأكدلك كل حاجة.


راح شهاب يحضر الدفنه لما اركان رفض يسيب نجمه ويروح لأي مكان.. 

أما ال٦ اللي هجموا على الفيلا تم عمل تحريات عنهم واتضح انهم على علاقة بأشخاص من جنسيات غير مصرية، ودايمًا بيترددوا على الفنادق السياحية اللي بتنزل فيها افواج الشباب الأجانب اليومين دول. 


ومن هنا تم التشديد على الزائرين الأجانب اللي دخلوا مصر الفترة اللي فاتت، وتكثيف المراقبة عليهم، ولما بدأوا يحسوا انهم اصبحوا محاصرين ابتدوا ينسحبوا من البلد خوفًا من تصفيتهم. 


عدت الأيام، نجمه على نفس حالتها، لا أبوها ولا امها ولا حد عارف يخرجها منها.، مراحتش باقي امتحاناتها والسنه تعتبر ضاعت عليها لو استمر حالها كده، 

والكل غلب معاها مفيش استجابة لأي كلام. 

وكل اللي طالع عليها انها عايزه تروح فيلتها هي وإيان، وغريب طبًعا مش راضي وبيقولها إن الفيلا لسه تعتبر مسرح جريمة وممنوع حد يدخلها، وهي عارفه إن دا مش حقيقي، وانها محاولات من ابوها عشان يبعدها عن الفيلا،وكانت بتعمل مصدقة وتسكت عشان عارفه ابوها في الفترة دي مش حمل مناهده. 


بس النهاردة اخدت قرار وصممت تعمله مهما حصل، حتى لو كان في نظر الكل انها رايحه للنار برجليها..


 وهو انها تروح الفيلا بتاعتها هي وإيان،بعد ماحاولت مع أبوها للمرة الاخيرة ورفض كالعادة ومنعها بحزم، فسكتت كأنها انصاعت. وعشان ابوها حافظها كويس وشاف المرادي فعيونها التمرد وصى الكل انهم يفضلوا حواليها ليل نهار عشان ياخدوا بالهم منها، 

لكنها قدرت تسهيهم وتخرج من وراهم.. 

ركبت عربيتها وراحت على الفيلا، وقفت قدامها وبإيد بترتجف فتحت قفل البوابه وزقته ودخلت. 


وبمجرد مادخلت وبصت في الجنينه، على المكان اللي اتقتل فيه إيان اتهيألها انها شايفاه، راحت ناحيته بخطوات مهزوزه، وصلت عنده وقعدت على ركبها ومدت ايدها عليه، بس قبل ماتلمسه اختفى، ومفضلش مكانه غير بقعة دم ناشفه! 


لمت ايدها وغمضت عنيها وبكت وهي بتفتكر لحظاتها الجميلة المعدوده معاه، حلمها بأيام كانت بتستعدلها ومتعشمة انها جايه، بس بعد ما هو يخلص أبحاثه وهي تخلص امتحاناتها، ويبدأوا يخططوا لحياة ابنهم الجاي. 


قامت بضعف ونزلت عالمعمل، كانت كل حاجة فيه مقلوبه، والقرده مش موجوده! 

قفصها مفتوح وهي مش فيه!! كانت ناسيه أمرها خالص! 

رنت على أبوها غريب اللي كان في الأكاديمية تسأله عنها، ورد عليها من أول رنه لأنه كان بيتابع التدريبات في الحوش، وسألته:

-بابا هي القرده اللي كانت في المعمل فين؟ 

رد عليها بإستغراب:

-قردة ايه ومعمل ايه؟ نجمة انتي فين؟ اوعي تكوني عملتي اللي في دماغك وروحتي... 


نجمه:

-انا روحت بيتي يابابا مروحتش مكان غريب.. متخافش عليا انا قوية واقدر اتحمل، إذا كنت اتحملت الفراق مش هتحمل الحنين؟ 

غريب بعصبية:

- لا مش هتتحملي يانجمه وهتتعبي، انتي ايه بس اللي وداكي هناك يابنتي، وازاي أمك تسمحلك بكده، هي فين اديهاني. 

نجمه:

-امي متعرفش، انا جيت من وراها، سلام يابابا هشوف بيتي اصله وحشني قوي. 


قفلت مع ابوها وفضلت تلف في المعمل، تلم الحاجات الواقعه عالأرض وترتب الحاجات المتبعتره، وبعد ماخلصت راحت قعدت عالمكتب اللي كانت بتقعد تذاكر عليه واتخيلته واقف مكانه وشغال وهي بتراقبه.. 

فضلت عالحال دا شويه وبعدها قامت خرجت من المعمل لما حست إن الهوا بقى تقيل.. راحت عالفيلا، كل حاجة فيها زي ماهي، ريحته جواها، طلعت أوضة نومهم وفتحتها، راحت على السرير وبصت لآخر هدوم قلعها، مسكتهم وفضلت تشم فيهم ومتحملتش، صرخت بكل وجعها، صرخت من حنين لريحته اللي مش هتفضل كتير وهتختفى مع الوقت، لذكرياتهم القليله اللي خايفه عليهم هما كمان ميكونوش بالقوة اللي تخليهم يكملوا معاها كتير، خافت علي كل حاجة منه وكل حاجة بتفكرها بيه من الضياع،


 راحت على الطربيزه اللي كان قاعد عليها اخر مره وبيحضر في الحاجة اللي كان عايز يحقنها بيها، شافت السرنجه فمسكتها وفضت منها على شريحة الميكروسكوب وبدأت تفحصها...واثناء الفحص سمعت صوت كركبه جاي من بره الاوضة وحست بحركة غريبة خلتها قامت بسرعة استخبت ورا الباب وهي ماسكه فأيدها الميكروسكوب اللي كان اتقل حاجة في الأوضة والوحيد اللي ينفع ينضرب بيه..


استنت كتير عشان صاحب الصوت يدخل، بس طال انتظارها، ففتحت الباب وبصت منه بهدوء وخرجت من الأوضة بحرص وهي بتتلفت يمين وشمال والخوف ابتدى يتملك منها، وفجأة سمعت دبه وراها، رفعت الميكروسكوب ولفت بسرعة عشان تخبط اللي وراها بيه، لكن ايدها وقفت في الهوا لما لقتها القردة! 



أما غريب فبعد مكالمته مع نجمه اتصل بليل واول ماردت قالها:

-ليل انتي ازاي تغفلي عن نجمه؟ البنت ينفع تروح مكان لسه فيه دم جوزها وأثار المجذرة اللي حصلت هناك؟ 

ردت عليه ليل بفزع:

-يامري مكان ايه وراحت فين، داني يادوب دخلت استحمى ومطمنه عليها انها نايمه قبل ماادخل!

غريب:

-طيب روحيلها وهاتيها بسرعة ياليل احسن يحصلها حاجة وهي لوحدها هناك.. فطلعت ليل جري واخدت موده معاها وراحت على فيلا نجمه وهي بتلوم نفسها على إهمالها فيها وانها معرفتش تمنعها من حاجة زي دي..

 وهي ست العارفين إن زيارة المكان اللي بيموت فيه حبيب بتعيد كل الاحداث من تاني وكأنها لسه حاصلة من ثواني. 


أما اركان فكان مشغول في التدريب والاكاديمية اللي يادوب راجعلها أول امبارح، وكمان رجع بعد توبيخ من أبوه وغريب عشان دا مش وقت يسيب فيه الأكاديمية ويقعد جنب نجمه وهما مفهمينه ان اللي جاي هيكون دمار وهتكون نجمه وغيرها محتاجين الحماية الحقيقية، ولو متعلمش وعرف هيحميهم ازاي وقتها هيكون وجوده معاهم زي عدمه،

 بس اهي نجمه إول ماسابها ومشي عملت الحاجة اللي الكل كان خايف عليها منها ومانعها تعملها، زي ابوها بالظبط. 


كمل غريب متابعة التدريبات لكن كل تركيزه اتشتت ومبقاش بنفس الطاقة.. قلقه وخوفه على نجمته طفوه..وأركان اللي كان متابعه من اول مارد عالتليفون وشاف ان الإتصال اللي جاله دايقه،

 ولما ركز مع شفايفه في المكالمة التانيه شافه بينطق إسم نجمه فعرف أن الاتصال الاولاني منها، والتاني عليها.. 


فساب التدريب وراح على تليفونه واتصل بليل، واول ماردت عليه سألها رأسًا:

-ليل نجمه فيها ايه؟ 

ردت عليه ليل وهي في العربية مع موده عمته:

- نجمه مال حالها اتخربطت احوالها يااركان وعقلها شت... داي راحت عالفيلا بتاعتها هي وجوزها، ولحالها. 



أركان سمع كده وجري لبس التيشرت بتاعه واخد مفاتيحه وخرج من الاكاديمية جري، وطبعًا غريب عرف هو رايح فين.. 

بصوله باقي المتدربين وهو ماشي من غير حتي إستئذان وبصوا للمدرب.. فرد المدرب على سؤال مسئلوهوش:

-طبعًا احنا كبار ومينفعش نقول اشمعنا، وكمان عارفين ان إبن صاحب المكان بيكون له معاملة خاصة، فكملوا التدريب من سكات احسن ماصاحب المكان يجي يكدرنا كلنا. 

كملوا الطلبة التدريبات واللي كان شهاب من ضمنهم.. وهو كمان حالته كانت صعبه بسب صدمته اللي لسه مش قادر يتقبلها أولًا، وبسبب السنة اللي راحت عليه ثانيًا، وخصوصًا لما فتح تليفونه وشغل الواتس بتاعه وشاف جروب دفعته وهما بيتناقشوا في الإمتحانات، وكان يحلها بمنتهى السهولة، والحسرة بتاكل في قلبه على تعبه اللي ضيعتهوله إيميلي.. 


ايميلي اللي اختفت من جروب الدفعة وقفلت حساباتها كلها وكان فاكر انها بلكته، بس الغريبة انها كانت هي اكتر حد بتتكلم في جروب الدفعة ودلوقتي ملهاش وجود! 


فأخده الفضول عشان يتأكد ودا خلاه افتكر حساب الفيس بتاعه القديم، فدخل عليه فتحه، وبحث عنها ملقيش حسابها فعرف انها قفلت كل حاجة بالفعل، واتأكد لما دخل عالرسايل شاف رسايل من مستخدم فيسبوك، فتح الرسايل وكانت صور وأسماء فعرف انها منها.. وان اللي باعتاه دا مهم فجري بيه على أبوه.. وكانت مفاجأة من العيار التقيل للكل.. 

اسماء ناس تقيله في البلد متورطة في عمليات تخريب واغتيالات، مستشفيات استثمارية كبيرة بتتمول من الكيان الصهيوني لأغراض خفية، مكان كذا خلية تابعه للكيان في مصر بالاسامي والعناوين، ملفات لشباب جامعيين واثباتات لإستلامهم لتحويلات من الخارج.. وأخيرًا صور وأسماء بلوجر وتيكتوكر مشهورين في البلد وملفات كاملة ليهم.. حاجات لما استلمها أمن الدولة اكتشف إن البلد داخليًا مضروبه والخراب بيزحف فيها من تحت لتحت بمنتهى الصمت، ولما الناس دي انكشفت كلها واتعملت تحريات عليها اثبتت تورطها وبدأت حملات التطهير غحصل إرباك لكل المخططات بتاعة الكيانات الداعمة ليهم، واتأجلت الثورة وطفيت شرارة الحماس.. أو اتأجلت. 


وشهاب مكانش عارف يفسر تصرف إيميلي دا،ولا عارف تقصد بيه ايه.. وزود حيرته خبر مقتل خالها اللي اتنشر على صفحة المنطقة اللي هو واهل ايميلي ساكنين فيها فألمانيا، واللي كان متابعها، واللي في ظروف غامضة واتقيد ضد مجهول،

 والحاجات اللي باعتاها دي غصب عنه خلت عقله يربط بينها وبين الجريمة.. خالها دا اللي قالتله إنه بيشتغل في شركة مايكروسوفت وانه غني غناء فاحش وشغل معاه كل العيلة في الشركة، وهو أكيد اللي اداها الأيفونات تهادي بيهم. 

بس السؤال هنا ليه.. ليه عملت كده.. عايزه تثبت ايه وتثبته لمين؟ 

هل بكده هي فاكره انها خلصت ضميرها مثلًا او صلحت غلطتها؟ 

وعشان ايميلي أذكى من انها تفكر التفكير الغبي دا ملقيش شهاب سبب منطقي لتصرفاتها! 


أما غريب فخاف عليه من التفكير وقرر يخليه يجي عالأكاديمية مع اركان، وهناك يندمج مع الشباب ويصرف تفكيرة عن كليته وعن ايميلي،

 أول مانزل معاهم من يومين مع اركان اول تدريب وشافه غريب واقف جنب اركان وبيتمرنوا سوا مشافهمش في اللحظة دي غير قاسم وغريب، وكأن الزمن رجع بيه سنين ورا، فأبتسم واتمنى من جواه لو إن شهاب يعيد تفكيرة..

 ويقرر زي أركان إنه يرجع للمكان اللي المفروض يكون فيه..واللي مستنيه جواه مستقبل غريب متأكد إنه هيكون حافل بالبطولات وشهاب من خلاله هيكون امتداد ليه وهيبقى الفرعون الصغير.. والمكان دا هو "الكلية الحربية" 


بس عشان الموضوع مش هيكون سهل على شهاب سابه ومرضيش يفاتحه لغاية مايشوف رد فعله على الحياة العسكرية، وهل هيحبها ويعرف يتأقلم معاها، ولا مش هيلاقي نفسه فيها ويتمسك بالتخصص اللي حابه من البداية. 



فبيت رحاب وكامل.. 

رحاب. قاعده في المطبخ بتجهز طلبية مع بنتها زينب، وكانت سرحانه وهو بتقور الكوسه ومش مركزة، لدرجة انها خرمت الكوسايه ولسه مستمرة فتقويرها فسألتها زينب:

-ايه ياماما سلامتك سرحانه فأيه؟ 


اتنهدت رحاب وردت عليها بحسرة:

-سرحانه في النصيب يازينب، بعد مااتعشمتلك بالخير والعز وشوفت القبول من جواهر وليل والكل وقولت خلاص فاضل عالفرح دقه كل حاجة اتطربقت فثانيه، ونجمه رجعت لأركان والمرادي الرجعة أمر منتهى. 

زينب:

-طيب وايه يعني ياماما، على فكرة دا تدبير ربنا لنجمه وأركان، واللي بدال ماتقعدي تتحسري بسببه تبصيله من زاوية تانية وتشوفي بإنه دليل على إن ارادة. ربنا فوق كل شيء، وإن اللي عايزه ربنا بيكون في النهاية مهما عملنا. 

وعشان كده لازم نقول الحمد لله لأنه اكيد هيدبرلنا حياتنا احسن مننا. 


رحاب بصت لبنتها وابتسمت وبعدها سألتها:

-يعني انتي متصالحة مع الموضوع دا يازينب، مش زعلانه عشان حلمتي بحاجة ومتحققتش؟ 

زينب:

-لا مش زعلانه لسبب، عشان انا محلمتش من الأساس، حضرتك اللي حلمتي، وانا لو وافقت فعشان بصراحة شخصية اركان اللي عاجباني مش فلوسه خالص، وبعدين مين اللي قال بقى ياست ماما إن السعادة في الفلوس والغنى، طب مااحنا اهو ظروفنا على قدنا، بذمتك فيه حد سعيد ومرتاح ولا متفاهم قدك انتي وبابا، ولا فيه بيت هادي ومفهوش مشاكل قد بيتنا؟ واللي بالمناسبة مش ناقصه ولا ناقصنا حاجة، طول مابناكل كويس وبنتعلم ولابسين كويس يبقى نحمد ربنا الف مرة. 

رحاب:

-ايوه ياعم تربية كامل هتطلع ايه غير كده، ربنا يكملك بعقلك يابنتي. 

قربت منها زينب وميلت عليها وحاوطت رقابتها بأديها وقالتلها:

-وتربيتك انتي كمان ياست ماما.. وعارفه انك عايزالي احسن حاجة في الدنيا، واللي ربنا هيديهاني بدعواتك بس. 


طبطبت رحاب على ايدين زينب اللي محاوطينها ورجعت تكمل تقوير كوسه وهي مرتاحة ومبسوطة، عشان اكتر حاجة كانت قالقاها هو شعور زينب بعد مافتحت عنيها على اركان ولفتت نظرها ليه واكيد اكيد بنت عليه أحلام، بس زينب فاجأتها بتفكير وقناعة اثلجوا صدرها وطمنوها. 


رجع كامل من شغله ومعاذ كمان معاه، وكان الاكل بتاعهم استوى، غرفوا وقعدوا كلهم يتغدوا سوا، وهما بياكلوا كامل بص لرحاب وقالها:

-عندي لكم بشرى. 

رحاب:

-يارب خير،، بشر ياابو معاذ؟ 

كامل:

-اليوم فاتحني صديق في أمرين.. الأول شراكة بالمال، يريد أن يشاركني لنفتتح مطعمًا كبيرًا ونكون فيه شركاء بالمناصفة، هو بالمال ونحن بالعمل والجهد والإدارة.


اما الأمر الآخر فهو شراكة أيضًا ولكن من نوع آخر، يريد مصاهرتي ويخطب ابنتنا زينب لإبنه معتصم، وأنا لم اعطه ردًا على أي الشراكتين، وقلت له هذا الامر لا يخصني بمفردي ولست انا صاحب القرار الوحيد فيه. فنحن أمرنا شورى بيننا. 


بصت رحاب لزينب اللي متكلمتش ولا ادت أي رد فعل، وبعدها بصت لكامل وسألته:

-وابنه دا عنده كام سنه وبيشغل إيه؟

كامل:

-الولد عمره ثماني وعشرون عام، ويعمل في شركة الكهرباء، ذات دخل ثابت وله شقته الجاهزة في بيت العائلة. 

ردت عليه رحاب:

-هيسكن فبيت عيله؟ 

كامل:

-اينعم 

رحاب:

-ميرضاش ياخدلها سكن بره؟ 

كامل:

-اعتقد سيكون صعب. 

رحاب:

-إذًا مرفوض بالثلث. 

كامل:

-لماذا؟ 

رحاب:

-من أجل سلامة إبنتي وسلامها النفسي.. بيوت عيله لأ ويتحط السبب دا علي رأس قائمة الرفض، نقطة.. انتهى. 


بصلها كامل ومتكلمش وزينب ابتسمت برضى لقرار امها، لأن فعلًا كل اللي حكت قدام زينب عن تجربتها في الجواز وكانت فبيت عيله بتوصف حياتها بإنها جحيم. 



اما في البلد عند نواره... 


شاكر:

-مش هتراجع نفسك ياعزام ياولدي، يعني ديه قرارك النوهائي؟ 

عزام:

-يابوي اراجع نفسي ايه بس واني على مشارف تحقيق حلمي الكبير.. اكيد ديه قراري النهائي، والدليل إن النهارده فرحي والمأذون زمانه جاي في الطريق. 


شاكر:

-ايوه ياولدي بس والله اني مقادر ابلع مسألة ان دخلتك النهاردة على مرضعة فرعون داي.. يابوي كيف هتدخل دنيا مع وحده رجل في الدنيا ورجل في الآخرة؟! 


عزام:

-معلهش يابوي، لازمن الواحد يتنازل عن حاجة فسبيل حاجة. 


شاكر:

-قال واني اللي مكنتش راضيلك تفكر فنواره، طب ياريتها نواره ولا غراب البين داي، يابوي كيف مصرية توبقي مرت ولدي كييف؟ 


عزام:

سرح لما سمع إسم نواره واتنهد وهو عيهمس لنفسه:

-نواره.. الله يعينها عاللي هي فيه واللي عتقاسيه ولسه هتقاسيه عاد. 

ورد على ابوه بحس مسموع:

-عشان تشوف الدنيا دواره كيف،ومحدش عارفها اسالنا ايه..يلا يابوي هم شكل المأذون جه بره. 


شاكر:

-نهموا حاضر، هاخده واقعد بيه في المندره وانت روح شوف القرد اللي واخده على ماله جهز ولا لسه. 


عزام:

-متهدى ياحج أمال، وبلاها بالله عليك الحديت ديه، هي خلاص هتوبقي مرتي والكلام لا هيقدم ولا يأخر بس هيوقف النفوس ويعمل حزازيه، واحنا معاوزينش النفوس تشيل ولا ناخدوا ذنوب عالفاضي من كلامنا عالغفلان..يلا يابوي روح استقبل الناس الله يرضى عليك. 


طلع شاكر من الأوضة وهو عيهز فدماغه بعدم رضى، وراح استقبل المأذون والاتنين الشهود اللي جايبهم معاه. 

أما عزام فراح لمصرية السرايا، اتنحنح فردت عليه:

-خش ياعزام. 

عزام:

-المأذون جه ياعروسه. 

مصريه قامت وراحت ناحيته ووقفت قدامه وقالتله :

-واني جاهزة ياعريس.. ومبروك على كل واحد فينا اللي هياخده من التاني. 

عزام:

-وهو ايه يامصرية اللي كل واحد فينا هياخده من التاني؟ 

مصريه:

-والله كل واحد عارف هو عايز ايه من التاني ومتجوزه عشانه ياعزام، وكمان كل واحد عارف زين التاني متجوزه ليه، وأظون ان كل واحد موافق عاللي هيديه للتاني. 



ابتسم عزام إبتسامة صغيره وهز دماغه لمصرية كإقرار منه بصحة كلامها، وبعدها شاورلها عشان تتبعه وطلع قدامها وهي طلعت وراه، واتكتب الكتاب وتم الجواز بعد ماانقضت عدة مصرية بيوم واحد. 


الخبر اللي زاعته مصرية في البلد واللي وصل لمسامع نواره اللي قادت فقلبها النيران، وحتى عيشه استقبلت الخبر بصمت وإستغراب من عمايل عزام، وخصوصاً بعد ماقطع منها وبطل يجيلها ولا كأنها خالته ولا يعرفها، ولما جه وعطى فلوس لمؤمن من وراهم عشان يديها لنواره هي اللي رفضت وقالتله رجعله فلوسه معاوزينش حاجة منيه. 


وفى اليوم دا مقدرتش نواره تنام، ولا تقعد في البيت حتى، فلبست لبس الصيد وخدت شباكها وسابت رزق مع عيشه وطلعت عالنيل، راحت عالتايه اللي فيها قاربهم، فتحتها وفكت القارب ونزلته الميه وفضلت ترمي الشباك وتلمها عالفاضي، من غير ولا سمكه فيهم، وكأن النهاردة يوم حظها السيء وسعيها الخايب. 

وقعدت عالحال دا لمطلع الفجر،لغاية ماملت وطلعت من الميه وربطت قاربها وشالت شبكتها على كتفها ورجعت لبيتها.. 


اما عزام فبعد ماكتب على مصرية والمأذون والشهود مشوا، دخل معاها السريا، وأول حاجة عملتها مصريه انها فتحت قدامه الخزنه وبعدت من قدامها وخلته يشوف الفلوس اللي فيها وقالتله:

-مرادك اهه ياعزام، الفلوس صارت بتاعتك وتحت أمرك. 

اتقدم عزام ناحية الفلوس وابتدى يطلعهم من الخزنه ويحطهم عالطربيزه وبعد ماخلص بصلها وقالها:

-وكيف ماعارفه مرادي ونولتيهوني يامصرية تعالي معاي اني كمان هنولك مرادك. 

وخدها ودخل بيها الأوضة وتمم جوازه عليها، بغض النظر عن إحساسه وعن كل خططه لليلة عمره مع شريكة حياته اللي كان يحلم بيها وبأول لحظاته معاها. 


أما شاكر فكان قاعد في الجنينه عيعمل شاي عالدمسه وكل شويه يبص للسرايا ويهز دماغه بأسف ويقول:

-ياعيني عليك وعاللي نابك ياعزام، بس يلا هو الطماع إكده عيوقع فشر أعماله.. ياتري هتعمل ايه مع العجوز الشمطاء اللي كد جدتك دي ياحزين؟ 


يابوي على نفسك الحلوة ياولدي داني كل مااتخيلك معاها وعتتجلع عليك نفسي عتغم عليا وابقى عايز استفرغ.. تلاقيها لابسالك البمبي المسخسخ دلوكيت وانت مسخسخ على روحك من المر القاسي اللي شايفه قدامك.. يلا ربنا يعينك



خلص عزام مهمته مع مصريه وهمل الأوضه مقدرش يستنى فيها، مرضيش يطلع الجنينه عشان عارف ابوه قاعد وهيتشمت فحاله، فطلع فوق في الدور التاني بتاع السرايا وقعد في البلكونه وابتدى يشم هوا نضيف ونقي بعيد عن انفاس مصرية وريحتها اللي خنقته

فضل وقت طويل لغاية ماتعب من القعده فقام عشان ينزل ينام، بس وهو عيتحرك عشان يدخل من البلكونه ضرب عينه بعيد وشاف اللي خلاه رجع ووقف في البلكونه وركز عشان يتأكد من اللي شايفه وشاكك فيه، وفعلًا طلع شكه فمحله لما قربت من السرايا وشافها من قريب، كانت هي، بلبس الصيد وشبكتها على كتفها، ولوحدها وفي الوقت ده، والبلد مفهاش طفاخ النار.. فضرب بيده على سور البلكونه ونزل جري وخد السرايا والجنينه فكام خطوة، فتح البوابه وجري عليها ووقف قدامها.. كان حافي وبالسروال والفانله الداخليه، وعينهج من الجري، وحاله خلى نواره اتراجعت لورا وقالتله:

-ايه ديه مالك ياجدع انت، وإيه اللي مخليك تعترض طريقي، أوعى من قدامي خليني افوت. 

كانت تتكلم معاه كأنه غريب، فقألها بإستغراب

-نواره؟! 

فردت عليه وهي عتميل رقابتها على جنب:

-ايه ديه إنت عارف إسمي؟ 

عزام:

-نواره مالك انا عزام! 

نواره:

-عزام مين يابو عمو، اني معرفشي حد بالإسم ديه، كان فيه واحد اعرفه بنفس الإسم ومات، معرفش حد تاني غيره، بالإذن منك ياخوي إلا معاي طفل رضيع يتيم في البيت زمانه صحى وعيبكى عايز أمه خليني الحقه قبل مايتفلق من العياط..خش سرايتك يابيه احسن حد يعدي يشوفك يقول للست صاحبة السرايا تمنع عنيك المرتب، وانت باين عليك شغال حداها جديد. 

خلصت كلامها واتحركت وعدت من جاره ومشيت وسابته وراها وتأثير كلامها عليه عامل زي مايكون حد اداه خبطه على دماغه. 


يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ريناد يوسف، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة