-->

رواية جديدة نجمة أركان الجزء الرابع من سلسلة فرعون مكتملة لريناد يوسف - الفصل 44 - الثلاثاء 1/7/2025

 

قراءة رواية نجمة أركان الجزء الرابع من رواية فرعون كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



قراءة رواية نجمة أركان

الجزء الرابع من رواية فرعون

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة ريناد يوسف

الفصل الرابع والأربعون

تم النشر يوم الثلاثاء 

1/7/2025



مشيت نواره من قدام عزام وسابته حاسس بأسواء إحساس عمره ماحس بيه قبل كده.. فضل مراقبها لحد مااختفت وبعدها دخل السرايا، لاقاه ابوه اللي قام عشان يصلي الفجر، وأول ماشاف ولده بالحال دا ضرب على دماغه بصدمة وقاله:


-ماني قولت انك مهتتحملش وحتمًا هتجرالك حاجة، بس مكنتش متوقع ان سر مصرية باتع للدرجه دي وهتهج على راسك من أول يوم.


بصله عزام ومردش ودخل السرايا وهو مطاطي الراس وكتافه متهدله، ودخل الأوضه عند مصريه لقاها نايمه زي القتيل، بصلها واتنهد وسأل نفسه:

- ياترى يامصرية اللي هاخده منك هيعوضني عن جامعتي ونفسي المغصوبة ومحبة الناس اللي راحت، ولا اني ضيعت روحي بجوازي منك ومشتريتش بفلوسك غير وجع القلب وقلة القيمة؟

 فضل يتأملها ويتأمل خطوط الزمن اللي على وشها، صوت شخيرها العالي وخشمها المفتوح، وهمس لروحه:

-سبحان من أعز وأذل، سبحان من عطاكي المال بلا حساب وخلاكي تاخدي من الدنيا كل اللي نفسك تتدناله، وتشتري من متاعها اللي تشتهيه.. حتى البني آدمين.. بس ربك عادل وحرمك من الخلفة، عشان اللي زيك لو كانت جابت عيل كان جبروتك طال الكل وطغيتي كيف ماطغى فرعون.


غمض عيونه واستسلم للنوم اخيراً ومصحيش غير على صوت مصرية وهي عتهزه وتقوله:

-قوم ياعزام، قوم عاد بكفاياك نوم، قوم عشان تاكلك لقمة وكمان عشان..


قبل ماتكمل كلامها اتعدل عزام ورد عليها بغضب:

- وكمان عشان ايه تاني يامصرية؟ اسمعي يابت الناس، اني اوامر معاخدش، ميتقاليش قوم عشان كذا ولا اطلع اعمل كذا، ولو علي مصالحك اني عارف كيف اراعيها ومرتب أموري، حياتي ليكيش صالح بيها، روحت فين جيت منين دي حاجة تخصني لحالي، القرش اللي آخده بتعبي وشقاي ونظير شغلي اعمل بيه اللي يلد عليا ليكيش فيه سؤال، 

 اني مش وفقي هشتغل فملكك كيف الحمار وفي النهاية تقوليلي كلها فلوسي وأملاكي.. اني هيكونلي حياة تانيه بعيد عنك يامصرية وهيكون حداي بيت وعيال، ومش هصرف عليهم قرش حرام من فلوسك، ومش همد يدي غير عاللي تديهوني برضاكي، غير إكده خشمك يجيب الهوا اكسرهو لك


بلعت مصرية ريقها وقعدت جاره وردت عليه بهدوء:

-مكانش فيه داعي تقول كل ديه ياعزام، واني كل اللي كنت هقولهولك قوم عشان ابوك قال ان فيه واحد صاحبك جالك من بحري عيقول انه كان صاحبك في الجامعه يسأل عليك.. قدمتله واجب الضيافه مع ابوك وفطرتهم هما التنين وقاعد في المندره مستنيك.


نفخ عزام ورد عليها بعد مافرك وشه:

- ميجراش حاجة، وبرضك الكلمتين اللي اتقالوا إكده ولا إكده كان لازمن تسمعيهم؛ فكويس اننا قولناهم وخلصنا منيهم.

مصرية ردت عليه وهي عتفرك فأديها بتوتر:

-عزام.. اني خابره انك هتتجوز، ولازمن هتتجوز، اني مش صغيره ومن لاول عارفه ان جوازنا مصالح، ومش عايزاك لا تكبرلي مال ولا تزيدلي أملاك، 

اني اكتفيت من الدنيا واللي حداي نعمة، خلى الايراد كله ليك و الاصول كمان هكتبهالك، واني معاوزاش غير بس على كد مصاريف وكلي وشربي واحتياجاتي..

 وممستنياش منيك زي اللي خدته من وفقي ولا مستنيه انك تكون زي وفقي فحاجة، دوكها كان ليا عليه حق وجمايل، عشان لما اتجوزته كان هو المحتاجني اكتر ماني محتاجاله، بس معاك انت اني المحتاجالك كد ماانت محتاجني واكتر كمان..ومتجوزتكش عشان عايزه راجل ينام فطولي ياعزام.. اتجوزتك انت بالذات عشان عارفاك اصيل وشيال ومهترمنيشي ومأمناك على روحي، غيرك ممكن ياخد خيري ويهملني تاكلني الكلاب، واني معاوزاش اتذل فآخر ايامي. 


اتنهد عزام ورد عليها بهدوء:

-ماعاش اللي يذلك واني عالدنيا وانتي فعصمتي.. قومي يلا جهزي الوكل على مااتسبح واطلع اشوف الضيف اللي جايني ديه جاي فأيه وعايز ايه.


قام عزام وطلع ومصرية وقفت تراقبه، ومن جواها خايفه.. خايفه تديه كل املاكها يستغنى عنها ويشرد بعيد، وخايفه تديق عليه يسرقها وبرضوا يهروب والنفس أماره بالسوء، خايفه تكون اشترت ونس كداب وصُحبة زايلة.. وعقلها مش راضي يصدق انه هيستمر معاها للنهاية.. وكأنها فحلم وعارفه انها لازمن ولابد هتصحى منيه فيوم.


طلع عزام من الحمام وفطر وراح على ضيفه، لقاه عادل.. صاحبه في الجامعة، ويعتبر اقرب واحد ليه من بين الكل. 

واللي استغرب هو وباقي زمايله غيابه الترم ده ومصدقوش حججه وانه مش فاضي، فحب يتأكد بنفسه من السبب اللي مش مخليه فاضي لكليته ودراسته، من بعد ماكان اكتر واحد في الشله بيذاكر ومجتهد والكل متنبأله بالإمتياز!


قعد عزام معاه وابوه سابهم وساب السرايا وراح على بيته، وعزام حكاله بصراحة كل حاجة بخصوص مصريه وجوازه منها، وكان متوقع من صاحبه استنكار أو تنمر، جملتين تريقه حتى، لكن اللي حصل إن عادل بصله وقاله بنبره كلها عمق:

-علي فكرة انت عملت الصح.. بس الصح من وجهة نظر الشباب اللي زيي وزيك.. أيوه احنا بنكافح ونتعلم وواخدين عهد على نفسنا اننا هنوصل، بس كمان عارفين إن الوصول مش سهل، وإننا قدامنا جبل صخر لازم نحفر فيه بادينا عشان نعملنا إسم ومكان..

 وانت اختصرتها ياصاحبي ولقيت نحات معاه كل ادواته وهيحفر مكانك في الصخر ويكتب إسمك اسرع، أيا كان التمن اللي هتديهوله مادام معاك وفمقدرتك تدفعه متترددش. بس اياك ياعزام تكتفي بالفلوس وتسيب الكليه وتضيع تعبك،، شهادتك اللي هتعملك مكانه وسط المجتمع، لقب باشمهندس اللي مجرد سماعه بيخلي الواحد طاير فوق السحاب.


اتنهد عزام وهو شايف إن كلام عادل صح، كليته اللي خلاها آخر إهتماماته هى اللي المفروض يديها الأولوية، ومصرية وفلوسها اللي خلاهم غاية المفروض يرجعهم تاني وسيلة.. كل الحاجات اللي باظت فحياته واللي على وشك انها تبوظ لازم يلحق يصلحها.



خد عادل قعدته مع عزام في السرايا وطلب منه انه يفرجه بلدهم،


 وفعلًا خده عزام في جوله في البلد، ابتداها في الغيطان وغداه غدى فلاحي وسط الخضره عملتهولهم مصرية العروسة بنفسها، 

ونهوها بقعده على النيل، وخدتهم الحكاوي لغاية ماليل الليل، والجو كان عاجب عادل قوي ورافض يقوم، لغاية ماعدى قدامه مركب صيد، وبرق عيونه وهو واعي اللي عتجدف بنيه حلوه وصغيرة،، ووقفت بالقارب قريبه منهم ورمت شباكها، بص عادل لعزام.. اللي أول ماشافه عيبص لنواره وهو عارف ان عينه زايغه ومعيسيبش وحده من غير مايتغزل فيها ويفصصها تفصيص.. عيونه طلعوا من محاجرهم من شدة الغضب وسأله عادل:

-ايه دا ياعزام، انتوا عندكم الستات بتركب مراكب وتصطاد؟


مردش عليه عزام وعيونه فضلت عليها ومراكب الصيادين تعدى من جارها ويرموا عليها السلام وهي ترد عليهم، وقلبه يغلي غلي كل ماتوطي وتتعدل والعيون هتفتك بيها، ونفسه ينزل الميه يشدها من شعرها ويوديها على بيتهم.. 

فسأله عادل مرة تانيه وهو بيتأمل نواره:

-عزام ماترضي فضولي وترد عليا يااخي، الحلويات دي من بلدكم ولا بتعدي عليكم وهي بتصطاد، وفيه غيرها كده بنات حلوة بتيجي؟ اصل لو كده انا مش مروح.


رد عليه عزام بغضب:

-له مفيش غيرها.. هي وحده بس اللي ربنا بلاها بحالها وبلاني بيها.

عادل:

-بلاك؟

عزام:

-قصدي بلانا.. اني واهل البلد يعني..أصل مفيش حدانا بنيه عتندلى الميه تصيد، مفيش غير هي دي بس ولا عتسمع ولا عتكبر لحد.، ومصممه تاكل لقمتها بعرق جبينها



عادل رد عليه وهو بيبصلها بإعجاب شديد:

-مكافحة وقوية، نوعي المفضل من الستات.. ماتظبطلي معاها لو ليها في التعارف عرفني وانا اجيبها على حجري بالراحة. 


عزام:

-طيب بس من كلامك الفاضي ديه و يلا قوم بينا معاودين السرايا نطفحولنا لقمة جوعنا.


عادل:ايه يابو الصحاب حاسك ادايقت، انت غرت؟

عزام:

-ايوه غيرت امال ايه، وأي حر يغار على بنات بلده مش بس اني، ولعلمك المستوره معاها واد وعتجري عليه لا ليها في التعارف ولا عتاجي على حجر حد.

رد عليه عادل وهو بيبصلها بإستنكار:

-احلف ان دي متجوزه ومخلفه!!

امال ليه لسه صاروخ، وفين النطع اللي متجوزها سايبها ليه تطلع وتشتغل هو اتشل؟ فيه حد يكون معاه الجمال دا ويمرمطه؟ راجل معندهوش نخوة صحيح. 

نفخ عزام وقاله بديقه:

- جوزها مات.. ارتاح وريح.. عقولك ايه دع الخلق للخالق وهم بينا عالسرايا ونزل عينك الدي تندب فيها رصاصه داي. 

قالها وهو عيمسك وش عادل ويلفه بعيد عن نواره، فضحك عادل ومشي معاه وهو لسه مستغرب على وحده زي دي واقفه على مركب وبترمي شبكتها وتلمها وغيرها في البلد اللي جاي منها بتستغل جمالها وتكسب منه فلوس بالهبل. 


وروح عادل مع عزام، بس صورة نواره فباله مش رايحه، وقرر مع نفسه إنه يعمل زي عزام ويستغل فرصة ظهرتله من العدم، والظاهر إن البلد دي طلعت بلد الفرص ومش هيندم على مجيته ليها. 



اما عند نجمه فوقت سابق.. 


شافت نجمه القرده ونزلت الميكروسكوب وبصتلها بإستغراب وشفقة فنفس الوقت، القرده كانت خاسه وواضح عليها التعب.. فاستنتجت نجمه انها خرجت من القفص لوحدها لما غلبها الجوع، واستغربت كمان على كل اللي دخلوا الفيلا حققوا انهم سابوها ومهتموش لأمرها وهي فاكرة حد فيهم اخدها، فقربت نجمه منها بهدوء ومدتلها ايدها، والقرده تجاوبت معاها ومسكت ايدها، 

فأخدتها نجمه وراحوا على المطبخ، واللي مكانتش نجمه دخلته واتفاجئت باللي حاصل فيه، كل حاجة متكركبه، التلاجة مفتوحة والأكل اللي فيها كله واقع عالأرض، الذقيق السكر الملح، كل مكون في المطبخ مكبوب، ولما سابت القرده ايدها ودخلت تلف في المطبخ كانها بتدور على حاجة، او بتقولها إن كل حاجة خلصت، عرفت ان الفوضى دي منها هي لما كانت بتدور على اكل.


راحت نجمه عالأوضة ومسكت تليفونها واتصلت بالهايبر ماركت القريب عليهم يجيبلها اي حاجة للقردة تاكلها، طلبتلها فواكه وخضروات..

 ونزلت تحت استنته عالبوابه عشان تاخدهم منه، وبعد مااستلمتهم وأكلت القرده، اخدتها عالمعمل وشغلت جهاز السونار وبدأت تكشف عليها، وشافت وضع الجنين اللي صدمها!

واللي برغم جوع القردة وهزلانها الا ان حركته ونبضات قلبه وكل مؤشراته الحيوية فوق الممتاز واضعاف الطبيعي، وحتى حجمه!! 

ودا خلاها حطت ايدها على بطنها وهي بتفكر في كلام ايان ليها عن التجربة..

وانه لو مش مطمن مش هيعرضها هي وابنه للخطر، وحاولت تدور في المعمل على اي حاجة تديها معلومات اكتر عن التجربة، وفكرة مجنونه سيطرت عليها وصوت فودانها بيقولها:

"حققي حلمه واعملي اللي كان نفسه يعمله، خلي إبنك مميز زي ماكان ابوه عايزه يكون، كملى اللي بدأه وخلدي ذكراه بحاجة لو نجحت العالم كله هيدعيله عشان وصل لها. 


فطلعت تاني للأوضة بتاعتها هي وإيان والقردة معاها، وفضلت فأوضتها تحلل في المادة اللي في السرنجه، لغاية ماتقريبِا وصلت لتلات تربع مكوناتها. 


وفي الأثناء دي كانت ليل وصلت الفيلا هي وموده، فدخلت ليل بإندفاع، وموده دخلت وراها بسرعة وهي بتبص حواليها بخوف وقشعريرة ورعب من مكان اتقتل فيه ٧ افراد.. وأكيد ارواحهم بتطوف في المكان وبتدور عالإنتقام زي مابتشوف في الأفلام..


 فجريت ومسكت ايد ليل وقالتلها بخوف:

-ليه ندخل ماكنا ندهنا من بره، وازاي بنتك الحلوفه دخلت المكان دا لوحدها، دانا معاكي وهموت من الرعب.. وصرخت وكتمت صرختها وهي شايفه البقعة اللي باللون الإسود عالأرض واللي واضحة جدًا انها دم. 

فردت عليها ليل بهدوء:

-فيشي حاجة ياموده من اللي فبالك، سمي باسم الله فقلبك واهدي، ولا حتي اطلعي استنيني في العربية لو ممتحملاشي.


موده:

-واستنى في العربية لوحدي؟ لا طبعًا معاكي رجلي على رجلك..


دخلوا الفيلا وليل اتلفتت حواليها وندهت على بنتها:

-نجمه، يانجمه..

نجمه ردت عليها من أوضتها:

-انا فوق ياماما تعالي.

طلعولها وشافوها مكفيه عالميكروسكوب وبتشوف حاجة، فميلت موده اللي كانت مكلبشة في دراع ليل عليها وقالتلها:

-ايه ياليل دا، الظاهر بنتك عفريت جوزها لبسها يافقريه، عشان تبقى تقولي مفيش حاجة.


ليل فكت ايد موده من دراعها وراحت لبنتها وسألتها بحنان:

-عتعملي ايه يانجمه، وكيف يابتي تطلعي من الفيلا لحالك من غير ماتقوليلي، برضك إكده تخوفيني عليكي وترعبي أبوكي؟

ردت عليها نجمه وهي بتمثل الثبات:

-وتخافوا عليا ليه ياأمي، أديني جيت ايه اللي حصلي يعني، وبعدين دا بيتي وبيت ابني وانا مش هسيبه.


ليل:

-مش دلوكيت يانجمه، اصبري بس لغاية مالنار اللي فقلبك تهدى وتخمد وبعدها تعالي واقعدي فيه براحتك، ادخليه مع ولدك ولا بتك عشان تكوني ملهيه فيه ومتفكريش فحاجة تانيه.


نجمه:

-لا ياماما مش ههرب ولا هأجل مواجهتي مع الحقيقة، لازم افضل هنا عشان اصدق، عشان اقتنع، وعشان اتخطى.

ليل:

-طيب ومين هيقعد معاكي ومتقوليليش هتقعدي لحالك عشان ديه ابعدلك من نجوم السما، ودلوك كله مشغول، واني سامحيني مهقدرشي اهمل بيتي وموطرحي اكتر من إكده.

نجمه:

-اهو زي مانتي مش قادره تبعدي عن بيتك انا كمان زيك، ارجوكي ياامي حسي بيا وافهميني. 


ردت عليها موده:

-طيب معلش انا هسأل سؤال، يعني دلوقتي انتي عادي تقعدي لوحدك، وتباتي لوحدك هنا؟ 

نجمه:

-ايوه ياعمتو فيها ايه يعني؟ 


موده:

-لا ياقلب عمتو مفهاش حاجة.. دانتي طلعتي مش بني آدمه خالص.

 

سكتت نجمه ورجعت تاني تبص في الميكروسكوب، وليل سألتها للمرة الأخيرة بيأس:

يعني يانجمه اني اقول لابوكي ايه دلوك.. اللي قايلي روحي هاتي بتك قوام.. ارد عليه اقوله بتك مراضياشي تهمل بيتها وتاجي معاي.. انتي مش عارفه انه مش فاضي والزعل هيعكره ويشتت فكره وممكن يتأذي لو مش منتبه؟! 


رد عليها اركان اللي وصل ووقف قدام باب الاوضة:

-عادي عندها ومش هتفرق معاها علي فكره، 

دي أهم حاجة عندها هي واللي عايزاه ونفسها فيه، حتى لو كانت متاكده انه لو حصل هيأذي اللي حواليها. 

نجمه:

-أركان ارجوك انت بالذات متتدخلش في الموضوع ده. 

اركان:

-لا دا انا بالذات اللي هتدخل.. مهو محدش هيوقفلك ولا فاضيلك غيري، والفيلا دي قسمًا عظمًا لو ماقومتي دلوقتي ومشيتي معانا لأجيب بلدوزر وأساويهالك بالأرض. 


نجمه:

-أركان بطل جنان وسيبني فحالي انا مش ناقصاك انت كمان. 

أركان:

-قصدك مش ناقصاك إنت بالذات.. بس مش مشكلة اهم حاجة انك متقعديش في الفيلا دي. 


نحمه:

- انا بجد مش فاهمة انتوا ليه بتتدخلوا فحياتي وقراراتي؟ مين مديكم الحق ، أنتوا خايفين عليا ماشي كتر خيركم وانا مقدره ده، انما تضغطوا عليا بالشكل دا مش مقبول، ودلوقتي انا قاعده فبيتي واللي حابب يقعد معايا اهلا وسهلا وهقوم اضايفه، واللي مش عايز يتفضل يروح يقعد في المكان اللي يريحه. 


ليل فتحت بوقها بإستغراب من كلامها وبصت لأركان اللي اخد نفس جامد ودخل، مسك نجمه من دراعها وشدها قومها، وجرها على بره معاه ومش سامع ليها وهي بتقوله:


-انت بتعمل ايه ياحيوان ياهمجي، اوعى سيب دراعي مش من حقك تمسكني كده. 


رد عليها بكل برود :

-اخرسي يانجمه عشان انا عامل حساب للي فبطنك بس، غير كده كنت اخدتك كام قلم عدلوكي.. داحنا نحكم عليكي وكلمتنا تمشي على رقابتك ونضغطك زي مابنفعص علبة الكانز بعد مانشربها.. 

وان كان عاجبك.. أوعي يابت تفكري انك عشان اتجوزتي تبقى كده كبرتي وخلاص محدش له دعوه بيكي، وتستغلي بقا تعب امك وانشغال ابوكي وتظيطي،

 لا دانا فاضيلك ولو الحرب قايمه اسيبها واجيلك اعدلك واردك لعقلك عالبارد والحامي كمان. 


نجمه نترت دراعها من ايده ووقفت وقالتله بإعتراض:

-بأي حق يااركان، بأي صفة تعمل كده، لعلمك بقى انت آخر واحد ممكن تفكر تتدخل فحياتي، انت بالذات ياأركان عشان حياتي كلها باظت بسببك، ايان مات بسببك، بنتي او ابني اللي جاي اتيتم بسببك. 


بصلها اركان بذهول وسألها:

-بسببي انا يانجمه؟ 

انفجرت فيه بعصبية:

-ايوه بسببك يااركان، وانا لو هلوم حد علي موت ايان وبوظان حياتي هيكون انت وبس. 


اركان:

-ليه يانجمه. هي الرصاصة اللي موتته كانت من مسدسي انا؟ الناس اللي قتلوه كانوا من طرفي انا، ولا تكونيش بتلوميني عشان الرصاصة مجاتش فيا وجات فيه؟! 


نجمه:

-مش انت اللي ضربت ولا انت اللي بعتت بس انت اتمنيت، أكيد كان نفسك ان إيان يموت ويمكن كمان دعيت، مقولتهاش بس انا كنت حاساها منك وبشوفها فنظراتك ليه


. ايوه انت اللي قتلته يااركان، قتلته بالحقد والكره وجاي دلوقتي بعد موته تاخد اللي اخده منك.


فضل اركان يتأملها شويه وبعدها رد عليها بهدوء:

-عارفه يانجمه، أنا لغاية قبل ماتقولي الكلمتين اللي قولتيهم دول كنت شايفك حاجة.. وبعدهم شفتك حاجة تانيه خالص. 

عارفه معني كلامك دا ايه؟ طب عارفه الكلمتين دول وضحولي عقلك وافكارك ونظرتك ليا عامله ازاي! 

انا حقيقي بحبك، ومن كل قلبي اتمنيتك، بس عمري ماكنت بسواد القلب اللي بتوصفيه، ولا عمري اتمنى موت حد عشان آخد حاجة ملكه.. وانا مش نبي ولا ولي ليا كرامات عشان اللي اتمناه يتحقق.. انا حقيقي مصدوم فيكي. 


ودلوقتي اتفضلي قدامي، واللي بيني وبينك يانجمه عشرة عمر والعشم على قد العشرة، وأوعى دماغك تاخدك في السكة دى عشان دا موضوع منتهي، من قبل حتى متقولي الكلمتين دول، من أول لحظة بعد موت ايان.. 

وموضوعك معايا خلصان وصفحتك مقفولة، بس صفحة الصداقة والأخوه هتفضل مفتوحه برضاكي او غصب عنك..عشان خاطر امك وأبوكي مش عشانك خالص. 


ردت عليه ليل اللي حبت تلطف الجو:

-يااركان نجمه اكيد متقصدش اللي وصلك، نجمه نفسيتها تعبانه ومعذورة ولازمن نطولوا بالنا عليها. 


اركان:

-نفسيتها تعبانه على نفسها متسوقش في الوقاحة وترمي الناس بتهم باطلة ونقول نفسيتها تعبانه، دي وحدة مريضة وغير سوية وعقلها فيه خلل مأثر على تفكيرها.. وهي اللي لازم تتغير مش اللي حواليها يعذر ويتأقلم.. ودلوقتي قدامي ياحيوانه على فيلا جدك والفيلا هنا لو عتبتيها من غير مايكون حد معاكي مش هتعامل معاكي بالطريقة دي تاني. 


اتنهدت نجمه وقررت انها تنصاع وتمشي معاهم وهي شايفه العند في عيون اركان وانه مش هيتنازل ولا هيحل عنها، حتى بعد ماجرحته بكلام كانت فاكره بعده إنه هيمشي ويسيبها وميتدخلش فحياتها مرة تانيه. 

بس قبل ماتمشي اخدت معاها الحقنه والميكروسكوب وجهاز السونار.. وأخيرًا القرده اللي قعدتها في العربية بتاعتها من قدام جنب اركان وهي ركبت ورا، 

وليل وموده رجعوا بعربية موده، وعربية اركان سابها على اساس انه هيرجع تاني ياخدها لما يرجع الأكاديمية.. وطول الطريق اركان يبص عالقردة ويبص لنجمه ويهمس بصوت مسموع ليها:

-سبحان الله يخلق من الشبه ٤٠.. ونجمه ثابته على موقفها، مكشره وملامحها جاده ومش راضيه تلين مهما اركان حاول إنه يطلعها من حالتها.. 

كان شايف انه قسي عليها شوية، بس دا عشان يحط حدود لكلامها وتصرفاتها معاه في الفترة الجاية، وياكدلها أن مش هو اللي هياخد دور مجنون نجمة المطارِد، 

ولا هيسمحلها تعيش مرة. تانية دور المُلاحقه من عاشق مجنون بيها.. هو أكبر من كده ولازم تتأكد من ده. 



رجعوا عالفيلا، واخدت نجمه قردتها ودخلت على أوضتها على طول، أما اركان فراح على بيتهم، اترمى فحضن أمه ومن غير مايشتكيلها من حاجة فهمته وفضلت تهون عليه، وقالتله بهدوء:

- نجمه مش هيكون القرب منها بالسهولة اللي انت فاكرها يااركان، وعشان تفوز بيها لازم صبر وطولة بال وتعب. 


رد عليها بهدوء عجيب:

-وانا مش مستعد ولا عندي طاقة، والحب اللي ميجيش لوحده وبسهولة ويتزرع في القلب من عند ربنا مش هسعى ليه. 

جواهر:

-يعني ايه ياأركان؟ 

اركان:

-يعني فأقرب فرصة تخطبيلي زينب. 


جواهر:

-لا مش هعمل كده ومتاخدش قرار مصيري بالشكل دا فلحظة غضب او وجع وتندم عليه باقي عمرك. 


اركان:

-لأ مش هندم.. مش هندم عشان انا نويت احب مرة تانيه، وادي مشاعري لوحده تستاهل، هخلصلها واسعدها ومش هتجوزها عشان انسى بيها ولا لأي سبب تاني، ومش هستنى ظروف تتغير او مشاعر لسه هتتولد، الوقت اللي هستنى واحاول فيه مع نجمه احاول فيه اني احب غيرها.. وهنجح في النهاية انا متأكد. 


جواهر:

-متاكد؟ 

اركان:

-أيوه متأكد. 



إما في البلد عند نواره... 

مؤمن:

- السمك اللي صدتيه عشيه اتباع كله يانواره وفلوسه اهه.. وكمان ايراد الدكان اهو ياعيشه خديه. 

عيشه:

-ادي كل الفلوس لنواره يامؤمن، دي فلوسها، حقها، الدكانه والبيت من فلوس جوزها وهي وولدها احق بيهم، وهي اللي هتصرف عالبيت من إهنه ورايح، تكتر تقلل براحتها. 


نواره:

-ايه الكلام ديه ياخاله، حق ايه ومستحق ايه، ديه تعب ووقفة ابوي يعني الفلوس فلوسه وحقه هو، اني كل اللي ععمله اني عحاول اوفر قرش زيادة لولدي عشان الظروف، اني معرفش بكره مخبيله ايه ودلوك انا بحيلي بكره مضمنش.. معايزاهوش يطلع محروم ولا يبص لحاجة فيد حد ويتمناها ميطولهاش، معاوزاهش يعيش اللي اني عشته. 


كلامها خلى مؤمن ابوها ساب الفلوس من يده وقام طلع، وعيشه بصتلها بعتب وقالتلها:

-ليه اكده يانواره تزعليه وتكسري نفسه؟ 

نواره:

-وليه يزعل من الحق، هو اني قولت حاجة غلط ياخاله؟ اني كنت بت وحده معاه وشيلتي هينه وهو كان مستسهل، اكتفي بمركب وشبكه يفرطها ويلمها بدال التعب والكد والسعي، عمره مافكر يكونله ببيت يلمني فيه ولا عمره قال اخليها زي البنات التانيه اللي فسنها واني اكون اب كيف الأبهات.. 

قصر واستسهل ولازمن حد يفكره بتقصيرة عشان ميجيش فيوم ويصدق انه تعب وشقي وربى ويساوي روحه بالأبهات التانيه. 


عيشه:

-بقيتي قاسيه قوي يانواره! 

نواره:

-من اللي شوفته ياخاله، وبعدين هي فين قسوتي داي، داني كل قساوتي فكلامي، فيه ناس تانيه قساوتها فأفعالها، وياريتي اعرف اكون زيهم، ياريتني اتعلم، بس ملحوقة.. وربي ملحوقة. 


عيشه بصتلها وخافت من عيونها اللي ضلموا من القهر والوعيد اللي فيهم، خافت عليها تضيع روحها وتعمل حاجة ماتعرفلهاش نهاية ولا تضمن عواقبها، خافت عليها بزيادة وهي حاسه انها مش هتعدي اللي جرالها وجرا لولدها بالساهل. 


خلصت نواره كلامها وقامت، لبست وسابت رزق مع عيشه وطلعت، ومرضيتش تقولها رايحه فين، قالتلها هتمشى شويه وخلاص. 

بس نواره راحت للمكان اللي مدفون فيه حقها وحق ولدها.. راحت المدافن.. خبطت على بابها وطلعلها الحارس.. كان راجل عجوز بس عفي وملامحه تخوف، الظاهر من كتر اللي عيشوفه كل يوم الخوف سكن ملامحه.. 


عرفها من اول ماشافها فسألها:

-جايه عايزه ايه.. هتطلعي مين من قبره تاني وتقلقي نومته؟ 

نواره:

-مش هطلع حد.. كان نفسي بس اقرا الفاتحه لابو ولدي واحطله جريده خضره فوق قبره وعشمانه فيك تدلني على الموطرح اللي هو فيه. 

رد عليها بخبث:

-قبر جوزك انتي خابره موطرحه زين، خشي اقريله الفاتحه وحطي الجريد اللي يريحك، ولو عايزه تضمني ان الجريد يفضل موجود على قبر جوزك ويطوله ازرعي نخله واهي تضلل على كل القبور. 


بصتله نواره وديقت عنيها وهو ضحك بمكر وقالها:

-عقول ايه، معاوزاشي تطلعي صدقة على روح ابو ولدك، جاية تهزي فطولك ودابه المشوار ديه كله عشان تقري فاتحه هتوصله لو انتي فاخر الدنيا وتحطي على قبره جريده؟ شخللي جيبك وطلعي فلوس هي الثواب الصوح عشان ادعيله ان ربنا يغفرله ويسامحه. 


نواره:

-ليه اديك فلوس ومنين، خليتني آخد فلوس انت ولا مصرية، روح خد منها.. هي اللي لاشت اللوشه الكبيرة، ولو مكانتش ادتك اللي يشبعك العمر كله توبقى عطتك على قفاك كف معدل تستاهله وحلال فيك، روح وهددها تفضح السر واسحب منها وقل راحتها. 


رد عليها بإبتسامة صفرا:

-له مهعملش إكده، حاكم اني حداي ضمير وكلمتي وحده، وبعدين هي الوليه عطتني وعطتني كتير كمان. 


نواره:

-ايواااا.. قولتلي انها عطتك كتير. 

رد عليها وهو عيديها ضهره ويمشي:

-ايوه، عطتني صدقه على روح المرحوم، فلوس اقعد ادعيله بيها العمر كله، كنتي هتعطيني ايه انتي؟ روحي عاودي بيتكم وحرصي من العفاريت اللي في الطريق احسن تخبلك.. حاكم الطريق داي مليانه عفاريت، ولا محدش قالك. 


نواره:

-له وانت الصادق دي مليانه شياطين وانت كبيرهم.. على العموم لينا وقفه قصاد بعض قدام ربنا، روح واستناني هناك واني جايالك. 

رد عليها وهو عيشاورلها بإيده يودعها:

-هستناكي بس متعوقيش علي، حاكم الانتظار عفش. 


رجعت نواره من موطرح ماجات، متعرفش كانت متوقعه ايه من مجيتها بس اهي محاولة والسلام. وولدها يستحق ألف محاولة، ويستاهل تمشيله الف ميل لو في نهاية الطريق هتعرف تجيبله حقه.. بس للأسف كل الخطاوي عتنتهي بسراب.. 


دا حتى جوز ليل اللي وعدها بالمساعدة راح وقال عدولي والظاهر نسيها. 

رجعت تاني على بيتها وعدت فطريقها قدام السرايا، فلمحها عادل اللي كان قاعد مع شاكر يشرب الشاي قصاد البوابة ويتسامر معاه وعرف يسرسبه ويعرف منه حكايتها من طقطق للسلام عليكم، وأول ماعدت قدامه حس ان النصيب بعتهاله.


 فساب الشاي وطلع وراها بإستعجال وقفها وهو عيقولها:

-انتي ياصبيه.. استني عايزك. 

وقفت نواره وبصتله وهي عتقوله:

-عتنده عليا اني؟ 

رد عليها وهو عيتقدم منها:

-ايوه عليكي، مش انتي نواره الصياده اللي كنتي امبارح في النيل بتصطادي، أرملة صاحب السرايا دي؟ 


ردت عليه نواره بإستغراب:

-ايوه اني، عرفتني منين،وعايز ايه مني؟ 

عادل:

-عايزك في كل خير ياست البنات.. انا غريب مش من هنا وجيت البلد زيارة لصاحبي عزام.. وشوفتك وعجبتيني، عرفت حكايتك وصعبتي عليا انتي وابنك 

وحابب اساعدك.. ايه رأيك، تقبلي تتجوزيني على سنة الله ورسولة وتيجي معايا بحري.. تبعدي عن البلد دي واهلها وناسها وقرفها، والأهم هكون أب لأبنك، هديه إسمي واخليه يعيش وسط الناس مرفوع الراس..وهراعي ربنا فيكي هاه قولتي ايه؟ 

 بصت نواره على عزام اللي طلع من السرايا ووقف ورا عادل وسمع كل الكلام وابتسمت وردت عليه:


-هقول ايه يعني فحديت زين كيف ديه.. جواز على سنة الله ورسولة وهتراعي ربنا فيا وهتكونلي أب لولدي وتديه أسمك..الوحده هتعوز ايه من راجل جاي يتجوزها غير إكده حاجة ميعملهاش غير واد أصول ميتقالوش له.. طريق بيتنا اسأل عليه عزام صاحبك هو عارفه زين، وهاته وتعالا عشان تقابل ابوي واطمن، الموافقة مضمونة. 


يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ريناد يوسف، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة